اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد نبينا .. للخير ينادينا

محمد نبينا .. للخير ينادينا سيرة الحبيب المصطفى بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-11-2012, 11:53 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي كل القلوب إلى الحبيب تميل



























كل القلوب إلى الحبيب تميل
ومعي بهذا شاهد ودليل
اما الدليل إذا ذكرت محمداً
صارت دموع العارفين تسيل
هذا رسول الله نبراس الهدى
هذا لكل العالمين نبيا

























قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

لقد تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلو بعدى ابدا

( كتاب الله وسنتى )

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم



















رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-11-2012, 11:55 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي













































































رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-11-2012, 11:56 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

فكرة إجتاحتني ..وسكنت عقلي ..منذ فترة وجيزة ..

ألا وهي رحلة إيمانية طيبة ..نلخص فيها سيرة الحبيب المصطفى العدنان..
ربما منكن من تساءل نفسها ...وهل هناك من لا يعرف سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ؟

صادفت الكثير من مشاهد الإحراج التي يتعرض لها شبابنا وبناتنا ..أذكر منها على سبيل المثال

لقاء مفاجئ لإحدى مسابقات القنوات العربية ..بالشباب في الشوارع ..
يسأل فيها أحد الشباب عن صلة فاطمة رضي الله عنها للنبي عليه الصلاة والسلام
فيجيب .. هي إحدى أزواجه ..لا حول ولا قوة إلا بالله

أو ..بسؤال طفل صغير..يسأل والدته ..أو شقيقته الكبرى عن غزوات النبي
فتجيبه خطأ...أو لا تجيبه أصلا لأنها لا تعرف غزوات النبي ..رغم أنها درستها في المدرسة!!!

ولذلك أقول لكِ أختي الحبيبة ....

هل فكرتِ في لحظة عن قدر المعلومات التي تعرفينها عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم !!

هل فكرت في لحظة لماذا نهتم بكل شئ في حياتنا ..وعندما نصل عند عقيدتنا ومعلوماتنا الاسلامية .. فنمر عليها مرور الكرام ....

فمن المشاهد المؤلمة لشبابنا اليوم – ونسأل الله العافية - أنه يجري ويبحث في مختلف
مواقع البحث.. ليحصل على أحدث السديهات والبوستيرات للمطربين والمطربات
وأحدث صيحات الموضة والجمال.. والبحث عن أخبار الفنانين والفنانات !!!!!!!!!
وإن كنتِ ممن لا يهتم بكل هذا ..

فهل فكرتِ في حجم ماتعرفينه عن حبيبك وشفيعكِ !!
أما فكرت يوما أن تبحث عن سيرة خير الآنام ..

أما فكرت يوما أن تعرف ولو أقل القليل عن الخطوط العريضة في حياته صلي الله عليه وسلم
ووالله لو أنني ظللت أكتب سطورا تلي سطورا ماأديت شيئا من حقوقه علينا...

مر هذا العابر في خاطري وهو يلح بداخلي وأنا أرى ما ألت إليه أوضاع الشباب اليوم
من أمة المصطفى الحبيب عليه الصلاة والسلام ..

.... فأردت أن أذكر نفسي ..و أذكركم "فذكر انما الذكرى تنفع المؤمنين "
حينما نقابله يوم القيامة , ونطلب منه الشفاعة ؟........ بأي حق سنطلبها ....
بحق جهلنا بسيرته .... أم بهجرنا لسنته؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا أطلب منكم سوى الجلوس مع ذواتكم ولو لحظات.. وانفضوا غبارالفضائيات وهوس القنوات
وغبار الاستهتار والسلبيات , التي طمست عقولنا في بحور من التوهان والحيرة

وأصبحنا نجهل كل شئ , ولا نهتم بأي شئ... ولا نجد في حياتنا سوى الملل من كل شئ ....
لانبدأ شئ في حياتنا وإلا ويكاد الملل واليأس من الوصول لنهايته يتملكنا
فنعود من حيث بدأنا..وهكذا ندور في دوامة لا نهاية لها !!!

أخواتي ما رأيكن في أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم , ونتوكل على الله
ونعاهد أنفسنا بأن ننهض من نومنا هذا , وتأخذ كل منا بيد الأخرى................؟؟؟؟؟

هذه الرحلة هي إنتفاضة ذاكرتنا الراكدة في سيرة الحبيب الخالدة .....
أردت أن أنقلها لكم في صيغة سهلة ميسرة ....لنقرأها سويا..ونتذاكر معا
أهم محطاتها الإيمانية .. في برنامج ..رحلة الإيمان في سيرة المصطفى العدنان ...

فما رأيكم .... فلتشجع كل منا الأخرى , وكل منا تبلغ أخرى من أهلها أو صديقاتها..
للإلتحاق بهذه الرحلة في حضرة الحبيب المعلم..رسول الله صلى الله عليه وسلم..



يحتوي برنامج هذه الرحلة على قبسات مضيئة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم
بطريقة ممتعة وسهلة , ومختلفة عن طريقة السرد العادي للأحداث
ونعود فيه لزمن الحبيب صلى الله عليه وسلم..

لننطلق معا ..في قطار رحلتنا ..للغوص في غمار سيرة حبيبنا المصطفى



و قبل الإنطلاق..هذه بعض التوضيحات ..

** طريقة البرنامج **

يحتوي البرنامج على عدة محطات وكل محطة تحتوي على معلومات
في فترات محددة من حياة المصطفى
وسنحاول أن ندرج أهم محطات السيرة النبوية العطرة ونستشف أهم القبسات فيها

لكن لماذا وضع هذا البرنامج ؟؟ ستخبركم كابتن القطار : فتقول :

إن معرفة العبد لنبيه , أصل من الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها .

لمـــــــــــــاذا ؟

لمحبته , والإقتــــــــداء به , والسير على منهاجه و سنته

** كيفيــــة الاشتراك **

المتابعة لأحداث القصة النبوية , وسنبدأ في هذه الفترة
من ولادته إلى بعثته صلى الله عليه وسلم
وذكر غزواااته وقصصه وأخلاقه مع صحابته وزوجاته .....الى وفاته عليه الصلاة والسلام
وسنطلق على كل مرحلة إسم ( محطة ) .

نرجو كثرة الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم ..
لأنها عبادة , في كل وقت ..بدون الالتزام بعدد محدد أو وقت محدد .






وأتمنى منكم إثراء الحدث الذي يؤثر فيكِ حبيبتي من فرح أو حزن أو عطف أو غيره
من خلال الأحداث , وذلك بعد الانتهاء من كل محطة .

أرجوا من كل الأخوات الحبيبات أن تدعوا صديقاتها.. عائلتها ..كبارا وصغاارااا
لمشاركتنا بهذه الرحلة الرائعة

رحلة العمر باذن الله وماأجملها من رحلة ،،تشوقنا لحضات فتبكينا ،،
وتسعدنا لحضات أخرى فنبحر في بحر عطاء النبوة الكريمة
لنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ...

اللهم بارك في هذه الرحلة الجميلة اللهم أجزل الثواب
لكل من لحقت بهذا الركب ووفقها لما تحب وترضى

وارزقها لقاء نبيك الكريم في جنات النعيم
كما أكرمتها بهذه الرحلة في هذه الدنيا ..
اللهم اجعلها انطلاقة في الدنيا ثمرتها تمتد للأخرة
اللهم آمييييين يارب العالمين


اللهم تقبل مني الدعاء فانك وعدت عبادك بقبول دعواتهم
هي رحلة جميلة يا أخيات الحقوا بالركب ،،

أسرعـن

الأماكن محدودة

ملاحظة مهمة:
يوجد تخفيض على بطاقات الحجز

للكبار وللصغار : أضعـاف السعـر

ربما تستغربوا في التسعيرة .. ههههه ببساطة شديدة لأن :

ثمن التذكرة / كثرة الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم



فمن تبغي الأجـــــــــر ؟؟

أتمنى منكن المشاركة لنبـــــدأ رحلتنا..

بســم الله بــــدأنا وعلى الله ربنا توكـلنــــا
سبحان الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون

رحلتنا سوف تكون لكسب الجنة بإذن الله ولكن سوف نقف
عند محطات عديدة وبعدها نصل بالسلامة بإذن الله



وسنبدأ على بركة الله مع اول محطة ...


المحطة الأولى



تعريف ما هو حب الرسول صلى الله عليه وسلم



"إن المقصود بحبه ليس فقط العاطفة المجردة
وإنما موافقة أفعالنا لما يحبه صلى الله عليه وسلم
وكُره ما يكرهه، وعمل ما يجعله يفرح بنا يوم القيامة...
ثم التحرق شوقاً للقياه، مع احتساب أننا لا نحبه إلا لله ‍وفي الله ،وبالله"

وخلاصة حبنا له أن يكون- صلى الله عليه وسلم-
أحب إلينا من أنفسنا وأموالنا وأولادنا

فقد روى البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
:" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده"
فلما قال له عمر: "لأنت يا رسول الله أحب إليَّ من كل شيء إلا نفسي،
قال له صلى الله عليه وسلم:"لا،والذي نفسي بيده،حتى أكون أحب إليك من نفسك"،
فلما قال له عمر:" فإنك الآن أحب إلي من نفسي يا رسول الله" ،قال له:" الآن يا عمر" !!

في البداية .. أضع بين أيديكم بطاقة تعريفية مختصرة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم


البطاقة المحمدية

الإسم : محمد

إسم الأب : عبد الله

إسم الجد : عبد المطلب

إسم الأم : آمنة بنت وهب

كنيتـه : أبو القاسم

تاريخ الميلاد : ليلة الإثنين 12 من ربيع الأول من عام الفيل ويوافق 571 م

محل الميلاد : مكة المكرمة

محل الإقامة : أول 50 سنة من حياته عليه الصلاة والسلام بمكة المكرمة
وآخر 13 سنة بالمدينة المنورة

دوره ووظيفته للبشرية : خاتم المرسلين

التعليم : أمي علمه شديد القوى

رسالته : الإسلام

كتابه : القرآن الكريم

الزوجات : توفى صلى الله عليه وسلم عن تسع زوجات وهن عائشة و سودة وحفصة وميمونة
وصفية وأم سلمة وزينب بنت جحش وجويرية بنت الحارث وأم حبيبة بالإضافة إلى مارية القبطية وكانت ملك يمينه صلى الله عليه وسلم .
أما السيدة خديجة رضى الله عنها فقد توفيت بمكة قبل الهجرة بثلاث سنوات

الأبناء
عبد الله و القاسم وزينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة الزهراء من السيدة خديجة رضى الله عنها ثم إبراهيم من السيدة مارية القبطية وجميعهم توفوا فى حياة الرسول ص عدا السيدة فاطمة الزهراء التى توفيت بعده صلى الله عليه وسلم بأربعة أشهر وكانت أول من لحق بالرسول
عليه الصلاة وةالسلام من أهل البيت .

محل الوفاة : المدينة المنورة

تاريخ الوفاة: في ضحى من يوم الاثنين ربيع الأول سنة 11 هـ الموافق لـ 632 م
عن عـمر يناهز 63 سنة

موضع القبر فى بيت السيدة عائشة فى الموضع الذى قبض فيه ص لقول سيدنا أبى بكر رضى الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما دفن نبى إلا حيث قبض . صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم




سنكمل الرحلة و لكن

بانتظار الزوار الكرام ....أسرعوا فالمقاعد محدودة .....

الرحلة مميزة فلا تفوتكم




رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-11-2012, 12:00 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

المحطة الثالثة

مرحباً بمن التحقت بنا في هذه المحطة ..

أهلا بكِ أختي الحبيبة نور والإسلام ..
نورتي رحلتنا في قطار السيرة النبوية العطرة



أخواتى في الله

والآن قبل ان ينتقل بنا قطارنا الى المحطة التالية
لابد وان تدفعوا قيمة اشتراك رحلتنا ..لمن لم تدفع بعد

لا تفزعو .... فلن اطلب منكم مالا

بل سأطلب ما هو ايسر من ذلك فعلا واكبر عند الله قدرا

صـــلوا على النبي

فقيمة اشتراكنا هو : الصـــلاة على النبي

" يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما "



يقول شوقي رحمه الله:

سَرَت بشائرٌ بالهادي ومولِدِه
في الشرقِ والغربِ مسرى النورِ في الظُّلَمِ
تخطفتْ مهجَ الطاغينَ منْ عربٍ
وطيَّرتْ أنفسَ الباغينَ من عجمِ
ريعت لها شرف الإيوانِ فانصدعت
من صَدْمةِ الحقِّ لا مِن صدمةِ القدمِ
أتيتَ والناسُ فوضى لا تمرُّ بهمْ
إلا على صنمٍ قد هام في صنمِ
والأرضُ مملوءةٌ جوراً مسخرةٌ
لكلِّ طاغِيةٍ في الخلْقِ محتَكِمِ
مُسيطرُ الفرسِ يبْغي في رعيَّتهِ
وقيصرُ الرُّومِ مِن كِبْرٍ أصمُّ عمِ
يعذّبانِ عـبادَ اللهِ في شبهٍ
ويذبَحانِ كَما ضحَّيْت بالغَنَمِ



لم يكن أي مولد، بل مولد رسالة يحملها رسول، رسالة ختم بها الله رسالاته لخلقه
وأنهى بها الله وحيه الذي لم ينقطع عن البشر منذ آدم عليه السلام...

لقد خلق الله الخلق، وجعل من طبيعتهم القدرة على اختيار طريق الخير أو طريق الشر:

﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾

وأرسل لهم الرسل بالشرائع ليهدوهم إلى طريق الخير، ويمنعوهم من الوقوع في مزالق الشر..

ولكنه جل وعلا .. لم يجعل طريق الشر والخير للبشر متساويين في الترغيب والترهيب
بل شاء جل وعلا أن يرسل رسوله رحمة للبشر، يوجههم ويعينهم ويسلك بهم الخير
بل ويجهد من أجل إدخالهم الجنة ..
قال عليه الصلاة والسلام : «مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الفراش والجنادب يقعن فيها وهو يذبهن عنها
وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي»
وكان إذا مرت عليه جنازة يهودي أو نصراني يتقلب وجهه، فيسأل في ذلك فيقول:
" نفس فلتت مني إلى النار» يتحرق عليه الصلاة والسلام على النصارى واليهود يحب لهم أن يدخلوا الجنة"

اليكم هذه القصة



اريد القول إن كل مسلم قد شغف قلبه بحب محمد عليه الصلاة والسلام،
مهما كان هذا المسلم عاصياً، أو ظالماً، أو قاسياً قلبه !!

وأذكر هذه القصة قرأتها في الماضي عن مسلم يعيش في أوربا، ولديه مجموعة من الأصدقاء النصارى،
وكانوا يسهرون ويشربون الخمر مع بعضهم، وحصل أن اتفق أصدقاؤه النصارى
على أن يستدرجوه لسب الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وحاشاه الله ونزهه من كل منقصة،
فقالوا لصديقهم المسلم الفاسق: بصحتك يا فلان... فقال: بصحتي... وشربوا الخمر،،،
ثم قالوا له: بصحة محمد ..!!!! وهنا ذهبت السكرة، وانتفض المسلم شارب الخمر العاصي
ورفس الطاولة برجله، وقذف الخمر وقام يضربهم ويحذفهم بما في يديه
وقال: عليكم لعنة الله يا أنجاس يا ملاعين، أتذكرون محمداً هنا..
وظل يصرخ ويبصق عليهم ويقول لن أترككم تذكروا محمداً في هذا المجلس فهذا ما لا أقبله أبداً،
ولن أعاقر الخمرة بعد اليوم... ثم خرج غاضباً.

هذا مثال عفوي بسيط عن محبة رسول الله وكيف أنها تجسدت في قلوب المسلمين، ولا أقول
في أي مسلم، إلا أنه يحب رسول الله ويحب رؤيته في الدنيا قبل الآخرة، إلا من طمس الباطل قلوبهم، وأعمى إبليس بصائرهم.
كيف لا ومحبة رسول الله من صميم الإيمان...

قال عليه الصلاة و السلام: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما» وقال عليه الصلاة و السلام:
«ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان
يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه» متفق عليهما.

وذكرى رسول الله عليه السلام محفورة في القلوب، نتطلع إليها فنتذكر سيدنا وإمامنا وقائدنا وقدوتنا
الذي أمرنا الله بمحبته، وأوجب علينا طاعته،
تذرف الدموع لذكراه، وتخشع القلوب لسيرته، تتطلع النفوس للقياه، ونتذكره في سنته.

ســــــــــــؤال ؟؟؟؟؟؟؟


ولكن يبقى السؤال يتكرر دائما ..و سيظل مربوطا برقابنا حتى نلقى الله...

ماذا تعني محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام ..؟؟؟

سنحاول الإجابة معاً عند اخر محطة من محطات هذه الرحلة الطيبة بإذن الله تعالى




محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدالمناف
بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر
بن مالك بن النضر بن كنانه بن خزيمة بن مدركة بن إلياس
بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

تعرف أسرته "صلوات ربي وسلامه عليه " بالأسرة ((الهـاشميه)) نسبة إلى جده هاشم

هــاشــم

أسمه : عمرو .. وسمي هاشم <لهمشه الخبز>
وكــان ذا شرف كبير ،،

وقد قام بأعمال عظيمه منها :

1/ تولى السقايه والرفادة ،،
2/ هو أول من أطعم "الثريد" للحجاج ،،
3/ وهو أول من (سن الرحلتين لقريش ..رحلة الشتاء والصيف..) ،،

زواجه بأم عبد المطلب

خرج إلى الشام تاجراً ، فلما قدم المدينة تزوج "سلمى بنت عمرو" (أحد بني عدي بن النجار)
أقام عندها ثم خرج إلى الشام ،، وهي عند أهلها قد حملت بـ عبدالمطلب ،،
فمــات هاشم،، وولدت سلمى عبدالمطلب وسمته "شيبه" <لشيبة كانت في رأسه>
وتربى في بيت أبي سلمى ولم يشعر به أحد من أسرته في مكه .

أبنـــــاء هاشم

الأولاد : أسد ـ أبو صيفي ـ نضله ـ عبد المطلب
البنات : الشفاء ـ خالده ـ ضعيفه ـ رقيه ـ جنه

قيـل في هـاشــم

عمرو الذي هشم الثريد لقومه *** قوم بمكـة مســنتيـن عجـــاف
سنت إليه الرحلتان كلاهمــا *** سفر الشتــاء ورحلة الأصياف





المحطة الخامسة



قبل ما نبدأ رحلتنا ...رحلة الإيمان على متن قطار سيرة المصطفى العدنان
أتوقف لأرحب بمن حلت علينا نسماتهم وشاركونا بهذه الرحلة الطيبة..رغم كونهم متأخرين قليلا
هلا وغلا بالأخت الغالية الحبيبة ..سبل السلام ..
نور قطار رحلتنا الطيبة بإلتحاقك به حبيبتي

ننتظر إلتحاق كل أخواتنا الحبيبات ..ومشاركتنا بمشاعرهم ..وإثراءهم ..




في هذه المحطة ...

ولِد خير البرية ...

نعم لقد ولد محمد صلى الله عليه وسلم ...

و قد واكب حمله و وضعه آيات نبوته منها :

* أنه ولد من نكاح شرعي ، لا من سفاح جاهلي ، و هي عصمة إلهية لا يقدر عليها إلا الله سبحانه

* إن آمنة لم تجد أثناء حملها به صلّى الله عليه وسلم ما تجده الحوامل من الوهن ، فكانت هذه آية

* إن آمنة لما وضعته رات نوراً يخرج منها فأضاء لها قصور الشام ، فقد سئل عن نفسه صلى الله عليه وسلم
فقال :"أنا دعوت أبي إبراهيم ، و بشرى عيسى ، و رأت أمي حين ولدت بي أنه خرج منها نور أضاء قصور الشام"

* إن آمنة لما حملت به صلى الله عليه و سلم أتاها آت فقال: إنك حملت بسيّد هذه الأمة
فإذا وضع في الأرض فقولي : أعيذه بالواحد ، من شرّ كل حاسد . و آية ذلك أن يخرج معه نور
ملأ قصور بصرى من أرض الشام ، فإذاً فسميه محمداً ، فإن اسمه في التوراة أحمد يحمده أهل السماء
و أهل الأرض

* ارتجاس إيوان كسرى بفارس ، و سقوط أربعة عشر شرفة من شرفاته

* خمود نار فارس التيلم تخمد منذ ألف سنة

* امتلاء البيت الذي ولد به نوراً ، و رؤية النجوم و هي تدنوا لتكاد تقع عليه صلى الله عليه و سلم

ها هى ثويبة مولاة أبي لهب تترك رضيعيها مسروح وحمزة بن عبد المطلب
وتلحق بعبد المطلب لتأخذ منه الوليد الجديد لترضعه لأن أوان رضاعه قد حان..
وتقول لجده: ماذا ستسميه يا عبد المطلب

ها هو القطار ينطلق وقد كان آخر ما سمعنا من الحوار رد عبد المطلب على ثويبة :
اخترت له اسم محمد ليكون محموداً عند الله في السماء ومحمداً في الأرض عند خلقه ولأولمن له وليمة
أدعو قريشاً كلها لتشهد الإسم وتأكل ولأختننه يوم السابع كما هى سنة جده إسماعيل وإبراهيم

قطارنا ينطلق بعيداً في اتجاه البوادي الخضراء .. والربوع الرملية المتوهجة...

..ها هم رعاة الغنم ينطلقون بها نحو المراعي.. و أصوات الثغاء تختلط مع أصوات حنين الإبل ..والظباء والقطار يتيه بنا نحو بوادي بني سعد ...



هذا هو النخل.. وبساتينها وحدائقها..





في بني سعـــد....

وكانت العادة عند الحاضرين من العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم ابتعادًا لهم عن أمراض الحواضر؛
ولتقوى أجسامهم، وتشتد أعصابهم، ويتقنوا اللسان العربى في مهدهم، فالتمس عبد المطلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم المراضع واسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر:
وهي حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث

وإخوته صلى الله عليه وسلم هناك من الرضاعة هم‏:
‏ عبد الله بن الحارث
وأنيسة بنت الحارث
وحذافة أو جذامة بنت الحارث ‏[‏وهي الشيماء؛ لقب غلب على اسمها‏]‏
وكانت تحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان عمه حمزة بن عبد المطلب مسترضعًا في بني سعد بن بكر، فأرضعت أمه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا وهو عند أمه حليمة، فكان حمزة رضيع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهتين :من جهة ثويبة ومن جهة السعدية‏..

ورأت حليمة من بركته صلى الله عليه وسلم ما قضت منه العجب، ولنتركها تروى ذلك مفصلًا ‏:‏

تقول انها خرجت من بلدها مع زوجها مع نسوة من بني سعد تلتمس الرضعاء ،قالت:
فخرجت على أتان لى قمراء،قد أذَمَّتْ بالركب.
فلما قدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه،
إذا قيل لها‏:‏ إنه يتيم،
وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي،
فكنا نقول‏:‏ يتيم‏!‏
وما عسى أن تصنع أمه وجده، فكنا نكرهه لذلك، فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعًا غيرى،
فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبى‏:‏ والله ، إنى لأكره أن أرجع من بين صواحبى ولم آخذ رضيعًا،
والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه‏.
‏ قال ‏:‏ لا عليك أن تفعلى، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة‏.‏
قالت‏:‏ فذهبت إليه وأخذته،وما حملنى على أخذه إلا أنى لم أجد غيره
قالت‏:‏ فلما أخذته وضعته في حجرى أقبل عليه ثديأي بما شاء من لبن، فشرب حتى روى
وشرب معه أخوه حتى روى،وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا هي حافل، فحلب منها ما شرب وشربت معه
حتى انتهينا ريا وشبعا، فبتنا بخير ليلة،
قالت‏:‏ يقول صاحبى حين أصبحنا‏:‏ تعلمي والله يا حليمة، لقد أخذت نسمة مباركة،
فقلت‏:‏ والله إنى لأرجو ذلك‏.‏
قالت‏:‏ ثم خرجنا وركبت أنا أتانى،
وحملته عليها معى، فوالله لقطعت بالركب ما لا يقدر عليه شىء من حمرهم، حتى إن صواحبى ليقلن لى
‏ يا ابنة أبي ذؤيب، ويحك‏!‏ أرْبِعى علينا،
أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها‏؟‏
فأقول لهن‏:‏ بلى والله ، إنها لهي هي،
فيقلن‏:‏ والله إن لها شأنًا،
قالت‏:‏ ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد،
وما أعلم أرضًا من أرض الله أجدب منها،
فكانت غنمى تروح علىَّ حين قدمنا به معنا شباعًا لُبَّنـًا،
فنحلب ونشرب، وما يحلب إنسان قطرة لبن،
ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم‏:‏
ويلكم، اسرحوا حيث يسرح راعى بنت أبي ذؤيب

فتروح أغنامهم جياعًا ما تبض بقطرة لبن، وتروح غنمى شباعًا لبنًا‏.‏
فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته
وكان يشب شبابًا لا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلامًا جفرًا‏
قالت‏:‏ فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على مكثه فينا،
لما كنا نرى من بركته، فكلمنا أمه، وقلت لها‏:‏ لو تركت ابني عندي حتى يغلظ، فإني أخشى عليه وباء مكة،
قالت‏:‏ فلم ننزل بها حتى ردته معنا‏...

بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام


,,, حادثة شق الصدر ,,,

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلعب مع الصبيان وكان له من العمر 4 سنوات وبينما هو كذلك جاءه
جبريل ...فأخذه... فصرعه ...فاستخرج قلبه فاستخرج منه علقه فقال : هذا حظ الشيطان منك... ثم غسله في
طست من ذهب بماء زمزم ثم جمعه وأرجعه الى مكانه وذهب الصبيان الى أمه ...إن محمداً قد ***...
فاستقبلوه وهو متغير اللون ....وقد كانت آثار المخيـط ظاهره في صدره عليه الصلاة والسلام ....


,,,إلى أمه الحنون ,,,

أنه بعد هذه الحادثه _حادثة شق الصدر _ خشيت عليه حليمه وردته الى أمه .. فكان عند أمه إلى أن بلغ ست سنين ..
ورأت آمنة ـ وفاء لذكرى زوجها الراحل ـ أن تزور قبره بيثرب، فخرجت من مكة قاطعة رحلة تبلغ نحو خمسمائة كيلو
متر ومعها ولدها اليتيم ـ محمد صلى الله عليه وسلم ـ وخادمتها أم أيمن، وقيمها عبد المطلب،
فمكثت شهرًا هناك وبينما هي راجعه لحقها المرض وهي في بداية الطريق واشتد حتتى ماتت بالأبواء
(بين مكه والمدينه )..


,,,إلى جده العطوف ,,,

بعد وفاة والدته عاد به جده عبدالمطلب إلى مكة وكانت مشاعر الحنو في فؤاده تربو نحو حفيده اليتيم ..فَرَقَّ
عليه رقة لم يرقها على أحد من أولاده..
كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة قال ابن هشام :..فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج
إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالًا له، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتى وهو غلام حتى يجلس
عليه، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه، فيقول عبد المطلب إذا رأي ذلك منهم‏:‏ دعوا ابني هذا، فوالله إن له لشأنًا، ثم
يجلس معه على فراشه، ويمسح ظهره بيده، ويسره ما يراه يصنع‏..
ولما كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم 8 سنوات توفي جده عبدالمطلب , ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة
حفيده إلى عمه أبي طالب (أخو أبيه )..


,,,إلى عمه الشفيق ,,,

قام أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه ,وضمه الى أولاده وقدمه عليهم واختصه بفضل احترام وتقدير ,
وظل 40 سنه يعز من جانب الرسول صلى الله عليه وسلم ويحميه ويصادق ويخاصم من أجله ..

صلى الله عليه وسلم


المحطة السادسة

نستمر في رحلتنا في قطار سيرة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام



وقبل ذلك أحيي وأرحب بحبيبتي وكلت أمري لك يارب ..

نورتي الرحلة ياغالية ..


صلوات ربي وسلامه عليك ياحبيب الله

لقد زكى الله لسانه فقال ( وما ينطق عن الهوى )
و بصره فقال ( ما زاغ البصر وما طغى )
و قلبه فقال ( ما كذب الفؤاد ما راى )
و خلقه فقال ( وانك لعلي خلق عظيم )
و صدره فقال ( الم نشرح لك صدرك )
ورفع مقامه فقال ( ورفعنا لك ذكرك )

اللهم صلي علي محمد في الاولين والاخرين
وفي الملأ الاعلي الي يوم الدين




استسمحكم عن تأخرى في الانتقال الى المحطة التاليه
وذلك لاعطاء وقت لجميع محبى رسولنا الكريم للتجمع للحاق بنا في ركبنا العطر

وها هو جرس محطتنا يعلن عن تحرك قطارنا

فليتخذ الجميع مقاعدهم استعدادا للرحيل الى المحطة التالية

سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا الى ربنا لمنقلبون

في محطتنا هذه لايزال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في كفالة عمه أبي طالب يشب على محاسن الأخلاق، متباعداً عن صغائر الأمور
التي يشتغل بها الصبيان عادة ، وقد بارك الله تعالى لأبي طالب في الرزق مدة وجوده صلى الله عليه وسلم في كفالته وفي وسط عياله.

لما أراد أبو طالب أن يسافر إلى الشام في تجارة له رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرافقه، فأخذه معه وسنه إذ ذاك اثنتا عشرة سنة
ولما وصلوا بصرى وهي أول بلاد الشام من جهة بلاد العرب قابلهم بها راهب من رهبان النصارى اسمه (بحيرا) – كان يقيم في صومعة له هناك –
فسألهم عن ظهور نبي من العرب في هذا الزمن، ثم لما أمعن النظر في النبي صلى الله عليه وسلم
وحادثه عرف أنه النبي العربي الذي بشر به موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام

وقال لعمه أنه سيكون لهذا الغلام شأن عظيم، فارجع به واحذر عليه من اليهود ، فلم يمكث أبو طالب في رحلته هذه طويلاً
بل عاد به إلى مكة حين فرغ من تجارته، وبقى صلى الله عليه وسلم في مكة مثال الكمال، محفوظاً من معايب أخلاق الجاهلية
شهماً شجاعاً حتى إنه حضر مع أعمامه حرب (الفجار) و (حلف الفضول)، وسنه إذ ذاك عشرون سنة.

أما (الفجار) فهي حرب كانت بين قبيلة كنانة ومعها حليفتها قريش وبين قبيلة قيس، وقد ابتدأت هذه الحرب فيما بين مكة والطائف
ووصلت إلى الكعبة، فاستحلت حرمات هذا البيت الذي كان مقدساً عند العرب ولذلك سميت حرب (الفجار).
وأما (حلف الفضول) كان عقب هذه الحرب، وهو تعاقد بطون قريش على أن ينصروا كل من يجدونه مظلوماً بمكة سواء كان من أهلها أو من غير أهلها.

كان طريق الكسب في قريش هي التجارة، وكانت خديجة بنت خويلد من بني أسد بن عبد العزى بن قصي سيدة ذات مال
تتاجر في مالها بطريق المضاربة مع من تثق بهم من الرجال ، فلما سمعت بأمانة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وصدقه حتى اشتهر بين قومه باسم (الأمين) بعثت إليه، وعرضت عليه أن يسافر بمال لها إلى الشام ..
وتعطيه من الربح أكثر مما كانت تعطى غيره، فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وسافر مع غلامها ( أى مملوكها) ميسرة
فباع واشترى وعاد بربح عظيم...

وقد شاهد ميسرة في هذه الرحلة كثيراً من بركات النبي صلى الله عليه وسلم وإكرام الله تعالى له

فإنه صلى الله عليه وسلم لما قدم الشام نزل في ظل شجرة قريباً من صومعة راهب هناك...
فقال هذا الراهب لميسرة أنه ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، وكان ميسرة يشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
مظللاً من حر الشمس وهو يسير على بعير بدون أن تكون معه مظلة.

زواجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة بنت خويلد

لما قدم ميسرة إلى سيدته خديجة الحازمة اللبيبة، وأخبرها بما شاهده من بركات النبي صلى الله عليه وسلم وإكرام الله تعالى له
بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت له: يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك وأمانتك وصدق حديثك
وقد خاطبته بابن العم على عادة العرب من تخاطب الأقرباء من جهة الأبوة بابن العم، حيث يجتمع أصولهما في (قصي)
فإنها من بني أسد بن عبد العزى بن قصي..

وكانت خديجة قد ذكرت ما سمعت من غلامها ميسرة لابن عمها ورقة بن نوفل -من المتتبعين للكتب والأخبار-
فكان يقول لها: يا خديجة إن محمداً لنبي هذه الأمة، وقد عرفت أنه كان لهذه الأمة نبي يُنتظر، هذا زمانه.
وكانت خديجة مرغوبا فيها لشرف نسبها ورفعة قدرها بين قومها، فعرض النبي صلى الله عليه وسلم الأمر على أعمامه
فوافقوه على زواجه صلى الله عليه وسلم، بها وتوجهوا معه إليها، وأتموا عقد الزواج بينهما ...

وتولاه عنها عمها (عمرو بن أسد)، كما تولاه عن النبي صلى الله عليه وسلم عمه (أبو طالب) ..

وكان صداقها عشرين بِكْرة ، وكان سن السيدة خديجة أربعين سنة وسنه صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين سنة..
ولم يتزوج عليها النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفيت رضى الله عنها، وكانت متزوجة قبله صلى الله عليه وسلم برجل اسمه (هند)..
ولدت منه ولداً اسمه (هالة)، فكان ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم...
وقد مكث صلى الله عليه وسلم بعد زواجه بالسيدة خديجة يشتغل بالتجارة والتنسك، حتى بعثه الله رحمة للعالمين..

شهوده صلى الله عليه وسلم بناء الكعبة




الكعبة هي أول بيت وضع في الأرض للعبادة، وقد بناها سيدنا إبراهيم الخليل مع ولده سيدنا إسماعيل عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام..
ثم جُدد بناؤها من بعده ثلاث مرات، وكان بناؤها من الصخر وارتفاعها فوق القامة..

ويقال أن أول من بناها سيدنا آدم أبو البشر عليه الصلاة والسلام، وقد وصلوا في نقض أنقاضها إلى أساس سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام..

ويقال أنهم وجدوا هناك صحافا منقوشا فيها كثير من الحكم تذكرة للمتأخرين، وقد تحرى أشراف قريش أن تكون نفقة بنائها من طيب أموالهم؛
فكانوا لا يدخلون في نفقتها مهر بغى ولا مال ربا، ولما ضاقت بهم النفقة الطيبة عن إتمامها على قواعد سيدنا إبراهيم عليه السلام
أخرجوا منها الحجر، وبنوا عليه جدارا قصيراً علامة على أنه منها.

وعندما بلغ سن النبي صلى الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة، نزل سيل عظيم بمكة أثر في جدران الكعبة فأوهنها
-على ما كانت عليه من الضعف بسبب حريق أصابها من قبل- فاجتمعت قبائل قريش وشرعوا في هدمها وبنائها بناء مرتفعاً

وكان الأشراف منهم يتسابقون في نقل الحجارة وحملها على أعناقهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يحمل الحجارة
وينقلها الى مكان البناء، مع عمه العباس رضى الله عنه.



بنيت الكعبة حينئذ بارتفاع ثماني عشر ذراعا، بحيث يزيد عن أصله تسعة أذرع، وقد رفع الباب بحيث لايصعد إليه إلا بدَرَج..

و لما تم بناء الكعبة وأرادت قريش وضع الحجر الأسود في موضعه، اختلف أشرافهم فيمن يضعه، وظلوا مختلفين أربعة أيام،،،
فأشار عليهم أبو أمية الوليد بن المغيرة - وهو أكبرهم سنا - بأن يحكِّموا بينهم من يرضون بحكمه..
فاتفقوا على أن يكون الحكم لأول قادم من باب الصفا

فكان أول داخل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتاحوا جميعا لما يعهدونه من أمانته وحكمته وصدقه وإخلاصه للحق..
وقالوا: هذا الأمين رضيناه، هذا محمد، فلما وصل إليهم وأخبروه الخبر بسط رداءه، وتناول الحجر فوضعه فيه بيده..
ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بطرف من الرداء ثم ارفعوه جميعا، ففعلوا حتى وصلوا به إلى موضعه؛ فوضعه فيه بيده صلى الله عليه وسلم،
وبذلك انتهت هذه المشكلة التي كادت تؤدى إلى الحرب والقتال فيما بينهم.

سيرته صلى الله عليه وسلم في قومه قبل النبوة



قد علمنا أن الله تعالى قد أكرم آل حليمة السعدية التي أرضعته صلى الله عليه وسلم ..
فبدل عسرهم يسراً وأشبع غنيماتهم وأدر ضروعها في سنة الجدب والشدة، كما بارك سبحانه وتعالى في رزق عمه أبي طالب
حينما كان في كفالته، مع ضيق ذات يده، وأنه سبحانه وتعالى كان يسخر له الغمامة تظله وحده من حر الشمس في سفره إلى الشام..
فتسير معه أنى سار دون غيره من أفراد القافلة.

وكان سبحانه وتعالى يلهمه الحق ويرشده الى المكارم والفضائل في أموره كلها، حتى إنه كان إذا خرج لقضاء الحاجة في صغره بَعُدَ عن الناس حتى لا يُرى.

وكان سبحانه وتعالى يكرمه بتسليم الأحجار والأشجار عليه، ويُسمعه ذلك فيلتفت عن يمينه وشماله فلا يرى أحداً.

وقد كان علماء اليهود والنصارى - رهبانهم وكهنتهم- يعرفون زمن مجيئه صلى الله عليه وسلم مما جاء من أوصافه في التوراة
وما أخبر به المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام فكانوا يسألون عن مولده وظهوره وقد عرفه كثيرون منهم لما رأوا ذاته الشريفة
أو سمعوا بأوصافه وأحواله صلى الله عليه وسلم.

وقد نشأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ممتازاً بكمال الأخلاق، متباعداً في صغره عن السفاسف التي يشتغل بها أمثاله في السن عادة
حتى بلغ مبلغ الرجال فكان أرجح الناس عقلاً، وأصحهم رأياً، وأعظمهم مروءة، وأصدقهم حديثاً، وأكبرهم أمانة، وأبعدهم عن الفحش،
وقد لقبه قومه (بالأمين)، وكانوا يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم.

وقد حفظه الله تعالى منذ نشأته من قبيح أحوال الجاهلية، وبَغَّض إليه أوثانهم حتى إنه من صغره كان لا يحلف بها ولا يحترمها
ولا يحضر لها عيداً أو احتفالاً، وكان لا يأكل ما *** على النُّصُب، و النصب هي حجارة كانوا ينصبونها ويصبون عليها دم الذبائح ويعبدونها.

ولقد كان صلى الله عليه وسلم لين الجانب يحن إلى المسكين، ولا يحقر فقيراً لفقره، ولايهاب ملكا لملكه، ولم يكن يشرب الخمر ..
مع شيوع ذلك في قومه، ولا يزنى ولا يسرق ولا ي***، بل كان ملتزما لمكارم الأخلاق التي أساسها الصدق والأمانة والوفاء

وبالجملة حفظه الله تعالى من النقائص والأدناس قبل النبوة كما عصمه منها بعد النبوة.

وكان يلبس العمامة والقميص والسراويل، ويتزر ويرتدى بأكيسة من القطن، وربما لبس الصوف والكتان،،،
ولبس الخف والنعال وربما مشى بدونها... وركب الخيل والبغال والإبل والحمير. وكان ينام على الفراش تارة وعلى الحصير تارة
وعلى السرير تارة وعلى الأرض تارة، ويجلس على الأرض، ويخصف نعله، (أي يخرزها ويصلحها) ويرقع ثوبه،
وقد اتخذ من الغنم والرقيق من الإماء والعبيد بقدر الحاجة... وكان من هديه في الطعام ألا يرد موجوداً ولا يتكلف مفقوداً...


المحطة السابعة



معيشته صلى الله عليه وسلم قبل النبوة



محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم كان جده هاشم كبير قريش وسيدها، وكانت قريش أشرف قبائل العرب، وكانت إقامتهم بمكة وضواحيها
وكانت معيشتهم من التجارة في الثياب والبز (متاع البيت من *** الثياب) وما يحتاجه العرب، وكان لهم رحلتان تجاريتان إلى الشام إحداهما في الصيف
والأخرى في الشتاء، وكان أكثر ما يقتنون من النَّعم الإبل والغنم للانتفاع بظهورها وألبانها وأصوافها وأوبارها...

فلما بلغ سناًّ يمكنه فيه أن يعمل عملا كان ينفق على نفسه من عمل يده، وقد كانت فاتحة عمله رعاية الغنم، كما هي سنة الله تعالى في أنبيائه
وأصفيائه؛ لتدريبهم على رعاية الخلق بالرفق الذي تستدعيه هذه الرعاية، فكان ينفق من أجرة رعايته، ثم كان يتجر فيما كانت تتجر فيه قريش
وينفق من كسب تجارته... وفي كل ذلك كان يعمل على قدر الحاجة، لا مستكثراً من الدنيا ولا تاركا لها تركا كلياًّ،،،
ليهيئه الله تعالى لما أراده سبحانه منه من التفرغ للدعوة إلى دينه القويم..





تعبده صلى الله عليه وسلم قبل البعثة




كان من العرب قبل الإسلام من ينتمي إلى دين اليهودية، ومنهم من يدين بالنصرانية- على ما فيهما من تغيير وتحريف،،
والباقون عبدة أصنام وأوثان، وكان على ذلك عامة قريش إلا نفرا قليلا منهم كانوا يعيبون على قومهم عبادة هذه التماثيل...

وقد فُطر سيدنا محمد بن عبد الله - صلوات الله عليه وسلامه- على طهارة القلب وزكاء النفس...
فطره الله تعالى على ذلك ليكون على تمام الصلاحية لتلقى شريعته المطهرة وإيصالها إلى الخلق على أتم وجه وأكمله..

فلذلك كانت نفسه الكريمة مجبولة على ما هو الحق، لا تعرف غيره، ولا تقبل سواه، فكان يأنف عن الباطل بطبعه ويألف الحق بسجيته،،
فلم يحكم عليه شيء من عادات قومه: لا في تحسين باطل ممقوت، ولا في تقبيح حق مقبول...

ولقد كانت تلك فطرة أبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام التي فُطر عليها قبل نبوته؛ كما كان ذلك شأن سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:
يفطرون على الإقبال على الله تعالى، وتنصرف هممهم وأنفسهم الزكية قبل نبوتهم عما يكون عليه أقوامهم من باطل العقائد وفاسد العادات والتعبدات


نشأ صلى الله عليه وسلم مقبلا على الله تعالى بقلبه، خالصاً لله تعالى، حنيفا لم يحم الشرك حول قلبه الكريم،،
فكان بأصل فطرته مبغضاً لهذه الأوثان، نافراً من هذه المعبودات الباطلة، فلم يكن يحضر لها عيدا ولا يتقرب إليها ولايحفل بها،،
وإنما كان يعبد خالق الكون وحده، مقبلا عليه سبحانه بما هو مظهر العبودية والإخلاص من تفكير وتمجيد...

وكان يطوف بالكعبة ويحج كما كان الناس يحجون اتباعاً لملة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام...
ولم يثبت من طريق صحيح التزامه التعبد على شريعة أحد من الأنبياء السابقين صلوات الله عليهم أجمعين.

والذي ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يختلى في غار حراء من كل سنة شهر( وكان يوافق ذلك شهر رمضان)،،
يعبد الله تعالى بالتفكر، ويطعم المساكين مما كان يتزود به في مدة خلوته (وروى أنه كان يتزود الكعك والزيت، وكان كلما فرغ زاده رجع الى أهله فتزود وعاد)

وكان إذا انتهي من خلوته ينصرف إلى الكعبة فيطوف بها سبعاً أو ماشاء الله من ذلك قبل أن يرجع إلى بيته..
ويسمى حراء: جبل النور، وهو على يسار السالك إلى عرفة، وبه ذلك الغار الذي كان يتعبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم
وهو ضيق المدخل، ومساحته من الداخل تقرب من ثلاثة أمتار، وبه نزل الوحي عليه صلى الله عليه وسلم لأول مرة كما سيجيء

ويقال أن جده عبد المطلب كان يتعبد في حراء، ثم تبعه في ذلك من كان يتعبد منهم كورقة بن نوفل وأبي أمية بن العزى...
وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب العزلة والخلوة من زمن طفولته إلى أن بعثه الله تعالى رحمة للعالمين...
وقبيل مبعثه كان لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح، أي واضحة وصريحة كوضوح ضوء الصباح وإنارته، أى أنها تتحقق في اليقظة
مثل ما يراها في المنام، فكان ذلك مقدمة لنبوته صلى الله عليه وسلم.



بدء الوحي

لما كمل سنه صلى الله عليه وسلم أربعين سنة-وهو سن الكمال، أكرمه الله تعالى بالنبوة والرسالة رحمة للعالمين..
فبينما هو صلى الله عليه وسلم في خلوته بغار حراء، وكان ذلك في شهر رمضان على أصح الروايات، إذ جاءه جبريل الأمين عليه السلام
بأمر الله تعالى، ليبلغه رسالة ربه عز وجل، وقد تمثل جبريل عليه السلام في هذه المرة بصورة رجل...
فقال له : إقرأ، فقال له عليه الصلاة والسلام: ما أنا بقارئ (لأنه صلى الله عليه وسلم كان أمياً لم يتعلم القراءة)،،
فغطه جبريل عليه السلام في فراشه غطا شديدا (أى ضمه وعصره بشدة)، ثم أرسله فقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ،،
فغطه ثانية ثم أرسله وقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، ثم غطه الثالثة وأرسله فقال له:
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ اْلإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ اْلأَكْرَمِ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ اْلإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)...

فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانصرف عنه جبريل عليه السلام وهو يقول: يامحمد أنت رسول الله وأنا جبريل...
فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله يرجف فؤاده مما أدركه من الروع لشدة مقابلة الملك فجأة وشدة الغطّ التي اقتضاها الحال.

ولما رجع عليه الصلاة والسلام إلى أهله، ودخل على زوجه خديجة رضى الله عنها قال: زَمِّلوني زَمِّلوني (أي اطرحوا عليَّ الغطاء ولفوني به - ليذهب عنه الروع)
فلما ذهب عنه الروع أخبر خديجة رضي الله عنها بما كان، فقالت له: أبشر يا ابن عم واثبت، فإنى لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة...

ثم ذهبت خديجة مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان شيخا كبيرا يعرف الإِنجيل وأخبار الرسل
فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رآه، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزَّل الله على موسى،،
أي أن هذا الملك الذي جاءك هو الناموس؛ أى صاحب سر الوحي الذي نزله الله تعالى على نبيه موسى عليه الصلاة والسلام؛
لأنه يعرف من الكتب القديمة وأخبارها أن جبريل هو رسول الله إلى أنبيائه.

ثم تمنى ورقة أن لو كان شابا يقدر على نصرة النبي صلى الله عليه وسلم عند ظهوره بأمر الرسالة ومعاداة قومه له؛
لأنه يعرف من أخبار الرسل أن قومهم يعادونهم في مبدإ أمرهم، ثم توفي ورقة بعد ذلك بزمن قريب.



فترة الوحي وعودته

بعد هذه الحادثة فتر الوحي وانقطع مدة لا تقل عن أربعين يوما، اشتدّ فيها شوق النبي صلى الله عليه وسلم إلى الوحي
وشقّ عليه تأخره عنه، وخاف من انقطاع هذه النعمة الكبرى: نعمة رسالته عليه الصلاة والسلام بين الله عز وجل وبين عباده ليهديهم إلى صراطه المستقيم.

فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يمشى في أفنية مكة إذ سمع صوتا من السماء، فرفع بصره فإذا الملك الذي جاءه بغار حراء
وهو جبريل عليه السلام، فعاد إليه الرعب الذي لحقه في بدء الوحي فرجع إلى أهله وقال: دَثِّرونى دَثِّرونى (التدثير بمعنى: التزميل السابق بيانه).
فأوحى الله تعالى إليه:
يـَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرْ* قُمْ فَأَنْذِرْ* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ* وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ* وَلاَتَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ* وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ.
فأنذر: حذر الناس من عذاب الله إذا لم يفردوه بالعبادة. فكبر: أي عظِّمْ ربك وخُصَّه بالتعظيم والإجلال. فطهر: أي حافظ على الطهارة والنظافة من الأقذار والأنجاس. والرجز فاهجر: أي اترك المآثم والذنوب. ولا تمنن تستكثر: أي لا تتبع عطاياك وهباتك بالطمع في أخذ الزيادة ممن تعطيه. ولربك فاصبر: أي اصبر على ما يلحقك من الأذى في سبيل الدعوة إلى الإسلام ابتغاء وجه ربك.

فكان ذلك مبدأ الأمر له صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام وبعد ذلك تتابع الوحي ولم ينقطع.


كيفية الوحي

للوحي طرق متنوعة وقد عرفت أن من مبادئه الرؤيا الصادقة، فرؤيا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هي من قبيل الوحي..

ومن طرق الوحي أن يأتي الملك إلى النبي متمثلا بصورة رجل، فيخاطب النبي حتى يأخذ عنه ما يقوله له ويوحي به إليه
وفي هذه الحالة لا مانع من أن يراه الناس أيضا، كما حصل في كثير من أحوال الوحي لنبينا عليه الصلاة والسلام..

ومن طرق الوحي أيضاً أن يأتي الملك في صورته الأصلية التي خلقه الله تعالى عليها، ويراه النبي كذلك فيوحي إليه ما شاء الله أن يوحيه
ولم يحصل هذا لنبينا عليه الصلاة والسلام إلا قليلا
ومن طرق الوحي أيضاً أن يلقى الملك في روع (أي ذهن) النبي وقلبه ما يوحي به الله إليه، من غير أن يرى له صورة،،،
وقد حصلت هذه الكيفية أيضاً لنبينا صلى الله عليه وسلم

وأحيانا كان يأتي الملك مخاطباً للنبي بصوت وكلام مثل صلصلة الجرس (أي صوته)،وهذه الحالة من أشد أحوال الوحي على النبي
فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم عندما يأتيه الوحي بهذه الكيفية يعرق حتى يسيل العرق من جبينه في اليوم الشديد البرد
وإذا أتاه وهو راكب تبرك به ناقته..
وقد يكون الوحي بكلام الله تعالى للنبي بدون واسطة الملك، بل من وراء حجاب، كما حصل ليلة الإسراء لنبينا صلى الله عليه وسلم..



الدعوة إلى الإسلام سرا




على إثر عودة الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد فترته، قام عليه الصلاة والسلام بأمر الدعوة إلى ما أمره الله تعالى به من إرشاد الثقلين:
الإنس والجن جميعا إلى توحيد الله تعالى، وإفراده بالعبادة دون سواه من الأصنام والمخلوقات، وأرشد الله تعالى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
إلى أن يبدأ بالدعوة سراَّ؛ فكان يدعو إلى الإسلام من يطمئن إليه ويثق به من أهله وعشيرته الأقربين ومن يليهم من قومه

واستمر على ذلك ثلاث سنين مثابراً على الدعوة إلى الله تعالى خفية، حتى آمن به أفراد قلائل كانوا يقيمون صلاتهم
ويؤدون ما أمروا به من شعائر الدين، مستخفين عمن سواهم لا يظهرون بذلك في مجامع قريش
بل كان الواحد منهم يختفي بعبادته عن أهله وولده..

ولما بلغ عددهم نحو الثلاثين، وكان من اللازم اجتماعهم بالنبي صلى الله عليه وسلم لإرشادهم وتعليمهم
اختار لهم عليه الصلاة والسلام داراً فسيحة لأحدهم، وهي دار الأرقم بن الأرقم، فكانوا يجتمعون فيها
واستمروا على ذلك يزيد عددهم قليلا قليلا حتى أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة



الباعث على الإسرار بالدعوة

في أول ما نزل الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم- في أواخر شهر رمضان من السنة المتممة للأربعين
من عمره الشريف بغار حراء الذي كان يتعبد فيه- لم يؤمر آنذاك بتبليغ الرسالة للناس، بل كان الأمر في ذلك قاصرا على إبلاغه رسالة ربه إليه
وتمجيده جلّ وعلا بما جاء في سورة (اقرأ باسم ربك)، وبعد أن فتر الوحي مدة عاد بأمر الله تعالى له بأن يقوم بتبليغ رسالة ربه.

ولما كان أهل مكة الذين بُعِثَ فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما جفاة متخلقين بأخلاق تغلب عليها العزة والأنفة، وفيهم سدنة الكعبة
أي خدمها وهم القابضون على مفاتيحها، والقوَّام على الأوثان والأصنام، التي كانت مقدسة عند سائر العرب:
يعبدونها ويتقربون إليها بالذبائح والهدايا، ولا يعرفون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا ينقادون إليه بسهولة
كان من حكمة الله تعالى تلقاء ذلك أن تكون الدعوة إلى دين الإسلام في مبدأ أمرها سرية؛ لئلا يفاجئوا بما يهيجهم
وينفرون منه ويكون سبباً لشنّ الغارات والحروب وإهراق الدماء.

والداعي صلوات الله عليه وسلامه لم يكن له إذ ذاك ناصر ولا معين من خَلْق الله..
. ومن سنة الله تعالى في خلقه ربط الأسباب بالمسببات، فلم يأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة
من قبل أن يهيئ له أسباب النصر والفوز على من يقاومه في ذلك، خصوصاً أن قومه الذين بُعث فيها بينهم كانوا أشد الناس
تمسكا بمعبوداتهم وحرصاً على ما كان عليه آباؤهم..

ومن المعلوم أن من الناس من هو عظيم في قومه رفيع الدرجة فيما بينهم، ومنهم من هو دون ذلك
فالعظماء من الناس تمنعهم أنفتهم من إجابة الداعي لهم إلى مفارقة ما عليه جماعتهم، ونبذ ما بينهم من الروابط القومية
والعادات المتأصلة، إذ كل فرد منهم يرى أن انفراده بالرضوخ للغير ينقصه في نظر قومه. فإذا فوجئ هؤلاء الأعاظم بإعلان الدعوة
إلى غير ما كانوا عليه؛ ظهروا بمظهر المنكر المعاند وقاوموا الدعوة بجملتهم. وغير الأعاظم هم تبع العظماء والرؤساء
فإذا دعوا إلى مخالفة ما عليه أولئك العظماء جهارا لم يجسروا على إجابة الداعى متى لم يسبقهم إلى ذلك إفراد من العظماء.

فإعلان الدعوة يحتاج إلى مقدمة يستأنس بها الفريقان، وما ذلك إلا باجتذاب أفراد من هؤلاء وهؤلاء خفية
حتى إذا تكونت منهم جماعة وأعلنت بهم الدعوة؛ سهل على غيرهم أن ينبذوا تقاليد قومهم،،،
ويتبعوا ما يدعوهم إليه الداعي مما تنشرح له صدورهم ولا تأباه فطرهم.



أول من أسلم

كان أول من سطع عليه نور الإسلام من مبدإ الدعوة إليه خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم،
وأسبقية إسلام السيدة خديجة على الجميع تكاد تكون بالاتفاق، والمشهور أن سيدنا أبا بكر الصديق أسبق الرجال إسلاما
وأن على بن أبي طالب أول الصبيان إسلاما، وأن زيد بن حارثة أول الموالى إسلاما.

ثم أسلم ابن عمه على بن أبي طالب وعمره إذ ذاك عشر سنين؛ وكان مقيما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان إذا حضرت الصلاة خرج به النبي صلى الله عليه وسلم إلى شعاب مكة مختفيين فيصليان ويعودان كذلك،
وقد اطلع عليهمـا أبو طالب وهما يصليان مرة، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن أخى، ما هذا الدين الذي أراك تدين به
قال: أىْ عم، هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم؛ بعثنى الله به رسولا إلى العباد، وأنت ياعم أحق من بذلت له النصيحة ودَعَوْته إلى الهدى
وأحق من أجابني وأعانني عليه. فقال أبو طالب: يا ابن أخي، إنى لا أستطيع أن افارق دين آبائي..
ولكنه مع ذلك أقر ولده عليًّا على اتباع هذا الدين ووعد النبي صلى الله عليه وسلم بأن ينصره ويدفع عنه السوء.

وقد أسلم بعد ذلك زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم، الذي تبناه بعد أن أعتقه وزوجه أم أيمن حاضنته صلى الله عليه وسلم
وقد كانت من السابقين إلى الإسلام...

وأبو بكر الصديق رضى الله عنه وكان صديقاً للنبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة يعرف صدقه، فعندما أخبره برسالة الله أسرع بالتصديق
وقال: بأبي أنت وأمى أهل الصدق أنت، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه:
ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له كبوة غير أبي بكر. وكان رضى الله عنه عظيما في قومه يثقون برأيه، فدعا إلى الإسلام من توسم فيهم الإجابة
فأجابه عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد ابن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله
وأتى بهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا. ثم أسلم أبو عبيدة عامر بن الجراح، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب
وسعيد بن زيد العدوى، وأبو سلمة المخزومى، وخالد ابن سعيد بن العاص، وعثمان بن مظعون وأخواه قدامة وعبيد الله،
والأرقم بن الأرقم. وكل هؤلاء من بطون قريش.

ومن غيرهم صهيب الرومي، وعمار بن ياسر، وأبو ذر الغفارى، وعبد الله بن مسعود وغيرهم.
وقد استمرت هذه الدعوة السرية ثلاث سنين، أسلم فيها جماعة لهم شأن في قريش وتبعهم غيرهم،
حتى فشا ذكر الإسلام بمكة وتحدث به الناس، فجاء وقت الجهر بالدعوة.



مبدأ الجهر بالدعوة


بعد أن مضى على الإسرار بالدعوة ثلاث سنين كثر دخول الناس في دين الإسلام من أشراف القوم ومواليهم:
رجالهم ونسائهم، وفشا ذكر الإسلام بمكة وتحدث به الناس، فأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة
وأنزل عليه: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرْ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) فبادر بامتثال أمر ربه؛ وأعلن لقومه الدعوة إلى دين الله تعالى؛
وصعد على الصفا ونادى بطون قريش.

فلما اجتمعوا قال لهم: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادى تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقيّ. قالوا: نعم ما جربنا عليك كذبا
فقال: فإني نذير لكم بين يدى عذاب شديد. فقام أبو لهب من بينهم وقال: تبا لك ألهذا جمعتنا، فأنزل الله تعالى في شأنه:
(تَبَّتْ يَدَا أبي لَهَبٍ وَتَبَّ* مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ* سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ* وَامْرَأَتُهُ حَمَّاَلةَ الْحَطَبِ* في جِيدِها حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ)

وقد كانت امرأة أبي لهب تمشى بالنميمة في نوادي النساء وتتقول الأكاذيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشعل بذلك نار الفتنة
ثم أنزل الله تعالى عليه: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اْلأَقْرَبِينَ)، فجمع من بني عبد مناف نحو الأربعين وقال لهم: ما أعلم إنسانا جاء قومه بأفضل مما جئتكم به؛
قد جئتكم بخيرى الدنيا والآخرة، وقد أمرنى الله أن أدعوكم إليه، والله لو كَذَبْتُ الناسَ جميعاً ما كذبتكم
ولو غررت الناس جميعا ما غررتكم، والله الذي لا إله إلا هو إنى لرسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة..
والله لتموتن كما تنامون؛ ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون، ولتجزون بالإحسان إحسانا وبالسوء سوءاً..

إنها لجنة أبدا أو لنار أبدا.. فتكلم القوم كلاما لينا، وقام أبو لهب وقال: شدَّ ما سحركم صاحبكم، خذوا على يديه قبل أن تجتمع عليه العرب..
فمانعه في ذلك أبو طالب وتفرق الجمع.



تذمر قريش من تسفيههم وعيب آلهتهم


لما استمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في إعلان الدعوة إلى الله وتوحيده لم يجد من قومه في مبدإ الأمر مقاومة ولا أذى
غير أنهم كانوا ينكرون عليه فيما بينهم فيقولون إذا مر عليهم: "هذا ابن أبي كبشة يكلم من السماء، هذا غلام عبد المطلب يكلم من السماء"..
ولا يزيدون على ذلك، وأبو كبشة كنية لزوج حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم، وكما أن المرضعة بمنزلة الأم
كذلك صاحب اللبن بمنزلة الأب. وكانوا يريدون بذلك تنقيص النبي صلى الله عليه وسلم عنادا واستكباراً.

ولكن لما استتبع إعلان الدعوة عيب معبوداتهم الباطلة، وتسفيه عقول من يعبدونها، نفروا منه وأظهروا له العداوة غيرة على تلك الآلهة
التي يعبدونها كما كان يعبدها آباؤهم، فذهب جماعة منهم إلى عمه أبي طالب وطلبوا أن يمنعه عن عيب آلهتهم وتضليل آبائهم وتسفيه عقولهم
أو يتنازل عن حمايته، فردهم أبو طالب رداً جميلا.

واستمر رسول الله عليه وسلم يصدع بأمر الله تعالى، وينشر دعوته، ويحذر الناس من عبادة الأوثان،
ولما لم يطيقوا الصبر على هذا الحال عادوا إلى أبي طالب وقالوا له: إنا قد طلبنا منك أن تنهي ابن أخيك فلم ينته عنا
وإنا لا نصبر على هذا الحال من تسفيه عقولنا وعيب آلهتنا وتضليل آبائنا، فإما أن تكفه أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين
فعظم الأمر على أبي طالب، ولم ترق لديه عداوة قومه ولا خذلان ابن أخيه، وكلم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في ذلك،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: والله ياعم لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر في يسارى على أن أترك هذا الأمر ما فعلت حتى يظهره الله أو أهلك دونه
فقال أبو طالب: اذهب فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبدا..

ثم رأى أبو طالب أن يجمع بني هاشم وبني المطلب ليكونوا معه على حماية ابن أخيه؛ فأجابوه لذلك إلا أبا لهب فإنه فارقهم وانضم إلى بقية كفار قريش.
ولما رأت قريش تصميم أبي طالب على نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتفاق بني هاشم وبني المطلب معه في ذلك؛

وكان وقت الحج قد قرب وخافوا من تأثير دعوته في أنفس العرب الوافدين لزيارة الكعبة فتزداد قوته وتنتشر دعوته؛
اجتمعوا وتداولوا فيما يصنعون في مقاومة ذلك، فقال قائل منهم: نقول كاهن، فقيل: ما هو بكاهن وما هو بحالة الكهان،
فقيل: نقول مجنون، فقيل: ما هو بمجنون. لقد رأينا الجنون وعرفناه، فما حالته كحالة المجانين، فقيل: نقول هو شاعر،
فقيل: ما هو بشاعر، لقد عرفنا الشعر بأنواعه فما هو بالشعر، فقيل: نقول ساحر، فقيل: لقد رأينا السحرة فما حالته كحالتهم.

ثم اتفقوا على أن يذيعوا بين الوافدين إلى مكة من العرب أنه ساحر جاء بقول هو سحر، يفرق به بين المرء وأبيه؛ وبين المرء وأخيه؛
وبين المرء وزوجه؛ وبين المرء وعشيرته، وصاروا يجلسون بالطرق حين جاء موسم الحج، فلا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا له أمره.
ولقد كان ذلك سبباً في شيوع دعوته صلى الله عليه وسلم وذكر اسمه في بلاد العرب كلها.









المحطة الثامنة



مرحبا بكن أخواتي في محطة جديدة من محطاتنا الروحانية .. في رحلتنا الإيمانية ..

رحلة الإيمان في سيرة المصطفى العدنان

في محطة اليوم ..نحط الرحال في مرحلة مهمة جدا في حياة المصطفى الأمين عليه الصلاة والسلام ..

ألا وهي غزوات القائد محمد صلى الله عليه وسلم ..
كما سنعرج بعدها على بعض سمات شخصيته و أخلاقياته .. عليه الصلاة والسلام

أسباب الغزوات ومشروعيتها

بعد أن استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وكان بها اليهود من بني قينقاع وقريظة والنضير
أقرهم عليه الصلاة والسلام على دينهم وأموالهم واشترط لهم وعليهم شروطاً، وكانوا مع ذلك يظهرون العداوة والبغضاء للمسلمين
ويساعدهم جماعة من عرب المدينة كانوا يظهرون الإسلام وهم في الباطن كفار؛ وكانوا يعرفون بالمنافقين، يرأسهم عبد الله بن أبي بن سلول

وقد قبل صلى الله عليه وسلم من هاتين الفئتين (اليهود والمنافقين) ظواهرهم، فلم يحاربهم ولم يحاربوه بل كان يقاوم الإنكار بالحجج الدامغة والحكم البالغة.
فلم يكن صلى الله عليه وسلم يقاتل أحداً على الدخول في دين الله، بل كان يدعو إليه ويجاهد في سبيله بإقامة ساطع الحجج وقاطع البراهين.

ولكن لما كانت قريش أمة معادية له، مقاومة لدعوته، معارضة له فيها، وقد آذته وآذت المسلمين وأخرجتهم من ديارهم
واستولت على ما تركوه بمكة من الأموال، وآذت المستضعفين الذين لم يقدروا على الهجرة مع رسول الله وأصحابه
أذن الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بقتالهم وقتال كل معتد وصادٍّ عن الدعوة.
فأول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك مصادرة تجارة قريش التي كانوا يذهبون بها إلى الشام والتي يجلبونها منه.



قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) التحريم 9

- خاض المسلمون بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ثمان وعشرين غزوة أوضحت باللون الأحمر وكانت أولها غزوة الأبواء وآخرها تبوك...
- وقد اصطلح المؤرخون على تسمية كل حملة قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم ضد أعداء المسلمين بنفسه غزوة ..
وكل حملة عسكرية وجهها الرسول ضد أعداء المسلمين ولم يحضرها بنفسه وقادها أحد صحابته سرية



غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم



الغزوات والسرايا إجمالا :
1. في السنة الأولى من الهجرة بعث سريتين.
2. وفي السنة الثانية غزا بنفسه سبع غزوات وبعث سرية واحدة، وأكبر غزواتها غزوة بدر:
• غزوة (ودان) وهي قرية بين مكة والمدينة، وكان خروجه لها ليعترض عيراً لقريش فوجدها قد سبقته فرجع.
• وغزوة (بواط) وهو جبل جهينة بين المدينة وينبع، وكان خروجه فيها ليعترض عبر قريش فوجدها قد سبقته فرجع.
• وغزوة (العشيرة) وهي موضع من بطن ينبع وسنأتي على ذكرها في الأصل عند الكلام على غزوة بدر الكبرى.
• وغزوة (بدر الأولى). (بدر) موضع بين مكة والمدينة، وهو إلى المدينة أقرب في الجنوب الغربي منها، خرج فيها لتعقب من أغار على سرح المدينة فلم يجده.
• وغزوة (بدر الكبرى) وسنشرحها في الأصل.
• وغزوة بني (قينقاع) وهم حي من اليهود حول المدينة نبذوا عهد المسلمين وخانوهم، فخرج إليهم وحاصرهم خمس عشرة ليلة، حتى طلبوا منه أن يخرجوا من ديارهم بالنساء والأولاد ويتركوا للمسلمين الأموال، فقبل منهم ذلك وأجلاهم.
• وغزوة (السويق) التي خرج فيها أبو سفيان في مائتين إلى المدينة وأحرق بعض نخلها، فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم ففروا تاركين ما كانوا يحملون من أجربة السويق (ولذلك سميت غزوة السويق).
3. وفي السنة الثالثة غزا أربع غزوات وبعث سرية واحدة، وأهم غزواتها غزوة (أحد):
• غزوة (غطفان) وهم حي من قيس بلغ النبي صلى الله عليه وسلم تجمعهم للإغارة على المدينة، فخرج اليهم فتشتتوا في رؤوس الجبال.
• وغزوة (بحران) وهو موضع بجهة الفرع من المدينة به قبيلة بني سليم، أرادوا الإغارة على المدينة فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فتفرقوا.
• وغزوة (أحد) وسنشرحها في الأصل.
• وغزوة (حمراء الأسد) وقد ذكرت بالأصل.
4. وفي السنة الرابعة غزا ثلاث غزوات وبعث ثلاث سريات:
• غزوة (بني النضير) وسنأتى على ذكرها في الأصل.
• وغزوة (ذات الرقاع): اسم لصخور فيها بقع حمر وبيض وسود في جبل بجهة نجد؛ بلغه عليه الصلاة والسلام أن قبائل من نجد يتهيئون لحربه، فخرج إليهم في سبعمائة مقاتل فلم يجدوا غير النسوة فأخذوهن وعادوا، أما رجالهم فإنهم تفرقوا في رؤوس الجبال.
• وغزوة (بدر الآخرة) وسيأتي الكلام عليها في آخر غزوة أحد.
5. وفي السنة الخامسة غزا أربع غزوات أشهرها غزوة الخندق:
• غزوة (دومة الجندل) وهي جهة بين المدينة المنورة ودمشق، على بعد خمس ليال من دمشق وخمس عشرة ليلة من المدينة، بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن بها جمعا من الأعراب يعتدون على من يمر بهم وأنهم يريدون القرب من المدينة، فخرج إليهم في ألف من أصحابه، فلما علموا بقربه منهم تفرقوا وغنم المسلمون مواشيهم.
• وغزوة (بني المصطلق) وهم حي من خزاعة ساعدوا قريشا على حرب المسلمين في غزوة أحد ثم تجمعوا لحرب المسلمين، فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم في جمع كثير فالتقى الجمعان بجهة (المريسيع) وهو ماء لقبيلة خزاعة؛ فانهزم المشركون بين قتيل وأسير، وقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت زعيمهم الحارث وأعتق سائر نسائهم، وفي أثناء رجوع المسلمين من هذه الغزوة حصلت حادثة الإفك المشهورة.
• وغزوة (الخندق) وغزوة (بني قريظة) وسيأتى الكلام عليهما في الأصل.
وفي السنة السادسة غزا ثلاث غزوات وبعث إحدى عشرة سرية، ومن غزواتها غزوة الحديبية:
• غزوة (بني لحيان).
• وغزوة (الغابة).
• وغزوة (الحديبية).
5. وفي السنة السابعة غزا غزوة واحدة وهي غزوة خيبر وبعث ثلاث سرايا.
6. وفي السنة الثامنة غزا أربع غزوات، وبعث عشر سرايا، وأكبر غزواتها غزوة فتح مكة المكرمة وغزوة حنين:
• غزوة (مؤتة).
• وغزوة (الفتح).
• وغزوة (حنين).
• وغزوة (الطائف)، وسيأتي الكلام على جميعها في الأصل.
7. وفي السنة التاسعة غزا غزوة واحدة وهي غزوة تبوك، وبعث سرية واحدة.
8. وفي السنة العاشرة بعث سريتين، وفيها حج حجة الوداع.
9. وفي السنة الحادية عشر بعث سرية واحدة.

وفيمايلي شرح مختصر ميسر لأهم غزواته عليه الصلاة والسلام


روى مسلم من حديث عبدالله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي عن أبيه قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة
قاتل في ثمان منهن وعن زيد بن أرقم قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة كنت معه في سبع عشرة
وأما محمد بن إسحاق فقال كانت غزواته التي خرج فيها بنفسه سبعا وكانت بعوثه وسراياه ثمانيا وثلاثين وزاد ابن هشام في البعوث على ابن اسحاق

غزوة بدر


وفي رمضان من السنة الثانية للهجرة خرج المسلمون بقيادة الرسول ليعترضوا قافلة لقريش يقودها أبو سفيان
فلمًّا علم بهم أبا سفيان غَيّرَ طريقه إلى الساحل وأرسل إلى أهل مكة يستنفرهم، فخرجوا لمحاربة المسلمين
والتقى الجمعان في غزوة بدر في 17 رمضان سنة اثنتين للهجرة وانتصر جيش المسلمين وقُتِل أبو جهل عمرو بن هشام المخزومي سيد قريش

غزوة أُحد


بعد هزيمة قريش في غزوة بدر سعت للانتقام بسبب ***اها في معركة بدر فجمعت من كنانة وغيرها من القبائل فخرجوا في 3000 مقاتل
في 15 شوال من سنة 3 للهجرة فبلغ خبرهم للرسول فخرج بالمسلمين إلى أُحد وفي الطريق انسحب المنافق عبد الله بن أبي بن سلول
وثلاثمائة من أتباعه وعادوا إلى المدينة وتابع المسلمون سيرهم إلى أحد ونزلوا في موقع بين جبل أحد وجبل صغير ..
ووضع الرسول الرماة على جبل عينين وأمرهم أن لا يغادروا مواقعهم حتى يأمرهم بذلك مهما كانت نتيجة المعركة
وبدأت المعركة فحاول فرسان المشركين بقيادة خالد بن الوليد اختراق صفوف المسلمين من ميسرتهم فصدهم الرماة
و*** عشرة من حملة لواء المشركين، وسقط لواؤهم ودب الذعر في صفوفهم وبدؤوا في الهرب، وتبعهم بعض المسلمين
فاضطربت صفوفهم، ورأى الرماة هرب المشركين فظنوا أن المعركة حسمت لصالح المسلمين فترك معظمهم مواقعهم
ونزلوا يتعقبون المشركين ويجمعون الغنائم ولم يلتفتوا لتحذيرات قائدهم، واستغل خالد بن الوليد هذه الحال، فالتف على الجيش
وتغيرت موازين المعركة، وأثناء ذلك، أشيع أن الرسول ***، وانسحب الرسول بمجموعة من الصحابة الذين التفوا حوله إلى قسم من جبل أحد
وحاول المشركون الوصول إليه ففشلوا ويئسوا من تحقيق نتيجة أفضل فأوقفوا القتال مكتفين بانتصارهم هذا.

غزوة بني قينقاع‏


روي ابن هشام عن أبي عون‏:‏ أن امرأة من العرب قدمت بجَلَبٍ لها، فباعته في سوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ
فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فَعَمَد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ـ وهي غافلة ـ فلما قامت انكشفت سوأتها
فضحكوا بها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ ف***ه ـ وكان يهودياً ـ فشدت اليهود على المسلم ف***وه
فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع‏...
و حينئذ سار الرسول بالمسلمين إلى بني قينقاع في 2هـ، ولما رأوه تحصنوا في حصونهم، فحاصرهم ودام الحصار خمس عشرة ليلة
فنزلوا على حكم الرسول في رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم، فأمر بهم فكتفوا وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها
فخرجوا إلى أذْرُعَات الشام، فقل أن لبثوا فيها حتى هلك أكثرهم، وذهب ساداتهم إلى خيبر حيث كان أهلها يهود فسودوهم عليهم.‏

غزوة خيبر


لما نقض يهود خيبر عهدهم مع الرسول وسعوا لتوحيد قبائل العرب على قتال المسلمين في غزوة الأحزاب وبلغ ذروة أذاهم للرسول
عندما دسوا له السم في طعامه. توّجه محمد إلى خيبر ومعه ألف وست مئة مقاتل من المسلمين في مطلع ربيع الأول من العام السابع الهجري
وأحاط الرسول تحركه بسرية كاملة لمفاجئة اليهود...
فوصل منطقة تدعى رجيع تفصل بين خيبر وغطفان وفي الظلام حاصر المسلمون حصون خيبر واتخذوا مواقعهم بين أشجار النخيل...
وفي الصباح بدأت المعارك، وكانت الحصون تسقط؛ الواحد تلو الآخر... حتى سقطت آخر حصونهم على يد سرية بقيادة علي ابن أبي طالب
وعندها طلب اليهود من الرسول الصلح والبقاء في ديارهم، شرط أن يقدموا نصف محصولهم من كل عام إلى المسلمين..
فوافق الرسول على ذلك وصفح عنهم.

فتح مكة



عقد محمد صلح الحديبية مع قريش في 628م لمدة 10 سنوات وبعد سنتين من عقد الصلح حدث قتال بين خزاعة وبني بكر
وأعانت قريش بني بكر بالسلاح وقاتل معهم جماعة فذهب عمرو بن سالم الخزاعي للاستنصار بمحمد فخرجوا يردون قريش
فلما كان ذلك ذهب أبو سفيان ممثلاً عنهم ليقوم بتجديد الصلح وخرج أبو سفيان حتى أتي رسول الإسلام فكلمه، فلم يرد عليه شيئاً..
وأمر بتجهيز الجيش والتحرك نحو مكة ولعشر خلون من شهر رمضان 8 هـ سنة 630م، غادر الرسول المدينة متجهاً إلى مكة
في عشرة ألاف من الصحابة ونودي بمكة من دخل منزله فهو آمن ومن دخل الحرم فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن
وبعد أن دخل المسلمين المدينة جمع الرسول قريش وقال لهم: ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم.. قال: اذهبوا، فأنتم الطلقاء.

غزوة حنين



لما فتح المسلمون مكة، اجتمعت قبائل هوازن وثقيف وبني هلال، وقررت محاربة المسلمين...
قرر القائد جيشي هوازن وثقيف مالك بن عوف أن يسوق مع الجيش الأموال والعيال والنساء ليزيد ذلك من حماس المشركين في القتال
ويجعلهم يقاتلون حتى الموت، إن لم يكن للنصر فللدفاع عن الحرمات. وكان جيش المسلمين كبيراً بشكل أدخل الغرور في قلوب بعض المسلمين
حتى كان بعضهم يقول لن نهزم اليوم من قلة، ولكن في طريقهم إلى جيش هوازن وثقيف كان مالك قد نصب لهم كمين في وادي حنين
أصاب المسلمين بالصدمة والارتباك، وأشيع أن محمد صلى الله عليه وسلم ***، فبدأ المسلمين في الفرار والتراجع
لكن الرسول عليه الصلاة والسلام استطاع أن يعيد الثقة لجنوده وحول الهزيمة إلى نصر، وسرعان ما فر المتبقي من جيشي هوازن وثقيف في أماكن مختلفة.



مراحل توحيد شبه الجزيرة العربية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم



شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم

كان رسول الله قوى الشخصية ذكياً فطناً , شديد اللحظ , جميل الخلق , كريم الصفات , اثنى عليه ربه سبحانه
و تعالى و قال { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم } (4) سورة القلم , كان لايؤمن بدين قومة و كان يميل إلى الوحدة بعيداً عنهم
و كان غالباً ما يعتزل أسرتة من وقت لأخر ليتفكر فى خلق السماوات و الأرض والجبال و الشجر و كان دائماً ما يذهب
إلى غار حراء بجبل صغير لا يبعد عن مكة كثيراً و كان يذهب وحده ويوجه نظره إلى الكعبة مكان العبادة و يتفكر فى خلق
الكون و كانت السيدة خديجة رضى الله عنها تعينه على ذلك و ترسل له الطعام فى الغار و كان ذلك قبل أن يبلغ الأربعين
عاماً من عمره , فتعود من صغره على العمل و التفكر و حسن الخلق و كان أمُى لا يعرف القراءة ولا الكتابة و لكن علمه
ربه فأحسن تأديبه فأصبح اكبر و افضل معلمى البشرية .

لمحات من أخلاق الرسول صلى الله عليه و سلم



الأخلاق : وصف الله تعالى أخلاق النبى و جمعها فى آيه واحدة
و قال { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (4) سورة القلم

اما عن بعض سمات النبى الأخلاقية ..

الإيثار :
كان النبى يخرج لصلاه الفجر كل ليله و كانت المدينه شديدة البرودة فرأته أمرأة من الأنصار فصنعت للنبى
عبائة ( جلباب ) من قطيفة و ذهب اليه و قالت : هذة لك يا رسول الله ففرح بها النبى و لبسها النبى
و خرج فرءاة رجل من الأنصار فقال : ما أجمل هذة العباءة أكسينيها يا رسول الله
فقال له النبى : نعم أكسك إياها وأعطاها النبى لهذا الرجل



العطاء :
بعد غزوة حنين كان نصيب الرسول من الغنائم كثير جداً لدرجة ان الأغنام كانت تملأ
منطقة بين جبلين , فجاء رجل من الكفار و نظر إلى الغنائم و قال : ما هذا ؟ ( يتعجب من كثرة الغنائم )
فقال له رسول الله : أتعجبك ؟ فقال الرجل : نعم , فقال الرسول : هى لك فقال له الرجل : يا محمد أتصدقنى ؟
فقال له الرسول : أتعجبك ؟ فقال الرجل نعم , فقال الرسول : اذاً خذها فهى لك , فأخذها الرجل و جرى مسرعاً لقومة
يقول لهم : يا قوم : أسلموا , جئتكم من عند خير الناس , إن محمداً يعطى عطاء من لا يخشى الفقر أبداً .



خلق الوفاء:
كان فى مكة رجل أسمة ابو البخترى بن هشام و كان كافراً و لكنه قطع الصحيفة التى كانت تنص على مقاطقة بنى هاشم
و نقض العهد بينهم فقال الرسول للصحابة : من لقى منكم أبو البخترى بن هشام فى المعركة فلا ي***ه وفاء له بما فعل يوم الصحيفة

شهامة الرسول:
كان هناك أعرابى أخذ ابو جهل منه اموالة فذهب هذا الأعرابى لسادة قريش يطلب منهم أموالة من ابو جهل فرفضوا
ثم قالوا له إذهب إلى هذا الرجل فإنة صديق ابو جهل وسيأتى لك بمالك , ( و اشاروا على رسول الله إستهزاء به )
فذهب الرجل إلى النبى و قال : لى أموال عند ابى جهل و قد اشاروا على القوم أن أذهب إليك و أنت تأتى لى بأموالى
فقال الرسول : نعم أنا أتيك بها و ذهب الرسول إلى ابو جهل و قال له : أللرجل عندك أموال ؟ فقال ابو جهل : نعم
فقال له النبى : أعطى الرجل مالة , فذهب ابو جهل مسرعاً خائفاً و جاء بالمال و أعطاة للرجل

خلق الرحمة :
جاء رجل إلى الرسول و هو يرتعش و خائف و كان اول مرة يقابل النبى فقال له النبى : هون عليك فإنى لست بملك
إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد و أمشى كما يمشى العبد و إن امى كانت تأكل القضيب بمكة ( أقل الأكلات )



- جاءت امرأة إلى الرسول و قالت له : يا رسول الله : لى حاجة فى السوق أريد ان تأتى معى لتحضرها لى
فقال لها النبى : من أى طريق تحبى أن آتى معك يا امة الله ؟ فلا تختارى طريقاً إلا و ذهبت معك منه



خلق الصدق :
وقف النبى على جبل الصفا و قال : يا معشر قريش , أرءيتم إن قلت لكم أنه خلف هذا الجبل خيل تريد
أن تغير عليكم أكنتم مصدقى؟ قالوا نعم , ما جردنا عليك شىء من قبل فأنت الصادق الأمين , فقال لهم النبى :
فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد .

خلق الأمانة :
كان هو أكثر أمين فى مكة فكانوا يسمونه بالصادق الأمين و كان الكفار نفسهم يتركون عنده الأموال
لأنهم يعلمون أنه أكثر أمين فى مكة

خلق العفو :
عندما دخل النبى مكة و فتحها قال لأهلها : ما تظنون أنى فاعل بكم ؟ قال خيراً أخ كريم و ابن أخى كريم
فقال النبى لهم : إذهبوافأنتم الطلقاء .








المحطة التاسعة




نلتقي مجددا حبيباتي في الله في محطات جديدة من سيرة الحبيب المصطفى ..




وصف الرسول صلى الله عليه و سلم




الحقيقة انى قد حزنت حزناً شديداً عندما سمعت أية فى القرأن الكريم يقول تعالى :
{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُون َ} (146) سورة البقرة




و تفسير هذة الأية ان اليهود يعرفون الرسول و صفاته كما يعرفون ابنائهم او اشد من ذلك و نحن أمة محمد لا نعرف

شكلة ولا صفاته و لا نسبة ..
و لأن رسول الله قال : (( من رأنى فى المنام فقد رأنى حقاً ))
فيجب علينا ان نعرف شكل الرسول و نسبه لكى نكون على نور و هداية من الله تعالى لعل الله تعالى يبشرنا به فى منامنا
او يبشرنا بقدومه لنا يوم القيامه ليدخلنا الجنه إن شاء الله




كان صلى الله عليه وسلم متوسط القامة ، لا بالطويل ولا بالقصير، بل بين بين ..
كما أخبر بذلك البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعاً-متوسط القامة- بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته في حلةٍ حمراء لم أر شيئاً قط أحسن منه ) متفق عليه.


وكان صلى الله عليه وسلم أبيض اللون، ليِّن الكف، طيب الرائحة، دلَّ على ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون- أبيض مستدير- ، كأنَّ عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مَسَسْتُ ديباجة - نوع نفيس من الحرير- ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممتُ مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه مسلم .


وكانت أم سُليم رضي الله عنها تجمع عَرَقه صلى الله عليه وسلم، فقد روى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَال:َ ( دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال -أي نام نومة القيلولة- عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت -تجمع- العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب ) رواه مسلم .

وكان بصاقه طيباً طاهراً، فعن عبد الجبار بن وائل قال حدثني أهلي عن أبي قال: ( أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء، فشرب منه، ثم مجّ في الدلو، ثم صُبّ، في البئر، أو شرب من الدلو، ثم مج في البئر، ففاح منها مثل ريح المسك ) رواه أحمد وحسنه الأرنؤوط.

وكان وجهه صلى الله عليه وسلم جميلاً مستنيراً، وخاصة إذا سُرَّ، فعن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن غزوة تبوك قال: ( فلما سلّمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه ) رواه البخاري .

وكان وجهه صلى الله عليه وسلم مستديراً كالقمر والشمس ، فقد سُئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: (لا بل مثل القمر ) رواه البخاري ، وفي مسلم ( كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديراً ) .

وكان صلى الله عليه وسلم كث اللحية، كما وصفه أحد أصحابه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: ( وكان كثير شعر اللحية ) رواه مسلم .

وكان صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين، ذو شَعرٍ جميل، ففي الخبر عن أَنَسٍ رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْيَدَيْنِ، لم أرَ بعده مثله، وكان شَعْرُ النبي صلى الله عليه وسلم رَجِلاً لا جَعْدَ - أي لا التواء فيه ولا تقبض- وَلا سَبِطَ - أي ولامسترسل- ) رواه البخاري .

ووصفه الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه فقال: ( كان رسول صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ - واسع - الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ - حمرة في بياض العينين - مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْن- قليل لحم العقب- ) رواه مسلم .

وكان له خاتم النبوة بين كتفيه، وهو شئ بارز في جسده صلى الله عليه وسلم كالشامة ، فعن جابر بن سمرة قال: ( ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده ) رواه مسلم .

ومن صفاته صلى الله عليه وسلم أنه أُعطي قوةً أكثر من الآخرين، من ذلك قوته في الحرب فعن علي رضي الله عنه قال: ( كنا إذا حمي البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يكون أحد منا أدنى إلى القوم منه ) رواه أحمد و الحاكم .

اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كان صلى الله عليه وسلم متوسط القامة ، لا بالطويل ولا بالقصير، بل بين بين، كما أخبر بذلك البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعاً-متوسط القامة-، بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته في حلةٍ حمراء، لم أر شيئاً قط أحسن منه ) متفق عليه.

وكان صلى الله عليه وسلم أبيض اللون، ليِّن الكف، طيب الرائحة، دلَّ على ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون- أبيض مستدير- ، كأنَّ عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مَسَسْتُ ديباجة - نوع نفيس من الحرير- ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممتُ مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه مسلم .

وكانت أم سُليم رضي الله عنها تجمع عَرَقه صلى الله عليه وسلم، فقد روى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَال:َ ( دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال -أي نام نومة القيلولة- عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت -تجمع- العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب ) رواه مسلم .

وكان بصاقه طيباً طاهراً، فعن عبد الجبار بن وائل قال حدثني أهلي عن أبي قال: ( أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء، فشرب منه، ثم مجّ في الدلو، ثم صُبّ، في البئر، أو شرب من الدلو، ثم مج في البئر، ففاح منها مثل ريح المسك ) رواه أحمد وحسنه الأرنؤوط.

وكان وجهه صلى الله عليه وسلم جميلاً مستنيراً، وخاصة إذا سُرَّ، فعن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن غزوة تبوك قال: ( فلما سلّمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه ) رواه البخاري .

وكان وجهه صلى الله عليه وسلم مستديراً كالقمر والشمس ، فقد سُئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: (لا بل مثل القمر ) رواه البخاري ، وفي مسلم ( كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديراً ) .

وكان صلى الله عليه وسلم كث اللحية، كما وصفه أحد أصحابه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: ( وكان كثير شعر اللحية ) رواه مسلم .

وكان صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين، ذو شَعرٍ جميل، ففي الخبر عن أَنَسٍ رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْيَدَيْنِ، لم أرَ بعده مثله، وكان شَعْرُ النبي صلى الله عليه وسلم رَجِلاً لا جَعْدَ - أي لا التواء فيه ولا تقبض- وَلا سَبِطَ - أي ولامسترسل- ) رواه البخاري .

ووصفه الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه فقال: ( كان رسول صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ - واسع - الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ - حمرة في بياض العينين - مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْن- قليل لحم العقب- ) رواه مسلم .

وكان له خاتم النبوة بين كتفيه، وهو شئ بارز في جسده صلى الله عليه وسلم كالشامة ، فعن جابر بن سمرة قال: ( ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده ) رواه مسلم .

ومن صفاته صلى الله عليه وسلم أنه أُعطي قوةً أكثر من الآخرين، من ذلك قوته في الحرب فعن علي رضي الله عنه قال: ( كنا إذا حمي البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يكون أحد منا أدنى إلى القوم منه ) رواه أحمد و الحاكم .




قائمة بأسماء زوجات النبى صلى الله عليه و سلم



1- السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها



2- السيدة سودة بنت زمعة رضى الله عنها



3- السيدة عائشة بنت أبى بكر رضى الله عنها



4- السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنها



5- السيدة زينب بنت خزيمة رضى الله عنها



6- السيدة أم سلمة ( هند بنت أمية ) رضى الله عنها



7- السيدة زينب بنت عمته رضى الله عنها



8- السيدة جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار رضى الله عنها



9- صفية بنت حُيى بن أخطب رضى الله عنها



10- أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان رضى الله عنها



11- مارية بنت شمعون القبطية رضى الله عنها



12- ميمونة بنت الحارث الهلالية رضى الله عنها



13- أسماء بنت النعمان رضى الله عنها



14- قتيلة بنت قيس رضى الله عنها






حكمة تعدد الزوجات لرسول الله صلى الله عليه و سلم


كثير من الناس مسلمين و غير مسلمين شغلهم هذا الأمر , و ما يزالون شغوفين لمعرفة حكمة التعدد بالنسبة للنبى
من مصادرها العربية و أيضاً الشباب المسلم فى أيامنا هذة مازال مشتاقاً لمعرفة الحقيقة
الصحيحة و الحكمة المقصودة فى تعدد زوجات النبى



نبدأ بسم الله فى عرض الحقيقة لشبابنا المسلم :


1
عاش النبى حتى سن الخامسة و العشرين عزباً طاهراً نقياً حتى لقبوه

بالصادق الأمين , و عاش خمساً و عشرين سنة أخرى مكتفياً بزوجة واحدة هى السيدة خديجة
رضى الله عنها التى تكبره بخمس عشرة سنة , مع أن النبى كان شاباً نشيطاً قوياً جذاباً جميلاً
بينما كان لكل رجل من العرب من عشرة إلى عشرين زوجة على الأقل .



2
عاش النبى مع السيدة خديجة لمدة خمس و عشرين سنة و بعد وفاتها ( ثلاث سنوات قبل الهجرة )


تزوج من السيدة سودة بنت زمعة و انفردت به ثلاث سنوات و كان عمرها خمسين سنة و هو ايضاً فى سن الخمسين تقريباً
فلو كان النبى شهوانياً ما قضى سنى شبابة مع عجوزين و لم يجمع عليهما.



3

يبين لنا تاريخ الأنبياء أن التعدد شمل الكثير من الأنبياء فكان للنبى داود و سليمان عليهما السلام
سبعمائة من النساء و ثلاثمائة من السرارى ..

المشكلة هى : لماذا تزوج النبى هذا العدد من النساء ؟



الإجابة : 1- إعداد كوادر جديدة من الدعاة عن طريق المصاهرة لنشرالدعوة الإسلامية بين مشركى مكة .

2- الزواج بالمصاهرة إحدى طرق نشر الدين الجديد بين القبائل و الناس فى جميع أنحاء العالم .

3- بالزواج أنقذ النبى أزواج بعض الزوجات من انتقام و ***** العائلة عاجلاً او آجلاً .

4- وزوجات أخرى كافأهن الرسول لتمسكهن بالإسلام .



5- جعل النبى كل زوجة من زوجاته داعيه للإسلام و عاملة بتعاليم الإسلام فى حياتها اليومية مبيناً الأحكام الشرعية والغير شرعية لتجيب على ردود السائلات .

6- إن حياة النبى الزوجية لا تسير برغبتة كسائر البشر و إنما كانت بتقدير الوحى و رب القدرة ( الله عز و جل ) .

7- إن التاريخ الإسلامى مدين إلى زوجات النبى رضى الله عنهم لأنهم كانوا دائماً فى صحبته فى جميع غزواته حيثما يذهب إرضاء لإنسانيته , و عوناً له على الشدائد مجددين نشاطه لكى يتحمل الأعباء الثقيلة .
و بالطبع وضحت الأن حكمة تعدد زوجات النبى و أحب أن الخصها لكم فى هذة الأيات :


قال تعالى :
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَااللَّهُ مُبْدِيهِ
وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} (37) سورة الأحزاب

و قال تعالى ايضاً
{ لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا} (52) سورة الأحزاب

و قال تعالى
{ عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} (5) سورة التحريم


و يروى عنه انه قال : ما زوجت شيئاً من بناتى إلا بوحى جاءنى به جبريل عن ربى عز و جل


ومما هو جدير بالذكر أن حياه النبى كان يحكمها منهج قرآنى ,فلكل فرد داخل بيت النبى حقوق وواجبات

و سلوك يجب أن يتبعنه و لهن الثواب و إن خالفنه فعليهن العقاب

كما قال تعالى فى كتابه العزيز:

{ يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} (32) سورة الأحزاب




وقفات ..مؤثرة ..



الرسول الانسان


بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة بني لحيان الذين غدروا بأصحابه فيما يعرف بفاجعة ماء الرجيع توقف عند قبور ال***ى فنزل وترحم على اصحابه الشهداء ثم رجع الى المدينة وفي الطريق بين مكة والمدينة أمر صلى الله عليه وسلم القافلة بالتوقف ونزل عند قبر قديم وبدأ يبكي بكاء شديدا فاستغرب الصحابة لرؤيته النبي يبكي بهذه الصورة حتى ابكاهم معه وضل النبي صلى الله عليه وسلم فترة عند القبر ..
ثم قام فلما جاء الى القافلة سأله عمر رضي الله عنه يا رسول الله رأيناك تفعل فعلا ما رأيناه منك من قبل
فما هذا القبر ؟

فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر هذا قبر امي استاذنت ربي ان أزور امي فأذن لي
واستأذنته ان استغفر لها فلم يأذن لي فأخذتني رحمة الولد بأمه

فداك ابي وأمي ونفسي يا حبيبي يا رسول الله .. اخذته العاطفة نحو امه , ففاضت انسانيته وعاطفته
الحقيقية الجياشة , ليس فظا غليظ القلب.. ولكنه رحيم صلى الله عليه وسلم

شوقه إلينا

ورد عنه صلى الله عليه وسلم انه في ايامه الاخيرة زار شهداء احد ثم قال اني لاشتاق لرؤية اخواني
فقال الصحابة اولسنا اخوانك يا رسول الله فقال انتم اصحابي اما اخواني فيأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني ...
اللهم اجعلنا اخوانا لحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم ..










المحطة العاشرة





محطة صعبة جدااااا ...لكن لا بد منها ..





وفاته ...صلى الله عليه وسلم




قبل وفاة الرسول كانت حجة الوداع، وبعدها نزل قول الله عز وجل



" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا "


فبكي أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآيه.. فقالوا له ما يبكيك يا أبو بكر أنها آية مثل كل آيه نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم


فقال : هذا نعي رسول الله ..


وعاد الرسول .. وقبل الوفاه بـ 9 أيام نزلت آخر ايه من القرآن


" واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون"

وبدأ الوجع يظهر علي الرسول فقال : أريد أن أزور شهداء أحد فذهب الي شهداء أحد
ووقف على قبور الشهداء


وقال : السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إنشاء الله بكم لاحقون،
وإني إنشاء الله بكم لاحق


وأثناء رجوعه من الزياره بكي رسول الله قالوا ما يبكيك يا رسول الله ؟

قال : ( اشتقت إلي إخواني ) ، قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟

قال : لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني .


اللهم أنا نسالك أن نكون منهم




وعاد الرسول.. وقبل الوفاه بـ 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيده ميمونه ..

فقال: ( اجمعوا زوجاتي ) ، فجمعت الزوجات ، فقال النبي: ( أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشه ؟ )

فقلن: أذن لك يا رسول الله فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس
فحملا النبي صلى الله عليه وسلم

وخرجوا به من حجرة السيده ميمونه الي حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة علي هذا الحال لأول مره .. فيبدأ الصحابه في السؤال بهلع:ماذا أحل برسول الله.. ماذا أحل برسول الله.

فتجمع الناس في المسجد وامتلأ وتزاحم الناس عليه.



فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزاره، فقالت السيدة عائشة : لم أر في حياتي أحد يتصبب عرقا

بهذا الشكل ..



فتقول: كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي..

وتقول : فأسمعه يقول لا اله إلا الله ، إن للموت لسكرات ، فتقول السيده عائشه :
فكثر اللفظ ( أي الحديث ) في المسجد اشفاقا علي الرسول
فقال النبي : ماهذا ؟ فقالوا : يارسول الله ، يخافون عليك
فقال : ( احملوني إليهم )


فأراد أن يقوم فما استطاع ، فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتي يفيق ...

فحمل النبي وصعد إلي المنبر.. آخر خطبه لرسول الله و آخر كلمات له
فقال النبي : ( أيها الناس، كأنكم تخافون علي )

فقالوا : نعم يارسول الله فقال :

أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض..


والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا. أيها الناس، والله ما الفقر أخشي عليكم، ولكني أخشي عليكم الدنيا


أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم .

ثم قال : أيها الناس ، الله الله في الصلاه ، الله الله في الصلاه - بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاه - وظل يرددها ، ثم قال :

( أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكم بالنساء خيرا )


ثم قال : أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله ، فاختار ما عند الله


فلم يفهم أحد قصده من هذه الجمله ، وكان يقصد نفسه ، سيدنا أبوبكر هوالوحيد الذي فهم هذه الجمله ، فانفجر بالبكاء


وعلي نحيبه ، ووقف وقاطع النبي وقال : فديناك بآبائنا ، فديناك بأمهاتنا ، فديناء بأولادنا ،


فديناك بأزواجنا ،فديناك بأموالنا ، وظل يرددها ..

فنظر الناس إلي أبو بكر ، كيف يقاطع النبي .. فأخذ النبي يدافع عن أبو بكر قائلا :

أيها الناس ، دعوا أبوبكر ، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به
إلا أبوبكر لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته إلي الله عز وجل ،

كل الأبواب إلي المسجد تسد إلا باب أبوبكر لا يسد أبدا

وأخيرا قبل نزوله من المنبر .. بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل الوفاه كآخر دعوات لهم
فقال : ( أوآكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله ) ..


وآخر كلمه قالها ، آخر كلمه موجهه للأمه من علي منبره قبل نزوله
قال :
( أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلي يوم القيامه ) .

وحمل مرة أخري إلي بيته.. وهو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك،

فظل النبي ينظر الي السواك ولكنه لم يستطيع ان يطلبه من شدة مرضه ..ففهمت السيده عائشه
من نظرة النبي، فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته في فم النبي، فلم يستطع أن يستاك به
فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي مره أخرى حتى يكون طريا عليه
فقالت : كان آخر شئ دخل جوف النبي هو ريقي ، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت

تقول السيده عائشه : ثم دخل فاطمه بنت النبي ، فلما دخلت بكت ، لأن النبي لم يستطع القيام ،

لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :


( ادنو مني يا فاطمه ) فحدثها النبي في أذنها ، فبكت أكثر .

فلما بكت قال لها النبي : أدنو مني يا فاطمه فحدثها مره أخري في اذنها ، فضحكت .....

بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي ، فقالت : قال لي في المره الأولى : يا فاطمه ، إني ميت الليله

فبكيت فلما وجدني أبكي قال يا فاطمه ، أنتي أول أهلي لحاقا بي فضحكت

تقول السيده عائشه : ثم قال النبي أخرجوا من عندي في البيت ) وقال :

( ادنو مني يا عائشه )


فنام النبي علي صدر زوجته ، ويرفع يده للسماء ويقول :


( بل الرفيق الأعلي، بل الرفيق الأعلي ) .. تقول السيده عائشه: فعرفت أنه يخير.


دخل سيدنا جبريل علي النبي وقال : يارسول الله ، ملك الموت بالباب ، يستأذن أن يدخل عليك ،


وما استأذن علي أحد من قبلك فقال النبي ائذن له يا جبريل

فدخل ملك الموت علي النبي وقال : السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني الله أخيرك ، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله فقال النبي :

( بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى )



ووقف ملك الموت عند رأس النبي وقال : أيتها الروح الطيبه ، روح محمد بن عبد الله ، أخرجي إلي رضا من الله

و رضوان ورب راض غير غضبان ...



تقول السيده عائشه: فسقطت يد النبي وثقلت رأسه في صدري ، فعرفت أنه قد مات ...

فلم أدري ما أفعل ، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي


وفتحت بابي الذي يطل علي الرجال في المسجد وأقول مات رسول الله ، مات رسول الله ..


تقول: فانفجر المسجد بالبكاء. فهذا علي بن أبي طالب أقعد، وهذا عثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمني ويسري ..

وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه، إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسي للقاء ربه وسيعود ..ي*** من قال أنه قد مات ..

أما أثبت الناس فكان أبوبكر الصديق رضي الله عنه دخل علي النبي واحتضنه وقال :


وآآآ خليلاه ، وآآآصفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه . وقبل النبي وقال: طبت حيا وطبت ميتا يا رسول الله.


ثم خرج يقول : من كان يعبد محمد فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ... ويسقط السيف من يد عمر بن الخطاب، يقول: فعرفت أنه قد مات... ويقول: فخرجت أجري أبحث عن مكان أجلس فيه وحدي لأبكي وحدي....

ودفن النبي والسيده فاطمه تقول : أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه النبي ... ووقفت تنعي النبي وتقول:

يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه ، جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه ، الى جبريل ننعاه .




فلكل من أرادت أن تجد حلاوة حب النبي في قلبها فعليها بأربع


1.كثرة الصلاة عليـه
2.شد الرحال لمسجده

3.اتــبــاع ســـنـتـه
4.دراسـة سـيـرتــه




اعـمـلي الأربـعـة فـسـتـشـعـرين أن حـب الـنـبـي تـغـيـّـر فـي قـلـبـكِ فـيـبـقى

احـب إلـيك من ولـدك ومـالـك واهـلـك واحـب إلـيـكِ مـن الـنـاس أجمعين


(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها اللذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)




شوق صحابته اليه


بعد وفاة النبي باكثر من 4 سنوات وبعد معركة اليرموك العظيمة واستعداد الجيش المنتصر لفتح بيت المقدس بانتظار وصول الخليفة الفاروق عمر.. والتقى الجيش بعمر لاول مرة بعد سنوات الجهاد في منطقة الجابية من قرى الجولان السوري المحتل وبعد ان تعانق الاحبة بالله حان وقت صلاة العصر وكان في الجيش مؤذن الحبيب بلال بن رباح صاحب الصوت الندي الذي لم يؤذن قط بعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم فطلب المسلمون من عمر ان يستأذن بلا ل ويرجوه ان يؤذن لهم فذهب الخليفة بنفسه الى احد جنده بلال وقال يا بلال ان هذا اليوم يوم عظيم اعز الله به الاسلام واهله وان الجيش كله يستأذنك ان تؤذن لهم فقام بلال وارتفع صوته في سكون مطبق وبدأ صوت الاذان يجلجل في الآفاق


الله اكبر.... الله اكبر ... اشهد ان لا اله الا الله ... اشهد ان لا اله الا الله




وبدأت الذاكرة تعود بالمسلمين الى الوراء الى ايام كان هذا الصوت يعلو بحضرة سيد الخلق ,بدوأ يعودون الى ايام رفقته صلى الله عليه وسلم وبدأت الدموع تنصب من العيون شوقا الى الرسول صلى الله عليه وسلم


وعندما وصل بلال الى .. اشهد ان محمدا رسول الله ... لم يستطع ان يكمل وبكى بلال وبكى الجيش كله, ثلاثون الفا او يزيدون في صعيد واحد يبكون في منظر يهز القلوب والارواح شوقا الى حبيبهم وصاحبهم وقائدهم وقدوتهم وشفيعهم وشفعينا باذن الله


اللهم اجمعهم واجمعنا به صلى الله عليه وسلم



نتوقف هنا في هاته المحطة الحزينة ..لكن أود التأكيد على شئ مهم...

رسول الله لم يمت هو خالد بنبوته وبمكانته عند الملك وعندنا


وهذه هدية طيبة لكم جميعا ..أنتن من تركبن معي في قطار السيرة العطرة
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-11-2012, 12:08 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

المحطة الثالثة

مرحباً بمن التحقت بنا في هذه المحطة ..

أهلا بكِ أختي الحبيبة نور والإسلام ..
نورتي رحلتنا في قطار السيرة النبوية العطرة



أخواتى في الله

والآن قبل ان ينتقل بنا قطارنا الى المحطة التالية
لابد وان تدفعوا قيمة اشتراك رحلتنا ..لمن لم تدفع بعد

لا تفزعو .... فلن اطلب منكم مالا

بل سأطلب ما هو ايسر من ذلك فعلا واكبر عند الله قدرا

صـــلوا على النبي

فقيمة اشتراكنا هو : الصـــلاة على النبي

" يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما "



يقول شوقي رحمه الله:

سَرَت بشائرٌ بالهادي ومولِدِه
في الشرقِ والغربِ مسرى النورِ في الظُّلَمِ
تخطفتْ مهجَ الطاغينَ منْ عربٍ
وطيَّرتْ أنفسَ الباغينَ من عجمِ
ريعت لها شرف الإيوانِ فانصدعت
من صَدْمةِ الحقِّ لا مِن صدمةِ القدمِ
أتيتَ والناسُ فوضى لا تمرُّ بهمْ
إلا على صنمٍ قد هام في صنمِ
والأرضُ مملوءةٌ جوراً مسخرةٌ
لكلِّ طاغِيةٍ في الخلْقِ محتَكِمِ
مُسيطرُ الفرسِ يبْغي في رعيَّتهِ
وقيصرُ الرُّومِ مِن كِبْرٍ أصمُّ عمِ
يعذّبانِ عـبادَ اللهِ في شبهٍ
ويذبَحانِ كَما ضحَّيْت بالغَنَمِ



لم يكن أي مولد، بل مولد رسالة يحملها رسول، رسالة ختم بها الله رسالاته لخلقه
وأنهى بها الله وحيه الذي لم ينقطع عن البشر منذ آدم عليه السلام...

لقد خلق الله الخلق، وجعل من طبيعتهم القدرة على اختيار طريق الخير أو طريق الشر:

﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾

وأرسل لهم الرسل بالشرائع ليهدوهم إلى طريق الخير، ويمنعوهم من الوقوع في مزالق الشر..

ولكنه جل وعلا .. لم يجعل طريق الشر والخير للبشر متساويين في الترغيب والترهيب
بل شاء جل وعلا أن يرسل رسوله رحمة للبشر، يوجههم ويعينهم ويسلك بهم الخير
بل ويجهد من أجل إدخالهم الجنة ..
قال عليه الصلاة والسلام : «مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الفراش والجنادب يقعن فيها وهو يذبهن عنها
وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي»
وكان إذا مرت عليه جنازة يهودي أو نصراني يتقلب وجهه، فيسأل في ذلك فيقول:
" نفس فلتت مني إلى النار» يتحرق عليه الصلاة والسلام على النصارى واليهود يحب لهم أن يدخلوا الجنة"

اليكم هذه القصة



اريد القول إن كل مسلم قد شغف قلبه بحب محمد عليه الصلاة والسلام،
مهما كان هذا المسلم عاصياً، أو ظالماً، أو قاسياً قلبه !!

وأذكر هذه القصة قرأتها في الماضي عن مسلم يعيش في أوربا، ولديه مجموعة من الأصدقاء النصارى،
وكانوا يسهرون ويشربون الخمر مع بعضهم، وحصل أن اتفق أصدقاؤه النصارى
على أن يستدرجوه لسب الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وحاشاه الله ونزهه من كل منقصة،
فقالوا لصديقهم المسلم الفاسق: بصحتك يا فلان... فقال: بصحتي... وشربوا الخمر،،،
ثم قالوا له: بصحة محمد ..!!!! وهنا ذهبت السكرة، وانتفض المسلم شارب الخمر العاصي
ورفس الطاولة برجله، وقذف الخمر وقام يضربهم ويحذفهم بما في يديه
وقال: عليكم لعنة الله يا أنجاس يا ملاعين، أتذكرون محمداً هنا..
وظل يصرخ ويبصق عليهم ويقول لن أترككم تذكروا محمداً في هذا المجلس فهذا ما لا أقبله أبداً،
ولن أعاقر الخمرة بعد اليوم... ثم خرج غاضباً.

هذا مثال عفوي بسيط عن محبة رسول الله وكيف أنها تجسدت في قلوب المسلمين، ولا أقول
في أي مسلم، إلا أنه يحب رسول الله ويحب رؤيته في الدنيا قبل الآخرة، إلا من طمس الباطل قلوبهم، وأعمى إبليس بصائرهم.
كيف لا ومحبة رسول الله من صميم الإيمان...

قال عليه الصلاة و السلام: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما» وقال عليه الصلاة و السلام:
«ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان
يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه» متفق عليهما.

وذكرى رسول الله عليه السلام محفورة في القلوب، نتطلع إليها فنتذكر سيدنا وإمامنا وقائدنا وقدوتنا
الذي أمرنا الله بمحبته، وأوجب علينا طاعته،
تذرف الدموع لذكراه، وتخشع القلوب لسيرته، تتطلع النفوس للقياه، ونتذكره في سنته.

ســــــــــــؤال ؟؟؟؟؟؟؟


ولكن يبقى السؤال يتكرر دائما ..و سيظل مربوطا برقابنا حتى نلقى الله...

ماذا تعني محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام ..؟؟؟

سنحاول الإجابة معاً عند اخر محطة من محطات هذه الرحلة الطيبة بإذن الله تعالى




محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدالمناف
بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر
بن مالك بن النضر بن كنانه بن خزيمة بن مدركة بن إلياس
بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

تعرف أسرته "صلوات ربي وسلامه عليه " بالأسرة ((الهـاشميه)) نسبة إلى جده هاشم

هــاشــم

أسمه : عمرو .. وسمي هاشم <لهمشه الخبز>
وكــان ذا شرف كبير ،،

وقد قام بأعمال عظيمه منها :

1/ تولى السقايه والرفادة ،،
2/ هو أول من أطعم "الثريد" للحجاج ،،
3/ وهو أول من (سن الرحلتين لقريش ..رحلة الشتاء والصيف..) ،،

زواجه بأم عبد المطلب

خرج إلى الشام تاجراً ، فلما قدم المدينة تزوج "سلمى بنت عمرو" (أحد بني عدي بن النجار)
أقام عندها ثم خرج إلى الشام ،، وهي عند أهلها قد حملت بـ عبدالمطلب ،،
فمــات هاشم،، وولدت سلمى عبدالمطلب وسمته "شيبه" <لشيبة كانت في رأسه>
وتربى في بيت أبي سلمى ولم يشعر به أحد من أسرته في مكه .

أبنـــــاء هاشم

الأولاد : أسد ـ أبو صيفي ـ نضله ـ عبد المطلب
البنات : الشفاء ـ خالده ـ ضعيفه ـ رقيه ـ جنه

قيـل في هـاشــم

عمرو الذي هشم الثريد لقومه *** قوم بمكـة مســنتيـن عجـــاف
سنت إليه الرحلتان كلاهمــا *** سفر الشتــاء ورحلة الأصياف





المحطة الخامسة



قبل ما نبدأ رحلتنا ...رحلة الإيمان على متن قطار سيرة المصطفى العدنان
أتوقف لأرحب بمن حلت علينا نسماتهم وشاركونا بهذه الرحلة الطيبة..رغم كونهم متأخرين قليلا
هلا وغلا بالأخت الغالية الحبيبة ..سبل السلام ..
نور قطار رحلتنا الطيبة بإلتحاقك به حبيبتي

ننتظر إلتحاق كل أخواتنا الحبيبات ..ومشاركتنا بمشاعرهم ..وإثراءهم ..




في هذه المحطة ...

ولِد خير البرية ...

نعم لقد ولد محمد صلى الله عليه وسلم ...

و قد واكب حمله و وضعه آيات نبوته منها :

* أنه ولد من نكاح شرعي ، لا من سفاح جاهلي ، و هي عصمة إلهية لا يقدر عليها إلا الله سبحانه

* إن آمنة لم تجد أثناء حملها به صلّى الله عليه وسلم ما تجده الحوامل من الوهن ، فكانت هذه آية

* إن آمنة لما وضعته رات نوراً يخرج منها فأضاء لها قصور الشام ، فقد سئل عن نفسه صلى الله عليه وسلم
فقال :"أنا دعوت أبي إبراهيم ، و بشرى عيسى ، و رأت أمي حين ولدت بي أنه خرج منها نور أضاء قصور الشام"

* إن آمنة لما حملت به صلى الله عليه و سلم أتاها آت فقال: إنك حملت بسيّد هذه الأمة
فإذا وضع في الأرض فقولي : أعيذه بالواحد ، من شرّ كل حاسد . و آية ذلك أن يخرج معه نور
ملأ قصور بصرى من أرض الشام ، فإذاً فسميه محمداً ، فإن اسمه في التوراة أحمد يحمده أهل السماء
و أهل الأرض

* ارتجاس إيوان كسرى بفارس ، و سقوط أربعة عشر شرفة من شرفاته

* خمود نار فارس التيلم تخمد منذ ألف سنة

* امتلاء البيت الذي ولد به نوراً ، و رؤية النجوم و هي تدنوا لتكاد تقع عليه صلى الله عليه و سلم

ها هى ثويبة مولاة أبي لهب تترك رضيعيها مسروح وحمزة بن عبد المطلب
وتلحق بعبد المطلب لتأخذ منه الوليد الجديد لترضعه لأن أوان رضاعه قد حان..
وتقول لجده: ماذا ستسميه يا عبد المطلب

ها هو القطار ينطلق وقد كان آخر ما سمعنا من الحوار رد عبد المطلب على ثويبة :
اخترت له اسم محمد ليكون محموداً عند الله في السماء ومحمداً في الأرض عند خلقه ولأولمن له وليمة
أدعو قريشاً كلها لتشهد الإسم وتأكل ولأختننه يوم السابع كما هى سنة جده إسماعيل وإبراهيم

قطارنا ينطلق بعيداً في اتجاه البوادي الخضراء .. والربوع الرملية المتوهجة...

..ها هم رعاة الغنم ينطلقون بها نحو المراعي.. و أصوات الثغاء تختلط مع أصوات حنين الإبل ..والظباء والقطار يتيه بنا نحو بوادي بني سعد ...



هذا هو النخل.. وبساتينها وحدائقها..





في بني سعـــد....

وكانت العادة عند الحاضرين من العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم ابتعادًا لهم عن أمراض الحواضر؛
ولتقوى أجسامهم، وتشتد أعصابهم، ويتقنوا اللسان العربى في مهدهم، فالتمس عبد المطلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم المراضع واسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر:
وهي حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث

وإخوته صلى الله عليه وسلم هناك من الرضاعة هم‏:
‏ عبد الله بن الحارث
وأنيسة بنت الحارث
وحذافة أو جذامة بنت الحارث ‏[‏وهي الشيماء؛ لقب غلب على اسمها‏]‏
وكانت تحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان عمه حمزة بن عبد المطلب مسترضعًا في بني سعد بن بكر، فأرضعت أمه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا وهو عند أمه حليمة، فكان حمزة رضيع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهتين :من جهة ثويبة ومن جهة السعدية‏..

ورأت حليمة من بركته صلى الله عليه وسلم ما قضت منه العجب، ولنتركها تروى ذلك مفصلًا ‏:‏

تقول انها خرجت من بلدها مع زوجها مع نسوة من بني سعد تلتمس الرضعاء ،قالت:
فخرجت على أتان لى قمراء،قد أذَمَّتْ بالركب.
فلما قدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه،
إذا قيل لها‏:‏ إنه يتيم،
وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي،
فكنا نقول‏:‏ يتيم‏!‏
وما عسى أن تصنع أمه وجده، فكنا نكرهه لذلك، فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعًا غيرى،
فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبى‏:‏ والله ، إنى لأكره أن أرجع من بين صواحبى ولم آخذ رضيعًا،
والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه‏.
‏ قال ‏:‏ لا عليك أن تفعلى، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة‏.‏
قالت‏:‏ فذهبت إليه وأخذته،وما حملنى على أخذه إلا أنى لم أجد غيره
قالت‏:‏ فلما أخذته وضعته في حجرى أقبل عليه ثديأي بما شاء من لبن، فشرب حتى روى
وشرب معه أخوه حتى روى،وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا هي حافل، فحلب منها ما شرب وشربت معه
حتى انتهينا ريا وشبعا، فبتنا بخير ليلة،
قالت‏:‏ يقول صاحبى حين أصبحنا‏:‏ تعلمي والله يا حليمة، لقد أخذت نسمة مباركة،
فقلت‏:‏ والله إنى لأرجو ذلك‏.‏
قالت‏:‏ ثم خرجنا وركبت أنا أتانى،
وحملته عليها معى، فوالله لقطعت بالركب ما لا يقدر عليه شىء من حمرهم، حتى إن صواحبى ليقلن لى
‏ يا ابنة أبي ذؤيب، ويحك‏!‏ أرْبِعى علينا،
أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها‏؟‏
فأقول لهن‏:‏ بلى والله ، إنها لهي هي،
فيقلن‏:‏ والله إن لها شأنًا،
قالت‏:‏ ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد،
وما أعلم أرضًا من أرض الله أجدب منها،
فكانت غنمى تروح علىَّ حين قدمنا به معنا شباعًا لُبَّنـًا،
فنحلب ونشرب، وما يحلب إنسان قطرة لبن،
ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم‏:‏
ويلكم، اسرحوا حيث يسرح راعى بنت أبي ذؤيب

فتروح أغنامهم جياعًا ما تبض بقطرة لبن، وتروح غنمى شباعًا لبنًا‏.‏
فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته
وكان يشب شبابًا لا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلامًا جفرًا‏
قالت‏:‏ فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على مكثه فينا،
لما كنا نرى من بركته، فكلمنا أمه، وقلت لها‏:‏ لو تركت ابني عندي حتى يغلظ، فإني أخشى عليه وباء مكة،
قالت‏:‏ فلم ننزل بها حتى ردته معنا‏...

بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام


,,, حادثة شق الصدر ,,,

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلعب مع الصبيان وكان له من العمر 4 سنوات وبينما هو كذلك جاءه
جبريل ...فأخذه... فصرعه ...فاستخرج قلبه فاستخرج منه علقه فقال : هذا حظ الشيطان منك... ثم غسله في
طست من ذهب بماء زمزم ثم جمعه وأرجعه الى مكانه وذهب الصبيان الى أمه ...إن محمداً قد ***...
فاستقبلوه وهو متغير اللون ....وقد كانت آثار المخيـط ظاهره في صدره عليه الصلاة والسلام ....


,,,إلى أمه الحنون ,,,

أنه بعد هذه الحادثه _حادثة شق الصدر _ خشيت عليه حليمه وردته الى أمه .. فكان عند أمه إلى أن بلغ ست سنين ..
ورأت آمنة ـ وفاء لذكرى زوجها الراحل ـ أن تزور قبره بيثرب، فخرجت من مكة قاطعة رحلة تبلغ نحو خمسمائة كيلو
متر ومعها ولدها اليتيم ـ محمد صلى الله عليه وسلم ـ وخادمتها أم أيمن، وقيمها عبد المطلب،
فمكثت شهرًا هناك وبينما هي راجعه لحقها المرض وهي في بداية الطريق واشتد حتتى ماتت بالأبواء
(بين مكه والمدينه )..


,,,إلى جده العطوف ,,,

بعد وفاة والدته عاد به جده عبدالمطلب إلى مكة وكانت مشاعر الحنو في فؤاده تربو نحو حفيده اليتيم ..فَرَقَّ
عليه رقة لم يرقها على أحد من أولاده..
كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة قال ابن هشام :..فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج
إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالًا له، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتى وهو غلام حتى يجلس
عليه، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه، فيقول عبد المطلب إذا رأي ذلك منهم‏:‏ دعوا ابني هذا، فوالله إن له لشأنًا، ثم
يجلس معه على فراشه، ويمسح ظهره بيده، ويسره ما يراه يصنع‏..
ولما كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم 8 سنوات توفي جده عبدالمطلب , ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة
حفيده إلى عمه أبي طالب (أخو أبيه )..


,,,إلى عمه الشفيق ,,,

قام أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه ,وضمه الى أولاده وقدمه عليهم واختصه بفضل احترام وتقدير ,
وظل 40 سنه يعز من جانب الرسول صلى الله عليه وسلم ويحميه ويصادق ويخاصم من أجله ..

صلى الله عليه وسلم


المحطة السادسة

نستمر في رحلتنا في قطار سيرة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام



وقبل ذلك أحيي وأرحب بحبيبتي وكلت أمري لك يارب ..

نورتي الرحلة ياغالية ..


صلوات ربي وسلامه عليك ياحبيب الله

لقد زكى الله لسانه فقال ( وما ينطق عن الهوى )
و بصره فقال ( ما زاغ البصر وما طغى )
و قلبه فقال ( ما كذب الفؤاد ما راى )
و خلقه فقال ( وانك لعلي خلق عظيم )
و صدره فقال ( الم نشرح لك صدرك )
ورفع مقامه فقال ( ورفعنا لك ذكرك )

اللهم صلي علي محمد في الاولين والاخرين
وفي الملأ الاعلي الي يوم الدين




استسمحكم عن تأخرى في الانتقال الى المحطة التاليه
وذلك لاعطاء وقت لجميع محبى رسولنا الكريم للتجمع للحاق بنا في ركبنا العطر

وها هو جرس محطتنا يعلن عن تحرك قطارنا

فليتخذ الجميع مقاعدهم استعدادا للرحيل الى المحطة التالية

سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا الى ربنا لمنقلبون

في محطتنا هذه لايزال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في كفالة عمه أبي طالب يشب على محاسن الأخلاق، متباعداً عن صغائر الأمور
التي يشتغل بها الصبيان عادة ، وقد بارك الله تعالى لأبي طالب في الرزق مدة وجوده صلى الله عليه وسلم في كفالته وفي وسط عياله.

لما أراد أبو طالب أن يسافر إلى الشام في تجارة له رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرافقه، فأخذه معه وسنه إذ ذاك اثنتا عشرة سنة
ولما وصلوا بصرى وهي أول بلاد الشام من جهة بلاد العرب قابلهم بها راهب من رهبان النصارى اسمه (بحيرا) – كان يقيم في صومعة له هناك –
فسألهم عن ظهور نبي من العرب في هذا الزمن، ثم لما أمعن النظر في النبي صلى الله عليه وسلم
وحادثه عرف أنه النبي العربي الذي بشر به موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام

وقال لعمه أنه سيكون لهذا الغلام شأن عظيم، فارجع به واحذر عليه من اليهود ، فلم يمكث أبو طالب في رحلته هذه طويلاً
بل عاد به إلى مكة حين فرغ من تجارته، وبقى صلى الله عليه وسلم في مكة مثال الكمال، محفوظاً من معايب أخلاق الجاهلية
شهماً شجاعاً حتى إنه حضر مع أعمامه حرب (الفجار) و (حلف الفضول)، وسنه إذ ذاك عشرون سنة.

أما (الفجار) فهي حرب كانت بين قبيلة كنانة ومعها حليفتها قريش وبين قبيلة قيس، وقد ابتدأت هذه الحرب فيما بين مكة والطائف
ووصلت إلى الكعبة، فاستحلت حرمات هذا البيت الذي كان مقدساً عند العرب ولذلك سميت حرب (الفجار).
وأما (حلف الفضول) كان عقب هذه الحرب، وهو تعاقد بطون قريش على أن ينصروا كل من يجدونه مظلوماً بمكة سواء كان من أهلها أو من غير أهلها.

كان طريق الكسب في قريش هي التجارة، وكانت خديجة بنت خويلد من بني أسد بن عبد العزى بن قصي سيدة ذات مال
تتاجر في مالها بطريق المضاربة مع من تثق بهم من الرجال ، فلما سمعت بأمانة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وصدقه حتى اشتهر بين قومه باسم (الأمين) بعثت إليه، وعرضت عليه أن يسافر بمال لها إلى الشام ..
وتعطيه من الربح أكثر مما كانت تعطى غيره، فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وسافر مع غلامها ( أى مملوكها) ميسرة
فباع واشترى وعاد بربح عظيم...

وقد شاهد ميسرة في هذه الرحلة كثيراً من بركات النبي صلى الله عليه وسلم وإكرام الله تعالى له

فإنه صلى الله عليه وسلم لما قدم الشام نزل في ظل شجرة قريباً من صومعة راهب هناك...
فقال هذا الراهب لميسرة أنه ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، وكان ميسرة يشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
مظللاً من حر الشمس وهو يسير على بعير بدون أن تكون معه مظلة.

زواجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة بنت خويلد

لما قدم ميسرة إلى سيدته خديجة الحازمة اللبيبة، وأخبرها بما شاهده من بركات النبي صلى الله عليه وسلم وإكرام الله تعالى له
بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت له: يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك وأمانتك وصدق حديثك
وقد خاطبته بابن العم على عادة العرب من تخاطب الأقرباء من جهة الأبوة بابن العم، حيث يجتمع أصولهما في (قصي)
فإنها من بني أسد بن عبد العزى بن قصي..

وكانت خديجة قد ذكرت ما سمعت من غلامها ميسرة لابن عمها ورقة بن نوفل -من المتتبعين للكتب والأخبار-
فكان يقول لها: يا خديجة إن محمداً لنبي هذه الأمة، وقد عرفت أنه كان لهذه الأمة نبي يُنتظر، هذا زمانه.
وكانت خديجة مرغوبا فيها لشرف نسبها ورفعة قدرها بين قومها، فعرض النبي صلى الله عليه وسلم الأمر على أعمامه
فوافقوه على زواجه صلى الله عليه وسلم، بها وتوجهوا معه إليها، وأتموا عقد الزواج بينهما ...

وتولاه عنها عمها (عمرو بن أسد)، كما تولاه عن النبي صلى الله عليه وسلم عمه (أبو طالب) ..

وكان صداقها عشرين بِكْرة ، وكان سن السيدة خديجة أربعين سنة وسنه صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين سنة..
ولم يتزوج عليها النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفيت رضى الله عنها، وكانت متزوجة قبله صلى الله عليه وسلم برجل اسمه (هند)..
ولدت منه ولداً اسمه (هالة)، فكان ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم...
وقد مكث صلى الله عليه وسلم بعد زواجه بالسيدة خديجة يشتغل بالتجارة والتنسك، حتى بعثه الله رحمة للعالمين..

شهوده صلى الله عليه وسلم بناء الكعبة




الكعبة هي أول بيت وضع في الأرض للعبادة، وقد بناها سيدنا إبراهيم الخليل مع ولده سيدنا إسماعيل عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام..
ثم جُدد بناؤها من بعده ثلاث مرات، وكان بناؤها من الصخر وارتفاعها فوق القامة..

ويقال أن أول من بناها سيدنا آدم أبو البشر عليه الصلاة والسلام، وقد وصلوا في نقض أنقاضها إلى أساس سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام..

ويقال أنهم وجدوا هناك صحافا منقوشا فيها كثير من الحكم تذكرة للمتأخرين، وقد تحرى أشراف قريش أن تكون نفقة بنائها من طيب أموالهم؛
فكانوا لا يدخلون في نفقتها مهر بغى ولا مال ربا، ولما ضاقت بهم النفقة الطيبة عن إتمامها على قواعد سيدنا إبراهيم عليه السلام
أخرجوا منها الحجر، وبنوا عليه جدارا قصيراً علامة على أنه منها.

وعندما بلغ سن النبي صلى الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة، نزل سيل عظيم بمكة أثر في جدران الكعبة فأوهنها
-على ما كانت عليه من الضعف بسبب حريق أصابها من قبل- فاجتمعت قبائل قريش وشرعوا في هدمها وبنائها بناء مرتفعاً

وكان الأشراف منهم يتسابقون في نقل الحجارة وحملها على أعناقهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يحمل الحجارة
وينقلها الى مكان البناء، مع عمه العباس رضى الله عنه.



بنيت الكعبة حينئذ بارتفاع ثماني عشر ذراعا، بحيث يزيد عن أصله تسعة أذرع، وقد رفع الباب بحيث لايصعد إليه إلا بدَرَج..

و لما تم بناء الكعبة وأرادت قريش وضع الحجر الأسود في موضعه، اختلف أشرافهم فيمن يضعه، وظلوا مختلفين أربعة أيام،،،
فأشار عليهم أبو أمية الوليد بن المغيرة - وهو أكبرهم سنا - بأن يحكِّموا بينهم من يرضون بحكمه..
فاتفقوا على أن يكون الحكم لأول قادم من باب الصفا

فكان أول داخل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتاحوا جميعا لما يعهدونه من أمانته وحكمته وصدقه وإخلاصه للحق..
وقالوا: هذا الأمين رضيناه، هذا محمد، فلما وصل إليهم وأخبروه الخبر بسط رداءه، وتناول الحجر فوضعه فيه بيده..
ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بطرف من الرداء ثم ارفعوه جميعا، ففعلوا حتى وصلوا به إلى موضعه؛ فوضعه فيه بيده صلى الله عليه وسلم،
وبذلك انتهت هذه المشكلة التي كادت تؤدى إلى الحرب والقتال فيما بينهم.

سيرته صلى الله عليه وسلم في قومه قبل النبوة



قد علمنا أن الله تعالى قد أكرم آل حليمة السعدية التي أرضعته صلى الله عليه وسلم ..
فبدل عسرهم يسراً وأشبع غنيماتهم وأدر ضروعها في سنة الجدب والشدة، كما بارك سبحانه وتعالى في رزق عمه أبي طالب
حينما كان في كفالته، مع ضيق ذات يده، وأنه سبحانه وتعالى كان يسخر له الغمامة تظله وحده من حر الشمس في سفره إلى الشام..
فتسير معه أنى سار دون غيره من أفراد القافلة.

وكان سبحانه وتعالى يلهمه الحق ويرشده الى المكارم والفضائل في أموره كلها، حتى إنه كان إذا خرج لقضاء الحاجة في صغره بَعُدَ عن الناس حتى لا يُرى.

وكان سبحانه وتعالى يكرمه بتسليم الأحجار والأشجار عليه، ويُسمعه ذلك فيلتفت عن يمينه وشماله فلا يرى أحداً.

وقد كان علماء اليهود والنصارى - رهبانهم وكهنتهم- يعرفون زمن مجيئه صلى الله عليه وسلم مما جاء من أوصافه في التوراة
وما أخبر به المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام فكانوا يسألون عن مولده وظهوره وقد عرفه كثيرون منهم لما رأوا ذاته الشريفة
أو سمعوا بأوصافه وأحواله صلى الله عليه وسلم.

وقد نشأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ممتازاً بكمال الأخلاق، متباعداً في صغره عن السفاسف التي يشتغل بها أمثاله في السن عادة
حتى بلغ مبلغ الرجال فكان أرجح الناس عقلاً، وأصحهم رأياً، وأعظمهم مروءة، وأصدقهم حديثاً، وأكبرهم أمانة، وأبعدهم عن الفحش،
وقد لقبه قومه (بالأمين)، وكانوا يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم.

وقد حفظه الله تعالى منذ نشأته من قبيح أحوال الجاهلية، وبَغَّض إليه أوثانهم حتى إنه من صغره كان لا يحلف بها ولا يحترمها
ولا يحضر لها عيداً أو احتفالاً، وكان لا يأكل ما *** على النُّصُب، و النصب هي حجارة كانوا ينصبونها ويصبون عليها دم الذبائح ويعبدونها.

ولقد كان صلى الله عليه وسلم لين الجانب يحن إلى المسكين، ولا يحقر فقيراً لفقره، ولايهاب ملكا لملكه، ولم يكن يشرب الخمر ..
مع شيوع ذلك في قومه، ولا يزنى ولا يسرق ولا ي***، بل كان ملتزما لمكارم الأخلاق التي أساسها الصدق والأمانة والوفاء

وبالجملة حفظه الله تعالى من النقائص والأدناس قبل النبوة كما عصمه منها بعد النبوة.

وكان يلبس العمامة والقميص والسراويل، ويتزر ويرتدى بأكيسة من القطن، وربما لبس الصوف والكتان،،،
ولبس الخف والنعال وربما مشى بدونها... وركب الخيل والبغال والإبل والحمير. وكان ينام على الفراش تارة وعلى الحصير تارة
وعلى السرير تارة وعلى الأرض تارة، ويجلس على الأرض، ويخصف نعله، (أي يخرزها ويصلحها) ويرقع ثوبه،
وقد اتخذ من الغنم والرقيق من الإماء والعبيد بقدر الحاجة... وكان من هديه في الطعام ألا يرد موجوداً ولا يتكلف مفقوداً...


المحطة السابعة



معيشته صلى الله عليه وسلم قبل النبوة



محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم كان جده هاشم كبير قريش وسيدها، وكانت قريش أشرف قبائل العرب، وكانت إقامتهم بمكة وضواحيها
وكانت معيشتهم من التجارة في الثياب والبز (متاع البيت من *** الثياب) وما يحتاجه العرب، وكان لهم رحلتان تجاريتان إلى الشام إحداهما في الصيف
والأخرى في الشتاء، وكان أكثر ما يقتنون من النَّعم الإبل والغنم للانتفاع بظهورها وألبانها وأصوافها وأوبارها...

فلما بلغ سناًّ يمكنه فيه أن يعمل عملا كان ينفق على نفسه من عمل يده، وقد كانت فاتحة عمله رعاية الغنم، كما هي سنة الله تعالى في أنبيائه
وأصفيائه؛ لتدريبهم على رعاية الخلق بالرفق الذي تستدعيه هذه الرعاية، فكان ينفق من أجرة رعايته، ثم كان يتجر فيما كانت تتجر فيه قريش
وينفق من كسب تجارته... وفي كل ذلك كان يعمل على قدر الحاجة، لا مستكثراً من الدنيا ولا تاركا لها تركا كلياًّ،،،
ليهيئه الله تعالى لما أراده سبحانه منه من التفرغ للدعوة إلى دينه القويم..





تعبده صلى الله عليه وسلم قبل البعثة




كان من العرب قبل الإسلام من ينتمي إلى دين اليهودية، ومنهم من يدين بالنصرانية- على ما فيهما من تغيير وتحريف،،
والباقون عبدة أصنام وأوثان، وكان على ذلك عامة قريش إلا نفرا قليلا منهم كانوا يعيبون على قومهم عبادة هذه التماثيل...

وقد فُطر سيدنا محمد بن عبد الله - صلوات الله عليه وسلامه- على طهارة القلب وزكاء النفس...
فطره الله تعالى على ذلك ليكون على تمام الصلاحية لتلقى شريعته المطهرة وإيصالها إلى الخلق على أتم وجه وأكمله..

فلذلك كانت نفسه الكريمة مجبولة على ما هو الحق، لا تعرف غيره، ولا تقبل سواه، فكان يأنف عن الباطل بطبعه ويألف الحق بسجيته،،
فلم يحكم عليه شيء من عادات قومه: لا في تحسين باطل ممقوت، ولا في تقبيح حق مقبول...

ولقد كانت تلك فطرة أبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام التي فُطر عليها قبل نبوته؛ كما كان ذلك شأن سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:
يفطرون على الإقبال على الله تعالى، وتنصرف هممهم وأنفسهم الزكية قبل نبوتهم عما يكون عليه أقوامهم من باطل العقائد وفاسد العادات والتعبدات


نشأ صلى الله عليه وسلم مقبلا على الله تعالى بقلبه، خالصاً لله تعالى، حنيفا لم يحم الشرك حول قلبه الكريم،،
فكان بأصل فطرته مبغضاً لهذه الأوثان، نافراً من هذه المعبودات الباطلة، فلم يكن يحضر لها عيدا ولا يتقرب إليها ولايحفل بها،،
وإنما كان يعبد خالق الكون وحده، مقبلا عليه سبحانه بما هو مظهر العبودية والإخلاص من تفكير وتمجيد...

وكان يطوف بالكعبة ويحج كما كان الناس يحجون اتباعاً لملة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام...
ولم يثبت من طريق صحيح التزامه التعبد على شريعة أحد من الأنبياء السابقين صلوات الله عليهم أجمعين.

والذي ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يختلى في غار حراء من كل سنة شهر( وكان يوافق ذلك شهر رمضان)،،
يعبد الله تعالى بالتفكر، ويطعم المساكين مما كان يتزود به في مدة خلوته (وروى أنه كان يتزود الكعك والزيت، وكان كلما فرغ زاده رجع الى أهله فتزود وعاد)

وكان إذا انتهي من خلوته ينصرف إلى الكعبة فيطوف بها سبعاً أو ماشاء الله من ذلك قبل أن يرجع إلى بيته..
ويسمى حراء: جبل النور، وهو على يسار السالك إلى عرفة، وبه ذلك الغار الذي كان يتعبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم
وهو ضيق المدخل، ومساحته من الداخل تقرب من ثلاثة أمتار، وبه نزل الوحي عليه صلى الله عليه وسلم لأول مرة كما سيجيء

ويقال أن جده عبد المطلب كان يتعبد في حراء، ثم تبعه في ذلك من كان يتعبد منهم كورقة بن نوفل وأبي أمية بن العزى...
وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب العزلة والخلوة من زمن طفولته إلى أن بعثه الله تعالى رحمة للعالمين...
وقبيل مبعثه كان لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح، أي واضحة وصريحة كوضوح ضوء الصباح وإنارته، أى أنها تتحقق في اليقظة
مثل ما يراها في المنام، فكان ذلك مقدمة لنبوته صلى الله عليه وسلم.



بدء الوحي

لما كمل سنه صلى الله عليه وسلم أربعين سنة-وهو سن الكمال، أكرمه الله تعالى بالنبوة والرسالة رحمة للعالمين..
فبينما هو صلى الله عليه وسلم في خلوته بغار حراء، وكان ذلك في شهر رمضان على أصح الروايات، إذ جاءه جبريل الأمين عليه السلام
بأمر الله تعالى، ليبلغه رسالة ربه عز وجل، وقد تمثل جبريل عليه السلام في هذه المرة بصورة رجل...
فقال له : إقرأ، فقال له عليه الصلاة والسلام: ما أنا بقارئ (لأنه صلى الله عليه وسلم كان أمياً لم يتعلم القراءة)،،
فغطه جبريل عليه السلام في فراشه غطا شديدا (أى ضمه وعصره بشدة)، ثم أرسله فقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ،،
فغطه ثانية ثم أرسله وقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، ثم غطه الثالثة وأرسله فقال له:
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ اْلإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ اْلأَكْرَمِ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ اْلإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)...

فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانصرف عنه جبريل عليه السلام وهو يقول: يامحمد أنت رسول الله وأنا جبريل...
فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله يرجف فؤاده مما أدركه من الروع لشدة مقابلة الملك فجأة وشدة الغطّ التي اقتضاها الحال.

ولما رجع عليه الصلاة والسلام إلى أهله، ودخل على زوجه خديجة رضى الله عنها قال: زَمِّلوني زَمِّلوني (أي اطرحوا عليَّ الغطاء ولفوني به - ليذهب عنه الروع)
فلما ذهب عنه الروع أخبر خديجة رضي الله عنها بما كان، فقالت له: أبشر يا ابن عم واثبت، فإنى لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة...

ثم ذهبت خديجة مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان شيخا كبيرا يعرف الإِنجيل وأخبار الرسل
فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رآه، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزَّل الله على موسى،،
أي أن هذا الملك الذي جاءك هو الناموس؛ أى صاحب سر الوحي الذي نزله الله تعالى على نبيه موسى عليه الصلاة والسلام؛
لأنه يعرف من الكتب القديمة وأخبارها أن جبريل هو رسول الله إلى أنبيائه.

ثم تمنى ورقة أن لو كان شابا يقدر على نصرة النبي صلى الله عليه وسلم عند ظهوره بأمر الرسالة ومعاداة قومه له؛
لأنه يعرف من أخبار الرسل أن قومهم يعادونهم في مبدإ أمرهم، ثم توفي ورقة بعد ذلك بزمن قريب.



فترة الوحي وعودته

بعد هذه الحادثة فتر الوحي وانقطع مدة لا تقل عن أربعين يوما، اشتدّ فيها شوق النبي صلى الله عليه وسلم إلى الوحي
وشقّ عليه تأخره عنه، وخاف من انقطاع هذه النعمة الكبرى: نعمة رسالته عليه الصلاة والسلام بين الله عز وجل وبين عباده ليهديهم إلى صراطه المستقيم.

فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يمشى في أفنية مكة إذ سمع صوتا من السماء، فرفع بصره فإذا الملك الذي جاءه بغار حراء
وهو جبريل عليه السلام، فعاد إليه الرعب الذي لحقه في بدء الوحي فرجع إلى أهله وقال: دَثِّرونى دَثِّرونى (التدثير بمعنى: التزميل السابق بيانه).
فأوحى الله تعالى إليه:
يـَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرْ* قُمْ فَأَنْذِرْ* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ* وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ* وَلاَتَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ* وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ.
فأنذر: حذر الناس من عذاب الله إذا لم يفردوه بالعبادة. فكبر: أي عظِّمْ ربك وخُصَّه بالتعظيم والإجلال. فطهر: أي حافظ على الطهارة والنظافة من الأقذار والأنجاس. والرجز فاهجر: أي اترك المآثم والذنوب. ولا تمنن تستكثر: أي لا تتبع عطاياك وهباتك بالطمع في أخذ الزيادة ممن تعطيه. ولربك فاصبر: أي اصبر على ما يلحقك من الأذى في سبيل الدعوة إلى الإسلام ابتغاء وجه ربك.

فكان ذلك مبدأ الأمر له صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام وبعد ذلك تتابع الوحي ولم ينقطع.


كيفية الوحي

للوحي طرق متنوعة وقد عرفت أن من مبادئه الرؤيا الصادقة، فرؤيا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هي من قبيل الوحي..

ومن طرق الوحي أن يأتي الملك إلى النبي متمثلا بصورة رجل، فيخاطب النبي حتى يأخذ عنه ما يقوله له ويوحي به إليه
وفي هذه الحالة لا مانع من أن يراه الناس أيضا، كما حصل في كثير من أحوال الوحي لنبينا عليه الصلاة والسلام..

ومن طرق الوحي أيضاً أن يأتي الملك في صورته الأصلية التي خلقه الله تعالى عليها، ويراه النبي كذلك فيوحي إليه ما شاء الله أن يوحيه
ولم يحصل هذا لنبينا عليه الصلاة والسلام إلا قليلا
ومن طرق الوحي أيضاً أن يلقى الملك في روع (أي ذهن) النبي وقلبه ما يوحي به الله إليه، من غير أن يرى له صورة،،،
وقد حصلت هذه الكيفية أيضاً لنبينا صلى الله عليه وسلم

وأحيانا كان يأتي الملك مخاطباً للنبي بصوت وكلام مثل صلصلة الجرس (أي صوته)،وهذه الحالة من أشد أحوال الوحي على النبي
فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم عندما يأتيه الوحي بهذه الكيفية يعرق حتى يسيل العرق من جبينه في اليوم الشديد البرد
وإذا أتاه وهو راكب تبرك به ناقته..
وقد يكون الوحي بكلام الله تعالى للنبي بدون واسطة الملك، بل من وراء حجاب، كما حصل ليلة الإسراء لنبينا صلى الله عليه وسلم..



الدعوة إلى الإسلام سرا




على إثر عودة الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد فترته، قام عليه الصلاة والسلام بأمر الدعوة إلى ما أمره الله تعالى به من إرشاد الثقلين:
الإنس والجن جميعا إلى توحيد الله تعالى، وإفراده بالعبادة دون سواه من الأصنام والمخلوقات، وأرشد الله تعالى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
إلى أن يبدأ بالدعوة سراَّ؛ فكان يدعو إلى الإسلام من يطمئن إليه ويثق به من أهله وعشيرته الأقربين ومن يليهم من قومه

واستمر على ذلك ثلاث سنين مثابراً على الدعوة إلى الله تعالى خفية، حتى آمن به أفراد قلائل كانوا يقيمون صلاتهم
ويؤدون ما أمروا به من شعائر الدين، مستخفين عمن سواهم لا يظهرون بذلك في مجامع قريش
بل كان الواحد منهم يختفي بعبادته عن أهله وولده..

ولما بلغ عددهم نحو الثلاثين، وكان من اللازم اجتماعهم بالنبي صلى الله عليه وسلم لإرشادهم وتعليمهم
اختار لهم عليه الصلاة والسلام داراً فسيحة لأحدهم، وهي دار الأرقم بن الأرقم، فكانوا يجتمعون فيها
واستمروا على ذلك يزيد عددهم قليلا قليلا حتى أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة



الباعث على الإسرار بالدعوة

في أول ما نزل الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم- في أواخر شهر رمضان من السنة المتممة للأربعين
من عمره الشريف بغار حراء الذي كان يتعبد فيه- لم يؤمر آنذاك بتبليغ الرسالة للناس، بل كان الأمر في ذلك قاصرا على إبلاغه رسالة ربه إليه
وتمجيده جلّ وعلا بما جاء في سورة (اقرأ باسم ربك)، وبعد أن فتر الوحي مدة عاد بأمر الله تعالى له بأن يقوم بتبليغ رسالة ربه.

ولما كان أهل مكة الذين بُعِثَ فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما جفاة متخلقين بأخلاق تغلب عليها العزة والأنفة، وفيهم سدنة الكعبة
أي خدمها وهم القابضون على مفاتيحها، والقوَّام على الأوثان والأصنام، التي كانت مقدسة عند سائر العرب:
يعبدونها ويتقربون إليها بالذبائح والهدايا، ولا يعرفون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا ينقادون إليه بسهولة
كان من حكمة الله تعالى تلقاء ذلك أن تكون الدعوة إلى دين الإسلام في مبدأ أمرها سرية؛ لئلا يفاجئوا بما يهيجهم
وينفرون منه ويكون سبباً لشنّ الغارات والحروب وإهراق الدماء.

والداعي صلوات الله عليه وسلامه لم يكن له إذ ذاك ناصر ولا معين من خَلْق الله..
. ومن سنة الله تعالى في خلقه ربط الأسباب بالمسببات، فلم يأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة
من قبل أن يهيئ له أسباب النصر والفوز على من يقاومه في ذلك، خصوصاً أن قومه الذين بُعث فيها بينهم كانوا أشد الناس
تمسكا بمعبوداتهم وحرصاً على ما كان عليه آباؤهم..

ومن المعلوم أن من الناس من هو عظيم في قومه رفيع الدرجة فيما بينهم، ومنهم من هو دون ذلك
فالعظماء من الناس تمنعهم أنفتهم من إجابة الداعي لهم إلى مفارقة ما عليه جماعتهم، ونبذ ما بينهم من الروابط القومية
والعادات المتأصلة، إذ كل فرد منهم يرى أن انفراده بالرضوخ للغير ينقصه في نظر قومه. فإذا فوجئ هؤلاء الأعاظم بإعلان الدعوة
إلى غير ما كانوا عليه؛ ظهروا بمظهر المنكر المعاند وقاوموا الدعوة بجملتهم. وغير الأعاظم هم تبع العظماء والرؤساء
فإذا دعوا إلى مخالفة ما عليه أولئك العظماء جهارا لم يجسروا على إجابة الداعى متى لم يسبقهم إلى ذلك إفراد من العظماء.

فإعلان الدعوة يحتاج إلى مقدمة يستأنس بها الفريقان، وما ذلك إلا باجتذاب أفراد من هؤلاء وهؤلاء خفية
حتى إذا تكونت منهم جماعة وأعلنت بهم الدعوة؛ سهل على غيرهم أن ينبذوا تقاليد قومهم،،،
ويتبعوا ما يدعوهم إليه الداعي مما تنشرح له صدورهم ولا تأباه فطرهم.



أول من أسلم

كان أول من سطع عليه نور الإسلام من مبدإ الدعوة إليه خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم،
وأسبقية إسلام السيدة خديجة على الجميع تكاد تكون بالاتفاق، والمشهور أن سيدنا أبا بكر الصديق أسبق الرجال إسلاما
وأن على بن أبي طالب أول الصبيان إسلاما، وأن زيد بن حارثة أول الموالى إسلاما.

ثم أسلم ابن عمه على بن أبي طالب وعمره إذ ذاك عشر سنين؛ وكان مقيما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان إذا حضرت الصلاة خرج به النبي صلى الله عليه وسلم إلى شعاب مكة مختفيين فيصليان ويعودان كذلك،
وقد اطلع عليهمـا أبو طالب وهما يصليان مرة، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن أخى، ما هذا الدين الذي أراك تدين به
قال: أىْ عم، هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم؛ بعثنى الله به رسولا إلى العباد، وأنت ياعم أحق من بذلت له النصيحة ودَعَوْته إلى الهدى
وأحق من أجابني وأعانني عليه. فقال أبو طالب: يا ابن أخي، إنى لا أستطيع أن افارق دين آبائي..
ولكنه مع ذلك أقر ولده عليًّا على اتباع هذا الدين ووعد النبي صلى الله عليه وسلم بأن ينصره ويدفع عنه السوء.

وقد أسلم بعد ذلك زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم، الذي تبناه بعد أن أعتقه وزوجه أم أيمن حاضنته صلى الله عليه وسلم
وقد كانت من السابقين إلى الإسلام...

وأبو بكر الصديق رضى الله عنه وكان صديقاً للنبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة يعرف صدقه، فعندما أخبره برسالة الله أسرع بالتصديق
وقال: بأبي أنت وأمى أهل الصدق أنت، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه:
ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له كبوة غير أبي بكر. وكان رضى الله عنه عظيما في قومه يثقون برأيه، فدعا إلى الإسلام من توسم فيهم الإجابة
فأجابه عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد ابن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله
وأتى بهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا. ثم أسلم أبو عبيدة عامر بن الجراح، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب
وسعيد بن زيد العدوى، وأبو سلمة المخزومى، وخالد ابن سعيد بن العاص، وعثمان بن مظعون وأخواه قدامة وعبيد الله،
والأرقم بن الأرقم. وكل هؤلاء من بطون قريش.

ومن غيرهم صهيب الرومي، وعمار بن ياسر، وأبو ذر الغفارى، وعبد الله بن مسعود وغيرهم.
وقد استمرت هذه الدعوة السرية ثلاث سنين، أسلم فيها جماعة لهم شأن في قريش وتبعهم غيرهم،
حتى فشا ذكر الإسلام بمكة وتحدث به الناس، فجاء وقت الجهر بالدعوة.



مبدأ الجهر بالدعوة


بعد أن مضى على الإسرار بالدعوة ثلاث سنين كثر دخول الناس في دين الإسلام من أشراف القوم ومواليهم:
رجالهم ونسائهم، وفشا ذكر الإسلام بمكة وتحدث به الناس، فأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة
وأنزل عليه: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرْ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) فبادر بامتثال أمر ربه؛ وأعلن لقومه الدعوة إلى دين الله تعالى؛
وصعد على الصفا ونادى بطون قريش.

فلما اجتمعوا قال لهم: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادى تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقيّ. قالوا: نعم ما جربنا عليك كذبا
فقال: فإني نذير لكم بين يدى عذاب شديد. فقام أبو لهب من بينهم وقال: تبا لك ألهذا جمعتنا، فأنزل الله تعالى في شأنه:
(تَبَّتْ يَدَا أبي لَهَبٍ وَتَبَّ* مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ* سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ* وَامْرَأَتُهُ حَمَّاَلةَ الْحَطَبِ* في جِيدِها حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ)

وقد كانت امرأة أبي لهب تمشى بالنميمة في نوادي النساء وتتقول الأكاذيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشعل بذلك نار الفتنة
ثم أنزل الله تعالى عليه: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اْلأَقْرَبِينَ)، فجمع من بني عبد مناف نحو الأربعين وقال لهم: ما أعلم إنسانا جاء قومه بأفضل مما جئتكم به؛
قد جئتكم بخيرى الدنيا والآخرة، وقد أمرنى الله أن أدعوكم إليه، والله لو كَذَبْتُ الناسَ جميعاً ما كذبتكم
ولو غررت الناس جميعا ما غررتكم، والله الذي لا إله إلا هو إنى لرسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة..
والله لتموتن كما تنامون؛ ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون، ولتجزون بالإحسان إحسانا وبالسوء سوءاً..

إنها لجنة أبدا أو لنار أبدا.. فتكلم القوم كلاما لينا، وقام أبو لهب وقال: شدَّ ما سحركم صاحبكم، خذوا على يديه قبل أن تجتمع عليه العرب..
فمانعه في ذلك أبو طالب وتفرق الجمع.



تذمر قريش من تسفيههم وعيب آلهتهم


لما استمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في إعلان الدعوة إلى الله وتوحيده لم يجد من قومه في مبدإ الأمر مقاومة ولا أذى
غير أنهم كانوا ينكرون عليه فيما بينهم فيقولون إذا مر عليهم: "هذا ابن أبي كبشة يكلم من السماء، هذا غلام عبد المطلب يكلم من السماء"..
ولا يزيدون على ذلك، وأبو كبشة كنية لزوج حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم، وكما أن المرضعة بمنزلة الأم
كذلك صاحب اللبن بمنزلة الأب. وكانوا يريدون بذلك تنقيص النبي صلى الله عليه وسلم عنادا واستكباراً.

ولكن لما استتبع إعلان الدعوة عيب معبوداتهم الباطلة، وتسفيه عقول من يعبدونها، نفروا منه وأظهروا له العداوة غيرة على تلك الآلهة
التي يعبدونها كما كان يعبدها آباؤهم، فذهب جماعة منهم إلى عمه أبي طالب وطلبوا أن يمنعه عن عيب آلهتهم وتضليل آبائهم وتسفيه عقولهم
أو يتنازل عن حمايته، فردهم أبو طالب رداً جميلا.

واستمر رسول الله عليه وسلم يصدع بأمر الله تعالى، وينشر دعوته، ويحذر الناس من عبادة الأوثان،
ولما لم يطيقوا الصبر على هذا الحال عادوا إلى أبي طالب وقالوا له: إنا قد طلبنا منك أن تنهي ابن أخيك فلم ينته عنا
وإنا لا نصبر على هذا الحال من تسفيه عقولنا وعيب آلهتنا وتضليل آبائنا، فإما أن تكفه أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين
فعظم الأمر على أبي طالب، ولم ترق لديه عداوة قومه ولا خذلان ابن أخيه، وكلم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في ذلك،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: والله ياعم لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر في يسارى على أن أترك هذا الأمر ما فعلت حتى يظهره الله أو أهلك دونه
فقال أبو طالب: اذهب فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبدا..

ثم رأى أبو طالب أن يجمع بني هاشم وبني المطلب ليكونوا معه على حماية ابن أخيه؛ فأجابوه لذلك إلا أبا لهب فإنه فارقهم وانضم إلى بقية كفار قريش.
ولما رأت قريش تصميم أبي طالب على نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتفاق بني هاشم وبني المطلب معه في ذلك؛

وكان وقت الحج قد قرب وخافوا من تأثير دعوته في أنفس العرب الوافدين لزيارة الكعبة فتزداد قوته وتنتشر دعوته؛
اجتمعوا وتداولوا فيما يصنعون في مقاومة ذلك، فقال قائل منهم: نقول كاهن، فقيل: ما هو بكاهن وما هو بحالة الكهان،
فقيل: نقول مجنون، فقيل: ما هو بمجنون. لقد رأينا الجنون وعرفناه، فما حالته كحالة المجانين، فقيل: نقول هو شاعر،
فقيل: ما هو بشاعر، لقد عرفنا الشعر بأنواعه فما هو بالشعر، فقيل: نقول ساحر، فقيل: لقد رأينا السحرة فما حالته كحالتهم.

ثم اتفقوا على أن يذيعوا بين الوافدين إلى مكة من العرب أنه ساحر جاء بقول هو سحر، يفرق به بين المرء وأبيه؛ وبين المرء وأخيه؛
وبين المرء وزوجه؛ وبين المرء وعشيرته، وصاروا يجلسون بالطرق حين جاء موسم الحج، فلا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا له أمره.
ولقد كان ذلك سبباً في شيوع دعوته صلى الله عليه وسلم وذكر اسمه في بلاد العرب كلها.









المحطة الثامنة



مرحبا بكن أخواتي في محطة جديدة من محطاتنا الروحانية .. في رحلتنا الإيمانية ..

رحلة الإيمان في سيرة المصطفى العدنان

في محطة اليوم ..نحط الرحال في مرحلة مهمة جدا في حياة المصطفى الأمين عليه الصلاة والسلام ..

ألا وهي غزوات القائد محمد صلى الله عليه وسلم ..
كما سنعرج بعدها على بعض سمات شخصيته و أخلاقياته .. عليه الصلاة والسلام

أسباب الغزوات ومشروعيتها

بعد أن استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وكان بها اليهود من بني قينقاع وقريظة والنضير
أقرهم عليه الصلاة والسلام على دينهم وأموالهم واشترط لهم وعليهم شروطاً، وكانوا مع ذلك يظهرون العداوة والبغضاء للمسلمين
ويساعدهم جماعة من عرب المدينة كانوا يظهرون الإسلام وهم في الباطن كفار؛ وكانوا يعرفون بالمنافقين، يرأسهم عبد الله بن أبي بن سلول

وقد قبل صلى الله عليه وسلم من هاتين الفئتين (اليهود والمنافقين) ظواهرهم، فلم يحاربهم ولم يحاربوه بل كان يقاوم الإنكار بالحجج الدامغة والحكم البالغة.
فلم يكن صلى الله عليه وسلم يقاتل أحداً على الدخول في دين الله، بل كان يدعو إليه ويجاهد في سبيله بإقامة ساطع الحجج وقاطع البراهين.

ولكن لما كانت قريش أمة معادية له، مقاومة لدعوته، معارضة له فيها، وقد آذته وآذت المسلمين وأخرجتهم من ديارهم
واستولت على ما تركوه بمكة من الأموال، وآذت المستضعفين الذين لم يقدروا على الهجرة مع رسول الله وأصحابه
أذن الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بقتالهم وقتال كل معتد وصادٍّ عن الدعوة.
فأول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك مصادرة تجارة قريش التي كانوا يذهبون بها إلى الشام والتي يجلبونها منه.



قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) التحريم 9

- خاض المسلمون بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ثمان وعشرين غزوة أوضحت باللون الأحمر وكانت أولها غزوة الأبواء وآخرها تبوك...
- وقد اصطلح المؤرخون على تسمية كل حملة قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم ضد أعداء المسلمين بنفسه غزوة ..
وكل حملة عسكرية وجهها الرسول ضد أعداء المسلمين ولم يحضرها بنفسه وقادها أحد صحابته سرية



غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم



الغزوات والسرايا إجمالا :
1. في السنة الأولى من الهجرة بعث سريتين.
2. وفي السنة الثانية غزا بنفسه سبع غزوات وبعث سرية واحدة، وأكبر غزواتها غزوة بدر:
• غزوة (ودان) وهي قرية بين مكة والمدينة، وكان خروجه لها ليعترض عيراً لقريش فوجدها قد سبقته فرجع.
• وغزوة (بواط) وهو جبل جهينة بين المدينة وينبع، وكان خروجه فيها ليعترض عبر قريش فوجدها قد سبقته فرجع.
• وغزوة (العشيرة) وهي موضع من بطن ينبع وسنأتي على ذكرها في الأصل عند الكلام على غزوة بدر الكبرى.
• وغزوة (بدر الأولى). (بدر) موضع بين مكة والمدينة، وهو إلى المدينة أقرب في الجنوب الغربي منها، خرج فيها لتعقب من أغار على سرح المدينة فلم يجده.
• وغزوة (بدر الكبرى) وسنشرحها في الأصل.
• وغزوة بني (قينقاع) وهم حي من اليهود حول المدينة نبذوا عهد المسلمين وخانوهم، فخرج إليهم وحاصرهم خمس عشرة ليلة، حتى طلبوا منه أن يخرجوا من ديارهم بالنساء والأولاد ويتركوا للمسلمين الأموال، فقبل منهم ذلك وأجلاهم.
• وغزوة (السويق) التي خرج فيها أبو سفيان في مائتين إلى المدينة وأحرق بعض نخلها، فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم ففروا تاركين ما كانوا يحملون من أجربة السويق (ولذلك سميت غزوة السويق).
3. وفي السنة الثالثة غزا أربع غزوات وبعث سرية واحدة، وأهم غزواتها غزوة (أحد):
• غزوة (غطفان) وهم حي من قيس بلغ النبي صلى الله عليه وسلم تجمعهم للإغارة على المدينة، فخرج اليهم فتشتتوا في رؤوس الجبال.
• وغزوة (بحران) وهو موضع بجهة الفرع من المدينة به قبيلة بني سليم، أرادوا الإغارة على المدينة فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فتفرقوا.
• وغزوة (أحد) وسنشرحها في الأصل.
• وغزوة (حمراء الأسد) وقد ذكرت بالأصل.
4. وفي السنة الرابعة غزا ثلاث غزوات وبعث ثلاث سريات:
• غزوة (بني النضير) وسنأتى على ذكرها في الأصل.
• وغزوة (ذات الرقاع): اسم لصخور فيها بقع حمر وبيض وسود في جبل بجهة نجد؛ بلغه عليه الصلاة والسلام أن قبائل من نجد يتهيئون لحربه، فخرج إليهم في سبعمائة مقاتل فلم يجدوا غير النسوة فأخذوهن وعادوا، أما رجالهم فإنهم تفرقوا في رؤوس الجبال.
• وغزوة (بدر الآخرة) وسيأتي الكلام عليها في آخر غزوة أحد.
5. وفي السنة الخامسة غزا أربع غزوات أشهرها غزوة الخندق:
• غزوة (دومة الجندل) وهي جهة بين المدينة المنورة ودمشق، على بعد خمس ليال من دمشق وخمس عشرة ليلة من المدينة، بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن بها جمعا من الأعراب يعتدون على من يمر بهم وأنهم يريدون القرب من المدينة، فخرج إليهم في ألف من أصحابه، فلما علموا بقربه منهم تفرقوا وغنم المسلمون مواشيهم.
• وغزوة (بني المصطلق) وهم حي من خزاعة ساعدوا قريشا على حرب المسلمين في غزوة أحد ثم تجمعوا لحرب المسلمين، فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم في جمع كثير فالتقى الجمعان بجهة (المريسيع) وهو ماء لقبيلة خزاعة؛ فانهزم المشركون بين قتيل وأسير، وقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت زعيمهم الحارث وأعتق سائر نسائهم، وفي أثناء رجوع المسلمين من هذه الغزوة حصلت حادثة الإفك المشهورة.
• وغزوة (الخندق) وغزوة (بني قريظة) وسيأتى الكلام عليهما في الأصل.
وفي السنة السادسة غزا ثلاث غزوات وبعث إحدى عشرة سرية، ومن غزواتها غزوة الحديبية:
• غزوة (بني لحيان).
• وغزوة (الغابة).
• وغزوة (الحديبية).
5. وفي السنة السابعة غزا غزوة واحدة وهي غزوة خيبر وبعث ثلاث سرايا.
6. وفي السنة الثامنة غزا أربع غزوات، وبعث عشر سرايا، وأكبر غزواتها غزوة فتح مكة المكرمة وغزوة حنين:
• غزوة (مؤتة).
• وغزوة (الفتح).
• وغزوة (حنين).
• وغزوة (الطائف)، وسيأتي الكلام على جميعها في الأصل.
7. وفي السنة التاسعة غزا غزوة واحدة وهي غزوة تبوك، وبعث سرية واحدة.
8. وفي السنة العاشرة بعث سريتين، وفيها حج حجة الوداع.
9. وفي السنة الحادية عشر بعث سرية واحدة.

وفيمايلي شرح مختصر ميسر لأهم غزواته عليه الصلاة والسلام


روى مسلم من حديث عبدالله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي عن أبيه قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة
قاتل في ثمان منهن وعن زيد بن أرقم قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة كنت معه في سبع عشرة
وأما محمد بن إسحاق فقال كانت غزواته التي خرج فيها بنفسه سبعا وكانت بعوثه وسراياه ثمانيا وثلاثين وزاد ابن هشام في البعوث على ابن اسحاق

غزوة بدر


وفي رمضان من السنة الثانية للهجرة خرج المسلمون بقيادة الرسول ليعترضوا قافلة لقريش يقودها أبو سفيان
فلمًّا علم بهم أبا سفيان غَيّرَ طريقه إلى الساحل وأرسل إلى أهل مكة يستنفرهم، فخرجوا لمحاربة المسلمين
والتقى الجمعان في غزوة بدر في 17 رمضان سنة اثنتين للهجرة وانتصر جيش المسلمين وقُتِل أبو جهل عمرو بن هشام المخزومي سيد قريش

غزوة أُحد


بعد هزيمة قريش في غزوة بدر سعت للانتقام بسبب ***اها في معركة بدر فجمعت من كنانة وغيرها من القبائل فخرجوا في 3000 مقاتل
في 15 شوال من سنة 3 للهجرة فبلغ خبرهم للرسول فخرج بالمسلمين إلى أُحد وفي الطريق انسحب المنافق عبد الله بن أبي بن سلول
وثلاثمائة من أتباعه وعادوا إلى المدينة وتابع المسلمون سيرهم إلى أحد ونزلوا في موقع بين جبل أحد وجبل صغير ..
ووضع الرسول الرماة على جبل عينين وأمرهم أن لا يغادروا مواقعهم حتى يأمرهم بذلك مهما كانت نتيجة المعركة
وبدأت المعركة فحاول فرسان المشركين بقيادة خالد بن الوليد اختراق صفوف المسلمين من ميسرتهم فصدهم الرماة
و*** عشرة من حملة لواء المشركين، وسقط لواؤهم ودب الذعر في صفوفهم وبدؤوا في الهرب، وتبعهم بعض المسلمين
فاضطربت صفوفهم، ورأى الرماة هرب المشركين فظنوا أن المعركة حسمت لصالح المسلمين فترك معظمهم مواقعهم
ونزلوا يتعقبون المشركين ويجمعون الغنائم ولم يلتفتوا لتحذيرات قائدهم، واستغل خالد بن الوليد هذه الحال، فالتف على الجيش
وتغيرت موازين المعركة، وأثناء ذلك، أشيع أن الرسول ***، وانسحب الرسول بمجموعة من الصحابة الذين التفوا حوله إلى قسم من جبل أحد
وحاول المشركون الوصول إليه ففشلوا ويئسوا من تحقيق نتيجة أفضل فأوقفوا القتال مكتفين بانتصارهم هذا.

غزوة بني قينقاع‏


روي ابن هشام عن أبي عون‏:‏ أن امرأة من العرب قدمت بجَلَبٍ لها، فباعته في سوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ
فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فَعَمَد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ـ وهي غافلة ـ فلما قامت انكشفت سوأتها
فضحكوا بها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ ف***ه ـ وكان يهودياً ـ فشدت اليهود على المسلم ف***وه
فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع‏...
و حينئذ سار الرسول بالمسلمين إلى بني قينقاع في 2هـ، ولما رأوه تحصنوا في حصونهم، فحاصرهم ودام الحصار خمس عشرة ليلة
فنزلوا على حكم الرسول في رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم، فأمر بهم فكتفوا وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها
فخرجوا إلى أذْرُعَات الشام، فقل أن لبثوا فيها حتى هلك أكثرهم، وذهب ساداتهم إلى خيبر حيث كان أهلها يهود فسودوهم عليهم.‏

غزوة خيبر


لما نقض يهود خيبر عهدهم مع الرسول وسعوا لتوحيد قبائل العرب على قتال المسلمين في غزوة الأحزاب وبلغ ذروة أذاهم للرسول
عندما دسوا له السم في طعامه. توّجه محمد إلى خيبر ومعه ألف وست مئة مقاتل من المسلمين في مطلع ربيع الأول من العام السابع الهجري
وأحاط الرسول تحركه بسرية كاملة لمفاجئة اليهود...
فوصل منطقة تدعى رجيع تفصل بين خيبر وغطفان وفي الظلام حاصر المسلمون حصون خيبر واتخذوا مواقعهم بين أشجار النخيل...
وفي الصباح بدأت المعارك، وكانت الحصون تسقط؛ الواحد تلو الآخر... حتى سقطت آخر حصونهم على يد سرية بقيادة علي ابن أبي طالب
وعندها طلب اليهود من الرسول الصلح والبقاء في ديارهم، شرط أن يقدموا نصف محصولهم من كل عام إلى المسلمين..
فوافق الرسول على ذلك وصفح عنهم.

فتح مكة



عقد محمد صلح الحديبية مع قريش في 628م لمدة 10 سنوات وبعد سنتين من عقد الصلح حدث قتال بين خزاعة وبني بكر
وأعانت قريش بني بكر بالسلاح وقاتل معهم جماعة فذهب عمرو بن سالم الخزاعي للاستنصار بمحمد فخرجوا يردون قريش
فلما كان ذلك ذهب أبو سفيان ممثلاً عنهم ليقوم بتجديد الصلح وخرج أبو سفيان حتى أتي رسول الإسلام فكلمه، فلم يرد عليه شيئاً..
وأمر بتجهيز الجيش والتحرك نحو مكة ولعشر خلون من شهر رمضان 8 هـ سنة 630م، غادر الرسول المدينة متجهاً إلى مكة
في عشرة ألاف من الصحابة ونودي بمكة من دخل منزله فهو آمن ومن دخل الحرم فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن
وبعد أن دخل المسلمين المدينة جمع الرسول قريش وقال لهم: ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم.. قال: اذهبوا، فأنتم الطلقاء.

غزوة حنين



لما فتح المسلمون مكة، اجتمعت قبائل هوازن وثقيف وبني هلال، وقررت محاربة المسلمين...
قرر القائد جيشي هوازن وثقيف مالك بن عوف أن يسوق مع الجيش الأموال والعيال والنساء ليزيد ذلك من حماس المشركين في القتال
ويجعلهم يقاتلون حتى الموت، إن لم يكن للنصر فللدفاع عن الحرمات. وكان جيش المسلمين كبيراً بشكل أدخل الغرور في قلوب بعض المسلمين
حتى كان بعضهم يقول لن نهزم اليوم من قلة، ولكن في طريقهم إلى جيش هوازن وثقيف كان مالك قد نصب لهم كمين في وادي حنين
أصاب المسلمين بالصدمة والارتباك، وأشيع أن محمد صلى الله عليه وسلم ***، فبدأ المسلمين في الفرار والتراجع
لكن الرسول عليه الصلاة والسلام استطاع أن يعيد الثقة لجنوده وحول الهزيمة إلى نصر، وسرعان ما فر المتبقي من جيشي هوازن وثقيف في أماكن مختلفة.



مراحل توحيد شبه الجزيرة العربية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم



شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم

كان رسول الله قوى الشخصية ذكياً فطناً , شديد اللحظ , جميل الخلق , كريم الصفات , اثنى عليه ربه سبحانه
و تعالى و قال { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم } (4) سورة القلم , كان لايؤمن بدين قومة و كان يميل إلى الوحدة بعيداً عنهم
و كان غالباً ما يعتزل أسرتة من وقت لأخر ليتفكر فى خلق السماوات و الأرض والجبال و الشجر و كان دائماً ما يذهب
إلى غار حراء بجبل صغير لا يبعد عن مكة كثيراً و كان يذهب وحده ويوجه نظره إلى الكعبة مكان العبادة و يتفكر فى خلق
الكون و كانت السيدة خديجة رضى الله عنها تعينه على ذلك و ترسل له الطعام فى الغار و كان ذلك قبل أن يبلغ الأربعين
عاماً من عمره , فتعود من صغره على العمل و التفكر و حسن الخلق و كان أمُى لا يعرف القراءة ولا الكتابة و لكن علمه
ربه فأحسن تأديبه فأصبح اكبر و افضل معلمى البشرية .

لمحات من أخلاق الرسول صلى الله عليه و سلم



الأخلاق : وصف الله تعالى أخلاق النبى و جمعها فى آيه واحدة
و قال { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (4) سورة القلم

اما عن بعض سمات النبى الأخلاقية ..

الإيثار :
كان النبى يخرج لصلاه الفجر كل ليله و كانت المدينه شديدة البرودة فرأته أمرأة من الأنصار فصنعت للنبى
عبائة ( جلباب ) من قطيفة و ذهب اليه و قالت : هذة لك يا رسول الله ففرح بها النبى و لبسها النبى
و خرج فرءاة رجل من الأنصار فقال : ما أجمل هذة العباءة أكسينيها يا رسول الله
فقال له النبى : نعم أكسك إياها وأعطاها النبى لهذا الرجل



العطاء :
بعد غزوة حنين كان نصيب الرسول من الغنائم كثير جداً لدرجة ان الأغنام كانت تملأ
منطقة بين جبلين , فجاء رجل من الكفار و نظر إلى الغنائم و قال : ما هذا ؟ ( يتعجب من كثرة الغنائم )
فقال له رسول الله : أتعجبك ؟ فقال الرجل : نعم , فقال الرسول : هى لك فقال له الرجل : يا محمد أتصدقنى ؟
فقال له الرسول : أتعجبك ؟ فقال الرجل نعم , فقال الرسول : اذاً خذها فهى لك , فأخذها الرجل و جرى مسرعاً لقومة
يقول لهم : يا قوم : أسلموا , جئتكم من عند خير الناس , إن محمداً يعطى عطاء من لا يخشى الفقر أبداً .



خلق الوفاء:
كان فى مكة رجل أسمة ابو البخترى بن هشام و كان كافراً و لكنه قطع الصحيفة التى كانت تنص على مقاطقة بنى هاشم
و نقض العهد بينهم فقال الرسول للصحابة : من لقى منكم أبو البخترى بن هشام فى المعركة فلا ي***ه وفاء له بما فعل يوم الصحيفة

شهامة الرسول:
كان هناك أعرابى أخذ ابو جهل منه اموالة فذهب هذا الأعرابى لسادة قريش يطلب منهم أموالة من ابو جهل فرفضوا
ثم قالوا له إذهب إلى هذا الرجل فإنة صديق ابو جهل وسيأتى لك بمالك , ( و اشاروا على رسول الله إستهزاء به )
فذهب الرجل إلى النبى و قال : لى أموال عند ابى جهل و قد اشاروا على القوم أن أذهب إليك و أنت تأتى لى بأموالى
فقال الرسول : نعم أنا أتيك بها و ذهب الرسول إلى ابو جهل و قال له : أللرجل عندك أموال ؟ فقال ابو جهل : نعم
فقال له النبى : أعطى الرجل مالة , فذهب ابو جهل مسرعاً خائفاً و جاء بالمال و أعطاة للرجل

خلق الرحمة :
جاء رجل إلى الرسول و هو يرتعش و خائف و كان اول مرة يقابل النبى فقال له النبى : هون عليك فإنى لست بملك
إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد و أمشى كما يمشى العبد و إن امى كانت تأكل القضيب بمكة ( أقل الأكلات )



- جاءت امرأة إلى الرسول و قالت له : يا رسول الله : لى حاجة فى السوق أريد ان تأتى معى لتحضرها لى
فقال لها النبى : من أى طريق تحبى أن آتى معك يا امة الله ؟ فلا تختارى طريقاً إلا و ذهبت معك منه



خلق الصدق :
وقف النبى على جبل الصفا و قال : يا معشر قريش , أرءيتم إن قلت لكم أنه خلف هذا الجبل خيل تريد
أن تغير عليكم أكنتم مصدقى؟ قالوا نعم , ما جردنا عليك شىء من قبل فأنت الصادق الأمين , فقال لهم النبى :
فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد .

خلق الأمانة :
كان هو أكثر أمين فى مكة فكانوا يسمونه بالصادق الأمين و كان الكفار نفسهم يتركون عنده الأموال
لأنهم يعلمون أنه أكثر أمين فى مكة

خلق العفو :
عندما دخل النبى مكة و فتحها قال لأهلها : ما تظنون أنى فاعل بكم ؟ قال خيراً أخ كريم و ابن أخى كريم
فقال النبى لهم : إذهبوافأنتم الطلقاء .








المحطة التاسعة




نلتقي مجددا حبيباتي في الله في محطات جديدة من سيرة الحبيب المصطفى ..




وصف الرسول صلى الله عليه و سلم




الحقيقة انى قد حزنت حزناً شديداً عندما سمعت أية فى القرأن الكريم يقول تعالى :
{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُون َ} (146) سورة البقرة




و تفسير هذة الأية ان اليهود يعرفون الرسول و صفاته كما يعرفون ابنائهم او اشد من ذلك و نحن أمة محمد لا نعرف

شكلة ولا صفاته و لا نسبة ..
و لأن رسول الله قال : (( من رأنى فى المنام فقد رأنى حقاً ))
فيجب علينا ان نعرف شكل الرسول و نسبه لكى نكون على نور و هداية من الله تعالى لعل الله تعالى يبشرنا به فى منامنا
او يبشرنا بقدومه لنا يوم القيامه ليدخلنا الجنه إن شاء الله




كان صلى الله عليه وسلم متوسط القامة ، لا بالطويل ولا بالقصير، بل بين بين ..
كما أخبر بذلك البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعاً-متوسط القامة- بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته في حلةٍ حمراء لم أر شيئاً قط أحسن منه ) متفق عليه.


وكان صلى الله عليه وسلم أبيض اللون، ليِّن الكف، طيب الرائحة، دلَّ على ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون- أبيض مستدير- ، كأنَّ عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مَسَسْتُ ديباجة - نوع نفيس من الحرير- ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممتُ مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه مسلم .


وكانت أم سُليم رضي الله عنها تجمع عَرَقه صلى الله عليه وسلم، فقد روى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَال:َ ( دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال -أي نام نومة القيلولة- عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت -تجمع- العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب ) رواه مسلم .

وكان بصاقه طيباً طاهراً، فعن عبد الجبار بن وائل قال حدثني أهلي عن أبي قال: ( أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء، فشرب منه، ثم مجّ في الدلو، ثم صُبّ، في البئر، أو شرب من الدلو، ثم مج في البئر، ففاح منها مثل ريح المسك ) رواه أحمد وحسنه الأرنؤوط.

وكان وجهه صلى الله عليه وسلم جميلاً مستنيراً، وخاصة إذا سُرَّ، فعن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن غزوة تبوك قال: ( فلما سلّمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه ) رواه البخاري .

وكان وجهه صلى الله عليه وسلم مستديراً كالقمر والشمس ، فقد سُئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: (لا بل مثل القمر ) رواه البخاري ، وفي مسلم ( كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديراً ) .

وكان صلى الله عليه وسلم كث اللحية، كما وصفه أحد أصحابه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: ( وكان كثير شعر اللحية ) رواه مسلم .

وكان صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين، ذو شَعرٍ جميل، ففي الخبر عن أَنَسٍ رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْيَدَيْنِ، لم أرَ بعده مثله، وكان شَعْرُ النبي صلى الله عليه وسلم رَجِلاً لا جَعْدَ - أي لا التواء فيه ولا تقبض- وَلا سَبِطَ - أي ولامسترسل- ) رواه البخاري .

ووصفه الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه فقال: ( كان رسول صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ - واسع - الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ - حمرة في بياض العينين - مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْن- قليل لحم العقب- ) رواه مسلم .

وكان له خاتم النبوة بين كتفيه، وهو شئ بارز في جسده صلى الله عليه وسلم كالشامة ، فعن جابر بن سمرة قال: ( ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده ) رواه مسلم .

ومن صفاته صلى الله عليه وسلم أنه أُعطي قوةً أكثر من الآخرين، من ذلك قوته في الحرب فعن علي رضي الله عنه قال: ( كنا إذا حمي البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يكون أحد منا أدنى إلى القوم منه ) رواه أحمد و الحاكم .

اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كان صلى الله عليه وسلم متوسط القامة ، لا بالطويل ولا بالقصير، بل بين بين، كما أخبر بذلك البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعاً-متوسط القامة-، بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته في حلةٍ حمراء، لم أر شيئاً قط أحسن منه ) متفق عليه.

وكان صلى الله عليه وسلم أبيض اللون، ليِّن الكف، طيب الرائحة، دلَّ على ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون- أبيض مستدير- ، كأنَّ عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مَسَسْتُ ديباجة - نوع نفيس من الحرير- ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممتُ مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه مسلم .

وكانت أم سُليم رضي الله عنها تجمع عَرَقه صلى الله عليه وسلم، فقد روى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَال:َ ( دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال -أي نام نومة القيلولة- عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت -تجمع- العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب ) رواه مسلم .

وكان بصاقه طيباً طاهراً، فعن عبد الجبار بن وائل قال حدثني أهلي عن أبي قال: ( أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء، فشرب منه، ثم مجّ في الدلو، ثم صُبّ، في البئر، أو شرب من الدلو، ثم مج في البئر، ففاح منها مثل ريح المسك ) رواه أحمد وحسنه الأرنؤوط.

وكان وجهه صلى الله عليه وسلم جميلاً مستنيراً، وخاصة إذا سُرَّ، فعن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن غزوة تبوك قال: ( فلما سلّمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه ) رواه البخاري .

وكان وجهه صلى الله عليه وسلم مستديراً كالقمر والشمس ، فقد سُئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: (لا بل مثل القمر ) رواه البخاري ، وفي مسلم ( كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديراً ) .

وكان صلى الله عليه وسلم كث اللحية، كما وصفه أحد أصحابه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: ( وكان كثير شعر اللحية ) رواه مسلم .

وكان صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين، ذو شَعرٍ جميل، ففي الخبر عن أَنَسٍ رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْيَدَيْنِ، لم أرَ بعده مثله، وكان شَعْرُ النبي صلى الله عليه وسلم رَجِلاً لا جَعْدَ - أي لا التواء فيه ولا تقبض- وَلا سَبِطَ - أي ولامسترسل- ) رواه البخاري .

ووصفه الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه فقال: ( كان رسول صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ - واسع - الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ - حمرة في بياض العينين - مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْن- قليل لحم العقب- ) رواه مسلم .

وكان له خاتم النبوة بين كتفيه، وهو شئ بارز في جسده صلى الله عليه وسلم كالشامة ، فعن جابر بن سمرة قال: ( ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده ) رواه مسلم .

ومن صفاته صلى الله عليه وسلم أنه أُعطي قوةً أكثر من الآخرين، من ذلك قوته في الحرب فعن علي رضي الله عنه قال: ( كنا إذا حمي البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يكون أحد منا أدنى إلى القوم منه ) رواه أحمد و الحاكم .




قائمة بأسماء زوجات النبى صلى الله عليه و سلم



1- السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها



2- السيدة سودة بنت زمعة رضى الله عنها



3- السيدة عائشة بنت أبى بكر رضى الله عنها



4- السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنها



5- السيدة زينب بنت خزيمة رضى الله عنها



6- السيدة أم سلمة ( هند بنت أمية ) رضى الله عنها



7- السيدة زينب بنت عمته رضى الله عنها



8- السيدة جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار رضى الله عنها



9- صفية بنت حُيى بن أخطب رضى الله عنها



10- أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان رضى الله عنها



11- مارية بنت شمعون القبطية رضى الله عنها



12- ميمونة بنت الحارث الهلالية رضى الله عنها



13- أسماء بنت النعمان رضى الله عنها



14- قتيلة بنت قيس رضى الله عنها






حكمة تعدد الزوجات لرسول الله صلى الله عليه و سلم


كثير من الناس مسلمين و غير مسلمين شغلهم هذا الأمر , و ما يزالون شغوفين لمعرفة حكمة التعدد بالنسبة للنبى
من مصادرها العربية و أيضاً الشباب المسلم فى أيامنا هذة مازال مشتاقاً لمعرفة الحقيقة
الصحيحة و الحكمة المقصودة فى تعدد زوجات النبى



نبدأ بسم الله فى عرض الحقيقة لشبابنا المسلم :


1
عاش النبى حتى سن الخامسة و العشرين عزباً طاهراً نقياً حتى لقبوه

بالصادق الأمين , و عاش خمساً و عشرين سنة أخرى مكتفياً بزوجة واحدة هى السيدة خديجة
رضى الله عنها التى تكبره بخمس عشرة سنة , مع أن النبى كان شاباً نشيطاً قوياً جذاباً جميلاً
بينما كان لكل رجل من العرب من عشرة إلى عشرين زوجة على الأقل .



2
عاش النبى مع السيدة خديجة لمدة خمس و عشرين سنة و بعد وفاتها ( ثلاث سنوات قبل الهجرة )


تزوج من السيدة سودة بنت زمعة و انفردت به ثلاث سنوات و كان عمرها خمسين سنة و هو ايضاً فى سن الخمسين تقريباً
فلو كان النبى شهوانياً ما قضى سنى شبابة مع عجوزين و لم يجمع عليهما.



3

يبين لنا تاريخ الأنبياء أن التعدد شمل الكثير من الأنبياء فكان للنبى داود و سليمان عليهما السلام
سبعمائة من النساء و ثلاثمائة من السرارى ..

المشكلة هى : لماذا تزوج النبى هذا العدد من النساء ؟



الإجابة : 1- إعداد كوادر جديدة من الدعاة عن طريق المصاهرة لنشرالدعوة الإسلامية بين مشركى مكة .

2- الزواج بالمصاهرة إحدى طرق نشر الدين الجديد بين القبائل و الناس فى جميع أنحاء العالم .

3- بالزواج أنقذ النبى أزواج بعض الزوجات من انتقام و ***** العائلة عاجلاً او آجلاً .

4- وزوجات أخرى كافأهن الرسول لتمسكهن بالإسلام .



5- جعل النبى كل زوجة من زوجاته داعيه للإسلام و عاملة بتعاليم الإسلام فى حياتها اليومية مبيناً الأحكام الشرعية والغير شرعية لتجيب على ردود السائلات .

6- إن حياة النبى الزوجية لا تسير برغبتة كسائر البشر و إنما كانت بتقدير الوحى و رب القدرة ( الله عز و جل ) .

7- إن التاريخ الإسلامى مدين إلى زوجات النبى رضى الله عنهم لأنهم كانوا دائماً فى صحبته فى جميع غزواته حيثما يذهب إرضاء لإنسانيته , و عوناً له على الشدائد مجددين نشاطه لكى يتحمل الأعباء الثقيلة .
و بالطبع وضحت الأن حكمة تعدد زوجات النبى و أحب أن الخصها لكم فى هذة الأيات :


قال تعالى :
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَااللَّهُ مُبْدِيهِ
وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} (37) سورة الأحزاب

و قال تعالى ايضاً
{ لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا} (52) سورة الأحزاب

و قال تعالى
{ عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} (5) سورة التحريم


و يروى عنه انه قال : ما زوجت شيئاً من بناتى إلا بوحى جاءنى به جبريل عن ربى عز و جل


ومما هو جدير بالذكر أن حياه النبى كان يحكمها منهج قرآنى ,فلكل فرد داخل بيت النبى حقوق وواجبات

و سلوك يجب أن يتبعنه و لهن الثواب و إن خالفنه فعليهن العقاب

كما قال تعالى فى كتابه العزيز:

{ يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} (32) سورة الأحزاب




وقفات ..مؤثرة ..



الرسول الانسان


بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة بني لحيان الذين غدروا بأصحابه فيما يعرف بفاجعة ماء الرجيع توقف عند قبور ال***ى فنزل وترحم على اصحابه الشهداء ثم رجع الى المدينة وفي الطريق بين مكة والمدينة أمر صلى الله عليه وسلم القافلة بالتوقف ونزل عند قبر قديم وبدأ يبكي بكاء شديدا فاستغرب الصحابة لرؤيته النبي يبكي بهذه الصورة حتى ابكاهم معه وضل النبي صلى الله عليه وسلم فترة عند القبر ..
ثم قام فلما جاء الى القافلة سأله عمر رضي الله عنه يا رسول الله رأيناك تفعل فعلا ما رأيناه منك من قبل
فما هذا القبر ؟

فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر هذا قبر امي استاذنت ربي ان أزور امي فأذن لي
واستأذنته ان استغفر لها فلم يأذن لي فأخذتني رحمة الولد بأمه

فداك ابي وأمي ونفسي يا حبيبي يا رسول الله .. اخذته العاطفة نحو امه , ففاضت انسانيته وعاطفته
الحقيقية الجياشة , ليس فظا غليظ القلب.. ولكنه رحيم صلى الله عليه وسلم

شوقه إلينا

ورد عنه صلى الله عليه وسلم انه في ايامه الاخيرة زار شهداء احد ثم قال اني لاشتاق لرؤية اخواني
فقال الصحابة اولسنا اخوانك يا رسول الله فقال انتم اصحابي اما اخواني فيأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني ...
اللهم اجعلنا اخوانا لحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم ..










المحطة العاشرة





محطة صعبة جدااااا ...لكن لا بد منها ..





وفاته ...صلى الله عليه وسلم




قبل وفاة الرسول كانت حجة الوداع، وبعدها نزل قول الله عز وجل



" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا "


فبكي أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآيه.. فقالوا له ما يبكيك يا أبو بكر أنها آية مثل كل آيه نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم


فقال : هذا نعي رسول الله ..


وعاد الرسول .. وقبل الوفاه بـ 9 أيام نزلت آخر ايه من القرآن


" واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون"

وبدأ الوجع يظهر علي الرسول فقال : أريد أن أزور شهداء أحد فذهب الي شهداء أحد
ووقف على قبور الشهداء


وقال : السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إنشاء الله بكم لاحقون،
وإني إنشاء الله بكم لاحق


وأثناء رجوعه من الزياره بكي رسول الله قالوا ما يبكيك يا رسول الله ؟

قال : ( اشتقت إلي إخواني ) ، قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟

قال : لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني .


اللهم أنا نسالك أن نكون منهم




وعاد الرسول.. وقبل الوفاه بـ 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيده ميمونه ..

فقال: ( اجمعوا زوجاتي ) ، فجمعت الزوجات ، فقال النبي: ( أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشه ؟ )

فقلن: أذن لك يا رسول الله فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس
فحملا النبي صلى الله عليه وسلم

وخرجوا به من حجرة السيده ميمونه الي حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة علي هذا الحال لأول مره .. فيبدأ الصحابه في السؤال بهلع:ماذا أحل برسول الله.. ماذا أحل برسول الله.

فتجمع الناس في المسجد وامتلأ وتزاحم الناس عليه.



فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزاره، فقالت السيدة عائشة : لم أر في حياتي أحد يتصبب عرقا

بهذا الشكل ..



فتقول: كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي..

وتقول : فأسمعه يقول لا اله إلا الله ، إن للموت لسكرات ، فتقول السيده عائشه :
فكثر اللفظ ( أي الحديث ) في المسجد اشفاقا علي الرسول
فقال النبي : ماهذا ؟ فقالوا : يارسول الله ، يخافون عليك
فقال : ( احملوني إليهم )


فأراد أن يقوم فما استطاع ، فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتي يفيق ...

فحمل النبي وصعد إلي المنبر.. آخر خطبه لرسول الله و آخر كلمات له
فقال النبي : ( أيها الناس، كأنكم تخافون علي )

فقالوا : نعم يارسول الله فقال :

أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض..


والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا. أيها الناس، والله ما الفقر أخشي عليكم، ولكني أخشي عليكم الدنيا


أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم .

ثم قال : أيها الناس ، الله الله في الصلاه ، الله الله في الصلاه - بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاه - وظل يرددها ، ثم قال :

( أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكم بالنساء خيرا )


ثم قال : أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله ، فاختار ما عند الله


فلم يفهم أحد قصده من هذه الجمله ، وكان يقصد نفسه ، سيدنا أبوبكر هوالوحيد الذي فهم هذه الجمله ، فانفجر بالبكاء


وعلي نحيبه ، ووقف وقاطع النبي وقال : فديناك بآبائنا ، فديناك بأمهاتنا ، فديناء بأولادنا ،


فديناك بأزواجنا ،فديناك بأموالنا ، وظل يرددها ..

فنظر الناس إلي أبو بكر ، كيف يقاطع النبي .. فأخذ النبي يدافع عن أبو بكر قائلا :

أيها الناس ، دعوا أبوبكر ، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به
إلا أبوبكر لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته إلي الله عز وجل ،

كل الأبواب إلي المسجد تسد إلا باب أبوبكر لا يسد أبدا

وأخيرا قبل نزوله من المنبر .. بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل الوفاه كآخر دعوات لهم
فقال : ( أوآكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله ) ..


وآخر كلمه قالها ، آخر كلمه موجهه للأمه من علي منبره قبل نزوله
قال :
( أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلي يوم القيامه ) .

وحمل مرة أخري إلي بيته.. وهو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك،

فظل النبي ينظر الي السواك ولكنه لم يستطيع ان يطلبه من شدة مرضه ..ففهمت السيده عائشه
من نظرة النبي، فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته في فم النبي، فلم يستطع أن يستاك به
فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي مره أخرى حتى يكون طريا عليه
فقالت : كان آخر شئ دخل جوف النبي هو ريقي ، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت

تقول السيده عائشه : ثم دخل فاطمه بنت النبي ، فلما دخلت بكت ، لأن النبي لم يستطع القيام ،

لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :


( ادنو مني يا فاطمه ) فحدثها النبي في أذنها ، فبكت أكثر .

فلما بكت قال لها النبي : أدنو مني يا فاطمه فحدثها مره أخري في اذنها ، فضحكت .....

بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي ، فقالت : قال لي في المره الأولى : يا فاطمه ، إني ميت الليله

فبكيت فلما وجدني أبكي قال يا فاطمه ، أنتي أول أهلي لحاقا بي فضحكت

تقول السيده عائشه : ثم قال النبي أخرجوا من عندي في البيت ) وقال :

( ادنو مني يا عائشه )


فنام النبي علي صدر زوجته ، ويرفع يده للسماء ويقول :


( بل الرفيق الأعلي، بل الرفيق الأعلي ) .. تقول السيده عائشه: فعرفت أنه يخير.


دخل سيدنا جبريل علي النبي وقال : يارسول الله ، ملك الموت بالباب ، يستأذن أن يدخل عليك ،


وما استأذن علي أحد من قبلك فقال النبي ائذن له يا جبريل

فدخل ملك الموت علي النبي وقال : السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني الله أخيرك ، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله فقال النبي :

( بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى )



ووقف ملك الموت عند رأس النبي وقال : أيتها الروح الطيبه ، روح محمد بن عبد الله ، أخرجي إلي رضا من الله

و رضوان ورب راض غير غضبان ...



تقول السيده عائشه: فسقطت يد النبي وثقلت رأسه في صدري ، فعرفت أنه قد مات ...

فلم أدري ما أفعل ، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي


وفتحت بابي الذي يطل علي الرجال في المسجد وأقول مات رسول الله ، مات رسول الله ..


تقول: فانفجر المسجد بالبكاء. فهذا علي بن أبي طالب أقعد، وهذا عثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمني ويسري ..

وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه، إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسي للقاء ربه وسيعود ..ي*** من قال أنه قد مات ..

أما أثبت الناس فكان أبوبكر الصديق رضي الله عنه دخل علي النبي واحتضنه وقال :


وآآآ خليلاه ، وآآآصفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه . وقبل النبي وقال: طبت حيا وطبت ميتا يا رسول الله.


ثم خرج يقول : من كان يعبد محمد فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ... ويسقط السيف من يد عمر بن الخطاب، يقول: فعرفت أنه قد مات... ويقول: فخرجت أجري أبحث عن مكان أجلس فيه وحدي لأبكي وحدي....

ودفن النبي والسيده فاطمه تقول : أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه النبي ... ووقفت تنعي النبي وتقول:

يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه ، جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه ، الى جبريل ننعاه .




فلكل من أرادت أن تجد حلاوة حب النبي في قلبها فعليها بأربع


1.كثرة الصلاة عليـه
2.شد الرحال لمسجده

3.اتــبــاع ســـنـتـه
4.دراسـة سـيـرتــه




اعـمـلي الأربـعـة فـسـتـشـعـرين أن حـب الـنـبـي تـغـيـّـر فـي قـلـبـكِ فـيـبـقى

احـب إلـيك من ولـدك ومـالـك واهـلـك واحـب إلـيـكِ مـن الـنـاس أجمعين


(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها اللذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)




شوق صحابته اليه


بعد وفاة النبي باكثر من 4 سنوات وبعد معركة اليرموك العظيمة واستعداد الجيش المنتصر لفتح بيت المقدس بانتظار وصول الخليفة الفاروق عمر.. والتقى الجيش بعمر لاول مرة بعد سنوات الجهاد في منطقة الجابية من قرى الجولان السوري المحتل وبعد ان تعانق الاحبة بالله حان وقت صلاة العصر وكان في الجيش مؤذن الحبيب بلال بن رباح صاحب الصوت الندي الذي لم يؤذن قط بعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم فطلب المسلمون من عمر ان يستأذن بلا ل ويرجوه ان يؤذن لهم فذهب الخليفة بنفسه الى احد جنده بلال وقال يا بلال ان هذا اليوم يوم عظيم اعز الله به الاسلام واهله وان الجيش كله يستأذنك ان تؤذن لهم فقام بلال وارتفع صوته في سكون مطبق وبدأ صوت الاذان يجلجل في الآفاق


الله اكبر.... الله اكبر ... اشهد ان لا اله الا الله ... اشهد ان لا اله الا الله




وبدأت الذاكرة تعود بالمسلمين الى الوراء الى ايام كان هذا الصوت يعلو بحضرة سيد الخلق ,بدوأ يعودون الى ايام رفقته صلى الله عليه وسلم وبدأت الدموع تنصب من العيون شوقا الى الرسول صلى الله عليه وسلم


وعندما وصل بلال الى .. اشهد ان محمدا رسول الله ... لم يستطع ان يكمل وبكى بلال وبكى الجيش كله, ثلاثون الفا او يزيدون في صعيد واحد يبكون في منظر يهز القلوب والارواح شوقا الى حبيبهم وصاحبهم وقائدهم وقدوتهم وشفيعهم وشفعينا باذن الله


اللهم اجمعهم واجمعنا به صلى الله عليه وسلم



نتوقف هنا في هاته المحطة الحزينة ..لكن أود التأكيد على شئ مهم...

رسول الله لم يمت هو خالد بنبوته وبمكانته عند الملك وعندنا


وهذه هدية طيبة لكم جميعا ..أنتن من تركبن معي في قطار السيرة العطرة
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-11-2012, 12:17 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

المحطة الثالثة

مرحباً بمن التحقت بنا في هذه المحطة ..

أهلا بكِ أختي الحبيبة نور والإسلام ..
نورتي رحلتنا في قطار السيرة النبوية العطرة



أخواتى في الله

والآن قبل ان ينتقل بنا قطارنا الى المحطة التالية
لابد وان تدفعوا قيمة اشتراك رحلتنا ..لمن لم تدفع بعد

لا تفزعو .... فلن اطلب منكم مالا

بل سأطلب ما هو ايسر من ذلك فعلا واكبر عند الله قدرا

صـــلوا على النبي

فقيمة اشتراكنا هو : الصـــلاة على النبي

" يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما "



يقول شوقي رحمه الله:

سَرَت بشائرٌ بالهادي ومولِدِه
في الشرقِ والغربِ مسرى النورِ في الظُّلَمِ
تخطفتْ مهجَ الطاغينَ منْ عربٍ
وطيَّرتْ أنفسَ الباغينَ من عجمِ
ريعت لها شرف الإيوانِ فانصدعت
من صَدْمةِ الحقِّ لا مِن صدمةِ القدمِ
أتيتَ والناسُ فوضى لا تمرُّ بهمْ
إلا على صنمٍ قد هام في صنمِ
والأرضُ مملوءةٌ جوراً مسخرةٌ
لكلِّ طاغِيةٍ في الخلْقِ محتَكِمِ
مُسيطرُ الفرسِ يبْغي في رعيَّتهِ
وقيصرُ الرُّومِ مِن كِبْرٍ أصمُّ عمِ
يعذّبانِ عـبادَ اللهِ في شبهٍ
ويذبَحانِ كَما ضحَّيْت بالغَنَمِ



لم يكن أي مولد، بل مولد رسالة يحملها رسول، رسالة ختم بها الله رسالاته لخلقه
وأنهى بها الله وحيه الذي لم ينقطع عن البشر منذ آدم عليه السلام...

لقد خلق الله الخلق، وجعل من طبيعتهم القدرة على اختيار طريق الخير أو طريق الشر:

﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾

وأرسل لهم الرسل بالشرائع ليهدوهم إلى طريق الخير، ويمنعوهم من الوقوع في مزالق الشر..

ولكنه جل وعلا .. لم يجعل طريق الشر والخير للبشر متساويين في الترغيب والترهيب
بل شاء جل وعلا أن يرسل رسوله رحمة للبشر، يوجههم ويعينهم ويسلك بهم الخير
بل ويجهد من أجل إدخالهم الجنة ..
قال عليه الصلاة والسلام : «مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الفراش والجنادب يقعن فيها وهو يذبهن عنها
وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي»
وكان إذا مرت عليه جنازة يهودي أو نصراني يتقلب وجهه، فيسأل في ذلك فيقول:
" نفس فلتت مني إلى النار» يتحرق عليه الصلاة والسلام على النصارى واليهود يحب لهم أن يدخلوا الجنة"

اليكم هذه القصة



اريد القول إن كل مسلم قد شغف قلبه بحب محمد عليه الصلاة والسلام،
مهما كان هذا المسلم عاصياً، أو ظالماً، أو قاسياً قلبه !!

وأذكر هذه القصة قرأتها في الماضي عن مسلم يعيش في أوربا، ولديه مجموعة من الأصدقاء النصارى،
وكانوا يسهرون ويشربون الخمر مع بعضهم، وحصل أن اتفق أصدقاؤه النصارى
على أن يستدرجوه لسب الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وحاشاه الله ونزهه من كل منقصة،
فقالوا لصديقهم المسلم الفاسق: بصحتك يا فلان... فقال: بصحتي... وشربوا الخمر،،،
ثم قالوا له: بصحة محمد ..!!!! وهنا ذهبت السكرة، وانتفض المسلم شارب الخمر العاصي
ورفس الطاولة برجله، وقذف الخمر وقام يضربهم ويحذفهم بما في يديه
وقال: عليكم لعنة الله يا أنجاس يا ملاعين، أتذكرون محمداً هنا..
وظل يصرخ ويبصق عليهم ويقول لن أترككم تذكروا محمداً في هذا المجلس فهذا ما لا أقبله أبداً،
ولن أعاقر الخمرة بعد اليوم... ثم خرج غاضباً.

هذا مثال عفوي بسيط عن محبة رسول الله وكيف أنها تجسدت في قلوب المسلمين، ولا أقول
في أي مسلم، إلا أنه يحب رسول الله ويحب رؤيته في الدنيا قبل الآخرة، إلا من طمس الباطل قلوبهم، وأعمى إبليس بصائرهم.
كيف لا ومحبة رسول الله من صميم الإيمان...

قال عليه الصلاة و السلام: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما» وقال عليه الصلاة و السلام:
«ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان
يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه» متفق عليهما.

وذكرى رسول الله عليه السلام محفورة في القلوب، نتطلع إليها فنتذكر سيدنا وإمامنا وقائدنا وقدوتنا
الذي أمرنا الله بمحبته، وأوجب علينا طاعته،
تذرف الدموع لذكراه، وتخشع القلوب لسيرته، تتطلع النفوس للقياه، ونتذكره في سنته.

ســــــــــــؤال ؟؟؟؟؟؟؟


ولكن يبقى السؤال يتكرر دائما ..و سيظل مربوطا برقابنا حتى نلقى الله...

ماذا تعني محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام ..؟؟؟

سنحاول الإجابة معاً عند اخر محطة من محطات هذه الرحلة الطيبة بإذن الله تعالى




محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدالمناف
بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر
بن مالك بن النضر بن كنانه بن خزيمة بن مدركة بن إلياس
بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

تعرف أسرته "صلوات ربي وسلامه عليه " بالأسرة ((الهـاشميه)) نسبة إلى جده هاشم

هــاشــم

أسمه : عمرو .. وسمي هاشم <لهمشه الخبز>
وكــان ذا شرف كبير ،،

وقد قام بأعمال عظيمه منها :

1/ تولى السقايه والرفادة ،،
2/ هو أول من أطعم "الثريد" للحجاج ،،
3/ وهو أول من (سن الرحلتين لقريش ..رحلة الشتاء والصيف..) ،،

زواجه بأم عبد المطلب

خرج إلى الشام تاجراً ، فلما قدم المدينة تزوج "سلمى بنت عمرو" (أحد بني عدي بن النجار)
أقام عندها ثم خرج إلى الشام ،، وهي عند أهلها قد حملت بـ عبدالمطلب ،،
فمــات هاشم،، وولدت سلمى عبدالمطلب وسمته "شيبه" <لشيبة كانت في رأسه>
وتربى في بيت أبي سلمى ولم يشعر به أحد من أسرته في مكه .

أبنـــــاء هاشم

الأولاد : أسد ـ أبو صيفي ـ نضله ـ عبد المطلب
البنات : الشفاء ـ خالده ـ ضعيفه ـ رقيه ـ جنه

قيـل في هـاشــم

عمرو الذي هشم الثريد لقومه *** قوم بمكـة مســنتيـن عجـــاف
سنت إليه الرحلتان كلاهمــا *** سفر الشتــاء ورحلة الأصياف





المحطة الخامسة



قبل ما نبدأ رحلتنا ...رحلة الإيمان على متن قطار سيرة المصطفى العدنان
أتوقف لأرحب بمن حلت علينا نسماتهم وشاركونا بهذه الرحلة الطيبة..رغم كونهم متأخرين قليلا
هلا وغلا بالأخت الغالية الحبيبة ..سبل السلام ..
نور قطار رحلتنا الطيبة بإلتحاقك به حبيبتي

ننتظر إلتحاق كل أخواتنا الحبيبات ..ومشاركتنا بمشاعرهم ..وإثراءهم ..




في هذه المحطة ...

ولِد خير البرية ...

نعم لقد ولد محمد صلى الله عليه وسلم ...

و قد واكب حمله و وضعه آيات نبوته منها :

* أنه ولد من نكاح شرعي ، لا من سفاح جاهلي ، و هي عصمة إلهية لا يقدر عليها إلا الله سبحانه

* إن آمنة لم تجد أثناء حملها به صلّى الله عليه وسلم ما تجده الحوامل من الوهن ، فكانت هذه آية

* إن آمنة لما وضعته رات نوراً يخرج منها فأضاء لها قصور الشام ، فقد سئل عن نفسه صلى الله عليه وسلم
فقال :"أنا دعوت أبي إبراهيم ، و بشرى عيسى ، و رأت أمي حين ولدت بي أنه خرج منها نور أضاء قصور الشام"

* إن آمنة لما حملت به صلى الله عليه و سلم أتاها آت فقال: إنك حملت بسيّد هذه الأمة
فإذا وضع في الأرض فقولي : أعيذه بالواحد ، من شرّ كل حاسد . و آية ذلك أن يخرج معه نور
ملأ قصور بصرى من أرض الشام ، فإذاً فسميه محمداً ، فإن اسمه في التوراة أحمد يحمده أهل السماء
و أهل الأرض

* ارتجاس إيوان كسرى بفارس ، و سقوط أربعة عشر شرفة من شرفاته

* خمود نار فارس التيلم تخمد منذ ألف سنة

* امتلاء البيت الذي ولد به نوراً ، و رؤية النجوم و هي تدنوا لتكاد تقع عليه صلى الله عليه و سلم

ها هى ثويبة مولاة أبي لهب تترك رضيعيها مسروح وحمزة بن عبد المطلب
وتلحق بعبد المطلب لتأخذ منه الوليد الجديد لترضعه لأن أوان رضاعه قد حان..
وتقول لجده: ماذا ستسميه يا عبد المطلب

ها هو القطار ينطلق وقد كان آخر ما سمعنا من الحوار رد عبد المطلب على ثويبة :
اخترت له اسم محمد ليكون محموداً عند الله في السماء ومحمداً في الأرض عند خلقه ولأولمن له وليمة
أدعو قريشاً كلها لتشهد الإسم وتأكل ولأختننه يوم السابع كما هى سنة جده إسماعيل وإبراهيم

قطارنا ينطلق بعيداً في اتجاه البوادي الخضراء .. والربوع الرملية المتوهجة...

..ها هم رعاة الغنم ينطلقون بها نحو المراعي.. و أصوات الثغاء تختلط مع أصوات حنين الإبل ..والظباء والقطار يتيه بنا نحو بوادي بني سعد ...



هذا هو النخل.. وبساتينها وحدائقها..





في بني سعـــد....

وكانت العادة عند الحاضرين من العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم ابتعادًا لهم عن أمراض الحواضر؛
ولتقوى أجسامهم، وتشتد أعصابهم، ويتقنوا اللسان العربى في مهدهم، فالتمس عبد المطلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم المراضع واسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر:
وهي حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث

وإخوته صلى الله عليه وسلم هناك من الرضاعة هم‏:
‏ عبد الله بن الحارث
وأنيسة بنت الحارث
وحذافة أو جذامة بنت الحارث ‏[‏وهي الشيماء؛ لقب غلب على اسمها‏]‏
وكانت تحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان عمه حمزة بن عبد المطلب مسترضعًا في بني سعد بن بكر، فأرضعت أمه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا وهو عند أمه حليمة، فكان حمزة رضيع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهتين :من جهة ثويبة ومن جهة السعدية‏..

ورأت حليمة من بركته صلى الله عليه وسلم ما قضت منه العجب، ولنتركها تروى ذلك مفصلًا ‏:‏

تقول انها خرجت من بلدها مع زوجها مع نسوة من بني سعد تلتمس الرضعاء ،قالت:
فخرجت على أتان لى قمراء،قد أذَمَّتْ بالركب.
فلما قدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه،
إذا قيل لها‏:‏ إنه يتيم،
وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي،
فكنا نقول‏:‏ يتيم‏!‏
وما عسى أن تصنع أمه وجده، فكنا نكرهه لذلك، فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعًا غيرى،
فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبى‏:‏ والله ، إنى لأكره أن أرجع من بين صواحبى ولم آخذ رضيعًا،
والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه‏.
‏ قال ‏:‏ لا عليك أن تفعلى، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة‏.‏
قالت‏:‏ فذهبت إليه وأخذته،وما حملنى على أخذه إلا أنى لم أجد غيره
قالت‏:‏ فلما أخذته وضعته في حجرى أقبل عليه ثديأي بما شاء من لبن، فشرب حتى روى
وشرب معه أخوه حتى روى،وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا هي حافل، فحلب منها ما شرب وشربت معه
حتى انتهينا ريا وشبعا، فبتنا بخير ليلة،
قالت‏:‏ يقول صاحبى حين أصبحنا‏:‏ تعلمي والله يا حليمة، لقد أخذت نسمة مباركة،
فقلت‏:‏ والله إنى لأرجو ذلك‏.‏
قالت‏:‏ ثم خرجنا وركبت أنا أتانى،
وحملته عليها معى، فوالله لقطعت بالركب ما لا يقدر عليه شىء من حمرهم، حتى إن صواحبى ليقلن لى
‏ يا ابنة أبي ذؤيب، ويحك‏!‏ أرْبِعى علينا،
أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها‏؟‏
فأقول لهن‏:‏ بلى والله ، إنها لهي هي،
فيقلن‏:‏ والله إن لها شأنًا،
قالت‏:‏ ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد،
وما أعلم أرضًا من أرض الله أجدب منها،
فكانت غنمى تروح علىَّ حين قدمنا به معنا شباعًا لُبَّنـًا،
فنحلب ونشرب، وما يحلب إنسان قطرة لبن،
ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم‏:‏
ويلكم، اسرحوا حيث يسرح راعى بنت أبي ذؤيب

فتروح أغنامهم جياعًا ما تبض بقطرة لبن، وتروح غنمى شباعًا لبنًا‏.‏
فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته
وكان يشب شبابًا لا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلامًا جفرًا‏
قالت‏:‏ فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على مكثه فينا،
لما كنا نرى من بركته، فكلمنا أمه، وقلت لها‏:‏ لو تركت ابني عندي حتى يغلظ، فإني أخشى عليه وباء مكة،
قالت‏:‏ فلم ننزل بها حتى ردته معنا‏...

بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام


,,, حادثة شق الصدر ,,,

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلعب مع الصبيان وكان له من العمر 4 سنوات وبينما هو كذلك جاءه
جبريل ...فأخذه... فصرعه ...فاستخرج قلبه فاستخرج منه علقه فقال : هذا حظ الشيطان منك... ثم غسله في
طست من ذهب بماء زمزم ثم جمعه وأرجعه الى مكانه وذهب الصبيان الى أمه ...إن محمداً قد ***...
فاستقبلوه وهو متغير اللون ....وقد كانت آثار المخيـط ظاهره في صدره عليه الصلاة والسلام ....


,,,إلى أمه الحنون ,,,

أنه بعد هذه الحادثه _حادثة شق الصدر _ خشيت عليه حليمه وردته الى أمه .. فكان عند أمه إلى أن بلغ ست سنين ..
ورأت آمنة ـ وفاء لذكرى زوجها الراحل ـ أن تزور قبره بيثرب، فخرجت من مكة قاطعة رحلة تبلغ نحو خمسمائة كيلو
متر ومعها ولدها اليتيم ـ محمد صلى الله عليه وسلم ـ وخادمتها أم أيمن، وقيمها عبد المطلب،
فمكثت شهرًا هناك وبينما هي راجعه لحقها المرض وهي في بداية الطريق واشتد حتتى ماتت بالأبواء
(بين مكه والمدينه )..


,,,إلى جده العطوف ,,,

بعد وفاة والدته عاد به جده عبدالمطلب إلى مكة وكانت مشاعر الحنو في فؤاده تربو نحو حفيده اليتيم ..فَرَقَّ
عليه رقة لم يرقها على أحد من أولاده..
كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة قال ابن هشام :..فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج
إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالًا له، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتى وهو غلام حتى يجلس
عليه، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه، فيقول عبد المطلب إذا رأي ذلك منهم‏:‏ دعوا ابني هذا، فوالله إن له لشأنًا، ثم
يجلس معه على فراشه، ويمسح ظهره بيده، ويسره ما يراه يصنع‏..
ولما كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم 8 سنوات توفي جده عبدالمطلب , ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة
حفيده إلى عمه أبي طالب (أخو أبيه )..


,,,إلى عمه الشفيق ,,,

قام أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه ,وضمه الى أولاده وقدمه عليهم واختصه بفضل احترام وتقدير ,
وظل 40 سنه يعز من جانب الرسول صلى الله عليه وسلم ويحميه ويصادق ويخاصم من أجله ..

صلى الله عليه وسلم


المحطة السادسة

نستمر في رحلتنا في قطار سيرة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام



وقبل ذلك أحيي وأرحب بحبيبتي وكلت أمري لك يارب ..

نورتي الرحلة ياغالية ..


صلوات ربي وسلامه عليك ياحبيب الله

لقد زكى الله لسانه فقال ( وما ينطق عن الهوى )
و بصره فقال ( ما زاغ البصر وما طغى )
و قلبه فقال ( ما كذب الفؤاد ما راى )
و خلقه فقال ( وانك لعلي خلق عظيم )
و صدره فقال ( الم نشرح لك صدرك )
ورفع مقامه فقال ( ورفعنا لك ذكرك )

اللهم صلي علي محمد في الاولين والاخرين
وفي الملأ الاعلي الي يوم الدين




استسمحكم عن تأخرى في الانتقال الى المحطة التاليه
وذلك لاعطاء وقت لجميع محبى رسولنا الكريم للتجمع للحاق بنا في ركبنا العطر

وها هو جرس محطتنا يعلن عن تحرك قطارنا

فليتخذ الجميع مقاعدهم استعدادا للرحيل الى المحطة التالية

سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا الى ربنا لمنقلبون

في محطتنا هذه لايزال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في كفالة عمه أبي طالب يشب على محاسن الأخلاق، متباعداً عن صغائر الأمور
التي يشتغل بها الصبيان عادة ، وقد بارك الله تعالى لأبي طالب في الرزق مدة وجوده صلى الله عليه وسلم في كفالته وفي وسط عياله.

لما أراد أبو طالب أن يسافر إلى الشام في تجارة له رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرافقه، فأخذه معه وسنه إذ ذاك اثنتا عشرة سنة
ولما وصلوا بصرى وهي أول بلاد الشام من جهة بلاد العرب قابلهم بها راهب من رهبان النصارى اسمه (بحيرا) – كان يقيم في صومعة له هناك –
فسألهم عن ظهور نبي من العرب في هذا الزمن، ثم لما أمعن النظر في النبي صلى الله عليه وسلم
وحادثه عرف أنه النبي العربي الذي بشر به موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام

وقال لعمه أنه سيكون لهذا الغلام شأن عظيم، فارجع به واحذر عليه من اليهود ، فلم يمكث أبو طالب في رحلته هذه طويلاً
بل عاد به إلى مكة حين فرغ من تجارته، وبقى صلى الله عليه وسلم في مكة مثال الكمال، محفوظاً من معايب أخلاق الجاهلية
شهماً شجاعاً حتى إنه حضر مع أعمامه حرب (الفجار) و (حلف الفضول)، وسنه إذ ذاك عشرون سنة.

أما (الفجار) فهي حرب كانت بين قبيلة كنانة ومعها حليفتها قريش وبين قبيلة قيس، وقد ابتدأت هذه الحرب فيما بين مكة والطائف
ووصلت إلى الكعبة، فاستحلت حرمات هذا البيت الذي كان مقدساً عند العرب ولذلك سميت حرب (الفجار).
وأما (حلف الفضول) كان عقب هذه الحرب، وهو تعاقد بطون قريش على أن ينصروا كل من يجدونه مظلوماً بمكة سواء كان من أهلها أو من غير أهلها.

كان طريق الكسب في قريش هي التجارة، وكانت خديجة بنت خويلد من بني أسد بن عبد العزى بن قصي سيدة ذات مال
تتاجر في مالها بطريق المضاربة مع من تثق بهم من الرجال ، فلما سمعت بأمانة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وصدقه حتى اشتهر بين قومه باسم (الأمين) بعثت إليه، وعرضت عليه أن يسافر بمال لها إلى الشام ..
وتعطيه من الربح أكثر مما كانت تعطى غيره، فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وسافر مع غلامها ( أى مملوكها) ميسرة
فباع واشترى وعاد بربح عظيم...

وقد شاهد ميسرة في هذه الرحلة كثيراً من بركات النبي صلى الله عليه وسلم وإكرام الله تعالى له

فإنه صلى الله عليه وسلم لما قدم الشام نزل في ظل شجرة قريباً من صومعة راهب هناك...
فقال هذا الراهب لميسرة أنه ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، وكان ميسرة يشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
مظللاً من حر الشمس وهو يسير على بعير بدون أن تكون معه مظلة.

زواجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة بنت خويلد

لما قدم ميسرة إلى سيدته خديجة الحازمة اللبيبة، وأخبرها بما شاهده من بركات النبي صلى الله عليه وسلم وإكرام الله تعالى له
بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت له: يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك وأمانتك وصدق حديثك
وقد خاطبته بابن العم على عادة العرب من تخاطب الأقرباء من جهة الأبوة بابن العم، حيث يجتمع أصولهما في (قصي)
فإنها من بني أسد بن عبد العزى بن قصي..

وكانت خديجة قد ذكرت ما سمعت من غلامها ميسرة لابن عمها ورقة بن نوفل -من المتتبعين للكتب والأخبار-
فكان يقول لها: يا خديجة إن محمداً لنبي هذه الأمة، وقد عرفت أنه كان لهذه الأمة نبي يُنتظر، هذا زمانه.
وكانت خديجة مرغوبا فيها لشرف نسبها ورفعة قدرها بين قومها، فعرض النبي صلى الله عليه وسلم الأمر على أعمامه
فوافقوه على زواجه صلى الله عليه وسلم، بها وتوجهوا معه إليها، وأتموا عقد الزواج بينهما ...

وتولاه عنها عمها (عمرو بن أسد)، كما تولاه عن النبي صلى الله عليه وسلم عمه (أبو طالب) ..

وكان صداقها عشرين بِكْرة ، وكان سن السيدة خديجة أربعين سنة وسنه صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين سنة..
ولم يتزوج عليها النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفيت رضى الله عنها، وكانت متزوجة قبله صلى الله عليه وسلم برجل اسمه (هند)..
ولدت منه ولداً اسمه (هالة)، فكان ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم...
وقد مكث صلى الله عليه وسلم بعد زواجه بالسيدة خديجة يشتغل بالتجارة والتنسك، حتى بعثه الله رحمة للعالمين..

شهوده صلى الله عليه وسلم بناء الكعبة




الكعبة هي أول بيت وضع في الأرض للعبادة، وقد بناها سيدنا إبراهيم الخليل مع ولده سيدنا إسماعيل عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام..
ثم جُدد بناؤها من بعده ثلاث مرات، وكان بناؤها من الصخر وارتفاعها فوق القامة..

ويقال أن أول من بناها سيدنا آدم أبو البشر عليه الصلاة والسلام، وقد وصلوا في نقض أنقاضها إلى أساس سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام..

ويقال أنهم وجدوا هناك صحافا منقوشا فيها كثير من الحكم تذكرة للمتأخرين، وقد تحرى أشراف قريش أن تكون نفقة بنائها من طيب أموالهم؛
فكانوا لا يدخلون في نفقتها مهر بغى ولا مال ربا، ولما ضاقت بهم النفقة الطيبة عن إتمامها على قواعد سيدنا إبراهيم عليه السلام
أخرجوا منها الحجر، وبنوا عليه جدارا قصيراً علامة على أنه منها.

وعندما بلغ سن النبي صلى الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة، نزل سيل عظيم بمكة أثر في جدران الكعبة فأوهنها
-على ما كانت عليه من الضعف بسبب حريق أصابها من قبل- فاجتمعت قبائل قريش وشرعوا في هدمها وبنائها بناء مرتفعاً

وكان الأشراف منهم يتسابقون في نقل الحجارة وحملها على أعناقهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يحمل الحجارة
وينقلها الى مكان البناء، مع عمه العباس رضى الله عنه.



بنيت الكعبة حينئذ بارتفاع ثماني عشر ذراعا، بحيث يزيد عن أصله تسعة أذرع، وقد رفع الباب بحيث لايصعد إليه إلا بدَرَج..

و لما تم بناء الكعبة وأرادت قريش وضع الحجر الأسود في موضعه، اختلف أشرافهم فيمن يضعه، وظلوا مختلفين أربعة أيام،،،
فأشار عليهم أبو أمية الوليد بن المغيرة - وهو أكبرهم سنا - بأن يحكِّموا بينهم من يرضون بحكمه..
فاتفقوا على أن يكون الحكم لأول قادم من باب الصفا

فكان أول داخل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتاحوا جميعا لما يعهدونه من أمانته وحكمته وصدقه وإخلاصه للحق..
وقالوا: هذا الأمين رضيناه، هذا محمد، فلما وصل إليهم وأخبروه الخبر بسط رداءه، وتناول الحجر فوضعه فيه بيده..
ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بطرف من الرداء ثم ارفعوه جميعا، ففعلوا حتى وصلوا به إلى موضعه؛ فوضعه فيه بيده صلى الله عليه وسلم،
وبذلك انتهت هذه المشكلة التي كادت تؤدى إلى الحرب والقتال فيما بينهم.

سيرته صلى الله عليه وسلم في قومه قبل النبوة



قد علمنا أن الله تعالى قد أكرم آل حليمة السعدية التي أرضعته صلى الله عليه وسلم ..
فبدل عسرهم يسراً وأشبع غنيماتهم وأدر ضروعها في سنة الجدب والشدة، كما بارك سبحانه وتعالى في رزق عمه أبي طالب
حينما كان في كفالته، مع ضيق ذات يده، وأنه سبحانه وتعالى كان يسخر له الغمامة تظله وحده من حر الشمس في سفره إلى الشام..
فتسير معه أنى سار دون غيره من أفراد القافلة.

وكان سبحانه وتعالى يلهمه الحق ويرشده الى المكارم والفضائل في أموره كلها، حتى إنه كان إذا خرج لقضاء الحاجة في صغره بَعُدَ عن الناس حتى لا يُرى.

وكان سبحانه وتعالى يكرمه بتسليم الأحجار والأشجار عليه، ويُسمعه ذلك فيلتفت عن يمينه وشماله فلا يرى أحداً.

وقد كان علماء اليهود والنصارى - رهبانهم وكهنتهم- يعرفون زمن مجيئه صلى الله عليه وسلم مما جاء من أوصافه في التوراة
وما أخبر به المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام فكانوا يسألون عن مولده وظهوره وقد عرفه كثيرون منهم لما رأوا ذاته الشريفة
أو سمعوا بأوصافه وأحواله صلى الله عليه وسلم.

وقد نشأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ممتازاً بكمال الأخلاق، متباعداً في صغره عن السفاسف التي يشتغل بها أمثاله في السن عادة
حتى بلغ مبلغ الرجال فكان أرجح الناس عقلاً، وأصحهم رأياً، وأعظمهم مروءة، وأصدقهم حديثاً، وأكبرهم أمانة، وأبعدهم عن الفحش،
وقد لقبه قومه (بالأمين)، وكانوا يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم.

وقد حفظه الله تعالى منذ نشأته من قبيح أحوال الجاهلية، وبَغَّض إليه أوثانهم حتى إنه من صغره كان لا يحلف بها ولا يحترمها
ولا يحضر لها عيداً أو احتفالاً، وكان لا يأكل ما *** على النُّصُب، و النصب هي حجارة كانوا ينصبونها ويصبون عليها دم الذبائح ويعبدونها.

ولقد كان صلى الله عليه وسلم لين الجانب يحن إلى المسكين، ولا يحقر فقيراً لفقره، ولايهاب ملكا لملكه، ولم يكن يشرب الخمر ..
مع شيوع ذلك في قومه، ولا يزنى ولا يسرق ولا ي***، بل كان ملتزما لمكارم الأخلاق التي أساسها الصدق والأمانة والوفاء

وبالجملة حفظه الله تعالى من النقائص والأدناس قبل النبوة كما عصمه منها بعد النبوة.

وكان يلبس العمامة والقميص والسراويل، ويتزر ويرتدى بأكيسة من القطن، وربما لبس الصوف والكتان،،،
ولبس الخف والنعال وربما مشى بدونها... وركب الخيل والبغال والإبل والحمير. وكان ينام على الفراش تارة وعلى الحصير تارة
وعلى السرير تارة وعلى الأرض تارة، ويجلس على الأرض، ويخصف نعله، (أي يخرزها ويصلحها) ويرقع ثوبه،
وقد اتخذ من الغنم والرقيق من الإماء والعبيد بقدر الحاجة... وكان من هديه في الطعام ألا يرد موجوداً ولا يتكلف مفقوداً...


المحطة السابعة



معيشته صلى الله عليه وسلم قبل النبوة



محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم كان جده هاشم كبير قريش وسيدها، وكانت قريش أشرف قبائل العرب، وكانت إقامتهم بمكة وضواحيها
وكانت معيشتهم من التجارة في الثياب والبز (متاع البيت من *** الثياب) وما يحتاجه العرب، وكان لهم رحلتان تجاريتان إلى الشام إحداهما في الصيف
والأخرى في الشتاء، وكان أكثر ما يقتنون من النَّعم الإبل والغنم للانتفاع بظهورها وألبانها وأصوافها وأوبارها...

فلما بلغ سناًّ يمكنه فيه أن يعمل عملا كان ينفق على نفسه من عمل يده، وقد كانت فاتحة عمله رعاية الغنم، كما هي سنة الله تعالى في أنبيائه
وأصفيائه؛ لتدريبهم على رعاية الخلق بالرفق الذي تستدعيه هذه الرعاية، فكان ينفق من أجرة رعايته، ثم كان يتجر فيما كانت تتجر فيه قريش
وينفق من كسب تجارته... وفي كل ذلك كان يعمل على قدر الحاجة، لا مستكثراً من الدنيا ولا تاركا لها تركا كلياًّ،،،
ليهيئه الله تعالى لما أراده سبحانه منه من التفرغ للدعوة إلى دينه القويم..





تعبده صلى الله عليه وسلم قبل البعثة




كان من العرب قبل الإسلام من ينتمي إلى دين اليهودية، ومنهم من يدين بالنصرانية- على ما فيهما من تغيير وتحريف،،
والباقون عبدة أصنام وأوثان، وكان على ذلك عامة قريش إلا نفرا قليلا منهم كانوا يعيبون على قومهم عبادة هذه التماثيل...

وقد فُطر سيدنا محمد بن عبد الله - صلوات الله عليه وسلامه- على طهارة القلب وزكاء النفس...
فطره الله تعالى على ذلك ليكون على تمام الصلاحية لتلقى شريعته المطهرة وإيصالها إلى الخلق على أتم وجه وأكمله..

فلذلك كانت نفسه الكريمة مجبولة على ما هو الحق، لا تعرف غيره، ولا تقبل سواه، فكان يأنف عن الباطل بطبعه ويألف الحق بسجيته،،
فلم يحكم عليه شيء من عادات قومه: لا في تحسين باطل ممقوت، ولا في تقبيح حق مقبول...

ولقد كانت تلك فطرة أبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام التي فُطر عليها قبل نبوته؛ كما كان ذلك شأن سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:
يفطرون على الإقبال على الله تعالى، وتنصرف هممهم وأنفسهم الزكية قبل نبوتهم عما يكون عليه أقوامهم من باطل العقائد وفاسد العادات والتعبدات


نشأ صلى الله عليه وسلم مقبلا على الله تعالى بقلبه، خالصاً لله تعالى، حنيفا لم يحم الشرك حول قلبه الكريم،،
فكان بأصل فطرته مبغضاً لهذه الأوثان، نافراً من هذه المعبودات الباطلة، فلم يكن يحضر لها عيدا ولا يتقرب إليها ولايحفل بها،،
وإنما كان يعبد خالق الكون وحده، مقبلا عليه سبحانه بما هو مظهر العبودية والإخلاص من تفكير وتمجيد...

وكان يطوف بالكعبة ويحج كما كان الناس يحجون اتباعاً لملة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام...
ولم يثبت من طريق صحيح التزامه التعبد على شريعة أحد من الأنبياء السابقين صلوات الله عليهم أجمعين.

والذي ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يختلى في غار حراء من كل سنة شهر( وكان يوافق ذلك شهر رمضان)،،
يعبد الله تعالى بالتفكر، ويطعم المساكين مما كان يتزود به في مدة خلوته (وروى أنه كان يتزود الكعك والزيت، وكان كلما فرغ زاده رجع الى أهله فتزود وعاد)

وكان إذا انتهي من خلوته ينصرف إلى الكعبة فيطوف بها سبعاً أو ماشاء الله من ذلك قبل أن يرجع إلى بيته..
ويسمى حراء: جبل النور، وهو على يسار السالك إلى عرفة، وبه ذلك الغار الذي كان يتعبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم
وهو ضيق المدخل، ومساحته من الداخل تقرب من ثلاثة أمتار، وبه نزل الوحي عليه صلى الله عليه وسلم لأول مرة كما سيجيء

ويقال أن جده عبد المطلب كان يتعبد في حراء، ثم تبعه في ذلك من كان يتعبد منهم كورقة بن نوفل وأبي أمية بن العزى...
وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب العزلة والخلوة من زمن طفولته إلى أن بعثه الله تعالى رحمة للعالمين...
وقبيل مبعثه كان لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح، أي واضحة وصريحة كوضوح ضوء الصباح وإنارته، أى أنها تتحقق في اليقظة
مثل ما يراها في المنام، فكان ذلك مقدمة لنبوته صلى الله عليه وسلم.



بدء الوحي

لما كمل سنه صلى الله عليه وسلم أربعين سنة-وهو سن الكمال، أكرمه الله تعالى بالنبوة والرسالة رحمة للعالمين..
فبينما هو صلى الله عليه وسلم في خلوته بغار حراء، وكان ذلك في شهر رمضان على أصح الروايات، إذ جاءه جبريل الأمين عليه السلام
بأمر الله تعالى، ليبلغه رسالة ربه عز وجل، وقد تمثل جبريل عليه السلام في هذه المرة بصورة رجل...
فقال له : إقرأ، فقال له عليه الصلاة والسلام: ما أنا بقارئ (لأنه صلى الله عليه وسلم كان أمياً لم يتعلم القراءة)،،
فغطه جبريل عليه السلام في فراشه غطا شديدا (أى ضمه وعصره بشدة)، ثم أرسله فقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ،،
فغطه ثانية ثم أرسله وقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، ثم غطه الثالثة وأرسله فقال له:
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ اْلإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ اْلأَكْرَمِ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ اْلإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)...

فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانصرف عنه جبريل عليه السلام وهو يقول: يامحمد أنت رسول الله وأنا جبريل...
فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله يرجف فؤاده مما أدركه من الروع لشدة مقابلة الملك فجأة وشدة الغطّ التي اقتضاها الحال.

ولما رجع عليه الصلاة والسلام إلى أهله، ودخل على زوجه خديجة رضى الله عنها قال: زَمِّلوني زَمِّلوني (أي اطرحوا عليَّ الغطاء ولفوني به - ليذهب عنه الروع)
فلما ذهب عنه الروع أخبر خديجة رضي الله عنها بما كان، فقالت له: أبشر يا ابن عم واثبت، فإنى لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة...

ثم ذهبت خديجة مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان شيخا كبيرا يعرف الإِنجيل وأخبار الرسل
فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رآه، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزَّل الله على موسى،،
أي أن هذا الملك الذي جاءك هو الناموس؛ أى صاحب سر الوحي الذي نزله الله تعالى على نبيه موسى عليه الصلاة والسلام؛
لأنه يعرف من الكتب القديمة وأخبارها أن جبريل هو رسول الله إلى أنبيائه.

ثم تمنى ورقة أن لو كان شابا يقدر على نصرة النبي صلى الله عليه وسلم عند ظهوره بأمر الرسالة ومعاداة قومه له؛
لأنه يعرف من أخبار الرسل أن قومهم يعادونهم في مبدإ أمرهم، ثم توفي ورقة بعد ذلك بزمن قريب.



فترة الوحي وعودته

بعد هذه الحادثة فتر الوحي وانقطع مدة لا تقل عن أربعين يوما، اشتدّ فيها شوق النبي صلى الله عليه وسلم إلى الوحي
وشقّ عليه تأخره عنه، وخاف من انقطاع هذه النعمة الكبرى: نعمة رسالته عليه الصلاة والسلام بين الله عز وجل وبين عباده ليهديهم إلى صراطه المستقيم.

فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يمشى في أفنية مكة إذ سمع صوتا من السماء، فرفع بصره فإذا الملك الذي جاءه بغار حراء
وهو جبريل عليه السلام، فعاد إليه الرعب الذي لحقه في بدء الوحي فرجع إلى أهله وقال: دَثِّرونى دَثِّرونى (التدثير بمعنى: التزميل السابق بيانه).
فأوحى الله تعالى إليه:
يـَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرْ* قُمْ فَأَنْذِرْ* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ* وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ* وَلاَتَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ* وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ.
فأنذر: حذر الناس من عذاب الله إذا لم يفردوه بالعبادة. فكبر: أي عظِّمْ ربك وخُصَّه بالتعظيم والإجلال. فطهر: أي حافظ على الطهارة والنظافة من الأقذار والأنجاس. والرجز فاهجر: أي اترك المآثم والذنوب. ولا تمنن تستكثر: أي لا تتبع عطاياك وهباتك بالطمع في أخذ الزيادة ممن تعطيه. ولربك فاصبر: أي اصبر على ما يلحقك من الأذى في سبيل الدعوة إلى الإسلام ابتغاء وجه ربك.

فكان ذلك مبدأ الأمر له صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام وبعد ذلك تتابع الوحي ولم ينقطع.


كيفية الوحي

للوحي طرق متنوعة وقد عرفت أن من مبادئه الرؤيا الصادقة، فرؤيا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هي من قبيل الوحي..

ومن طرق الوحي أن يأتي الملك إلى النبي متمثلا بصورة رجل، فيخاطب النبي حتى يأخذ عنه ما يقوله له ويوحي به إليه
وفي هذه الحالة لا مانع من أن يراه الناس أيضا، كما حصل في كثير من أحوال الوحي لنبينا عليه الصلاة والسلام..

ومن طرق الوحي أيضاً أن يأتي الملك في صورته الأصلية التي خلقه الله تعالى عليها، ويراه النبي كذلك فيوحي إليه ما شاء الله أن يوحيه
ولم يحصل هذا لنبينا عليه الصلاة والسلام إلا قليلا
ومن طرق الوحي أيضاً أن يلقى الملك في روع (أي ذهن) النبي وقلبه ما يوحي به الله إليه، من غير أن يرى له صورة،،،
وقد حصلت هذه الكيفية أيضاً لنبينا صلى الله عليه وسلم

وأحيانا كان يأتي الملك مخاطباً للنبي بصوت وكلام مثل صلصلة الجرس (أي صوته)،وهذه الحالة من أشد أحوال الوحي على النبي
فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم عندما يأتيه الوحي بهذه الكيفية يعرق حتى يسيل العرق من جبينه في اليوم الشديد البرد
وإذا أتاه وهو راكب تبرك به ناقته..
وقد يكون الوحي بكلام الله تعالى للنبي بدون واسطة الملك، بل من وراء حجاب، كما حصل ليلة الإسراء لنبينا صلى الله عليه وسلم..



الدعوة إلى الإسلام سرا




على إثر عودة الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد فترته، قام عليه الصلاة والسلام بأمر الدعوة إلى ما أمره الله تعالى به من إرشاد الثقلين:
الإنس والجن جميعا إلى توحيد الله تعالى، وإفراده بالعبادة دون سواه من الأصنام والمخلوقات، وأرشد الله تعالى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
إلى أن يبدأ بالدعوة سراَّ؛ فكان يدعو إلى الإسلام من يطمئن إليه ويثق به من أهله وعشيرته الأقربين ومن يليهم من قومه

واستمر على ذلك ثلاث سنين مثابراً على الدعوة إلى الله تعالى خفية، حتى آمن به أفراد قلائل كانوا يقيمون صلاتهم
ويؤدون ما أمروا به من شعائر الدين، مستخفين عمن سواهم لا يظهرون بذلك في مجامع قريش
بل كان الواحد منهم يختفي بعبادته عن أهله وولده..

ولما بلغ عددهم نحو الثلاثين، وكان من اللازم اجتماعهم بالنبي صلى الله عليه وسلم لإرشادهم وتعليمهم
اختار لهم عليه الصلاة والسلام داراً فسيحة لأحدهم، وهي دار الأرقم بن الأرقم، فكانوا يجتمعون فيها
واستمروا على ذلك يزيد عددهم قليلا قليلا حتى أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة



الباعث على الإسرار بالدعوة

في أول ما نزل الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم- في أواخر شهر رمضان من السنة المتممة للأربعين
من عمره الشريف بغار حراء الذي كان يتعبد فيه- لم يؤمر آنذاك بتبليغ الرسالة للناس، بل كان الأمر في ذلك قاصرا على إبلاغه رسالة ربه إليه
وتمجيده جلّ وعلا بما جاء في سورة (اقرأ باسم ربك)، وبعد أن فتر الوحي مدة عاد بأمر الله تعالى له بأن يقوم بتبليغ رسالة ربه.

ولما كان أهل مكة الذين بُعِثَ فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما جفاة متخلقين بأخلاق تغلب عليها العزة والأنفة، وفيهم سدنة الكعبة
أي خدمها وهم القابضون على مفاتيحها، والقوَّام على الأوثان والأصنام، التي كانت مقدسة عند سائر العرب:
يعبدونها ويتقربون إليها بالذبائح والهدايا، ولا يعرفون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا ينقادون إليه بسهولة
كان من حكمة الله تعالى تلقاء ذلك أن تكون الدعوة إلى دين الإسلام في مبدأ أمرها سرية؛ لئلا يفاجئوا بما يهيجهم
وينفرون منه ويكون سبباً لشنّ الغارات والحروب وإهراق الدماء.

والداعي صلوات الله عليه وسلامه لم يكن له إذ ذاك ناصر ولا معين من خَلْق الله..
. ومن سنة الله تعالى في خلقه ربط الأسباب بالمسببات، فلم يأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة
من قبل أن يهيئ له أسباب النصر والفوز على من يقاومه في ذلك، خصوصاً أن قومه الذين بُعث فيها بينهم كانوا أشد الناس
تمسكا بمعبوداتهم وحرصاً على ما كان عليه آباؤهم..

ومن المعلوم أن من الناس من هو عظيم في قومه رفيع الدرجة فيما بينهم، ومنهم من هو دون ذلك
فالعظماء من الناس تمنعهم أنفتهم من إجابة الداعي لهم إلى مفارقة ما عليه جماعتهم، ونبذ ما بينهم من الروابط القومية
والعادات المتأصلة، إذ كل فرد منهم يرى أن انفراده بالرضوخ للغير ينقصه في نظر قومه. فإذا فوجئ هؤلاء الأعاظم بإعلان الدعوة
إلى غير ما كانوا عليه؛ ظهروا بمظهر المنكر المعاند وقاوموا الدعوة بجملتهم. وغير الأعاظم هم تبع العظماء والرؤساء
فإذا دعوا إلى مخالفة ما عليه أولئك العظماء جهارا لم يجسروا على إجابة الداعى متى لم يسبقهم إلى ذلك إفراد من العظماء.

فإعلان الدعوة يحتاج إلى مقدمة يستأنس بها الفريقان، وما ذلك إلا باجتذاب أفراد من هؤلاء وهؤلاء خفية
حتى إذا تكونت منهم جماعة وأعلنت بهم الدعوة؛ سهل على غيرهم أن ينبذوا تقاليد قومهم،،،
ويتبعوا ما يدعوهم إليه الداعي مما تنشرح له صدورهم ولا تأباه فطرهم.



أول من أسلم

كان أول من سطع عليه نور الإسلام من مبدإ الدعوة إليه خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم،
وأسبقية إسلام السيدة خديجة على الجميع تكاد تكون بالاتفاق، والمشهور أن سيدنا أبا بكر الصديق أسبق الرجال إسلاما
وأن على بن أبي طالب أول الصبيان إسلاما، وأن زيد بن حارثة أول الموالى إسلاما.

ثم أسلم ابن عمه على بن أبي طالب وعمره إذ ذاك عشر سنين؛ وكان مقيما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان إذا حضرت الصلاة خرج به النبي صلى الله عليه وسلم إلى شعاب مكة مختفيين فيصليان ويعودان كذلك،
وقد اطلع عليهمـا أبو طالب وهما يصليان مرة، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن أخى، ما هذا الدين الذي أراك تدين به
قال: أىْ عم، هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم؛ بعثنى الله به رسولا إلى العباد، وأنت ياعم أحق من بذلت له النصيحة ودَعَوْته إلى الهدى
وأحق من أجابني وأعانني عليه. فقال أبو طالب: يا ابن أخي، إنى لا أستطيع أن افارق دين آبائي..
ولكنه مع ذلك أقر ولده عليًّا على اتباع هذا الدين ووعد النبي صلى الله عليه وسلم بأن ينصره ويدفع عنه السوء.

وقد أسلم بعد ذلك زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم، الذي تبناه بعد أن أعتقه وزوجه أم أيمن حاضنته صلى الله عليه وسلم
وقد كانت من السابقين إلى الإسلام...

وأبو بكر الصديق رضى الله عنه وكان صديقاً للنبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة يعرف صدقه، فعندما أخبره برسالة الله أسرع بالتصديق
وقال: بأبي أنت وأمى أهل الصدق أنت، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه:
ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له كبوة غير أبي بكر. وكان رضى الله عنه عظيما في قومه يثقون برأيه، فدعا إلى الإسلام من توسم فيهم الإجابة
فأجابه عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد ابن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله
وأتى بهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا. ثم أسلم أبو عبيدة عامر بن الجراح، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب
وسعيد بن زيد العدوى، وأبو سلمة المخزومى، وخالد ابن سعيد بن العاص، وعثمان بن مظعون وأخواه قدامة وعبيد الله،
والأرقم بن الأرقم. وكل هؤلاء من بطون قريش.

ومن غيرهم صهيب الرومي، وعمار بن ياسر، وأبو ذر الغفارى، وعبد الله بن مسعود وغيرهم.
وقد استمرت هذه الدعوة السرية ثلاث سنين، أسلم فيها جماعة لهم شأن في قريش وتبعهم غيرهم،
حتى فشا ذكر الإسلام بمكة وتحدث به الناس، فجاء وقت الجهر بالدعوة.



مبدأ الجهر بالدعوة


بعد أن مضى على الإسرار بالدعوة ثلاث سنين كثر دخول الناس في دين الإسلام من أشراف القوم ومواليهم:
رجالهم ونسائهم، وفشا ذكر الإسلام بمكة وتحدث به الناس، فأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة
وأنزل عليه: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرْ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) فبادر بامتثال أمر ربه؛ وأعلن لقومه الدعوة إلى دين الله تعالى؛
وصعد على الصفا ونادى بطون قريش.

فلما اجتمعوا قال لهم: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادى تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقيّ. قالوا: نعم ما جربنا عليك كذبا
فقال: فإني نذير لكم بين يدى عذاب شديد. فقام أبو لهب من بينهم وقال: تبا لك ألهذا جمعتنا، فأنزل الله تعالى في شأنه:
(تَبَّتْ يَدَا أبي لَهَبٍ وَتَبَّ* مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ* سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ* وَامْرَأَتُهُ حَمَّاَلةَ الْحَطَبِ* في جِيدِها حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ)

وقد كانت امرأة أبي لهب تمشى بالنميمة في نوادي النساء وتتقول الأكاذيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشعل بذلك نار الفتنة
ثم أنزل الله تعالى عليه: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اْلأَقْرَبِينَ)، فجمع من بني عبد مناف نحو الأربعين وقال لهم: ما أعلم إنسانا جاء قومه بأفضل مما جئتكم به؛
قد جئتكم بخيرى الدنيا والآخرة، وقد أمرنى الله أن أدعوكم إليه، والله لو كَذَبْتُ الناسَ جميعاً ما كذبتكم
ولو غررت الناس جميعا ما غررتكم، والله الذي لا إله إلا هو إنى لرسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة..
والله لتموتن كما تنامون؛ ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون، ولتجزون بالإحسان إحسانا وبالسوء سوءاً..

إنها لجنة أبدا أو لنار أبدا.. فتكلم القوم كلاما لينا، وقام أبو لهب وقال: شدَّ ما سحركم صاحبكم، خذوا على يديه قبل أن تجتمع عليه العرب..
فمانعه في ذلك أبو طالب وتفرق الجمع.



تذمر قريش من تسفيههم وعيب آلهتهم


لما استمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في إعلان الدعوة إلى الله وتوحيده لم يجد من قومه في مبدإ الأمر مقاومة ولا أذى
غير أنهم كانوا ينكرون عليه فيما بينهم فيقولون إذا مر عليهم: "هذا ابن أبي كبشة يكلم من السماء، هذا غلام عبد المطلب يكلم من السماء"..
ولا يزيدون على ذلك، وأبو كبشة كنية لزوج حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم، وكما أن المرضعة بمنزلة الأم
كذلك صاحب اللبن بمنزلة الأب. وكانوا يريدون بذلك تنقيص النبي صلى الله عليه وسلم عنادا واستكباراً.

ولكن لما استتبع إعلان الدعوة عيب معبوداتهم الباطلة، وتسفيه عقول من يعبدونها، نفروا منه وأظهروا له العداوة غيرة على تلك الآلهة
التي يعبدونها كما كان يعبدها آباؤهم، فذهب جماعة منهم إلى عمه أبي طالب وطلبوا أن يمنعه عن عيب آلهتهم وتضليل آبائهم وتسفيه عقولهم
أو يتنازل عن حمايته، فردهم أبو طالب رداً جميلا.

واستمر رسول الله عليه وسلم يصدع بأمر الله تعالى، وينشر دعوته، ويحذر الناس من عبادة الأوثان،
ولما لم يطيقوا الصبر على هذا الحال عادوا إلى أبي طالب وقالوا له: إنا قد طلبنا منك أن تنهي ابن أخيك فلم ينته عنا
وإنا لا نصبر على هذا الحال من تسفيه عقولنا وعيب آلهتنا وتضليل آبائنا، فإما أن تكفه أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين
فعظم الأمر على أبي طالب، ولم ترق لديه عداوة قومه ولا خذلان ابن أخيه، وكلم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في ذلك،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: والله ياعم لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر في يسارى على أن أترك هذا الأمر ما فعلت حتى يظهره الله أو أهلك دونه
فقال أبو طالب: اذهب فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبدا..

ثم رأى أبو طالب أن يجمع بني هاشم وبني المطلب ليكونوا معه على حماية ابن أخيه؛ فأجابوه لذلك إلا أبا لهب فإنه فارقهم وانضم إلى بقية كفار قريش.
ولما رأت قريش تصميم أبي طالب على نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتفاق بني هاشم وبني المطلب معه في ذلك؛

وكان وقت الحج قد قرب وخافوا من تأثير دعوته في أنفس العرب الوافدين لزيارة الكعبة فتزداد قوته وتنتشر دعوته؛
اجتمعوا وتداولوا فيما يصنعون في مقاومة ذلك، فقال قائل منهم: نقول كاهن، فقيل: ما هو بكاهن وما هو بحالة الكهان،
فقيل: نقول مجنون، فقيل: ما هو بمجنون. لقد رأينا الجنون وعرفناه، فما حالته كحالة المجانين، فقيل: نقول هو شاعر،
فقيل: ما هو بشاعر، لقد عرفنا الشعر بأنواعه فما هو بالشعر، فقيل: نقول ساحر، فقيل: لقد رأينا السحرة فما حالته كحالتهم.

ثم اتفقوا على أن يذيعوا بين الوافدين إلى مكة من العرب أنه ساحر جاء بقول هو سحر، يفرق به بين المرء وأبيه؛ وبين المرء وأخيه؛
وبين المرء وزوجه؛ وبين المرء وعشيرته، وصاروا يجلسون بالطرق حين جاء موسم الحج، فلا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا له أمره.
ولقد كان ذلك سبباً في شيوع دعوته صلى الله عليه وسلم وذكر اسمه في بلاد العرب كلها.









المحطة الثامنة



مرحبا بكن أخواتي في محطة جديدة من محطاتنا الروحانية .. في رحلتنا الإيمانية ..

رحلة الإيمان في سيرة المصطفى العدنان

في محطة اليوم ..نحط الرحال في مرحلة مهمة جدا في حياة المصطفى الأمين عليه الصلاة والسلام ..

ألا وهي غزوات القائد محمد صلى الله عليه وسلم ..
كما سنعرج بعدها على بعض سمات شخصيته و أخلاقياته .. عليه الصلاة والسلام

أسباب الغزوات ومشروعيتها

بعد أن استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وكان بها اليهود من بني قينقاع وقريظة والنضير
أقرهم عليه الصلاة والسلام على دينهم وأموالهم واشترط لهم وعليهم شروطاً، وكانوا مع ذلك يظهرون العداوة والبغضاء للمسلمين
ويساعدهم جماعة من عرب المدينة كانوا يظهرون الإسلام وهم في الباطن كفار؛ وكانوا يعرفون بالمنافقين، يرأسهم عبد الله بن أبي بن سلول

وقد قبل صلى الله عليه وسلم من هاتين الفئتين (اليهود والمنافقين) ظواهرهم، فلم يحاربهم ولم يحاربوه بل كان يقاوم الإنكار بالحجج الدامغة والحكم البالغة.
فلم يكن صلى الله عليه وسلم يقاتل أحداً على الدخول في دين الله، بل كان يدعو إليه ويجاهد في سبيله بإقامة ساطع الحجج وقاطع البراهين.

ولكن لما كانت قريش أمة معادية له، مقاومة لدعوته، معارضة له فيها، وقد آذته وآذت المسلمين وأخرجتهم من ديارهم
واستولت على ما تركوه بمكة من الأموال، وآذت المستضعفين الذين لم يقدروا على الهجرة مع رسول الله وأصحابه
أذن الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بقتالهم وقتال كل معتد وصادٍّ عن الدعوة.
فأول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك مصادرة تجارة قريش التي كانوا يذهبون بها إلى الشام والتي يجلبونها منه.



قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) التحريم 9

- خاض المسلمون بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ثمان وعشرين غزوة أوضحت باللون الأحمر وكانت أولها غزوة الأبواء وآخرها تبوك...
- وقد اصطلح المؤرخون على تسمية كل حملة قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم ضد أعداء المسلمين بنفسه غزوة ..
وكل حملة عسكرية وجهها الرسول ضد أعداء المسلمين ولم يحضرها بنفسه وقادها أحد صحابته سرية



غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم



الغزوات والسرايا إجمالا :
1. في السنة الأولى من الهجرة بعث سريتين.
2. وفي السنة الثانية غزا بنفسه سبع غزوات وبعث سرية واحدة، وأكبر غزواتها غزوة بدر:
• غزوة (ودان) وهي قرية بين مكة والمدينة، وكان خروجه لها ليعترض عيراً لقريش فوجدها قد سبقته فرجع.
• وغزوة (بواط) وهو جبل جهينة بين المدينة وينبع، وكان خروجه فيها ليعترض عبر قريش فوجدها قد سبقته فرجع.
• وغزوة (العشيرة) وهي موضع من بطن ينبع وسنأتي على ذكرها في الأصل عند الكلام على غزوة بدر الكبرى.
• وغزوة (بدر الأولى). (بدر) موضع بين مكة والمدينة، وهو إلى المدينة أقرب في الجنوب الغربي منها، خرج فيها لتعقب من أغار على سرح المدينة فلم يجده.
• وغزوة (بدر الكبرى) وسنشرحها في الأصل.
• وغزوة بني (قينقاع) وهم حي من اليهود حول المدينة نبذوا عهد المسلمين وخانوهم، فخرج إليهم وحاصرهم خمس عشرة ليلة، حتى طلبوا منه أن يخرجوا من ديارهم بالنساء والأولاد ويتركوا للمسلمين الأموال، فقبل منهم ذلك وأجلاهم.
• وغزوة (السويق) التي خرج فيها أبو سفيان في مائتين إلى المدينة وأحرق بعض نخلها، فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم ففروا تاركين ما كانوا يحملون من أجربة السويق (ولذلك سميت غزوة السويق).
3. وفي السنة الثالثة غزا أربع غزوات وبعث سرية واحدة، وأهم غزواتها غزوة (أحد):
• غزوة (غطفان) وهم حي من قيس بلغ النبي صلى الله عليه وسلم تجمعهم للإغارة على المدينة، فخرج اليهم فتشتتوا في رؤوس الجبال.
• وغزوة (بحران) وهو موضع بجهة الفرع من المدينة به قبيلة بني سليم، أرادوا الإغارة على المدينة فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فتفرقوا.
• وغزوة (أحد) وسنشرحها في الأصل.
• وغزوة (حمراء الأسد) وقد ذكرت بالأصل.
4. وفي السنة الرابعة غزا ثلاث غزوات وبعث ثلاث سريات:
• غزوة (بني النضير) وسنأتى على ذكرها في الأصل.
• وغزوة (ذات الرقاع): اسم لصخور فيها بقع حمر وبيض وسود في جبل بجهة نجد؛ بلغه عليه الصلاة والسلام أن قبائل من نجد يتهيئون لحربه، فخرج إليهم في سبعمائة مقاتل فلم يجدوا غير النسوة فأخذوهن وعادوا، أما رجالهم فإنهم تفرقوا في رؤوس الجبال.
• وغزوة (بدر الآخرة) وسيأتي الكلام عليها في آخر غزوة أحد.
5. وفي السنة الخامسة غزا أربع غزوات أشهرها غزوة الخندق:
• غزوة (دومة الجندل) وهي جهة بين المدينة المنورة ودمشق، على بعد خمس ليال من دمشق وخمس عشرة ليلة من المدينة، بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن بها جمعا من الأعراب يعتدون على من يمر بهم وأنهم يريدون القرب من المدينة، فخرج إليهم في ألف من أصحابه، فلما علموا بقربه منهم تفرقوا وغنم المسلمون مواشيهم.
• وغزوة (بني المصطلق) وهم حي من خزاعة ساعدوا قريشا على حرب المسلمين في غزوة أحد ثم تجمعوا لحرب المسلمين، فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم في جمع كثير فالتقى الجمعان بجهة (المريسيع) وهو ماء لقبيلة خزاعة؛ فانهزم المشركون بين قتيل وأسير، وقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت زعيمهم الحارث وأعتق سائر نسائهم، وفي أثناء رجوع المسلمين من هذه الغزوة حصلت حادثة الإفك المشهورة.
• وغزوة (الخندق) وغزوة (بني قريظة) وسيأتى الكلام عليهما في الأصل.
وفي السنة السادسة غزا ثلاث غزوات وبعث إحدى عشرة سرية، ومن غزواتها غزوة الحديبية:
• غزوة (بني لحيان).
• وغزوة (الغابة).
• وغزوة (الحديبية).
5. وفي السنة السابعة غزا غزوة واحدة وهي غزوة خيبر وبعث ثلاث سرايا.
6. وفي السنة الثامنة غزا أربع غزوات، وبعث عشر سرايا، وأكبر غزواتها غزوة فتح مكة المكرمة وغزوة حنين:
• غزوة (مؤتة).
• وغزوة (الفتح).
• وغزوة (حنين).
• وغزوة (الطائف)، وسيأتي الكلام على جميعها في الأصل.
7. وفي السنة التاسعة غزا غزوة واحدة وهي غزوة تبوك، وبعث سرية واحدة.
8. وفي السنة العاشرة بعث سريتين، وفيها حج حجة الوداع.
9. وفي السنة الحادية عشر بعث سرية واحدة.

وفيمايلي شرح مختصر ميسر لأهم غزواته عليه الصلاة والسلام


روى مسلم من حديث عبدالله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي عن أبيه قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة
قاتل في ثمان منهن وعن زيد بن أرقم قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة كنت معه في سبع عشرة
وأما محمد بن إسحاق فقال كانت غزواته التي خرج فيها بنفسه سبعا وكانت بعوثه وسراياه ثمانيا وثلاثين وزاد ابن هشام في البعوث على ابن اسحاق

غزوة بدر


وفي رمضان من السنة الثانية للهجرة خرج المسلمون بقيادة الرسول ليعترضوا قافلة لقريش يقودها أبو سفيان
فلمًّا علم بهم أبا سفيان غَيّرَ طريقه إلى الساحل وأرسل إلى أهل مكة يستنفرهم، فخرجوا لمحاربة المسلمين
والتقى الجمعان في غزوة بدر في 17 رمضان سنة اثنتين للهجرة وانتصر جيش المسلمين وقُتِل أبو جهل عمرو بن هشام المخزومي سيد قريش

غزوة أُحد


بعد هزيمة قريش في غزوة بدر سعت للانتقام بسبب ***اها في معركة بدر فجمعت من كنانة وغيرها من القبائل فخرجوا في 3000 مقاتل
في 15 شوال من سنة 3 للهجرة فبلغ خبرهم للرسول فخرج بالمسلمين إلى أُحد وفي الطريق انسحب المنافق عبد الله بن أبي بن سلول
وثلاثمائة من أتباعه وعادوا إلى المدينة وتابع المسلمون سيرهم إلى أحد ونزلوا في موقع بين جبل أحد وجبل صغير ..
ووضع الرسول الرماة على جبل عينين وأمرهم أن لا يغادروا مواقعهم حتى يأمرهم بذلك مهما كانت نتيجة المعركة
وبدأت المعركة فحاول فرسان المشركين بقيادة خالد بن الوليد اختراق صفوف المسلمين من ميسرتهم فصدهم الرماة
و*** عشرة من حملة لواء المشركين، وسقط لواؤهم ودب الذعر في صفوفهم وبدؤوا في الهرب، وتبعهم بعض المسلمين
فاضطربت صفوفهم، ورأى الرماة هرب المشركين فظنوا أن المعركة حسمت لصالح المسلمين فترك معظمهم مواقعهم
ونزلوا يتعقبون المشركين ويجمعون الغنائم ولم يلتفتوا لتحذيرات قائدهم، واستغل خالد بن الوليد هذه الحال، فالتف على الجيش
وتغيرت موازين المعركة، وأثناء ذلك، أشيع أن الرسول ***، وانسحب الرسول بمجموعة من الصحابة الذين التفوا حوله إلى قسم من جبل أحد
وحاول المشركون الوصول إليه ففشلوا ويئسوا من تحقيق نتيجة أفضل فأوقفوا القتال مكتفين بانتصارهم هذا.

غزوة بني قينقاع‏


روي ابن هشام عن أبي عون‏:‏ أن امرأة من العرب قدمت بجَلَبٍ لها، فباعته في سوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ
فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فَعَمَد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ـ وهي غافلة ـ فلما قامت انكشفت سوأتها
فضحكوا بها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ ف***ه ـ وكان يهودياً ـ فشدت اليهود على المسلم ف***وه
فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع‏...
و حينئذ سار الرسول بالمسلمين إلى بني قينقاع في 2هـ، ولما رأوه تحصنوا في حصونهم، فحاصرهم ودام الحصار خمس عشرة ليلة
فنزلوا على حكم الرسول في رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم، فأمر بهم فكتفوا وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها
فخرجوا إلى أذْرُعَات الشام، فقل أن لبثوا فيها حتى هلك أكثرهم، وذهب ساداتهم إلى خيبر حيث كان أهلها يهود فسودوهم عليهم.‏

غزوة خيبر


لما نقض يهود خيبر عهدهم مع الرسول وسعوا لتوحيد قبائل العرب على قتال المسلمين في غزوة الأحزاب وبلغ ذروة أذاهم للرسول
عندما دسوا له السم في طعامه. توّجه محمد إلى خيبر ومعه ألف وست مئة مقاتل من المسلمين في مطلع ربيع الأول من العام السابع الهجري
وأحاط الرسول تحركه بسرية كاملة لمفاجئة اليهود...
فوصل منطقة تدعى رجيع تفصل بين خيبر وغطفان وفي الظلام حاصر المسلمون حصون خيبر واتخذوا مواقعهم بين أشجار النخيل...
وفي الصباح بدأت المعارك، وكانت الحصون تسقط؛ الواحد تلو الآخر... حتى سقطت آخر حصونهم على يد سرية بقيادة علي ابن أبي طالب
وعندها طلب اليهود من الرسول الصلح والبقاء في ديارهم، شرط أن يقدموا نصف محصولهم من كل عام إلى المسلمين..
فوافق الرسول على ذلك وصفح عنهم.

فتح مكة



عقد محمد صلح الحديبية مع قريش في 628م لمدة 10 سنوات وبعد سنتين من عقد الصلح حدث قتال بين خزاعة وبني بكر
وأعانت قريش بني بكر بالسلاح وقاتل معهم جماعة فذهب عمرو بن سالم الخزاعي للاستنصار بمحمد فخرجوا يردون قريش
فلما كان ذلك ذهب أبو سفيان ممثلاً عنهم ليقوم بتجديد الصلح وخرج أبو سفيان حتى أتي رسول الإسلام فكلمه، فلم يرد عليه شيئاً..
وأمر بتجهيز الجيش والتحرك نحو مكة ولعشر خلون من شهر رمضان 8 هـ سنة 630م، غادر الرسول المدينة متجهاً إلى مكة
في عشرة ألاف من الصحابة ونودي بمكة من دخل منزله فهو آمن ومن دخل الحرم فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن
وبعد أن دخل المسلمين المدينة جمع الرسول قريش وقال لهم: ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم.. قال: اذهبوا، فأنتم الطلقاء.

غزوة حنين



لما فتح المسلمون مكة، اجتمعت قبائل هوازن وثقيف وبني هلال، وقررت محاربة المسلمين...
قرر القائد جيشي هوازن وثقيف مالك بن عوف أن يسوق مع الجيش الأموال والعيال والنساء ليزيد ذلك من حماس المشركين في القتال
ويجعلهم يقاتلون حتى الموت، إن لم يكن للنصر فللدفاع عن الحرمات. وكان جيش المسلمين كبيراً بشكل أدخل الغرور في قلوب بعض المسلمين
حتى كان بعضهم يقول لن نهزم اليوم من قلة، ولكن في طريقهم إلى جيش هوازن وثقيف كان مالك قد نصب لهم كمين في وادي حنين
أصاب المسلمين بالصدمة والارتباك، وأشيع أن محمد صلى الله عليه وسلم ***، فبدأ المسلمين في الفرار والتراجع
لكن الرسول عليه الصلاة والسلام استطاع أن يعيد الثقة لجنوده وحول الهزيمة إلى نصر، وسرعان ما فر المتبقي من جيشي هوازن وثقيف في أماكن مختلفة.



مراحل توحيد شبه الجزيرة العربية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم



شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم

كان رسول الله قوى الشخصية ذكياً فطناً , شديد اللحظ , جميل الخلق , كريم الصفات , اثنى عليه ربه سبحانه
و تعالى و قال { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم } (4) سورة القلم , كان لايؤمن بدين قومة و كان يميل إلى الوحدة بعيداً عنهم
و كان غالباً ما يعتزل أسرتة من وقت لأخر ليتفكر فى خلق السماوات و الأرض والجبال و الشجر و كان دائماً ما يذهب
إلى غار حراء بجبل صغير لا يبعد عن مكة كثيراً و كان يذهب وحده ويوجه نظره إلى الكعبة مكان العبادة و يتفكر فى خلق
الكون و كانت السيدة خديجة رضى الله عنها تعينه على ذلك و ترسل له الطعام فى الغار و كان ذلك قبل أن يبلغ الأربعين
عاماً من عمره , فتعود من صغره على العمل و التفكر و حسن الخلق و كان أمُى لا يعرف القراءة ولا الكتابة و لكن علمه
ربه فأحسن تأديبه فأصبح اكبر و افضل معلمى البشرية .

لمحات من أخلاق الرسول صلى الله عليه و سلم



الأخلاق : وصف الله تعالى أخلاق النبى و جمعها فى آيه واحدة
و قال { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (4) سورة القلم

اما عن بعض سمات النبى الأخلاقية ..

الإيثار :
كان النبى يخرج لصلاه الفجر كل ليله و كانت المدينه شديدة البرودة فرأته أمرأة من الأنصار فصنعت للنبى
عبائة ( جلباب ) من قطيفة و ذهب اليه و قالت : هذة لك يا رسول الله ففرح بها النبى و لبسها النبى
و خرج فرءاة رجل من الأنصار فقال : ما أجمل هذة العباءة أكسينيها يا رسول الله
فقال له النبى : نعم أكسك إياها وأعطاها النبى لهذا الرجل



العطاء :
بعد غزوة حنين كان نصيب الرسول من الغنائم كثير جداً لدرجة ان الأغنام كانت تملأ
منطقة بين جبلين , فجاء رجل من الكفار و نظر إلى الغنائم و قال : ما هذا ؟ ( يتعجب من كثرة الغنائم )
فقال له رسول الله : أتعجبك ؟ فقال الرجل : نعم , فقال الرسول : هى لك فقال له الرجل : يا محمد أتصدقنى ؟
فقال له الرسول : أتعجبك ؟ فقال الرجل نعم , فقال الرسول : اذاً خذها فهى لك , فأخذها الرجل و جرى مسرعاً لقومة
يقول لهم : يا قوم : أسلموا , جئتكم من عند خير الناس , إن محمداً يعطى عطاء من لا يخشى الفقر أبداً .



خلق الوفاء:
كان فى مكة رجل أسمة ابو البخترى بن هشام و كان كافراً و لكنه قطع الصحيفة التى كانت تنص على مقاطقة بنى هاشم
و نقض العهد بينهم فقال الرسول للصحابة : من لقى منكم أبو البخترى بن هشام فى المعركة فلا ي***ه وفاء له بما فعل يوم الصحيفة

شهامة الرسول:
كان هناك أعرابى أخذ ابو جهل منه اموالة فذهب هذا الأعرابى لسادة قريش يطلب منهم أموالة من ابو جهل فرفضوا
ثم قالوا له إذهب إلى هذا الرجل فإنة صديق ابو جهل وسيأتى لك بمالك , ( و اشاروا على رسول الله إستهزاء به )
فذهب الرجل إلى النبى و قال : لى أموال عند ابى جهل و قد اشاروا على القوم أن أذهب إليك و أنت تأتى لى بأموالى
فقال الرسول : نعم أنا أتيك بها و ذهب الرسول إلى ابو جهل و قال له : أللرجل عندك أموال ؟ فقال ابو جهل : نعم
فقال له النبى : أعطى الرجل مالة , فذهب ابو جهل مسرعاً خائفاً و جاء بالمال و أعطاة للرجل

خلق الرحمة :
جاء رجل إلى الرسول و هو يرتعش و خائف و كان اول مرة يقابل النبى فقال له النبى : هون عليك فإنى لست بملك
إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد و أمشى كما يمشى العبد و إن امى كانت تأكل القضيب بمكة ( أقل الأكلات )



- جاءت امرأة إلى الرسول و قالت له : يا رسول الله : لى حاجة فى السوق أريد ان تأتى معى لتحضرها لى
فقال لها النبى : من أى طريق تحبى أن آتى معك يا امة الله ؟ فلا تختارى طريقاً إلا و ذهبت معك منه



خلق الصدق :
وقف النبى على جبل الصفا و قال : يا معشر قريش , أرءيتم إن قلت لكم أنه خلف هذا الجبل خيل تريد
أن تغير عليكم أكنتم مصدقى؟ قالوا نعم , ما جردنا عليك شىء من قبل فأنت الصادق الأمين , فقال لهم النبى :
فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد .

خلق الأمانة :
كان هو أكثر أمين فى مكة فكانوا يسمونه بالصادق الأمين و كان الكفار نفسهم يتركون عنده الأموال
لأنهم يعلمون أنه أكثر أمين فى مكة

خلق العفو :
عندما دخل النبى مكة و فتحها قال لأهلها : ما تظنون أنى فاعل بكم ؟ قال خيراً أخ كريم و ابن أخى كريم
فقال النبى لهم : إذهبوافأنتم الطلقاء .








المحطة التاسعة




نلتقي مجددا حبيباتي في الله في محطات جديدة من سيرة الحبيب المصطفى ..




وصف الرسول صلى الله عليه و سلم




الحقيقة انى قد حزنت حزناً شديداً عندما سمعت أية فى القرأن الكريم يقول تعالى :
{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُون َ} (146) سورة البقرة




و تفسير هذة الأية ان اليهود يعرفون الرسول و صفاته كما يعرفون ابنائهم او اشد من ذلك و نحن أمة محمد لا نعرف

شكلة ولا صفاته و لا نسبة ..
و لأن رسول الله قال : (( من رأنى فى المنام فقد رأنى حقاً ))
فيجب علينا ان نعرف شكل الرسول و نسبه لكى نكون على نور و هداية من الله تعالى لعل الله تعالى يبشرنا به فى منامنا
او يبشرنا بقدومه لنا يوم القيامه ليدخلنا الجنه إن شاء الله




كان صلى الله عليه وسلم متوسط القامة ، لا بالطويل ولا بالقصير، بل بين بين ..
كما أخبر بذلك البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعاً-متوسط القامة- بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته في حلةٍ حمراء لم أر شيئاً قط أحسن منه ) متفق عليه.


وكان صلى الله عليه وسلم أبيض اللون، ليِّن الكف، طيب الرائحة، دلَّ على ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون- أبيض مستدير- ، كأنَّ عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مَسَسْتُ ديباجة - نوع نفيس من الحرير- ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممتُ مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه مسلم .


وكانت أم سُليم رضي الله عنها تجمع عَرَقه صلى الله عليه وسلم، فقد روى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَال:َ ( دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال -أي نام نومة القيلولة- عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت -تجمع- العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب ) رواه مسلم .

وكان بصاقه طيباً طاهراً، فعن عبد الجبار بن وائل قال حدثني أهلي عن أبي قال: ( أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء، فشرب منه، ثم مجّ في الدلو، ثم صُبّ، في البئر، أو شرب من الدلو، ثم مج في البئر، ففاح منها مثل ريح المسك ) رواه أحمد وحسنه الأرنؤوط.

وكان وجهه صلى الله عليه وسلم جميلاً مستنيراً، وخاصة إذا سُرَّ، فعن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن غزوة تبوك قال: ( فلما سلّمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه ) رواه البخاري .

وكان وجهه صلى الله عليه وسلم مستديراً كالقمر والشمس ، فقد سُئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: (لا بل مثل القمر ) رواه البخاري ، وفي مسلم ( كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديراً ) .

وكان صلى الله عليه وسلم كث اللحية، كما وصفه أحد أصحابه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: ( وكان كثير شعر اللحية ) رواه مسلم .

وكان صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين، ذو شَعرٍ جميل، ففي الخبر عن أَنَسٍ رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْيَدَيْنِ، لم أرَ بعده مثله، وكان شَعْرُ النبي صلى الله عليه وسلم رَجِلاً لا جَعْدَ - أي لا التواء فيه ولا تقبض- وَلا سَبِطَ - أي ولامسترسل- ) رواه البخاري .

ووصفه الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه فقال: ( كان رسول صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ - واسع - الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ - حمرة في بياض العينين - مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْن- قليل لحم العقب- ) رواه مسلم .

وكان له خاتم النبوة بين كتفيه، وهو شئ بارز في جسده صلى الله عليه وسلم كالشامة ، فعن جابر بن سمرة قال: ( ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده ) رواه مسلم .

ومن صفاته صلى الله عليه وسلم أنه أُعطي قوةً أكثر من الآخرين، من ذلك قوته في الحرب فعن علي رضي الله عنه قال: ( كنا إذا حمي البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يكون أحد منا أدنى إلى القوم منه ) رواه أحمد و الحاكم .

اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كان صلى الله عليه وسلم متوسط القامة ، لا بالطويل ولا بالقصير، بل بين بين، كما أخبر بذلك البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعاً-متوسط القامة-، بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته في حلةٍ حمراء، لم أر شيئاً قط أحسن منه ) متفق عليه.

وكان صلى الله عليه وسلم أبيض اللون، ليِّن الكف، طيب الرائحة، دلَّ على ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون- أبيض مستدير- ، كأنَّ عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مَسَسْتُ ديباجة - نوع نفيس من الحرير- ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممتُ مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه مسلم .

وكانت أم سُليم رضي الله عنها تجمع عَرَقه صلى الله عليه وسلم، فقد روى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَال:َ ( دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال -أي نام نومة القيلولة- عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت -تجمع- العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب ) رواه مسلم .

وكان بصاقه طيباً طاهراً، فعن عبد الجبار بن وائل قال حدثني أهلي عن أبي قال: ( أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء، فشرب منه، ثم مجّ في الدلو، ثم صُبّ، في البئر، أو شرب من الدلو، ثم مج في البئر، ففاح منها مثل ريح المسك ) رواه أحمد وحسنه الأرنؤوط.

وكان وجهه صلى الله عليه وسلم جميلاً مستنيراً، وخاصة إذا سُرَّ، فعن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن غزوة تبوك قال: ( فلما سلّمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه ) رواه البخاري .

وكان وجهه صلى الله عليه وسلم مستديراً كالقمر والشمس ، فقد سُئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: (لا بل مثل القمر ) رواه البخاري ، وفي مسلم ( كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديراً ) .

وكان صلى الله عليه وسلم كث اللحية، كما وصفه أحد أصحابه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: ( وكان كثير شعر اللحية ) رواه مسلم .

وكان صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين، ذو شَعرٍ جميل، ففي الخبر عن أَنَسٍ رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْيَدَيْنِ، لم أرَ بعده مثله، وكان شَعْرُ النبي صلى الله عليه وسلم رَجِلاً لا جَعْدَ - أي لا التواء فيه ولا تقبض- وَلا سَبِطَ - أي ولامسترسل- ) رواه البخاري .

ووصفه الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه فقال: ( كان رسول صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ - واسع - الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ - حمرة في بياض العينين - مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْن- قليل لحم العقب- ) رواه مسلم .

وكان له خاتم النبوة بين كتفيه، وهو شئ بارز في جسده صلى الله عليه وسلم كالشامة ، فعن جابر بن سمرة قال: ( ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده ) رواه مسلم .

ومن صفاته صلى الله عليه وسلم أنه أُعطي قوةً أكثر من الآخرين، من ذلك قوته في الحرب فعن علي رضي الله عنه قال: ( كنا إذا حمي البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يكون أحد منا أدنى إلى القوم منه ) رواه أحمد و الحاكم .




قائمة بأسماء زوجات النبى صلى الله عليه و سلم



1- السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها



2- السيدة سودة بنت زمعة رضى الله عنها



3- السيدة عائشة بنت أبى بكر رضى الله عنها



4- السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنها



5- السيدة زينب بنت خزيمة رضى الله عنها



6- السيدة أم سلمة ( هند بنت أمية ) رضى الله عنها



7- السيدة زينب بنت عمته رضى الله عنها



8- السيدة جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار رضى الله عنها



9- صفية بنت حُيى بن أخطب رضى الله عنها



10- أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان رضى الله عنها



11- مارية بنت شمعون القبطية رضى الله عنها



12- ميمونة بنت الحارث الهلالية رضى الله عنها



13- أسماء بنت النعمان رضى الله عنها



14- قتيلة بنت قيس رضى الله عنها






حكمة تعدد الزوجات لرسول الله صلى الله عليه و سلم


كثير من الناس مسلمين و غير مسلمين شغلهم هذا الأمر , و ما يزالون شغوفين لمعرفة حكمة التعدد بالنسبة للنبى
من مصادرها العربية و أيضاً الشباب المسلم فى أيامنا هذة مازال مشتاقاً لمعرفة الحقيقة
الصحيحة و الحكمة المقصودة فى تعدد زوجات النبى



نبدأ بسم الله فى عرض الحقيقة لشبابنا المسلم :


1
عاش النبى حتى سن الخامسة و العشرين عزباً طاهراً نقياً حتى لقبوه

بالصادق الأمين , و عاش خمساً و عشرين سنة أخرى مكتفياً بزوجة واحدة هى السيدة خديجة
رضى الله عنها التى تكبره بخمس عشرة سنة , مع أن النبى كان شاباً نشيطاً قوياً جذاباً جميلاً
بينما كان لكل رجل من العرب من عشرة إلى عشرين زوجة على الأقل .



2
عاش النبى مع السيدة خديجة لمدة خمس و عشرين سنة و بعد وفاتها ( ثلاث سنوات قبل الهجرة )


تزوج من السيدة سودة بنت زمعة و انفردت به ثلاث سنوات و كان عمرها خمسين سنة و هو ايضاً فى سن الخمسين تقريباً
فلو كان النبى شهوانياً ما قضى سنى شبابة مع عجوزين و لم يجمع عليهما.



3

يبين لنا تاريخ الأنبياء أن التعدد شمل الكثير من الأنبياء فكان للنبى داود و سليمان عليهما السلام
سبعمائة من النساء و ثلاثمائة من السرارى ..

المشكلة هى : لماذا تزوج النبى هذا العدد من النساء ؟



الإجابة : 1- إعداد كوادر جديدة من الدعاة عن طريق المصاهرة لنشرالدعوة الإسلامية بين مشركى مكة .

2- الزواج بالمصاهرة إحدى طرق نشر الدين الجديد بين القبائل و الناس فى جميع أنحاء العالم .

3- بالزواج أنقذ النبى أزواج بعض الزوجات من انتقام و ***** العائلة عاجلاً او آجلاً .

4- وزوجات أخرى كافأهن الرسول لتمسكهن بالإسلام .



5- جعل النبى كل زوجة من زوجاته داعيه للإسلام و عاملة بتعاليم الإسلام فى حياتها اليومية مبيناً الأحكام الشرعية والغير شرعية لتجيب على ردود السائلات .

6- إن حياة النبى الزوجية لا تسير برغبتة كسائر البشر و إنما كانت بتقدير الوحى و رب القدرة ( الله عز و جل ) .

7- إن التاريخ الإسلامى مدين إلى زوجات النبى رضى الله عنهم لأنهم كانوا دائماً فى صحبته فى جميع غزواته حيثما يذهب إرضاء لإنسانيته , و عوناً له على الشدائد مجددين نشاطه لكى يتحمل الأعباء الثقيلة .
و بالطبع وضحت الأن حكمة تعدد زوجات النبى و أحب أن الخصها لكم فى هذة الأيات :


قال تعالى :
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَااللَّهُ مُبْدِيهِ
وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} (37) سورة الأحزاب

و قال تعالى ايضاً
{ لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا} (52) سورة الأحزاب

و قال تعالى
{ عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} (5) سورة التحريم


و يروى عنه انه قال : ما زوجت شيئاً من بناتى إلا بوحى جاءنى به جبريل عن ربى عز و جل


ومما هو جدير بالذكر أن حياه النبى كان يحكمها منهج قرآنى ,فلكل فرد داخل بيت النبى حقوق وواجبات

و سلوك يجب أن يتبعنه و لهن الثواب و إن خالفنه فعليهن العقاب

كما قال تعالى فى كتابه العزيز:

{ يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} (32) سورة الأحزاب




وقفات ..مؤثرة ..



الرسول الانسان


بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة بني لحيان الذين غدروا بأصحابه فيما يعرف بفاجعة ماء الرجيع توقف عند قبور ال***ى فنزل وترحم على اصحابه الشهداء ثم رجع الى المدينة وفي الطريق بين مكة والمدينة أمر صلى الله عليه وسلم القافلة بالتوقف ونزل عند قبر قديم وبدأ يبكي بكاء شديدا فاستغرب الصحابة لرؤيته النبي يبكي بهذه الصورة حتى ابكاهم معه وضل النبي صلى الله عليه وسلم فترة عند القبر ..
ثم قام فلما جاء الى القافلة سأله عمر رضي الله عنه يا رسول الله رأيناك تفعل فعلا ما رأيناه منك من قبل
فما هذا القبر ؟

فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر هذا قبر امي استاذنت ربي ان أزور امي فأذن لي
واستأذنته ان استغفر لها فلم يأذن لي فأخذتني رحمة الولد بأمه

فداك ابي وأمي ونفسي يا حبيبي يا رسول الله .. اخذته العاطفة نحو امه , ففاضت انسانيته وعاطفته
الحقيقية الجياشة , ليس فظا غليظ القلب.. ولكنه رحيم صلى الله عليه وسلم

شوقه إلينا

ورد عنه صلى الله عليه وسلم انه في ايامه الاخيرة زار شهداء احد ثم قال اني لاشتاق لرؤية اخواني
فقال الصحابة اولسنا اخوانك يا رسول الله فقال انتم اصحابي اما اخواني فيأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني ...
اللهم اجعلنا اخوانا لحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم ..










المحطة العاشرة





محطة صعبة جدااااا ...لكن لا بد منها ..





وفاته ...صلى الله عليه وسلم




قبل وفاة الرسول كانت حجة الوداع، وبعدها نزل قول الله عز وجل



" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا "


فبكي أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآيه.. فقالوا له ما يبكيك يا أبو بكر أنها آية مثل كل آيه نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم


فقال : هذا نعي رسول الله ..


وعاد الرسول .. وقبل الوفاه بـ 9 أيام نزلت آخر ايه من القرآن


" واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون"

وبدأ الوجع يظهر علي الرسول فقال : أريد أن أزور شهداء أحد فذهب الي شهداء أحد
ووقف على قبور الشهداء


وقال : السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إنشاء الله بكم لاحقون،
وإني إنشاء الله بكم لاحق


وأثناء رجوعه من الزياره بكي رسول الله قالوا ما يبكيك يا رسول الله ؟

قال : ( اشتقت إلي إخواني ) ، قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟

قال : لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني .


اللهم أنا نسالك أن نكون منهم




وعاد الرسول.. وقبل الوفاه بـ 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيده ميمونه ..

فقال: ( اجمعوا زوجاتي ) ، فجمعت الزوجات ، فقال النبي: ( أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشه ؟ )

فقلن: أذن لك يا رسول الله فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس
فحملا النبي صلى الله عليه وسلم

وخرجوا به من حجرة السيده ميمونه الي حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة علي هذا الحال لأول مره .. فيبدأ الصحابه في السؤال بهلع:ماذا أحل برسول الله.. ماذا أحل برسول الله.

فتجمع الناس في المسجد وامتلأ وتزاحم الناس عليه.



فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزاره، فقالت السيدة عائشة : لم أر في حياتي أحد يتصبب عرقا

بهذا الشكل ..



فتقول: كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي..

وتقول : فأسمعه يقول لا اله إلا الله ، إن للموت لسكرات ، فتقول السيده عائشه :
فكثر اللفظ ( أي الحديث ) في المسجد اشفاقا علي الرسول
فقال النبي : ماهذا ؟ فقالوا : يارسول الله ، يخافون عليك
فقال : ( احملوني إليهم )


فأراد أن يقوم فما استطاع ، فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتي يفيق ...

فحمل النبي وصعد إلي المنبر.. آخر خطبه لرسول الله و آخر كلمات له
فقال النبي : ( أيها الناس، كأنكم تخافون علي )

فقالوا : نعم يارسول الله فقال :

أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض..


والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا. أيها الناس، والله ما الفقر أخشي عليكم، ولكني أخشي عليكم الدنيا


أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم .

ثم قال : أيها الناس ، الله الله في الصلاه ، الله الله في الصلاه - بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاه - وظل يرددها ، ثم قال :

( أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكم بالنساء خيرا )


ثم قال : أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله ، فاختار ما عند الله


فلم يفهم أحد قصده من هذه الجمله ، وكان يقصد نفسه ، سيدنا أبوبكر هوالوحيد الذي فهم هذه الجمله ، فانفجر بالبكاء


وعلي نحيبه ، ووقف وقاطع النبي وقال : فديناك بآبائنا ، فديناك بأمهاتنا ، فديناء بأولادنا ،


فديناك بأزواجنا ،فديناك بأموالنا ، وظل يرددها ..

فنظر الناس إلي أبو بكر ، كيف يقاطع النبي .. فأخذ النبي يدافع عن أبو بكر قائلا :

أيها الناس ، دعوا أبوبكر ، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به
إلا أبوبكر لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته إلي الله عز وجل ،

كل الأبواب إلي المسجد تسد إلا باب أبوبكر لا يسد أبدا

وأخيرا قبل نزوله من المنبر .. بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل الوفاه كآخر دعوات لهم
فقال : ( أوآكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله ) ..


وآخر كلمه قالها ، آخر كلمه موجهه للأمه من علي منبره قبل نزوله
قال :
( أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلي يوم القيامه ) .

وحمل مرة أخري إلي بيته.. وهو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك،

فظل النبي ينظر الي السواك ولكنه لم يستطيع ان يطلبه من شدة مرضه ..ففهمت السيده عائشه
من نظرة النبي، فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته في فم النبي، فلم يستطع أن يستاك به
فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي مره أخرى حتى يكون طريا عليه
فقالت : كان آخر شئ دخل جوف النبي هو ريقي ، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت

تقول السيده عائشه : ثم دخل فاطمه بنت النبي ، فلما دخلت بكت ، لأن النبي لم يستطع القيام ،

لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :


( ادنو مني يا فاطمه ) فحدثها النبي في أذنها ، فبكت أكثر .

فلما بكت قال لها النبي : أدنو مني يا فاطمه فحدثها مره أخري في اذنها ، فضحكت .....

بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي ، فقالت : قال لي في المره الأولى : يا فاطمه ، إني ميت الليله

فبكيت فلما وجدني أبكي قال يا فاطمه ، أنتي أول أهلي لحاقا بي فضحكت

تقول السيده عائشه : ثم قال النبي أخرجوا من عندي في البيت ) وقال :

( ادنو مني يا عائشه )


فنام النبي علي صدر زوجته ، ويرفع يده للسماء ويقول :


( بل الرفيق الأعلي، بل الرفيق الأعلي ) .. تقول السيده عائشه: فعرفت أنه يخير.


دخل سيدنا جبريل علي النبي وقال : يارسول الله ، ملك الموت بالباب ، يستأذن أن يدخل عليك ،


وما استأذن علي أحد من قبلك فقال النبي ائذن له يا جبريل

فدخل ملك الموت علي النبي وقال : السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني الله أخيرك ، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله فقال النبي :

( بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى )



ووقف ملك الموت عند رأس النبي وقال : أيتها الروح الطيبه ، روح محمد بن عبد الله ، أخرجي إلي رضا من الله

و رضوان ورب راض غير غضبان ...



تقول السيده عائشه: فسقطت يد النبي وثقلت رأسه في صدري ، فعرفت أنه قد مات ...

فلم أدري ما أفعل ، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي


وفتحت بابي الذي يطل علي الرجال في المسجد وأقول مات رسول الله ، مات رسول الله ..


تقول: فانفجر المسجد بالبكاء. فهذا علي بن أبي طالب أقعد، وهذا عثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمني ويسري ..

وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه، إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسي للقاء ربه وسيعود ..ي*** من قال أنه قد مات ..

أما أثبت الناس فكان أبوبكر الصديق رضي الله عنه دخل علي النبي واحتضنه وقال :


وآآآ خليلاه ، وآآآصفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه . وقبل النبي وقال: طبت حيا وطبت ميتا يا رسول الله.


ثم خرج يقول : من كان يعبد محمد فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ... ويسقط السيف من يد عمر بن الخطاب، يقول: فعرفت أنه قد مات... ويقول: فخرجت أجري أبحث عن مكان أجلس فيه وحدي لأبكي وحدي....

ودفن النبي والسيده فاطمه تقول : أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه النبي ... ووقفت تنعي النبي وتقول:

يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه ، جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه ، الى جبريل ننعاه .




فلكل من أرادت أن تجد حلاوة حب النبي في قلبها فعليها بأربع


1.كثرة الصلاة عليـه
2.شد الرحال لمسجده

3.اتــبــاع ســـنـتـه
4.دراسـة سـيـرتــه




اعـمـلي الأربـعـة فـسـتـشـعـرين أن حـب الـنـبـي تـغـيـّـر فـي قـلـبـكِ فـيـبـقى

احـب إلـيك من ولـدك ومـالـك واهـلـك واحـب إلـيـكِ مـن الـنـاس أجمعين


(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها اللذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)




شوق صحابته اليه


بعد وفاة النبي باكثر من 4 سنوات وبعد معركة اليرموك العظيمة واستعداد الجيش المنتصر لفتح بيت المقدس بانتظار وصول الخليفة الفاروق عمر.. والتقى الجيش بعمر لاول مرة بعد سنوات الجهاد في منطقة الجابية من قرى الجولان السوري المحتل وبعد ان تعانق الاحبة بالله حان وقت صلاة العصر وكان في الجيش مؤذن الحبيب بلال بن رباح صاحب الصوت الندي الذي لم يؤذن قط بعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم فطلب المسلمون من عمر ان يستأذن بلا ل ويرجوه ان يؤذن لهم فذهب الخليفة بنفسه الى احد جنده بلال وقال يا بلال ان هذا اليوم يوم عظيم اعز الله به الاسلام واهله وان الجيش كله يستأذنك ان تؤذن لهم فقام بلال وارتفع صوته في سكون مطبق وبدأ صوت الاذان يجلجل في الآفاق


الله اكبر.... الله اكبر ... اشهد ان لا اله الا الله ... اشهد ان لا اله الا الله




وبدأت الذاكرة تعود بالمسلمين الى الوراء الى ايام كان هذا الصوت يعلو بحضرة سيد الخلق ,بدوأ يعودون الى ايام رفقته صلى الله عليه وسلم وبدأت الدموع تنصب من العيون شوقا الى الرسول صلى الله عليه وسلم


وعندما وصل بلال الى .. اشهد ان محمدا رسول الله ... لم يستطع ان يكمل وبكى بلال وبكى الجيش كله, ثلاثون الفا او يزيدون في صعيد واحد يبكون في منظر يهز القلوب والارواح شوقا الى حبيبهم وصاحبهم وقائدهم وقدوتهم وشفيعهم وشفعينا باذن الله


اللهم اجمعهم واجمعنا به صلى الله عليه وسلم



نتوقف هنا في هاته المحطة الحزينة ..لكن أود التأكيد على شئ مهم...

رسول الله لم يمت هو خالد بنبوته وبمكانته عند الملك وعندنا


وهذه هدية طيبة لكم جميعا ..أنتن من تركبن معي في قطار السيرة العطرة
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-11-2012, 12:31 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي


محطة التوقـف





ها نحن نتوقف في أخر محطة من محطات السيرة العطرة في رحلتنا





رحلة الإيمان في سيرة المصطفى العدنان ..





والتي أرتأينا من وراءها أن نختصر أهم محطات حياة حبيبنا وشفيعنا


المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم




أخواتي الحبيبات ..


جميل جدااا ما جمعنا في رحلتنا الطيبة هذه ..في حضرة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام



ولنجعل هذه المحطة ..استذكارا لما شاهدناه وشهدناه من سيرته صلى الله عليه وسلم


هيا معي لنستذكر معا بعض المشاهد القوية في رحلتنا ...





*المشهد الأول*

الجيش الإسلامي يدخُلُ مكّة:




إنك لو شهدت يوم الخندمة ... ... ... إذ فرّ صفوان وفرّ عكرمة

واستقبلتنا بالسيوف المسلمة ... ... يقطعن كل ساعد وجمجمة
ضرباً فلا يسمع إلا غمغمة... ... ... لهم نهيت خلفنا وهمهمة
لم تنطقي في اللوم أدنى كلمة





وأقبل خالد يجوس في مكّة حتى وافى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم على الصفا.

وأما الزبير فتقدم حتى نصب راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بالحجون عند مسجد الفتح، وضرب له هناك قُبّة، فلم يبرح حتى جاءه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.







*المشهد الثاني*





الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم يدخل المسجد الحرام ويطهره من الأصنام:



...ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، والمهاجرون والأنصار بين يديه وخلفه وحوله، حتى دخل المسجد، فأقبل إلى الحجر الأسود، فاستلمه، ثم طاف بالبيت، وفي يده قوس، وحول البيت وعليه ثلاثمائة وستون صنماً، فجعل يطعنها بالقوس، ويقول:

{جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً} [سورة الإسراء - الآية:81]
{جاء الحق وما يبدئ الباطل ومايعيد} [سورة سبأ - الآية:49]
والأصنام تتساقط على وجوهها.





وكان طوافه على راحلته، ولم يكن محرماً يومئذ، فاقتصر على الطواف، لما أكمله دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، فأمر بها ففتحت، فدخلها، فرأي فيها الصور، ورأى فيها صورة ابراهيم واسماعيل - عليهما السلام يستقسمان بالأزلام، ققال: "قاتلهم الله، والله مااستقسما بها قط".

ورأى في الكعبة حمامة من عيدان، فكسرها بيده، وأمر بالصور فمُحيت.








*المشهد الثالث*




الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يصلّي في الكعبة ثم يخطب أمام قريش


ثم أغلق عليه الباب، وعلى أسامة وبلال، فاستقبل الجدار الذي يُقابل الباب، حتى إذا كان بينه وبينه ثلاثة أذرع وقف، وجعل عمودين عن يساره، وعموداً عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه - وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة - ثم صلى هناك، ثم دار في البيت، وكبّر في نواحيه، ووحّد الله، ثم فتح الباب، وقريش قد ملأت المسجد صفوفاً ينتظرو ماذا يصنع؟ فأخذ بعضادتي الباب، وهم تحته، فقال:

" لا إلا إلا الله وحده، لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثرة أو مال أو دم فهو تحت قدمي هاتين، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج، ألا وقتيل الخطأ شبه العمد -السوط والعصا- ففيه الدية مغلظة، مائة من الإبل، أربعون منها في بطونها أولادها.


يامعشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب ثم تلا هذه الآية: {ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم* إن الله عليم خبير}

[سورة الحجرات - الآية: 13]






*المشهد الرابع*




لاتثريب عليكم اليوم


ثم قال:

"يامعشر قريش، ما ترون أني فاعلٌ بكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، قال: فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: {لا تثريب عليكم اليوم} اذهبوا فأنتم الطلقاء"






*المشهد الخامس*





مفتاح البيت إلى أهله



ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلّم في المسجد، فقام إليه علي رضي الله عنه، ومفتاح الكعبة في يده، فقال: يارسول الله، اجمع لنا الحجابة مع السقاية، صلى الله عليك، وفي رواية: أن الذي قال ذلك هو العباس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: "أين عثمان بن طلحة؟" فدعي له، فقال له:

"هاك مفتاحك ياعثمان، اليوم يوم بر ووفاء"، وفي رواية ابن سعد في الطبقات أنه قال له حين دفع المفتاح إليه:
"خذوها خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم، ياعثمان، إن الله استأمنكم على بيته، فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف".








*المشهد السادس*





بلال يؤذن على الكعبة


وحانت الصلاة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بلالاً أن يصعد فيؤذن على الكعبة، وأبو سفيان بن حرب، وعتاب بن أسيد، والحارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة، فقال عتاب: لقد أكرم الله أسيداً أن لا يكون سمع هذا، فيسمع منه ما يغيظه، فقال الحارث: أما والله لو أعلم أنه حق لاتبعته، فقال أبو سفيان: أما والله لا أقول شيئاً، لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصباء، فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فقال لهم: "قد علمت الذي قلتم" ثم ذكر ذلك لهم فقال الحارث وعتاب: نشهد أنك رسول الله، والله ما اطّلع على هذا أحد كان معنا فنقول أخبرك.







*المشهد السابع*





صلاة الفتح أو صلاة الشكر


ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يومئذ دار أم هانئ بنت أبي طالب، فاغتسل وصلى ثماني ركعات في بيتها، وكان ضحى، فظنّها من ظنّها صلاة الضحى وإنما هذه صلاة الفتح، وأجارت أم هانئ حموين لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:

" قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ"، وقد كان أخوها علي بن أبي طالب أراد أن ي***هما، فأغلقت عليهما باب بيتها، وسألت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، فقال لها ذلك.




أما الأن فسنحاول الإجابة عن السؤال الذي طرحناه في ثالث محطة من محطات رحلتنا الحبيبة


* إن كنتن تتذكرن المحطة الثالثة !! *


وذلك..بالتواصل فيما بيننا أخواتي وحبيباتي في الله .. إن شئتن ذلك


سأقول ما عندي وتقولون ماعندكن..


نتحاور ونتجاذب الحديث ..بكل متعة وانشراح ..


كوننا في حضرة حبيب الرحمن وخاتم الرسل


فأقول ...



هل تعني محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام أن نتذكر يوم مولده ..
فن*** الذبائح ونمد السمط،


ونقرأ البردة والهمزية والمدائح النبوية، ثم نعرج على صفات الرسول
الخَلقية والخُلقية ..

فنخرج من هذا كله بالروحانية، ظانين في أنفسنا أننا أعطينا

رسول الله عليه السلام حقه، ثم نعود إلى دنيانا، غافلين عن سيرته، مضيعين أحكامه،

لاهين بالدنيا عن إقامة دولته، ملتفتين عن طريقته الشرعية الوحيدة إلى طرق الواقعية والديمقراطية..





كيف نقابل الله ورسوله يوم القيامة، وقد عصينا وتخلينا..
كيف نقابل الله ورسوله يوم القيامة..
وقد أهملنا وضيعنا..


رحم الله الشافعي عندما قال:


تعصي الإله وأنت تظهرُ حبَّهُ

هذا لعمري في القياس بديعُ
لو كان حبُّك صادقاً لأطعتهُ
إن المحب لمن يحب مطيعُ
في كل يوم يبتديك بنعمةٍ
منه وأنت لشكر ذاك مضيعُ






سأل رجل من أهل بغداد أبا عثمان الواعظ: متى يكون الرجل صادقاً في حب مولاه؟

فقال: إذا خلا من خلافه كان صادقاً في حبه. فوضع الرجل التراب على رأسه وصاح
وقال: كيف أدعي حبه ولم أخلُ طرفة عين من خلافه. فبكى أبو عثمان وأهل المجلس
وصار أبو عثمان يقول في بكائه: صادق في حبه مقصر في حقه. أورده البيهقي.





إن محبة رسول الله وكل ما يرتبط بيوم مولده تناقض كل ما يعيشه المسلمون اليوم في حياتهم.

أتانا الرسول عليه السلام بالمحجة البيضاء، فأين نحن منها الآن؟!


ثلاث عشرة سنة كاملة بأيامها من أجل إقامة دولة للإسلام، ولم يلق ربه
إلا بعد بعد أن شرع لنا أحكامها، وبيّن لنا أجهزتها..


فأين نحن من دولته؟!


أمرنا أن نحمل رسالته من بعده، كي نكون شهداء على الأمم..

ويكون هو علينا شهيداً،
فأين نحن من هذا، وماذا سيشهد علينا رسول الله أمام رب العزة في موقف الحشر العظيم؟!



أمرنا بالعزة، وها نحن نتجرع المهانة في كل يوم، فأين نحن من عزته؟!




أمرنا أن نحافظ على أخوتنا في الاسلام .. وأن نكون وحدة واحدة .. ويدا واحدة ضد من يريد شق صفنا..




فأين نحن من ذلك كله؟!



زرع فينا الشرف والكرامة والتضحية بالغالي والنفيس، من أجل العرض، ومن أجل الغيرة،

وها نحن أعراضنا تنتهك في كل مكان..




فأين نحن من هذا كله؟!


آه، لو يدرك الكفار النعمة التي أرسلها الله للبشر، والرحمة التي أنعم الله بها عليهم،

والله لجالدونا على إتباعه، ولكن لا تنفع الآهات.







إن مهمتنا عظيمة، وأعباءنا جسيمة، وكلما تمعنّا فيما ألقي علينا من تبعة تحسرنا على


أعمارنا التي مضت، وتمنينا زيادة في العمر لنعوض ما فات



مهمتنا تزداد وتتفاقم تبعاتها وأعداء الإسلام يضربوننا في أحب الناس الينا.. لعنة الله عليهم



الكل يعلم أن الاستهزاء بمحمد صلي الله عليه وسلم لم يتوقف ممن عليهم..


والان يبتكرون كل السبل لتشويه صورة يكفي ان أقول لكم أنهم اصدرو العاب للاطفال يستهزءون فيها بالنبي وازواجه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم



حسبنا الله ونعم الوكيل



لا نجد بدا اليوم إلا بأن نتمسك بسنة الحبيب

وننشرها في كل منتدى .. أوموقع ... أوغرفة ... أورسائل..عربية أو غربية



فإلى تذكر حقيقي لسيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام.. أدعوكن أخواتي ..


وإلى موقف مهيب أناديكن .. للوقوف في حضرته يوم القيامة..


وقد أبى إلا أن يقف على الكوثر، يمسك الأقداح بيديه الكريمتين..


يسقي بها أتباعه قبل أن يدخلوا الجنة، إلى هؤلاء أستصرخكم



وأحذركم وأحذر نفسي المقصرة من أن نكون من أولئك الذين يمرون على رسول الله في الموقف نفسه

وفي اللحظة نفسها، وهو واقف على الكوثر، ولكن تسوقهم الملائكة إلى النار، فيستعجب

فداه أبي وأمي وولدي ونفسي، ويصرخ قائلاً: أمتي، أمتي ، فيقال له: إنك لا تدري




ماذا أحدثوا بعدك فيقول عليه الصلاة والسلام: بعداً، بعداً.. وفي رواية: سحقاً، سحقاً.


إن الواحدة منا إذا تذكرت يوم مولد أو وفاة والدها أو والدتها، فإنها تترحم عليه أوعليها..

ويسأل الله لهما الجنة..


فماذا أنتِ فاعلة إن تذكرتي يوم مولد رسول الله عليه الصلاة والسلام ويوم وفاته..



سأترك لنصرة محمد رسول الله ولمحبته صلى الله عليه وسلمه في قلبك أن تتولى الإجابة نيابة عنك؟؟؟؟




موعد الحوض



كان آخر ما اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم صحابته قبل ان يفارقهم الى الرفيق الاعلى.. الصلاة
وما ملكت ايمانكم والجهاد في سبيل الله ثم ودعهم وهو يدعو لهم لا ضيعكم الله ويقول لهم موعدنا الحوض موعدنا الحوض ... لقد رضي عنهم صلى الله عليه وسلم وضرب لهم موعدا عند حوضه


فهل يا ترى نكون عند موعد الحبيب؟ من يدري ..ام نكون ممن يغير ويبدل ويعرض عن الحوض

والمعاذ بالله


اللهم أعنا على طاعتك وتقواك و اجمعنا بحبيبنا عند حوضه يا رب العالمين
واجمعنا بأهلنا وأخواننا ومن له حق علينا ومن احبنا فيك وأحببناه فيك عند الحوض
وارزقنا جميعاً شربة من حوضه لا نظمأ بعدها ابداً واسكنا الفردوس الاعلى يا رب العالمين
وارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا الى حبك وارزقنا حب الحبيب صلى الله عليه وسلم وارزقنا لذة النظر الى وجهك الكريم في جنات النعيم وثبت قلوبنا على دينك واربط عليها واختم لنا ولجميع المسلمين والمسلمات بالصالحات الباقيات انك يا مولانا سميع مجيب الدعوات



اللهم تقبل عملي هذا خالصاً لوجهك الكريم ..




اللهم صل وسلم على الحبيب المصطفى ..وعلى أله وصحبه أجمعين







منقووووووووووووووول













رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09-11-2012, 12:32 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي


اللهم أنى أحتسبت يومى هذا لوجهك الكريم فيسِّـرِْهُ لي ، وبارك لي فيه ، وتقبَّلْهُ منيْ ،
اللهم أرِني مايُرِضيك ، وأسْمِعْني مايرِضيك ،
وأنطقني ﺑﻤا يرضيك ، واسْتعْمِلْني في طاعتك
اللهم افْتحْ لي أبوابَ رحْمتِك، وارْزُقْني من حيثُ لا أحْتسِب .أنا وكل أحبائى وجميع المسلمين . وكل من قال آمين





بعض سنن المختار لرفع الدرجات ..



قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل))














































ربّاك ربك جل من رباك ***** ورعاك في كنف الهدى وحماك

سبحانه أعطاك فيض فضائل ******* لم يعطها في العالمين سواك

سوّاك في خلق عظيم وارتقى ******* فيك الجمال فجلّ من سواك

سبحانه أعطاك خير رسالة ******* في العالمين بها نشرت هداك

وحباكَ في يوم الحساب شفاعةً ******* محمودةً ما نالها إلاّك

الله أرسلكم إلينا رحمةً ******* ما ضلّ من تبعت خطاهُ خطاك

كّنا حيارى في الظلام فأشرقت ******* شمسُ الهداية يوم لاح سناك

كنا وربي غارقين بغينا ******* حتى ربطنا حبلنا بعراك

لولاك كنا ساجدين لصخرة ******* أو كوكب لا نعرف الإشراك

لولاك لم نعبد إلهً واحداً ******* حتى هدانا الله يوم هداك

أنت الذي حنّ الجمادُ لعطفه ******* وشكا لك الحيوان يوم رئاك

والجذع يسمعُ بالحنين أنينه ******* وبكاؤه شوقاً إلى لقياك

ماذا يزيدك مدحنا وثناؤنا ******* والله بالقرآن قد زكاك

ماذا يفيدُ الذب عنك وربنا ******* سبحانه بعيونه يرعاك

بدر تحدثنا عن الكف التي ******* رمت الطغاة فبوركت كفاك

والغار يخبرنا عن العين التي ****** حفظتك يوم غفت به عيناك

لم اكتب الأشعار فيك مهابة ****** تغضي حروفي رأسها لعلاك

لكنها نار على أعدائكم ******* عادى إله العرش من عاداك

إني لأرخص دون عرضك مهجتي **** روحٌ تروح ولا يمس حماك

شلت يمين صورتك وجمدت ****** وسط العروق دماء من آذاك

ويلٌ فويلٌ ثم ويلٌ للذي ****** قد خاض في العرض الشريف ولاك

يا إخوة الأبقار رمز سباقكم ****** من في القطيع سيصبح الأفاك

النار ياأهل السباق مصيركم ******* وهناك جائزة السباق هناك

تتدافعون لقعرها زمراً ولن ******* تجدوا هناك عن الجحيم فكاك

هبوا بني الإسلام نكسر أنفهم ******* ونكون وسط حلوقهم أشواك

لك يا رسول الله نبض قصائدي ****** لو كان قلب للقصيد فداك

هم لن يطولوا من مقامك شعرةً ****** حتى تطول الذرة الأفلاك

والله لن يصلوا إليك ولا إلى ******* ذرات رمل من تراب خطاك

هم كالخشاش على الثرى ومقامكم ****** مثل السماء فمن يطول سماك

روحي وابنائي وأهلي كلهم ******* وجميع ما حوت الحياة فداك






رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-11-2012, 01:40 AM
السيد2000 السيد2000 غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 296
معدل تقييم المستوى: 15
السيد2000 is on a distinguished road
افتراضي

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-11-2012, 01:43 AM
السيد2000 السيد2000 غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 296
معدل تقييم المستوى: 15
السيد2000 is on a distinguished road
افتراضي

http://alsoufia.blogspot.com/2008/03/blog-post_19.html
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 09-11-2012, 01:45 AM
السيد2000 السيد2000 غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 296
معدل تقييم المستوى: 15
السيد2000 is on a distinguished road
افتراضي

الفائده من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وبيان جواز الاحتفال
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام علي اشرف المرسلين السراج المنير
وعلي اله وصحبه اجمعين

فإنه مما يغمر قلوبنا فرحاً ويمتلك مشاعرنا سروراً مشاركتنا لإخواننا مسلمي العالم في الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة التي لها أكبر الخطر في التاريخ وأعظم الأثر في النفوس تلك مناسبة ذكرى بزوغ شمس الحق وإشراق نور الحقيقة بمولد من أرسله الله رحمة للعالمين وبعثه إلى خلقه متمماً لمكارم الأخلاق مشيداً لصرح العدالة ناصباً معالم الهداية حالاً ألغاز الكون كاشفاً عن أسرار الحياة ذلك عبد الله ورسوله وحبيبه وصفيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يعرف التاريخ ولن يعرف له مثيلا من البشر في كمال خلقه وخلقه وفي الاتصاف بأرقى ما يتصوره العقل من صفات المخلوقين .

كل عام وجميع العالم الاسلامي باسره في خير ويمن وبركات

يقول الإمام مُتَولِّي الشَّعرَاويّ: "إذَا كانَ بنُو البَشرِ فَرحينَ بمجيئه لهذا العالمِ، وكذلك المخلوقات الجامدة فرحةً لمولده وكلُّ النباتات فرحةً لمولده وكلُّ الحيوانات فرحةً لمولده، وكلُّ الجنِّ فرحةً لمولده، فلماذا تمنعونا من الفرح بمولده. الأدلَّة على أنَّ الاحتفالَ بالمولد النبوي جائز أثرُ الاحتفال بالمولد على الكفار، إنَّ الابتهاجَ والاحتفال بيوم مولد النبي
يعودُ بفائدة، بفضل الله ورحمته، حتى على الكافرين" مائدة الفكر الإسلامي، ص. 295

وما نراه من بعض المخالفين من رقص سفيف وطبل مع الذكر واختلاط سافر بين النساء والرجال محرما باتفاق العلماء..وليس من المعقول ان نلغي احتفال الامه الاسلاميه بالمولد لفعل بعض الجهلاء. الذين ينسبون انفسهم لبعض الطوائف وهي منهم برئيه وليسوا بحجه علينا..بل ننبه علي اخطائهم ونرشدهم لكيفيه احياء الذكري وان شاء الله تنتهي هذه الظاهره السيئه المحرمه شرعا وعقلا ونقلا..ويكون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف خالي من كل هذه المحرمات.

كما انه ليس من المعقول الغاء التفسير لوجود اسرائليات

كما لو قيل الاختلاط وغيره فهذا محرم باتفاق العلماء ولا عقل لمن يقول به..ولو كان هذا هو الداعي لحذف المولد من قاموس المسلمين

فيجب ان نحذف الافراح في كثير من البلاد الاسلاميه لان بعضهم يختلط ويشرب ويرقص رقص سفيف ماجن..ليس من الاسلام في شئ

فنعطل ايضا سنه الزواج لان بعض المسلمين اخلوا بقواعد الاسلام وفعلوا المحرم من رقص وشرب واختلاط في الافراح وما اكثرها في بلادنا الاسلاميه وان كان العقد صحيح وزواجهم صحيح لاكتمال بنود العقد ولكن تخلله محرم..

وكذلك نلغي الاعياد عيد الفطر وعيد الاضحي لان اكثر ارباب السؤ في بعض الدول يحيون هذه الاعياد بالسكر وشرب المخدرات والخروج مع النساء والبنات ويحدث الاختلاط!!! بل اسؤ من ذلك

بل نقول يجب التنبيه وتعليم المسلمين دينهم وما هو محرم وما هو حلال وجائز وليس الغاء الاعياد ولا الزواج.. مثل المولد النبوي الشريف..

فالاحتفال بالمولد ليس ببدعه مثله مثل

1- ختم القران ليله 27 او 29 في رمضان ( هل يوجد دليل من السنه عليه او حتي من فعل الصحابه )؟؟

وهو امر ديني طرا علي الاسلام ولكنه بدعه حسنه يثاب عليها المسلمين

2- النداء في الحرم الشريف قبل الصلاه للقيام (صلاه القيام اثابكم الله)
ولا يوجد دليل علي قولها قبل صلاه التراويح في السنه بل هي من المستحسن لجلب النيه والهمه والتذكير

3- صلاح التراويح جماعه في الاصل من فعلها الفاروق عمر بن الخطاب وقال نعم البدعه هي

4- وجود المراحيض في داخل اماكن العباده المساجد لم نري له اصل في السنه بل من فعل التابعين..

5-- قراءه ختم القران جماعه في صلاه التراويح والتهجد ( لا يوجد اي من فعلها ولا من ايام الرسول صلي الله عليه وسلم ولا من عصر الصحابه ولا التابعين حتي) فهل هي بدعه

6- لحرم التصانيف في العلوم الاسلاميه لان اسمائها لم تكن في الصدر الاول من الاسلام فلم يكن هناك علم التفسير وعلم مصطلح الحديث

واستخرج السيوطي للاحتفالِ أصلاً ثانيًا مُوضحًا أنَّ البدعةَ المذمومةَ هي التي لا تدخل تحت دليل شرعي في مدحها أما إذا تناولها دليل المدح فليست مذمومة، رَوَى البَيهقيُّ عن الشافعي رضي الله تعالى عنه قال: "المُحدثَاتُ من الأمور ضربان، أحدُهُمَا إحْداثُ مَا يُخَالفُ كتابًا أو سنةً أو أثرًا أو إجماعًا فهذه البدعة ضلالةٌ، والثاني مَا أُحدثَ من الخير، لاَ خلافَ فيه لواحدٍ، وهذه مُحدثةٌ غير مذمومةٍ. وقد قال عمر بن الخطاب في قيام شهر رمضان نعم البدعةُ هذه، يعني أنها محُدثةٌ لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى" (انتهى كلام الشافعي)
حُسنُ المَقصدِ فِي عَمَلِ المَولِد الامام السيوطي

ليسَ كلُّ مَا لمْ يَفعله السَّلفُ ولم يَكن في الصدر الأولِ فهو بدعةٌ منكرةٌ، يَحرمُ فعلهَا، وَيَجبُ الإنكار عليها، بل يَجبُ أنْ يُعرضَ الأمرُ المُحدَثُ عَلى أدلِّةِ الشرع، فَمَا كانَ فيه مصلحةٌ فهو واجبٌ، وَمَا كانَ فيه محرّمٌ فهو محرّمٌ، وَمَا كانَ فيه مكروهٌ فهو مَكروهٌ، وَمَا كانَ فيه مباحٌ فهو مباحٌ، وَمَا كانَ فيه مندوبٌ فهو مندوبٌ
وزعم بعض المعارضين أنه لو كان المولد من الدين لبينه رسول الله للأمة أو فعله في حياته أو فعله الصحابة رضوان الله عليهم ، ولا يمكن القول أن الرسول لم يفعله تواضعاً منه فإن هذا طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أنه صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولا خلفائه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين " ...
أن كل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة من بعده ،لا يعتبر تركهم له تحريماً ، وحيث أن كل ما تشمله الأدلة الشريعة ولم يقصد بإحداثه مخالفة الشريعة ولم يشتمل على منكر فهو من الدين فمن زعم شئ بدعوى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله فقد ادعى ما ليس له دليل وكانت دعواه باطلة

قالَ عليه الصلاة والسلام: "مَنْ سنّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتب له مثلُ أجرِ مَن عمل بِـهَا ولاَ يَنْقُصُ مِنْ أجورِهِمْ شَيءٌ".


دَرَجَ السَّلفُ الصَّالـحُ، مُنذُ القرن الرابع والخامس، على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتَّى أنواع العبادات مِنْ إطعام الطَّعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله عليه الصلاة والسلام، كما نصَّ علىَ ذلك المؤرخونَ مثل ابنِ الجوزي وابن كثير، وابن دحية الأندلسي، وابن حجر، وجلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى. فالمولد أمرٌ استحسنه العلماء والمسلمون في جميع البلاد، وجرى به العمل في كل صَقْعٍ فَهو مطلوب شرعاً للقاعدة الشرعية الواردة في حَدِيثِ ابنِ مَسعُودٍ رَضي الله عنه الموقوفِ :"مَا رَآهُ المُسلِمونَ حَسَناً فَهوَ عِندَ اللهِ حسنٌ، وَمَا رَآهُ المُسلمونَ قَبيحاً فَهوَ عندَ اللهِ قَبيحٌ" أخرجه أحمد

اعلم اخي المسلم

أن كل يوم هو مولد للنبي صلي الله عليه وسلم عندنا والرسول نحتفل به يوميا طوال العام عليه افضل الصلاه والسلام..
نحتفل عليه بالصلاه عليه يوميا
نحتفل به باحياء ذكرته العطره وتذكير المسلمين به يوميا
نحتفل به بترديد اسمه الذي قرن الله عز وجل اسمه باسمه فنقول لا اله الا الله محمد رسول الله..يوميا

وهذا اليوم المولد النبوي الشريف للتذكير لكل العالم الاسلامي ولكل من غفل قلبه عن ذكر الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم

تذكره من جرفته الحياه ونسي ذكر ربه ونبيه وبعد عن اوامر دينه لعل الله يجعل هذه التذكره سببا في هدايته
"وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"

ان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يغنينا عن الاحتفال بالاعياد الوثنيه كشم النسيم مثلا فايهما خيرا للتذكير..

كما انه فرصه للتعارف بين المسلمين والعمل علي اصدار كتيبات تعرف بالنبي صلي الله عليه وسلم تطرح في هذه الايام..

كما انه فرصه لنشر الاسلام فالغرب عندما يعلم انه يوم مولد محمد صلي الله عليه وسلم يتسائلون عن ماهيه محمد نبي الاسلام عليه الصلاه والسلام

وفيه يكتب الصحفيون الغرب المعتدلون تهنئه في جرائدهم مع التعريف بنبي الرحمه صلي الله عليه وسلم وهي فرصه عظيمه يجب اغتنامها من شهاده الغرب واهله انفسهم في ذلك اليوم للنبي الكريم صلي الله عليه وسلم والعمل بجد لنشر دعوته والتعريف به ..


المولد النبوي الشريف هو فرصه للالتقاء وتعميق اواصر الاخوه بين المسلمين والذكر والصلاه عليه صلي الله عليه وسلم وتذكر انه يوم ولد من ارسله الله ليكون رحما للعالمين

فائده الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وهو منقول

1. الاحتفالُ بالمولد : تعبيرٌ عن الفرح بِرَسول الله صلى الله عليه وَسَلَّم:

إنَّ الفرح بِهِ صلَّى الله عليه وسلّم مطلوب بأمر القرآن في قَولِه تَعَالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ، فَبِذَلكَ فَلْيَفْرَحُوا" [1]. فاللهُ تَعَالَى أَمَرَنَا أنْ نَفْرَح بالرحمة، والنبي صلّى الله عليه وسلّم الفضلُ الأكبرُ والرَحْمَةُ الأعظمُ على الإطلاقِ، قال الله تعالى: "وَمَا أَرسَلْنَاكَ إلاَّ رَحمةً للعَالمينَ" [2].


2. الاحتفال بالمولد : تعظيمٌ لشعائر الله

يقول الله تعالى: "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ" [3]. والشَّعائر: جمع شعيرة ِبـمَعْنَى مَشعَرَة وهي المعلم الواضح، وتطلق هذه الكلمة على "مناسك الحج" أي معالمه بما عينه الله. فالشارع أمرنا بتَعظيم البيت الحرام، وبناء المساجد، وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره، ولم يأمرنا بعبادة الكعبة، ولا بعبادة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا بعبادة المساجد، ولا بعبادة أصحابه. كما يُعَدُّ تعظيمُ الُمصْحَفِ، والتذلُّلِ للأبوين والمؤمنين من شعائر الله وليس ذلك عبادةً لهم. وقال الإمام الفخر الرازي: "الأصلُ في الشَّعائِر الأَعلامُ التي بـهَا يُعرفُ الشيء ويكون وسيلةً إلى رحمة الله تعالى؛ فتعظيمُ شعائر الله تعالى أنْ يُعتقدَ أنَّ طاعةَ الله تعالى في التقرّب بـها، فإنَّ تعظيمها مِن أَفعال ذَوي تَقوَى القُلوب" [4].

3. الاحتفال بالمولد : مناسبةٌ للصَّلاةِ على النبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ

فَفِي إقامةِ ذكْرَى مَولدِ النَّبي صلى الله عليه وَسَلَّم مَا يَحثُّ عَلَى الثَّناءِ والصلاة عليه وهو واجبٌ أمَرَنَا الله تعالى بِه، قال تعالى: "إنَّ اللهَ وَمَلاَئكتَهُ يُصَلُونَ عَلَى النَّبي، يَا أَيّهَا الذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيه وَسَلِّمُوا تَسْليمًا" [5]. فَمُجرَّدُ الاجتماعِ وَذكرِ النَّبي صلّى الله عليه وسلّم يَجعلنَا نُثْنِي وَنُصلِّي عَلَيهِ.

4. الاحتفال بالمولد : تعبيرٌ عن محبَّة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وشكرٌ للمُنْعِمِ

يُعتبرُ الاحتفال مظهراً من مظاهر الدين ووسيلة مشروعة لبلوغ محبة الله عز وجلّ، قال تعالى: "قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحبُّونَ اللهَ فَاتَّبعُونِي يُحِْببْكُمْ اللهُ" [6] ، وقالَ صلَّى الله عليه وسلم: "لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكونَ أحبَّ إليه مِن نَفسهِ وَمَاله وَوَلدِه وَالنَّاسِ أَجمعين". فالاجتماع في مناسبة المولد مندوبٌ وقربةٌ لشكر الله على أعظم نعمةٍ في الوجود وهي مَقْدَمُهُ صلى الله عليه وسلم وقد حث القرآن على إظهار شكر المنعم في قوله تعالى: "وأمَّا بِنعْمَةِ ربِّكَ فَحَدِّثْ" [7].

5. الاحتفال بالمولد تثبيتٌ لقلوبِ المُؤْمِنينَ:

"وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسل مَا نُثبّتُ بِهِ فُؤَادَكَ" [8] فالحكمة من قصِّ الله أنباءَ الرسل عليهم السلام هي تَثبيتُ فؤاده الشريف، صلى الله عليه وسلم بـهَا، ولاَ شَكَّ أنَّ المؤمنين يَحْتَاجونَ إلىَ تَثبيتِ أَفئدِتِهِم بِأَنبائهِ وَأَخْبَاره صَلَّى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ أكثرَ من احتياجه هو صلّى الله عليه وسلّم. فالمولد الشريف مناسبةٌ لذكر معجزاته وسيرتِهِ والتَّعريف به حَتىَّ تَثبُتَ القلوبُ بمعرفته والاقتداء به والتأسّي بأعماله والإيمان بمعجزاته والتصديق بآياته.

6. الاحتفال بالمولد مناسبة للتعرّض لمكافأته:
بِأَدَاءِ بَعضِ مَا يَجبُ لَهُ عَلَينَا بِبَيَانِ أوصافه الكاملة وأخلاقه الفاضلة، وقد كان الشعراء يَفِدُونَ إليهِ صَلَّى الله عليه وسلّم بالقصائد وَيَرضَى عَمَلَهُم، وَيَجزيهم على ذلك بالصِّلاَتِ، فَإذَا كَانَ يَرْضَى عَمَّنْ مَدَحَهُ فَكَيفَ لاَ يَرضَى عَمَّنْ جَمعَ شمََََائلهُ الشَّريفةَ، فَفِي ذلك التقرُّب له عليه السلام باستجلاب محبته وَرضَاهُ.

7. "فِي كُلِّ يومِ اثنينٍ يُطْلَقُ سَرَاحُ أَبِي لَهبٍ منْ عَذَابِ القَبرِ لأنَّهُ أَعتَقَ جَاريتَه ثُوَيْبَةَ عندمَا بَشَّرتهُ بِخَبرِ مَولدِ النَّبيِ" [9]. وقَال الحافظُ شمسُ الدّين ابنُ الجزري في كتابه عَرْفُ التَّعريفِ بالَمَولدِ الشَّريفِ: "إنَّه صحَّ أنَّ أبَا لَهبٍ يُخفَّفُ عنه العذابُ في الناَّر كلَّ ليلةِ اثنينِ لإعتاقِهِ ثُويبةَ عندما بَشَّرتهُ بِولادَةِ النَّبي عليه الصلاة والسلام. فإذا كان أبُو لهبٍ الكافرُ، الذي نزل القرآن بذَمِّه، جُوزِيَ في النَّار بفرحه ليلةَ مَولد النَّبي عليه السلام، فَمَا حَال المُسلم المُوحِّدِ مِنْ أُمَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يُسَرُّ بَمولده ِوَيَبذُلُ مَا تَصل إليه قُدرتُه فَي مَحبَّتِهِ، لَعَمْرِي إنَّمَا يَكُون جَزَاؤُه مِنَ الله الكَريمِ أنْ يُدخِلَهُ بِفَضْلهِ جَنَّةَ النَّعِيم. وَقَالَ ابنُ كَثيرٍ في كتاب "البداية والنهاية" إنَّ أولَ مَنْ أرضعته هي ثُويبةُ، مَولاةُ أَبي لهبٍ وَكَانَ قَد أَعتقها حين بَشَّرته بولادة النبي. وَلهذا لما رَآه أخوه العبَّاس بَعدَ موته في المنام سَأَلَهُ: مَا لَقِيتَ؟ قَالَ: "لمَْ ألقَ بَعدَكُمْ خَيْراً، غَيرَ أنِّي سُقيتُ فِي هَذِه بِعِتَاقَتِي لثُويبةَ" وأشار إلى النَّقرةِ التّي بَينَ الإبْهَامِ وَالتّي تَليهَا منَ الأَصَابِع [10].

وفي هذا المعنى أنشد الحافظ شمس الدين الدمشقي في كتابه: مَورِدُ الصَّادِي فِي مَولِدِ الهَادِي:

إذا كَـــانَ هَذَا كَافرًا جَاءَ ذَمُّهُ *** وَتبَّتْ يَدَاهُ فَِي الجَحِيمِ مُخَـــــلَّدًا

أَتَى أنَّهُ فِي يَومِ الإثْـــنَينِ دَائمًا ***يُخَفَّفُ عَنه للسُّرُورِ بِأَحْمَـــــدَا

فَمَا الظَنُّ بالعَبدِ الذي طولَ عُمْرِهِ *** بِأَحْمَدَ مَسْرورًا وَمَاتَ مُوَحِّــــدًا

8. كان صلّى الله عليه وسلّم يعظّم يوم مولده، ويشكر الله تعالى فيه على نعمته الكبرى عليه وكان يعبّر عن ذلك التعظيم بالصيام كما جاء في الحديث عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: "سُئلَ رَسُول اللهِ صَلَّى الله عليه وسلّم عن صيام يوم الاثنين ؟ فَقَالَ :فِيهِ وُلدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ [11]. وَهَذَا فِي مَعنى الاحتفال به، إلاّ أن طريقةَ الاحتفالِ مُختلفةٌ فتكونُ بصيامٍ أوْ إطعامِ طعامٍ أو اجتماعٍ عَلَى ذكرٍ أو صلاةٍ عَلَى النبي صلّى الله عليه وسلّم أو سَمَاعِ شمَائلهِ الشَّريفةِ.

9. كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يلاحظ ارتباط الزمان بالأحداث الدينية المهمة فإذا جاء الزمان الذي وقع فيه كان يَتَذَكَّرُهُ ويُعظِّمُ يومَهُ لأَجلهِ. وَقد بيّنَ النبي صلّى الله عليه وسلّم هذا المبدأَ بنفسه فَصَرَّحَ في الحديث الصحيح "أنَّه قَدِمَ المدينةَ فَوَجَدَ اليَهودَ يَصُومونَ يَومَ عَاشُوراءَ، فسألهم فقالوا هذا يوم أَغرقَ اللهُ فيه فرعونَ وَنـجَّى موسى، فَقالَ "نَحنُ أَولَى بِمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِه". قَال الحافظ ابن حجر:"يُستَفَادُ منهُ فعلُ شُكرِ اللهِ عَلَى مَا مَنَّ بِه في يَومِ مُعَيَّنٍ مِن إسدَاءِ نِعمةٍ أوْ دَفْعِ نِقمةٍ، وَيُعادُ ذلكَ في نظير ذلك اليوم مِنْ كُلِّ سنةٍ، والشكر يَحصلُ بأنواعِ العِبادَاتِ كالسُّجودِ وَالصيامِ وَالصَّدقةِ وَالتِّلاوةِ. (...) فَينبغي أنْ نقتصر فيه على مَا يُفهَمُ الشكرُ لله تَعَالَى مِن نَحو مَا تَقدَّمَ ذكرُه منَ التِّلاوة والإطعام وإنشادِ شيءٍ منَ المدائحِ النَّبويةِ والزُّهديةِ المُحرِّكَةِ للقلوبِ إلى فعل الخير والعملِ للآخرةِ ومَا كَانَ مُباحًا بحيثُ يَقتضي السُّرورَ بذلكَ اليَومِ لا بَأسَ بإلحاقِه بِه"ِ. وَأَضَافَ ابنُ حَجَر رحمه الله في كتاب العيدين، في شرحه
لحديث الجـاريتين المُغَنيَّـتَينِ في حـضـــرة النَّبي صلى الله عليه وسلم، وإنــكار أبي بــكر عليــهما، وقــوله صلى الله عليه وسلم: «دَعهُمَا»، عَرَّفه الحُكمَ مَقرُوناً ببَيانِ الحِكمةِ بأنَّهُ يومُ عيدٍ، أيْ يَومُ سرورٍ شَرعيٍّ، فَلاَ يُنكرُ فيه مثلُ هَذَا، كَمَا لاَ يُنكرُ فيِ الأَعراسِ [12]. فأين هذا الأمر من الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وَبَذلِ الخَيرِ وَالمعروفِ شُكراً لله على تلك النعم، ولو لمْ تَكُنْ عبادةً في ذَاتِهَا، إنَّمَا سَببٌ للفرحِ بِنعمةِ الله تَعَالَى الُمتَجدَّدةِ. كمَا َيُؤخَذُ من قوله صلّى الله عليه وسلّم في فَضلِ يَوم الجمعة وعدِّ مزاياه: "وَفيهِ خُلقَ آدَمُ" تَشريفُ الزَّمانِ الذي ثبت أنه ميلاد لأي نبيٍّ كان من الأنبياء عليهم السلام، فكيف باليوم الذي وُلد فيه أفضل الأنبياء على الإطلاقِ.

10. ذَكَرَ ابنُ الحاج في كتابه الـمَدْخل فضلَ الاحتفال بالمولد فَقَالَ :"فِي هَذَا الشَّهرِ مَنَّ اللهُ تَعَالى عَلينَا بسيِّدِ الأوَّلينَ وَالآخرينَ، فَكَانَ يَجبُ أنْ يُزَادَ فيه من العبَادَات والخَير وشُكر الَمولَى عَلَى مَا أَولاَنَا به مِنَ النِّعَمِ العَظيمةِ (...) يَجبُ عَلينا في كُلِّ يومِ اثنين من رَبيع الأولَ أنْ نُكثرَ منَ العبَادَات لنحمدَ الله على ما أتانَا من فضله بأنْ بعثَ فينا نبيَّهُ الحبيبَ ليهدينَا للإسلام والسَّلام. فالنبيُّ عندما سُئلَ عن صوم يوم الاثنين أجاب: "هَذَا يَومٌ وُلدتُ فِيهِ". لذا، فهذا اليوم يشرِّفُ ذاكَ الشهر لأنه يوم النبي وقد قال: "أَنَا سيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ. وقال: "آدَمُ ومَن جَاءَ بَعده تَحتَ لوائي يَومَ القيامة. [13]

11. قال الحافظ جلال الدين السيوطي في كتابه حُسنُ المَقصدِ فِي عَمَلِ المَولِد الذي ألَّفَهُ فِي استحباب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بعد سُؤال يتعلق بحُكم عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول من حيث الشرع ، وهل هو محمود أو مذموم، وهل يثاب فاعله. "الجَوابُ عندي أنَّ أصلَ عَمَل المولد الذي هو اجتماعُ النَّاس وَقراءَة ما تيسَّرَ منَ القُرآن وَروايةُ الأَخبارِ الواردة في مبدَإ أمْرِ النبيِّ صَلى الله عليه وَآلهِ وَسلَّم وَمَا وَقعَ في مَولده منَ الآيات ثُمَّ يُمدُّ لَهمْ سماطٌ يأكلونَه ويَنصرفونَ من غير زيادةٍ عَلَى ذلك هو من البدع الحَسنةِ التي يُثاب ُعَليها صاحبُها، لما فيه من تعظيمِ قَدرِ النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولدهِ الشريفِ، وقد كان الملك المُظفَّرُ يَعتنِي بإقامةِ المولد النبويِّ بالطعامِ وغَيرهِ، وَيحَضرُهُ أعيانُ العلماءِ وَالصوفيّةُ فَيُكْثِرُ الصَّدقةَ في يومِ الاحتفال، وَيعملُ للصوفية سماعًا منَ الظهر إلى الفجر وَقد مَاتَ رحمه الله تعالى وهو محاصِرٌ للنَّصارى في مدينة عَكَّا أثناء الحملة الصليبية سنة ثلاثين وستمائة630 للهجرة، وكان هذا الملكُ شهمًا شجاعًا بطلاً عالمًا عادلاً رحمه الله تعالى. ثم ردَّ السيوطي على من قال :"لاَ أعلمُ لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنةٍ" بقولهِ: "نفيُ العلمِ لا يلزمُ منهُ نفيُ الوجودِ". واستخرج السيوطي للاحتفالِ أصلاً ثانيًا مُوضحًا أنَّ البدعةَ المذمومةَ هي التي لا تدخل تحت دليل شرعي في مدحها أما إذا تناولها دليل المدح فليست مذمومة، رَوَى البَيهقيُّ عن الشافعي رضي الله تعالى عنه قال: "المُحدثَاتُ من الأمور ضربان، أحدُهُمَا إحْداثُ مَا يُخَالفُ كتابًا أو سنةً أو أثرًا أو إجماعًا فهذه البدعة ضلالةٌ، والثاني مَا أُحدثَ من الخير، لاَ خلافَ فيه لواحدٍ، وهذه مُحدثةٌ غير مذمومةٍ. وقد قال عمر بن الخطاب في قيام شهر رمضان نعم البدعةُ هذه، يعني أنها محُدثةٌ لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى" (انتهى كلام الشافعي). قال السيوطي:" وعمل المولد ليس فيه مخالفة لكتاب ولا سُنَّة ولا أثر ولا إجماع ، فهي غير مذمومة كما في عبارة الشافعي وهو من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول، فإن إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان، فهو إذن من البدع المندوبة كما عبر عنه بذلك العز ابن عبد السلام".
وَأَمَّا الأصلُ الذي ذهب السيوطيُّ إلى تَخريجه عليه هو مَا أخرجهُ البيهقيُّ عن أنس أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم عقَّ عن نفسه بَعدَ النبوَّةِ، مَعَ أنَّه قد وَرَدَ أنَّ جدَّهُ عَبدَ الُمطَّلبِ عَقَّ عَنه في سَابعِ ولادَتِهِ، والعقيقةُ لاَ تُعادُ مرة ثانيةً، فَيُحملُ ذلكَ عَلَى أنَّ الذي فَعلَه النبيُّ عليه السلام إظهارٌ للشكرِ على إيجاد الله تعالى إيَّاه رحمةً للعالمين، وتشريعٌ لأمته، كما كان يصلِّي عَلَى نفسه لذلك، فَيُستحبُّ لَنَا أيضًا إظهارُ الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوهِ القُربات وإظهار المسرَّات

12. يقول ابن تيمية: "قَدْ يُثاب بعض الناس على فعل المولد، وكذلك مَا يُحْدِثُهُ بَعضُ النَّاس إمَّا مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما مَحبَّةً للنبي صلّى الله عليه وسلّم وتعظيمًا له، والله قد يُثيبهم على هذه المحبَّة والاجتهاد، لاَ عَلَى البِدَعِ. (...). واعلم أنَّ منَ الأعمَال مَا يَكونُ فيه خيرٌ لاشتماله على أنواعٍ من المََشرُوعِ، وفيه أيضاً شرٌّ من بدعة وَغيرها فَيكون ذلك العملُ شراً بالنسبة إلى الإعراض عن الدين بالكُليَّةِ كَحَالِ المنافقين والفاسقين. (...) فتَعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعضُ الناس وَيكون له فيه أجرٌ عظيمٌ لحسنِ قَصدهِ وَتَعْظِيمِهِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليه وسلّم كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد، ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء إنه أَنفقَ على مصحف ألف دينار ونحو ذلك فقال: دعه فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب، أو كما قال، مع أنَّ مذهبَه أنَّ زَخرفةَ المصاحف مكروهةٌ، وَقد تأوَّلَ بعضُ الأصحاب أنَّه أنفقها في تجديد الورق والخط، وليس مقصود الإمام أحمد هذا وإنما قصده أنَّ هذا العمل فيه مصلحة وفيه أيضاً مَفسدَةٌ كُرهَ لأجلها.

13. يقول الإمام مُتَولِّي الشَّعرَاويّ: "إذَا كانَ بنُو البَشرِ فَرحينَ بمجيئه لهذا العالمِ، وكذلك المخلوقات الجامدة فرحةً لمولده وكلُّ النباتات فرحةً لمولده وكلُّ الحيوانات فرحةً لمولده، وكلُّ الجنِّ فرحةً لمولده، فلماذا تمنعونا من الفرح بمولده. الأدلَّة على أنَّ الاحتفالَ بالمولد النبوي جائز أثرُ الاحتفال بالمولد على الكفار، إنَّ الابتهاجَ والاحتفال بيوم مولد النبي
يعودُ بفائدة، بفضل الله ورحمته، حتى على الكافرين" [14].

14. ليسَ كلُّ مَا لمْ يَفعله السَّلفُ ولم يَكن في الصدر الأولِ فهو بدعةٌ منكرةٌ، يَحرمُ فعلهَا، وَيَجبُ الإنكار عليها، بل يَجبُ أنْ يُعرضَ الأمرُ المُحدَثُ عَلى أدلِّةِ الشرع، فَمَا كانَ فيه مصلحةٌ فهو واجبٌ، وَمَا كانَ فيه محرّمٌ فهو محرّمٌ، وَمَا كانَ فيه مكروهٌ فهو مَكروهٌ، وَمَا كانَ فيه مباحٌ فهو مباحٌ، وَمَا كانَ فيه مندوبٌ فهو مندوبٌ. وقسّم العلماء البدعة إلى خمسة أقسام: واجبة كالردِّ على المُلحدينَ وتعلّم النَّحوِ والبَلاَغَةِ. ومندوبةٌ كإحداث المدارس والأذان على المنارات. ومكروهة كزخرفة المساجد وتزويق المصاحف. ومباحة كاستعمال الهاتفِ، والتوسّع في المأكل والمشرب. ومحرَّمة كالزيادةً في الدِّين (مثلاً صلاة الظهر خمس أو ثلاث ركعات) ولم تشملهُ أدلَّة الشرع العامة وليس فيه مصلحةٌ شرعيةٌ. فليست كل بدعة محرّمة، ولو كان كذلك لحَرُم جمعُ أبي بكر وعمر وزيد رضي الله عنهم القرآنَ وكَتبُهُ في المصاحف خوفاً على ضياعه بِمَوتِ الصحابة القُرَّاء رضي الله عنهم، ولحَرُمَ جمعُ عمر رضي الله عنه النَّاس على إمامٍ واحد في صلاة القيام مع قوله "نعمت البدعة هذه"، ولَحَرُمَ التصنيف في جميع العلوم النافعة. ومن هُنَا قَيَّدَ العلماءُ رضي الله عنهم حديث "كلُّ بدعةٍ ضلالةٍ" بالبدعة السيئة، ويصرّح بـهذا القيد ما وقع من أكابر الصحابة والتابعين من المحدثات التي لم تكن في زمنه صلّى الله عليه وسلّم. وَلَقَدْ أحْدَثَ المسلمونَ مَسَائلَ كثيرةً لم يفعلها السلف مثْلَ جمعِ الناس على إمامٍ واحدٍ في آخر الليل لأداء صلاةِ التَّهجدِ بعد صلاة التراويح، وختمِ المصحف فيها وقراءة دعاء ختم القرآن وخطبة الإمام ليلة سبع وعشرين في صلاة التَّهجّد. فكلُّ هَذَا لم يفعله النبي صلّى الله عليه وَسلّمَ وَلا أحدٌ من السَّلف فهل يكون فعلنا له بدعة ؟ فالاحتفال بالمولد وإن لم يكن في عهده صلّى الله عليه وسلّم فهو بدعة، ولكنها حسنة لاندراجها تحت الأدلة الشرعية، والقواعد الكلية، باعتبار صورتِـهَا العامَّةِ لاَ باعتِبَارِ أفرادها الموجودةِ في العهد النبوي. وكلُّ ما لم يكن في الصدر الأول بصورتِـهِ العامَّةِ، لكنْ أفرادُهُ موجودةٌ يكون مطلوباً شرعاً، لأن ما تركّب من المشروع فهو مشروعٌ. وكلُّ خير تشمله الأدلة الشرعية ولم يُقصدْ بإحداثه مخالفةُ الشَّريعةِ ولم يَشتمل على مُنكرٍ فهو من الدّين. قالَ عليه الصلاة والسلام: "مَنْ سنّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتب له مثلُ أجرِ مَن عمل بِـهَا ولاَ يَنْقُصُ مِنْ أجورِهِمْ شَيءٌ".

15. دَرَجَ السَّلفُ الصَّالـحُ، مُنذُ القرن الرابع والخامس، على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتَّى أنواع العبادات مِنْ إطعام الطَّعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله عليه الصلاة والسلام، كما نصَّ علىَ ذلك المؤرخونَ مثل ابنِ الجوزي وابن كثير، وابن دحية الأندلسي، وابن حجر، وجلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى. فالمولد أمرٌ استحسنه العلماء والمسلمون في جميع البلاد، وجرى به العمل في كل صَقْعٍ فَهو مطلوب شرعاً للقاعدة الشرعية الواردة في حَدِيثِ ابنِ مَسعُودٍ رَضي الله عنه الموقوفِ :"مَا رَآهُ المُسلِمونَ حَسَناً فَهوَ عِندَ اللهِ حسنٌ، وَمَا رَآهُ المُسلمونَ قَبيحاً فَهوَ عندَ اللهِ قَبيحٌ" [15].

وَاعتمَادًا على هَذِهِ الأدلَّة والنُّصوصِ، نَسْتَنتجُ جوازَ الاحتفالِ بالمولدِ النبويِّ الشَّريفِ وجوازَ الاجتماعِ لسماع سيرتِهِ والصَّلاةِ والسَّلامِ عَليه وسماعِ المَدَائِح التي تُقَال في حَقِّهِ، وَإطعامِ الطَّعَامِ وَإدخَال السُّرور على قُلوبِ المؤمنينَ. فمولدُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ طاعةٌ لمَا فيهِ منَ الاحتفاء بِقَدْرِه صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّمَ، وذكرِ شَمَائلِهِ الشَّريفةِ، وسَرْدِ سِيرتِه نَثْراً أو شِعْراً، وَغَرْسِ مَحبَّتِهِ وَإجلالِهِ في قلوب المسلمين، والدعوة إلى الاقْتِدَاءِ بِهِ.

هذا وَقَدْ دَرَجَت الزاوية المدنية على الاحتفال بالمولد النبويّ الشّريف في قُصيبة المديوني منذ 1929. وكَانَالمُقرئ التونسيّ الشيخ علي البَرَّاق ذو الصوت الجميل، هو الذي أقام الاحتفال في تلك السنة برعاية سيدي الشيخ محمد المدني قدس الله سره.

ملحق: الكتب المؤلفة في هذا الباب

1. الحافظ محمد بن أبي بكر بن عبدالله القيسي الدمشقي الشافعي المعروف بالحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي (مولود سنة 777 هـ/ والمتوفَّى سنة 842 هـ) [16] الذي قد صنف في المولد الشريف أجزاء عديدة، فمن ذلك "جامع الآثار في مولد النبي المختار" في ثلاث مجلدات و"اللفظ الرائق في مولد خير الخلائق" وهو مختصر [17] و"مورد الصادي في مولد الهادي" .

2. الحافظ عبدالرحيم بن الحسين بن عبدالرحمن المصري الشهير بالحافظ العراقي المولود سنة 725 هـ والمتوفَّى سنة 808 هـ الذي صنّف مولداً شريفاً أسماه "المورد الهني في المولد السني ".

3. الحافظ محمد بن عبدالرحمن بن محمد القاهري المعروف بالسخاوي المولود سنة 831هـ والمتوفَّى سنة 902هـ بالمدينة المنورة

4. - الحافظ المجتهد الإمام ملا علي قاري بن سلطان بن محمد الهروي المتوفى سنة 1014هـ صاحب شرح المشكاة وغيرها . قد صنّف في مولد الرسول صلّى الله عليه وسلّم كتاباً قال صاحب كشف الظنون: واسمه ( المورد الروي في المولد النبوي.

5. الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير صاحب التفسير الذي صنّف مولداً.

6. الحافظ وجيه الدين عبدالرحمن بن علي بن محمد الشيباني اليمني الزبيدي الشافعي المعروف بابن الديبع، ولد في المحرم سنة 866هـ وتوفي يوم الجمعة ثاني عشر من رجب الفرد سنة 944هـ وكان رحمه الله محدّثا كبيراً، إليه انتهت مشيخة الحديث، حدّث بالبخاري أكثر من مائة مرة وقرأه مرَّة في ستة أيام

الهامش
__________________________________________________ _______
1] سورة يونس، الآية 58
[2] الأنبياء، الآية 107

[3] سورة الحج، الآية .32

[4] التفسير الكبير (23/24/32)

[5] الأحزاب، الآية 56

[6] سورة آل عمران: 31

[7] سورة الضحى، الآية 11

[8] سورة هود، الآية120

[9] هذه القصة رواها البخاري في الصحيح في كتاب النكاح مرسلة ونقلها الحافظ ابن حجر في الفتح ورواها الإمام عبدالرزاق الصنعاني في المصنف والحافظ البيهقي في الدلائل وابن كثير في السيرة النبوية وفي البداية والنهاية ومحمد ابن عمر بحرق في حدائق الأنوار والحافظ البغوي في شرح السنة وابن هشام والسهيلي في الروض الأُنُف والعامري في بهجة المحافل، وهي وإنْ كانت مرسلة إلا أنها مقبولة لأجل نقل البخاري لها واعتماد العلماء من الحفاظ لذلك ولكونها في المناقب والخصائص لا في الحلال والحرام.
[10] ابن كثير، البداية والنهاية الجزء2، ص 272 – 273، نفسه في كتاب سيرة النبي الجزء الأول ص 124، وفي كتاب «مولد النبي» ص 21.
[11] رواه مسلم في الصحيح في كتاب الصيام .
[12] فتح الباري، جزء 3، صفحة 116.
[13] رواه الشيخان البُخَاري وَمُسلم، وابن الحاج، كتاب المدخل، الجزء الأول، ص 261.
[14] مائدة الفكر الإسلامي، ص. 295

[15] أخرجه أحمد

[16] قال عنه الحافظ ابن فهد في لحظ الألحاظ ذيل تذكرة الحفاظ صفحة 319: هو إمام حافظ مفيد مؤرخ مجيد له الذهن الصافي السالم الصحيح والخط الجيد المليح على طريقة أهل الحديث، وقال: كتب الكثير وعلّق وحشّى وأثبت وطبق وبرز على أقرانه وتقدم وأفاد كل مَن إليه يمّم. وقد تولّى مشيخة دار الحديث الأشرفية بدمشق، وقال عنه الإمام السيوطي: صار محدّث البلاد الدمشقية، وقال الشيخ محمد زاهد في تعليقه على ذيل الطبقات: قال الحافظ جمال الدين بن عبدالهادي الحنبلي في الرياض اليانعة لما ترجم لابن ناصر الدين المذكور: كان معظِّماً للشيخ ابن تيمية محباً له مبالغاً في محبته .ا.هـ
[17] التهانوي، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون صفحة 319
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 09-11-2012, 01:50 AM
السيد2000 السيد2000 غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 296
معدل تقييم المستوى: 15
السيد2000 is on a distinguished road
افتراضي

أدلة جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

إنني في هذا الموضوع أطرح بعضًا من الأدلة على جواز الاحتفال بمولد خير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، عسى أن تطلعوا عليه بلا انحياز وأن تبدو رأيكم فيه بكل صراحة منبهًا إلى أنني أتمنى أن لا يحذف كما حذفتم موضوعي السابقين هداكم الله


وقبل البداية أود التنويه إلى هذه الحقائق الثلاث
الأولى : أننا نقول بجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والاجتماع لسماع سيرته والصلاة والسلام عليه وسماع المدائح التي تُقال في حقه ، وإطعام الطعام وإدخال السرور على قلوب الأمة .

الثانية : أننا لا نقول بسنية الاحتفال بالمولد المذكور في ليلة مخصوصة بل من اعتقد ذلك فقد ابتدع في الدين ، لأن ذكره صلّىالله عليه وسلّم والتعلق به يجب أن يكون في كل حين ، ويجب أن تمتلئ به النفوس .

نعم : إن في شهر ولادته يكون الداعي أقوي لإقبال الناس واجتماعهم وشعورهم الفياض بارتباط الزمان بعضه ببعض ، فيتذكرون بالحاضر الماضي وينتقلون من الشاهد إلى الغائب .

الثالثة : أن هذه الاجتماعات هي وسيلة كبرى للدعوة إلى الله ، وهي فرصة ذهبية لا تفوت ، بل يجب على الدعاة والعلماء أن يذّكروا الأمة بالنبي صلّىالله عليه وسلّم بأخلاقه وآدابه وأحواله وسيرته ومعاملته وعبادته ، وأن ينصحوهم ويرشدوهم إلى الخير والفلاح ويحذّروهم من البلاء والبدع والشر والفتن ، وإننا دائما ندعو إلى ذلك ونشارك في ذلك ونقول للناس : ليس المقصود من هذه الاجتماعات مجرد الاجتماعات والمظاهر ، بل هذه وسيلة شريفة إلى غاية شريفة وهي كذا وكذا ، ومن لم يستفد شيئا لدينه فهو محروم من خيرات المولد الشريف .

أما الأدلة فهذه هي :

الأول : أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى صلّىالله عليه وسلّم ، وقد انتفع به الكافر .

وسيأتي في الدليل التاسع مزيد بيان لهذه المسألة ، لأن أصل البرهان واحد وإن اختلفت كيفية الاستدلال وقد جرينا على هذا المنهج في هذا البحث وعليه فلا تكرار

فقد جاء في البخاري أنه يخفف عن أبي لهب كل يوم الاثنين بسبب عتقه لثويبة جاريته لما بشّرته بولادة المصطفى صلّىالله عليه وسلّم .

ويقول في ذلك الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدين الدمشقي

إذا كان هذا كافـراً جاء ذمـه بتبّت يداه في الجحيم مخلّدا

أتى أنه في يوم الاثنين دائـمـا يُخفّف عنه للسرور بأحمدا

فما الظن بالعبد الذي كان عمره بأحمد مسرورا ومات موحّدا

وهذه القصة رواها البخاري في الصحيح في كتاب النكاح مرسلة ونقلها الحافظ ابن حجر في الفتح ورواها الإمام عبدالرزاق الصنعاني في المصنف والحافظ البيهقي في الدلائل وابن كثير في السيرة النبوية من البداية ومحمد ابن عمر بحرق في حدائق الأنوار والحافظ البغوي في شرح السنة وابن هشام والسهيلي في الروض الأُنُف والعامري في بهجة المحافل ، وهي وإنْ كانت مرسلة إلا أنها مقبولة لأجل نقل البخاري لها واعتماد العلماء من الحفاظ لذلك ولكونها في المناقب والخصائص لا في الحلال والحرام ، وطلاب العلم يعرفون الفرق في الاستدلال بالحديث بين المناقب والأحكام ، وأما انتفاع الكفار بأعمالهم ففيه كلام بين العلماء ليس هذا محل بسطه ، والأصل فيه ما جاء في الصحيح من التخفيف عن أبي طالب بطلب من الرسول صلّىالله عليه وسلّم .

الثاني : أنه صلّىالله عليه وسلّم كان يعظّم يوم مولده ، ويشكر الله تعالى فيه على نعمته الكبرى عليه ، وتفضّله عليه بالجود لهذا الوجود ، إذ سعد به كل موجود ، وكان يعبّر عن ذلك التعظيم بالصيام كما جاء في الحديث عن أبي قتادة : أن رسول الله صلّىالله عليه وسلّم سُئل عن صيام يوم الاثنين ؟ فقال (فيه وُلدتُ وفيه أُنزل عليَّ ) رواه الإمام مسلم في الصحيح في كتاب الصيام .

وهذا في معنى الاحتفال به ، إلاّ أن الصورة مختلفة ولكن المعنى موجود سواء كان ذلك بصيام أو إطعام طعام أو اجتماع على ذكر أو صلاة على النبي صلّىالله عليه وسلّم أو سماع شمائله الشريفة .

الثالث : أن الفرح به صلّىالله عليه وسلّم مطلوب بأمر القرآن من قوله تعالى ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة ، والنبي صلّىالله عليه وسلّم أعظم الرحمة ، قال الله تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .

الرابع : أن النبي صلّىالله عليه وسلّم كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية العظمى التي مضت وانقضت ، فإذا جاء الزمان الذي وقعت فيه كان فرصة لتذكّرها وتعظيم يومها لأجلها ولأنه ظرف لها .

وقد أصّل صلّىالله عليه وسلّم هذه القاعدة بنفسه كما صرح في الحديث الصحيح أنه صلّىالله عليه وسلّم : لما وصل المدينة ورأى اليهود يصومون يوم عاشوراء سأل عن ذلك فقيل له : إنهم يصومون لأن الله نجّى نبيهم وأغرق عدوهم فهم يصومونه شكرا لله على هذه النعمة ، فقال صلّىالله عليه وسلّم : نحن أولى بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه .

الخامس : أن المولد الشريف يبعث على الصلاة والسلام المطلوبين بقوله تعالى : ( إن الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما ) .

وما كان يبعث على المطلوب شرعاً فهو مطلوب شرعاً ، فكم للصلاة عليه من فوائد نبوية ، وإمدادات محمدية ، يسجد القلم في محراب البيان عاجزاً عن تعداد آثارها ومظاهر أنوارها .

السادس : أن المولد الشريف يشتمل على ذكر مولده الشريف ومعجزاته وسيرته والتعريف به ، أولسنا مأمورين بمعرفته ومطالبين بالاقتداء به والتأسّي بأعماله والإيمان بمعجزاته والتصديق بآياته ؟ وكتب المولد تؤدي هذا المعنى تماما .

السابع : التعرّض لمكافأته بأداء بعض ما يجب له علينا ببيان أوصافه الكاملة وأخلاقه الفاضلة ، وقد كان الشعراء يفدون إليه صلّىالله عليه وسلّم بالقصائد ويرضى عملهم ، ويجزيهم على ذلك بالطيبات والصلات ، فإذا كان يرضى عمن مدحه فكيف لا يرضى عمن جمع شمائله الشريفة ، ففي ذلك التقرب له عليه السلام باستجلاب محبته ورضاه .

الثامن : أن معرفة شمائله ومعجزاته وإرهاصاته تستدعي كمال الإيمان به عليه الصلاة والسلام ، وزيادة المحبة ، إذ الإنسان مطبوع على حب الجميل ، ولا أجمل ولا أكمل ولا أفضل من أخلاقه وشمائله صلّىالله عليه وسلّم ، وزيادة المحبة وكمال الإيمان مطلوبان شرعاً ، فما كان يستدعيهما فهو مطلوب كذلك .

التاسع : أن تعظيمه صلّىالله عليه وسلّم مشروع ، والفرح بيوم ميلاده الشريف بإظهار السرور وصنع الولائم والاجتماع للذكر وإكرام الفقراء من أظهر مظاهر التعظيم والابتهاج والفرح والشكر لله بما هدانا لدينه القويم وما منّ به علينا من بعثه عليه أفضل الصلاة والتسليم .

العاشر : يؤخذ من قوله صلّىالله عليه وسلّم في فضل يوم الجمعة وعدِّ مزاياه : ( وفيه خُلق آدم ) تشريف الزمان الذي ثبت أنه ميلاد لأي نبيٍّ كان من الأنبياء عليهم السلام ، فكيف باليوم الذي وُلد فيه أفضل النبيين وأشرف المرسلين .

ولا يختص هذا التعظيم بذلك اليوم بعينه بل يكون له خصوصاً ، ولنوعه عموماً مهما تكرر كما هو الحال في يوم الجمعة شُكراً للنعمة وإظهاراً لمزية النبوة وإحياءً للحوادث التاريخية الخطيرة ذات الإصلاح المهم في تاريخ الإنسانية وجبهة الدهر وصحيفة الخلود ، كما يؤخذ تعظيم المكان الذي وُلد فيه نبيٌّ من أمر جبريل عليه السلام النبيَّ صلّىالله عليه وسلّم بصلاة ركعتين ببيت لحم ، ثم قال له : ( أتدري أين صلّيت ؟ قال : لا ، قال : صلّيتَ ببيت لحم حيث وُلد عيسى ) كما جاء ذلك في حديث شداد بن أوس الذي رواه البزّار وأبو يعلى والطبراني . قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد : ورجاله رجال الصحيح ، وقد نقل هذه الرواية الحافظ ابن حجر في الفتح وسكت عنها .

الحادي عشر : أن المولد أمرٌ استحسنه العلماء والمسلمون في جميع البلاد ، وجرى به العمل في كل صقع فهو مطلوب شرعاً للقاعدة المأخوذة من حديث ابن مسعود رضي الله عنه الموقوف ( ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن ، وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح ) أخرجه أحمد .
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 09-11-2012, 01:52 AM
السيد2000 السيد2000 غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 296
معدل تقييم المستوى: 15
السيد2000 is on a distinguished road
افتراضي

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 09-11-2012, 02:25 AM
السيد2000 السيد2000 غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 296
معدل تقييم المستوى: 15
السيد2000 is on a distinguished road
افتراضي

http://www.youtube.com/watch?feature...xBbJi_5s8&NR=1
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 09-11-2012, 02:29 AM
السيد2000 السيد2000 غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 296
معدل تقييم المستوى: 15
السيد2000 is on a distinguished road
افتراضي

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:14 PM.