اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-05-2015, 09:49 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي حضارة الإسلام وصلت بلاد الصقالبة قبل ألف عام ابن فضلان.. أول رحالة عربي في بلاد الروس


حضارة الإسلام وصلت بلاد الصقالبة قبل ألف عام
ابن فضلان.. أول رحالة عربي في بلاد الروس(1-3)
القاهرة – دار الإعلام العربية

لا ينكر إلا جاحد الدور التنويري الذي ساهم به الرحالة والأدباء العرب في تجسيد الانفتاح الثقافي والمعرفي على العالم الخارجي خاصة في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، وعلى رأسهم الرحالة العربي أحمد بن فضلان أشهر من طاف ببلاد «الروس» وكتب عنها في وقت كانت الحضارة الغربية تفتقر إلى من يعرِّف بها.. وعلى مدى ثلاث سنوات نقل الرحالة العربي البارز كثيرًا من ثقافات وعادات وطباع بلاد العجم والترك والصقالبة والروس وإسكندنافيا والخزر، وسجلها بدقة في كتاب اشتهر باسم «رسالة ابن فضلان».. السطور التالية تحمل مزيدًا من التفاصيل..
هو أحمد بن العباس بن راشد بن حماد، عالم إسلامي من القرن العاشر الميلادي، كتب وصف رحلته كعضو في سفارة الخليفة العباسي إلى ملك الصقالبة «بلغار الفولجا» سنة 921م.. الذي كتب أقدم وصف أجنبي لروسيا عام 922م، ففي عام 921م (309هـ) خرجت من بغداد بعثة دينية سياسية بتكليف من الخليفة العباسي المقتدر بالله إلى قلب القارة الآسيوية في مكان عُرف وقتها باسم «أرض الصقالبة» تلبية لطلب ملكهم في التعريف بالدين الإسلامي، لعله يجد إجابة للسؤال المثار وقتها «كيف استطاع ذلك الدين الآتي من قلب الصحراء أن يكوِّن تلك الإمبراطورية الضخمة التي لم تضاهها حتى إمبراطورية الإسكندر المقدوني؟» وفي بغداد كان أعضاء البعثة يرتبون أوراقهم بين فقيه ورجل دولة ومؤرخ، وفي مقدمتهم كان الرجل الموسوعي أحمد بن فضلان.. الذي لم يكن رجلًا موهوبًا أو صاحب رؤية سياسية فحسب؛ بل كان قد درب عينيه الثاقبتين على رؤية ما وراء المشاهد المفردة، وشاغل عقله بالتحليل دون الرصد، وحينما عمل لعقد من الزمان الساعد الأيمن للقائد العسكري محمد بن سليمان الذي قاد في نهاية القرن التاسع وبداية القرن العاشر الميلاديين حملات عسكرية امتدت إلى حدود الصين في الشرق- تعلم ابن فضلان الكثير، وأهلته معارفه المتراكمة وثقافته بالشعوب التي خالطها إلى الوصول إلى بلاط السلطان «المقتدر بالله» كرجل دولة وفقيه عالم.. استمر في الترقي في بلاط السلطان حتى عام 921م، حينما وصلت رسالة قيصر البلغار «ألموش بن يلطوار» طلبا لإرسال سفارة إلى القيصرية البلغارية لشرح مبادئ الإسلام، على أن يرسل الخليفة من يبني للقيصر مسجدًا يطل من محرابه على شعبه، وقلعة حصينة لمجابهة الأعداء، فاختار الخليفة «ابن فضلان» على رأس الرحلة تقديرًا لمكانته وقدرته على الحوار.
البعثة
ويبقى أحمد بن فضلان أشهر الرحالة الذين كان لهم السبق في الكتابة عن «الروس» وفي التعريف بهم لدى العرب، فقد ضمت البعثة إلى جانب ابن فضلان كلا من: سوسن الرسي مولى نذير الحرمي، وتكين التركي، وبارس الصقلبي، أما دليلهم فهو عبدالله بن باشتور الخزري رسول ملك الصقالبة إلى المقتدر، وانضم إلى البعثة فقيه ومعلم وغلمان.. وغادرت هذه البعثة بغدادَ في صفر عام 309هـ- 921م، ووصلت إلى بلاد البلغار في محرم 310هـ- مايو (أيار) 922م؛ حيث زار الوفد بلاد العجم والترك والصقالبة والروس وإسكندنافيا والخزر، ومن ثم عاد الوفد إلى بغداد، وقام ابن فضلان بتسجيل وقائع رحلة السنوات الثلاث في تقرير أو كتاب رسمي اشتهر باسم «رسالة ابن فضلان»، موثقا الرحلة التي تعد أهم مصدر لتاريخ الروس والبلاد التي زارها في بداية القرن العاشر الميلادي؛ أي في فترة يفتقر فيها العالم الغربي اليوم إلى مصادر تخصها؛ لذلك استحقت عناية استثنائية من الباحثين والمحققين؛ لأنها دونت حقائق تاريخية نادرة، وشكلت نقلة نوعية في فن كتابة الرحلة العربية التي كانت غارقة في مفاهيم السرد، فنقلتها إلى مستوى التحليل الإثنوغرافي لشعوب وقبائل لم يكن العالم يعرف عنها شيئًا، كما تضمنت معطيات ثمينة للغاية؛ لأنها استندت إلى المعاينة والملاحظة الدقيقة، وإلى شدة حب الاطلاع الذي ميز الرجل، وشملت هذه المعطيات بهرج السلطان ومراسمه في بلاط ملك البلغار وملك الروس، كما شملت نمط عيش السكان وظروفهم وعاداتهم الاجتماعية ومعتقداتهم الدينية.
ووصف ابن فضلان لباس الروس وزينة نسائهم وصفًا واضحًا ودقيقًا، واسترعت انتباهه هيئة الروس وتركيبتهم الجسدية، فكتب يقول: «لم أرَ أتمَّ أبدانًا منهم كأنهم النخل، شقر حمر لا يلبسون القراطق (قميص يصل إلى منتصف الجسم) ولا الخفاتين (الصدريات)، ولكن يلبس الرجل منهم كساء يشتمل به على أحد شقيه ويخرج إحدى يديه منه ومع كل واحد منهم فأس وسيف وسكين لا يفارقه وسيوفهم صفائح مشطبة أفرنجية».
وأشار إلى تقليد عندهم كان منتشرًا عند الذكور منهم يتمثل في توشيح كامل الجسد بصور أشجار وأشكال شتى «ومن ظفر الواحد منهم إلى عنقه مخضر شجر وصور وغير ذلك».
أما فيما يتعلق بالحياة الاقتصادية للروس فقد أشار ابن فضلان إلى أن مورد رزقهم الرئيسي هو التجارة، ويرى أن تجارتهم كانت مربحة وموفقة، وكانت تقوم على بيع الرقيق الأبيض، خاصة النساء، وعلى الفراء الجيد الذي تعرف به حيوانات المناطق الباردة.
وذكر ابن فضلان بعض معاملاتهم الاجتماعية التي تتعلق بالمريض والسارق «وإذا مرض منهم الواحد ضربوا له خيمة ناحية عنهم وطرحوه فيها وجعلوا معه شيئًا من الخبز والماء ولا يقربونه ولا يكلمونه، بل لا يتعاهدونه في كل أيام مرضه لاسيما إن كان ضعيفًا أو مملوكًا، فإن برئ وقام رجع إليهم وإن مات أحرقوه».
أما عن معتقداتهم الدينية فما يستنتج من رسالة ابن فضلان هو أن الروس كانوا عبدة أوثان إذ يقول «وساعة توافي سفنهم إلى هذا المرسى يخرج كل واحد منهم ومعه خبز ولحم وبصل ولبن ونبيذ حتى يوافي خشبة طويلة منصوبة لها وجه يشبه وجه الإنسان وحولها صور صغار، وخلف تلك الصور خشب طوال قد نصبت في الأرض فيوافي إلى الصورة الكبيرة ويسجد لها».
قيمة علمية
ورغم مرور ما يزيد على ألف سنة على الرحلة، مازال صاحبها محط إعجاب الباحثين والمهتمين على مر العصور، وذلك بعد أن تخطى حدود القومية إلى أفق الإنسانية الرحب، فحفظ لشعوب عدة ذخيرة فريدة من ماض ما كان له حضور بينهم لولا تلك السطور الخالدة التي دونها في بغداد بعد عودته من رحلته تلك، محملا بكنز من حقائق عاشها فخلدته على امتداد الزمان، فقد ثمن الباحثون القيمة الأدبية والعلمية لرحلة ابن فضلان لما تضمنته من أسلوب قصصي ولغة ثرية، علاوة على دقة وصف مؤلفها وتسجيله الجوانب المؤثرة فيما يشاهده من مخلوقات وأشياء بأسلوب سلس دقيق الألفاظ، يتجنب القوالب ويسرد الحوار، وتعجبوا من توافر تلك الصفة في فقيه مبشر اعتاد الأسلوب القضائي الجاف.. ولفتوا كذلك إلى مصداقيته العالية وحرصه باستمرار على ما كان ينقل إليه من طباع الروس، فكل ما ورد في كتابه بشأنهم، وصف لمشاهدة مباشرة، حيث اختلط بالعامة، وعاين التجار، ودقق النظر في الألبسة والزينة، وتمعن في العادات والطقوس، علاوة على خلو رسالته من التناقضات، وذلك خلافا لما تضمنته مصنفات كثير من الرحالة من أخبار متعارضة تعبر إما عن عدم التمحيص في المعلومة، أو عن عدم استنادها إلى المعاينة الذاتية.
وإلى جانب أهمية الرحلة التاريخية والاجتماعية والحضارية، تبقى رحلته شاهدًا على أن الحضارة الإسلامية وصلت إلى بلاد الصقالبة الروس منذ القرن التاسع الميلادي، ومثلت بُعدًا من الأبعاد التاريخية لشخصيتهم وثقافتهم في حوض الفولغا (تتارستان الحالية) وجنوب جبال الأورال (في بشكيريا) وفي سيبيريا في قلب الأراضي الصقلبية قبل القوقاز، وبلدان آسيا الوسطى، وقبل دخول وانتشار المسيحية الأرثوذكسية بثلاثة قرون على الأقل في روسيا وتأثيرها في تقاليدهم وعاداتهم.
احتفاء عالمي
واعترافًا من الغرب بفضل رحلة ابن فضلان في تدوين اكتشافات حضارية نادرة، سطّروا اسمه بحروف بارزة في تاريخ التواصل الحضاري بين الإسلام و»الآخر»، وأكدوا أنه أحدث نقلة نوعية في فن كتابة الرحلة العربية.. كما كانت رحلته أساسًا لرواية مايكل كريتشتون «أكلة الموتى».. كما صدر كتاب «مغامرات سفير عربي» لأحمد عبدالسلام البقالي، من مطبوعات تهامة للنشر، وهي عبارة عن جمع لروايتين للرحلة إحداهما غربية والأخرى عربية، وقد نقل ياقوت الحموي في «معجم البلدان» أجزاء ومقاطع من رحلة ابن فضلان، وكان قد اكتشف جزء من المخطوط في روسيا عام 1817م، ونشر باللغة الألمانية من قبل أكاديمية سانت بطرسبورج في عام 1923م، وظهرت باللغة العربية واللاتينية والألمانية والفرنسية والدانماركية والسويدية والإنكليزية فيما بعد، ومن جميع هذه النسخ قام النرويجي بير فراوس دولوس بجمع ما تناثر من الرسالة بلغات مختلفة ونقلها إلى اللغة النرويجية قبل أن يرجمها إلى الإنجليزية العالم الأمريكي ميخائيل كريكتون، ومنها ترجمت مرة ثانية إلى اللغة العربية.



رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:23 AM.