اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > المواضيع و المعلومات العامة

المواضيع و المعلومات العامة قسم يختص بعرض المقالات والمعلومات المتنوعة في شتّى المجالات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-05-2015, 09:58 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي الكتابة العربية ونشأتها

الكتابة العربية ونشأتها


حريصة شريم


1- نشاة الكتابة.

2- أصل الخط العربي.
3- الكتابة العربية في الجاهلية.
4- الكتابة العربية في ظل الإسلام.
5- أدوات الكتابة العربية.

نشأة الكتابة:
اختلف في نشأة الكتابة، متى كانت بدايتها، ومن أول من اخترعها، فالبعض يرى أن الكتابة توقيف من الله تعالى، أنزلت على آدم - عليه السلام - في إحدى وعشرين صحيفة[1]، وقيل: إنّ آدم - عليه السلام - هو من وضعها، كتبها في طين وطبخه، قبل أن يموت بثلاثمائة سنة، ولما كان غرق الطوفان، أصاب كلّ قوم كتابهم[2]، والحقيقة أنّ المعرفة الحقيقة لأصل الكتابة، وكيف كانت نشأتها، ليس بالأمر السهل، لغموض تاريخ تلك الفترات، ولكنّ المطلع على النقوش والآثار، التي خلّفتها الحضارات القديمة، يدركُ أن عملية الكتابة لم تكن توقيفية من الله تعالى، ولم تكن اختراعًا فجائيًّا من وضع أحد بعينه.

وإذا كان الاتفاق على أن الكتابة هي من صنع الإنسان، لا توقيفية من الله تعالى، ولا من وضع آدم - عليه السلام - فهذا يعني أن الكتابة لم تكن بالشكل المتعارف عليه الآن، ولكنّها مرّت بعدة مراحل طويلة عبر التاريخ، وذلك تبعًا لتطور حياة الإنسان، وبيئاته المختلفة، حتى وصلت إلى هي ما عليه في هذا العصر، وتتفق الدراسات على أن ظهور أول كتابتين كان في الشرق الأدنى القديم، وقد قدّم للعالم أول كتابتين هامّتين، وهما الكتابة المسمارية، والكتابة الهيروغليفية في مصر)[3].

ويؤكد هانم عبدالرحيم أن البداية الحقيقية للكتابة كانت في بلاد الرافدين، ثم تبعتها مصر بفترة متقاربة؛ حيث يقول: (أنّ الكتابة بدأت في العراق، وهي الكتابة المسمارية، وكانوا يؤكدون على ذلك من خلال تاريخ بعض الألواح الطينية التي وجدت في الحفريات القديمة التي تمَّ العثور عليها بجنوب العراق، وأكدوا أنها ترجع لعهد السومريين )[4].
فأما الأولى وهي:
الكتابة المسمارية: ظهرت في العراق، وعثر عليها من خلال بعض الألواح الطينية التي وجدت في الحفريات القديمة جنوب العراق، وأكدوا أنها ترجع لعهد السومريين[5].

وأمّا الثانية، الكتابة الهيروغليفية:
ظهرت الكتابة الهيروغليفية في مصر، وتذكر بعض المصادر أنّ المصريين القدماء قد اقتبسوها من السومريين، عن طريق الاختلاط بين الحضارتين[6]، (وقد استخدمها المصريون لمدة تزيد على 3000سنة، وقد استخدموا تلك الكتابة بشكل رئيس في النقوش الدينية على المعابد والنصب التذكارية الحجرية، ولتسجيل كلمات وأفعال الشخصيات والأسر الملكية)[7].

إن الكتابتين، السومرية، والهيروغليفية، تمثلان المراحل التي مرّت بها العملية الكتابية، حتى وصلت إلى الأبجدية المتعارف عليها الآن، وكان الوقت الذي ظهرت فيه الكتابة، نهاية لعصر ما قبل التاريخ المدون، وبداية التاريخ المكتوب وكانت الكتابة في أشكالها البدائية ثم المتطورة المرحلة الفاصلة بين عصور ما قبل التاريخ وبداية التاريخ المدون، وهذه المراحل مختصرة:
1-المرحلة التصويرية:
وهي المرحلة الأولى من مراحل الكتابة وأول أنواعها، وفي هذه المرحلة، كان الإنسان يعبر عمّا يريد قوله عن طريق الرسم، فإذا أراد أن يعبر عن الملك، رسم تاجًا، وهكذا..، (وقد روى هيرودوت مضمون رسالة دوّنت (بالموضوعات) بعثتها قبائل السكّيت إلى داريوس ملك الفرس قبل خوض القتال معه، وقد اشتملت الرسالة على رسم عصفور، وفأر وضفدعة، وخمسة سهام، فقام جوديا مساعد الملك داريوس بتفسير مضمونها أيها الفرس ألم تتواروا في السماء كالعصافير، أو تختبئوا في الجحور كالفئران، أو تقفزوا في الماء كالضفادع، فستغدون هدفًا لسهامنا)[8].

2- المرحلة الرمزية:
تكاد ترتبط هذه المرحلة بالمرحلة السابقة، إلا أن الإنسان في هذه المرحلة أصبح يعبر عن المعاني المجردة والأفعال، فأصبحت الشمس مثلًا، تعبر عن النور والنهار والبياض، والتاج صار رمزًا للملك، (والمفاهيم المجردة يعبر عنها رمزيا، فالبرودة رمز لها بالمياه الجارية، وفعل أكل رمز له بإنسان يرفع يده إلى فمه )[9] ؛ يقول ول ديورانت: (ولما كانت بعض المعاني مجردة إلى حدّ يصعب معه تصويرها تصويرًا حرفيًّا، فقد استعيض عن التصوير بوضع رموز للمعاني، فقد كانت بعض الصور تتخذ بحكم العادة والعرف للتعبير عن الفكرة التي توحي بها، لا عن الشيء المصور.

3-المرحلة الصوتية أو المقطعية:
تعدّ هذه المرحلة مهمة لتأسيس الأبجدية، وقد مرت بمراحل عديدة حتى وصلت إلى الأبجدية؛ إذ اهتدى الإنسان فيها إلى رسم صور وأشكال للدلالة على الكلمات التي يتفق عليها في لغة معينة، (فقد كان الكتاب يقطعون الكلمة الصعبة مقاطع، ويبحثون عن الألفاظ المشابهة لهذه المقاطع نفسها في النطق والمغايرة لها في المعنى، ويرسمون مجموعة الأشياء المادية التي توحي بها أصواتها )[10]، ومثال ذلك كلمة مجلس، فهي تتكون من مقطعين، (مج )، و( لس )، فقد اصطلحوا على وضع إشارات رمزية تدل على هذين المقطعين، بحيث يتم استخدامهما في جميع الكلمات التي يرد بهم هذان المقطعان، ثم عمل الإنسان على تبسيط هذا النوع من الكتابة، فقد عمل على وضع صور تدل على الحروف، (إذ يكفي للتعبير عن الأشياء والأفكار جميعها بعدد محدود من الصور يساوي عدد الحروف الهجائية لكل لغة، فعلى سبيل المثال للدلالة على كلمة " شرب " يرمز للحرف (ش) بالشمس، وإلى الحرف (ر) بالرمح، وإلى الحرف (ب) بالبيت)[11]، وهكذا استطاع الإنسان القديم أن يضع حجر الأساس للأبجدية، عبر فترة زمنية استغرقت آلاف السنين.

4-المرحلة الأبجدية:
وهي المرحلة التي تطورت فيها الكتابة من الكتابة بالمقاطع، إلى الكتابة بالحروف؛ بحيث يقابل كل صوت، حرف واحد، ويرجع الفضل إلى الفينيقيين في اختراع هذا النوع من الكتابة، والذين سكنوا بلاد الشام، وقد اكتمل هذا النجاح عندما وضعت جثة احيرام ناووسه في جبيل، حيث استخدم في الكتابة المحفورة على غطائه اثنان وعشرون رمزًا اصطلاحيًّا تقابل اثنين وعشرين حرفًا صحيحًا، فكانت هذه الكتابة مصدر الأبجديات التي انتقلت إلى اليونان والإغريق، واعتمدت عليها اللغات السامية كذلك، لتنتقل هذه الأبجدية إلى جميع الحضارات المتوسطة عن طريق الإغريق[12].

في أصل الخطّ العربي:
اللغة العربية هي إحدى اللغات الساميّة، والتي سكن أهلها شبه جزيرة العرب بعد تشتت الساميين، الذين انتشروا في أنحاء مختلفة، فنتج عن ذلك انحلال لغتهم السامية إلى عدة لغات[13]، وقد قسم العلماءُ العربيةَ، إلى عربية بائدة، وعربية باقية، فأما البائدة، فلم يبق منها إلا بعض النقوش الصفوية والثمودية واللحيانية[14]، والتي تشير إلى أن تلك الأمم كانت تتكلم العربية، وأمّا الباقية، فهي التي يتكلم بها العرب في العصر الحالي، والتي اختلف العلماء في أصلها، ومكان نشأتها، وعمَّن أخذها العرب؟ وتعددت الآراء في ذلك، ومنها:
1- أن الخطّ العربي توقيف من الله تعالى، علّمه لآدم - عليه السلام - كما باقي الخطوط وقد سبق بيان بطلان هذا الرأي.

2- أنّه مشتق من الخط الحميري (المسند)، وهو خطّ أهل اليمن[15]، انتقل إلى العراق؛ حيث تعلمه أهل الحيرة، ثم تعلمه أهل الأنبار، فنقلته جماعة إلى الحجاز، عن طريق القوافل التجارية والأدبية[16]، وقال الدكتور إبراهيم جمعة ببطلان هذا الرأي؛ إذ إنه لا يستند إلى دليل مادي، وليست هناك علاقة ظاهرة بين خطوط "حمير" في اليمن، والخطّ العربيّ[17]، غير أن نقوش العربية البائدة، والتي كتبت بخط المسند، تخالف هذا الرأي.

3- أنّ من وضع الخط العربي، رجل من بني يخلد، يدعى النضر بن كنانة، فكتبت به العرب[18].
4- وكان ابن عباس يقول أن أول من وضع الكتاب العربي إسماعيل - عليه السلام - وصفه على لفظه ومنطقه[19].

5- وقيل أن أول من وضعه نفيسًا ونصرًا وتيمًا ودومة بني إسماعيل، وضعوا كتابًا واحدًا وجعلوه سطرًا واحدًا موصول الحروف[20].

6- وقيل: إن الكلام العربي بلغة حمير وطسم، وجديس وارم وحويل، فهؤلاء هم العرب العاربة، وأن إسماعيل لما حصل في الحرم ونشأ وكبر، وتزوج في جرهم، الى معاوية بن مضاض الجرهمي، فهم أخوال ولده، فعلم كلامهم[21].

7-.وقيل: إن ثلاثة نفر من طيء اجتمعوا ببقعة وهم (مرامر بن مرّة، وأسلم بن سدرة، وعامر بن جدرة)، فوضعوا الخطّ، وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية، فتعلمه قوم من الأنبار، وعنهم أخذت العرب.

والآراء حول أصل الخطّ العربيّ كثيرة[22]، ولعلّ أقربها إلى الصّواب، هو الرأي الذي أجمع عليه العلماء والمستشرقون والذي يقول: إنّ الخطّ العربي مشتق من الخطّ النبطي، وأن العرب أخذوا الخط العربي عن أبناء عمومتهم الأنباط قبل الإسلام[23]، والأنباط هم قبائل عربية نزحت من الجزيرة العربية وسكنوا في المناطق الآرامية في فلسطين وجنوب بلاد الشام والأردن[24]، ويؤيد هذا الرأي الدكتور جواد علي؛ حيث يقول: إن أغلب حروف وأشكال الخط العربي مشابهة لحروف الخطّ النبطي المتأخر وأشكاله، كما أيده في ذلك الدكتور إبراهيم جمعة[25]، ولعله أكثر رأي يركن إلى دليل ماديّ؛ حيث يستند العلماء الذين قالوا به، إلى النقوش النبطية التي كشفت الصلة بين الخط العربي والنبطي، وهذه النقوش مختصرة:
1- نقش النمارة:
وقد عثر على هذا النقش في منطقة النمارة، وهي قصر صغير للروم، قرب دمشق، وهو يشير إلى قبر امرئ القيس بن عمرو، من ملوك الحيرة، وقد دوّن بالرسم النبطي المتصل الحرف، والرسم.

النبطي هو أحد أنواع الرسم الآرامي[26]، ومنه اشْتُقَّ الرسم العربيّ[27]، ومن مميزاته ارتباط بعض حروفه ببعض، وكتابة بعض الحروف في نهاية الكلمة بشكل يختلف عن رسم الحروف التي من نوعها المستعملة في أوائل الكلمة أو أواسطها[28]، وتعد هذه الكتابة أول كتابة وأقدم كتابة عثر عليها حتى الآن مدونة باللهجة العربية الشمالية القريبة من لهجة القرآن وإن كتبت بالخط النبطي المتأخر[29]، وهذا ممّا يؤكد ارتباط الخط النبطي بالخط العربي، الذي تختلف فيه بعض الحروف، في أول الكلمة منها في آخر الكلمة والقريب من خطّ القرآن الكريم.

2- نقش أم الجمال:
عثر عليه جنوب حوران، شرق الأردن، ويوجد في هذه الكتابة حروف غير مرتبطة، وحروف مشابهة لحروف الخط الكوفي، وكتبت بالآرامية، ووجد فيها أسماء عربية، وقد كانت تستعمل القبائل العربية الشمالية، الآرامية في الكتابة[30].

3- نقش زبد:
وكتب بثلاث لغات، اليونانية والسريانية، والعربية، وعثر عليها بين قنسرين ونهر الفرات[31]، وكان النص العربي فيه لا يخلو من الأثر الآرامي[32].

4- نقش حران:
عثر عليه في حران اللجا، في المنطقة الشمالية من جبل الدروز، ومدون باليونانية والعربية[33].

وبناءً على تلك النقوش التي وجدت، اتفق أغلب العلماء والمستشرقون على صواب الرأي الأخير، غير أنّه لا يمكن إهمال الرأي الذي يقول بأن الخطّ العربي مشتق من الخطّ المسند، بدليل وجود نقوش العربية البائدة، التي تثبت الصلة بين الخط المسند والخطّ العربي، وقد حاول حسان صبحي مراد، الباحث في تاريخ الخطّ العربي، الجمع بين الرأيين؛ حيث إن الخطّ المسند غير بعيد الشبه عن الخط الآرامي، وأن لغة المسند تأثرت باللغة الآرامية، وأن أبجديتنا العربية ترتبط بأبجدية العرب الأصلية وهي المسند، فكيف الجمع بين الرأيين؟

إن النبّط هم قوم عرب، تأثروا بالخط المسند، وبخط الآرام، ثم اشتقوا من الخط الآرامي خطًّا جديدًا سمي بالخطّ النبطي[34]، وبهذا يحل الخلاف القائم حول أصل الخطّ العربي، غير أنّ حسان صبحي مراد، يعود ليرى أن أصل الخطّ العربي هو المسند[35].







وللموضوع تتمة
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:32 AM.