|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() محتارة بين تخصص الهندسة وتخصص العلوم الإنسانية أ. شروق الجبوري السؤال ♦ ملخص السؤال: طالبة تُحب الهندسة والرياضيات، ولديها شغَفٌ بقراءة العلوم الإنسانية والتنمية البشرية، وتريد التخصص في أحدهما وتسأل: في أيهما أتخصَّص؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لديَّ مشكلةٌ في اختيار تخصُّصي الجامعي؛ فأنا أحبُّ الهندسة والرياضيات، وأتخيَّل نفسي مهندسةً كبيرةً ومتفوقةً، لكن المشكلة أنه ليس هذا هو المجال الذي أتمنى أن أكملَ فيه حياتي. لديَّ شغَفٌ بعلوم النفس والتنمية البشرية، وأحبُّ أن أسمعَ وأقرأ عن طبيعة النفس والعقل البشري، ولديَّ كتُبٌ كثيرةٌ في هذه الموضوعات! أخبروني كيف أوفِّق بينهما؟ أو كيف أختار أحدهما؟ سألتُ كثيرًا من الأصدقاء فأخبروني بأنني لا بد أن أختارَ أحدهما وأتخذ الثاني هواية. أشيروا عليَّ، وجزاكم الله خيرًا الجواب ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعدنا أن نُرَحِّبَ بك في شبكة الألوكة، سائلينَ المولى القديرَ أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك، وينفع جميع المستشيرين. وأُحَيِّي ما لمستُه فيك مِن تَوَجُّهٍ سليمٍ في اتخاذ قراراتك، ومراجعتك لجوانبها، وتفكُّرك في مآلاتها، ومُفاضلتك بين رغباتك مِن جهةٍ وبين طموحك من الجهة الأخرى، كما أُحَيِّي استشارتك لمن حولك، ومحاورتهم في أفكارك؛ مما يُشير إلى عدم اتسامك بالعناد أو التسرُّع. لكني في الوقت نفسه أحثُّك يا عزيزتي على أن يكونَ قرارُ اختيار تخصصك العلمي، والذي سيُمَثِّل مجالك المهني فيما بعدُ - بإذن الله تعالى، وكذلك غيره مِن القرارات الشخصية - نابعًا من قناعتك الذاتية التامة به؛ فإنَّ تشاوُرك مع الآخرين، ومراجعاتك ومقارناتك الفكرية حول الموضوع، ما هي إلى سبُل تُهَيِّئ لك معلومات مهمة، وتُبصِّرك بشكلٍ أفضل بكل جوانبه. وهذا هو دوري أيضًا في تقديم الاستشارة التي أقوم فيها بمُحاولة تسليط الضوء على معطيات مهمة تتعلق بالموقف، قد تغيب عن صاحبه، وأترك له اتخاذ قراراته المصيرية التي ترتبط بشكلٍ كبيرٍ بميوله وقدراته وظروفه، التي ولا شك هو أكثر إحاطة بها. ولذلك أتمنى منك - يا عزيزتي - أن تقومي بعمل مقارنة (يُفَضَّل أن تكونَ مكتوبةً) لكل مِن التخصصين، وتُحددي فيها أمورًا مهمة تتعلَّق باختيار التخصص؛ مثل: حاجة سوق العمل للتخصص، ظروفك العائلية والاجتماعية لامتهانه فيما بعدُ، قدراتك ومهاراتك الشخصية التي تُسهم في نجاحك فيه، بالإضافة إلى ميولك ورغبتك، وكل ما يتعلق بدراسته أو العمل بمجاله، وعندها سيكون التخصُّص الذي يجمع أكثر النقاط هو المرشح لاختيارك له. كما أودُّ أن أُنَوِّه فقط إلى أني لا أجد أن الانخراط في تخصص الهندسة أمرًا يُبعدك عن مجال علم النفس والعلوم الإنسانية، فهناك فرعٌ خاصٌّ في علم النفس يسمى: (علم النفس الإداري)، وآخر في علم الاجتماع يسمى: (علم الاجتماع الصناعي)، بل إن كتابات تايلر Fredrick Taylor - وهو مهندسٌ في أحد مصانع الحديد - أسهمتْ بشكل كبيرٍ في هذه العلوم، حين أثبتت تجاربُه أن تحسين الحالة المزاجية والنفسية للعامل تُسهم في زيادة الإنتاج. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُرشدك لما فيه الأصلح لك في الدارين، ويفتح لك أبواب العلم، وينفع بك وسنكون سُعداء بسماع أخبارك الطيبة مجددًا |
العلامات المرجعية |
|
|