روض نفسك قصة مفيدة

[عادل عدلي سلامه]

كان هناك رجلٌ شیخٌ مُ تقدِّ م في السن یشتكي من الألم والإجهاد في نهایةِ كل یوم.
سأله صدیقه: ولماذا كل هذا الألم الذي تشكو منه؟
فأجابه الرجل الشیخ: یُوجد عندي با ا زن (الباز نوع من الصقور) یجب عليَّ كل یوم أن أ ر وضهما،
وكذلك أرنبان یلزم أن أحرسهما من الجري خارجاً، وصقران عليَّ أن أفودهما وأدربهما، وحیةٌ عليَّ أن
أحاصرها، وأسد عليَّ أن أحفظه دائماً مُقیَّداً في قفصٍ حدیدي، ومریضٌ عليَّ أن أعتني به وأخدمه.
قال الصدیق: ما هذا كله لا بد أنك تضحك، لأنه حقاً لا یمكن أن یوجد إنسان يراعي كل هذه الأشیاء
مرة واحدة.
قال له الشیخ: إنني لا أمزح ولكن ما أقوله لك هو الحقیقة المحزنة ولكنها الهامة ... إن البازین هما
عیناي وعليَّ أن أ ر وضهما عن عدم النظر إلى ما لا یحل النظر إلیه باجتهادٍ ونشاطٍ ، والأرنبین هما قدماي
وعليَّ أن أحرسهما وأحفظهما من السیر في طرقِ الخطیئة، والصقرین هما یداي وعليَّ أن أدربهما على
العمل حتى تمداني بما أحتاج وبما یحتاج إلیه الآخر، والحیةُ هى لساني وعليَّ أن أحاصره وألجمه باستمرار
حتى لا ینطق بكلام معیب مُشین، والأسد هو قلبي الذي تُوجد لي معه حربٌ مستمرة وعليَّ أن أحفظه دائماً
مقیداً كي لا تخرج منه أمور شریرة، أمَّا الرجل المریض فهو جسدي كله الذي یحتاج دائماً إلى یقظتي
وعنایتي وانتباهي. إن هذا العمل الیومي یستنفد عافیتي ... إن من أعظم الأشیاء التي في العالم هى أن
تضبط نفسك ولا تدع أي شخصٍ آخر محیطاً بك یدفعك، ولا تدع أیَّاً من نزواتك وضعفك وشهواتك تقهرك
وتتسلط علیك. لا یوجد أعظم مما خلقك ال لَّه لأجله.