كل ذو نعمة محسود

[عادل عدلي سلامه]

[*] يقااال [كل ذو نعمة محسود] .. وهذا شئ لا ريب فيه .. فما أن تظهر نعمة الله على شخص ما .. إلا وترى أن هناك من يحسده عليها .. وهنا يجب أن يعرف القارئ أن الحسد هو تمنى زوال النعمة عن ذلك الشخص وهو في اقسامة مراتب .. اشدها أن يتمنى الحاسد زوال النعمة حتى ولو كانت لن تنتقل تلك النعمة إليه ..

[*] في مجالات الحيااة المتعددة قد تجد أن الذين يحسدونك هم اقرب الاقرباء إليك :022:.. فإما ان يكون قريباً من اقرباءك أو صديقاً من اصدقاء .. فلو قدر لك أن وفقت في حياتك بزوجة طائعة أو مركزاً مرموقاً أو موهبة خاصة لوجدت أن اقرب القريبين إلى نفسك هو من يحسدك لأنه يجد النقص في نفسه ..

[*] وعلى الصعيد المحلي ( كالمنتديات مثلاً ) فإن أصعب الحساد الذين تواجههم .. هم أولئك الذين بدأت أنت واياهم من الصفر وبعدة فتره وجيزة من الزمن يجد ذلك الحاسد بأنك قد تفوقت عليه في شتى المجالات وتقلدت المناصب في أي مكان تأتي إليه .. بل هو نفسه يبهر بما تقدمه .. فتشتعل نار الغيرة في نفسه ويبدأ محاولاً التقليل من مكانتك بالتصريح تاره وبالتلميح تارة أخرى .. لعله يعزي نقصه الذي جعله في الحضيض ... ومن بوادر الغيرة عند هؤلاء الاشخاص هي أنهم يحاولون تجاهل موضوعاتك .. مع أنهم قرأوها .. كما أنهم إذا ردوا على اي موضوع لذلك الناجح حاولوا التقليل منه .. لأنهم في الحقيقة تنقصهم حتى مقومات القراءة الصحيحة .. فتجد النقد ديدنهم .. والتقليل من الشأن شغلهم الشاغل .. بل قد يتمادون فيفضحون أنفسهم في المناسبات التي توضع من أجلك فيتجاهلونها لأنهم في الحقيقة يرونها وداخلهم ناراً تشتعل لأنهم في الحقيقة يفقدون اقل مقومات المنافسة في التميز ..



[*] قد يقول قائل ( لا أظن أن كل ذلك يحصل بسبب الكتابة في الأنترنت ) .. فأجيب قائلاً : أن الغيرة المذمومة التي تتملك ذلك الشخص هي ضعف ونقص في نفسه لأنه لم يعتاد على التميز أبداً .. فقد تجعله تلك الغيرة أطرشاً وأعمى لا يرى إلا تميز ذات الشخص .. وكأن [مافي هالبلد إلا هالولد ] .. بل قد يصل بهم الأمر إلى اشد وأدهى من ذلك .. فيحس ذلك الشخص بالنقص لأنه بالفعل فقد الأهليه ويتمنى فقدانها من غيره ::wink: .. فلا يريد لغيره التميز .. بل أنه قد يحسد الغير على نعم الله التي أغدقها عليهم .. ويضع نفسه في مقارنات هم اساساً ليسوا اهلاً لها .. ولا يملكون حتى توفر صفات المنافسه .. لأن ذلك الشخص يعاني في حياته من أحتقار مجتمعه له ... ويريد بهذه الصفة أن يجعل له أهميته الخاصة ..

[*] فهم يعلمون أن الشخص المتميز متميز في أغلب مجالات حياته لأن الحاسد سيكون قريباً أو صديقاً .. وقد تبهره النجاحات التي يحققها صديقه وهو لا يستطيع تحقيقها لأنهم يعلمون بأنهم فاقدي مؤهلات التمييز ولأنهم يعانون نقص أو احتقار المجتمع لهم .. قال تعالى ( ومن شر حاسدٍ إذا حسد ) ..

[*] يبقى أن اقول وقانا الله وإياكم شر هؤلاء الحسده .. وجعل كيدهم في نحورهم أنه ولي ذلك والقادر عليه ..