|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() كتبه : حسن البرديسي .. لا زالت الذاكرة تحتفظ بأوراق التاريخ " طازجة" فقبل الثورة.. فتح أبوابه وجدرانه لكل الوطنيين والفدائيين لمقاومة جيش الاحتلال.. كان الإسماعيلي نادياً لكل المصريين.. في أعقاب النكسة بأيام.. ذهب " بأولاده " يطوف البلاد العربية يحمل رسالة وطنية.. يبذل الجهد والعرق.. يجمع المال من أجل المجهود الحربي، والذين تركوا الأرض والديار في منطقة القناة.. كان الإسماعيلي نادياً لكل المصريين.. كانت مصر كلها تبحث عن الانتصار.. أي انتصار، وفي أي مجال، وخروجاً من أجواء الهزيمة العسكرية، ومناخ الإحباط الذي تكاثفت غيومه في سماء مصر، في أعقاب يونيو الحزين . كانت مصر كلها تبحث عن نجاح.. أي نجاح.. حتى لا يدمن شبابها" حبوب" الفشل واليأس.. فأهداها الإسماعيلي نصراً كانت تبحث عنه.. وحقق لها نجاحاً كانت تتمناه0 فكان الإسماعيلية نادياً لكل المصريين.. .. قرر " اللعب " في الأدغال.. واجه الوحوش والأسود والأفيال.. ليس من أجل بطولة أو شهرة أو مال.. كان يلعب من أجل مصر، ومحاولة للخروج بها من نفق الحزن والهزيمة والقهر وقد كان.. نعم كان الإسماعيلي- وسيبقي- نادياً لكل المصريين.. هكذا يقول التاريخ.. وهكذا كتب المؤرخون! ●●الأوله آه : تعود نشأة الإسماعيلي إلي ما قبل عام 1920 وإن كان قد تأسس رسمياً في 1924.. خلال فترة الاحتلال الإنجليزي لمصر.. حين اجتمع عدد من أبناء الإسماعيلية، ليدرسوا فكرة إنشاء ناد شعبي يضمهم.. اختاروا له في البداية اسم " نادي النهضة" ليواجهوا به ناديي " السكة الحديد" التابع لمصلحة سكك حديد مصر والذي يسيطر عليه الإنجليز، و" التمساح" الذي أنشأته شركة قناة السويس أو الكوبانيه- كما كانوا يطلقون عليها- لرعاياها من الفرنسيين العاملين بها لممارسة الرياضات المختلفة! وكانت " ولادة " نادي النهضة ولادة متعثرة، فلم يكن النادي يمتلك أرضاً أو ملعباً أو ظهراً يسانده.. فاختار أعضاؤه موقعاً في أحد أطراف مدينة الإسماعيلية بمنطقة أبو رخم الصحراوية- الشيخ زايد الآن – ليكون ملعباً لهم يمارسون عليه هواياتهم المفضلة.. كرة القدم. خمس سنوات فقط تلك التي مضت من عمر النادي الوليد.. بعدها.. انضم رسمياً إلي الاتحاد المصري لكرة القدم باسم " نادي الإسماعيلية للألعاب الرياضية" وهو لا يملك أرضاً أو ملعباً ولا حتى لافتة تحمل اسمه!! وظل أبناؤه الأوفياء- وفي مقدمتهم الرجل المخلص مرتضي أفندي مرسي- يعانون الأمرين من أجل الحصول علي قطعة أرض يقيمون عليها ملعب النادي ومنشآته حتى جاء العام 1929 ومعه" مفتاح الفرج" حيث وافق المسئولون الأجانب أخيراً علي منح النادي قطعة أرض مساحتها 8 آلاف متر بجوار المقابر بمنطقة سوق الجمعة !! وبجهودهم الذاتية وسواعدهم , قام أبناء النادي بإنشاء سور من " الطوب اللبن" بارتفاع نصف متر فقط ، لترسيم حدود النادي من ناحية، وليكون بمثابة مدرج تجلس عليه جماهيره من ناحية أخري، كما أقاموا غرفة لخلع ملابس اللاعبين كانت عبارة عن " كشك" من الخشب القديم فوق مساحة من الأرض لا تزيد عن أربعة أمتار!! ويجئ عام 1931 ليخطوا النادي " الغلبان" – علي استحياء شديد- أولي خطواته نحو التطوير حيث قام أبناؤه بزراعة أرض الملعب الرملية بالحشيش الأخضر، وأقاموا حجرة مشتركة تجمع مكتباً للإدارة ومكاناً لخلع ملابس اللاعبين من الخشب " الجديد".. بمساحة أكبر من الكشك القديم بلغت اثنتي عشر متراً مربعاً!! وظل الحال علي ما هو عليه حتى عام 1943 حيث أزيل الكشك الخشبي القديم، وأقيم بدلاً منه مبني جديد مكون من غرفتين وصالة ودورة مياه من الطوب اللبن..! ولأن مدينة الإسماعيلية كانت تقع تحت سيطرة الاحتلال الإنجليزي من جهة، والإدارة الفرنسية لشركة قناة السويس التي كانت تعتبر دولة أجنبية داخل الدولة المصرية من جهة أخري.. ولأن المسألة كانت تتعلق بكرامة المصريين وكان لابد من تطوير " نادي الإسماعيلية" تطويراً حقيقياً يليق بقيمة مصر ويتسع لأحلام الإسماعيلية وطموحات أبنائها.. فكان الاجتماع الكبير والشهير الذي عقد في ميدان التعاون بعرايشية مصر في أبريل عام 1946، بحضور جميع تجار المدينة ورجالها وشبابها الذين قرروا تحويل " نادي الإسماعيلية" من مجرد ناد لكرة القدم فقط إلي ناد رياضي كبير يضم العديد من اللعبات الرياضية مهما كلفهم الأمر وذلك لمواجهة الأندية الأجنبية التي بدأت تتزايد وتنتشر في " تعال" بأرقي أحياء المدينة وعلي بحيرة التمساح، وكانت تمنع المصريين من الدخول إليها، مما كان يصنع جرحاً غائراً في نفس كل مصري حر.. لذا تسابق أبناء الإسماعيلية علي التبرع بما يملكون، في حدود إمكاناتهم حتى يتحقق لهم حلم إنشاء ناديهم الجديد والكبير.. ولكن للأسف لم تكن تبرعاتهم كافية لإنجاز المشروع " الحلم" !! فلجأوا إلي الإدارة الفرنسية التي كانت تدير الشركة العالمية لقناة السويس، يطلبون منها " قطعة أرض" ومبلغاً من المال، كإعانة إنشائية، فوافقت- بعد طول عناء- علي طلبهم، ومنحتهم مبلغ 2500 جنيه وقطعة ارض أمام المقابر، وهي ملعب الإسماعيلي القديم وليبدأوا العمل في إنشاء النادي.. ولكن لأن المشروع كان يحتاج إلي أضعاف.. أضعاف هذا المبلغ.. عاود الأهالي جمع التبرعات.. ومرة آخري كانت التبرعات لا تكفي بالاحتياجات، فقررت لجنة إدارة النادي تقديم التماس إلي جلالة ملك البلاد "فاروق الأول" تشرح فيه ظروف النادي والصعوبات التي تواجه اللجنة لإقامة مشروعها الجديد، وعرضت علي جلالته رغبة أبناء النادي من المصريين في إنشاء ناد وطني، في بلدهم الذي يسيطر عليه الإنجليز والفرنساوية والتمسوا من الملك تقديم العون المادي لقيام المشروع.. وفي نهاية الالتماس كانت هناك " فقرة" رأت لجنة إدارة النادي إضافتها إلي الالتماس المقدم إلي جلالة الملك لحثه علي المساعدة، تتضمن طلب موافقته علي إطلاق اسم " فاروق " علي النادي الجديد.. ولكن الملك رفض!! وطلب إطلاق اسم جده "الخديوي إسماعيل" علي النادي.. وأصدر أوامره بصرف مبلغ 2500 جنيه إعانة إنشائية فورية للنادي.. مقابل أن يصبح اسم النادي " نادي الخديوي إسماعيل"!!! ووافقت لجنة إدارة الإسماعيلي علي ذلك لشدة الحاجة وكسب عطف الملك ورضاه لاستكمال الإنشاءات بالنادي والذي يحلمون به وأصبح أسمه نادي الخديوي إسماعيل.. ●● الثانية.. آه : " الخديوي إسماعيل " يواجه" فاروق الأول " : وفعلاً انتهت أعمال الإنشاء وأصبح النادي جاهزاً.. ليكون تعبيراً عن قوة إرادة الإنسان المصري البسيط في مواجهة التحديات الكبيرة، وليكون أيضاً عيداً رياضياً وجاء موعد افتتاحه في 15 أبريل عام 1947، عيداً رياضياً للإسماعيلية كلها.. وقد جاء بطل العاصمة نادي " فاروق الأول " – الزمالك – لمواجهة نادي " الخديوي إسماعيل" – الإسماعيلي – في اللقاء الأول بينهما في مباراة الافتتاح التي حضرها حيدر باشا نائباً عن جلالة الملك فاروق، وانتهت بفوز الإسماعيلي علي الزمالك بنجومه الدوليين 3/2 لتعيش بعدها الإسماعيلية أولي لياليها الجميلة احتفالاً بانتصار فريقها.. وكان قد تشكل في ذلك الوقت أول مجلس إدارة لنادي الخديوي إسماعيل، من السادة: · صالح بك عيد.. رئيساً · الدكتور سليمان عيد.. نائباً للرئيس · محمد مرتضي أفندي مرسي.. وكيلاً · أنور أفندي راجح.. سكرتيراً ومساعداً للوكيل · السيد أفندي عبده.. أميناً للصندوق بالإضافة إلي اثني عشر عضواً هم : علي الشريف – محمد أبو العلا – محمد يوسف – محمد ناحي – علي العجرودي – زكي إسماعيل – سيد عبد الجواد- محمد حسنين – كامل مرسي – عبد الفتاح عنب – حسن رمضان – يحي أمين حافظ.. وكان فريق "الخديوي إسماعيل " يضم في صفوفه آنذاك اللاعبين، يانجو وعلي حجازي والسيد أبو جريشه وعوض عبد الرحمن وعلي لافي وسالم سالم وعلي عمر وأنوس الكبير والعباوي وإبراهيم حبلص وويشه ومحمد عبد السلام وعبده عبدالله وأنور أبو حديد وأحمد الفرجاني والسيد عبدالله وأحمد منصور. وفي بداية خمسينيات القرن الماضي تعرض النادي كثيراً لقصف قوات الاحتلال وتهدمت أجزاء من أبنيته بعد أن تحول إلي " مقر للفدائيين " في منطقة القناة، وأصبح هدفاً للإنجليز، مما أصاب النادي بشلل في جميع أنشطته، ماعدا النشاط الفدائي وكرة القدم.. وبقيام ثورة يوليو في 1952، وبعد خروج الإنجليز من مصر، بموجب اتفاقية الجلاء التي تم توقيعها في 18 يونيو 1954 عادت الحياة لتدب في أوصال النادي العظيم من جديد وعاد إليه اسمه الحقيقي الذي عشقه الناس وعرفوه به " الإسماعيلي " ●●والثالثة.. زلزال ! ظل " الإسماعيلي " مصدر إزعاج وقلق لأندية العاصمة الكبرى منذ انطلقت مسابقة الدوري العام لأول مرة في مصر عام 1948، حتى جاء موسم 57/58 الذي شهد حدثاً اهتزت له دعائم النادي الإسماعيلي، وتأثرت به الروح المعنوية للاعبي الفريق والحالة النفسية لإدارته وجماهيره إذ انتقل سبعة من أفضل لاعبيه " دفعة واحدة" إلي أوليمبي القناة أو نادي قناة السويس الرياضي، في فرصة أفضل تؤمن مستقبلهم وتضمن لهم رواتب شهرية ثابتة، توفر الأمان والاستقرار المادي لهم ولأسرهم . وكان هذا الحدث أكبر زلزال تعرض له الإسماعيلي طوال تاريخه، اهتزت له صفوف الفريق وتبعثرت قواه، ولم يكن هناك حل سوي الدفع بمجموعة من اللاعبين الناشئين، صغار السن، قليلي الخبرة، مغموري الأسماء: رضا.. شحته.. العربي.. علي حسين .. خليل أحمد خليل "سامبو".. ميمي درويش.. يسري طربوش.. أميرو.. لولو درويش.. منعم معاطي.. فكري راجح.. فؤاد سعودي.. سليمان لافي.. فؤاد جبرة الله.. مصطفي يونس.. محمد زافيرس.. سيد مبروك.. ولحداثة عهد الصغار باللعب مع الكبار، لم يستطيعوا الصمود أمام الفرق المشاركة في جدول الدوري الممتاز فهبط الإسماعيلي إلي " دوري المظاليم" هبوطاً اضطرارياً، بعد أن تخلي عنه نجومه الكبار: بيضو.. سيد أبو جريشة.. صلاح أبو جريشة.. فتحي نافع.. فرج محمود.. علي لافي.. يانجو, برحيلهم إلي نادي القناة وانتقال " دميان" إلي نادي الزمالك وسفر "طه أبو العلا" إلي الخليج العربي وانتقال " عوض عبد الرحمن" و " سيد شارلي" بالأمر إلي نادي السواحل بحكم عملهم، ففرغ الفريق من جميع لاعبيه!! و" شال" اللاعبون الصغار المسئولية مبكراً.. شافوا الويل.. ذاقوا المر.. كانت وجبتهم الرئيسية قبل اللعب ساندويتشات الفول والطعمية.. كانوا يسافرون ليلعبوا خارج ملعبهم في القطارات المخصصة لنقل" البضاعة".. لعبوا بفانلات قديمة وشرابات ممزقة وأحذية " بنص" لسان!! لكنهم لفتوا الأنظار، وبهروا جماهير الكرة في كل مكان بأدائهم الحلو والممتع والمميز لدرجة جعلت الكاتب الكبير محمود السعدني يخرج عن اعتياده بالكتابة في السياسة والفن الي الكتابة الرياضية حين شاهد فريق الإسماعيلي لأول مرة في حياته أمام دمنهور في دوري المظاليم موسم 59/60 الذي قدم الإسماعيلي خلاله أجمل عروضه الكروية علي الإطلاق فكتب يقول: " يا بتوع الكوره.. إني أحذركم من فريق اسمه الإسماعيلي.. حيث سيأتي يوم يتزعم فيه أولاده الصغار أصحاب الفانلات القديمة والشرابات الممزقة.. " زعامة الكرة المصرية"!! رغم الظروف الصعبة وقلة الإمكانات المادية واصل " الأولاد الصغار" مشوارهم " التعيب" في دوري المظاليم والظلمات بقيادة ولد موهوب.. أسمر.. ممشوق القوام.. اسمه "رضا" صار فيما بعد أسطورة الملاعب المصرية بل " الأفضل" علي مدى تاريخها وبشهادة عظماء اللعبة.. الضيظوي وعبد الكريم صقر والديبة وأحمد مكاوي.. وظل الفريق طيلة أربعة مواسم كاملة في دوري المظاليم والظلمات يصارع من أجل الصعود من جديد إلى الدوري الممتاز حيث الأضواء والشهرة وعالم الكبار، حتى تحقق له الصعود في نهاية موسم 61/62 بفضل من الله أولا ، ثم مدربه الفذ علي عمر ولاعبيه الصغار وزعيمهم ذلك الولد الأسمراني الجميل رضا الذي أضفي علي الكرة طعم المانجو الإسماعيلاوي، والذي كون مع زميله " شحته" أشهر وأمهر ثنائي عرفته ملاعب الكرة المصرية منذ نشأتها وحتى يومنا هذا واسألوا " أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" ! ثم انضم إليهم " العربي" بعد انتقاله من مركز الجناح الأيسر إلى مركز قلب الهجوم المتأخر في طريقة الظهير الثالث العادية أو 3-2-5 ليصنعوا معاً " ثالوثاً " رائعاً أذهل الجميع في كل مكان بفواصل كروية ممتعة وبتشكيلات فنية رائعة فردية وثنائية وثلاثية " مطعمة " بغمزات من الكعوب والرؤوس والعيون و" الحواجب " !! مما جعل كاتبنا الرياضي الكبير نجيب المستكاوي يبدي إعجابه الشديد بفريق الإسماعيلي وانبهاره بأداء لاعبيه فيطلق عليهم في البداية فرقة رضا للفنون الكروية.. ثم أطلق فيما بعد لقبه الشهير " الدراويش".. ويكتب في " الأهرام" يقول : يا سبحان الله.. ذهبت لمشاهدة مباراة في كرة القدم فإذا بي أقع في حلقه ذكر!! يتوسطها فتي أسمر جميل الطلعة يقود مجموعة من الذاكرين معه ببراعة المايسترو القدير اسمه.. " رضا " !! ولم يكن " رضا" هذا مجرد لاعب كرة موهوب وحسب.. وإنما كان نجماً فذا وكروياً ثائراً.. كان أمل مدينة الإسماعيلية بأكملها فهو الذي منحها الثقة والحلم.. ●●موال الصبر : لكن القدر لم يكن رحيماً بنا أو " برضا" فلم يمهله العمر كي يحقق لنا الحلم الذي ظل يراودنا و يرواده طيلة حياته في أن يأتي بدرع الدوري العام إلي الإسماعيلية كما لم يمهله أيضا لكي يحقق أمنيته الغالية بأن يحمل لمدينته كأس مصر.. فقد اختطفه الموت بقسوة وهو لا يزال في ريعان الشباب، إثر حادث سيارة أليم عند قرية إيتاى البارود بمحافظة البحيرة.. في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1965.. مات " رضا" لكنه كان قد رسم لزملائه" خريطة الطريق" إلي البطولة قبل الرحيل.. رسمها بالورود والعرق والدم.. مات " رضا" لكنه كان قد زرع الحلم في القلوب وغرس الثقة في النفوس.. قلوب ونفوس الإسماعيلية جمعاء.. الناس والفريق والأرض.. مات " رضا" وبقي الإسماعيلي.. مات رضا وواصل زملاؤه مشوارهم الصعب في الطريق إلي البطولة بدون قائدهم.. وتحمل " شحته" رفيق عمر الراحل العظيم المسئولية من بعده.. تحملها بشهامة الفرسان وعزيمة الرجال ومعه باقي الرفاق عبد الستار والعربي وميمي درويش وأميرو ومعاطي والسقا وطربوش وزكي عبد الرحمن وحوده وسيد حامد وميمي شعبان وعبد العزيز صالح وحسين يوسف ومحمد حفني وأمين إبراهيم وسيد طرخان.. وحسن وهبه. وظل مكان " رضا" بالفريق شاغراً بموته، موسماً كاملاً ليتأخر الحلم قليلاً، حتي بزغ الأمل بمن يملأ فراغ الراحل العظيم مع مولد نجم جديد.. صار هو الآخر فيما بعد أسطورة جديدة من أساطير الساحرة المستديرة في الزمن الجميل.. إنه " علي أبو جريشة الذي تغير معه أسلوب الفريق من الاعتماد علي الألعاب الثنائية أو الثلاثية إلي اللعب الجماعي الذي يصنع الفرص لأبو جريشة النجم الصاعد ليهز شباك الخصوم.. فيسجل " علي " في أول موسم له مع الفريق 15 هدفاً ، ليفوز بلقب هداف الدوري العام موسم 66/67 ويمنح فريقه حقه في الحلم الذهبي الذي طال انتظاره، فينتزع " الدرع" الكروي المصري من بين أنياب ذئبي العاصمة الأهلي والزمالك، لتعيش الإسماعيلية أياماً طوالاً في فرحة.. غامرة.. عارمة.. لم تقطعها سوي أصوات الدانات وأزيز الطائرات و..إعلان قيام الحرب في 5 يونيه 1967!! توقفت الكرة.. وترك أهالي الإسماعيلية من النساء والأطفال الشيوخ مدينتهم الغالية التي عاشوا فوق أرضها وعشقوا ترابها.. تركوها مرغمين.. مهجرين- لا مهاجرين- إلي بلاد الله في شتي أنحاء مصر المحروسة.. بينما انضم أغلب رجالها وشبابها إلي المقاومة الشعبية لتبدأ صفحة جديدة من صفحات الكفاح والنضال والوطنية في كتاب التاريخ لمدينة صغيرة تسكنها روح الثوار اسمها الإسماعيلية وفريق ثائر.. متمرد.. متفرد.. اسمه " الإسماعيلي"! ●●دقيقة حداد ! الإسماعيلية.. مدينة أنشأها وإلي مصر " الخديوي إسماعيل".. لكن أبناء الأحياء الشعبية في المحطة الجديدة وشارع الفن وعرايشية مصر و " عرايشية العبيد" هم الذين كتبوا تاريخها وصنعوا " المستقبل" لها ولهم فيما بعد.. بعكس باقي مدن ومحافظات مصر.. وهذا ما يجعل " الإسماعيلية" مدينة مختلفة.. بل شديدة الاختلاف عن بقية المدن.. وربما يعتبر ذلك سبب " تعصب" الإسماعيلاوية لمدينتهم ولفريقهم الكروي الذي يشجعونه بجنون ويعشقونه إلي حد الموت والأمثلة عديدة ومتنوعة: -1- " أسامة أحمد أبو ربع ".. شاب في مقتبل العمر، عشق الإسماعيلي منذ نعومة أظافره.. سافر مع أصحابه إلي إستاد غزل المحلة بالمحلة في موسم 76/77 ليؤازر " الدراويش" في لقاء صعب مع " الفلاحين" بدور الأربعة لكاس مصر.. يومها فاز الإسماعيلي بهدفين أحدهما كان هدفاً أسطوريا لنجمة " الغزال" أسامه خليل.. في العودة لم تسع عربات القطار فرحة الشاب الصغير " أبو ربع" فصعد فوقه حاملاً علم الدراويش بلونيه الأصفر والسماوي.. أخذ " يرقص" بانتشاء فوق سطح القطار.. رقصة النصر.. دون أن يدري أنها رقصته الأخيرة، رقصة الموت، فقد أطاح أحد الكباري برأسه الصغير وفرق جسده النحيل أشلاء علي جوانب القطار الذي أطلق سائقه عند مدخل الإسماعيلية " صافرة" حزينة.. باكية.. علي شاب متيم بهوى الإسماعيلي.. " قتله العشق"!! -2- " محمد صلاح " شاب يعشق الإسماعيلي مثله مثل كل أبناء الإسماعيلية.. أعتاد الزحف وراء فريقه إلي كل مكان.. قرر مشاهدة مباراة الإسماعيلي " والمحلة" في الأسبوع التاسع من موسم 90/91 بإستاد الإسماعيلية.. أثير شغب جماهيري أثناء المباراة لسوء التحكيم.. أندفع الشغب خارج أسوار الملعب.. أطلق الأمن بعض رصاصاته.. استقرت إحداها في صدر " محمد" ليدفع حياته ثمناً لحبه وعشقه للإسماعيلي! -3 - " محمود أبو اسكندر".. رجل من خيرة رجال المدينة في العقد الخامس من العمر.. جاء من عمله مسرعاً.. جلس وسط أسرته الصغيرة أمام شاشة التليفزيون ليشاهد مباراة فريقه أمام الأهلي بالإسماعيلية موسم 97/98 وراح يمني نفسه بالفوز فيها لكنها كانت مباراة غريبة الأطوار وخارجه عن كل التوقعات فاز فيها الأهلي بستة أهداف دفعة واحدة أصابت قلب أبو اسكندر " بالسكتة" ليتوقف عن النبض.. وتفارق روحه الحياة.. حزناً علي هزيمة " الإسماعيلي" وطنه الصغير وحبه الكبير. - 4 - " خليفه حسين محمود ".. 48 سنة متزوج.. له طفلان في عمر الزهور.. يعمل موظفاً بهيئة قناة السويس.. " مات" من شدة " الفرح"!.. هذا ما حدث بالفعل في مدرجات إستاد الإسماعيلية في الأسبوع الأخير من عمر الدوري موسم 2006/2007 أثناء لقاء الإسماعيلي والأهلي حيث لم يحتمل قلب" خليفة" الفرحة عقب إحراز " محمد فضل" هدف الفوز للإسماعيلي ليتعرض قلبه الأشبه بقلب عصفور صغير لأزمة لقي علي أثرها حتفه ليضع اسمه ضمن قائمة العشاق الذين " ماتوا " حباً في الإسماعيلي بعد أن بلغ به الفرح.. " منتهاه" ! لم يكن هذا وحده السبب الذي يقف وراء تعصب جماهير الإسماعيلية لفريقها الكروي، وإنما هناك سبب آخر هو الأقوى والأهم.. أنه " الظلم" الذي يتعرض الإسماعيلي وجماهيره من الحكام والإعلام وإتحاد الجبلاوية علي الدوام وهذا ما يشهد به الاستاذ " رأفت الشيخ" الصحفي بالأهرام في كتابه الرائع " تاريخ النادي الإسماعيلي" الذي قدم من خلاله تحليلاً موضوعياً أوضح فيه الأسباب والدوافع الحقيقية التي تقف وراء تعصب جماهير الإسماعيلية لفريقها الكروي وضد الجميع.. فقد توصل " الشيخ" إلي " جذور" المشكلة ، ومشيراً إلي أن جمهور الإسماعيلي لم يفعل ذلك يوماً إلا لإحساسه الجارف بالظلم ولعدم اقتناعه بأن هناك شيئاًَ اسمه " العدالة" أو الرحمة وأنه لم ينس أبداً سطراً واحداً من سطور التاريخ.. " والتاريخ لا يكذب ولا يتجمل" !! ●● مشاهد ومسامح : في عام 1948 ومع انطلاق " البطولة الأولي" لمسابقة الدوري العام في مصر المحروسة تعرض الإسماعيلي للمؤامرة الأولي في تاريخه حين احتل " الأهلي" صدارة الدوري وحصد الدرع " عافية وذوق" !! ثم تلاه " الإسماعيلي" في المركز الثاني بفارق أربع نقاط متساوياً مع " الترسانة" في عدد النقاط برصيد 25 نقطة لكل منهما.. لكن اتحاد الكرة لم يعجبه هذا الوضع وقرر " دحرجة " الإسماعيلي إلي الوراء فأعلن عن إقامة مباراة فاصلة بين الإسماعيلي والترسانة في مدينة السويس وحكاية هذا اللقاء أو هذه المؤامرة نرويها علي لسان مرتضي أفندي بالتفصيل داخل الكتاب خلال الفصل الخاص بأسرار " الصراع الأزلي بين الأهلي والإسماعيلي".. ! وفي الدور الأول من موسم 62/63.. جاء فريق الأهلي بكامل نجومه الكبار صالح سليم.. رفعت الفناجيلي.. محمود الجوهري.. ميمي الشربيني.. طه إسماعيل.. عادل هيكل .. الروبي.. مروان كنفاني.. طلعت عبد الحميد.. فؤاد أبو غيده.. طارق سليم.. عزت أبو الروس.. ميمي عبد الحميد.. سعيد أبو النور.. للقاء الإسماعيلي بملعبه القديم المجاور للمقابر والذي امتلأ عن أخره بجماهيره التي طالبت لاعبيها بالفوز وعلي الأهلي 4/0 وكتبت بالجير علي أرض الملعب نتيجة المباراة قبل أن تبدأ !! ونزل لاعبو الأهلي إلي أرض الملعب بفانلاتهم الحمراء وراحوا يستعرضون عضلاتهم بالتسخين بطول الملعب وعرضه لمدة نصف ساعة.. فأضطر لاعبو الإسماعيلي للتسخين علي ملعب السلة خلف المدرجات.. بدأ الأهلي المباراة مسيطراً عليها لمدة 15 دقيقة كاملة حتى وصلت الكرة إلي " العربي" فيبدأ في تقديم فاصل من " الترقيص" والتنطيق" واللعب بالكعب.. تهيص المدرجات.. تزول الرهبة من صدور لاعبي الإسماعيلي.. يمتلكون زمام الأمور.. يستلم " شحته" الكرة وهو جالس علي الأرض علي حدود منطقة الجزاء وظهره للمرمي.. يلف بكامل جسمه 360 درجة تجاه المرمي.. يسجل هدفاً من أروع الأهداف التي شاهدتها الملاعب المصرية.. ثم يمرر " العربي " كرة إلي " بابكر" اللاعب السوداني الذي يرسل قذيفة في مرمي " مروان" محرزاً الهدف الثاني.. يتفوق " رضا" علي نفسه ويراوغ دفاع الأهلي بالكامل ويمرر الكرة عرضية إلي " أميرو" ليحرز الهدف الثالث من شوطه " سكروه" في المقص الأيمن لمروان.. يتكرر الموقف في الهدف الرابع الذي أحرزه أميرو أيضاً لتنتهي المباراة بأربعة أهداف جميله.. ونظيفة.. جاءت كلها بناءً علي " طلب الجماهير"!! ●● هدف لابد منه !! في الدور الثاني من نفس الموسم 62/63 تقام المباراة الثانية بين الفريقين علي أرض الأهلي بملعبه بالجزيرة.. جماهير العاصمة وإعلامها الأحمر يطالبون لاعبي الأهلي بالثأر لهزيمتهم في الإسماعيلية بالأربعة " إياها".. الإسماعيلي يلعب في غياب نجمه الأسطوري " رضا" للإصابة" و " شحته " لإيقافه من قبل اتحاد الجبلايه بحجه تأخره عن معسكر المنتخب عدة ساعات.. ولكن!! تبدأ المباراة ويهاجم الأهلي بكل خطوطه وسط تشجيع جنوني من جماهيره التي إكتظت بها المدرجات تطالب بالانتقام من ذلك الفريق الأصفر القادم من الأقاليم.. في الدقيقة 35 من الشوط الأول يسدد المرحوم " زكي عبد الرحمن" قذيفة تسكن شباك "مروان" حارس الأهلي وسط ذهول الجميع.. " جن جنون " الأهلي والأهلوية.. تحولت المباراة إلي ما يشبه الحرب.. وفي شوطها الثاني تنتقل الكرة بين أقدام العربي وأميرو والسقا ويسرى طربوش في سلاسة ويسر لتصل إلي محمد معاطي اللاعب الصاعد ليرسلها بكل ثقة واقتدار في مرمي "الروبي" الذي لعب بدلاً من زميله مروان.. يحاول الأهلي بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة إحراز هدف لحفظ ماء الوجه دون جدوي حتي قبل النهاية بدقيقتين يرتكب لاعب من الأهلي فاول صارخاً داخل منطقة جزاء الإسماعيلي لصالح ميمي درويش يتغاضى عنه حكم المباراة السكندري أحمد الخولي!! لتصل الكرة إلي مدافع من الأهلي فيحرز " بالضرب " و" الزق" هدف الأهلي الوحيد لتصبح النتيجة 2/1.. يحتج لاعبو الإسماعيلي علي " هدف الأهلي" الذي تحقق من " فاول " صريح لصالح الإسماعيلي إلا أن الحكم " الخولي " يطلب من اللاعبين " تمرير" الواقعة وإكمال المباراة قائلاً " العبوا فالمباراة انتهت " !! وبالفعل أطلق بعدها صفارته لتنتهي المباراة بفوز الإسماعيلي 2/1. وفي أثناء دخول " الحكم " الخولى إلي غرفة الملابس ذهب إليه العربي معاتباً إياه وراح يسأله عن سبب احتسابه هدف الأهلي من خطأ علي لاعب الأهلي.. فقال الحكم " أحمد الخولي " للعربي بالحرف الواحد جملته المحفورة في ذاكرة لاعبي الإسماعيلي من جيل الستينات.. إنه " هدف لابد منه" لتخرجوا من الملعب بسلام!! ●● قفزة أمامية : في بداية التسعينات.. وفي أعقاب ثورة التصحيح التي قادها عبد المنعم عمارة محافظ الإسماعيلية في يوليو 88 أعلن " الإسماعيلي " عن تمرده وعصيانه من جديد علي " انفراد" أبناء العاصمة من أصحاب الزي الأبيض والزي الأحمر بالجلوس علي كرسي الحكم الكروي واستئثارهما بالبطولات وحدهما فاتهموه بالجنون والخروج عن الشرعية ومحاولة قلب نظام الحكم الكروي في مصر فكان لابد من الحساب ولابد من " العقاب".. ولابد من إعلان الحرب علي الإسماعيلي.. " والتاريخ" لا يغفل التاريخ ولا يتجاهله: ففي الأسبوع السادس من موسم 90/91.. أخطا " سعفان الصغير " حارس الإسماعيلي تقدير كرة " طاهر أبو زيد" فسكنت شباكه رغم سيطرة الإسماعيلي التامة.. وقف صبي أهلاوي خلف المرمي لإحضار الكرة.. كان يفعل ذلك بسرعة قبل أن يسجل " أبو زيد" هدفه.. ثم تعمد الإبطاء في إحضارها بعد الهدف.. انفعل عليه " سعفان".. فطرده الحكم يحيي البربري(!!).. وكان هذا الطرد وحده عقوبه قاسية جداً.. لكن اتحاد الكرة " المصري" لم يكتف بذلك واجتمع علي الفور " أبوح" واتخذ قراراً غريباً وظالماً حيث أوقف " سعفان" حتي نهاية الموسم!!! فلم يكن المطلوب بالطبع " قطع رقبة " سعفان وحده.. وإنما كان المقصود هو " ذبح الفريق" بأكمله وإرهابه ليتوقف عن تمرده وعصيانه.. ويعود إلي عقله فيلزم حدوده! وفي مباراة المنصورة مع الإسماعيلي في الدور الثاني من نفس الموسم.. كرة مشتركة بين " أحمد العجوز " ومدافع من المنصورة احتسبها الحكم صلاح عبد العظيم خطأ علي العجوز منحه كارت أصفر بلا داع.. أقسم العجوز للحكم بأنه لم يرتكب خطأ ولم يفعل شيئاً يستحق عليه الإنذار.. فما كان من الحكم ألا أن أعطاه الكارت الثاني، وطرده قائلاً هذا من أجل مباراة الأهلي!! ولم يلعب العجوز مباراة الأهلي التي قرر بعدها مباشرة اتحاد الكرة " المصري " إيقاف مدافع الإسماعيلي" أيمن رجب " عن اللعب 4 مباريات بدعوي الشغب في مباراة الأهلي بينما أغمض الجميع عيونهم عن لاعب " أهلاوي" بصق علي الحكم و " شتمه" أمام عدسات التليفزيون في ذات نفس المباراة !! نعود قليلاً للوراء.. كان الراحل محمد حازم يتصدر قائمة هدافي الدوري في موسم 84/85 وجاءت مباراة المنيا مع الإسماعيلي بالمنيا في الأسبوع الـ19 ومنذ بداية المباراة تعمد "شديد قناوي" ونادي حسن لاعبا المنيا استخدام العنف مع حازم وحاول حازم الابتعاد عنهما.. لكن شديد قناوي جري وراءه " وضربه بالبوكس" في وجهه في غفلة من حكم المباراة.. استغاث حازم بحامل الراية الذي شاهد الواقعة لكن المساعد أنكر ونفي رؤيته لها!! بعد نهاية المباراة ضرب "عادل أنور" لاعب المنيا النجم الراحل في وجهه بدون سبب، فرد عليه حازم بالضرب دفاعاً عن النفس فهاجمه كل لاعبي وإداري المنيا وأشبعوه ضرباً.. حتى تدخلت قوات الأمن وأنقذته من بين أيديهم.. وانتهي الموقف.. لكن اتحاد الكرة اجتمع كالعادة وأصدر قرار غريباً وعجيباً.. نزل كالصاعقة فوق رؤوس أبناء قلعة الدراويش.. إيقاف حازم أربع مباريات وحرمانه من تمثيل مصر .. وهي دى مصر يا عبله!! ●●أقلام قصيرة والسنة طويلة !! كل الشواهد تؤكد أن أكثر الاعلام الرياضي المصري .. بلا ضمير.. بلا عقل.. لكنه يملك قلباً كبيراً.. يفيض بحب " الأهلي" وتقديسه.. وقد يضطر أحياناً إلي مجاملة الزمالك لتحقيق جانب ضئيل من التوازن المفقود، ومساحة تعطي وهماً بوجود العدالة الغائبة.. والفارق كبير بين الحب والقداسة وبين المجاملة.. والفارق أكبر بين كل ذلك وبين التجاهل والترهيب!! وهذا ليس بكلامي وإنما هو كلام أحد أبناء العاصمة المحايدين وهو الأستاذ رأفت الشيخ الصحفي بالأهرام الذي واصل كلامه قائلاً : الإعلام الرياضي المصري لم يكتف بتجاهل مواهب وطموحات وتاريخ الأندية الأخري، بل تجاوزها إلي محاولة النيل ممن يحاول التصدي للأهلي داخل الملعب ومحاولة انتزاع الفوز منه طبقاً لقوانين اللعبة الجميلة.. فالصحافة الرياضية قالت وأكدت كثيراً أن " الأهلي فوق الجميع" بل فوق القانون !! ولذلك دفعت الكرة المصرية كما دفعت جميع الأندية " الثمن" الباهظ.. دفعته من كبريائها وأحلامها وطموحاتها.. وكان ذلك بأقلام وألسنة الإعلام الرياضي المصري(!!). ودفع الإسماعيلي بدوره الثمن.. دفع وحده نصيب الأسد.. وسيظل يدفعه والسبب دوماً.. صرخته في وجه الكرة المصرية.. تلك العجوز الشمطاء.. المريضة بالجحود والتخلف والنفخة الكدابة! صباح يوم مباراتي الاتحاد الإسماعيلي.. والمصري مع الأهلي موسم 93/94 خرجت " جريدة الأخبار" اليومية بخبر في صفحة الراديو والتليفزيون تقول إنه في حالة فوز الأهلي علي المصري وحصوله علي درع الدوري ، سيمتد إرسال الإذاعة الخارجية بالتليفزيون لتهنئة الأهلي علي انتصاره وفوزه ببطولة الدوري وسيتم إجراء لقاءات وحوارات مع لاعبيه وجهازهم الفني مع عرض أهداف الفريق خلال مشوار البطولة.. ولم يعلن التليفزيون أنه قرر أن يفعل نفس الشئ في حالة فوز الإسماعيلي وهزيمة الأهلي.. وكأن الإسماعيلي فريق أجنبي جاء من خارج حدود المحروسة !! لكن العناية الإلهية ساندت الإسماعيلي حيث تعادل الأهلي مع المصري 0 / 0 ببورسعيد ، وفاز الإسماعيلي علي الإتحاد بالإسكندرية بخمسة أهداف نظيفة ، فتساوي الأهلي مع الإسماعيلي في عدد النقاط ، وتقرر إقامة مباراتين فاصلتين بينهما تحدد " القرعة " مكان كل منهما وقالت " القرعة " كلمتها .. المبارة الأولي بالقاهرة والثانية بالإسماعيلية .. قامت الدنيا ولم تقعد .. وكانت " حكاية لها العجب " لم يوافق مسئولو الأهلي علي إقامة المباراة الثانية بالإسماعيلية بحجة إستاد الإسماعيلي لا يصلح للعب كما أنه غير قادر علي حماية لاعبي الأهلي أو جماهيره .. فأقترح اتحاد الكرة " المبجل " مباراة واحدة " فاصلة " علي إستاد القاهرة – الذي يلعب الأهلي مبارياته منذ ما يقرب من عشرين عاما – باعتباره ملعب محايد يحمل اسم " القاهرة " وليس أسم " مختار التتش" . وقدم مسئول أمني كبير تقريرا يفيد عدم صلاحية ملعب الإسماعيلي لإقامة المباريات وتم تصوير الأماكن الضعيفة التي يسهل اختراقها من خلال بعض الفتحات الموجودة في المقصورة .. ورد النادي الإسماعيلي بأنه تلافي الثغرات الأمنية تماما .. لكن لجنة ثلاثية قامت بمعاينة الملعب ، قالت في تقرير مدعم بالصور إن الملعب لا يزال غير صالح للعب .. ولكن مدير الأمن أكد صلاحية الملعب ، إلا أن الأهلاوية رفضوا اللعب عليه وتمسكوا بتقريري " الأمن " واللجنة الثلاثية لأنهما جاءا في صالح الفريق الأحمر !. ودون إسهاب في تفاصيل " الأزمة " المفتعلة .. انتهي الأمر بأن أقيمت مباراة واحدة فاصلة بين الفريقين في الإسكندرية انتهت بفوز الأهلي 4 / 3 ليتحقق للأهلي ولاعبيه وجماهيره وإعلامه واتحاد الكروي " المراد " والمخبوء في خفايا النفوس . أما الأمثلة التي تؤكد " عمى الألوان " الذي أصاب آلة الإعلام الرياضي في مصر ، والغشاوة التي منعتها عن رؤية أي لون سوى " الأحمر " أمثلة كثيرة ، ولا حصر لها ، وكلها يؤدي إلي نتيجة واحدة ، هي إشعال روح " التعصب " في المناخ الكروي المصري.. مثلاً .. صحفي رياضي " كبير " .. يكتب مقالاته بقلم أحمر كتب بشماتة بعد المباراة يقول : طبيعي أن يفوز الأهلي علي الإسماعيلي ، لأن الأهلي يمثل القاهرة عاصمة البلاد بينما يمثل الإسماعيلي مدينة صغيرة لا تزيد عن حي " بولاق الدكرور " !! وقال أيضاً أن لاعبي الإسماعيلي يأكلون " لحمة الجمعية " ويطبخون بزيت التموين .. أما الأهلي فلاعبوه يرفضون " السلع المدعمة " ويأكلون " اللحم الضاني " المشوي !!!! كلام غريب يعكس حجم عقلية الكاتب .. ويعكس أيضا حجم عقلية الصحافة الرياضية في مصر في هذا الزمن .. " الردئ " ، ويطرح تساؤلات مهمة حول طبيعة الأداء في الصحافة الرياضية ، ونوع " الثقافة " السائدة في بعض الصحف ، كما يطرح تساؤلات مهمة حول النقد الرياضي وانجرافه وتراجعه ، إن لم يكن انهياره ، إذ يمكن للقارئ أن يتساءل عن علاقة لحمة الجمعية وزيت التموين والسلع المدعمة بمباراة الكرة ، فضلا عن علاقتها بوزارة التموين التي أصبحت وزارة التضامن الاجتماعي !!! ●●يرحم زمان وناس زمان : أفتش في مستودع الذاكرة .. أقلب في أوراقي القديمة المتناثرة هنا وهناك .. أحاول أن استدعي الزمن الجميل .. أبحث عن " زمان " وناس زمان .. تقع في يدي نسخة قديمة من " جريدة الأهرام " صدرت صباح السبت 8 أبريل 1967 .. اقلب في صفحاتها لأعرف " سر احتفاظي " بها .. وجدت في صفحة الرياضة وصفا تفصيليا بقلم الكاتب الكبير نجيب المستكاوي لأحداث مباراة الأهلي والإسماعيلي بالإسماعيلية والتي فاز فيها الإسماعيلي بهدف جاء من ضربة جزاء لنجمه الصاعد الموهوب علي أبو جريشة ضمن به الإسماعيلي الفوز بدرع الدوري العام لأول مره في تاريخه .. وصف الرجل المباراة علي أنها " موقعة حربية " مثيرة وقام بسرد أحداثها في بيانات أشبه بالبيانات العسكرية أثناء الحروب وبأسلوب ساخر في غاية الرقي شدني وجعلني أعيد نشرها هنا .. فكتب واصفاً الرجل الأحداث التي صاحبت المباراة في صورة بلاغات عاجله هذا نصها : ●●الإسماعيلية ..من مراسل الأهرام "الحربي " : فاز " الدراويش" أمس علي " الأهلي 1/0 واحتفظوا بصدارة الدوري وتقدموا علي الأهلي منافسهم الوحيد بثلاث نقاط تضمن لهم البطولة وتحتفظ بها لفرق الأقاليم المكافحة.. سجل هدف الدوري علي أبو جريشة من ضربة جزاء بعد 41 دقيقة.. أقيمت المباراة بمعجزة بعد أن أوشكت إقامتها أن تكون مستحيلة عدة مرات.. وأحاطت بها ظروف رهيبة جعلتها أقرب إلي موقعة حربية بدون ضحايا سوي لفيف من الجرحى بسبب شدة التعصب وشدة المنافسة في ظل نظام الدوري الحالي الذي أتلف أعصاب الناس حتى أن الظروف التي أملت الأحداث الرهيبة التي أكتنفت المباراة حتى قبل بدايتها بساعات.. ولعل الأوفق أن نصفها في بلاغات: لا موضع لقدم في مدرجات النادي الإسماعيلي الأصلية والإضافية .. لم يصل قطار مشجعي الأهلي واحتل مدرجهم مشجعو النادي وأتباعه ومريدوه من مختلف الأقاليم.. كل شئ هادئ في الميدان الكروي.. لكنه الهدوء الذي يسبق العاصفة. كل الاحتياطات أتخذت لكفالة أمن المباراة ".. ولكن في الجو شئ ثقيل.. رهيب"! بلاغ كروي رقم "2" الساعة الواحدة.. " وقعت الواقعة " : وصل قطار " الطواقي الحمر " واستقبله في المحطة شباب الاتحاد الاشتراكي ومنظمة الشباب ورحبوا بضيوفهم وصحبوهم إلي الملعب الذي ليس فيه موضع لقدم.. المدرج الذي كان محجوزاً لهم انشغل بزملائهم.. وسعته 2000 متفرج بعدد التذاكر المباعة للأهلي.. ولكن الجمهور الوافد في القطار زهاء " 10 آلاف" حاولوا الدخول بكل الطرق! ولما لم يفلحوا اقتحموا الأسوار وكسروا الأبواب وتدفقت " الطواقي" الحمراء تغزو الأرض الخضراء.. وكان لابد من مطاردات وإصابات وجراح وأنات وعمت الفوضى ! بلاغ كروي رقم " 3" الساعة الواحدة إلي الساعة الثالثة تقريباً.. توقفت العمليات وبدأت المفاوضات ومحاولات علاج الموقف بالحسني.. رجال الأمن والشرطة العسكرية للجيش والطيران يحيطون بالطواقي الحمراء الثائرة إحاطة منها كثير من " الرفق" و " الصبر" مع محاولة إخلاء الملعب.. نزل أرض الملعب رجال اتحاد الكرة إسماعيل كاسب والسيد يوسف حافظ والفريق عبد العزيز مصطفي واللواء علي شهيب مدير أمن الإسماعيلية الذي تحدث في مكبر صوت إلي جماهير الأهلي دون جدوي !! قال " الحكم اليوناني " أنه لا يمكن إقامة المباراة والنظام مختل علي هذا النحو! بلاغ كروي رقم " 4" زهاء الساعة الثالثة.. " روح رياضية باهرة " من جمهور الإسماعيلي الذي أخلي مدرجاً كاملاً لجمهور الأهلي.. نداء من اللواء علي شهيب مدير أمن الإسماعيلية في الميكروفون إلي " أصحاب الطواقي الحمراء " ليتبعوه إلي المدرج إنقاذاً للمباراة إزاء تصميم " لازارويولس " الحكم اليوناني.. يتقدم مدير الأمن ووراءه جمهور الأهلي إلي المدرج ثم.. يتركونه هناك وحده.. ويعودون جرياً بحجة ضيق المدرج.. ويزداد الموقف تأزماً و.. تعود الفوضى!! بلاغ كروي رقم "5" الساعة الثالثة.. تستدعي قوات الصاعقة باللاسلكي وتدخل من جانب مدرج الصحافة.. الحمد الله أنها دخلت بدون صيحتها التقليدية.. فإن وجوه الصحفيين كانت أصفر من " الكركم" لاسيما الزميل جليل البنداري.. وأقيم نطاق حول الملعب من رجال الشرطة المدنية والشرطة العسكرية ورجال الصاعقة ليحجز الجمهور عن المساحة الخضراء- الملعب – وأصبح هناك أمل في إقامة المباراة.. وفي " الحواشي " انشغل رجال الإسعاف بتضميد الجراح!! بلاغ كروي رقم " 6 " الساعة 3.10.. نزل الحكم إلي الملعب محاطاً بأصحاب الزي الكاكي- الشرطة العسكرية – ونزل فريق " الدراويش" واستقبلته الجماهير بأغاني السمسمية والأهازيج الكروية والدفوف والطبول.. وصفر الحكم ولكن تبين أن فريق الأهلي لم يجئ بعد !! وتبين أنه مازال في أبو صوير!!! بلاغ كروي رقم " 7 " الساعة 3.15.. اتصال باللاسلكي للبحث عن فريق الأهلي.. يتضح منه أن الفريق لا يزال في أبو صوير بملابسه العادية!! ومن داخل الملعب يطلب الحكم متحدثاً " بالرومية" ويستدعي " ستاموليس" وهو صحفي مصري يوناني الأصل.. من المدرج.. ينزل ولونه مخطوف للتفاهم مع الحكم الذي يطلب ورقة.. ويفهمه أنه سوف يسجل " انسحاب الأهلي" إذا لم يحضر خلال ربع ساعة من صفارته وفقاً للقرارات الدولية!! بلاغ كروي رقم " 8 " الساعة 3.30.. إسماعيل كاسب- عضو مجلس إدارة النادي الأهلي واتحاد الكرة .. يسوف و " يزوغ" من الحكم اليوناني المصمم علي رأيه.. الفريق عبد العزيز مصطفي يصدر تعليماته بانتظار الأهلي " ولو " إلي الساعة الرابعة.. في الوقت نفسه يصل " الأهلي" إلي الملعب.. لكن " علي زيوار"- مدير الكرة بالأهلي- يعلن أن أمام " ساعة كاملة " للتدليل والتسخين (!!) بحجة أن سلطات الأمن لم تخطره بالحضور من أبو صوير" في الوقت المناسب !!! بلاغ كروي رقم " 9 " الساعة 3.42.. الحكم " ينفد صبره" .. يهدد بإلغاء المباراة " لتخلف الأهلي".. ويهم بالصفير فعلاً وإلغاء المباراة.. يجري عليه " إسماعيل كاسب" يتوسل إليه " بالعربي " ويرجوه " استاموليس" باليوناني !! يقبل الحكم الانتظار ولكن لمدة دقيقتين فقط ويشير إلي ذلك بإشارة حازمة حاسمة من يده!! بلاغ كروي رقم " 10" الساعة 3.50.. " فرجت" ونزل " الأهلي " أرض الملعب متنازلاً عن ربع ساعة عن الموعد الذي حدده " زيوار" وأكمل تسخينه!!! بلاغ كروي رقم " 11" الساعة 3.55.. بدأت المباراة ولم يقع فيها ما يستحق الذكر " بعد ذلك كله" سوى هدف الفوز الذي سجله الدراويش من ضربة جزاء بعد 41 دقيقة من شوطها الأول عندما لمست الكرة يد عزت أبو الروس أثر " لخمة " من هجمة للفنان الصاعد " علي أبو جريشة " الذي أخذ الضربة ليسجل " هدف الدوري" من كرة أرضية علي يمين الحارس عصام عبد المنعم بعد نظرة إلي شماله!! وفيما عدا هذا فالشوط للدراويش الذي ضاعت منهم عدة فرص أهمها قذيفة مباشرة لعلي أبو جريشة في القائم والعارضة من تمريرة " لحوده ليستون " من ضربة حرة غير مباشرة.. وأخري لأبو جريشة.. يخرجها الشربيني من فوق خط المرمي.. وكرة لريعو جناح الإسماعيلي الأيسر بجوار القائم.. وقلشة " لريعو" أيضاً وهو منفرد بالمرمي مقابل فرصتين للأهلي.. قلش " الشيخ طه " إحداهما من تمريرة " شريف مدكور" الذي سدد عالياً في الفرصة الثانية! الشوط الثاني " تهويش " و " تطفيش " و " تلطيش" ولكن إصابة سيد حامد " طناش" بعضله وتعب العربي وشحته يجعل كفة الأهلي هي الأرجح.. لحظات قليلة مثيرة ضاعت فيها فرص من الجانبين ومن الأهلي أكثر وخاصة " الشيخ طه " الذي سدد بجوار القائم من تمريرة " أباظة ".. وقذيفة مفاجئة من أبو جريشة بجوار القائم مباشرة من كرة مشتركة مع " أبو غيده ".. وتنتهي " الموقعة " بفوز " الدراويش " رغم كفاح وانقضاض رجولي من الأهلي الذي لم يستسلم بسهولة!! ●● " نقطة ضوء " علي استمارة نجاح ! وفاز الإسماعيلي بأول بطولة في تاريخه.. رقصت الإسماعيلية حول الدرع علي أنغام السمسمية أياماً وليالي.. دخلت الفرحة كل بيت.. والحقيقة أن الفضل يرجع إلي الله سبحانه وتعالي أولا ثم إلي المهندس " عثمان أحمد عثمان" الذي جعل " حلم " المدينة الثائرة يتحول إلي واقع تعيشه الناس.. وإذا تحدثنا عن كيفية توليه كرسي الرئاسة بالنادي الإسماعيلي، فلابد أن نترك الكلام عنه لمن عاصروا أو شاركوا في هذا " الحدث الهام" الذي كان نقطة تحول كبيرة في تاريخ قلعة الدراويش البرتقالية كما كان بمثابة " نقطة ضوء" باهرة علي استمارة نجاح الرجل الذي يمثل انتماؤه للإسماعيلية مزيداً من الكبرياء والفخر لكل أبنائها.. ولكن الغريب- والذي لا يعرفه كثير من الناس- أن الصدفة البحتة هي التي قادت المهندس " عثمان أحمد عثمان" إلي رئاسة النادي الإسماعيلي.. فكيف حدث ذلك؟! القصة كما يرويها الكابتن العربي للزميل سامي جمعه في كتابه " مكتسح الملعب".. فهي تعود إلي شتاء عام 63.. وتقول تفاصيلها: قبل بداية الموسم الكروي 62/63 مباشرة.. كنت أجلس أنا " شحته" في " اكسليسيور" وهي كافتيريا تقع علي ناصية شارعي " سليمان باشا" و " عدلي" في وسط القاهرة" أمام مبني إدارة شركة المقاولون العرب ودخل علينا " أحمد " شقيق " يسري طربوش" وطلب منا أن نذهب معه إلي المهندس عثمان للحصول علي توقيعه لتزكيته في موضوع خاص.. وقلنا له إننا لا نعرف المهندس عثمان معرفة شخصية وإنما نسمع عنه فقط.. ولكن " أحمد طربوش " أكد لنا بأنه يعرفنا جيداً !! فقمنا معه علي الفور وذهبنا إلي مكتب " عثمان بيه " ونحن نشك في معرفته لنا.. ولكن بمجرد دخولنا مكتب السكرتارية وجدنا حفاوة بالغة من الجميع لم " تخطر لنا علي بال " وأدخلونا " صالون أفخم " من الصالون الموجود في بيت المحافظ !! وفجأة فتح باب مكتب خرج منه رجل أنيق.. رشيق .. مهيب.. يحمل بين أصابه " سيجاراً " ضخماً فعرفنا من غير فراسة ولا تفكير أن هذا الرجل هو.. عثمان أحمد عثمان.. صاحب أكبر شركة مقاولات علي مستوي الوطن العربي.. ورحب بنا الرجل بالاسم وكان ذلك " مفاجأة لنا.. فلم نصدق أن الرجل الذي تفخر بنجاحه الإسماعيلية.. بل مصر كلها يعرفنا بالاسم ويجلس معنا ببساطة وفي مودة وحب يسألنا عن أحوال النادي وأحوالنا ويطمئن منا علي حالة " رضا " بعد عودته من لندن للعلاج.. ويقول لنا أنتم أبطال و " رجالة " بترفعوا " رأسنا" دايماً.. وينتهز " أحمد طربوش" الفرصة ويحصل علي توقيع " عثمان بيه" علي طلبه فيستأذن فوراً وهو طاير من الفرحة.. ويتركنا أنا وشحته وحدنا مع المهندس عثمان الذي قال لنا: أنا تحت أمركم ياولاد في أي طلب تطلبوه.. فنظر كل منا- أنا وشحته – إلي الآخر وقلنا في نفس واحد.. والله يا فندم إحنا ما " وراناش" ضهر يسندنا أو يحمينا.. فالحكام بيظلمونا كتير واتحاد الكوره بيضطهدنا علي طول.. ومحتاجين شخصية قوية زي سعادتك تكون معانا.. فقال " عثمان بيه ".. أنا ياولاد معاكم علي طول.. فأنا اللي سفرت " رضا" للعلاج في لندن.. وأنا مستعد لأي شئ يطلبه مني النادي الإسماعيلي.. فطلبنا منه أن يحضر فقط مبارياتنا..فالأهلي يحضر مبارياته رئيسه الفريق عبد المحسن مرتجي قائد القوات البرية.. وفي الزمالك المهندس حسن عامر شقيق المشير عبد الحكيم عامر والأولمبي السكندري الذي يرأسه الفريق سليمان عزت قائد القوات البحرية يستمد الثقة والقوة من وجوده في مقصورة ناديه" أما نحن فلا حول لنا ولا قوة".. فسألنا " عثمان بيه" عن أول مباراة قادمة لنا فقلنا له أنها مع " الترسانة " اقوي الفرق المصرية في ذلك الوقت وكان يرأسه أيضاً صلاح الشاهد كبير الياوران برئاسة الجمهورية فقال لنا المهندس عثمان " أنا معاكم يا ولاد " وسأحضر المباراة " مهما كانت مشاغلي! عدنا إلي الإسماعيلية- والكلام لا يزال علي لسان " العربي " – ذهبنا إلي منزل " رضا" لنبلغه بما جري ونصطحبه معنا إلي منزل المهندس عبد الحميد عزت رئيس النادي والسكرتير العام المساعد للمحافظة لنروي له ما دار من حوار بيننا وبين عثمان بيه في القاهرة.. لم يغضب المهندس " عزت " منا.. بل قال والله برافو عليكم يا ولاد.. فالمهندس عثمان مكسب كبير للنادي الإسماعيلي.. وأنا شخصياً مستعد " للتنازل" له عن رئاسة النادي لأن في ذلك " مصلحة الإسماعيلي" !!! وفي قرار شجاع وسابقه هي الأولي من نوعها " يتنازل" عبد الحميد عزت بالفعل عن رئاسة النادي الإسماعيلي للمهندس عثمان أحمد عثمان بعد اجتماعه بأعضاء مجلس الإدارة ويعلن عن قبول عثمان أحمد عثمان للمهمة اعتباراً من الجمعة 2 فبراير سنة 1963 بالميكروفون الداخلي لملعب الإسماعيلي قبل مباراة الترسانة التي حضرها " عثمان بيه " والتي انتهت بفوز الدراويش 2/1.. ليبدأ الإسماعيلي عصراً جديداً ! ●●الحلم الجميل يراود الإسماعيلي! واقترب الإسماعيلي تماماً من درع الدوري موسم 64/1965، ولكنه يخسر بهدف " أونطة" من الزمالك بقدم أحمد عفت في مباراة غريبة.. مثيرة.. سيطر الإسماعيلي علي مجرياتها " وأنهاها" الحكم الكبير حسين أمام عم نجم الزمالك حمادة إمام قبل موعدها بتسع دقائق لينقذ الزمالك من هزيمة مؤكدة كانت ستلحق به في الوقت المتبقي من المباراة اثر الطوفان الهائل من الهجوم علي مرماه بقيادة رضا فآثر الحكم السلامة وأخذ " نقطتي" المباراة ووضعهما في " صندوق نذور" الزمالك ورئيسة المهندس حسن عامر شقيق المشير عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة المصرية! ويا سلام عليكي يا مصر يا.. " أم الدنيا" !!! ويأتي موسم 66/67 وفيه يحقق الإسماعيلي بطولة الدوري العام لأول مرة في تاريخه وتفرح جماهيره فرحة كبيرة.. لكنها فرحة لم تكتمل.. حيث وقعت الحرب و " هاجر الجميع" الناس والفريق وفي صدورهم الأمل والحلم.. فحسب ما قال الأستاذ رأفت الشيخ أنه : في أعقاب النكسة كانت مصر كلها تبحث عن الانتصار.. أي انتصار.. في أي مجال.. حتى لا تفرض عليها الهزيمة العسكرية في 5 يونيو 1967.. الهزيمة في كل المجالات.. كانت مصر تبحث عن النجاح حتى لا يدمن شبابها الفشل واليأس والهزيمة... وقبل أن يتناسي " المزورون " تاريخ " الإسماعيلي " الوطني.. كان الإسماعيلي قد فتح أبوابه للمقاومة والفدائيين في زمن الاحتلال.. وعقب النكسة.. كان أبناؤه يشقون طريقهم في كل الأرض العربية من أجل دعم المجهود الحربي ومن أجل المهجرين الذي تركوا الأرض والديار و... الذكريات! فبعد أقل من أربعة شهور من الهزيمة العسكرية في يونيو 67.. كان الإسماعيلي برجاله في مقدمة المؤمنين بضرورة إعادة البناء وعبور أيام الحزن والقسوة والهزيمة وتأجيل الأفراح والآمال والأحلام.. ذهب بأولاده يطوف البلاد العربية يحمل رسالة وطنية.. لم يلعب الإسماعيلي من أجل البطولة.. لم يبذل لاعبوه الجهد من أجل المال.. أو سعياً وراء الشهرة.. كان الإسماعيلي يلعب من أجل مصر كلها و.. يشارك في بناء الأحلام! ذهب إلي الكويت والبحرين وقطر.. إلي ليبيا ولبنان والسودان والعراق ودبي والشارقة.. لم يكن الزعماء والملوك والرؤساء في الدول العربية يستقبلون لاعبي الكرة.. لكن مع الإسماعيلي كان الوضع مختلفاً.. فقد حرص كل الملوك والرؤساء علي استقبال لاعبيه ورجاله بكل الاحترام والتقدير والإعجاب. 20 مباراة لعبها الإسماعيلي في دول الخليج لصالح مصر و 65 ألف جنيه إسترليني قدمها " للمجهود الحربي".. ولم ينتظر الإسماعيلي الثمن.. ولكن تكريمه من قبل المسئولين في الدولة كان واجباً وضرورياً.. فكرمته الدولة بمنحه الأنواط والأوسمة.. وكرمه إتحاد الكرة بمنحة " درع العمل الوطني". ●●الكفاح دوار : ويواصل الإسماعيلي المشوار.. مشوار الكفاح الوطني.. ففي بداية عام 1969 قرر " الإسماعيلي" أن يقوم " بمهمة جديدة ".. قرر أن يلعب من أجل الرجال الذين تركوا أعمالهم ونسوا لحظات السمر.. من أجل النساء اللاتي نسين الديار.. من أجل الأطفال الذين تركوا علب الألوان وكراسات الرسم والأحلام الوردية.. قرر" الإسماعيلي" أن يلعب هذه المرة لصالح المهجرين من أبناء منطقة القناة.. فذهب من جديد إلي الكويت ودبي والشارقة.. جمع الآلاف من الدراهم والدينارات ومنح حصيلتها إلي المهجرين.. هزم الإسماعيلي أغلب الفرق العربية في أرجاء الوطن ورغم ذلك كانت الجماهير في كل البلدان العربية تهتف للإسماعيلي ولمصر ولقائدها العظيم.. جمال عبد الناصر.. فقد كانت الجماهير في كل بلد عربي يذهب الإسماعيلي إليه تؤازر لاعبيه وتساند رجاله الذين جاءوا ليبذلوا الجهد والعرق من أجل قضية بلادهم.. ويكمل " الإسماعيلي" مشواره لتمثيل الكرة المصرية أثناء فترة التهجير من أسفل مدرجات نادي الزمالك ثم من داخل " خيمة" في مركز شباب الجزيرة- بعد أن رفض النادي الأهلي استضافته – فينطلق " الإسماعيلي" إلي القارة الأفريقية بحثاً عن لقب جديد لم تحرزه الكرة المصرية من قبل.. فيعلن لاعبوه التحدي لكل فرق القارة السمراء رافعين راية النصر من أجل الحبيبة.. مصر.. ففي 12 أكتوبر 1969 يفوز الفريق علي " التحدي الليبي" بخمسة أهداف في " بنغازي".. وبنفس النتيجة في مباراة العودة " بالقاهرة" وفي 31 من الشهر ذاته يهزم الإسماعيلي " جورماهيا" الكيني بثلاثية " مزيكة " لنجمة الكبير علي أبوجريشه.. بينما يحقق التعادل في مباراة العودة بكينيا بهدف لكل من الفريقين. وفي 23 من شهر نوفمبر للعام 1969 يواجه الإسماعيلي " كوتوكو" بطل غانا الرهيب في العاصمة " كوماسي" ويحرز أبو جريشة وأنوس هدفين جاءا في قلب 60 ألف مشجع غاني يشجعون فريقهم بجنون ويحرز بعدهما" كوتوكو" هدفين بالزق والضرب ومباركة من الحكم " الأفريقي" لتنتهي المباراة الأولي بتعادل الفريقين 2/2.. وفي مباراة العودة بإستاد القاهرة يفاجئ " كوتوكو" الإسماعيلي وجماهيره الكبيرة بهدفين جاءا " علي سهوة " !! فيتحرك الاسماعيلي وينشط ويتألق علي أبو جريشة فيتفوق علي نفسه ويصنع هدفين لزميله اللاعب عبد العزيز هنداوي ويحرز هو بنفسه الهدف الثالث من كرة لا يسجل منها إلا " أبو جريشة" الفنان الموهوب لينتهي اللقاء 3/2 ويصعد الإسماعيلي إلي المباراة النهائية. ●●دموع الفرح في عيون مصر! يلاقي الاسماعيلي فريق " الإنجلبير" أشرس فرق القارة وبطل " الكونغو كينشاسا" الذي أصر علي أن تكون المباراة الأولي بالقاهرة والثانية بملعبه هناك بالرغم من أن القرعة التي أجريت بمقر الاتحاد الإفريقي وحضرها سفير " الكونغو" شخصياً أعطت " الإسماعيلي" حق أداء المباراة الثانية- التي تتم فيها مراسم تسليم الكأس للبطل – علي ملعبه بالقاهرة.. لكن رجال " الانجلبير" لم يعترفوا بالقرعة وأصروا علي السفر إلي القاهرة ليلعبوا المباراة الأولي بها رغم أنف الاتحاد الإفريقي!! لولا تدخل السلطات العليا ومنعهم من المجئ إلي القاهرة في اللحظات الأخيرة لتقام المباراة الأولي في الكونغو.. ويتعادل فيها الفريقان بهدفين لكل منهما.. سجل للإسماعيلي عبد العزيز هنداوي و " سيد بازوكا" ! ●●اليوم المشهود! ويجئ يوم 9 يناير 1970.. ذلك اليوم المشهود في تاريخ الكرة المصرية.. لتتفجر الدموع في عيون وقلوب كل المسئولين المصريين في المقصورة الرئيسية لإستاد القاهرة.. ويبكي الإذاعي الكبير فهمي عمر وهو ينقل تفاصيل المباراة عبر الأثير.. كما بكي من قبل وهو ينقل علي الهواء مراسم وداع رضا يوم رحيله إلي مثواه الأخير!! وفي وسط مائة وثلاثين ألف متفرج حضروا إلي الملعب منذ الصباح الباكر ولم يتوقفوا لحظة عن الهتاف لمصر وللإسماعيلي.. يتحقق " الانتصار" الكبير الذي يبحث عنه المصريون فيفوز الإسماعيلي علي الإنجلبير الكونغولي بثلاثة أهداف لأبو جريشة وسيد بازوكا ليحصل الإسماعيلي علي الكأس الأفريقية للأندية أبطال الدوري في القارة السمراء لأول مرة في تاريخ مصر دون هزيمة واحدة.. ويحصل نجمه " الهر" أبو جريشة علي لقب" هداف أفريقيا".. ولقب " أحسن لاعب" في القارة في استفتاء مجلة " جون أفريك" كما يفوز أيضاً " بالكرة الفضية" في استفتاء مجلة " الفرانس فوتبول" .. ولم يكن أبو جريشه وحده هو الذي يكتب التاريخ. ●●" سليمان عبد الحي " ينصف الإسماعيلي وفي موسم 70/71 فاز الإسماعيلي علي الهلال السوداني بهدف في القاهرة وعاد من مباراة العودة بالخرطوم شباكه عذراء.. ثم هزم " سجون أوغندا" بالقاهرة أيضاً 4/1 وفي كمبالا 2/1.. لكن " كوتوكو الغاني" يثأر لنفسه في هذه المرة من الإسماعيلي فيخرجه من الدور قبل النهائي بالتعادل السلبي في " القاهرة" والفوز عليه في كوماسي " بهدفين للاشئ !! ويبدو أن هزيمة الإسماعيلي من " كوتوكو " وخروجه علي يديه في غانا من الدور قبل النهائي قد منحت الفرصة " للنادي الأهلي " بان يتقدم لاتحاد الكرة المصري باقتراح لتنظيم " دورة صيفية بالقاهرة " يشارك فيها الفائز في بطولة أفريقيا علي أمل أن يحصل " الأهلي " علي بطولتها فيمثل مصر بدلا من الإسماعيلي .. لكن اتحاد الكرة برئاسة سليمان عبد الحي يرفض هذا الاقتراح في شجاعة وأكد علي ضرورة اشتراك " الإسماعيلي " باعتباره الأفضل والأقدر علي تمثيل مصر . ●●اللعب علي " أنغام السمسمية " : ويأتي موسم 74 / 75 ليعود الإسماعيلي إلي حضن الإسماعيلية وتعود معه السمسمية للغناء في مدرجاته من جديد بعد غياب طال ووصل إلي سبع سنوات !! ويظل الإسماعيلي فريقا كبيرا .. يحلم بالبطولة علي الدوام ، لكن القدر يعانده باستمرار ويقف له بالمرصاد ، فيخطف منه " طائر الموت " نجم دفاعه العظيم .. " حسن درويش " في 24 أبريل 1975 بعد إصابته بميكروب " ملعون " لا يصيب سوى " واحد من الناس " في كل مليون من البشر كما قال الأطباء . وفي موسم 75 / 76 " ترك " الإسماعيلي صدارة المجموعة – في دوري المجموعتين – للنادي الأهلي الذي هزم " المحلة " مرتين ليفوز بالدوري .. كما " ترك " الإسماعيلي أيضا لاعبه الفذ " أمين دابو " السنغالي الأصل إلي نادي " أهلي جدة " وهذه كانت لها قصة معروفة لدى البعض ممن حضروا وقائعها .. نرويها في فصل " أحكي يا شهرزاد " داخل الكتاب . ●●الإسماعيلي فوق صفيح ساخن : تتوالي المواسم الكروية ..وتمضي السنون.. تظهر " أسماء جديدة .. و" تختفي " أسماء كانت ذائعة الصيت والسمعة .. فمنذ عودة الإسماعيلي إلي الإسماعيلية بعد التهجير ولمدة خمسة عشر موسما تقريبا والفريق يتأرجح صعوداً وهبوطاً في جدول مسابقة الدوري بين المراكز من الثالث وحتى السابع . بعيدا عن الصدارة وآمنا من السقوط .. أذكر انه في موسم 78 / 79 كاد التاريخ أن يعيد نفسه ويهبط الإسماعيلي إلي دوري الظلمات – لولا ستر ربنا ودعوات جماهيره – بعد أن انفرط عقد نجومه " الكبار " تباعاً بالاعتزال .. ميمي درويش والعربي وأميرو وأمين إبراهيم ومرسي السناري والسقا وطربوش وأنوس فلعب الإسماعيلي بمجموعة من " الناشئين " يقودهم النجم المخضرم " علي أبو جريشة ومعه " الغزال الشارد " أسامة خليل فيتعادل الإسماعيلي في الأسبوع قبل الأخير مع منتخب السويس بالسويس بدون أهداف وبعده يهزم المقاولون العرب في عز مجده وبنجومه الشيشيني ورضوان وبل انطوان وناصر محمد علي وعبد الرزاق بأربعة أهداف نظيفة بالإسماعيلية .. كانت هي " المنى والطلب " .. لينجو الإسماعيلي من قبضة شبح الهبوط بفارق هدف واحد عن النادي الأوليمبي السكندري ويحتل المركز العاشر ويبقي بين الكبار .. بمعجزة !! وتجئ حقبة الثمانينات لتشهد نجوما من ذهب زينت صدر الإسماعيلي وكانوا امتداداً طبيعياً لأسلافهم من النجوم وهم محمد حازم وعماد سليمان وحماده الرومي وحمدي نوح وحماده المصري ومحمود حسن وطارق الصاوي وعلي يونس وأبو ليلة لكن للأسف لم تشهد هذه الحقبة أي إنجاز يذكر " سوى " الحفاظ علي " الطابع المميز " لأداء الدراويش والوصول إلي " نهائي كأس " مصر عام 1985 حين خسر الفريق أمام الأهلي بهدف طارق خليل الذي أحرزه بعد " فاول " ضد أسامة عباس لصالح الإسماعيلي تغاضى عنه الحكم محمد حسام الشهير بابتسامته المفتعلة وبكراهيته للاعبي الإسماعيلي ليهدي الكأس للأهلي .. ثم الحصول علي لقب " هداف الدوري " لنجميه " محمد حازم " مرتين موسم 84 / 85 و 85 / 86 وتلاه توأم روحه " عماد سليمان " في 86 / 87 ليهدي " اللقب " إلي روح رفيق عمره " محمد حازم " الذي راح ضحية حادث أليم بسيارته وهو في الطريق إلي القاهرة عقب مباراة المحلة الشهيرة في 11 نوفمبر 1986 ليصبح الإسماعيلي بعدها .. بلا " حازم " وبلا قلب وبلا هداف وبلا أحلام أو " طموح " . ●●ثورة يوليو 88 : أدرك رجل إسماعيلاوي ابن بلد رياضي أسمه عبد المنعم عمارة كان يجلس علي مقعد محافظ الإسماعيلية أدرك " الحقيقة المرة " وهي أن الفريق قد فقد الحلم وأصبح بلا طموح فكان لابد من " وقفة " وكان لابد من التغيير فكانت ثورة التصحيح التي قادها عمارة لإعادة الإسماعيلي إلي طريق البطولة من جديد والتي كان من نتائجها أن صنعت جيلاً جديداً وعظيماً هو " جيل التسعينيات " الذي أعاد للأذهان ذكريات الزمن الجميل وأمجاد جيل الستينيات . ففي موسم 90 / 91 يواصل الإسماعيلي صحوته التي بدأها بعد ثورة التصحيح في 1988 ويستمر في مشواره نحو التألق ليتساوي في نهاية الموسم مع النادي الأهلي في عدد النقاط لتقام بينهما مباراة فاصلة لتحديد الفائز ببطولة الدوري في مدينة المحلة وهي المباراة التي انتهت بفوز الإسماعيلي بهدفين للاشئ أحرزهما نجماه عاطف عبد العزيز وبشير عبد الصمد ليحصل الإسماعيلي علي " درع الدوري " المصري للمرة الثانية في تاريخه . وكانت قد سبقت هذه المباراة أحداث صاخبة ضد الإسماعيلي وجماهيره من قبل إدارة النادي الأهلي ومسئولي اتحاد الكرة بسبب تحديد " الملعب " الذي ستقام عليه المباراة والذي صنع أزمة ومشكلة وهذه لها قصة نرويها بالتفصيل فيما بعد بالفصل الخاص " بالصراع الأزلي بين الأهلي والإسماعيلي " من هذا الكتاب . ●●كلاكيت تاني مرة : وفي موسم 93 / 94 يتكرر نفس السيناريو ويتكرر نفس الحوار في ظل موسيقى تصويرية صاخبة بعد أن تساوي الفريقان – الأهلي والإسماعيلي – في عدد النقاط في نهاية الموسم الذي شهد صراعا مريراً بينهما ليتقرر بعده إقامة مباراة فاصلة بالإسكندرية يتحدد علي أثرها " بطل الدوري " وقد انتهت هذه المرة بفوز الأهلي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة للإسماعيلي ليحصل الأهلي بعدها علي الدرع بسبب التوفيق الكبير الذي حالف لاعبه محمد رمضان أثناء المباراة وبسبب الضغط العصبي والإعلامي الذي تعرض له لاعبو الإسماعيلي قبل المباراة بعد أن اختلطت " السياسة " بكرة القدم !! ●●الإسماعيلي والكأس : في عام 1997 وعلي إستاد القاهرة ووسط جماهير العاصمة جمعاء يخطف الإسماعيلي في عز الضهر " كأس مصر" من النادي الأهلي عيني عينك بعد أن هزمه بهدف رائع جاء بقدم نجمه الصاعد أحمد فكري الصغير في مرمي عصام الحضري حارس الأهلي الشهير ليحصل الإسماعيلي رغم أنف الجميع علي كأس مصر لأول مرة في تاريخه وسط غضب أهلاوي شديد وفرحة إسملاعيلاوية غامرة.. وفي عام 2000 وعلي إستاد القاهرة أيضاً يحصل الإسماعيلي علي كأس مصر للمرة الثانية بعد عرض رائع وفوز ساحق علي فريق " المقاولون العرب" بأربعة أهداف نظيفة أحرزها نجومه ومحمد بركات وجون أوتاكا ولكل منهما هدفاً ومحمد صلاح أبو جريشة هدفين . والطريف أن الإسماعيلي كان قد وصل إلي الدور النهائي للكأس عن طريق الأهلي أيضاً بعد أن تغلب عليه في الدور قبل النهائي 4/2 بإستاد الإسماعيلية !! ويأتي موسم 2001/2002 ساخناً وصاخباً.. حيث اشتدت فيه المنافسة بين الأهلي والإسماعيلي من بدايته وحتى الأسبوع الأخير منه علي المركز الأول لكن الإسماعيلي استطاع أن يؤكد جدارته وأحقيته وتفوقه بعد فوزه علي النادي المصري البورسعيدي في آخر مباريات الموسم 3/2.. أحرز للإسماعيلي عماد النحاس وعمرو فهيم هدفين، جاء الثاني منهما هدف " سيما " قبل نهاية اللقاء بخمس دقائق بقدم عمرو فهيم ولولا هذا الهدف لخرج الفريقان متعادلين.. وكان الإسماعيلي قد دخل " دائرة " المباراة الفاصلة مع الأهلي" كالعادة".. لكن ربنا ستر.. وفاز الإسماعيلي بعد مباراة أشبه بأفلام الرعب لهتشكوك.. أجاد إخراج مشاهد الإثارة فيها" أنور سلامة" المدير الفني للنادي المصري ونجم الأهلي القديم الذي فعل المستحيل ليخرج فريقه متعادلاً لصالح القبيلة الحمراء! لكن محسن صالح ولاعبي الإسماعيلي هم الذين وضعوا لها " النهاية السعيدة" وفازوا بنتيجة المباراة وحصلوا علي درع الدوري لثالث مرة لتتحول بعدها الإسماعيلية كلها إلي " ساحة فرح " ! ●●في بقك وتقسم لغيرك!! وفي عام 2004 يصل الإسماعيلي إلي " نهائي كأس البطولة العربية" ويلعب أمام " الصفاقسي" التونسي في العاصمة اللبنانية " بيروت" ويسيطر الإسماعيلي علي مجريات المباراة سيطرة تامة جعلت " الجماهير اللبنانية " تنحاز له وتشجعه بحماس لكن في النهاية يخسر الإسماعيلي الكأس العربية بركلات " الترجيح الظالمة بعد أن كان قاب قوسين أو أدني من الفوز بها! وفي نفس العام 2004 يصل الإسماعيلي أيضاً إلي نهائي كأس أفريقيا للأندية أبطال الدوري ليلاقي نادي " أنيمبا" النيجيري الذي يفوز علي الإسماعيلي 2/صفر في المباراة الأولي هناك في لاجوس ويفوز الإسماعيلي عليه بإستاد الإسماعيلي 1/صفر فقط ليضيع " الكأس الأفريقية" بفارق هدف وسط ذهول جماهير الدراويش التي خرجت من المباراة وهي تضرب كفاً بكف مستغربة ما حدث خاصة وأن الإسماعيلي كان قد سبق له الفوز علي " أنيمبا" بستة أهداف نظيفة خلال الأدوار الأولي لنفس البطولة.. ولكن هذه هي " كرة القدم".. تلك المجنونة.. الساحرة المستديرة! وخلال المواسم الثلاثة الأخيرة 2004/2005 ، 2005/2006 ، 2006/2007 والإسماعيلي يحاول جاهداً أن يحصل علي لقب " البطل" سواء محلياً أو عربياً أو افريقياً لكن الأهلي " المصري " يقف له بالمرصاد ويخطط لخطف نجومه واحد.. واحد.. موسماً وراء الآخر.. في محاولة شيطانية لتفريغ الفريق من عناصر القوة فيه لتخلو له الساحة بعد أن غرق الزمالك منافسة التقليدي في بحر من المشاكل.. ليستمر وحده في حصد الألقاب وتحقيق الإنجازات لعدم وجود منافسة حقيقية وفي ظل غياب " العدالة " والحياد عن مقر " الجبلاية" و الصحافة الرياضية لتظل الكرة المصرية في غرفة الإنعاش تعاني الاختناق من المناخ الكروي الفاسد! لكن يبقي في النهاية السؤال " الأزلي" الذي يشغل " بال" جماهير الكرة المصرية جمعاء وهو " ما السر في هذا الأداء الممتع والجميل للاعبي الإسماعيلي جيلاً بعد جيل وفريقاً بعد فريق؟! والإجابة عنه في غاية البساطة وهي أن لاعبي الإسماعيلي لا يتم اختيارهم بواسطة الأجهزة الفنية وحدها وإنما تشاركه جماهيره الاختيار وهي التي تقرر من يبقي ومن يرحل وعليه يكون الاختيار في النهاية.. اختيار " بلد" بأكملها تملك العين الخبيرة والقادرة علي اكتشاف المواهب الحقيقية وتري في مباريات الكرة لوحة فنية متحركة عليها أن تصنع المتعة والبهجة لناظريها.. لا أن تكون مجرد " حصالة" لجمع النقاط وتحقيق الإنجازات الواهية دون أن تقدم كرة قدم حقيقية ! |
#2
|
||||
|
||||
![]() يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااه
على الموضوع الجميل بجد اول حاجة انا طالب التثبيت مدى الحياة فكرتني بالناس اللي كنت بسمع عنهم رضا وشحته والمرحوم حازم انت تعرف بابا كان بيحبه قوي ولسه محتفظ لحد دلوقتي بصوره والجورنال بتاع يوم الحادثة والجنازة وفكرتني بايام ماتش الانجلبير وال120 الف واحد اللي كانوا قاعدين يتفرجوا وعلى عواميد النور الماتش ده لما بتفرج عليه بحس بالانبهار ..... ابوجريشة وبازوكا وميمي درويش وفكرتني لما كان عندي 3او 4 سنين وبابا خدني معاه الماتش الفاصل في اسكندرية عندنا طبعا انا مش فاكر حاجة بس اهي ذكرى وخلاص وفكرتني بكاس مصر 97 لما كنت في اولى ابتدائي واحمد فكري جاب جون الفوز ولا ماتش المقاولون بتاع 2000 لما كنت في الشارع وعمال اجري زي العبيط عشان الحق الماتش لما كسبنا 4-0 وفكرتني لما كسبنا الاهلي اربعتين في سنة واحدة ولما كسبنا الدوري2002..يوم ميتنسيش يوم ماتش المصري القناة الرابعة شغالة وقعدينا على اعصابنا.......وجووووووووووووون عمرو فهيم وماتش 4-4 لما عطية صابر جاب ضربة جزاء في الاخر واتعادلنا وكسبنا الدوري لسه مجمع كل الجرايد بتاعت اياميها كان فريق عظيم صبحي وفهيم ويونس والنحاس والشاطر وبركات وعطية صابر وخميس جعفر وحمام وبسيوني وابوجريشة وعبدالله وحمص وطبعا المايسترو محسن صالح وخالد القماش وفكرتني بايام قريبة وحشة لما خسرنا من انيمبا في النهائي عشان الحكم السيشيلي وفي نفس السنة ماتش الصفاقسي لما خسرنا وابوجريشة اتلغاله جون وكاس مصر في نفس السنة لما خسرنا من الاهلي بضربات الجزاء....... ولما كسبنا الاهلي في بطولة العرب 4-0 (كانت اول مرة اقعد في قهوة) وفكرتني بصحابي الاسماعلويه في الموقع هناك وحبايبي الاسماعلاويه في اسكندرية هنا بتوع الاسماعيلي دوت كوم ذكريات جميلة وفريق جميل ولعب برازيلي لولم اكن بشجع الاسماعيلي لوددت ان شجع الاسماعلاوي |
#3
|
||||
|
||||
![]()
بجد يا احمد تسلم ايدك والله واستمر فى كده
__________________
![]() تحت شعار كلنا عرب
|
#4
|
||||
|
||||
![]() ربنا يخليك يا باشا والشكر كله لكاتب الموضوع الأصلي والعضو اللي نقله الموقع بجد فرحوني استاكوزا وجمبري.....اسماعلاوي سكندري |
#5
|
||||
|
||||
![]()
توبيك هايل هايل هايل مش قادر اقول ايه بس
الاسماعيلى الاصيل بجد ايوة كده يعم فين الاسماعلويه كلهم شكلنا قله فى المنتدى ده
__________________
عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه وأعمل ما شئت فكما تدين تدان
|
#6
|
||||
|
||||
![]()
شكرا علي الموضوع الجميل والرائع بجد
ده فيه كم معلومات كتير اوي شكرا مره تانيه
__________________
26/6 |
العلامات المرجعية |
|
|