|
المواضيع و المعلومات العامة قسم يختص بعرض المقالات والمعلومات المتنوعة في شتّى المجالات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
توطئة : لا تشغلوا مشاعركم بالتعاطف معها ، لاشيء منه تبقى في الأنحاء ، لعله تأبين لها ما أكتبه هنا ، أو لعله إجابة سؤال تكرر ممن أعرف : لماذا تكثرين التبرع بالدم؟
تبرعت بالدم على مدى حياتي تسعة عشر مرة منها 14 مرة على مدى ثلاثة أعوام. إذ أنني قضيت معظم شبابي مريضة في فراش ، تعصف الحمى بمعظم يومي و تتركني أسترجع ما حدث في ما بقي . فلا أصدق ما يحدث ؟ أن ينقلب حالي ، يتبدل على هذا النحو . تختفي معالم الحياة من ليل و نهار و بشر و أماكن و مهام و واجبات. يحاول الألم إزهاق روحي جاهداً ، فيفشل حتى يحين موعدها . تقول له ذلك فلا يكف عن المحاولة .. دأب أبحث عن أصله ، أنوي اجتثاثه بيداي إن استطعت . أتهاوى عن عرشي ... حلمي أن أكون كائناً نافعاً في عالمي الأنيس . تتضاءل الأماني فأغترف منها أن أؤدي الصلاة في كل يوم خمساً و أن أطعم نفسي بيدي ، لا أكره مثل التعكز على من حولي ، مهام تشق حد الإستحالة في أرض ٍ الزمن فيها الأبد . و أنا كنت الإيثار إنساناً . لم أبق شيئاً ينفع بشر إلا أعطيته من أنا أكثر منه حاجة و عوز و لم أبال ِ و لله الفضل و المنة ، أعاد ذلك أضعافاً مضاعفة . قصص الصوفيين و الزهـّاد و النساك كانت زاد عقلي . أحبتي أو هكذا حسبتهم ، تمنوا أن يهلكني أي من الغيلان الموجودة كي لا يروا وجه العجز . قبلها ظنوا النجوم بأيديهم . أبقى على هذا النحو ما شاء الله ، يتراءى لي الشفاء فأرى معه الأثرة توأما روح . يمر ببالي حلم مثير عن إنسان يهلك في بئر . و عن ذهن له قوة خارقة بوسعه أن ينقذه في لمحة فكر فاستمتع بإغراقه مراراً بلا ندم . (استغفر المولى العظيم و أتوب إليه أنني أثبت هكذا خواطر . رجاء : تحلوا بالصبر ، ننتهي منها على عجل) فقرة اعتراضية : أرأيتم للدنياً حالاً غير ما وصفت ؟ يبدأ السباق ، فيشقى المرضى و الضعفاء لإيجاد موطىء قدم بينما يرفع الأصحاء الناجحون كؤوس النصر مترعة بخمر الزهو ، ابتلاء أراده مولاه على هذا النحو ، جعل له جائزة تستحق الكد . أهل الكهف ، هؤلاء قومي و عشيرتي . يقولون أنهم معجزة لا تتكرر ، ماذا عني؟! و أي فرصة منحتني الحياة ؟ لا شيء أكثر من تجديد إيماني بربي على شريعة محمد صلى الله عليه و سلم باختياري أوسط مراهقتي قبل مرضي بقليل . (فيض يفوق الترف.) أصعب أسئلتي حينها كان : ما ذنبي ، كي تختار لي امتحاناً بالغ الصعوبة ؟ (فقط أكتب ذلك لمن لم يبصر بعد ، فلا عليكم . فقط تابعوا معي مسار الحياة) كنت أعشق التسبيح ، أجد فيه حياة ، أعجبني ما ألقاه لحبيبه عليه الصلاة و السلام فنطق به عن مولاه "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين." أأطلب الشفاء ؟ لا لم يشغل بالي الدعاء و لا طلب الشفاء . مؤكد بوسعي تحمل الألم ، جمل المحامل أنا . أتدرون ما الذي كدر بالي من مرضي اللصيق ؟ ليس يسيراً أن استجمع التسبيح فقوة ذهني تغيب في أرض الوهن . هذا طلبته و ألححت : إئذن بذكرك ، لا تحرمني منه ، تحرمني ما بقي لي من عقل فأهلك . فوديان الهلاك هناك على مشارف البصر . و الله يحكم لا معقب لحكمه .. يعلم ما لا أعلمه . أشهر درعي في وجه أرض الجنون فينتشر منها وهج يضيء وجودي : (لا يُـفسد ما صنع بيديه) . أول رحمة ألقاها في طريقي كانت فكرة جهنمية لكاتب استطلع النصوص فرأى أن جهنم قرب الأبد و ليست الأبد كله ، يتعذب فيها من يتعذب فتنطفىء . نزلت بي بلسماً حينها . تنفست بعمق و أيقنت أنني أنجو . يغمرني فضله نوراً فأعقد العزم : إن شفاني الله أن لا احفظ شيئاً عن محتاج . أظنها كانت ليلة القدر ، إذ أن حالها كان جديداً على الزمان . قدر ضئيل من يقظة و بقايا وعي تنادي : اشفني و مرضى المسلمين . اللهم آمين . يطلع علي النهار و أنا أتصفح شبكة المعلومات في الحاسب . أجد .... بل أتوقف هنا ، أكمل لاحقاً . نداء المطبخ يغمرني فلا يسعني إلا أن أجيب . حقاً لم أقصد الإساءة لنبل قلوبكم . لكنهم حولكم .. لن يمكنهم أن يلجوا حتى تفتحوا لهم الأبواب . |
#2
|
|||
|
|||
![]()
من حولي أصروا أن أحاول كما يفعلون و أن الشغف ينقص حياتي كي يكتمل فعلي . أصدقهم و لا آلو جهداً فيغلق عجزي كل باب .
مفتاح آخر ملقى في طريقي ... أتناوله فافتح باباً ، أرى طريقاً جديداً فاسلك . طبيب نبيه، أدرك أن ما بي مرض و أنني حقاً أعجز . كلمة تداوي داء الحيرة . وسيلة مواصلات إلى أرض الواقع ، ما هو بالإمكان حقاً . سيقول : تلك أعراض متلازمة العياء المزمن تتراوح بين العجز الجزئي و الكلي بلا دواء أو شفاء فيما يعرفون حالياً من علوم . لكن تحسين حياة المريض وارد . عليك بتنظيم التفكير و مطالبة الجسم بما هو في حدوده . الآن ألقي خلفي ما سبق ، نمط التصق بي ، اخلعه غير آسفة عليه و استبدله بحياة أكثر تواضعاً تناسب صديقي الجديد ![]() يغير طبيبي النابه منظوري فيتغير إدراكي لما حولي . التالي أحد التدريبات العقلية التي علمنيها : أسجل في ورقة حسنات يومي و مساوءه . افصل نفسي مما حولى ، تجرد يلزمني لإعادة التقييم . و سأجيد هذا التدريب ، فتكون لي أوراق بها مساويء و محاسن عملي و أحبتي و الحي الذي أسكنه و العصر الذي أحياه و المرض الذي ابتليت به .... الخ . تدريب بنى لي بعض ما أخذه المرض، لا بل أشياء جديدة لم التفت لها قبلاً . تلك تسعينات القرن الماضي ، حيث النت تدخل البيوت عن طريق المودم و خط التليفون . أبواب مشرعة على العالمين . أطبع ما أشاء في المتصفح ثم أقرأ آراء الأطباء و المرضى و النظريات المحتملة ، و أنقد و أحلل ما وسعني و أقارن المعلومات . تمضي أعواماً في هذا العالم الجديد . نعود لليلة القدر تلك ، التي أعقبها يوم رمضاني أقضي بعضه أتصفح النت . ها هو ذا منحى جديد للعديد ممن عانوا أعراضاً مماثلة على درجات متفاوتة من الشدة امتنعوا عن الكربوهيدرات المعقدة (الخبز و المعكرونة و الأرز و البطاطس و السكر) فتحققت لهم درجات عالية من الشفاء و إذ لم يكن لي دواء بعد تجربة العشرات منها دون نجاح ، رأيته اتجاهاً هو اليسر مسلكه، لعلي أصل إلى ما وصلوا إليه . أفطر على الماء و اتبعه القليل من اللحم فقط و انتظر ساعة أو نحوها ... كأنما هبطت من أرضي إلى أرض الأحياء ، فأنا اسمع و أرى ، لا أختلف عنهم كثيراً . قبل ذلك مضى معظم شهري الكريم بلا تراويح و لا قرآن . عملي هجرته إلى غير رجعة . الآن صار بوسعي أن أصلي فأكثر و اخرج للتراويح و اسمع القرآن فاختمه في ما بقي من الشهر . و سأحظى بوظيفة غير الأولى بعد رمضان الكريم . تحكي لي شبكة المعلومات أن علوم التغذية تتغير . و أنهم لا يحبذون استهلاك الإنسان للكثير من الكربوهيدرات المكررّة ( يقومون الآن بتقشير حبوب الأرز و القمح و غيرها عدة مرات و استخلاص النشا منها أو المواد التي تعطي هشاشة و رقة عند الخبز) . يرون ذلك سبباً للتوتر النفسي والقلق و مشاكل الذاكرة و آلام الأعصاب و المفاصل و الحمى المتواصلة و متاعب جهاز الهضم التي تشّكل متلازمة مشتركة من الأعراض تطول الأشهر و الأعوام حيث لا رد على مُـسكـّن أو دواء و لا حل و لا علاج سوى قطع جذر المرض بإلغاء هذه الأطعمة من أسلوب التغذية و استبدالها بالبروتين و الخضروات . و قد وضع مختص أمريكي يدعى أتكنز نظاماً غذائياًَ يتجنب فيه المريض الحبوب و السكر و النشويات تماماً و يعتمد على البروتين كلياً من الألبان و البيض و الأسماك و الدواجن و اللحم ، فيكون طعام يومي بيضتين فقط أو كوباً من اللبن كامل الدسم . نظام اتبعته فوضع دعائم حياة تقارب العادي و المألوف . لم أنته بعد . المزيد حين نلتقي مجدداً . |
#3
|
|||
|
|||
![]()
تتبدل الأفكار و تتغير مذاهب العلوم كما تبرز الموضة حتى تنفد فتخبو، تفسح المكان لعلم جديد.
آخر صيحات علوم التغذية هي تناول الدهون و بالذات الحيوانية و الإكثار من اللحوم بما تحويه من شحوم تتعلق بها . فيتامين ب 12 الموجود باللحوم و المنتجات الحيوانية يلزم لعمل الأعصاب و لا بديل له من نبات و الحديد الذي يدخل الجسم من اللحم يرحب به الدم ثلاث أضعاف ما يرحب بما يأتي من نبات. أما دسم الحليب فبه فيتامين "د" الذي يفسح الطريق للكالسيوم و الفسفور فينتقلان من الأمعاء إلى الدم فالعظام و الخلايا . و بدون هذا المفتاح يكون نصيب الكالسيوم الطرد خارج الجسم . لا يدعم الكالسيوم العظم فقط بل يساعد على نقل الإشارات العصبية بين الخلايا العصبية . ما جدوى فصل الدسم عن اللبن إذاًَ ؟ يستخدم مصنعو الألبان حمض البنزويك السام لفصل الدسم من اللبن قبل تصنيعه . ثم يعيدون القليل منه للبن و يستخدمون الباقي في صناعة القشطة و الأيس كريم و غيره من المنتجات . و لا يغركم مصطلح كامل الدسم الذي ترونه على العلب فهو يعني كامل كمية الدسم المشار إليها في الجداول الصناعية ! يؤذينا نقص الحبوب الكاملة و البروتين فينتشر الاكتئاب في أعصاب اختل نقلها للإشارة العصبية حتى يتباطأ نشاط سائر أعضاء الجسم فتثقله الحركة و يعجزه التفكير و التدبير و يحوطه الألم بلا مـُسكـّن فلا يجد ذهن المريض حلاً سوى تصور الخلاص من الحياة . دسم اللبن يقتل كثيراً من ميكروبات الأمعاء و به فيتامين أ الذي يبني الخلايا الطلائية التي تغطي سطح الجلد خارجاً و جهاز التنفس و الهضم داخلاً . حاجز منيع من ميكروبات تنتشر حولنا بلا هوادة. قبل ذلك تجنبت تلك الأطعمة لا أدري لماذا ، لكن شهيتي للطعام معتلة و كذا أختها للحياة بما فيها . الآن أعيد الدهن لطعامي فأرى فرقاً عجيباً في جسمي ... بل في نفسي . أتذكر ما تعلمته قبلاً : الإنسان جسد وضيع و روح سامقة فأتساءل : أيكون للروح معنى بغير الجسد ؟ و إلا فيم يغير الطعام الإحساس فينشر السكينة في النفس أو يسلبها إياها ؟ نماذج عقلية زالت و مبان تهدمت أمام سيل العلم الذي بين أيدينا اليوم ، لا أعرف لماذا يصرون على حفظها ؟ مؤكد مكانها أرشيف الزمن لا عقول البشر . اختصر الزمن التالي فاهبط في زمن لي به قدر من الصحة يكفيني أن تكون لي فيه إرادة الفعل. احدد هدفاً و وسيلة تنجزه ، يخرج من رحم التصور إلى فضاء الملموس . أتراني نسيت عهدي الذي ألزمت به نفسي ؟ بل أحاول فيه كما أحاول في كل شيء.. أتعثر فأقف ... إلى أن أكبو مجدداً . تالياً : أصلُ إلى ما ذكرته في عنوان الموضوع . بارك الله عقولكم و أنفسكم . |
#4
|
|||
|
|||
![]()
فصيلة دمي O– فصيلة المتبرع العام ، من يمنح الدم لأي من الفصائل الأخرى دون أن يتعرض أصحابها لتلزن الدم (التصاقه على نحو يفسده). و صاحب تلك الفصيلة لا يستقبل الدم من أي متبرع سوى فصيلته.
فتلك الفصيلة ميزة لغير صاحبها يفيد بتبرعه بالدم غيره . فإذا احتاج الدم في جراحة أو مرض فإنه قد يعاني من قلة المتبرعين من هذه الفصيلة و أنه لا يستقبل من عداها . يغطي سطح خلايا الدم الحمراء مجموعة معقدة من المواد السكرية التي تحدد هوية الخلية و تعرّف الجسم بها فيدرك أنها تابعة له. و تدعى Antigens (محفّزات إنتاج الأجسام المضادة إذ أن كلمة Anti تعني مضاد و كلمة genتعني يصنع أو يحفّز) ، كلمة أجنبية لم تترجم لذلك استخدمها كما هي. يوجد في بلازما الدم (المادة السائلة بالدم من ماء و أملاح و بروتينات) أجسام مضادةAntibodies. و عند نقل الدم بين شخصين من فصيلتين مختلفتين تلتصق الأجسام المضادة في البلازما بالأنتيجينات الغريبة في خلايا الدم المنقولة ، إلتصاق يقال له تلزن فتتلف الخلايا المنقولة و إذ يمر الدم بالكليتين تسد الأجسام المتلزنة أنابيب التصفية بالكليتين فتتلفها فتعجز عن أداء مهمتها الحيوية التي لا يستغني عنها الجسم لحظة . لذلك يشكل نقل دم من فصيلة مغايرة خطراً على حياة الشخص المنقول إليه هذا الدم. و خلايا دم فصيلتي ليس بها تلك الأجسام المعادية Antigen. لذلك يمكن نقلها إلى أي فصيلة. تغرس الممرضة الإبرة في وريد دموي بذراعي فيتدفق الدم عبر انبوبة إلى كيس متصل بآخرين. و يمتلىء أحد الأكياس بنصف لتر من دمي خلال خمس دقائق . يضع أخصائي المعمل الدم في ماكينة تفصل مكوناته إلى ثلاثة أجزاء : أولها البلازما و ثانيها الصفائح و هي أجسام صغيرة تكـّون الجلطات عند النزف ، و ثالثها خلايا الدم الحمراء. و يملأ بهذه المكونات الكيسين الباقيين. و بذلك يستفيد ثلاثة مرضى من تبرع شخص واحد. تتكسر صفائح الدم عند الإصابة بجرح و تنتج إنزيمات تكون جلطة تغلق الأوعية الدموية المتهتكة لتمنع استمرار فقدان الدم. أما مرضى الهيموفيليا فلديهم جين معيب لا يكّون الإنزيمات اللازمة للتجلط . أي أمل لهؤلاء إن نزفوا في حادث أو جراحة ؟ هؤلاء معفون من دخول الجيش و عند الجراحة يلزمهم نقل صفائح من المتبرع لسد الجرح بالجلطة و إغلاق موضع النزف. يحمي الجلد الجسم من الجفاف ، إذ يمنع تبخر الماء في الخلايا و الدم . أما من احترق جلده فيفقد بلازما الدم التي تتبخر بسرعة تاركة المريض على شفا وادي الموت . لذلك يجب إمدادهم بأكياس البلازما . و يمكن فصل العديد من المكونات من الدم _ لا يحضرني ذكرها _ تعطى للعديد من الأمراض . يضخ القلب الدم بقوة في شرايين جسمي ، قوة نسميها ضغط الدم ، تعتمد أساساً على كمية الدم العائدة للقلب . و إذ تنقص هذه ينخفض الضغط و لو انخفض نتيجة خسارة كمية كبيرة من الدم يتوقف نبض القلب . للرجل خمسة ليترات من الدم في شرايينه و أوردته و تنقص عنه المرأة بنصف لتر تقريباً . يزيد قلب المتبرع دقاته دافعاً الدم بقوة أعلى للمخ ، و يشرب المتبرع عصيراً فيمتص الدم الماء من الأمعاء بسرعة فائقة لتعويض الفاقد من الدم . الأولوية الآن لاستعادة حجم الدم و ذاك ما يعيد الضغط لطبيعته . لا يسد التبرع حاجة بنوك الدم هنا في مصر . قالت لي إحدى مسؤولات بنك الدم أن بنوك الدم يصلها 10 ألف كيس من المتبرعين بينما تصل حاجات المستشفيات الفعلية لثلاثمائة و خمسين ألف كيس ، مما يضطر البنوك لشراء الدم من دول أخرى ينتشر بها الإيدز و أمراض ماحقة ينقلها الدم الملوث . يبدو لي شراء الدم من تلك الدول خطر ساحق بوسعنا تجنبه إذ يزيد عدد المتبرعين ، فتحليل الدم من كل متبرع للتأكد من خلوه من فيروسات كالإيدز و فيروس سي المسبب لإلتهاب الكبد غير وارد . أمراض لا علاج لها سوى توقي الإصابة ما وسعنا ذلك . مشكلتي مع التبرع هي الأنيميا (نقص كفاءة الدم في حمل الأكسجين) . خلل تتعدد أسبابه و يخل بوظائف الجسم . الهيموجلوبين بروتين في خلايا الدم الحمراء يقتنص الأكسجين و يفرغ حمولته عند خلايا الجسم . و الطبيعي أن يحتوي الدم على 12 – 15 جرام لكل ديسيلتر من الدم . كلما قمت بهذا التحليل ، لا يتجاوز الهيموجلوبين لدي 9 إلى 10 . و إذ يؤخذ مني الدم أفقد الحيوية و يعتريني النعاس و يبرد جسمي في عز صيف القاهرة الحارق . عندها أطهو الكبد ، ذاك الدم المتجمد لدقائق معدودة حتى يذهب عنه لون الحمرة . فإنه مخزن للحديد و كل مكونات الدم الأخرى، أثره سحر في إزالة الأنيميا تجهزاً لتبرع آخر . ************************************************ |
#5
|
||||
|
||||
![]()
حلو الموضوع
شكري الخالص للمجهود الرائع وتحياتي
__________________
الطفله السعيده
هدير |
#6
|
|||
|
|||
![]()
بارك الله فيك .
المقال يشير لقضية لا يلتفت إليها كثر هي : لا يسد التبرع حاجة بنوك الدم هنا في مصر . قالت لي إحدى مسؤولات بنك الدم أن بنوك الدم يصلها 10 ألف كيس من المتبرعين بينما تصل حاجات المستشفيات الفعلية لثلاثمائة و خمسين ألف كيس ، مما يضطر البنوك لشراء الدم من دول أخرى ينتشر بها الإيدز و أمراض ماحقة ينقلها الدم الملوث . أتمنى لو يساعد مقالي على نشر ثقافة التبرع بالدم فيقبل مزيد بشر على تنظيم الحملات و التبرع و توعية الآخرين بأهمية الموضوع . |
#7
|
|||
|
|||
![]()
منذ عامين مضيا ...
أخرجت مقالتي السابقة و نقحتها ثم نشرتها مجدداً و إذا بها تثمر فاكهة طيبة المذاق! .. الحلقة الثالثة عشر دق هاتفي الجوال بعد لحظة من إتمامي وتر العشاء . على الطرف الآخر : مسؤولة التبرع بالدم في مؤسسة خيرية تطوعت بها: تخبرني أن أباً يبحث عن متبرع من فصيلة أو السالبة لابنه الوليد ، صمتت برهة أفكر ، أعطتني رقم جوّال الأب ثم أغلقت الخط على عجل . تلك فصيلتي ، يعيي البعض إيجاد متبرع بالدم من هذه الفصيلة لأمر عاجل . اتصلت بالرجل أستطلع الأمر فأنا لا أعرفه و كلنا نتعامل مع المؤسسة بلا معرفة سابقة . _ الوليد مصاب بالصفراء و يحتاج الدم عاجلاً و لا يوجد في بنك الدم في المستشفى الخاص دم يشتريه (من عدة سنوات كان كيس الدم يُباع بمئة جنيه . يقلقني أن يباع الدم و يشترى . الأصل التطوع تائه ) . _ سأحضر للمستشفى في صباح اليوم التالي للتبرع للوليد بإذن المولى . كل ما شغل بالي قبل تلك المكالمة كان التبرع بالدم . أدعو مالك الملك أن ييسره ، فقد انتقلت للحياة في القاهرة الجديدة في مكان يبعد عن المواصلات و العمران الغزير الذي اعتدته . يشق علي الطريق، يبدو كالسفر . أما الآن فالهم يملأني و البكاء يرافق صفحة وجهي . لا أدري ما الذي انتابني ، أ مسني من المتصل شيء أم من وليده أم هي نفسي تلك المتقلبة التي أتمنى لها أن تثبت على حال فتراوغني ؟ و ما حكمي فيم لا أملك ؟ يراودني حلم السيطرة على جموحها ثم يبتعد فلا ألمح طيفه. مشاعري كدقات قلبي ملك لمن خلق فسوى ، حيث إرادتي سراب يتراءى من بعيد ، لكنني الآن أعرف كذبه . و لقد أفنيت عمراً أمد البصر و أطقطق السمع كي أفهم و أدرك ، قلت أصون المصالح فلا أضيع منها مليم ، فلم أجن ِ سوى ضياع وقت جم فيما لا يُدرك . ترى لماذا تنفر النفس من شيء و تميل لآخر تراه خير لها ؟ حتى حساب العقل و المصلحة الظاهرة لا يحسم الحساب . ألا من سهم واضح الدلالة تغمره الإنارة فلا أضل ؟! يا الله ، يا مالك الملك ، يا ذا الجلال و الإكرام ، ارحم ضعف قوتنا و قلة حيلتنا . يا كريم لا تقطعنا . يا سميع يا بصير، أرن ِ العقل و الحكمة و البصيرة في هذا الأمر وغيره مما يعجزني ولا يعجزك . يا قادر هب لي من قدرتك و ابسط علي من بركات اسمائك الحسنى فيكون لي علم و عقل و حكمة و بصيرة. ... صليت ركعتين و لم أطل و ختمتها : ممن تحبك على قدر ما تقدر بانتظار ردك . التوقيع دموعي ، لا يتركني لنفسي إذ يراها . يهرول الصباح ، إلى المستشفى إذاً . _ لا انتظري . _ لا أرغب في التلكؤ. _ اصبري قليلاً . رنين الهاتف ، أجل هذا رقم الأب الملهوف . _ لا عليك ، لا تأتي . قرر الطبيب أن يجري تحليلاً للدم ، يرى الوليد في تحسن و يظنه لن يحتاج لنقل الدم أصلاً. سأتصل إن احتجت للدم . له الفضل و المنة . ليست أول مرة ندعوه فيفرج البلاء بلا سبب . يمر يومي اليسر بناؤه و البركة نور فعله . كل ما كان عالقاً في أمسي ، انفعل ليداي و استجاب لطاقتي الواهنة و طاوعني . إرادة ، الضعف يسخر منها . أنوي أن اتوقع الأسوأ فيفاجئني الخير على جناح السرعة فيملأني الرضا انشراحاً. سبحان رب العزة ملأ البر و ملأ البحر و ملأ ما شاء من شيء بعد أخبرهم أم لا أخبرهم ؟ ... أدخره ليوم آخر فقد تلى ذلك أمر آخر في اليوم التالي . سلمكم الله و أبناءكم من كل سوء . ******************************* |
#8
|
||||
|
||||
![]()
بارك الله فيك
__________________
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() تحيــــاتي وتقــديري للجمــــيع ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() <CENTER></CENTER><CENTER></CENTER> |
#9
|
|||
|
|||
![]()
جزاك الله خيراً و برجاء أن تصبروا على طول أنفاسي ، خط المقال زمناً طال عاماً يجتر ذكريات أعوام . لعل الذكرى تنفع المؤمنين .
|
#10
|
|||
|
|||
![]()
لعل بعضكم يتساءل ما هذا الخلل الذي ألم بوليد حضر إلى الدنيا منذ يومين فقط .
تقوم كرات الدم بوظيفتها على مدي أسابيع و أثناء عملها الدؤوب تتكسر أطرافها و تشيخ و تتلف فتنتقل بعد موتها للطحال الذي يبدأ أول مراحل تحطيمها و يرسل بقاياها للكبد ، هنا يتحول الهيموجلوبين حامل الأكسجين مادة الحياة إلى سم قاتل يدعى البيليروبين. يحمل الدم السم الناقع إلى الكليتين فيمر في مصفاتها الدقيقة و يذاب في الماء ثم يطرد خارج الجسم . يولد عدد كبير من الأطفال و هم يعانون من مرض الصفرا لأن الكبد لم يكتمل نموه و لم يعمل بكامل كفاءته . كما أن دم الوليد به كمية عالية من خلايا الدم الحمراء لإقتناص أكبر كمية من الأكسجين من المشيمة . فله الأولوية في غذاء الأم و هوائها عنها ، يخصه بهما جسم الأم و يفضله عن نفسها حباً و كرامة. و عند الولادة يعجز كبد الوليد عن تنظيم التخلص من هذا السم و نقله للكليتين ، فيملأ البيليروبين الأصفر الدم و الخلايا فيذوب في دهون الجلد و أنسجة العين مخبراً الطبيب بوجود العلة و الخلل . يوضع هؤلاء الأطفال تحت مصباح خاص يطلق أشعة فوق بنفسجية تكسّر الصفرا لتسهل على الكليتين إخراجها ريثما يزاول الكبد نشاطه بكفاءة أعلى. و قد يتسبب فيروس هاجم الكبد في هذه العلة فيعجز المسكين عن أداء وظيفته فينطلق البيليروبين في الدم . و عندها يلزم تغيير دم الوليد باستبداله بدم شخص سليم من نفس الفصيلة. ثم ... لثم بقية ، ما دام الدم لوناً ورائحة لا يؤذي أنفسكم .... |
#11
|
|||
|
|||
![]()
لم يتصل الرجل مجدداً .
ينتهي يومي و أنا أرجو ربي أن أتيقظ لصلاة الليل . فنفسي تسكن جسد مكدود يرى النوم راحة له من كل شر . الفجر له يقظة بفضل الله أما قبل ذلك فالمشقة و العسر و الندرة على كثرة أجراس المنبهات حولي . يوقظني رنين الهاتف في الثالثة فجراً . _ وليدي مصاب بالصفرا و بحاجة لكيس دم عاجلاً. أيمكنك أن تحضري حالاً . _ هذا رجل آخر أخذ رقم هاتفي من الأول إذ استغنى عن الدم . حسناً ، ساعات و تشرق الشمس و أحضر . _ لا أجد دم على مدى عدة أيام هي عمر ابني . يغمر النشيج صوته . لكنني أصمم على رأيي . _ هي ساعات معدودة ثم اتصل بك ثانية . على مدى الأعوام تعلمت درساً حفره الزمن في أعصابي ، يبرز كلما احتجته . يغافلني فيتصرف دون وعيي . درسي يقول لا تؤجلي صلاتك لأي شيء ، لو قالوا لك العالم كله يتهدم ، لا تلفتي ، صليها ثم انظري فيم يحدث . هذا بالضبط ما فعلته . قمت أصلي حتى أشرقت الشمس فاتصلت صلاة الليل بأختها الفجر و ابنتها الضحى . يفتح مساراً أدركه بشيء من أعصابي إذ يقول اطلبي فأدعو . هذه المرة كان للوليد بالشفاء ثم لنفسي بالقدرة ثم لسائر مرضى المسلمين . اتصل بالرجل فيخبرني أنه لا حاجة لتبرعي فقد زوّد الطبيب الوليد بالدم فعلاً فانخفضت الصفرا الآن . سيتصل فقط إن احتاج لكيس آخر . اتصل به مساء فأجد الصفرا تتلاشى و الوليد معافى . له الحمد و المنة . قال رسول الله صليالله عليه و سلم "لا يغني حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وان البلاءلينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان (يتصارعان ويتدافعان) الي يوم القيامة"رواهالطبراني ******************* صبراً ،هكذا لا تكتمل القصة . أحب الحكايات المثيرة منذ الصغر بالذات حين تكتمل الحبكة في النهاية بإعطاء كل ذي حق حقه . ما مضى لا يصلح خاتمة . بعد ذلك .. بل لاحقاً بإذن الله. سبحان من تعطف بالعز و قال به، سبحان من لبس المجد و تكرم به، سبحان ذي الفضل و النعم، سبحان ذي المجد و الكرم، سبحان الذي أحصى كل شئ علمه. سبحان الله ملء البر، سبحان الله ملء البحر، سبحان الله ملء السموات و الأرض، سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر و لا حول و لاقوة إلا بالله عدد ما خلق و عدد ما هو خالق و زنة ما خلق و زنة ما هو خالق و ملء ما خلق و ملء ما هو خالق و زنة عرشه و منتهى رحمته و مداد كلماته و مبلغ رضاه و حتى يرضى و إذا رضى. سبحان الله عدد ما ذكره به خلقه أبد الدنيا و الآخرة تسبيح لا ينقطع أولاه و لا ينفد أخراه. |
#12
|
|||
|
|||
![]()
تمضي ثلاثة أسابيع و أنا كلما حاولت التبرع أنشغل أو أمرض أو ....
ثم أتلقى مكالمة ثالثة من رجل يطلب التبرع لأخته التي توشك على الموت بعد بحث يستغرق أياماً عن تلك الفصيلة المراوغة . تبرعت لتلك المرأة . أ ذاك ما حفظ الدم بداخلي سابقاًً ، حتى تأخذه صاحبته مني في وقته ؟! أحد ألغاز أيامي ... أحد الحلول المقترحة . وقتها كتبت : تمت الحلقة الثالثة عشر و البقية تأتي . ******************** |
#13
|
||||
|
||||
![]()
والله دايما بخاف من التبرع بالدم
شكرا على الموضوع |
#14
|
|||
|
|||
![]()
لم ؟ المشي في الشارع أخطر من التبرع بالدم ، فمحاولات الإغتيال المستميتة لا تنتهي , صدقني . كل خطوة في الحياة محفوفة بالمخاطر . فقط أن ابن آدم إذ يطلب الهداية من الذي خلقه يجد من المساعدة ما يجعله يمر عبر المهالك فينجو و يصيبه الفلاح دنيا و أخرى .
شكراً على المرور و الرد . |
#15
|
|||
|
|||
![]()
ذات تبرع
انقل لكم هذا المشهد من قلب معهد السرطان لولا التبرع ما علمت به. أذهـ(ل)ــب إليه زائرة فأمر بمن أحجامهم نصف المعتاد . بشر يزحف السرطان على أعضائهم فتستأصلهم مباضع الجراحين عضواً عضواً . لا يسعني أن أطيل ، لا أجيد التربيت على جراحات البشر. أمر داعية المولى بالشفاء لهم و لي. أدلف إلى بنك الدم متبرعة . يخبرني فني المعمل عن جراحة اليوم ، عن شابة لها اسمي ، يعج جسدها بالسرطان تشق المباضع جسدها بحثاً عن الورم الخبيث ، يزيلونه باستئصال مرارتها و كليتها و ما لا أذكر . تثعب جراحها دماً فيضخون بها غيره ، كيس تلو الآخر حتى تكتمل الأكياس العشرين. ينفث الدم حياة دقائق في جسدها فتلفظه الجراح النازفة تحملها إلى شفا أرض الأموات. فجأة يتلاشى كل وجع مر بي عبر الأعوام أشكر لربي جميل حفظه لجسد ممن يقطعه بلا هيبة. يتلاشى خلاف لطالما كاد يزهق نفس لا تتفق مع الجسد الذي يحويها . الآن يتعانقان بحرارة ، يقدر كل منهما الآخر . تشكر النفس صبر جسد اشتد ألمه على طلبات كانت تغالي فيها . يشكر الجسد كبرياء نفس حفظته من التلف و عبث العابثين. يتدفق الدم في الكيس فتمتلأ الأوردة رضا بالقدَر ، يلازمني الرضا زمناً حتى أبعثره في ما لا يستحق. ******************** |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|