|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() قفِ المطيَّ على أطلال منزله *** وأسمعي الشوقَ إن الصمتَ يُفزعُهُ يوسف أحمد
ولترقمي بدموع العين قصته *** فكم جرت بربوع الدار أدمعُه ما زال يؤنسه وُدٌّ ويوحشه *** بُعْدٌ ويدهمه خوف يروّعُه والله يشهد كم فاضت جوانحه *** بالبشر إذ كان من عينيك مطلِعُه وكان في صبوات العمر مضطلعًا *** بالحلم تبني قصورَ السحر أضلُعه لا يأس يغزو، فمن ضرع الضريع غدًا *** يرجو وتحتلب الآمالَ أصبعُه وأخلص الودّ مذ كبَّلتِه فغدا *** من سحر عينيك نهرُ الودّ منبعُه كم راودته خيالاتُ الهوى فبنى *** منها حياة ببيت راح يرفعه رآك حورية العمر التي قُدِرت *** له عروساً من الآهات تنزِعُه حيث السكينة في جفنيك أغنية *** يرنو لها رغم طول الصمت مسمعُه وكم تصوّر أبناء له نسلوا *** من صلبه الغضّ في روض يساجعه يهفو إلى عشّه الورديّ تملؤه *** زغبُ الحواصل تغريداً ترجّعُه وهدهدت طفلةَ الأحلام بسمتُه *** وهزهزت مهدها السحريّ أذرُعُه لكن تقوضتِ الآمالُ مذ زحفتْ *** مخاوفُ العقمِ فاهتزتْ مضاجعه سبع عجاف وما من طفلة صرخت *** من رحم زوجٍ ولا لاحت ودائعه ولا الطبيب الذي يرجوه يسعفه *** ولا المشافي التي راحتْ تتابعه سبع عجاف وما من بهجة سنحت *** إذ يقصف الدهر ما قد كان يزرعه والآن لا بسمة الماضي تراوده *** ولا الطيور التي رفّت تُمَتِّعه ولا الأمان تغشّى قلبه قمراً *** من بعد أن راحت الأحزان تقرعه فبيته الوادع المسكين مقبرة *** وروضه اليانع المخضلّ يصفعه فكيف يحيا بلا طفل يعانقه *** إذ يدخلِ البيتَ أو طفلٍ يشيّعه وكيف يضحك والألعاب قد وقفتْ *** على الرفوف بلا لطف تقطّعه وكيف يبصر والأركان مظلمة *** من غير طفل يضيء البيتَ مطلِعه "لا تعذليه" إذا فاضت محاجره *** فثورة الحزن في الأضلاع تسفعه ضاق الفضاء فلا الآفاق مشرعة *** على الحياة ولا الأحلام تدفعه ما راح من ألم إلا إلى ألم *** يكاد ي***ه لولا تضرُّعه يرى الصغار فيذوي غصن فرحته *** ويستبد به يأس يضعضعه فبسمة الطفل في جنبيه طعن مُدى *** وصرخة الطفل في الحارات تُوجعه مدي إليه يدا بالرفق حانيةً *** فلست وحدك من ضاقتْ أضالعه ولست وحدك من هدّته جائحة *** ولست وحدك من فاضت مدامعه أتطلبين صكوك الهجر صارمة *** من القضاء لعلّ الحُكْمَ يخلعُه أتنشرين كتاب السرّ باسمة *** أليس يكفيه أهوال تفجّعه أليس من حقه أن تصبري زمنًا *** فربَّ صبر يواسيه وينفعه لا ت***يه بسيف الهجر ناكثة *** عهدًا توثق بالأيمانِ أجمعه فقدرة الله أعطت مثله ولدًا *** من بعد يأس طغى في القلب يصدعه واستذكري قدرة الرحمن إذ منحت *** يحيى لمن طال في الأقصى تخشّعه ما زال في الطب آمال تراوده *** وفي إرادة ربِّ الكون مطمعه
__________________
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|