جلد الذات فى انتظار الفتات

[أبو هلا]

انقسم المعلمون حول امتحان الكادر إلى ثلاثة أقسام :
ففريق منهم أقبل عليه بكل اهنمام ، يراجع ويسأل ويضيف إلى معلوماته ، ويصلح من ذاته بما يجددها ويعيد لها شبابها عن طريق المكتبة والشات وشبكة المعلومات وبالتحاور حول موضوع الاختبار مع الزملاء الأعزاء0
وأما الفريق الثانى ففضل الإنزواء ، وعلت فى نفسه نبرة العزة والإباء ، غير راض عن هذا الامتحان ، الذى يرى فيه كل المهانة والخذلان .
وهناك فريق آخر ينتمى إلى الفريق السابق رفع صوته بالرفض والنقد لهذا الامتحان مناديا بالامتناع عن دخوله بأى شكل كان .
وانتشر ت الشائعات حول المتقدمين للامتحان ، فهناك من يقول :امتنع المدرسون فى مكان كذا من دخول الامتحان ، بينما تؤكد أخرى أن اللجان قد امتلأت ، واختلط الحابل بالنابل 0
ومع أننى كنت من المتابعين لأخبار الكادر على النت ، سعيدا بما يعرضه الإخوة و الأخوات من المعلومات القيمة، إلا إننى كنت مترددا فى دخول
هذا الامتحان ، وأشعر بكثير من الحيرة و الامتهان 0
لقد كانت أصعب لحظة مرت بى حين اضطررت إلى شراء قلم رصاص وأستيكة وبراية ، والأخيرة لم تؤد الغرض داخل الامتحان ، لا لرداءة صنعها ، ولكن لأن القلم كان من نوع بلاستيكى جديد 0
وأما اللحظة الثانية فحين وصلت إلى السؤال الخمسين ، لقد فكرت أن أترك ورقة الإجابة لأننى شعرت بعصر ذهنى وأنا اقترب فى السن من هذا الرقم ، فليتهم توقفوا عنده ، وكان عدد الأسئلة متناسبا مع السن ، بمعنى لوسنك مائة سنة ، إذن تجيب على مائة سؤال!
المهم أننا اختلفنا والاختلاف لا يفسد للود قضية ، وليس هناك داع أن ينال بعضنا من بعض أو يخاصم بعضنا بعضا ، فالمحبـــــــة التى جمعتنا قبل الامتحان يجب أن تستمر بعد الامتحان 0
قد ترانى ضعيفا ياأخى بدخول هذا الامتحان قابلا للذلة والامتهان ، ربما تكون مصيبا ، فمن منا لم يشعر بهذا ؟ ولكننى كنت أرى فيه تحديا لقدراتى وقدرات زملائى ، وكان لابد من الرد بإيجابية ، فالمعلمون يستحقون كل خير ، فهم ورثة الأنبياء ، منهم الصبور ، ومنهم الغيور ، ومنهم الأبىّ ، ومنهم النقى الصفى ، والدائرة تكتمل بالجميع 0
كل التحية
لكل أحبابى وإخوانى فى بوابة الثانوية التى جمعتنا ، و شكر خاص للمشرفين القائمين على هذا الصرح العظيم - أبوهلا ومازن وهانى-