|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كلنا محمود بدر الجمعة, 01 مايو 2015 14:15 ![]() في عام 2009 وبعد إعلان رئيس اللجنة القضائية المشرفة علي إنتخابات نقابة الصحفيين عن فوز مكرم محمد أحمد بمقعد النقيب ، بعد تغلبه علي منافسه ضياء رشوان في جولة الإعادة، إنشغل أنصار مكرم بالتصفيق وتبادل التهاني ،وبدا الحزن والانكسار علي وجوه الشباب الذين وقفوا بجوار رشوان حينما كان يعتقدون أنه حلما ثوريا أفلاطونيا في مواجهة كابوس مرشح الأجهزة الأمنية ،خاصة أن الفرق بينهما في الجولة الأولى لم يتجاوز الخمسين صوت. وبينما كانت دموع البعض تتسابق علي وجهه قهرا وحزنا وألما بعد ضياع الحلم الذي كنا نعتقد أنه حلما قبل أن نكتشف الحقيقة، جاء من أقصي قاعة الفرز شابا يسعي ،كان نحيلا قصيرا ضعيفا ولكنه كان صاحب حنجرة قوية وملامح حادة وتبدو في عينيه الضيقتين عزيمة صادقة وإخلاص شديد لمبادئه . هتف الشاب هتافا غير تقليلديا هز أرجاء النقابة وهز قلوب أنصار رشوان "الحلم الذي تحول إلي كابوس " "يكفينا شرف المحاولة كنا شباب في مواجهة دولة " 7 كلمات وحرف جر هتف بهم هذا الشاب فألهم حماس كل مؤيدي رشوان فانطلقت حناجرهم تردد بكل قوة هذا الهتاف العبقري الذي عبر بتلقائية مدهشة عن تلك اللحظة بكل دقة واختصار كان هذا الشاب هو محمود بدر مؤسس حركة تمرد وكانت هذه اللحظة هي بداية معرفتي به ،كان شابا صغيرا يملأه الحماس والإخلاص والوطنية ،كان يكره الظلم والاستبداد والفساد والاستعباد ،وحينما هلت 25 يناير بأنوارها وتجلياتها رأي فيها محمود بدر نفسه رأي فيها أمله، رأي فيها وجه مصر الحقيقي الذي تواري لعقود خلف ظلم وطغيان وفساد نظام مبارك بعدها حاول بدر أن ينتقل بالثورة من ميدان التحرير إلي شارع إيران حيث كانت توجد صحيفة التحرير التي كان يترأس تحريرها إبراهيم عيسي الذي أكتشف بدر أنه أكثر استبدادا وعنصرية وظلما وبطشا وقهرا وتكبرا من مبارك وكل رجاله . كان محمود بدر هو وعشرات من زملائه في صحيفة التحرير يحصلون علي الفتات ويهبر "أبو حملات" عشرات إن لم يكن مئات الآلاف شهريا كما انه كان يرفض تعيينهم ،أو إرسال أوراقهم إلي نقابة الصحفيين ،فقرر بدر ورفاقه الثورة علي عيسي وحملاته ولكنهم وجدوا أن الثورة علي مبارك كانت أسهل بكثير من الثورة علي الكاتب الكبير الذي خدع الجميع بمعاداته للنظام وللأجهزة الأمنية ولمبارك وعائلته وهو في الحقيقة متربي علي حجرهم ونائم في سريرهم . ومع أول فرصة للبيع ،تحول محمود بدر إلي عواد وباع ،باع كل شيء ،باع القضية ،وباع الجلابية التي كان تستر عوراته .،باع بلا أدني تردد ولا تفكير ،باع بعد أن طعن ضميره بعدة طعنات قاتلة ودفنه تحت جرافيتي الشهيد الحسيني ابوضيف المرسوم على جدران نقابة الصحفيين ،قرأ الغلام المشهد من بعيد أموال ب "الرز" وشهرة ب "الهبل" لن تتاح لأحد في مصر ربما لعقد أو عقود من الزمان وعلاقات بكبار كبار رجال الدولة وكبار رجال الأعمال والفنانين والفنانات ،أسمه سيكون على كل لسان ، في صدر الصفحات الأولي من الصحف سيكون نجم الشباك الأول في الفضائيات وفي المنتديات ،مغارة علي بابا في مصر والعواصم الخليجية ستفتح أبوابها أمامه ليغترف منها كيفما يشاء.سيقهر من قهروه يوما وعلي رأسهم أبو حملات ،ستصبح رغباته أوامر وشخبطته تعليمات ،وبإشارة منه تتحرك كل أجهزالدولة،وبرمش من عينه اليمين يحجز له أكبر وأغلي قاعة أفراح في مصر علي حساب الدولة أو رجال الأعمال وكلاهما واحد ،وبرمش من عينه الشمال يتسابق الوزراء والمسئولين والفنانين للتودد إليه وتقديم كل الخدمات الممكنة وغير الممكنة إليه والي موطنه الانتخابي . يمكنه أن يتناول عشاءه مع عمرو موسي وخالد يوسف وأن يتناول إفطاره في أغلي فندق في دبي ،لا يتحرك إلا بالحراسة والبودي جاردات ،يمكنه أن يتصل بالرئيس وأن يلتقيه وان يقول في حوار صحفي "انا والسيسي شركاء في بناء مصر "،أليست كل هذه مغانم كفيلة بتحويله إلي عواد ؟ نسى محمود،ميدان التحرير ،ونسى رائحة الغاز المسيل للدموع وإستبدله ببارفان blue chnel ،نسي الكوفية الفلسطينية التي كان يضعها علي كتفيه دائما والتي تشاجر بسببها مع زميلته في جريدة التحرير علي السلالم الداخلية لنقابة الصحفيين لان الكوفية كانت تخصها وأستبدلها بماركات عالمية من القمصان والتيشرتات، نسي عربية الفول التي كان يتناول إفطاره عليها وحل محلها العربية الbmw ،نسى كل شيء،نسي كل الماضي نسي كل الأسماء ،باستثناء أسما واحد وهو عواد ،وكل عواد . لم ينزل محمود بدر من بطن أمه فاسدا و ندلا وخائنا "للقضية " ووصوليا وانتهازيا وباحثا عن الشهرة والفلوس ،لم ينزل من بطن أمه "عوادا" ،ولا نخاسا ولا راقص استربتيز ،ولكنه حينما نظر علي يمينه وجد كل النخبة قد باعت وشلحت ملابسها وشلحت مبادئها ورقصت مع الشيطان ،وجد كل المعارضين وكل أصحاب المبادئ الثورية والمقالات النارية ضد مبارك وأبنه الذين رفعهم المتظاهرين فوق أعناقهم في ثورة يناير ما هم إلا كومبارسات مثلوا علينا دور المعارضة وهم جزء غالي عند النظام كان يدخرهم للحظات فارقة بعد التخلص من التوريث . وجد كل مقدمي البرامج الحنجوريين وكل رؤساء تحرير الصحف وكل رموز المعارضة وكل أساتذة العلوم السياسية وكل هتيفة الثورة وكل رؤساء الأحزاب وكل من وقف ضد مشروع التوريث باستثناء 3 او 4 يبحثون عن جزء من التورته،يبحثون عن نصيبهم من غنيمة دولة ما بعد الإخوان ،تماما مثلما فعل الإخوان في البحث عن نصيبهم في غنيمة مصر ما بعد مبارك ،فما بالك لو أن التورته بكامله والغنيمة بجميع أضلاعها وأصوافها ولحمها وشحمها وبريقها وأموالها قد أسقطت في حجره ،هل كان ليضيع الفرصة ؟ بداخل كل واحد فينا محمود بدر أو عواد ،منا من يرضى بفتات الفتات كالكلاب الضالة والقطط الجائعة لكي يبيع ويخلع ،ومنا من ينتظر هبرة كبيرة سواء عند السلطة أو في المعارضة تعوضه عن التعري أو تعوضه عن الحالة الحنجورية التي سيتقمصها لفترة محددة ،ومنا وهؤلاء هم أقل القليل من يقبض علي مبادئه ومن يزجر نفسه الأمارة بالسلطة والشهرة والشهوة ولا يقبل أبدا أن يكون عواد في يوما من الأيام ، وهؤلاء بمثابة ذرات مطر ونسائم ريح في يوم شديد الحر ،و حبات لؤلؤ وسط مقلب قمامة ،وومضات ضوء في ليل شديد الظلمة ،فاللهم أجعلنا منهم ولا تجعلنا من أتباع عواد و نسخته المحدثة محمود بدر وكل محمود بدر http://www.masralarabia.com/%D8%A7%D...A8%D8%AF%D8%B1
__________________
![]() ![]() |
العلامات المرجعية |
|
|