|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() على شَطِّ الدِّمَاءِ
بسام أبو شرخ هنا الوطن المذبوح ضجّت منابرُهْ *** وثارت على سدّ الظّـلام منائـرُهْ هنا الجرح يتلو للزّمـان قصيـدةً *** فيشدو بهـا أحـراره وحرائـرُهْ هنا الموت مفتوحاً يظـلُّ سجِلُّـهُ *** ومن دمنا المسفوح تروى محابرُهْ هنا الأمّ تلقى بالزّغاريـد نجلهـا *** شهيداً إلى الأحباب زُفَّتْ بشائـرُهْ لترتفع الأعلام في يـوم عرسـه *** ويحتضن النعشَ المعطَّـرَ قابـرُهْ هنا وطـنٌ غشَّـى القتـام قبابـهُ *** وبُحَّتْ بألـوان النّـداء حناجِـرُهْ وقد أثقل الأقصى بأغـلال أسـرِهِ *** ورجس بني صهيون ظلَّ يحاصرُهْ وأغفِلَ في تلـك العواصـم ذِكْـرُهُ *** وأقصيَ عن كلّ المحافل شاعـرُهْ كأن لم يكن مسرى النبـيِّ بليلـةٍ *** تخلَّـدَ فيهـا فضلُـهُ ومـآثِـرُهْ أهانت على أهل العقيـدة قدسهـم *** ومليارهم ماتت لديه ضمائـرُهْ؟! إذا صَوَّرَ التلفاز إجـرامَ غاصـبٍ *** تُمَارِسُهُ في كـلّ شبـرٍ عساكـرُهْ تراهم حيارى قد تبيَّـن عجزهـم *** إزاء عدوٍّ كـم توالـت مجـازرُهْ تَرُوغ من التّلفاز طـوراً عيونهـم *** وطوراً تعبُّ اللّهو خمـراً تعاقـرُهْ فهل وجد العـدوانُ فيهـم حَمِيَّـةً *** وهل خاف منهم ردَّ فعلٍ يحاذرُهْ؟! فيا أمّـةً والمجـد كـان لواءهـا *** تسامى إلى درب السّحاب يفاخـرُهْ وظلَّتْ قروناً فوقَ هام عصورهـا *** يسامرها نجـمُ العـلا وتسامـرُهْ لماذا تولّت عن ذراها وأصبحـت *** تلوذُ بأطـرافِ الهـوان تُجَـاوِرُهْ ويا وطن الإسراء مازلـت نازفـاً *** وشعبكَ لم يركن إلى الـذلِّ ثائـرُهْ يصدُّ حشوداً ليس يحصى عديدها *** وتنمو على شطِّ الدِّمـاءِِ أزاهـرُهْ وأيّامهُ ما بيـن عـرس شهـادةٍ *** وبين حصـارٍ مطبـقٍ لا يغـادرُهْ وأبناؤهُ مـا بيـن شلـوٍ ممـزَّعٍ *** وبين سجيـنٍ والقيـودُ أسـاورُهْ ولكنَّهم لم يكسـروا فيـه عزمـه *** ولا عشيـت أبصـارهُ وبصائـرُهْ ولا غيّرت كـلُّ السُّـدود مسيـره *** ولا حاد عن درب الكرامة عابـرُهْ كطودٍ أشمّ رغـمَ أنـف ظروفِـهِ *** يذود عن الأقصى الّذي عزَّ ناصرُهْ فهل تولدُ الآمال من سجف الدُّجى *** فتزأر في غاب الزّمان قساورُهْ؟؟ وهل تعبرُ الجسم المخدَّر صحـوةٌ *** فتحيا بها بعد الهوان مشاعرُهْ؟؟ هنا الوطن المغدور لكـنّ شعبـهُ *** على الصّبر باقٍ لم ينل منه غادرُهْ إلى أن يرى الأمجاد يبزغُ فجرها *** ويصدح في دوحِ الحقيقةِ طائـرُهْ فيرتدع الباغي وقد خـاب سعيـه *** ويمسي وقد دارت عليهِ دوائـرُة |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|