اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > المواضيع و المعلومات العامة

المواضيع و المعلومات العامة قسم يختص بعرض المقالات والمعلومات المتنوعة في شتّى المجالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 21-06-2010, 05:52 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 62
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

حديث الرئيس محمد أنور السادات
لمجلة اكتوبر
فى٧ يناير ١٩٧٨



سؤال : إستحوذت قضية فلسطين او الضفة الغربية بصفة خاصة علي موضوعاتهامة من التسوية الشاملة مع اسرائيل وربما كان سبب ذلك هو أن التليفزيون والصحافةالاجنبية قد أخذت الجانب الاسرائيلي في النظرة الي هذه القضية وقد أدي ذلك الي أنتركزت عليها كل التصريحات والتوضيحات والتعقيدات ايضا وسوف يستغرق ذلك وقتا طويلاولكن في هذا الزحام الإعلامي العالمي انتقلت قضية سيناء المصرية الي الظل فهل سببذلك أن حجم الاهتمام بالضفة الغربية أكبر أو لان قضية سيناء تعتبر منتهية وعلي ذلكفليس ثمة مبرر لمناقشتها مع أن الوضوح الشديد الذي أضاء جوانبها قد جعلها غير واضحةتماما كما نفتح عيوننا في الشمس فلا نري شيئا بسبب وضوحها الباهر ؟
الرئيس : انهذا يذكرنا بالكتاب الذي ألفه مناحم بيجين بعنوان " الليالي البيضاء " وقد اختار لههذا العنوان لان تعبير الليالي البيضاء في اللغة الفرنسية يعني الليالي التي لايذوق فيها الانسان النوم أي أن عينيه تتعبان لدرجة أن يري كل شئ ابيض اي لا يريشيئا تماما كأن عينيه اصبحتا بياضا بلا سواد ولكن بيجين قصد بهذا العنوان أنه عندماحبسوه في روسيا اضيئت زنزانته ليلا ونهارا فكانت لياليه بيضاء اسما وسوداء حقا
والذي اقصده قريب من هذا المعني فقد كثرت التوضيحات والتوضيحاتالمضادة والاتجاهات وظهرت فلسفات في الصحف العربية وتكهنات في الصحف الغربية وكلهذا طبيعي وليس غريبا عن حساباتي ولكنني أعلنت كثيرا وسط مناقشات متنوعة أن موقفيلم يتغير وهو ان الانسحاب الكامل عن سيناء مبدأ سوف يطبق حرفيا ولا خلاف عليه بينمصر واسرائيل واكرر ان الانسحاب عن الارض المصرية الي الحدود الدولية حقيقة قداتفقنا عليها تماما ولا أري مبررا للقلق أو الخوف فنحن نريد السلام والعالم كلهيؤيدنا ولا نريد الحرب والعالم كله يتغني بذلك وأنا اعني كل حرف أقوله الآن وقلتهفي القدس ، وجددته في الاسماعيلية وزعماء اسرائيل يعلنون في كل مناسبة إنني رجلسلام وأنني صادق في ذلك
سؤال : ونحن لا نشك في كلمة واحدة مما تقول ولكننا نتعجل السلامولأننا نتعجل السلام ، فإذا ظهر شئ في الطريق فإننا نفزع ونخشي أن يعطل المسيرة بعضهذه المخاوف سببها سوء الظن في اليهود وبعضها تردده الصحف العالمية وأكثر من ذلكأننا بعد اربعين يوما لم يتحقق لنا من كل ذلك شئ ولأضرب مثلا واحدا منتشرا بينالعسكريين والمدنيين وهو مدينة شرم الشيخ إن اكثر الناس لا يعرفون مكانها عليالخريطة ولكنهم يعرفون فقط أنها ارض مصرية وهذا يكفي جدا لأن يتصوروا أن التهاون فيشبر منها هو تهاون في مصر كلها ، وسيادتك أعلنت لاتهاون في شبر واحد من أرض مصر فماهي حقيقة ما يقال عن شرم الشيخ ؟
الرئيس : إن ما قلته عن الانسحاب التام عنالارض المصرية ينطبق علي شرم الشيخ أيضا فهي مصرية ولكن شرم الشيخ هذه نموذجلمجموعة من الأخطاء المتراكمة في السياسة المصرية والسياسة العربية أيضا وهي نموذجلما يجب ألا نفعله اليوم او غدا
فبعد العدوان الثلاثي علي مصر ١٩٥٦ وافق جمال عبد الناصر علي وجودقوات دولية في مدينة شرم الشيخ لأنها تقع عند مدخل خليج العقبة وعن طريقها يمكنالتحكم في الملاحة ومنع السفن الاسرائيلية المتجهة من البحر الاحمر الي ميناء ايلاتأما لماذا فعل ذلك جمال عبد الناصر فلا أعرف ولم اسأله في ذلك الوقت مع أن خليجالعقبة هذا مضيق دولي تقع عليه مصر والسعودية والأردن واسرائيل وكانت شرم الشيخ هيالبقعة السوداء في الثوب الأبيض الذي ارتداه جمال عبد الناصر وكان جمال عبد الناصرزعيما وبطلا من أبطال الأمة العربية فقد تحدي الدول الكبري وواجه العدوان الثلاثيوانتصر علي بريطانيا وفرنسا الدولتين اللتين خرجتا منتصرتين في الحرب العالميةالثانية اما اسرائيل فقد تسللت تحت جناحيي بريطانيا وفرنسا ودخلت تحقق أحلامهاالتاريخية في التوسع وتحقيق الأمان بوضع قواتها خارج أراضيها وهي حتي الآن لم تحاربعلي أرضها وانما دائما وفي كل الحروب بعيدا عن أرضها وشعبها فهذا البطل المصري جمالعبد الناصر قد انتصر علي الدول العظمي واسرائيل ، إلا شرم الشيخ هذه فهي علي أرضهولكن ليست في يده ؟
وتطاول عليه أصحاب الالسنة المسعورة في العراق وسوريا حتي السعوديةفي ذلك الوقت، وكان يقال إن جمال عبد الناصر الذي يطالب بتحرير الأراضي الآخري عاجزعن تحرير ارضه .. وكان في الشرق زعماء جدد يجلسون علي حجر الاتحاد السوفيتي : صلاحجديد " دلوعة " الاتحاد السوفيتي ونجمه الصاعد الذي يريد ان يضرب به جمال عبدالناصر .. ولم يفلح الاتحاد السوفيتي .. تماما كما فشل في جعل عبد الكريم قاسمالزعيم العراقي المجنون كالقذافي تماما ، بطلا وعملاقا تتضاءل الي جانبه الزعاماتالآخري وخصوصا جمال عبد الناصر
ومن المؤكد أن جمال عبد الناصر كان يلعب بورقة القضية الفلسطينيةوقد نجح في ذلك تماما وهناك اجتهادات للمؤرخين تقول إنه استخدم هذه الورقة ليضربالأنظمة في المنطقة مستعينا ببعض الكلمات مثل تقدمي ورجعي وملكي وجمهوري وهي نفسالكلمات التي ما يزال يستخدمها حزب البعث مع الامتنان العظيم لجمال عبد الناصروالسوفيت ايضا. وإن كان الامتنان ليس من صفات حزب البعث السوري أو في العراق ، ولكنالتلويح المستمر بشرم الشيخ كان يضايق جمال عبد الناصر دائما ، واذكر انني عندماكنت في موسكو علي رأس وفد برلماني في مايو سنة ١٩٦٧ قابلت سمينوف وكان نائبا لوزيرالخارجية وعضوا باللجنة السياسية وكان أهم من جروميكو في ذلك الوقت وجروميكو لميدخل اللجنة السياسية إلا من ثلاث سنوات قال لي سمينوف ان اليهود قد حشدوا أحد عشرلواء مدرعا لغزو سوريا ردا علي العمليات الفدائية المتصاعدة ، وقد أعلن اشكول رئيسالوزراء في ذلك الوقت ، أن الفدائيين اذا لم يوقفوا نشاطهم فسوف يزحف علي دمشق ،وقلت لسمينوف في ذلك الوقت إن صلاح جديد الفتي المدلل للسوفيت لا يساوي وزنه تراباوان الوزن الحقيقي لجمال عبد الناصر ولمصر فلا قرار إلا من مصر وانهم سوف يخسرونهذا الحصان الهزيل الذي اسمه صلاح جديد وأنهم دائما يختارون الجانب الخاسر بسبب سوءفهمهم وبسبب حرصهم علي ضرب الزعامات بعضها ببعض وسمينوف هذا كان صديقي ولا أعرف اينهو الان ؟ ميت أو حي يعمل ناظرا لأحدي محطات السكك الحديدية كما هي العادة في روسيامع من يغضبون عليه
وكان عبد الحكيم عامر في باكستان وأرسل الي جمال عبد الناصر البرقيةالشهيرة : اقفل المضايق يقصد أن يقوم جمال عبد الناصر بإقفال مضيق تيران ، وبذلكيصبح خليج العقبة مغلقا علي السفن الاسرائيلية ذهابا وإيابا في ذلك الوقت كانت مصرقد استعدت عسكريا ، ودفعت قواتها الي سيناء ، والعالم كله وقف يرقب ما سوف يحدث ،وكان جمال عبد الناصر يعلم أن الجندي المصري يجئ بعد الجندي الامريكي مباشرة فيكمية السلاح الذي يحمله اي في عدد الاسلحة ولكن الخلاف طبعا في كيفية استخدامها
أما اسرائيل في ذلك الوقت فكانت في حالة من الرعب لا مثيل لها . ويكفي أن تقرأ ما كتبه وزير الدفاع الاسرائيلي عيزرا فايتسمان : إنها صورة من الخوفوالارتباك لا يمكن ان توصف .. اما الذي اراده جمال عبد الناصر في ذلك الوقت ان يؤكدانه هو " الرجل" الذي يستطيع .. والذي يقرر والذي يحرر .. وانه هو الزعيم ، وانهافرصة لكي يضع نهاية لأحلام اسرائيل المجنونة ، وخصوصا أن جولدا مائير قد اعلنت في ١٩٥٦ ضم سيناء نهائياً الي اسرائيل كمرحلة من مراحل قيام اسرائيل الكبري .. وهيفرصة اخري لكي تعرف اسرائيل حجمها الحقيقي
ثم أنه طلب الي القوات الدولية فيشرم الشيخ أن تنسحب فورا وانسحبت ، وهذه الحادثة قد خلقت مشاكل بيننا وبين اسرائيلفيما بعد ولا يزالون يذكرون ذلك في لقاء الاسماعيلية ، ثم أن جمال عبد الناصر أرادأن يتحدي الرئيس جونسون الذي قطع المعونة عن مصر مستسلما للضغط الصهيوني . بعد اناستعان بالأخوين روستو : احدهما في وزارة الخارجية والثاني في الامم المتحدة .. واستعان بارثر جولدبرج - وثلاثتهم من الصهاينة
أي أن جمال عبد الناصر أراد أنيصيب كل العصافير التي علي الشجرة بحجر واحد ثم كانت حرب ١٩٦٧ وراحت شرم الشيخومعها كل سيناء ولم تعد هناك قوات طوارئ دولية . وإنما قوات احتلال اسرائيلية .. وأعلن اليهود أن اسرائيل التي ولدت لتبقي سوف تبقي لتتوسع الي غير نهاية ، وفي ذلكالوقت اتخذوا شعار بن جوريون الشهير : أن الأراضي الاسرائيلية هي كل أرض يقف عليهاجندي اسرائيلي .. وفي جيب كل جندي اسرائيلي شعار آخر " ان كل ما يقع عليه عينك يجبان يكون لك " .. اذن حرب سنة ١٩٦٧ فتحت شهية كل اسرائيلي لتبتلع الخريطة العربية مندجلة الي الفرات
سؤال : لقد قال لي وزير الدفاع الاسرائيلي عيزرا فايتسمان علي مسمعمن السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء والفريق أول الجمسي إنه شخصيا يعتقد أن شرم الشيخهذه لا أهمية لها الآن .. ولكن الناس في اسرائيل لهم رأي اخر ؟ ونحن لا نعرف ماالذي دار حول "حادثة" شرم الشيخ هذه .. وهل ما يزال اليهود يخافون من أن يتكرراقفالنا لمضيق تيران ووضع حصار علي الملاحة ذهابا وايابا الي ميناء ايلاتالاسرائيلية وثم كيف امكن اقناعهم بعكس ذلك ؟
الرئيس : لقد اثيرت حادثة شرم الشيخ هذه واليهود معذورون الي حدكبير فهم يقولون اننا نصدقك ونعترف انك رجل اذا قلت صدقت ولكن ما الذي نفعله فيمنيجئ من بعدك ويتخذ موقفا كالذي فعله جمال عبد الناصر من الذي يضمن لنا ذلك؟
وكان ردي علي ذلك ان شرم الشيخ مصرية لا شك في ذلك ولا جدال حول ذلك ولكنامامكم ان تختاروا بين ان نضع في اتفاقية السلام نصا علي ان خليج العقبة ممر دوليبضمان مجلس الامن ، وانه يشبه باب المندب وجبل طارق والبوسفور ومثل هذه الممراتتحكمها اتفاقيات دولية معروفة ، وخليج العقبة دولي فعلا لأن اسرائيل وثلاث دولعربية اخري تطل عليه . وانا موافق تماما علي ذلك والاختيار الثاني أن تكون هناكقوات طوارئ دولية عند شرم الشيخ ، علي ألا يكون من بينها اسرائيلي واحد وقلتللاسرائيليين اختاروا الذي يريحكم لأنه ليست في نيتي أن اعود الي الحرب . وأنماأريد السلام لي ولكم وللعالم . ولكن السلام لن يجئ علي حساب السيادة المصرية ولاعلي شبر من أرضها . وأن هذه بديهة لا أقبل النقاش فيها ايضا
ثم ان ميناء شرم الشيخ قد جعلها اليهود ميناء سياحيا اقاموا فيهاالفنادق ورصفوا اليها الطرق حتي ايلات ولقد قال الاسرائيليون إن احدا ما كان يجرؤأن يطلب شرم الشيخ او الطريق الساحلي في سنة ١٩٦٧ ولكن بعد حرب ١٩٧٣ ، أصبح هذاالميناء لا قيمة له فنحن قد اقفلنا عليهم في حرب ١٩٧٣ البحر الاحمر كله من بابالمندب ثم ضربنا لهم إحدي السفن دون أن نعلن عن ذلك فما كان من اسرائيل نفسها إلاأن اعلنت أن ايلات ميناء مقفل . فما الذي فعلته شرم الشيخ لاسرائيل في ذلك الوقت - لا شئ - ومن هنا كان ما قاله فايتسمان صحيحا لكن اليهود العاديين يخافون عموما أنيتراجعوا الي أرضهم لانهم قد اعتادوا ان يحاربوا خارجها لأن بلادهم ضيقة وبلا أعماقومحاطة بجيران أعداء متربصين لها دائما
وهذا الخوف عند اليهود تاريخي لا حيلة لهم فيه ، فقد عاشوا مهددينفي كل الدول وكل المدن ولذلك انزووا في " حارات اليهود " وأقفلوها علي أنفسهم .. حتي عندما ذهبوا الي اسرائيل جعلوها " حارة يهود " كبري . وأقاموا في داخلها خائفين . وهذا الخوف هو الذي دفعهم الي كراهية الآخرين ، لأن الآخرين هم مصدر الخوف . أيهم الذين نزعوا من قلوبهم الأمن والآمان . ولذلك فالسلام عندهم حقيقة .. وايمانهمبه حقيقي . ولكن مأساتهم أنهم لا يصدقون أحداً ، يتشككون في جميع النيات .. ولذلكفهذا الشك قد حرمهم من أن يحققوا آمالهم وأحلامهم
إن اليهود يتباهون بأناجيالهم الجديدة من " الصابرا " ومعناها نبات الصبار الذي ينمو في الصحراء ،ويحاولون أن يجدوا معني لذلك بأن يقولوا : إن الصبار نبات شائك وباطنه ناعم طيب . ولكن الحقيقة أن اليهود فعلا مثل نبات الصبار . مع فارق واحد : هو أن اشواكه قداتجهت الي الداخل .. فالشوك والشك من أهم معالم المواطن الاسرائيلي
وهذه إحديمشاكل كل من يتفاوض معهم . وأعتقد أن مبادرتي الي القدس قد تجاوزت هذه المرحلة ،وجعلت الشوك والشك وسوء الظن يبعد قليلا عن وخز أعمال المواطن الاسرائيلي . وقدكفاني ما رأيته من شعبهم ومن تلقائيته في الشوارع .. ويكفي ما رأيته أيضا من يهودالعالم ومن العالم كله
سؤال : إذن ما يزال هناك عدد من اليهود يري ان عودة شرم الشيخ اليمصر خطر علي اسرائيل كلها ، بل ربما أدي الي تعاظم هذا الخوف في اسرائيل من يعارضمبدأ الانسحاب من الارض التي احتلت بعد ١٩٧٦ ألا يؤدي ذلك الي تعثر خطوات السلامالشامل ؟
الرئيس : لا أري ذلك .. ولكن في اسرائيل اتجاهات كثيرة واختلافاتحول كل قضية . وهذا شأنهم مع احزابهم ومع حكومتهم . بل أن مناحم بيجين قبل ان يجئالي الاسماعيلية ذهب للتظاهر امام بيته جماعة ( جوش امونيم ) اي ( جماعة المؤمنين ) . وهي أقلية دينية متطرفة . راحت تصرخ أمام البيت طوال الليل حتي لا ينام الرجل . وقد اعتقلوهم ولكنهم ظلوا غاضبين علي كل اتفاقيات السلام . وهناك آخرون قد تظاهرواضد الحكومة الاسرائيلية لأنها قررت الانسحاب من الضفة الغربية انها مظاهرات لا خوفمنها ، وهي لذلك لن تعطلنا عن المضي في تحقيق السلام لكل الناس حتي للذين يتظاهرونضد السلام فلم يعد في استطاعة أحد أن يتوقف . او لم يعد في استطاعة شعوبنا أن تنتظرطويلا فالضغط العالي قد بلغ اشده
سؤال : إذن من أين جاءت فكرة تأجير شرم الشيخ او إعارتها ويقال لمدةعشر سنوات او عشرين عاما وخصوصا ذلك الطريق الساحلي المرصوف المتجه من شرم الشيخشمالا الي ميناء ايلات ؟
الرئيس : لابد أن هؤلاء الذين يعارضون في عودتها اليمصر قد اختاروا لأنفسهم حلا وسطا بين
إعادتها وبين إعارتها ، فهداهم خيالهم الياستئجارها مفروشة في مصر وقد ساقوا امثلة علي ذلك بين امريكا وبريطانيا في الحربالعالمية الثانية . ونسوا ان ما فعلته امريكا وبريطانيا كان من أجل محاربة طرف ثالث .. ولكننا نريد أن نحقق السلام وليس الحرب .. ثم أننا نرفض من ناحية المبدأ : تأجيرشرم الشيخ أو اعارتها لأي احد ، ولأي سبب ولأي وقت : إن بن جورين يحكي في " مذكراته " أنه ركب سيارته متجها الي شرم الشيخ ثم طلب من السائق أن ينحرف بها جانبا فوجدعددا من اليهود يحرثون الارض وقد نصبوا عددا من الخيام وسألهم : ماذا تفعلون ؟قالوا : نبحث عن جماعة "طيبياس " وسألهم : ومن هؤلاء ؟ فقالوا : إنهم جماعة منأجدادنا عاشوا من ثلاثة آلاف سنة ، وسألهم .. وهل يمكن في هذا الجو الحار والصحراءالجافة ان يعيش احد ؟ فأجابوا : اذا كانوا هم عاشوا هنا فكيف لا نعيش نحن ؟ ويقولبن جوريون إنه لم يقرأ ولم يستمع في حياته عن قبائل يهودية بهذا الاسم ، ولكن لامانع من ان يمضي اليهود في تطويع الصحراء
سؤال : هل تري أن حادثة شرم الشيخ هذهلم تكن لها ضرورة ، أي لم يكن هناك اي مبرر لأن يشن جمال عبد الناصر حربا من اجلها؟ إذن فكيف كان في الإمكان تفادي قيام حرب دون أن يجد نفسه مضطرا الي طرد قواتالطوارئ منها ؟
الرئيس : إن حرب ١٩٦٧ قامت لاسباب عديدة من بينها أن العرب قدافتعلوا معركة لا مبرر لها فقد ضايقوا جمال عبد الناصر كثيرا بسبب شرم الشيخ ، وهذهالمعارك الداخلية بين العرب هي الورقة التي يلعب بها اليهود ويكسبون دائما . فهميلعبون ويشجعون وينتظرون الخلافات العربية .. لذلك نعطي لليهود الحبل الذي نشنق بهأنفسنا .. إنهم ينتظرون ويترقبون ونحن نواليهم بكل ما فينا من عيوب وضعف
وبنجوريون ايضا هو الذي قال عن جمال عبد الناصر إن جمال عبد الناصر قد ارتكب غلطةكبيرة عندما غيرّ اسم مصر الي اسم " الجمهورية العربية المتحدة " فمسح بذلك اسماعريقا عمره سبعة آلاف سنه .. وهو الذي نقل مصر من التبعية البريطانية الي التبعيةالروسية وهو الذي انهك قوي شعبه ، فجعل التبر يتحول الي تراب ، بدلا من ان يتحولالتراب الي تبر، ولم يكن بن جوريون يشفق علي جمال عبد الناصر ولا علي مصر، وإنماكان حريصا علي أن يتهمه بأنه هو الرجل الذي يعادي شعبه والشعوب العربية ويرهقالجميع
وفي " مذكرات " بن جوريون أمثلة صغيرة ضربها للشعب اليهودي ولكن لهامعني يتفق تماماً مع الذي قلته من أن اخطاءنا قد استفاد منها اليهود يقول بن جوريون : هجوم العرب علي يافا سنة ١٩٢١ هو الذي جعلهم يحولون ضاحية تل ابيب الي مدينةمستقلة ، كما أن إضراب العمال العرب في سنوات ١٩٢١ ، ١٩٢٩ ، ١٩٣٣ هو الذي جعلاليهود يعملون بأيديهم فقد كانوا يحتقرون العمل اليدوي ويتركون ذلك للعمال العرب ثمأنه هو الذي دفعهم الي تنظيم نقابات العمال والأحزاب العمالية ويقول بن جوريون أيضافي كتاب " بن جوريون ينظر الي الوراء " إن العرب لو كانوا قد قبلوا قرار التقسيم في ١٩٤٧ لجعلوا اسرائيل أصغر حجما مما هي الان ، والحمد لله أنهم قالوا : لا؟
والامثلة علي الاخطاء التي قدمتها الامة العربية هدية لاسرائيل ، لا حدود لها؟ ثم أننا بعد ذلك لا نتعلم من اخطائنا .. اي اننا لا نقرأ التاريخ ولا نقرأالتاريخ ايضا ولهذا السبب لم يكن موشي ديان مخطئا عندما أعلن من موقع الغرور الشديد : أنه يستطيع ان يحارب مصر بنفس الطريقة التي حاربنا بها في ٥٦ ، و ٦٧ وينتصر علينا؟
والمعني الذي يقصده أننا لا نستفيد من التجارب واننا ننسي ، ونحن ننسي اخطاءنالأننا لا نحب ان نخجل من أنفسنا ، مع أنه من الضروري ان نعرف ما الذي وقعنا فيه ،حتي لا نقع مرة آخري أعمق وأفدح واذكر بهذه المناسبة حادثة صغيرة سمعتها وأنا فيالقيادة سنة ١٩٦٧ فقد دخلت طائرة ميج ٢١ لتصوير المواقع الاسرائيلية وعادت وهبطتوتابعتها طائرات اسرائيلية بعد ١٣ دقيقة
وهذه فترة زمنية طويلة جدا وغير عاديةلكي تظهر طائرات اسرائيلية تطارد طائرة معادية ولكن اليهود كانوا يعرفون طائراتناجميعا وفي مواقعها وانما ارادوا ان يضللونا وان يخدعونا وقد نجحوا في ذلك وأعود الياخطاء عبد الحكيم عامر . وتردد جمال عبد الناصر .. فنحن قد طالبنا بتنحية قائدالطيران في ذلك الوقت . وكان يشغل هذا المنصب منذ زحد عشر عاما . ولكن جمال عبدالناصر لم يفلح في زحزحة عبد الحكيم عامر عن موقفه .. فكانت كارثة الطيران في ١٩٦٧.. وهي قمة من تراكمات الخطأ وسوء التقدير والجهل والاستخفاف
سؤال : تردد أيضا أن لاسرائيل مستعمرات علي الأرض المصرية .. والمستعمرات عبارة عنأبنية ومزارع ومصانع وترسانة للسلاح ومستوطنين بالمئات وأحيانا بالالوف ومن شعوبمختلفة ، وقيل إن اسرائيل لن تتخلي عن المستعمرات .. وإنما سوف تحتفظ بالمستعمراتوسكانها أيضا .. وقيل ان اسرائيل لن تتخلي عن ابنائها أيضا وإنما سوف تتولي حمايتهمبقوات عسكرية ، وقيل بقوات بوليسية وقيل برجل دين .. وانهم جميعا سوف يخضعونللقانون الاسرائيلي .. وكل هذا يتنافي تماما مع سيادة مصر الكاملة علي الأرض وماعليها ومن عليها ؟
الرئيس : وهذه ايضا من " بالونات الاختبار " التي تطلقهااسرائيل . وأحزابها السياسية والدينية ، فاسرائيل تقيم مستعمرات عديدة في داخلهاوعلي حدودها .. مستعمرات عسكرية دينيه ومستعمرات تابعة للأحزاب ومستعمرات خاصةومستعمرات عسكرية .. وقيام المستعمرات بهذه الصور له اسباب كثيرة عندهم فهم لأولمرة في تاريخهم يملكون أرضا وهم لأول مرة في تاريخهم يشعرون بأنهم أغلبية . وهملأول مرة يفلحون الأرض او يعملون بايديهم فقد دفعهم الخوف في كل البلاد التي عاشوافيها ، ألا يملكوا الارض وإنما يملكون السفن ويملكون الذهب .. حتي اذا طردوا إوهربوا كانت حركتهم أسهل .. ثم أن اليهود في هذه المستعمرات يحاولون تحقيق المساواةالكاملة بينهم فقد عاشوا في ظروف قاسية وذاقوا الفوارق الطبقية واللونية والدينية .. وأسباب اخري كثيرة أهمها : أن هذه المستعمرات عبارة عن مواقع عسكرية متقدمة وهذاتفسير لسلوكهم وليس تبريرا له
فعلي الأرض المصرية شمالي العريش توجد مستعمراتويوجد مطار عند الشيخ زويد، وهذا يؤدي الي بير سبع . وتوجد مستعمرات أيضا عند رفح .. وهناك رفح الفلسطينية ورفح المصرية وبينهما شارع .. اي بينهما حدود وهمية .. وكلما اذكره عن رفح عندما عشت فيها سنة ١٩٥١ أنها كانت من الصفيح ولا اعرف كيف أصبحتالآن .. وقد أقيمت عند رفح مستعمرات باميت .. وباميت هذه ميناء علي البحر الابيضوأيا ما كان عن هذه المستعمرات فإن هذا لا يهمني مطلقا . لماذا ؟ لأنني قلت لقادةاسرائيل إنني أعرف حاجتكم الي الأمن . ولذلك جئت اناقش معكم الأمن عموما وسوف أحققهلكم . لاني اريد السلام وانا اعرف ان هذه المستعمرات هي محطات إنذار ودفاع مبكر . وأنا علي يقين من ذلك كله وأعرف ان خط بارليف كان شيئا مثل ذلك ، فأين ذهب هو الآن؟
إن خط بارليف كما قلت هو قلاع أقامها الخوف بالنيابة عن الكراهية وكذلك كل هذهالمستعمرات ومادمنا سوف نجلس معا وقد جلسنا معا وبعد أيام يجلس أعضاء اللجنةالسياسية واللجنة العسكرية من أجل هدف واحد هو تحقيق الامن فلا معني مطلقا لاننناقش هذه الجزئيات اأي هذه المستعمرات وعلي الرغم من أنها جزئية فإنني اؤكد منذالآن أنني لا أوافق علي وجود مستعمرة واحدة اسرائيلية علي أرضي ، فليهدموها ولااسمح بوجود اسرائيلي واحد مدنيا كان او عسكريا ، هذه مسألة حسمتها تماما وانتهينامنهاوقد ظهرت فلسفات قبل مبادرتي الي القدس تقول : ولماذا لا يبقي هؤلاءالاسرائيليون في مستعمراتهم إنهم اجانب ألا يوجد في مصر أجانب من كل الشعوب في مصرفلماذا لا تعتبر مصر هؤلاء الاسرائيليين اجانب ايضا ؟ وهي فلسفة مرفوضة تماما فقدجاءت قبل مبادرتي وبعد مبادرتي قد تغيرت الصورة تماما ، أما الصورة التي تغيرت فهي : أن محاولة اسرائيل أن تجعل الحدود الاستراتيجية حدودا سياسية .. لم تعد كلامامقبولا .. أو بعبارة اخري اأن ما كانت تدعيه اسرائيل من الحدود الآمنة لم تعد آمنهففي مصر صواريخ مداها ٣٠٠ كم ، وهذه الصواريخ علي الضفة الغربية للقناة ، وعندمادخلت القوات الاسرائيلية عن طريق الثغرة كانت تقصد قواعد هذه الصواريخ وهذهالصواريخ تستطيع أن تصيب اي عمق في اسرائيل .. فهل تحتل اسرائيل الضفة الغربيةللقناة ايضا حتي لا تصيبها هذه الصواريخ ؟ وقد يبدو هذا سؤال غريبا .. وإن كانمنطقيا . ولكن هناك في اسرائيل من يرون أنه ليس غريبا أو منطقيا وإنما هو حقيقةتاريخية .. فالتاريخ يقول لهم إن اليهود قد جاءوا الي مصر مع الهكسوس وأقاموا فيمحافظة الشرقية .. ويقال في أرض جوشن (اي محافظة الجيزة ) وعلي ذلك فهذه أرضيطالبون بها أيضا
ولكن هذه الصورة القديمة لم يعد لها وجود في عالمنا المتحضرأو علي مائدة المفاوضات بين أناس متحضرين وهم متحضرون لأنهم اتفقوا ابتداء علي عددمن المسلمات السياسية والانسانية والسلام واحترام كل الأطراف وتقديس الحياة من أجلأجيال من بعدنا وطرح سوء الظن الذي هو ابن للخوف الذي هو ابن للكراهية التي هي الأمالشرعية لكل الحروب
سؤال : إننا نحتاج الي وقت طويل لإزالة رواسب الأجيال من سوء الظنوسوء التقدير والشك . فإن المبادرة اذا كانت قد غيرت " مسار " الأشياء فإنها لمتغير "طبائع" الاشياء .. فذلك يحتاج الي وقت طويل . وقد ذكرت سيادتك أن حربا كانتتقع بيننا وبين اسرائيل بسبب المناورات التي قام بها الفريق اول الجمسي مما دفع بعضالقادة الاسرائيليين الي القول بأن مبادرتك كانت خدعة فهل صحيح ما نشرته الصحفالعالمية من أنهم كانوا يتوقعون أن تهبط طائرتك الي مطار بن جوريون دون أن تكون بهاوإنما ينطلق من داخلها عدد من قوات الصاعقة المصرية . فما مدي صحة هذه الصورةالرهيبة ؟
الرئيس : لا أعرف بالضبط .. ولكن هم الذين اعتقدوا أنهم بسبب سوء الظنأيضا والشك العميق انني لن اسافر الي القدس ، وانما سوف ابعث .. بمائة وعشرين منرجال الصاعقة .. وتهبط الطائرة وينفتح بابها وتخرج قوات الصاعقة وتطلق نيرانها عليكل زعماء اسرائيل الذين وقفوا صفا واحدا في انتظاري ، ولذلك وضع اليهود اكثر من ألفقناص فوق مطار بن جوريون ومعهم المدافع الرشاشة لنسف الطائرة وقوات الصاعقة فيلحظات .. وسمعت أيضا شيئا آخر لم اتحقق منه بعد ، ولكنه يتفق مع سوء الظن هذا أيضاأن الفرقة الموسيقية التي وقفت في المطار كانت تحمل اسلحة ايضا ، وهذا شئ غريب ،ولكن لم الاحظ ذلك فقد كان الموقف أعظم وأروع من أن يشغلني شئ مثل هذا، ولكن الصحفهي التي نشرت هذا السيناريو البوليسي والخوف صانع المعجزات في الأدب والفن عنداليهود ، ويكفي أن يعود أي مثقف الي ما كتبه ادباؤهم من مثل : كافكا وفرفل وتسفايجوهنيئة وخصوصا باشيفا سنجر .. وغيرهم أو حتي اذا قرأ ما كتبه العالم النفسي الكبيرفرويد .. سوف يجد أن اعماقهم مليئة بالخوف والرعب ، والذين رأوا لوحات الفنان ماركشاجال يجد أنها صرخات لونيه ثم أن اليهود لا يزالون يقيمون المتاحف الضخمة للحزنوالأسي وقد رأيت في القدس المبني الذي يسمونه " يادفاشم " او متحف " الكارثةوالبطولة " وكله صور تذكارية باقية للحزن والأسي والخوف وعدم الشعور بالامان
فلا استبعد ان تخطر هذه الصورة المروعة علي رأس احد العسكريين أوالسياسيين وهي فكرة لا يمكن ان تخطر علي بال رجل مثلي ، لا يريد الموت ولا اليتمولا الدم .. ولا أريد أن اري شابا في ريعان حياته يجلس علي مقعد يدفع عجلاته بيديهحتي الموت ، ان في هذه الصورة تلتقي البطولة الوطنية والألم النبيل
سؤال : قيل أيضا إن اسرائيل لها مطارات علي أرضنا بالقرب من حدودهمايضا .. وقيل إنهم اذا تخلوا عن المستعمرات فسوف يتمسكون بهذه المطارات فهل هذاصحيح ؟
الرئيس : ولا هذا صحيح . فليس من الاستراتيجية أو مبادئ العسكرية أن أضعطائراتي علي مطار في أرض الغير .. واذا ترك لي هذه المطارات . فإنني لا استطيع أناستفيد منها لأن غلطتنا سوف تكون واحدة ، مطاراته وطائراته في متناولي . ومطاراتيفي متناوله .. ثم أن وجود المطارات أو المستعمرات مرفوض تماما ولذلك عندما سألوني : وما الذي نفعله بهذه المطارات ؟ اجبت احرثوها قبل ان تخرجوا منها
سؤال : هل من حق اليهود أن يطلبوا من مصر تعويضا عن المنشآت التيأقاموها علي ارضنا ؟
الرئيس : فليطلبوا ، ونحن ايضا سوف نطلب منهم ذلك ، وسوفتكون النتيجة أن اسرائيل ستجد نفسها مدينة بل غارقة في الديون ، المهم أن نجلس وأننتناقش إنهم يصيدون أسماك بحيرة البردويل ويصدرون أسماك البردويل في علب الي الخارج، ومعروف أن البردويل مصرية ولكنهم يبيعون المنتجات المصرية بعد تعبئتها وتسويقهالحسابهم وسوف نسترد هذه المصانع سليمة تماما ، كما عادت الينا حقول ابو رديس كاملةسليمة وما دمنا قد ارتضينا مبدأ التفاوض . فهذا لا يعني : التساهل .. وانما يعني اننزيل كل العقبات التي تقف امام هدف آخر أعظم وأروع هو السلام وهو لا يتحقق إلابالتسوية الشاملة .. وإلا بتسمية الأشياء باسمائها والا بمعرفة حجم القضايا وهذا لايتيسر إلا اذا كانت الرؤية واضحة وإلا اذا تحلينا بالصدق والشجاعة ولم يعد الكذب اوالإخفاء أسلوبا في الحكم ، فكل ما نقول وما نعمل وما نعلن وما نرفض معروض علي شاشاتألف مليون تليفزيون إن الذي سمعته من إطراء الرئيس الأمريكي كارتر في مطار اسوان قداخجلني فأنا لم أفعل إلا ما أملاه علي واجبي وضميري وما التوفيق إلا من عند اللهوما التأييد إلا من عند الشعب .. والحمد لله الذي ارضيته فارضاني بحب الملايين منابناء شعبي وحب كل الذين يتطلعون الي الحياة في سلام
سؤال : كنت قد أعلنت بعض انجازاتك الكبري في مصر لتصفية مراكز القوةوثورة مايو وانتصارات اكتوبر وسيادة القانون وحرية الصحافة والانفتاح الاقتصاديوغزو الصحراء وتوسع الوادي الضيق علي شعب مصر .. إن هذا يكفيك . وأنك حققت كل ماتتمني .. وأن الاجيال القادمة عليها أن تمضي أبعد من ذلك فأن تختار من أشكال الحياةوصور التعايش السلمي ما تراه مناسبا لها ولكنك بمبادرتك الأخيرة هذه قد تجاوزت هذاالجيل والذي بعده فما الذي تتصوره لمستقبل مصر ؟
الرئيس : لقد تصورت مصر سنة ٢٠٠٠ ووضعت لذلك برنامجا مدروسا واتجهت الي زراعة الصحراء .. وفتحت الأبواب لرأسالمال العربي والأجنبي مع كل الضمانات التي تقدمها دولة متحضرة ومصر دولة متحضرةولكني اعترف . وليس هذا تواضعا مني ، إن مبادرتي هذه أتت بنتائج أكبر بكثير جدا مماتصورت .. والذي اسمعه واقرؤة لزعماء العالم عن أثر هذه المبادرة علي هذا العصر وعليالأجيال القادمة يفوق خيالي .. إن عالمنا من أوله لآخره قد تغير أسلوبه في النظرةالي الأشياء وسوف يؤدي ذلك الي تغيير شامل في العلاقات الانسانية .. وسوف يتحققالرخاء في الشرق الاوسط .. وسوف تكون اجيالنا أحسن حالا منا
أما السبب الحقيقيفي هذه المبادرة .. فهو انني رأيت اجيالنا القادمة سوف تكون أسوأ بداية ونهاية لأنيعندما نظرت الي مسار الأحداث السياسية في العالم العربي وجدته طريقا أوله ندم وآخرهعدم اما الندم فعلي أننا عشنا كل هذه الحروب . وحتي نصر اكتوبر الذي حقق لناالكرامة لم يأت برخاء بعد ، لأننا ما نزال ننفق علي السلاح .. وآخر الطريق عدم .. لأننا اذا مضينا نحمل السلاح وفي نفس الوقت لا نكف عن ادارة طواحين الكلام الفارغ . فلن نتقدم خطوة واحدة وإنما سنظل في حالة جمود حتي نموت إن السكوت علي هذه المأساةجريمة في حق جيل برئ .. إن نصف سكان مصر دون العشرين لم يعايشوا ويلات مصر .. وإنكان من الواجب القومي أن يعرفوها ويدرسوها.. ولذلك ليس من الضروري أن نطحنهم بالحرباو نسحقهم خوفا من الحرب . فنخلق جيلا عاجزا مشلولا مترددا عن اتخاذ القرار فيكونفريسة لعملاء التخريب وادعياء السلام
لهذا كانت المبادرة واكرر شكري لله سبحانهوتعالي الذي الهمني الصبر والسداد أما شعبي فاني اتوجه الي الله أن يهبني القوة عليأن اجعل حياتي فداء له
سؤال : أعود مرة اخري الي مبدأ الجلاء الشامل عن سيناء .. لقد رفضتسيادتك كلمة "تنازلات" التي تستخدمها اسرائيل عندما تتحدث عن الانسحاب .. وقلت إنهالا تتنازل عن شئ تملكة . إنها تعيد الينا ما كنا نملكه . ولكن عندما بدأت اسرائيلتكف عن استخدام هذه الكلمة الي حد ما . فإنها استخدمت كلمة آخري هي الضمانات .. فماهي الضمانات التي تطلبها اسرائيل لكي نمضي في عملية السلام .. هل سيكون ذلك عليمراحل متباعدة ؟
الرئيس : المشروع الاسرائيلي الذي عرض علينا في الاسماعيليةيجعل الانسحاب علي مرحلتين وأن تكون هناك ارض *****ة السلاح علي الجانب المصري فقط .. ورأينا ان تكون الأرض ال*****ة السلاح علي الجانبين مع مراعاة فارق العمق بيناسرائيل وسيناء .. وسوف نراعي أن عمق الارض ال*****ة علي الجانب المصري اعمق قليلا، لأن اسرائيل ليس لها عمق ، وسوف تكون هناك محطات انذار مبكر كالمحطات الموجودةالآن .. بشرط الا يكون فيها جميعا اسرائيلي واحد ، وسوف تكون هناك ارض محدودةالسلاح .. اي ان الاسلحة الموجودة سوف تكون من المدافع الرشاشة والعربات المدرعةالخفيفة
وان كانت لنا وجهة اخري هي : ان يكون الانسحاب من شرق العريش الي رأسالنقب بجوار ايلات . وهذا من شأنه أن يلغي " حكاية " شرم الشيخ والمستعمرات الآخري
والمرحلة الاولي سوف تكون الانسحاب وراء خط شرق العريش وغرب رأس محمد .. والمرحلة الثانية الانسحاب الي الحدود الدولية وسوف تكون هناك ضمانات سياسية ، وانكانت الضمانات هذه عيبها انها تضطرنا الي إدخال دول اجنبية في المنطقة . ولكن لامانع اذا كانت هذه الضمانات من الدول الخمس الكبري كما كانت مبادرتي الأولي ايبضمان مجلس الامن ، فاليهود لهم تجربة لا ينسونها .. ولا نحن ايضا ففي سنة ١٩٥١كانت أمريكا وبريطانيا وفرنسا تضمن حدود اسرائيل ولكن كانت هناك صورة مضحكة : فهذهالدول تضمن اسرائيل فقط . فاذا هي اعتدت علينا . قيل انها تدافع عن نفسها .. واذانحن دافعنا عن انفسنا قيل اننا نعتدي عليها
كما ان هذه الدول قد ضمنت في نفسالوقت ان تضع مظلة جوية في سماء اسرائيل اذا وقع عليها عدوان
سؤال : كم تقدر من الوقت للانسحاب الشامل ؟
اجاب الرئيس : هميقولون من ثلاث الي خمس سنوات ولكنني أري ان ثلاث سنوات رقم مبالغ فيه
سؤال سيادة الرئيس .. وبعد ذلك ؟
الرئيس : وبعد ذلك وقبل ذلك يجبأن نجند كل قوانا لبناء وتعمير مصر .. وانصاف فئات كثيرة من الشعب وأن معركتنا منأجل البناء صعبة .. ولكنها في ظل السلام والآمان سوف تكون أروع وأبقي
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 21-06-2010, 05:54 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 62
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

حديث الرئيس محمد أنور السادات
الي مجلة اكتوبر
فى٥ فبراير ١٩٧٨

سؤال : سيادة الرئيس : إن بعض دول الرفض تتحدث عن العودة الي جنيف ،ألا تري أن ذلك شيء غريب وكأن مبادرتك لم تحدث ، وكأن الدنيا لم تتغير بعدها فماالذي يتصوره هؤلاء ؟ وما الذي يتوقعونه ؟ وفي نفس الوقت يتكدس عندهم السلاحويعترضون علي السلاح الذي تطلبه ولم يأت بعد ، كأنه من المفروض أن نتعري من السلاحوألا نقف وألا نبحث عن أسلوب آخر اذا لم يتحقق السلام بالمفاوضات علي مرأي ومسمع منالعالم كله
الرئيس : يبدو غريبا ولكنني لا أتعجب لما أراه فالسوفييت والسوريونيطالبون بالعودة الي جنيف أو بالسير في الطريق الي جنيف ابتداء من مناقشات الكلماتوالاجراءات ... الخ ، أي ابتداء من الجلسات اللغوية والشعارات التي جربناها ولم نصلبها او عن طريقها الي أي شيء وكان من الممكن ان تظل كذلك عشرات السنين
ولكن حزبالبعث السوري لا يستطيع أن يواجه القضية العربية سافر الوجه ، وإنما لابد أن يقفوراء ساتر ، هذا الساتر هو الاتحاد السوفيتي ... هذا الساتر هو " ولي امره " "ولينعمته" ، إنها عقدة الشعور بأن الحزب صغير وهو لذلك في حاجة الي سند عالمي واحساسحزب البعث بأنه صغير وانه لا يمثل الا ٢% من الشعب السوري وهي حقيقة سمعتها منالرئيس الاسد شخصيا ، ولذلك فالحزب يلجأ الي العنف والي التصفية الجسدية وفي نفسالوقت لاحظ الاجانب قبل غيرهم أن ٧٥% من الجيش السوري ومن الشعب السوري مع مبادرةالسلام ، وكل ذلك قد نشرته الصحف العالمية مما اغضب فلاسفة حزب البعث وسفاحيه ايضافالذي يتردد في دمشق وفي موسكو ليس معناه أن المبادرة لم تحدث ولكن معناه ان هناكمن كان يتمني ألا تحدث وألا يكون لها هذا الدور العالمي وهم يخلطون بين امنياتهموبين الواقع ، ويفضلون امنياتهم واوهامهم علي هذا الواقع الذي لا يريحهم ولا يحبونله أن يستمر ولا أن تتسلط الاضواء كما كانت وسوف تبقي دائما علي مصر
وسورياوليبيا وغيرهما قد اعترضوا علي أن تتسلح مصر وأن يكون سلاحها من أي بلد خصوصا منامريكا ولا أظن ان لاحد الحق في الاعتراض ، لأنني لا اعترض علي أن تتسلح هذه الدولمن الاتحاد السوفيتي، ولا ازال أري أن التسليح العربي هو دعم لجبهتنا ولقوتنا ،لولا أن هذه القوة قد تمزقت وتفرقت وبدلا من أن يكون سلاح العرب ضد اعداء العربفانه قد اصبح ضد العرب انفسهم وأسوأ من ذلك أن هذه الدول العربية قد تحولت اليمخازن للذخيرة وتحولت قواتها الي حراس للذخيرة التي تنقلها الطائرات السوفيتية اليحروب صغيرة اخري تمزق العرب وتمزق القارة الافريقية ايضا ومثل هذه الاوهام اوهاماخري عند القذافي الذي يمني نفسه بانهيار اقتصادي في مصر يجيء من بعده انهيار سياسياجتماعي الي آخر ما توهمه وما يضعونه في راسه الصغير ليسرقوا ما في جيبه الكبير ،ولذلك اتصلت ليبيا بالدول العربية تحتج علي مساندة مصر ودعمها حتي تصبح قادرة عليشراء السلاح ؟ والذي يبعث علي الضحك حقا هو موقف سوريا من ليبيا .. إنني أعلم وغيريأيضا أن القذافي قد أهان سوريا والأسد ، كما لم يفعل احد وتدخلت واعترضت وهي وقائعمشهورة وفظيعة ولكن يبدو أن للذهب بريقا يخطف الشتائم ويزيل الاهانات كأنها بقعباهته علي ثوب ابيض وبمنتهي السهولة وقد اعترف السوريون بأن كل ما يريدونه منالقذافي هو الفلوس لأنه في حاجة الي دور، وهم علي استعداد أن يعطوه هذا الدور فيكونالممول لهم أو الغطاء الذهبي لهم بشرط أن يدفع ولايهم كثيرا ما الذي يقوله لهم قبلأو أثناء أو بعد الدفع ولذلك وصفت السخرية المصرية مؤتمر الرفض بأنه مؤتمر " القبض " وهي قفشه تعتبر نموذجا للنكته المصرية او صورة لأسلوب المصريين عندما يفلسفونالاشياء التي لا تعجبهم ولكنها صادقة
سؤال : سيادة الرئيس : عندما تتحدث عن سوريا فإنك تفرق دائما بينالشعب السوري وهذه التفرقة لها دلالة عندك ، هي أن هناك هوة سحيقة بين رأي الحزبوبين إحساس الشعب وتميل الي أن تجد الأعذار للشعب ولا تجدها للحزب و تختار سوريادائما نموذجا لذلك فهل سوريا تفردت بهذه " الهوة " في العالم العربي فأصبحت هذهالهوة مصيدة لسوء الفهم بين الدول العربية امام القرارات المصيرية او القرارات التيغيرت وجه العالم العربي - كحرب أكتوبر ومبادرتك للسلام ؟
الرئيس : تماما ولكنيأريد أن أعود الي هذه التفرقة لادفعها من سوريا الي الجزائر ولكن لاسباب مختلفةفأنا اري أن الجماهير علي حق واحساسها نابع من فطرتها ولم تكذب قط ، ومن تجربتيالطويلة الشاملة لم تخذلني الجماهير بحسها الصادق والزعماء اطباء يضعون أصابعهم علينبض الجماهير ثم يترجمون ذلك لاتولد في مواطن الداء وطبيعة الشفاء فهذه غريزةسياسية ايضاً لا تولد في يوم وليلة ولاهي مكتسبه وانما هي صفة او موهبة او منحة منعند الله
ولذلك فأنا اقف مع الجماهير وقد حدث في مصر بعد نكسه ١٩٦٧ ما مزققلوبنا وصفوفنا ايضا واستشري اليأس بين الناس واحست جماهير الامة العربية أن العالمقد انتهي وان العالم العربي ليس الا جثمانا مسجي من الخليج الي المحيط ، وأنصرخاتنا أصداء بلا اصوات ، وأن آمالنا ظلال بلا ضياء ، فقد انتهي كل شيء عندنا فينفس الوقت الذي ابتدأ كل شيء عند اسرائيل فقد عاودتهم أحلامهم الخرافية كلها،اسرائيل الكبري من النيل الي الفرات أو أبعد من ذلك الي الشمال والجنوب أو اسرائيلالتي ولدت لتنتصر والعرب الذين عاشوا لينهزموا او كل اسرائيلي بطل او اسرائيل هيالدولة التي تحارب وتنتصر خارج حدودها او الجندي الاسرائيلي هو " الكيف " الممتازوالجندي العربي هو "الكم " المتخلف وتهاوت علي آذاننا كل إذاعات العالم وترامت تحتعيوننا كل الصحف والكتب والاقلام تحفر لنا الارض وتعمقها لعلنا نلقي بأنفسنا فيهاثم تجيء رياح اليأس وتهيل علينا التراب وأخيرا تمتد أيدٍ رحيمة وتضع لافته مكتوبعليها جاءوا وذهبوا الي غير رجعة وأنا اعذر الشعوب فهي بحسها الصادق قد اهينتواهدرت وداستها أقدام الأعداء وأقلام ابنائها ايضا
ولكن لا أجد عذرا للقادة والقيادات السياسية والفكرية لأن أولواجباتها أن تبدد الظلام واليأس وتحارب الموت وأن تأخذ بيد الشعوب وأن تداري جراحهاوتجفف دموعها وان تقف وأن تموت واقفة وعند هذا اليأس في مصر وفي العالم العربي كانمن واجبي أن اضم الصفوف في مصر وأن اضم القلوب خارج مصر وأن أجمع الأصدقاء اليالاشقاء وأن نواجه الدنيا كلها في اصرار وشجاعة ، فنحن أمة عريقة وعظيمة ، واذاخسرنا معركة فليس معني ذلك خسارة الحرب ولا يعني ذلك أنه وداع الي غير لقاء معالحياة والأمل حتي النصر
وكانت مهمة شاقة ولكن انتصارات اكتوبر كانت برداوسلاما علينا وعلي أجيال من بعدنا ولولا انتصارات اكتوبر ما كانت مبادرة السلام ،واذا كانت انتصارات اكتوبر قد أوجدت القلوب علي مصر فإن مبادرة السلام قد أوغرتها
ليست الشعوب ولكن قلوب بعض الحكام ولشد ما أوجعني الرئيس بومدين عندما ذهب إليهرئيس الأركان المصري يخبره بأن مصر قد استعدت للحرب وكان ذلك في سبتمبر ١٩٧٣ أي قبلالمعركة بأسابيع، ثم سأله رئيس الأركان عن دور الجزائر في هذه الحرب القادمة هنافقط أعود الي أنني اجد للشعوب العذر ولكن لا أجد شيئا من ذلك للقيادة العسكرية اوالسياسية التي تعرف معني الإعداد للحرب ، ومعني أن الحرب علم صعب وشديد التعقيد وقدسمع رئيس الأركان المصري من الرئيس الجزائري ما أفزعه فقد قال له اذا ما قررت مصردخول الحرب فأرجو إخطاري قبل ثلاثة شهور من التاريخ الذي تحدد للقتال أي أن المطلوبأن نطلعه علي يوم القتال بالضبط ثم تعد علي أصابعنا تسعين يوميا وعندما تسأله مادورك وما الذي تستطيع ان تقدمه في المعركة ؟
بينما الملك الحسن الثاني عندما سأله رئيس الاركان عن دوره قال : إنالمغرب جاهز ومستعد ان يقدم كل ما تطلبه مصر ويتمني لمصر النصر وللعرب ايضا وكنت قداتخذت قرار الحرب قبل ذلك بأسابيع وانتهي إعداد كل شيء وتدريب قواتنا في مواقع اقربالي ما تكون الي نفس المواقع وفي نفس الظروف وحتي عندما تصور ذلك طلب شيئا غيرمعقول وهو أن نخطره قبل ثلاثة شهور من ذلك ان الجماهير معذورة اذا دفعها خوفهاويأسها الي ان ترفض تصديق الإعداد للحرب ولكن سياسيا مقاتلا مثل بومدين لاعذر له ،وقد فعل الرئيس بومدين ما سبق أن فعله القذافي ، فقد طلبت من القذافي الطائرات التيملأ الدنيا بأنه اشتراها من أجل مصر، فأرسل بعد ان دوخني ٢٥ طائرة نصفها للطيرانوهي قصة رويتها كثيرا ومعروفه ومؤكدة
وبومدين كرجل مقاتل يعرف معني الحرب ،ومعني التدريبات الشاقة علي الواجبات ولكن الذي قاله لرئيس الاركان المصري إن لميكن جهلا بالحرب الحديثة التي تختلف عن حرب العصابات فإنه استمرار في التشكيك فيالانهزامية التي كانت سائدة في ذلك الوقت والذين يقرأون تاريخ الحرب العالميةالثانية يعرفون أن الامريكان عندما قرروا الاشتراك في غزو نورمانديا قد ارسلواقواتهم الي بريطانيا للتدريب علي ذلك قبل الغزو سنة وأكثر ولم تقل امريكا لبريطانيااخطرونا قبل الغزو بثلاثة شهور؟
ومن بديهيات الاستعداد للحروب أن يتدربالمقاتلون علي أداء واجباتهم تدريبا كاملا حتي اذا نشبت الحرب احسوا أن الحرب نفسهااستمرار عنيف للتدريب تماما كما يحدث في المسارح المحترمة ، لابد للفرقة المسرحيةأن تقوم ببروفة عامة يرتدي فيها الممثلون ملابسهم وتمتليء الصالة بالمتفرجينويسمونها البروفة بالملابس الكاملة والتدريبات علي القتال هي بروفه بالملابسالكاملة علي نفس مسرح العمليات مع فارق واحد أنه لا يوجد جمهور وإنما توجد فرقةمسرحية اخري تحاول التدخل بالنار لوقف ماتقوم به الفرقة المسرحية المعادية حتيالشهادة والنصر والمجد وانتهت مناقشة رئيس الاركان المصري وهو حي يرزق حتي الآنبعبارة قالها بومدين لا تقل ايلاما إن عدم دخول المعركة مصيبة ودخولها مصيبتان
سؤال : سيادة الرئيس : ولكن مواقف الرئيس الجزائري قد تغيرت بعد ذلك، وهذا معناه أنه ظل لا يصدق ماتقول وما نردده نحن وراءك ، وكنا غير مصدقين ثم فجأةتحول الي جانبنا وبأكثر مما كنا نتوقع فكيف حدث التغير في تقديره للموقف وفي سلوكهالعام ومن ورائه الشعب الجزائري أيضا ؟
الرئيس : للتاريخ أقول إن الرئيس بومدينكان يتصل بنا يوميا اثناء المعركة ليطمئن علي سيرها وكذلك كان يفعل الملك حسينوالاشقاء العرب حتي رأي بومدين القائد الاسرائيلي عساف ياجوري علي التليفزيونالمصري يستسلم حتي رأي الأسري الاسرائيليين ايضا وتاكد ان الحرب جادة وان قواتنا قدحققت انتصارات لم يكن يتوقعها احد والباقي معروف لنا وللعالم كله
وبعد وقفإطلاق النار زارنا بومدين وقال شخصيا انه ذهب الي الاتحاد السوفيتي في اليوم السادسللمعركة وقال لي إن مجلس قيادة الثورة الجزائري ظل منعقدا منذ اليوم الاول للمعركةوظلوا ساهرين قلقين علي مصيرنا في نفس الوقت الذي يردد فيه العالم ما قاله قادةاسرائيل من أنهم سوف يحطمون عظامنا فلا تقوم لنا قائمة بعد ذلك ولكن مضي اليومالأول وجاء الثاني حتي السادس وكانت وكالات الأنباء تنقل اخبار المعركة عن اذاعةاسرائيل وبعد ذلك اكتشفوا أن اسرائيل تكذب علي العالم فاتجهت وكالات الانباءوالاذاعات العالمية تنقل عن مصر وقد التزمنا الدقة والموضوعية وكسبنا مجالا كنا قدفقدناه وهو احترام العالم لإذاعاتنا
وقال لي بومدين إننا قلنا لأنفسنا مادامتالحرب قد استمرت كل هذه الايام السته فاننا نعتبر مصر قد انتصرت علي الرغم أن سورياتراجعت الي ما وراء الابتداء ولذلك سافرت سرا الي الاتحاد السوفيتي دون أن يدري احدبذلك واجتمعت مع القادة السوفييت
وقال بومدين لي شخصيا ولما اجتمعت بالقادة السوفيت بريجنيفوبودجورني وكوسيجين قلت لهم أنتم الآن ترون تطورات القتال ولابد أن تقفوا مع مصروسوريا فقالوا نحن واقفون مع سوريا وبدأ بريجنيف يهاجمك بمنتهي العنف حتي شعرتبالحرج والضيق والقرف
وقال إن السادات سوف يضيع الدنيا كلها وفي مقدمتها مصروكل الأنظمة التقدمية في المنطقة ولقد طلبت منا سوريا ثلاث مرات أن توقف القتال لكنالسادات اصر علي الرفض ، وهذا الرجل السادات مجنون وصفات اخري لا أول لها ولا آخر ... ولكي اوقف هذه المناقشة الحادة - هذا كلام بومدين أيضا - وجهت النقاش وجهة أوضحفقلت له : انا زبون وجئت اليك اشتري سلاحا ما رايك ؟
قال : موافق
قلت : هذهمائتا مليون دولار نصفها لمصر والنصف الثاني لسوريا ومطلوب أن تبعث بها سلاحاللدولتين
ثم قال لي بومدين وعدت الي الجزائر دون أن يشعر الشعب الجزائري أننيسافرت الي موسكو ، وفي الجزائر وجدت مجلس الثورة لايزال منعقدا واطلعتهم علي ما جريهناك ثم قلت لهم جميعا أريد أن اصارحكم بشيء عجيب اذا كانت اسرائيل وامريكا تريدالقضاء علي السادات مرة ، فإن روسيا تريد القضاء عليه ألف مرة ولن انسي لبومدين هذاالموقف الكريم والعربي الأصيل وموقف آخر لبومدين هو انه ارسل ١٥٠ دبابة بعد وقفاطلاق النار فجاءت هذه الدبابات عندما حدثت الثغرة وكان مجيئها برا عبر ليبيا اليمصر في وقت مناسب تماما وجاءت من يوغوسلافيا ١٤٠ دبابة بعث بها الرئيس العظيم تيتو ... هذه الدبابات جاءت ومعها وقودها ايضا ثم سحبنا مائه دبابة كان قد بعث بهاالقذافي الي مرسي مطروح وكان القذافي كما عرفنا فيما بعد حريصا علي أن تظل هذهالدبابات في موقعها كخطوة لأحلام الغزو والسيطرة علي مصر ؟ وبذلك حشدنا حول الثغرةأكثر من ٨٠٠ دبابة لم انس هذا لبومدين ، ولذلك عندما زارني في الاسكندرية في العامالماضي وكان قد توقف في طرابلس اثناء الضربة التأديبية التي قامت بها قواتنا ضدالعبث الليبي لم أكد ازاء ذلك حتي قلت له
إن زيارتك هذه جعلتني أوقف العملياتالعسكرية ضد ليبيا ولو كنت تأخرت يومين آخرين لكان لنا موقف أعنف ، وبالفعل أصدرتتعليماتي الي وزير الحربية بوقف العمليات وسحب القوات التي دخلت جغبوب .. فلم يكنفي نيتنا أن نحتل أرضا وإنما فقط أن نؤدب القذافي وقد تم ذلك
سؤال : سيادة الرئيس ثم تغير بومدين بعد ذلك وتطرف في اتجاهه ضد مصرحتي دفعه ذلك الي ان يذهب الي طرابلس وان يقبل القذافي رئيسا له ، وأن يذهب اليالبلاد العربية يبحث عن مساندة لموقفه ... فما الذي طرأ عليه شخصيا او قوميا ؟ أوما الذي اسخطه هو الآخر علي مصر؟
الرئيس : ان الصورة قد اتضحت لي بعد ذلك أكثروانا بطبيعتي ميال الي التفاؤل ولذلك فأنا حسن الظن بالناس وأفضل أن أحسن الظن أولاوأسيء الظن بعد ذلك فأنا حسن الظن حتي يثبت العكس ، وهذا يريحني شخصيا ويريح الذينيعملون معي ، فبدلا من أن أكون مشدودا وكذلك الذين معي فأنا أفضل أن افكر وأن أعملبهدوء وهم أيضا لأن الذي يكون مشدودا يكون استعداده للوقوع في الخطأ أكبر فاذا كانهذا سلوك رئيس الدولة كانت اخطاؤه أفدح ولذلك فقد استرحت نفسيا وعمليا الي هذاالأسلوب في النظر الي الاشخاص والي معالجة الامور الخاصة والعامة
وربما كانهناك شيء في طبيعة بومدين - لا اعرف - ولكن اذا عدت الي موقفه من بن بيلا وهو زعيمالثورة الجزائرية حقا واول ما طلع العالم منها نجد أن بومدين قد سجنه ولايزال منذ ١٣ عاما مع أن بن بيلا هذا كان في استطاعته أن يدخل بالجيش الجزائري من المغرب اليالجزائر وحده ولكنه آثر أن يدخل ومعه بومدين قائد القوات الجزائرية واثناء الاعدادلمؤتمر القمة الافريقي الآسيوي العاشر في الجزائر اسقطه بومدين واعتقله
هل الذيفعله لبن بيلا هو الذي دفعه بعد ذلك الي موقفه من المغرب الذي ساند الثورةالجزائرية فقد ساهم الملك محمد الخامس كثيرا واحتضنهم وأعطاهم أرضه يحاربون منهاويدخلون منها زاحفين علي بلادهم ضد القوات الفرنسية وضد القوات الفرنسية التي تمردتعلي ديجول وضد الحكومة الجزائرية المؤقته برياسة بن خده ، كل ذلك وأكثر فعله الملكالمغربي والشعب المغربي ايضا
وسلوك بومدين من المغرب ومن ملكها ، لا يختلف عنموقفه من بن بيلا وهو أن بومدين لا يحب أن يمتن لأحد، اي انه يضيق بأن يكون لأحدفضل عليه وقد انتقل حقد بومدين علي الملك محمد الخامس الي الملك الحسن الثاني
وبومدين عنده مخاوف لأن عنده دعوي زعامة للمغرب العربي فهو يقول إن هناك محاولةلتطويق الثورة الجزائرية ، هذا التطويق يبدأ بمصر وينتهي بالمغرب ، أي موقف مصرالمؤيد للمغرب وموقف المغرب المساند لمصر يعتبره حصارا واحتواء الثورة الجزائرية
فهو يخاف من ذلك لأنه يخاف علي زعامته للمغرب العربي أن يمسها أحد او يتهددهااحد من الشرق او من الغرب ويري أيضا أن الملك الحسن الثاني يتلقي تسليحه من أمريكاوعلي صلة وثيقة بها ايضا وفي هذه الصلة خطورة علي الثورة الجزائرية ولذلك فالصحراءالمغربية قضية افتعلها بومدين ، فهي قضية ليس لها أي اساس هذا باعتراف بومدين نفسه،لأنه في مؤتمر الرباط سنه ١٩٧٤ وفي جلسة مغلقة للملوك والرؤساء ومسجلة بصوته فيهذه الجلسة أعلن بومدين أنه ليس للجزائر أي مطلب في الصحراء المغربية وأن هذه قضيةتخص المغرب وموريتانيا
وكان ذلك قبل أن تعلن اسبانيا عن انسحابها من الصحراء المغربية فلمامات فرانكو وجاء الملك كارلوس وقام بتصحيح للسياسة الداخلية والخارجية لبلادهوانسحبت اسبانيا من الصحراء المغربية ثار بومدين وراح يطالب بنصيبه ويساند شراذمالمتمردين . مع ان بومدين أعلن امام الملك والرؤساء أن دوسيه قضية الصحراء مغلقوأنه لا شأن له بها من قريب او من بعيد ؟
سؤال : سيادة الرئيس : هذا يبين لماذا اختلف بومدين مع الملك الحسنوبالتالي معنا نحن ايضا وانه سوف يظل كذلك ولكن كيف اتفق بومدين مع القذافي علي مابينهما من خلافات كثيرة لدرجة انه جاء يتوسط بينه وبين مصر أو لدرجة ان يذهب اليطرابلس ويرضي به رئيسا له ؟
الرئيس : ان موقف بومدين من القذافي قريب من موقفهمن الملك الحسن مع الفارق الهائل بينهما وبين الملك الحسن فالملك الحسن سياسي بارعورجل ذكي وفصيح وعلي ثقافة عربية وعالمية هائلة ولكن بومدين له موقف آخر ، وقدسمعته منه شخصيا ادهشني رأيه، ولكنه الواقع ، لقد قال بومدين إنه لن يسمح بأن تكونحدود مصر متاخمه لحدود الجزائر أي لن يسمح بأن تكون هناك علاقة طيبة بين مصر وليبيابحيث تعتبر ليبيا بأي شكل امتدادا لمصر ؟
سمعت هذا من بومدين شخصيا ولذلك عندماجاءني في الاسكندرية امضينا ليلة كاملة نتحدث في شأن العالم العربي ولم يطلب منيبومدين سحب قواتي من ليبيا وان كنت اعرف أنه جاء لذلك واعرف ايضا أن رأيه فيالقذافي في غاية السوء ، ولكنه يفضل هذا الوضع السيء بيننا وبين ليبيا علي أي وضعآخر يجعل مصر وليبيا سمنا علي عسل ان هذا السمن علي العسل يجده بومدين سما زعافالذلك كان بومدين حريصا علي ان يظل الموقف بين مصر وليبيا سيئا املاً في أن يكوناسوأ بعد ذلك ، فيسعده هذا ايضاً ، ومن هنا كان قبوله لرئاسة القذافي في موتمرطرابلس تدعيما لهذه العلاقة السيئة وتشجيعا عليها ولما انعقد مرة اخري في الجزائروجاء القذافي متأخرا يوما لم يعترض بومدين علي ذلك أي لم يعترض علي هذه الاهانهالتي حرص القذافي علي ان يؤكد بها انهم من غيره هو لا شيء
وابتلع بومدين هذهالاهانه واذكر ان بومدين عندما علم بمؤتمر جربه مع تونس جن جنونه اذ كيف يحدث هذاالتقارب بين القذافي وبورقيبه من تحت انفه ودون ان يدري ولذلك طلب سفير الجزائر فيطرابلس وتحدث اليه في التليفون ولعن آباء السفير والقذافي معا.. ووصلت الشتيمه اليعبارات نابية جدا .. وقال لي بومدين إنه قصد ذلك لأن المكالمات التليفونية مسجلةوأنه اراد أن تصل الشتائم الي القذافي ووصلته ولكنه مع ذلك أخذ برأي القذافي في كلشيء مادام هذا الرأي معاديا لمصر وللمغرب والمضحك ان بومدين عندما جاءني نقل ليمخاوف القذافي من ان مصر تحاول أن تزحف علي ليبيا من تشاد وأذهلتني هذه الهلوسة كمااضحكت قادتنا العسكريين .. ثم رويت لبومدين حقيقة الموقف في تشاد وانكشف بعد ذلك أنالقذافي وبومدين قد تآمر معا علي تشاد والنيجر ايضا
سؤال : سيادة الرئيس : إن الرئيس الجزائري قد تغير موقفه واشتد حدهضد مصر الي درجة انه هو ايضا يعترض علي تسليح امريكا لمصر تماما كبقية الذين رفضواالمبادرة فهل عند بومدين تصور آخر للكيفية التي يمكن بها أن تتسلح مصر دفاعا عنأرضها أو أن بومدين يتخذ أي موقف ضد مصر او ضد مصر والمغرب معا ..؟
الرئيس : إنلهذا الموقف خلفيه تاريخية ترجع الي سنه ١٩٧٦ ، فقد حدثني بومدين وكنا فيالاسكندرية عن زيارة وزير الدفاع السوفيتي جريتشكو للجزائر وقال لي بومدين إنالوزير السوفيتي قد مكث في الجزائر أربعة أيام ، امضي منها ثلاثة أيام يناقش موقفيمن الاسلحة السوفيتية فقد كنا الغينا المعاهدة واصبح الحظر السوفيتي علي السلاحكاملا فأصدرت قراري بتنويع مصادر السلاح قال لي بومدين إن هذا القرار هو الذي اوجعالسوفيت وليس قرار طرد الخبراء السوفيت ولا دخول الحرب ولا إلغاء المعاهدة
ولكنقرار تنويع مصادر السلاح هو الذي أقلق القيادة السوفيتية لأن السلاح السوفيتي كانيجب أن يظل قيدا في ايدينا ، فهم يعطوننا السلاح بشروطهم فإذا لم نخضع لهذه الشروطمنعوه عنا ، فاذا منعوه وليس لنا مصدر غيرهم استسلمنا واعطيناهم كل ما يريدون ،ولذلك كان السلاح السوفيتي سلاحا لنا فإذا لم يأت اصبح سلاحا ضدنا وهذا هو المطلوبوادهشني ذلك فقد تصورت أن قرار طرد الخبراء افدح وافضح وتصورت ايضا أن الغاءالمعاهدة أعنف ولكن لم يخطر علي بالي أن تنويع السلاح المصري هو أخطر هذه القراراتوادهشني أكثر ان الرئيس بومدين قد اقتنع بوجهة النظر السوفيتية من انه ما كان ينبغيلي أن أذهب لغير الروس وقال لي بومدين ولكنكم انتصرتم بالسلاح السوفيتي وقلت له هذاصحيح ولكن السلاح السوفيتي متخلف عن الاسلحة السوفيتية في أيد أخري ، ثم أنه متخلفعشرين عاما عن الاسلحة الامريكية في أيدي الاسرائيليين ولذلك فقد عوضننا هذا النقصفي السلاح بالأداء العظيم والكفاءه الرائعة ثم إن شراءنا للأسلحة السوفيتية لا يكفيمبرراً لأن نعطيهم مرسي مطروح أو غيرها ولايزال هذا موقف بومدين الذي ذهب اليالبلاد يردد ماقاله القذافي تصور هذا من استنكاره لموقف الدول العربية التي تؤيدمصر وتبارك المبادرة وتعينها علي شراء السلاح من أي مكان وذهب بومدين يشكوني للقادهالعرب يقول لهم : إن السادات قد حرم علي دخول مصر ، الآن أنا ممنوع من دخول مصر
شيء غريب أن يحرص علي دخول بلد أهانه وعرض به وشمت فيه وشنع عليهوليت ذلك رأيه هو إنما هو صدي للقذافي ، شيء مؤسف أن يكون بومدين أقصر قامة منالقذافي او يكون صداه أو نسخه مشوهه له ومنذ شهور ذهب زعيم عربي الي موسكو واعجبماسمعت منه أن بريجنيف قد اثار معه موضوع تنويع مصر لمصادر السلاح
وأننا سوفنشتري اسلحة من أمريكا بالذات إن هذا القرار مازال يوجع القيادة السوفيتية واذنابهافي المنطقة ولكن هذا الزعيم السياسي قد نقل لي حوار بينه وبينهم سألهم وانتممارايكم في مبادرة السادات ؟
قالوا : خيانه
قال : ما رايكم في دولة فلسطينية؟
قالوا : يجب ان يكون للفلسطينيين دولة
قال : وما رأيكم في الانسحاب؟
قال : يجب أن يكون شاملا
قال : ولكن هذا كله هو ما أعلنه السادات فيالكنيست وفي القدس ولايزال يتمسك به حتي الان ثم كيف تتصورون أن يتصدي لمثل هذهالقضايا وأن يكون بلا سلاح منكم او من غيركم ؟ كل ذلك حدث قبل أن يتحدد عددالطائرات التي سوف تبيعها لنا امريكا او عدد المركبات التي سوف ترسلها الينا وقدسألني رئيس احدي الدول الاوروبية الصديقة عن تسليح امريكا لمصر فكان ردي ان أهممافي هذه الصفقة هو حرصي علي كسر احتكار اسرائيل للسلاح الامريكي
ولقد ذهبتامريكا خطوة أبعد من ذلك عندما وضعت كل صفقات السلاح في الشرق الاوسط علي المائدةإما ان تبيعها للجميع او لا تبيعها للجميع اسرائيل ومصر والسعودية
وكانت اسلحةامريكا وصداقتها احتكارا لاسرائيل ووقفا عليها ، منذ أيام بن جوريون سنه ١٩٥٣ ، وقدحاول بن جوريون إفساد صداقة أمريكا لمصر وذلك عندما ارسل الارهابيين الي القاهرةلنسف المنشآت الامريكية والصداقة الامريكية أيضا ولايزال مناحم بيجين يحرص علي هذهالسياسة ويحاول إفسادها إن أمكن أو نسفها اذا استطاع
وسوف تمضي قافلة السلام ،ومن حولها ومن ورائها اصوات قبيحه لعلها تفسد هذا الأمل الانساني العظيم ولكنهم لنيستطيعوا
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 21-06-2010, 06:00 PM
أ/رضا عطيه أ/رضا عطيه غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 37,356
معدل تقييم المستوى: 0
أ/رضا عطيه is an unknown quantity at this point
افتراضي

الله عليك ياأستاذنا
وبارك الله فيك
__________________
الحمد لله
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 21-06-2010, 06:03 PM
الصورة الرمزية أريــــ الجنة ــــد
أريــــ الجنة ــــد أريــــ الجنة ــــد غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
العمر: 30
المشاركات: 5,000
معدل تقييم المستوى: 22
أريــــ الجنة ــــد is on a distinguished road
افتراضي

طبعا ليا الفخر اني أكون من المحافظة اللي اتولد فيها بطل الحرب والسلام

بجد لو فضلنا طول عمرنا ندور على رئيس زيه .. مش هنلاقي

الف شكر لحضرتك أستاذ محمد
__________________
Be the type of person you want to meet
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 21-06-2010, 06:06 PM
missgana missgana غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 105
معدل تقييم المستوى: 17
missgana is on a distinguished road
افتراضي

رحمة الله علي الرئيس الراحل محمد أنور السادات لقد فقدت مصر رجل من أعظم الرجال
رد مع اقتباس
  #21  
قديم 21-06-2010, 06:09 PM
الصورة الرمزية روميو
روميو روميو غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
العمر: 35
المشاركات: 1,178
معدل تقييم المستوى: 0
روميو is an unknown quantity at this point
افتراضي

بجد موضوع ممتع

انا بعشق السادات
وكتاب البحث عن الذات بتاعه رائع جدا

وبجد من افضل الرؤساء اللى حكمت مصر

بجد يستحق لقب

رجل هذا الزمان

اسطورة كتبها بنيران الحب وخلدها بورود السلام

واتشرف انى من المنوفية بلد السادات

العبقرى
__________________

لا أمان للبشر
واللى يأمن لهم يستحمل غدرهم
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 21-06-2010, 06:22 PM
الصورة الرمزية عبد الله الرفاعي
عبد الله الرفاعي عبد الله الرفاعي غير متواجد حالياً
مدرس اللغة العربية وعضو مميز2013
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 3,273
معدل تقييم المستوى: 19
عبد الله الرفاعي is on a distinguished road
افتراضي

السادات ان لم يكن افضل رئيس فى تاريخ مصر ولكنه بحق هو افضل سياسى فى تا ريخ مصر
__________________
معلم اللغة العربية بمدارس المنصورة كولدج الدولية
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 21-06-2010, 06:34 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 62
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

أعضائنا الأفاضل





عبد الله الرفاعي

أشكركم خالص الشكر
شعور نبيل
بارك الله فيكم
تابعو معنا
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 21-06-2010, 06:35 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 62
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

حديث الرئيس محمد أنور السادات
لمجلة اكتوبر
فى١٨ فبراير ١٩٧٨



سؤال : لقد حدث شئ من الانزعاج في الشرق الاوسط بسبب ما أعلنتهامريكا عن تسليحها لمصر مع أن نوعية السلاح الذي وعدت به امريكا لا يرقي الي مستويما تعطيه لاسرائيل بغير حساب مع أن السلاح السوفيتي يتدفق علي المنطقة كلها فما هوتفسيرك لهذا الانزعاج من جانب اسرائيل أو من جانب بعض الدول العربية ؟ وهل عدمتسليح مصر وتعميم الحظر عليها هو الشئ الذي يبعث علي الطمأنينة عند الأعداء وبعضالاشقاء الذين لم يصبحوا أصدقاء ... ألا تري سيادتكم أن هذا شئ غريب حقا؟
الرئيس : إن الامر يبدو غريبا فعلا .. ولكنه يبدو فقط . ولكن هذا الذي نراهاليوم له أساس من التاريخ البعيد والقريب وأنا أجد لإسرائيل العذر في أن تنزعج . فهي تريد ان تكون الدولة الأقوي في المنطقة وأن تظل بهذه القوة مصدرا للخوف فيالمنطقة وخوفها وعدم شعورها بالأمان الطويل هو الذي يحملها أن تتسلح من أصابع القدمالي آخر شعرة في الرأس ، هذا مفهوم واعرفه جيدا ، ومفهوم أيضا أنها بسبب هذا الخوفالذي دفعها الي التسلح فإنها تكون مصدرا للتخويف أيضا فإذا أخافت جيرانها ظلت فيموقعها الذي تزايدت مساحته حربا بعد حرب
ولكني أريد أن اعود الي الأسباب العميقة القديمة .. أريد أن أقومبتأصيل هذا الذي نراه اليوم ومهما سردت من أحداث ووقائع مأخوذة كلها مما يقولهاليهود الذين جاءوا الي فلسطين أو الذين قامت بهم وعلي اسلحتهم دولة اسرائيل فإننياستمد هذا كله من كتبهم ومن خططهم وهذا معروف للعالم كله ولكني سوف اربط ذلك ربطامنطقيا وهو ما لا يبدو واضحا عند العرب أو عند الامريكان انفسهم ويحاولالاسرائيليون أن يقوموا بتعمية عامة لجذور هذه الحقائق . أو الخطة المحبوكة التيوضعوها في أواخر القرن التاسع عشر ويطبقونها حرفيا حتي اليوم
سؤال : استأذن قبل أن تعرض لهذه الخطة المحبوكة التي وضعها اليهودفأقول .. إن اليهود يغضبون اذا قيل إن لهم خطة وأنهم طبقوها حرفيا ، والذي يغضبهمهو نفس الشئ الذي يرضي غرورهم ، وهو أن لهم هذه القدرة الهائلة علي تطبيق خططهم فيكل الظروف ومهما كانت الظروف ، وكان العالم من أوله لآخره لا يقاومهم ولا يمارئهم .. وهم يغضبون من ذلك لا تواضعا .. فهم بتكوينهم في غاية الغرور والغطرسة وانمايغضبهم أن يظهروا للعالم علي أنهم اقوياء وهذا يبطل حجتهم الآخري من أنهم مساكينوأنهم أقلية مضطهدة وأنهم يستحقون الشفقة وأن العالم كله يجب أن يعطف عليهم بالمالوالعتاد . لأن العرب أخيرا يريدون أن يبتلعوهم ، وأنهم فقط يريدون أن يدافعوا عنانفسهم وعن حقهم في الحياة ، ككل مخلوقات الله .. الي آخر ما يزعمون ؟
الرئيس : إنهم أذكياء ويعرفون جيدا أن تماسكهم وتفاهمهم التام ووضوح الهدف عندهم يجعلهمأقوياء ثم أن اصرارهم علي أهدافهم وتفرغهم لدراسة خصومهم ومعرفتهم لاتجاه الريحشرقا وغربا ودرايتهم بنقط الضعف ومصادر القوة قد جعلت إدراكهم لظروف المنطقة واضحاوقويا
وشئ آخر لا يقل عن هذا اهمية وهو إدراكهم لطبيعة العرب أو الصفات العربية، أو المزاج العربي أو الخلق العربي فهم يعرفون أن العرب بتكوينهم لا يتفقون كثيراواذا اتفقوا اليوم فلكي يختلفوا غدا ولذلك فقد ادركوا أنه لا بد أن يدخل في حسابهمدائما أن العرب مختلفون أو من الضروري أن يظلوا كذلك ، ففي اختلاف العرب إضعاف لهموفي تضامن اليهود قوة لهم ، لذلك كان اليهود حريصيين في كل العصور علي أن يطبقوامبدأ انجليزيا قديما هو تفريق الناس لكي يتسلطوا عليهم ، وقد نجحوا في ذلك.. وأسوأمن ذلك قد عرفه اليهود اللذين عاشوا في فلسطين، فقد عرفوا أنه لا أحد من العرب لايمكن شراؤه كل واحد له ثمن ، ومبدأ آخر اكتشفوه أيضا أنه لا يوجد عربي لا يمكنشراؤه هو والارض التي يقف عليها ولذلك فقد باعت عائلات عربية كثيرة ارضها ليهودفلسطين وتسلل اليهود الي فلسطين عن طريق شراء الأرض وبناء المستعمرات اليهودية التيكانت زراعية أول الامر ثم صناعية ثم عسكرية وكل هذا معروف في التاريخ
أما الخطةالمحبوكة عند اليهود فهي التي تحولت الي نظرية بعد ذلك عند "بن جوريون " هي نظريةالأمن الاسرائيلي أي أن اسرائيل تستطيع أن تحقق لنفسها الأمن بأن تكون دولة وانتكون دولة معترفا بها ، وأن تكون محاطه بعرب ضعاف ، وأن تكون هي قوية .. أما كيفتكون قوية .. فلا بد إذن أن أعود الي بدايات الخطوط التاريخية التي تحولت فيما بعدإلي نسيج او مصيدة سياسية اقتصادية دينية عالمية في المؤتمر الصهيوني الأول الذيانعقد في" بان " بسويسرا في أغسطس سنة ١٨٩٧ وكان من المفروض أن يعقد في ميونيخبألمانيا . في هذا المؤتمر أعلن الصحفي النمساوي "تيودور هرتزل " عبارته المشهورةإن الدولة اليهودية قد قامت وأنه لن تمضي سوي خمس سنوات أو خمسين عاما لتصبح هذهحقيقة ، وكانت نبوءة أو كان تصميما وصل الي درجة النبوءة ، فقامت اسرائيل في الموعدالذي خططوا له ومن أهم مقررات هذا المؤتمر أن اليهود أو أن الصهيونية العالمية اوالدولة اليهودية يجب أن تكون في حماية دولة عظمي ، أي أن تكون في حماية أعظم دولةفي أي وقت
أو بعبارة اخري .. لكي تكون اسرائيل الصغري دولة كبيرة يجب أن تستندالي ساعدي وكتفي دولة عظمي في ذلك الوقت كانت الدولة العظمي هي ألمانيا وعلي رأسهاالقيصر " فيلهلم الثاني " "غليوم الثاني " في ذلك الوقت كانت المانيا قد اتخذت لهاشعاراً توسعيا هو الزحف نحو الشرق ، وهنا تقدم اليهود ليؤكدوا للقيصر أن هذا ممكنعن طريق التجارة والمعاملات وفتح الأسواق والتسلل الي كل دول المنطقة ، من تركياحتي الهند مارين ببغداد أو دمشق أو القدس حتي الخليج الفارسي . ولم تكن للخليج هذهالأهمية الخطيرة .. فالبترول لم يكن قد اكتشفه احد بعد والتاريخ يعيد نفسه ، فقدطبق هتلر فيما بعد خطة وأحلام الامبراطور فيلهلم الثاني ، عندما زحف شرقا الي روسياوشمال افريقيا حتي مصر ولكن الامبراطور فيلهلهم الثاني رفض ما تقدم به اليهود فلميكن يثق بهم ، ولذلك اتجهوا بسرعة الي السلطان عبد الحميد الثاني يعرضون عليهخدماتهم واستعدادهم لإعطائه المال وتسديد ديونه . فقد كانت تركيا هي الدولة التيتحتل الدول العربية واحتلالها قد استمر اربعة قرون حتي قضت علي كل خيرات الدولالعربية ، فلم تعرف أسوأ من الاستعمار العثماني في كل العصور
وكان واضحا أناليهود قد طلبوا مقابلا لهذه المساعدات بأن يعطيهم السلطان عبد الحميد الثانيفلسطين وطنا قوميا ، واختلف اليهود فيما بينهم حول الوطن القومي ، هل هو فلسطينبالذات او اي مكان علي سطح الارض ؟ ولكن بن جوريون قد أكمل بتخطيط وإصرار ما كانيحلم به اليهود الذين اجتمعوا في بال بسويسرا ، واتجه اليهود بعد الحرب العالميةالأولي الي بريطانيا العظمي وهي الدولة التي تألقت بعد الحرب ، وطلب اليهود ثمنالاختراع المواد الكيماوية المهلكة التي قدمها حاييم فايتسمان للجيش البريطاني ومنبين هذه الاختراعات الغازات السامة
وطلب اليهود أن يكون الثمن وعدا بوطن قوميوهذا الوعد هو الذي دخل التاريخ تحت اسم وعد بلفور في سنة ١٩١٧ وقبل صدور هذا الوعدكان اليهود قد استعدوا جيدا لساعة قيام الدولة فاستعدوا لها بالارض التي اشتروهاوبالمهاجرين الذين تسللوا الي فلسطين سرا وعلنا ، واستعدوا لذلك بالسلاح والعتاد ،واستعدوا لذلك كله بغزو العقول العربية ، وتفريق القيادات العربية ، وفي نفس الوقتبالتأثير علي بريطانيا العظمي
وقامت الدولة واعترفت بها امريكا وأعلن الرئيس ترومان في مذكراتهبمنتهي الصراحة والوضوح أن في امريكا اصواتا لليهود في الانتخابات فهل للعرب اصوات؟ والجواب طبعا لا .. ليست للعرب اصوات ، إذن لابد أن يشتري اصوات اليهود باعترافهبقيام دولتهم في اسرائيل واتجهت اسرائيل الي الارتباط بالدولة التي تألقت بعد الحربالعالمية الثانية وهي الولايات المتحدة الامريكية . أما المعني الذي أريد أن اصلإليه الآن فهو أن خطة اسرائيل هي أن ترتبط دائما بالدولة العظمي وبذلك تضمن حياتهاوتضمن أمنها ايضا .. أو ما دامت قد ضمنت أمنها فقد ضمنت حياتها كذلك
وهذا هوجوهر نظرية الأمن الاسرائيلية التي وصفها بن جوريون ولا تزال اسرائيل تطبق هذاالمخطط بمنتهي الدقة ولا يختلف بن جوريون عن مناحم بيجين رغم ما أصبح بينهما منخلافات حادة بعد ذلك إن اسرائيل لا تريد ان تكون لمصر أو أية دولة اخري أية صلةقوية بالولايات المتحدة وإنما يجب ان تحتكر اسرائيل هذه الصلة وحدها ولكن قد اشرتكثيرا الي أن هذه الصلة الخاصة جدا بين امريكا وبين اسرائيل ، لا اعتراض لي عليهافأنا اعرفها وأقدرها ولكني في نفس الوقت ادعو للسلام .. وهذا واضح وضوحا عالميا . عاطفيا وعملياً ايضا فكيف تساند امريكا اسرائيل وتغدق عليها السلاح بهذه الكثرةوالوفرة ثم تساند دعوتي للسلام ، إن السلاح الكثير لدي اسرائيل هو الذي يغريهاويدفعها الي اللعب بالسلام والحرب ويستدرجها وهي معذورة الي التهديد والتخويفبالثأر
واذا كنت اعترف بهذه العلاقة الخاصة بين امريكا واسرائيل فإنني أيضاصديق لامريكا، فاذا لم تكن امريكا قادرة علي العدل بين الأصدقاء ، فلا أقل من أنتوازن بين الطرفين ، وألا تقوم بتصفية الموقف وفي نفس الوقت فليس معقولا ولا مقبولاان تنضم امريكا الي روسيا تفرض هي الآخري حظراً علي تسليح مصر
ثم ان هذه الطائرات " ف ٥ " التي سوف تتسلح بها مصر لا تقارن بمالدي إسرائيل او بما سوف تعطيه أمريكا لإسرائيل ، لأن هذه الطائرات من الدرجةالعاشرة ، ولكن الذي أزعج اسرائيل هو أن يكون هناك اتصال بين مصر وامريكا وأن يصلهذا الاتصال الي حد تسليح مصر ولو عدنا الي قيام ثورة يوليو ، لوجدنا أن اسرائيل قدأزعجها اتصالنا بالسفارة الامريكية منذ اليوم الاول . فقد اتصلنا بالملحق العسكريالامريكي لنؤكد للولايات المتحدة أن ثورتنا داخلية . وفي الوقت الذي كان السفيرالامريكي يدعونا فيه الي السهر كل ليلة كانت السفارة البريطانية تحاول أن تتصل بنالعلها تعرف من الذين قاموا بالثورة ، ولم تفلح في ذلك الوقت ولما لاحظ بن جوريون أنهناك نوعا من الغزل بين مصر وامريكا ضايقه ذلك لنفس السبب الذي ذكرته، وخطط بنجوريون لافساد هذه العلاقة المبكرة بين مصر وأمريكا والتي أكمل إفسادها تماما وزيرخارجية أمريكا فوستر دالاس وكذلك جونسون
ودبر بن جوريون الحادثة الشهيرة باسم " فضيحة لافون " وكان " بنحاس لافون " هذا وزيرا للدفاع الاسرائيلي فأرسل بن جوريوناثنين من العملاء اليهود لنسف المؤسسات الامريكية في مصر واعترف " لافون " بأنه لايعلم عن هذا الحادث أي شئ واعُتقل العميلان وانتحرا في السجن واضطر لافون أن يستقيلمن جميع مناصبه الحكومية و الحزبية
سؤال : بمناسبة الحديث عن المخطط الواحد والمحبوك للصهيونيةالعالمية وأنهم جميعا لا يختلفون علي المبادئ إنما فقط علي التطبيق ، فان هناك حرصاعند الكتاب الاسرائيليين المعاصرين يؤكدون فيه أن هناك أوجه كثيرة للخلاف بينهمجميعا ، كأنهم يؤكدون ان هناك نوعا من المرونة أو تمشيا مع المتغيرات الإقليميةوالدولية فقد صدر في اسرائيل كتاب بعنوان " اسرائيليون وفلسطينيون .. تعايش سلميوإلا " وهو أول كتاب صدر بعد مبادرتك للسلام ، في هذا الكتاب نقرأ عن أحد اليهودالمتطرفين ولكنه في نفس الوقت يدعو للسلام والتعايش مع الفلسطينيين منذ خمسين عاما، هذا الرجل يقول إن بن جريون هو صاحب العبارة المشهورة " لو خيروني بين السلاموالأرض لاخترت السلام " وينقل ايضا عبارة اخري " لموشي ديان " يقول فيها " لوخيروني بين أرض بغير سلام وسلام بغير أرض لا خترت الأرض بغير سلام " وفي نفس الوقتفإن "بيجين " يطلب السلام والأرض معا اي انه يطلب المستحيل ثم إن " ابا ابيان " فيكتابه الاخير الذي أسماه " قصة حياتي " في الفصل الذي كتبه عن حرب اكتوبر يراجع كلالقادة والساسة في اسرائيل وكأنه لا يوافق علي تشدد موشي ديان الذي أعلن قبل حرباكتوبر أنه لا شئ اسمه فلسطين تماما كما قالت " جولدا مائير " ثم الفلسطينيين اذاارادوا أن يكون لهم وطن فليذهبوا الي العراق او الاردن ... ألا تري سيادة الرئيس انالقيادة الاسرائيلية حريصة علي أن تبدو متضاربة متناقضة محيرة للعرب ؟
الرئيس : إن هذا يعود بنا الي صميم المخطط الذي وضعه بن جوريون لنظرية ألا تكون اسرائيلمحدودة الحدود أي أن اسرائيل يجب أن تكون فضفاضة لا حدود ولا خريطة وانما عليها أنتترك أرضها بلا حدود قابلة للزيادة وليست قابلة للنقصان
أما وجهة نظر بن جوريونفهي أنه اذا جعل الارض محددة فقد حصر نفسه وشعبه في أرض ضيقة واصبح في وسع أي أحدمن جيرانه أن ينازعه علي الحدود او يطالبه بوضع تحديد للحدود ، ولكن ما دامتاسرائيل بلا خريطة فلا احد يعرف إن كانت اسرائيل تقف عند هذا الحد أو انها سوف تضيفاليه . وما دامت الدول العربية مختلفة وممزقة فلن تتفق علي مناقشة هذا الواقعالغامض وانما ستعرض اسرائيل علي العرب ، أملا كاذبا " هذا الأمل الكاذب هو أن تعرضاسرائيل خريطتها لكي يعرف العرب ما لها وما عليها . او أين تقف منهم . او علي ايأرض تقف قواتها ومستعمراتها ولذلك تضاربت عن عمد آراء الساسة الاسرائيليين في كلالعصور تماما كما تعرض إسرائيل الف خريطة وتوزع هذه الخريطة في كل عواصم اسرائيلمشروعات متعددة للحل أو التسوية ، او كما عرضت اسرائيل وجهات نظر متضاربة لإقامة اولإزالة او استبقاء المستعمرات علي الأرض العربية المحتلة . وبن جوريون هو الذي قالأيضا أن كل أرض يقف عليها أي جندي اسرائيلي هي حدود لاسرائيل وهو نفس الشعار الذياعلنته اوروبا كلها بعد اكتشاف كولمبس لأمريكا، فكل أرض يوضع عليها العلم فهي ملكللدولة صاحبة العلم
ومعني ذلك أن اسرائيل تحرص ألا تكون جافة فتكسر أو " لينه " فتعصر كما تقول الحكمة القديمة وإنما تعطي لنفسها لون الزئبق وخصائصه وانتشارهوصعوبة أن تمسك به ، والحكمة من ذلك ألا يقيد أحد حركتها علي أرض الغير
سؤال : لو كان بن جوريون حيا فهل كان في استطاعتك التوصل معه الي شئأفضل ؟
الرئيس : كان من الممكن التوصل الي شئ أفضل مما يمكن الوصول اليه في أيةمفاوضات مع بيجين وحكومته
سؤال : في حديث لتليفزيون أمريكي - لم يذع بعد - سمعتك تقول إنه كانمن الممكن الوصول الي شئ أفضل مع جولد مائير لو كانت لا تزال علي رأس الحكومة فماتفسيرك لذلك ؟
الرئيس : سئلت أكثر من مرة عن رأيي في السيدة جولدا مائير وقدكانت لي معها تجارب عند فك الاشتباك بعد حرب اكتوبر ، ولاحظت أنها سيدة قويةالشخصية وأنها قادرة علي أن تتخذ القرار وأن تواجه الشعب وقد قابلتها في القدسوتحدثت اليها في الكنيست وتأكد لي من ذلك أنها كانت تستطيع أن تذهب الي أبعد وأفضلمما ذهب اليه مناحم بيجين
سؤال : ان ليبيا ايضا قد انزعجت من تسليح أمريكا لمصر مع أن ليبيالديها هي الاخري اكثر مما تستطيع أن تستوعب من السلاح السوفيتي المتطور جدا ، كماأن ليبيا ليست في حاجة الي شئ من ذلك كله فما الذي أغضب ليبيا أو ازعجها؟
الرئيس : أن بينها وبين الاتحاد السوفيتي علاقة خاصة ايضا قد أدهشني أن يبعثالقذافي الي مندوبه في الامم المتحدة ليحتج علي تسليح أمريكا لمصر كأن سلاحنا سيوجهضد ليبيا او كأن مصر يجب أن تظل عارية من السلاح حتي يتفضل القذافي فيعطينا بعضمالديه ، أو كأن مصر يجب أن تكون عاجزة عن الدفاع عن نفسها حتي يتفضل السوفيتفيعرضون علينا أسلحتهم المتخلفة بغير غيار، ولا أعرف بعد ذلك ما الذي يمكن أن نفعلهبهذه الاسلحة المتواضعة التي سوف يتفضلون بها علينا - هذا ان فعلوا - ولا أضيفجديدا اذا عدت فذكرت أن رئيس وزراء روسيا كوسيجين عندما ذهب الي ليبيا فإنه قد اتخدصورة الجدة الغنية مع ابن البنت المدلل فكان يقول للقذافي انت تطلب دبابات ٦٢ لاسأعطيك دبابات ٧٢ ، انت تطلب طائرات كالتي في مصر سوف أعطيك طائرات أكثر تطوراً لمأعطيها لأحد بعيدة المدي لإخافة كل الدول الافريقية أطلب تجد كأننا أمام مشاهد منقصص ألف ليله وليله
اما سبب ذلك فهو بسيط جدا الحقد علي مصر لا شئ آخر غير ذلك، وهي حكاية طويلة عريضة نحن جميعا نعرف التفاصيل الكثيرة عنها وهذا يؤكد ما قلتهمن أن القذافي مجنون وقد ثبت أخيرا طبيا وبصورة قاطعة أن الرجل مجنون ، بل أنه قدذهب في جنونه أن أعلن مقاطعة ناقلات البترول التي تستخدم خط أنابيب شركة " سوميد" المصرية بين السويس والاسكندرية أي أن هذه الناقلات لن تزود بشئ مما تحتاج اليه منموانئ ليبيا ، إنه يريد - بسذاجته - أن يفرض حظرا علي مصر ولكن الذي قرره وتصوره لنيؤثر فينا ولن يهز لنا شعره
فبعد محاولاته اليائسة في مصر وحولها من الداخلوالخارج وبعد أن انفق مئات الملايين من الدولارات وبعد أن أرسل العبوات الناسفةوالعملاء ، لم يهز مصر كما تمني ولا زعزع بنيانها كما قالوا له ، ولا يزال يعيش هووالذين وراءه علي هذا الأمل المجنون. ولكن لن يتحقق له أو السوفيت شئ من ذلك بفضلالله وقوة شعبنا وعدالة قضيتنا وأمل مئات الملايين في العالم بأن يتحقق السلام فيالشرق الاوسط بمبادرة مصر التاريخية
والسوفيت يرددون في كل مناسبة أن لدي مصر ٣٥٠طائرة وأن هذه الطائرات نائمة علي الأرض وأنها لن تطير كأنها طيور قصت أجنحتهافتحولت من نسور الي دواجن. ولكن الذين شاهدوا العرض العسكري في أكتوبر الماضييعرفون أن كل هذه الطائرات ارتفعت في الجو ولو كنت قد اعتمدت علي السوفيت كما خططوالذلك لظلت طائراتنا علي الأرض ، وتحت الأرض ، وانما اتجهت إلي الاصدقاء في الصينالشعبية وفي العراق وفي امريكا وفي بريطانيا ، فقامت امريكا وبريطانيا بإجراءالعمرة للطائرات اما الصين فقدمت لنا موتورات الميج ١٧ والعراق قدم لنا قطع الغيارفشكراً للسوفيت أن كشفوا لنا عن غير قصد عن أصدقاء جدد في الشرق والغرب
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 21-06-2010, 06:36 PM
smsma81 smsma81 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 924
معدل تقييم المستوى: 16
smsma81 is on a distinguished road
افتراضي

السادات ده رئيس راءع في كل شئ وحكيم
اما عن المشكله اللي وقع فيها السادات مع اللي هي مصر والاتحاد السفيوتي بعد ما صاروا اصدقاء كانت بسبب اسرائيل لانها ,لان مفيش حد كان حيساعد مصر في استيراد الاسلحه وتدريب الطايرين غير السفويت زي ما حصل واستعان بيهم السدات ,فكان لازم اسرائيل تصرف بعتت ملفات غلط عن السفويت لمصر وبعتت بالمثل للسفويت ولو كنتم ناسين ان مصر لما اممت القناه علي عهد عبد الناصر اللي كان بيساعد السوفيت بخبرتهم مبارك نفسه كان طيار مدرب بايد السوفيت .وشوف قناه روسيا وهي بتحكي .
لكن دي نيه مبيته من اسرائيل تمهيدا للحرب والتعجيز ,ده غير المصلحه اللي حطتلهعها دي تراجعت عن الخطوط بالحرب وبعدين في مصالح تانيه لحد دلوقتي وعايزه تضغط علي مصر كفايه انها عايزه تشغلها بقضيه ميه النيل وتبعدها عن القضيه الاساسيه يعني دول يهود ملهمش عهد وبيستعملوا كل الوسايل مع مصر والموضوع مش سهل .هي عايزه تضعف القوي بتاعه الشعب ومن بعدها الجيش وترجع تاني تاخد سينا
__________________
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 21-06-2010, 06:37 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 62
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

حديث الرئيس محمد أنور السادات
لمجلة اكتوبر
فى٢٦ فبراير ١٩٧٨



سؤال : في حديث تليفزيوني امريكي لم يذع بعد ابديت رأيك في عدد منالزعماء السياسيين في العالم .. ولكن ثلاثة منهم كان رأيك فيهم متشابها وكان رأيكأقرب ما يكون الي الشعور بالآسي والاسف عندما تحدثت عنهم وان كانت رنة الاسي هذه قداختلفت حدتها وأسبابها عندك ثلاثتهم هم : الرؤساء نيكسون وبريجينف وحافظ الاسد .. فما هي بالضبط اسباب ذلك .. ؟
الرئيس : قلت هذا فعلا .. وكانت للثلاثة مكانهخاصة عندي ولأسباب مختلفة حقا اما الرئيس الامريكي نيكسون فقد كان صديقا وصادقامعنا لم يكذب في شئ ولم يخذلني في شئ طلبته ولذلك كانت حفاوة الشعب المصري به عندماجاء الي القاهرة قمة في الصدق لم يرها في حياته باعترافه هو - ولم ير الشرق لمثلهذه الحفاوة نظيراً أيضاً
وقد أحزنني ما اصاب الرجل في بلاده وبأيدي مساعديهوأقلام الصحف الامريكية ، وقد حاولت الاتصال به في امريكا في رحلتي الاخيرة ولماتمكن ولكن عندما سافرت الي ميونيخ اتصلت به وبالرئيس فورد ايضا اما الرئيسبريجينيف فهو الرجل السياسي الوحيد في القيادة السوفيتية وهو الرجل الذي اشهد لهبأنه كان يتدخل في حل الازمات التي كثيرا ما وقعت بيني وبين بودجورني وكوسيجينوكليهما من خبراء السياسة الحزبية او أنهما حزبيان فقط وكثيرا ما اختلفت معهما بشدةوبحدة وكان بريجنيف هو الذي يستطيع في الوقت المناسب أن يتدخل وأن يفصل فيالمنازعات بذكاء و فهم سليمين وقد احسن السوفييت تقدير مواقفهم عندما استبعدوابودجورني هذا .. فقد كان عنصر تشويش وتعكير صفو لأية علاقة بين السوفييت ومصر ولابدأن السوفيت سوف يفعلون نفس الشئ مع رجل آخر اسمه بونامرييف فهو اسوأ الناس عندهموهو أسوأ الادوات التي يستخدمونها في نقل المعلومات الخاطئة والاحكام المتعجلة وقدثبت خطؤه عشرات المرات في مصر وفي غيرها ومن أخطائه انه كان يتوقع انقلابا شيوعيايطيح بي واذا به يفاجأ بان كل عملائه علي صبري وشركائه قد اودعوا السجن ولا يزالبريجنبف هو احسنهم جميعا واذا عادت العلاقات العادية مع مصر الي حجمها العادي وعلياساس من الاحترام المتبادل فسوف يكون الفضل في ذلك الي هذا الرجل والي حكمته وحنكتهالسياسية
يبقي حافظ الأسد وإن حزني عليه عظيم فليس كثيرا في الدنيا ان يكونللانسان صديق ، فما أقل الاصدقاء ولكن القليل منهم كثير جدا بل أن الف صديق يجعلالدنيا مشرقة بالأمل والحب والوفاء ، وان عدوًا واحدا لكثير جدا هكذا يقول لناشعراؤنا وحكماؤنا ولم يفهم الناس كثيرا مدي حزني علي فقد جمال عبد الناصر فقد كانصديق العمر كله ولكن الظروف كانت قاسية عليه وعلينا وشاء القدر أن ارث متاعبهوهمومه ، وقد اختلط علي الناس فلم يفرقوا بين ضيقي بالظروف وبين حزني عليه فلميعرفوا إن كنت حزينا عليه أو حزينا علي مصر ولكني طبيعتي تؤكد كل يوم أن أروع ما فيالناس الصديق الصدوق ، وكان جمال عبد الناصر ذلك الطراز النادر من الزعماء ، وقداتخذت حافظ الأسد صديقا وعندما اشتدت الخلافات بين مصر وحزب البعث السوري كنت حريصاعلي ان يظل حافظ الأسد بعيدا عن دائرة الخلاف الحزبي الضيق او حزبيا فقط فكان لهمما أرادوا ولم يكن لي ما أردت معظم الوقت
وقد امضيت سنوات عديدة افصل بين حزبالبعث أو حافظ الأسد وكان سبب ذلك انني اعرف حافظ الاسد واعرف الظروف القاسيةالملتوية التي تدفعه في كل اتجاه والتي تتحكم في علاقاته وصداقاته وكنت اري انالتركيبة السياسية في سوريا مختلفة تماما عن البنية السياسية والاجتماعية في مصر ..وكنت اعرف جيدا ان تاريخ الخلافات بين البلدين من أيام جمال عبدالناصر عنصر هامجداً في تشكيل مجري الأحداث وتعقيد العلاقات وتقييم المعاني والاهداف بين البلدين
ورغم هذا الضباب والرعد والبرق والجليد والطوفان بين مصر، وسوريا فإنني كنت اجدالف سبب لكي اعذر حافظ الأسد كنت ارمي له بأطواق النجاة وكنت اقيم له جزرا منالأعذار والمبررات انقله اليها سالما كريما وكنت حريصا دائما علي أن استبقي حافظالاسد عاليا كبيرا في عيني واعتقد ان هذا ما تحتمه الصداقة بيني وبينه
ولهذهالاسباب كان اسفي عليه عميقا عندما تقلص حجمه ، وخف وزنه وضاق انفه وارتضي ان يكونحزبيا وان يتضاءل حتي أصبح بعثيا وليس بعد ذلك هو ان لرجل مثل حافظ الاسد إنها صورةبشعة ان يتحول اعز الاصدقاء الي معسكر الاعداء
سؤال : سيادة الرئيس هناك اسباب كثيرة تساق لتفسير موقفك من الرئيسحافظ الاسد من بين هذه الاسباب ، التفسير النفسي للعلاقات بين الزعماء وبسرعة يتحولهذا الموقف النفسي الي موقف قومي وذلك لما لهؤلاء الزعماء من مقدرة خاصة علي تحويلالرأي العام وفقا لوجهات نظرهم فهل يمكن أن يقال أن الاسباب النفسية عند حافظ الاسدقد تحولت الي أسباب قومية فكان هذا الموقف العدائي لحزب البعث وحافظ الاسد من مصروالسادات..؟
الرئيس : ان التفسير النفسي للأحداث هو عنصر هام في تقدير الموقف ،غير أنه ليس التفسير الوحيد ، ولكن دعني ارتب توالي الاسباب والنتائج في عبارةواحدة موجزة وعلي المؤرخين والمجتهدين أن يجدوا ما يشاءون من المقدمات والنتائج ،وأن ينتقوا ما يروقهم من مصادر الضوء يلقونها علي العلاقات بيننا
إنني اضع حزبالبعث أولا فهو مصدر كل انواع سوء الفهم المتعمد الحقد علي مصر، علي فلاسفة هذاالحزب من يردد هذه المعاني ويجد في الحقد تلك البؤر السوداء التي تنبع منها كلالعلاقات بين البلدين منذ وقت طويل ولا أريد ان ادخل في متاهات التاريخ وترتيبا عليموقف حزب البعث وسيطرته علي كل شئ في سوريا يجئ موقف الرئيس الاسد
وفي عصر جمالعبد الناصر ما يؤكد ذلك ثم يضاف الي ذلك عنصر هام جدا هو الاتحادالسوفيتي الذي حرصأيضا علي أن يفصل بين مصر وسوريا يفاضل بين مصر وسوريا ويجعل المسافة أبعد والخلافاعمق ومعني ذلك أنه يستغل حقدا قائما ويضيف اليه أبعاداً أخري أسوأ فاذا وصلنا اليهذه النتيجة لم يكن غريبا بعد ذلك ان يكون موقف الرئيس حافظ الاسد لا مبالياً اومعادياً وفي استطاعتي أن أضيف أسباباً اخري متعددة ومؤكدة ولكن علي عادتي من النظرالي الاشخاص والعلاقات والاشياء لا أحب أن احرق كل السفن ولا أن اقطع الخيوط ويكفيهذا القدر والباقي اعرفه كما يعرفه حافظ الاسد ، ولا أحب ان انظر اليه والي ما كانبيننا علي انه ماض لن يعود
سؤال : هناك من يقول إن السوفييت حاولوا في موازنة علاقتهم بمصروسوريا أن يطبقوا قاعدة جربوها في بلاد كثيرة وأنها نجحت ايضا في الشرق الاوسط هذهالقاعدة تقول اعط السلاح لمن لا يستطيع ان يحارب ولا تعطيه لمن يستطيع فهل هذه هيالقاعدة التي استند اليها السوفييت في تعويض سوريا عن خسائرها وعن ترك مصر بلااستعواض في أشد اللحظات حرجا قبل واثناء وبعد حرب اكتوبر ..؟
الرئيس : لا بأس منالتسليم بهذه القاعدة لبعض الوقت ،ولكن هذا يقتضي أن أعود قليلا الي موقف السوفيتبين البلدين .. كيف اعطوا باليمين وبلا حساب لسوريا ؟ وكيف منعوا باليسار وعن عمدكل سلاح وقطع غيار عن مصر ؟
والكلام معروف وهو لذلك معاد . ولكن وضعه في اطارهالنفسي والاستراتيجي يجعل له دلالة جديدة مختلفة .. ففي يوم السبت ٨ يوليو سنة ١٩٧٢جاءت رسالة من سفارتنا في موسكو تقول بأن الرئيس حافظ الاسد سوف يصل الي القاهرة فياليوم التالي ولم اكن اعلم انه في زيارة سرية لموسكو ، ولابد أن يكون لديه شئ هاماضطره الي ان يسافر سرا ودفعه أيضا الي ان يتوقف في القاهرة كان ذلك في الصيف وكنتفي القاهرة فقد قررت ألا أذهب الي الاسكندرية منذ نكسة ١٩٦٧ فلم تطاوعني نفسي أناصطاف واستحم واسترخي بينما الحالة النفسية عند الشعب والقوات المسلحة بهذا السوءفالهزيمة قد مزقت نفوسنا واجسامنا وعقولنا فراح لون كل شئ أسود إلا قليلا من الاملوسار طعم كل شئ مرا وليس لنا إلا هدف واحد هو الاخذ بالثأر جاء حافظ الاسد ،وقابلته ، وفي الطريق إلي قصر القبة سألته :
خيرا إن شاء الله لم اكن أعلم أنكفي موسكو حتي جاءت هذه الرسالة من سفارتنا -
لقد حصلت علي صفقة أسلحة منالسوفييت ... صفقة عظيمة -
مبروك عليك هذه الصفقة ، ومبروك علينا نحن ايضا ، فكلسلاح نحصل عليه هو اضافة الي قوتي وما-
عندك هو عندي تماما . واي سلاح تحصلعليه هو سلاح لمصر تسلمته الايدي السورية -
انا اعلم ذلك يقينا-
ياحافظ -
نعم -
لعلمك -
نعم ..-
لقد استدعيت السفير السوفيتي أمس ، وحددت لهعشرة أيام منذ أمس لخروج جميع الخبراء السوفيت من - مصر ... هذا قرار نهائي
والعمل بعد هذه الصفقة التي وعدوني بها ؟-
لا شئ .. انت تمضي علي علاقتكبالسوفييت وتحرص علي هذه الصفقة ولا تدخل في هذا النزاع بيني وبين السوفييت ،إنهاأزمة سوء فهم وسوف تنتهي بشكل ما فالسوفييت يحتاجون الي وقت مضاعف لفهم أي موقفولوقت آخر لاستيعابه ووقت ثالث للرد عليه ، ثم وقت أطول لتصحيح مواقفهم الخاطئة انااعرف اسلوبهم هذا، ولذلك سوف العب معهم لعبة الصبر وضبط الاعصاب ولا داعي مطلقا لأنتدخل طرفا وبذلك تفقد الصفقة ويضيع عليك السلاح الذي لم تفلح مصر في الحصول عليواحد من مائه منه، انها ليست صفقة سلاح فقط وانما هناك مشروع بناء سد الفرات ايضا
هذا يضاعف سروري وتمنياتي ، لك بالتوفيق ، وسافر حافظ الاسد عائدا الي بلاده -
ولم يصدق السوفييت أول الامر أنني جاد في إخراج ١٥ الف خبير في اسبوع .. وسفيرهم في القاهرة بعث إليهم يقول إنها مناورة وتهويش سياسي مصري .. وصدقوه ولميصدقوني
وحاولت أن يكون قرار إخراجهم ملفوفا في عبارة سياسية لا تجرحهم أكثر منذلك ، وطلبت إليهم أن نصدر بيانا معا ويجئ في هذا البيان أن مهمتهم قد انتهت وأنخروجهم كان بالاتفاق والتراضي بين الطرفين ولكن السوفييت أصروا علي أن يكون البيانمن جانبنا نحن واننا الذين يجب أن نلف هذا القرار في الصيغة التي نراها ولم يطلبالسوفييت سوي أن يكون خروجهم من أحد المطارات العسكرية وكان لهم ما ارادوا .. وكانخروجهم قبل الموعد المحدد بيوم كامل
وانتهت هذه العملية التي أوجعت السوفييتوأحرجتهم في العالم كله .. والقصة كلها معروفة وهي نهاية لطريق الآلام الذي سرت فيهوحدي ومن ورائي قواتنا المسلحة والشعب المصري كله .. وقد احتملت الكثير من الإهانةالشخصية والهوان القومي وحاولت أن اجد للسوفييت عذرا ، فلم يسعفني إلا عذر واحد وهوأنهم لم يفهموني ، ولم يحاولوا ذلك ، ولهذا قامت حساباتهم كلها علي أنني لست رجلهم، وهذا حساب صحيح ولكنهم رتبوا علي ذلك أشياء كثيرة خرافية ووهمية
فقد زرتموسكو أربع مرات ، ولم اتلق ما يدل علي أن هناك أية نية في رد هذه الزيارات وإنكانوا قد أبلغوني أن الرئيس بريجنيف سوف يزور مصر، قد اضطررت تحت الحاح شديد منهمأن ازور موسكو للمرة الرابعة .. وكنت اعلم سبب هذه الزيارة وكان ذلك قبل طردالخبراء وكان من أسباب هذه الزيارة انهم يريدون أن يقولوا للأمريكان أنهم موجودونفي الشرق الاوسط كله ، وفي مصر بصفة خاصة .. وكان قد تحدد موعد زيارة نيكسون
وعلي الرغم من أنني أعلم هذا المعني ، وأن هذه الزيارة ليست الا استعراضاللنفوذ السوفيتي في المنطقة فقد وافقت ورأيت في ذلك نوعا من المرونه هذا اذا اخترتالتعبير المهذب ولكن التعبير الصحيح هو استمرار في الهوان الشخصي من أجل الحصول عليالسلاح، شئ غريب بعد ذلك وقبل ذلك أيضا ٠٠٠ أن يتكدس السلاح في سوريا وفي اسرائيلايضا ، اما في اسرائيل فمفهوم ومنطقي ، فبين امريكا واسرائيل هذه العلاقة الخاصةجدا ، والتي تجددها امريكا في جميع المناسبات الانتخابية والسابقة علي الانتخاباتولكنها في الأصل .. علاقة شرعية ... علاقة أم برضيعها الذي لن ينفطم ابدا
اماالذي يحدث في سوريا فشئ عجيب وقد قال لي حافظ الاسد شخصيا في أوائل سنة ١٩٧٢ إنه لايعرف أين يضع السلاح السوفيتي ولا متي يستوعبه ، إن الجيش السوري يشكو من التخمة ،والجيش المصري يعاني من التضورالعسكري
وهذا يؤكد موقف السوفييت الثابت .. أنيعطوا لسوريا اولا ، ولا يعطوا لمصر .. ولنفس الاسباب التي ذكرتها
سؤال : ولكن حدث بعد ذلك أن تغير السلوك السوفيتي ، فقد وعدوا مصربصفقة من السلاح ونفذوها في أسرع وقت وقد اعترفت سيادتك بأن هذه هي المرة الاوليالتي يفي فيها السوفييت بوعد ، ألم يكن السوفييت في حاجة الي تشجيع من مصر لكييمضوا في هذه السياسة الجديدة ؟
الرئيس : حدث ذلك ولكن الدوافع مختلفة ، فقداعلن السوفييت عن رغبتهم في لقاء مع الفريق احمد اسماعيل وكان وزيراً للحربية فيذلك الوقت ، واحمد اسماعيل هو الرجل الذي أقام الخط بين بورسعيد والسويس بعد ١٩٦٧ ،وهو الذي أدار معركة رأس العش ، وهو الذي أغرق المدمرة ايلات .. ثم انه رجل عسكريمنضبط
سافر احمد اسماعيل الي موسكو ، وقد حكي لهم قصة العذاب الطويل فيعلاقاتنا مع السوفييت وفعلا وعدوه بإرسال أسلحة ، وجاء نصف الصفقة في موعده بل فيموعد مبكر ، وكان ذلك شيئا مدهشا ولم يسبق له نظير في كل الصفقات بين مصر وروسيا
أما الدوافع فهي التي لم يكن في الإمكان تشجيعها فأحمد اسماعيل تعلمفي موسكو وكان صديقا لرئيس الخبراء في مصر ،ثم هو أيضا صديق لاندريوف الذي يرشحونهاليوم خلفا لبريجنيف وقد تصور السوفييت أنه في الإمكان أن يجعلوا احمد اسماعيلرجلهم المقبل في مصر، كما حاولوا ذلك مع عبد الحكيم عامر أيام جمال عبد الناصر،ولكنهم لم يعرفوا احمد اسماعيل جيدا فهو اولا صديق قديم ثم انه رجل عسكري ، وليسرجل سياسة ، ولذلك اخطأوا في حساباتهم عندما تصوروا أن احمد اسماعيل هو الذي سوفيحقق لهم الانقلاب الشيوعي القادم في مصر ، وقد صارحهم المرحوم أحمد اسماعيل بأنهرجل عسكري ولا شأن له بالسياسة ولكنهم لم يفهموه هو ايضا ، وكانت الصفقة التي بعثوابها نوعا من تدعيم مركز احمد اسماعيل واستدراجا له في نفس الوقت ، فلم تكن هذهالصفقة لوجه الله .. وانما كانت لسبب لم يشجعه احمد اسماعيل بل خذلهم فيه ولذلك لميكملوا الصفقة بل أنهم قد قرروا أن يجعلوها نصف صفقة انتظاراً لما سوف يكون عليه ردفعل أحمد اسماعيل أي أنهم اختاروا احمد اسماعيل ولكنه لم يخترهم ، اختاروه وفي نفسالوقت لم يثقوا به وفي هذه الأثناء وحتي قيام حرب اكتوبر توالت الأسلحة السوفيتيهعلي سوريا بغير حساب
سؤال : أليس غريبا أن تكون العلاقة بين مصر وسوريا بهذه القوةوالعمق ، ثم يقوم السوفييت بصدع هذه العلاقة ؟ فلا تحاول سوريا التوسط او ربط ماانقطع وبعد ذلك تتخذ المواقف الغامضـة في حرب اكتوبر بما يعطي انطباعا بالتواطؤ معالسوفييت ضد مصر ؟
الرئيس : هذا السؤال فيه الإجابة ايضا فقد حدث في اكتوبر ١٩٧٣ أن تلقيت برقية من حافظ الاسد بأنه في موسكو وأنه سوف يمر بالقاهرة ولكن لميكن من الصعب أن أتأكد من أن السوفييت قد طلبوه ليتوسط بيننا وأن ينقل إلينا رغبةالسوفييت في لقاء مع رئيس الوزراء المصري ووعد بأن يزورنا بريجنيف في أوائل ١٩٧٣رداً علي زياراتي الأربع وعندما سافر حافظ الأسد إلي موسكو كانت في جيبه نسخة منالخطاب الذي يعثت به الي القادة السوفييت في أغسطس ١٩٧٢ وبعثت به ايضا الي الرئيسبومدين ، ونص هذا الخطاب منشور بالكامل في كتابي " البحث عن الذات " الذي سوف يصدرفي امريكا في نهاية مارس القادم ،اما الذي حدث في حرب اكتوبر فيمكن إضافته اليالألغاز في العلاقات المصرية السورية والعلاقات السورية السوفييتية ، فقد نقل ليالسفير السوفيتي فلاديمير فينوجرادوف نداء عاجلا من السوفييت وقف إطلاق الناراستجابة لرغبة سوريا وأرسلت الي سوريا وتباطأت في الرد ٢٤ ساعة لتقول إن شيئاً منذلك لم يحدث ، ولكنها لا تفهم لماذا يفتري عليها السوفييت ثم جاء السفير السوفيتييؤكد طلب سوريا وأكدت له أن حافظ الاسد ينكر ذلك تماما
وفي نفس الوقت نريالسوفييت يسمحون لعدد أكبر من المهاجرين اليهود بالسفر الي اسرائيل وفي نفس الوقتتغرق اسرائيل سفينة سوفيتية في ميناء طرطوس أثناء تفريغ شحنات من الذخائر والسلاحلسوريا، ونسمع أن السوفيت يتهمون اسرائيل بالاجرام لأنها قد اصبحت علي مدي ٢٥ ميلامن دمشق ولم يعد سرا عسكريا اليوم أن يقال إن سوريا قد خرجت من الحرب في يوم ٨اكتوبر ١٩٧٣ أي في اليوم الثالث للمعركة ، وبينما ظلت مصر ١٧ يوما من بينها عشرةايام في مواجهة عسكرية مع امريكا بل إننا اسقطنا طائرات اسرائيلية وقطعنا ذيولهابعد ذلك واكتشفنا أن هذه الطائرات من امريكا وجنوب افريقيا ويكفي في الدليل علي ماحدث في اليوم الثالث للمعركة أن نتذكر ما قاله موشي ديان لرؤساء تحرير الصحف فقدفاجأهم بقوله الآن فقط لم تعد لدنيا أيه قوة لكي نلقي بالمصريين في قناة السويس دونأن يكون في ذلك القضاء التام علي قواتنا واذا فعلنا ذلك فسوف نفقد جيشنا كله وتصبحاسرائيل بلا جيش أما في جنوب سيناء فالطريق كله مفتوح تماما في اتجاه ابو رديس وأشككثيرا في قدرة قواتنا علي سد هذه الهوة الواسعة ويمكنني أن اقول الآن وامام العالمكله إننا لم نعد في قوة المصريين
وقال موشي ديان إنه سوف يعلن بيانا بهذا المعني علي الشعب في نشرةأخبار الساعة الحادية عشرة ولكن منعته جولدا مائير من إلقاء هذا البيان وقال ديانفي ذلك الوقت ، وإن كان يتنصل الآن من كثير من انعكاساته العصبية في أثناء الحرب : إن الروح لم تعد ترد له إلا عندما اصبحت قواته علي مدي ٢٥ ميلا من دمشق
وقدصارحني حافظ الاسد ولابد أنه فعل ذلك مع زعماء عرب آخرين بأنه فقد في يوم واحد ١٢٠٠دبابة أما هذه الخسارة الفادحة فقد استعوضها من السوفييت بعد ذلك بل أن العراقبعثوا بدبابات لمساعدة سوريا وحاول حافظ الاسد توريط الملك حسين وقد نصحت الملكحسين ألا يتورط .. وأن يكتفي بإرسال قواته لتساعد سوريا فبعث اليها بلواء مدرعوالصورة كانت هكذا السوفييت عوضوا حافظ الأسد عن خسارة وأضافوا الي ذلك الكثير .. والعراق ساعدته والاردن أيضا
وقبل وقف اطلاق النار يوم ٢٢ اكتوبر كان لدي سوريا اكثر مما تحتاجمن السلاح والذخيرة .. ولا شئ من ذلك لمصر .. ولا أحد يحتاج الي مجهود كبير ليستخرجالمعني من هذا التمييز في المعاملة والإصرار علي ذلك .. وما زلت أقول إنه لو كانعندي لواء واحد مدرع لتغير وجه الحرب تماما . وهذه حقيقة يعرفها العسكريون وقد عقدتالندوات العسكرية في اسرائيل ، وفي بريطانيا وامريكا ، علي رأيي هذا وأقروني عليه ،حتي كانت مبادرتي بالسلام في الشرق الاوسط فخلقت هذه المبادرة وضعا غريبا في سوريا، ولابد أن الفكر
السياسي يتساءل : ماهو الممكن لتحقيق السلام العادل وما هو المستحيل؟ كيف يمكن تحريرالارض مع حظر السلاح علي مصر من السوفييت ، ومن امريكا ، ولو كانالسوفييت لا يعطون السلاح لكل الدول العربية لأصبح ذلك حظرا شاملا علي المنطقة وفينفس الوقت كيف يقبل السوفييت فرض هذا الحظر في مواجهة الإغداق الامريكي الهائل علياسرائيل ؟ ولكن السوفييت يعطون لسوريا وغيرها بلا حساب ولأسباب مختلفة ، إذن هميعطون أي يبيعون ، ثم إن مصر ما تزال دولة حرة وتحاول أن تسترد ارضها وفي نفس الوقتتساعد كثيرا من الدول علي نيل حريتها
وموقف مصر هذا لا يرضي السوفييت ، اذن ماالذي يرضي السوفييت ؟ لابد ان الذي يرضيهم هو الموقف السوري، والموقف السوري هوالتبعية الكاملة للسوفييت وفي نفس الوقت العداء لمصر ، وأما موقف أمريكا فلابد أنيتغير بعد مبادرتي للسلام ، فليس معقولا ولا مقبولا كما ذكرت من قبل ان نقع تحتالحظر السوفيتي والحظر الامريكي معا ، صحيح أن مصر قد وجدت وسيلة للحصول علي سلاحمن موارد مختلفة ولكن ليس منطقيا أن تكون امريكا طرفا وضمانا للسلاح في المنطقة معاستمرارها في تصعيد الاستعداد للقتال وتشجيع اسرائيل علي العدوان او التهديد به
والشئ الممكن في الموقف هو أن نحرك الركود الذي أدي الي فرض الأمر الواقع علينانحن العرب ، والأمر الواقع هو استسلام عاجز ولسنا عاجزين ، ويجب ألا نكون ، والذيفعلته هو تحريك منظم وشامل للموقف كله
ومع أننا جميعا دعاة سلام عربا وغير عربفقد تقاربت بعض وجهات النظر العربية ووجهات النظر المتطرفة في اسرائيل ولدرجة تجعلالانسان يتخيل أن هناك ما يشبه الاتفاق علي تعويق جهود السلام وحتي لا يكون سلامفلا تبقي إلا أبواق الحرب وتجارة السلاح أليس هذا شيئاً يبعث علي الأسي والاسف
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 21-06-2010, 06:39 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 62
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

حديث الرئيس محمد أنور السادات
لمجلة أكتوبر
في ١١ مارس ١٩٧٨


سؤال : سيادة الرئيس .. الصورة التي امامنا في العالم العربي غيرواضحة وقد وصفها احد المحللين السياسيين بأنها لوحة ******ية وانها مجموعة من البقعالسوداء والحمراء وأنها متداخله غامضة وقال محلل اخر إن مايجري في الشرق الاوسطأقرب الي الحفلات التنكرية ، فالاقزام يرتدون ملابس العمالقة وهم لذلك يتعثرونفيها، أما العمالقة فيمشون وصدورهم عارية وبقية الأوصاف لا تخرج عن معني واحد انالضباب يلف الشرق الأوسط ، وأن الضياع نهايه مؤكدة .... فكيف تري ذلك ؟
الرئيس : من الممكن أن يقال ذلك ولكن عيب هذه الصورة أنها تبسيط شديد ومخل ايضا و هذاالتبسيط فادح الثمن علي حساب الحقيقة او خصما منها ومن الممكن أن تكون مثل هذهالتعبيرات كالضباب كلاما نضعه تحت هذه اللوحه ولكنه لايفيد ولايريح احدا منالمتفرجين أو القراء اما تصحيح هذا الموقف فهو أن نسأل انفسنا قبل ان نسأل الذينجعلونا متفرجين علي بلادنا وعلي مصيرنا ما معني هذه اللوحه ؟ وما مدي انطباقها عليالواقع ؟ وما الذي شعرنا به ونحن نتفرج عليها؟ وهل هذا هو دور الرسام والمحللالسياسي ؟ هل دوره أن يضيف الضياع الي الضباب ويقدم الاثنين معا في لوحه واحدة فاذافعل ذلك فما الذي اضافة الي الحقيقة ؟ أو ما الذي كشفه لنا من الحقيقة لأننا سوفنطالبه بعد ذلك بالعلاج ؟ ثم هل من الممكن ان يكون هناك علاج بلا تشخيص ؟ ومن الذييشخص الداء ؟ ومن الذي يعالجه ؟ إن هناك غلطة يقع فيها المحللون السياسيون وهي أنهميستعيرون أقلام الكتاب الاجانب وعيونهم ايضا وينظرون الي واقعنا العربي ثم بعد ذلكوبسبب ذلك يحدثوننا عن شيء لا وجود له
وكصحفي قديم اقول لك إن هناك نوعين منالكتابه السياسية التحرير السياسي و التحليل السياسي ، فالتحرير السياسي هو أنيلتقط الانسان خبرا ثم يعلق عليه بسرعة وهذا مطلوب ، ولكن عيبه أن يكون الكاتب عبدالوكالات الانباء والإذاعات لأنها هي التي تهزه وتثيره وتحرك قلمه ويده
أماالتحليل السياسي فهو أن يتلقي الكاتب أخباراً ومقالات ومعلومات ويحللها ويدرسهاويفرز الصحيح بعيدا عن الكاذب ثم يري الارضية التاريخية وبعد ذلك يكتب علي مهلوبمنتهي العقل والتحليل السياسي ليس تشخيصا فقط وانما هو تشخيص وعلاج ايضا
فاذاكان المحرر السياسي كالنمله تكدس احتياجاتها فإن المحلل السياسي كالنحلة تنتقل بينالمصادر وتجمع من كل مكان ماتقدر عليه ثم تفرز شرابا سائغا مقبولا ولا أقول إنناضحايا اخطاء مهنيه أي اننا لا نفرق بين التحرير السياسي والتحليل السياسي ولكنناضحايا ما يكتبه الاجانب بحسن نية او بسوء نية فالمحللون السياسيون الأجانب ربماكانوا علي درجة أكبر من البراعة والشمول ولكن عيبهم انهم اجانب عنا وانهم يرون منبعيد وانهم لا يخلون من غرض وان الذي يفعلونه ليس تحليلا سياسيا وإنما هو تشهيرسياسي أي تحليل شرير عنيف لأن الامر لا يعنيهم في الدرجة الاولي ولكنه يعنينا فيالمقام الاول ولذلك استعرنا أساليبهم في الكتابة واستعرنا نظراتهم في انفسنا ونسيناأننا نحن ايضا يجب أن نري وأن نحلل ولكن مع الاحترام العظيم لانفسنا ومع الاملالكبير في مستقبلنا فتلك امانه قلم وضرورة حياة وواجب قومي ايضا
سؤال : سيادة الرئيس ولكن هل تري أنه اذا قيل مثلا إن الامة العربيةممزقه وأنه لا توجد شقيقتان متجاورتان متفقتان علي خطة او هدف ... هل تري أن هذهالصورة الواضحه جدا غامضة ايضا واننا نقلناها عن الغرب واننا بذلك نتجني عليالحقيقة فلا اتفاق بين سوريا والعراق بل أنهما أشد عدواه من روسيا والصين ولا اتفاقبين ليبيا والجزائر او بينهما وبين تونس الي آخر الدول العربية ؟
الرئيس : حتيهذا لا اراه جديدا فهناك فارق بين أن تقول إن العالم العربي ممزق وبين أن يقال إنهازداد تمزقا والذين يقولون ذلك يجب ان نسألهم ومتي كان العالم العربي موحدا اومتحدا اتحاداً فيدراليا او كونفيدراليا ، انه لم يكن قط وإن كنت لا استبعد أن يكونمتحدا بشكل اقوي في المستقبل
فالعالم العربي كان ممزقا قبل المبادرة بل كانممزقا قبل حرب اكتوبر واثناءها وبعدها ، ولننظر الي الدول التي تسمي نفسها دولالرفض ... ليبيا مثلا عارضت حرب اكتوبر قبل قيامها وبعد قيامها وبعد انتصارنا ولاتزال ولم تكتف بمجرد رفض حرب اكتوبر وانما اتخذت موقفا ايجابيا ، صحيح أنه موقفتافه لاقيمه له ولكنه كان موقفا رفضت فيه الدعم ورفضت أي عمل حربي موحد وشوهت أيإنجاز حقيقي ورغم حماس القذافي الهائل لاستخدام البترول سلاحا في الحرب لم يشترك فيحظر البترول وربما كان العراق اشرف من ليبيا لأن العراق قد اعلن بصراحة احترمها أنهلن يشترك في حظر البترول وموقف العراق لا يختلف عن موقف ليبيا إلا في درجة الصراحة، فليبيا ادارت وجهها وقالت لا ، والعراق حملق في وجوهنا وقال لا
والعراق لم يشترك في الدعم إلا بمائه مليون ولا اعرف يقينا إن كانقد سدد هذا المبلغ حتي الآن والذين يستعيرون أسلوب الاجانب في التفكير يقولون لك إنليبيا تملك من عائدات البترول تسعه مليارات دولار وهذه قوة هائلة صحيح أنها قوةهائلة ، ولكن كم منها يعود علي المعركة أو يبذل في الدعم ... لاشيء فهي بفلوسهاوبغيرها ليست قوة وإنما هي انعدام قوة وانعدام وزن ايضا . والجزائر تقع علي مديأربعه آلاف كيلومترات من خط المواجهة وقد كان للرئيس بومدين دور اشدت به اثناءالمعركة وهي محاولة منه ليكون له دور زعامي عربي في الشرق او الغرب ، ولكن المشكلةبالنسبة لبومدين أنه لا يستطيع أن يؤثر في الموقف العربي ، فهذا طموح غير معقول وهودور أكثر منه بكثير أما سوريا فقد دخلت وخرجت بعد أيام وكانت سوريا لاتريد أن تدخلالحرب ، فقد طلبت وقف إطلاق النار قبل اطلاق النار بيومين هذه حقيقة مؤكدة وقد اشرتالي ذلك كثيرا وإن كنت حاولت تخفيفها ، ولكن سوريا طلبت وقف إطلاق النار ثلاث مراتولم اصدق ذلك وجاء رد من حافظ الاسد يؤكد أن الروس يكذبون ، ولكن عندما ذهب وزيرخارجيتنا الي موسكو استقبله بريجنيف وسأله لماذا يغضب السادات منا ؟ لماذا تصوراننا نخدعه ؟
ثم مد يده وأعطي وزير الخارجية المصري نص الطلبات الثلاثة التي بعثبها الرئيس لوقف إطلاق النار ثم ادعي حزب البعث ... إنني أنا الذي اوقفت إطلاقالنار واعترض علي فك الاشتباك الاول ثم باركه ، واعترض علي فك الاشتباك الثاني ثمهلل له ، أي أنه اعترض علي كل ماتقوم به مصر ورفضه واخيرا ايده وارتمي عليه فلميتغير شيء فالذين وقفوا مع مصر مايزالون معها والذين عارضوا واعترضوا عليهامايزالون كذلك وسوف تظل هذه القاعدة التاريخية النفسية صحيحة أبدا كلما كانت الدولصغيرة كانت عقدها كبيرة
سؤال : سيادة الرئيس .. شكرا علي هذا التوضيح فأنت تؤكد وجود هذاالتمزق وبذلك ترد علي الذين توهموا أنهم اكتشفوه ففرحوا بهذا الاكتشاف ، وردده منورائهم ببغاوات التحليل السياسي ولكن لو عدنا الي القول معهم إن بين الدول العربيةدولا تقدمية ودولا رجعية وانها اتخذت موقفها من حرب اكتوبر ومن المبادرة استناداالي معتقداتها السياسية فهل نحن خاطرنا مرة اخري بكلمات التقدمية والرجعية كماخاطرنا قبل ذلك عندما استخدمنا التمزق والضياع والضباب ؟
الرئيس : لابد من التوضيح والتصحيح فكل كاتب او مفكر حر في أنيستخرج من القاموس ما يعجبه من الكلمات بشرط أن يكون واضحا وأن نتفق معا عليمدلولات الالفاظ أو علي نوع العملة التي نتدوالها ، وهذا مطلب معقول ومطلوب معا فيكل حوار بل انه شرط اساسي لإجراء الحوار بقصد الوصول الي معني عام ولنسأل انفسناايضا : هل ليبيا والجزائر وسوريا والعراق دول تقدميه ؟ هل استطاعت دولة واحدة منهولاء أن تفعل ماتفعله مصر ؟ كأن تطلق حرية الكلمة وأن تهدم المعتقلات وأن تجعلالدولة قائمة علي المؤسسات وأن تسمح بقيام الاحزاب ؟ هل التقدمية معناها أن نقف ضدالدولة التي تريد أن تحرر إرادتها من أي سلطان اجنبي ؟ هل التقدمية إلغاء الدعم اووقفه؟ هل التقدمية هي الإرهاب وخطف الطائرات واغتيال الحمامي في لندن ، ويوسفالسباعي في نيقوسيا ؟
هل التقدمية ان يقوم الاتحاد السوفيتي بحظر السلاح علي مصر كبريالدول العربية واقدرها علي التأثير في مسار برجنيف ؟
ان الغلطة التي نقف امامهاومن الضروري أن نقف امامها طويلا هي غلطة عقلية ، غلطة اطال الكل عمرها فهناكمسلمات خاطئه قد تمسكنا بها سهوا او عمدا
من ضمن هذه المسلمات الخاطئه أن قيللنا ان مصر دولة زراعية ويجب ان تبقي كذلك بينما اصبحت مصر دولة صناعية وزراعيةأيضا وقيل لنا إن مصر هبة النيل وحده هو الذي يرويها ووسع رقعتها الزراعية ولكننااستطعنا بعد ذلك أن نجعل النيل هبه مصر وأهل مصر ، فأقمنا عليه السدود وتصرفنا فيمائه بالعقل وولدنا منه الطاقة وسوف نوسع الارض الزراعية وقيل إن الجندي الاسرائيليلا يقهر، وقيل أن قناه السويس أكبر عائق مائي لا يمكن ان نتخطاه وتخطينا وهدمناعائقا مسلحا هو خطبارليف
وقيل لنا دول رجعية ودول متقدمة وقد راينا ما فعلهادعياء التقدمية أما الذين وصموهم بالرجعية كالسعودية وإمارات الخليج فهي التي وقفتمعنا قبل الحرب واثناءها وبعدها وهي التي دعمت المعركة ولاتزال وهي التي استخدمتسلاح البترول فهل هؤلاء رجعيون لأنهم يساندون كفاحنا من أجل تحرير ارضنا وارادتنا ؟وقبل ذلك كنا نقول إن اسرائيل دولة مزعومة وتعاطينا هذا التعبير ثلاثين عاماوصدقناه حتي استرخينا عسكريا وسياسيا وفي اثناء هذا الاسترخاء جاءت اسرائيل وسحبتمن تحت اقدامنا فلسطين والجولان والضفة الغربية وغزة وسيناء
إننا ضحايا ادمان الشعارات الكاذبة والتعبيرات المخدرة باختيارنا اودون أن ندري فكل ذلك موجود في الصحف والاذاعات العربية ، واذا كان أحد يريد أن يفتكبالأمة العربية وأن يهزمنا علي أرضها وبسلاحها فهم هؤلاء المضللون المأجورين أصحابالاقلام المستعارة ، وهذه الدول التي يتهمونها بالرجعية هي التي أقامت الهيئةالعربية للتصنيع ، إن هذه الهيئة في اجتماعها الاخير الذي رأسه الامير سلطان ولميتمكن الفريق الجمسي من حضوره لانشغاله بأحداث قبرص كانت قمة القومية العربية ، فقدقررت هذه الهيئة استراتيجية علي أعلي المستويات ، وهي بذلك تحقق اغلي آمال الأمةالعربية كلها دون ضوضاء أو ادعاء ودون شعارات خرافية
سؤال : سيادة الرئيس هناك اجتهادات كثيرة في تفسير مبادرة السلام .. مقدماتها.. وطبيعتها ونتائجها .. من بين هذه الاجتهادات أن المبادرة تتفق تماما معطبيعتك حتي ليمكن أن يقال إنها بدأت مع حياتك السياسية فأنت ضد العنف كأسلوب وحيدفي حل المشاكل وانت مع القانون ومع الحرية ومع العدل ... وكلها أشجار زيتون عليجانبي طريق السلام ... فهل السؤال علي بداية الطريق الحقيقي لمبادرتك بالسلام يكونسؤالا متأخرا بعض الشيء لأن المفروض أن اسالك عن نتائج المبادرة وليس عن مقدماتها؟
الرئيس : هناك اجتهادات كثيرة سببها طبيعة المبادرة وضخامة حجمها واتساعانعكاساتها وتجددها المستمر الذي يفوق كل ما تصورت وكثير من هذه الاجتهادات سمعتهاشخصيا واحرجتني جدا فقد البستني اثوابا ضافية أكثر وأكبر مما استحق
ولكنياستطيع أن اؤكد هذا معروف في ٤ فبراير سنة ١٩٧١ أي بعد ٢٢ سنة علي بداية الصراعالاسرائيلي العربي أعلنت استعدادي لاتفاق سلام واشترطت ان تنسحب اسرائيل علي مراحلوناديت بأن يجيء يارنج مبعوث الامم المتحدة يكمل هذا الانسحاب بين العرب واسرائيلفي سته شهور اعلنت ذلك بمنتهي الوضوح ولكن هذه الدعوة ذهبت مع الريح لم ينتبه لهاأحد او ظنوها كلاما في الهواء أو عبارة طائشه او احلام يقظة وكانت دعوتي معناها أننواجه الواقع ، أن نفهم بوضوح أن اسرائيل دولة ليست مزعومة ، وأن احدا لن يرميها فيالبحر ،لا استطعنا في الماضي ولانستطيع في العصر الحاضر وأن اسرائيل تقف وراءها أمغنية قوية ترضعها بالصواريخ والذهب وتحميها الي غير حد ، هذه حقيقة ، وطلبت بأننذهب الي أبعد من الواقع وذلك بتحريكه وأن يكون تحريكه من أجل السلام
وعندماطردت الخبراء السوفييت إنما حررت إرادتي وضربت بذلك مثلا لغيري وفي نفس الوقت أكدتفلسفتي السياسية فروسيا دولة استعمارية لها اهداف ومطامع في المنطقة انها نفس أهدافروسيا السوفيتية كلتاهما تبحث عن المياه الدافئه في البحر الابيض او الاحمر
وامام ما يحدث في القرن الافريقي تتكور نفس عيوبنا العقلية فنحن نغرق انفسنا فيالمسلمات الخاطئه فالذين يأخذون الجانب السوفيتي يقولون حركة تحررية والذين يأخذونالجانب الامريكي يقولون إن الدولتين تقتسمان القرن الافريقي وأفريقيا والكرةالارضية والكواكب الاخري ليكن هذا هو موقف الدولتين العظمتين فما موقفنا نحن ؟لماذا لانحرر أقلامنا وعقولنا قبل ذلك من تعبيرات وشعارات مسمومة ... شعارات تخدرعقولنا فتتساقط اقلامنا فوق منشورات كتبت وطبعت في بلاد اخري غير بلادنا واذا اخطأتامريكا في موقفها من القرن الافريقي فإن خطأ السوفييت أفظع وأبشع
سؤال : سيادة الرئيس .. هل كررت السؤال عن المبادرة يكون سؤاليواقعيا ؟ أي هل من طبيعة المبادرة في مرحلتها هذه أن تكون لها اخبار مثيرة ٠ ام أنالجانب المثير فيها قد انطوي ٠٠ او اذا كان لي أن استخدم تعبيرا حديثا فاقول انالمبادرة مثل سفن الفضاء تحتاج الي قوة دفع هائلة تصاحبها نار ودخان ودوي حتي أذااخذت مدارها حول الارض هدأت النيران وسكن الدوري ٠٠ ثم وإن روادها يحتاجون الي وقتلكي يضبطوا عدساتهم استعدادا لتصوير الارض والشمس والنجوم علي مهل هل تري أن هذهالمعاني ينطبق مدلولها علي ديناميكية المبادرة الآن ؟
الرئيس : تماما ٠ واذا كانت حرب اكتوبر زلزالا في اسرائيل فإنالمبادرة زلزال في العالم كله وقد ارتفع مع الزلزال غبار وسالت حمم ملتهبة وانعقدتسحب وهطلت امطار ولابد من مرور بعض الوقت لتستقر الارض ويسكن الغبار وتصفو السماءوتظهر الشمس وقد اعلنت في امريكا أن امريكا نفسها لا يمكن أن تكون مجرد " شاهد " علي عقد يتم بين مصر واسرائيل ولا مجرد ضامن لمؤتمر جنيف وإنما هي طرف وهذه حقيقةوإلا فكيف نفسر احياءها وانعاشها وحمايتها لاسرائيل والي غير حد ، إنها طرف وسوفتبقي كذلك وهذا يجرني مرة اخري الي تصحيح التعبيرات الخاطئة التي كانت مصايد منصوبةلاقلامنا عندما قلنا إن امريكا مع اسرائيل عدلا وظلما وأنها ليست علي استعداد لعملشيء ، واذا استعدت فإنها لا تريد ، واذا ارادت فإنها لا تضغط واذا ضغطت فلكي تعانقاسرائيل او تقبلها الي آخر ما يقال ويبعث علي اليأس بينما الواقع يكذب هذا كلهفأمريكا قد اتخذت دورا وهي جادة في التقريب بين الأطراف . وكنت قد دعوت الاتحادالسوفيتي لحضور مؤتمر القاهرة فلم يحضر فلست انا الذي منعته من المجيء ٠ ولكنالاتحاد السوفيتي هو الذي نحي نفسه عن المشاركة في التحضير للسلام ولا انا امريكاولا كنت روسيا ٠ وإنما مصري وإردات مصرية وسوف أبقي كذلك وسوف تبقي مصر كذلك ماحييت وبمنتهي الوضوح دون حرج اقول إنني أقدمت علي هذه المبادرة لأن احدا قبلي لميجرؤ عليها ، ولن يجرؤ احد من بعدي ، والمبادرة هي قمة انتصارات اكتوبر بل إنالمبادرة تاج علي رأس اكتوبر لا يعرفه إلا الذين انتكسوا في حرب ١٩٦٧
سؤال : سيادة الرئيس استأذنك في أن استخدم تعبيرا اجنبيا شائعا فيوصف ما يدور في المنطقة العربية وصفوه بأنه إناء يغلي ، ولأنه يغلي ، ففيه الاشياءتتقلب تعلو وتهبط وتطفو وترسب وكل شيء في حركة دائبة وفي تدفق حيوي مستمر ... فهلتري هذا الوصف صحيحا ؟
الرئيس : هذا التعبير او هذا الوصف صحيح الي حد ما ولكنهليس دقيقا فالذي يحدث أخطر وأعمق من أن الإناء تتقلب فيه الاشياء ، إن هذه الحركةمغلقة محدودة أو أنها علي الأصح تتحرك في دائرة ضيقة مفرغة وهي لذلك حركة عقيم ،ولكن الذي أراه الآن اروع وأعظم فاذا كانت للتاريخ قوانين حتمية فأول هذه القوانين : ديناميكية التاريخ اي حركته الي الأمام الآن التاريخ لا يعرف النكوص او الانتكاس٠ وانما هو يتقدم دائما ، والذي حدث في مصر لا رجعة فيه .. لا رجعة في الحريات ..لارجعة في سيادة القانون .. لا رجعة في الديمقراطية ٠ لا رجعة في نتائح انتصاراتاكتوبر النفسية والاجتماعية والعسكرية المصرية والقومية .. ومبادرة السلام لا رجعةفيها ، لقد اتخذت مدارها عاليا واختارت اسلوبها وهي ماضية الي الامام بسرعة او بطءولكنها في حركة نشيطة ٠٠ ولن ترجع الي الوراء
ولكي نكمل هذه الحيوية الدافقة في مصر فنحن نتجه الآن الي إكمالالبناء وإكمال تحرير الانسان من القهر والظلم والفقر والمرض والجهل والخوف ، اي اليالأمن العام والشعور بالآمان المطلق ، ولم يبق أمامنا الا تأمين الانسان من الجوعولهذا سوف نتجه الي الصحراء ننقب فيها ونزرعها ونضيف مساحة خضراء الي أرض مصر لتكونالأرض الجديدة هبة المصريين الي أمهم العزيزة مصر ، ويجب أن ننفض عن رؤوسنا وهماًآخر هو أن الشعب عبء علي بلده وأن الاربعين مليونا يجب اختصارهم بالهجرة أو التهجيرأو بالحرب أو بالمرض أو بالقهر ، إن الشعب عبء اذا كان كسولا ، بليدا ، جاهلا ،متراخيا ٠ إن هذه الطاقة الانسانية تصبح مادة خاما اذا لن نستغلها ، اذا لم نصقلهافي نار العمل وبرد الأمل ، إن الذهب والفضة والبترول في الأرض مادة خام الي أن يتمتصنيعها وتحليلها أي إلي أن يتم استغلالها وبيعها
إن بلادا كثيرة بلا موارد طبيعية ولكن عندها موارد بشرية ، اليابانمثلا بلا مناجم فحم او حديد ولكنها تستورد المادة الخام وتصقلها بقدرتها الإبداعيةاي باستغلال طاقتها البشرية ، إن الفرق بين المادة الخام الصماء الخرساء العمياءوبين الطاقة المواجهة المستنيره كالفرق بين البخار يخرج من ماء علي نار ، وبينالبخار الذي يدفع القاطرة علي عجلات ووراءها عشرات العربات .. ان بخار الإناء أعميتلقائي ، ولكن بخار القاطرة قوة واعية لها قواعد واصول والشاعر العربي القديم يقول : " العود في أرضه نوع من الحطب " أي أن عود البخور حطب في الأرض ، ولكن اذا دخلالنار كانت له هذه الرائحة الزكية والذي نفعله الآن هو إكمال لمستقبل مصر الذي يجبأن يعتمد علي سواعد ابنائها ، نبني المدن ونرصف الطرق ونشق القنوات ونعمق التربة
في كلمة واحدة : إن مصر في حالة مخاض ، أي أنها في الحالة التي تسبقالولادة الصحيحة المؤكدة وكل الاطباء يؤكدون أن مصر أمنا في صحة جيدة وأن مولودهاسليم صحيح معافي بإذن الله ونعرف المخاض ، أي تلك الآلام التي تسبق الولادة والتييصر الأطباء علي أنها ضرورية وعلي أن الأم يجب أن تصرخ لأن الصراخ والتنفس العميقيساعد علي الولادة نفسها فهي سابقة علي الولادة وشرط لسلامة الوالدة والمولود ،ولذلك فليست المبادرة هي آخر ما حققته مصر ٠ ولكن هذه العوامل معا هي أعظم وأروع مااستطاع شعب مصر أن ينجزه وليس غريبا ولا عجيبا علي أبناء مصر أن يحلموا بمستقبلأروع في الثمانينات عندما تضاعف عائدات القناة وثروتنا البترولية مع وفرة الطعاملكل فم والسلام لكل أم
ودول الرفض أخوف ما تخافه هو هذا المخاض الذي في مصر ٠ لأن دولالرفض لم تحقق شيئا ، إنها تخاف أن تمشي وراء مصر ٠ إن أحداً من حكاما المستميتينعلي مقاعدهم بأي ثمن لا يجرؤ علي إطلاق الحريات ولا أن يجعل القانون سيد الجميع ،ولا أن يدع الزهور من كل نوع تتفتح كما قال ماوتسي تونج ٠ فالذي تحقق في مصر هوأعظم ما يفزع هؤلاء الذين يحكمون شعوبهم بالارهاب ، واذا كان الأطباء يقولون إنالمرض يعدي فإن المؤرخين يرون أن الصحة تعدي أيضا ٠ ولذلك فلا مفر من أن تنتقل عدويالصحة والتصحيح الي كل اتجاه ٠ واذا نظرنا الي المبادرة وجردناها من كل مزاياهاوكنا قساة علي انفسنا فإن اقل ما نرضي به هو أن المبادرة قد أرتنا انفسنا في سنة ١٩٧٩ أي بعد عشرين عاما من إعلانها وما دمنا قد اختصرنا هذه السنوات العشرين منعمرنا السياسي وأضفناها الي أعمارنا وأعمار أجيال من بعدنا فعلينا أن نمضي في دفعهاورعايتها ومن المؤكد أننا لم نخسر شيئا ٠ ولن نخسر شيئا ٠ وقرار المبادرة لم اتخذهكرئيس لدولة أو زعيم لحزب او فيلسوف لمذهب ، وانما اتخذته كرئيس لعائلة مصرية كريمةشريفة يسعدني انها اختارتني وكان اختيارها شرفا ٠
واذا كان هناك بعض الصغار بين أفراد العائلة ، فلكي يتأكد لدينادائما أنها عائلة طبيعية وأنها ليست عائلة حزبية مصطنعة أو مزورة ولكن في النهايةلم يصح ولن يصح إلا الصحيح ، وما كان أسهل علي نفسي أن اتوقف عند انتصارات اكتوبروتخطيط الدولة حتي نهاية القرن ، ثم أجيء عند نهاية ولايتي في سنة ١٩٨٢ إن كان ليعمر واترك كل شيء للرئيس الذي بعدي فأترك له بلدا متطورا وجيشا عظيما منتصرا بدلامن ان اترك له ميراثا ثقيلا أسوأ من الذي ورثته وإن كان من المستحيل أن يكون شيءاسوأ من ذلك٠ غير أن نفسي لم تطاوعني فأتوقف لحظة واحدة عن القيام بما أراه واجبااخلاقيا ووطنيا وقوميا ، إنني حريص علي أن تكمل مصر معالم عملقتها في الداخلوالخارج ، مصريا وعربيا وعالميا ٠
سؤال : سيادة الرئيس ... في حديث سابق قلت وأنت تتحدث عن قادةالكرملين إن بربجنيف أفضلهم لأنه اكثرهم حكمة سياسية وقلت إنه اذا عادت العلاقة بينمصر والاتحاد السوفيتي فسوف يكون الفضل في ذلك لهذا الرجل ، وقد فسرها السياسيونوالدبلوماسيون الأجانب علي أنها إشارة الي احتمال عودة العلاقات بين مصر والاتحادالسوفيتي أو مقدمة لذلك ... فهل هناك تقارب بين مصر والسوفييت او بين السوفييتومصر؟
الرئيس : إننا لم نقطع العلاقات مع الاتحاد السوفيتي رغم كل ما حدث ،وإنما نحن سحبنا السفير المصري فقط ، وإن كنا قد فعلنا شيئا آخر مع دول الرفض فقداضطررنا أسفين الي قطع العلاقات معها لأن رؤساء هده الدول قد تجاوزوا حدود الأدبوعمدوا الي اهانة مصر وشعبها والتنكر لدورها التاريخي ولذلك لم نجمد العلاقات معهاوانما قطعناها نهائيا لننظر ما الذي يمكن أن تفعله هذه الدول بأحجامها الحقيقية دونسند من مصر ٠
ولكن اذا اراد الاتحاد السوفيتي أن يستأنف علاقاته معنا علي أساسمن الاحترام المتبادل فليس عندي مانع مطلقا ، وحتي بالنسبة لدول الرفض ليس عندنا أيمانع ٠ ولكنهم كما هو واضح لم يؤثروا في المعركة لا قبل وقوعها ولا أثناءها ولابعدها، وعليهم من الآن أن يواجهوا- أرادوا او لم يريدوا - آلام المخاض والمخاضوالولادة فيما بعد٠٠ وهذه حتمية التاريخ
سؤال : سيادة الرئيس ... فإذا لم تستجب الحكومة الاسرائيلية فيالشهور القادمة لروح المبادرة فما الذي يعقب ذلك ؟
الرئيس : إن هذا لا يعني أنمبادرة السلام قد توقفت أو حتي تعثرت ولكن يعني أنها في حاجة الي وقت وأن الطبخة ماتزال في حاجة الي نار هادئة ، ثم أن العلاقة بين مصر واسرائيل ما تزال قائمة حتياكتوبر المقبل ، ففي هذا الشهر تنتهي اتفاقية فض الاشتباك ووجود قوات الطوارئالدولية بين مصر واسرائيل فلننظر لنري ما سوف يحدث
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 21-06-2010, 06:41 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 62
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

حديث الرئيس محمد أنور السادات
مع مجلة اكتوبر
فى٢٥ مارس ١٩٧٨


سؤال : فى حديث سابق تكلمت عن " المخاض " أى الالام التى تسبق ولادةشئ جديد فى الشرق الاوسط أو مصر أو بسبب مصر ، وكنت تعنى أن لابد أن يتبلور شئ يغيرطبيعة الاشياء وبالتالى يغير مسارها ، وأن هذا واقع لا محالة لان هذا هو منطقالتاريخ اردنا ذلك أو لم نرد .. ولم تمضِ سوى أيام حتى سالت الدماء على جنوب لبنان .. فهل هذا من معالم الآلام السابقة على الولادة أو أنك قصدت شيئا أبعد من ذلك؟
الرئيس : لا اعرف ما هى نوعية الذين خططوا لحادثة تل ابيب .. هل كان دافعهمالجهل او التهوس ؟ هل هم استعاروا عقدة الموساد الاسرائيلية اى الخوف من الانتحارثم الانتحار ؟ هل هم استعاروا من اليهود أيضا عقدة شمشون الذى هدم المعبد على رأسهوعلى رأس اعدائه ؟ وهل هم حقا قد هدموا كل شئ على رؤوس اعدائهم أو على رؤوسهم وحدهم، لقد استنكرت إراقة الدماء البريئة فما ذنب المدنيين .. واستنكرت رد الفعلالاسرائيلى الدموى الوحشى .. وعندما اتحدث عن منطق التاريخ " اى حتمية منطق التاريخفإننى أقصد أن كل شىء رغم أى شىء لابد أن يتجه الى الامام
ولابد ان يتحققالسلام بلا دماء ٠٠ لأن الدم لا يأتى الا بمزيد من الدم ٠٠ والعنف لا يلو إلاالمزيد من العنف ٠٠ والذى فعلته اسرائيل فى الثلاثين عاما الماضية وفى الأيامالقليلة الأخيرة سيضاعف المرارة والحقد ٠٠ واسرائيل التى اضافت ارضا لم تضف أمنا ٠٠والتى أراقت دما ، لم تجفف دمعا إنه نفس الطريق الذى يبدأ بالدم والدمع ، وينتهى إنانتهى بدماء بريئة ودموع أكثر براءة ٠٠ وهذا ما أردت أن أضع نهاية له يوم طالبتباتفاق سلام ، يوم طالبت بفك الاشتباك وفتح قناة السويس ، ويوم تقدمت بمبادرةالسلام لهذا الجيل من شعبنا وللعالم كله ولأجيال قادمة ويجب ألا نيأس من الدعوة الىالسلام ويجب ألا نتوقف ، فهذا قدرنا وكل يوم يمضى هو موعدنا مع القدر وهى أمانةالتاريخ تحملناها ومن اجل ذلك فهى شرف اليوم ومجد الغد
سؤال : أنت اعلنت قبولك لمؤتمر قمة جديد ولابد أن هذا المؤتمر سوفينظر فى الغزو الاسرائيلى لجنوب لبنان ولكن لوحظ أن استجابة مصر لانعقاد المؤتمركانت فاترة ٠٠ او كان معناها أن انعقاد المؤتمر يعادل عدم انعقاده تماما ٠ وأنه لاشىء يمكن أن يسفر عنه إلا اذا كان هذا الذى أقوله مجرد انطباع شخصى وانسياق عاموراء المواقف السلبية والمتناقضة فى العالم العربى ؟
الرئيس : كان رد مصر أنه لامانع من انعقاد أى مؤتمر ، فنحن نرحب بذلك وليس جديدا علينا أن نجتمع وننفض وأننقول ونطيل فى القول وأن نتحمس وأن نرى المزايدات تؤدى الى التناقضات والتناقضاتتدفع الى التمزقات ويعود العرب بعد المؤتمرات اسوأ مما كانوا قبل ذلك ٠٠ ما لم يكنكل شىء واضحا تماما ٠٠ مالم تكن النية صادقة والهدف ناصعا ولكن الآن ما الذى نراه ؟
لقد تحدثت قبل ذلك عن التمزق العربى الذى ليس جديدا على أحد كان قبل حرب اكتوبرواثناءها وبعدها وقبل المبادرة واثناءها ولايزال فعلا شىء قد تغير أمامنا عما كانعليه ذلك٠ صحيح أن الدعوة الى عقد مؤتمر للقمة صدرت عن نية طيبة وأن السعوديةوالكويت واليمن الشمالية صادقة العزم فى ذلك ولكن الحديث يقول أن الطريق الى النارمحفوف بالنيات الطيبة وهكذا أرى ماسوف يكشف عنه هذا المؤتمر ان عقد ، فهل تحضر دولالرفض ؟ واذا حضرت هل تغير رأيها فى أن الدول الداعية لانعقاد المؤتمر وبمنتهى حسنالنية لاتزال قمة الرجعية والتخلف وعميلة لأمريكا ؟ واذا فعلت ذلك فكيف تواجهشعوبها ؟ هل تنافق الدول الداعية أثناء انعقاد المؤتمر ، فإذا انفض استأنفت حملاتهاالنابية ضد هذه الدول التى تصفها بالخيانة ؟
إن تجاربنا مع أنفسنا نحن العرب قدكشفت لنا كثيرا جدا ، إننا عادة ندعو الى مؤتمر قمة عندما يضيع الطريق تحت أقدامنااو عندما نجد الطريق ولا تسعفنا أقدامنا فنمشى عليه ، أو عندما نجد انفسنا عاجزينعن التفكير فى شىء أو التدبير لشىء أو عندما نحاول أن نلقى بالمسئولية على أكتافالآخرين وبذلك نهرب من شجاعة المواجهة ونبل التضحية هنا فقط نجد اناسا منا يتحمسونلارتداء هذا الزى التنكرى الذى اسمه مؤتمر القمة ولا أفهم ما معنى مؤتمر يلتقى فيهقمة العرب بلا خطة واضحة ، بلا سياسة شامله مؤكدة ، بلا هدف عظيم ، إن مثل هذهالمؤتمرات ليست إلا مظاهرة على أعلى المستويات ولكن ينبغى ألا نكون هكذا اذا مانظرنا الى مضمونها، وما هو واجب علينا جميعا أمام شعوبنا وأمام الله وأمام التاريخ، إن دهشة الأمة العربية لا يصح أن تنتهى وهى تنظر الى الذين خدعوها وضللوها عندماجعلوا مؤتمراتهم مؤامرات واتخذوا شعائرهم شعارات وارتضوا فلسفة خذ وهات ٠٠ فخانوابذلك الملايين من أبناء امتنا العظيمة
سؤال : هل معنى ذلك أن مصر وافقت على الحضور ، وأنها سوف تراقب دونأن تشارك بشىء ؟ هل هو نوع من الرفض لأعمال المؤتمر أو جدول أعمال او مبرر انعقاده؟
الرئيس : الموقف يحتاج الى توضيح ، فهذا المؤتمر اذا حضرته دول الرفض فمنالواجب على كل الدول ان تضع أمام العالم ما انجزته او ما تدعو اليه ٠٠ وأن يكون كلشىء اسمه الحقيقى ، أما مصر فلديها كل ما هو ضرورى وزيادة ٠٠ فنحن عندنا استراتيجيةواضحة ، عندنا وثائق ثابتة ، عندنا الخطاب الذى القيته فى الكنيست أمام شعب اسرائيلوامام مئات الملايين من المشاهدين للتليفزيون فى العالم كله وطالبت يومها وقبلهاومازلت بأقصى ما تتمناه الأمة العربية كلها واشهدت العالم على ما أقول وشاركنىالعالم كله فى مبادرتى الدول الأوروبية كلها حتى دول الشمال الاسكندنافية التى ليسمن تقاليدها أن تشارك بصورة قاطعة فى المشاكل السياسية وخاصة اذا كانت اسرائيل طرفافيها وكذلك امريكا فقد كان موقف الرئيس كارتر وحكومته واضحاً تماما ، موقفه منالانسحاب الشامل وموقفه من الوطن الفلسطينى ، موقفه من المستوطنات ، وموقفه منالقرار ٢٤٢ ثم إننى كشفت حكومة اسرائيل وخصوصا مناحم بيجين الذى لايزال يقاومويراوغ وهو الآن يلقى معارضة من أشد الناس حماسا له
وعندما يذهب حسنى مباركنائب رئيس الجمهورية فسوف يضع كل هذه الوثائق الدامغة أمام الملوك والرؤساء واذاكان قد فات البعض أن يسمع ما قلته فى مئات المناسبات العالمية ، فهذه فرصة مواتيةليستدرك ما فات ٠٠ وعلى بقية الدول التى تدعى حماية الحق العربى والوطن الفلسطينىأن تقدم كشف حسابها امام العالم كله
سؤال : ولكن فى مؤتمرى قمة الرياض والقاهرة أضافت الدول العربية " شرعية " على ما قامت به سوريا فى لبنان عشرين شهرا ، ومعنى ذلك أنه من الممكن أنيعقد أكثر من مؤتمر ولا يطلب من أحد أن يقدم حسابا ، وانما يكتفى بأن يبارك ماقامبه من أعمال مهما كانت صارخة كالذى فعلته سوريا فى لبنان وفى المقاومة الفلسطينيةخوفا من تصدع الوحدة العربية ... فكيف يستطيع مؤتمر القمة القادم أن يلزم أحدا بأنيقدم حسابا عن الذى فعله أو عن الذى امتنع عن فعله ؟
الرئيس : اعترف بأن الملوكوالرؤساء قد جاملوا سوريا كثيرا جدا على حساب لبنان والمقاومة الفلسطينية وأرى أنناجميعا بدرجات مختلفة مسئولون عن نتائج ما حدث ولكن حساب الشعوب لقادتها مفتوح دائماواذا أمكن تأجيله بعض الوقت فلا يمكن ان تطوى صفحة لم يجف مدارها الدموى بعد فقدكشفت حوادث لبنان الأخيرة عن نيات اخفاها الزعماء عن الشعوب ، فهل تعرف الشعوبالعربية ان اسرائيل قد عرضت فى تليفزيونات العالم كيف ان دبابتهم لقيت ترحيبا فىجنوب لبنان ؟ من المؤكد أن الزعماء السياسيين يعلمون ذلك تماما فهل تدرى الشعوب ؟؟وهل أدركوا معنى ذلك ؟؟ ان قوات سوريا عندما دخلت لبنان كان لتحقيق هدفين
أحدهما الحفاظ على استقلال لبنان وثانيهما حماية المقاومةالفلسطينية فهل أبقت القوات السورية على شىء من ذلك ؟ هل حققت للبنان وحدة الصفوالتراب وهل صانت المقاومة الفلسطينية ؟مطلوب من الرئيس البعثى الرفيق حافظ الاسدأن يشرح ذلك كله للسادة أعضاء مؤتمر القمة وأن يوضح لنا جميعا وبشجاعة ما هى بالضبطأهداف سوريا فى لبنان ؟ ما الذى وما الذى تحقق بعضه؟ وما الذى فى نيته أن يحققه ؟نريد أن نعرف والشعب العربى كله أيضا ونريد أن يوضح لنا اختياره لكميل شمعون عميلاله ، وهو العميل الأول بين العرب والرجل نفسه قد اعترف بذلك واذا حاول أن ينكر فىايدينا وثائق حلف بغداد وكيف قاوم حتى سقط ٠
ولايزال كميل شمعون وشركاؤه واتباعهمن المارون على علاقة خاصة ممتازة بالرئيس البعثى الرفيق الاسد ولذلك فقد قوبل كميلشمعون كثيرا فى دمشق مقابلة حارة وقد فاتت دلالتها على ملايين العرب الذين لايحللون الأحداث السياسية تحليلا علميا ، وإنما يستسلمون لما يرون وما يسمعون ،ويكتفون بهذا القدر من العناء اليومى ويتجهون الى شئ آخر يشغلهم أو يسليهم اويلهيهم عما هم فيه ٠
سؤال : هل معنى ذلك أن هناك اتفاقا ما بين كميل شمعون والرئيس الاسدعلى خطة لم تتضح بعد أو بينهما وبين بيجين خصوصا بعد موقف القوات السورية من الزحفالاسرائيلى على جنوب لبنان وتصفية المقاومة الفلسطينية أم اننى اسرفت فى تبسيطالأحداث أكثر مما تسمح المعطيات اليومية للمعارك فى لبنان ؟
الرئيس : عندما قلتإنه من المحتم على الرئيس البعثى الرفيق الأسد أن يشرح لأعضاء المؤتمر أهدافهبالضبط ، كنت اعنى كل هذا الذى تسأل عنه ٠
وأقولها بمنتهى الوضوح : فقد اطلعنىسيروس فانس وزير خارجية امريكا فى العام الماضى فى جانكليس على تعهد من بيجين رئيسوزراء اسرائيل بأن عليه التزاما اخلاقيا بحماية المارون وبعض المسلمين فى جنوبلبنان ، أى أن هناك اتفاقا بين كميل شمعون والاسد وبيجين على قيام الدولة المارونيةبضمان اسرائيل وقد قرأت بنفسى طلب الزعماء الموارنة شركاء كميل شمعون وقرأت أيضاموافقة بيجين على ذلك ٠ وليس هذا شيئا جديدا وإنما هذه نهاية الجهود المبذولة سراوعلنا بين اسرائيل وجنوب لبنان فمنذ اكثر من سنتين والاتصالات عادية وطبيعية بينجنوب لبنان واسرائيل ، هناك اتصالات تليفونية موحدة وشوارع مفتوحة وبيع وشراءوسياحة بل أنه من المعروف للعالم كله أن عددا كبيرا من الموارنة ومسلمى الجنوب قدذهبوا الى تل ابيب ويافا وحيفا وسهروا وسكروا ولعبوا القمار ونشرت الصحفالاسرائىلية كل ذلك ٠٠ فلا استنكر أحد فى لبنان ولا اندهش احد فى اسرائيل فقد اصبحهذا النشاط يوميا وعاديا ، فهل هذا الذى فعله الرئيس البعثى الرفيق الاسد هو " توحيد " للبنان أم تمزق للبنان ام تآمر على أهلها وأرضها؟
هل يجرؤ الرئيس البعثىالرفيق الأسد أن يصارخ مؤتمر القمة ببقية أهدافه فى لبنان وغير لبنان ؟ هل فى نيةالرئيس البعثى الرفيق الأسد أن يقيم الدولة العلوية ونحن نعلم أن حكم البعث السورىعلوى أولا وبعثى ثانيا وسورى ثالثا
فإذا قامت الدولة المارونية والدولة العلويةهل يجرؤ احد مهما كان بعثيا متهوسا ان يقول لنا إن هذا الذى حدث هو توحيد للصفالعربى ؟ إن فعل ذلك عدنا الى شكوانا القديمة التى تسبق مؤتمر القمة وتلحقه أيضا : إننا لا نسمى الاشياء بمسمياتها ولهذا السبب كنا دائما مخدوعين او خادعين
سؤال : اذا كانت هذه هى أهداف البعث السورى ولابد أنها واضحة لبعضالزعماء وإن لم تكن كذلك لمعظم الشعوب فما مصلحة الملك حسين فى هذا ؟ وما الذى دفعهالى أن ينحاز الى الرئيس الاسد وأن يتحفظ بعد ذلك فى مواقف عربية اخرى كثيرة؟
الرئيس : ومطلوب ايضا من الملك حسين أن يوضح للمؤتمر ما الذى جعله ينحاز ثم ماالذى جعله ينأى بجانبه ؟ هل لأن الملك حسين قد أدرك عن يقين تام ٠٠ أن الرئيس الأسدقد عقد العزم على إقامة سوريا الكبرى ، فيضم ما بقى من لبنان بعد قيام الدولةالمارونية مضافا إليها الاردن والدولة الفلسطينية وبذلك يجهز نهائياً على المقاومةالفلسطينية ويبتلع الشعب الفلسطينى وهى ولا شك خدمة جليلة نقدمها لاسرائيل
أماتسمية هذا العمل " العظيم " الذى يدخل به الرئيس الاسد التاريخ فعلى الشعبالفلسطينى المخدوع والمفترى عليه أن يختار له الاسم المناسب وحبذا لو وجد فى محاضرجلسات مؤتمر الرفض فى طرابلس اسما يتفق مع هذا المقام
سؤال : اذا كانت هذه هى خطة البعث السورى وكميل شمعون وشركاه ومناحمبيجين ... فلماذا كنا نتوقع من الجيش السورى أن يعترض الغزو الاسرائيلى لجنوب لبنان؟؟
الرئيس : إن الغزو الاسرائيلى للبنان قد كشف كل دول الرفض وخاصة سوريا ، فقبلذلك قرر المجتمعون فى طرابلس أن أى عدوان يقع على دولة منهم يعتبر عدوانا على الدولالعربية الآخرى وقد وقع العدوان على الشعب الفلسطينى الذى هو طرف فى الرفض .. والذىنراه نحن جوهر المشكلة .. بمعنى أنه اتفقت اسرائىل مع كل دول المواجهة دون أن تحلالمشكلة الفلسطينية . فلا سلام فى هذه المنطقة .. هذا موقفنا .. وهو موقف مبدئىولكن الذى حدث هو ان كميل شمعون قد اتفق مع اسرائىل ، بعلم الرئيس البعثى الأسد .. وطلب حماية اسرائىل بعلم الرئيس الأسد .. ووافقت اسرائىل بعلم الرئيس الأسد .. ودخلت القوات الاسرائىلية واعتدت على جنوب لبنان .. وابادت الفلسطينيين .. ولمتتحرك سوريا فاستحقت سوريا عظيم الامتنان واصدق الشكر من قادة وزعماء اسرائىل ،وهذا معروف للعالم كله ، ثم لم تتحرك دولة واحدة من دول الرفض ، فاذا لم يكن مثلهذا الموقف قادرا على تحريكها جميعا ، فما هو الموقف المنتظر الذى سوف يهز وجدانهؤلاء الحكام الرافضين ؟ ما الذى يتوقعونه اعنف وابشع من ذلك ؟
اذن لقد خدعواشعوبهم وكذبوا عليها .. وغرروا بالمقاومة الفلسطينية التى اشعر بالاشفاق عليهاوارثاء لها .. وان كنت لا أجد مثل هذا القدر من الاحترام لعدد من قيادتها الجاهلة .. المضللة وليس لدى هؤلاء الرافضين جميعاً إلا ذلك التعبير السخيف الذى تعلموه منالسوفييت وهو : الحل المنفرد .. أى أن مصر تقوم بحل منفرد مع اسرائىل .. فأين هوالحل المنفرد الآن ؟ ومن الذى يتفق ويتآمر ويقتسم الأرض العربية مع اسرائىل الآن ؟ .. ومن الذى سحق المدنيين فى لبنان والمقاومة الفلسطينية فى تل الزعتر ، وفى صور؟
ان هذه اسئلة اجاباتها واضحة عند الملايين من ابناء الشعب العربى فى كل مكان .. فهل يجد الرئيس الاسد الشجاعة فى أن يوضح للملوك والرؤساء إن حضر المؤتمر ؟
سؤال : بالضبط ما هى الصلة الآن بين المقاومة الفلسطينية وبين مصرإن كانت هناك صلة ؟
الرئيس : لقد وصلنا النداء الذى وجهه ياسر عرفات الى الملوكوالرؤساء العرب ، ولن تنسى مصر التزامها امام الشعب الفلسطينى رغم مواقف المنظمة منفك الاشتباك ومن مبادرة السلام .. وقد قالت مصر كلمتها بعد عملية تل ابيب .. واكدتمصر أنه لا سبيل الى تجنيب المنطقة إراقة الدماء والمرارة الا بالسلام .. ولا سلامإلا بحل القضية الفلسطينية ، وعلى الفلسطينيين أن يعرفوا الآن من الذى يعنى ما يقولفى كل الظروف .. ومن الذى يقف مدافعا عن حقهم فى الحياة وعن وطنهم .. وعن الحياةالكريمة لهم .. ومن الذى يضللهم ويبيعهم ويشتريهم ويسحقهم ويبيدهم ؟
إننى أعرفأن الفلسطينيين مغلوبون على امرهم - قلت ذلك مرارا - وقلت أيضا إن دول الرفض قداضافت الى ذلك كل مشاكلها الداخلية والسياسية .. وكانت النتيجة هى هذا الاضطرابالفكرى ، وهذه الحيرة بين العواصم العربية ثم سيطرة الانحراف على سلوكهم العام ومعذلك فمصر رغم اشياء كثيرة لم تغير موقفها ولن تغيره لأن هذا التزام وهذا مبدأ
سؤال : اشرت أكثر من مرة فى أحاديث سابقة الى أن مصر لا تمانع فى أنتعود العلاقات الطبيعية بين مصر والاتحاد السوفيتى واشترطت لذلك أن يكون الاحتراممتبادلا بين الطرفين ، فهل طرأ شىء اكثر من مجرد هذا الاستعداد ؟٠ ام ان موقفالسوفييت قد كشفته أحداث لبنان الأخيرة مع دول الرفض التى تكرر ما سبق ان اعلنهالسوفييت من ان مصر تنفرد بالحل الى آخر التهم التى ترجع الى ما قبل حرب اكتوبرواثناءها وبعدها حتى اليوم ؟
الرئيس : لا شىء قد تغير ٠٠ ولكن حدث أننا اتصلنابالدول الخمس الكبرى التى تملك حق الفيتو فى مجلس الأمن ولم نغفل الاتحاد السوفيتىطبعا والمضحك حقا انه عندما التقى وزير الخارجية المصرى بالسفير السوفيتى كان راديوموسكو يهاجمنا معلنا أن عملية لبنان هى نتيجة اتفاق بين امريكا واسرائيل ومصر ٠٠ أىأن الغزو الاسرائيلى لجنوب لبنان ووقوف القوات السورية تتفرج على احتلال لبنانوإبادة الشعب الفلسطينى ثم التسلل الذى اصاب كل دول الرفض ، كل هذا من أوله لآخرهمؤامرة متفق عليها بين مصر واسرائيل وامريكا هل هناك سخف واستخفاف بعقول الناس اكثرمن ذلك؟؟
وقد تحدث وزير الخارجية المصرى الى السفير السوفيتى وطلب اليه أنيبحثوا عن أسلوب آخر غير الاستهانة بعقول الناس وان يتجهوا مباشرة الى حملمسئوليتهم ووقف المجازر الدموية فى جنوب لبنان فموقف السوفييت لم يتغير انهم يرونمصر ليست ذيلا للسوفييت فهى إذن ذيل لامريكا ونحن لا ذيل للسوفييت ولا ذيل لامريكاولكننا الذيل والراس والعقل والقلب لمصر ٠٠ وهذه مشكلتنا وبسبب حرصنا على هذهالمبادىء دائما كانت متاعبنا مع الاتحاد السوفيتى وغيره فماذا فعل الاتحاد السوفيتىلوقف كل ما حدث فى لبنان ؟ ٠٠ إنه لم يفعل اكثر مما فعلته دول الرفض لا شىء ٠٠ ولوتساءلنا الآن من هى الدولة التى تستطيع أن تؤثر فى اسرائيل لكان الجواب : إنهاامريكا بغير شك ؟
ولقد رأينا ما الذى فعله الاتحاد السوفيتى بعد مضى أيام منالغزو الاسرائيلى ٠٠ فالسوفييت على طريقتهم اغلقوا الابواب على انفسهم اربعة اياميناقشون ويفكرون ويقررون ٠٠ بينما قررت امريكا الانسحاب الفورى من جنوب لبنان ،وإرسال قوات طوارىء دولية مؤقتة الى أن يتولى الجيش اللبنانى السيطرة على الموقف
وهذه هى امريكا التى تآمرت مع اسرائيل ومصر لاكتساح جنوب لبنان ، أليس هذا الذىيرددونه هذياناً فكريا ٠٠ وامتهانا لعقول الناس ؟ بينما نجد الرئيس كارتر قد اتخذمواقف ايجابية ، وفى غاية الشجاعة وفى نفس الوقت تتهمه دول الرفض بالضعف والسلبية ؟وعليهم الآن أن يسألوا عن المواقف الأكثر ايجابية والحاسمة التى اتخذها الاتحادالسوفيتى سيدهم ومولاهم فى الأيام الأخيرة وقبلها ! إنهم إناس لا يعرفون الحياء ٠ولن ينصلح حال هذه الدول التى تسمى نفسها دول الرفض ، إلا اذا قيض الله لها حكاماآخرين اكثر صدقا واشجع قرارا وانبل هدفا
سؤال : هل حددت الدول الداعية الى عقد مؤتمر القمة مدينة القاهرةمكانا للاجتماع ؟ ٠٠ ام أنها لم تفعل ذلك لأنك اعلنت أن الذين شتموا مصر وأهانواشعبها لن يدخلوها ؟؟
الرئيس : أنا أعلنت أنه لا مانع من الاشتراك فى هذا المؤتمرفى أى مكان ، وفى أى زمان ٠٠ ولم يحدد احد مدينة القاهرة ، وحتى لو اختاروا القاهرةفلا مانع ايضا ٠ ومادامت الجامعة العربية قد اتخذت مقرها القاهرة ٠٠ فلا مانع مندخولهم ولن امنع احدا
ولكن عندما أعلنت أن الذين شتموا مصر من الرؤساء والساسةلن يدخلوا مصر فكان قصدى أننى لن استقبلهم بما يستحقونه من الحفاوة الرسميهوالترحيب الشعبى وأنما كأى مواطن عربى او حتى اجنبى لا ترى الدولة ضررا فى دخولهولذلك سوف يدخلون القاهرة تماما كما يدخل أعضاء الامم المتحدة مدينة نيويورك التىهى مقر المنظمة الدولية واذا انعقد هذا المؤتمر فسوف نرى ما الذى يمكن او يستطيعاحد ان يضيفه من مطالب ومواقف لما فعلته مصر عربيا وعالميا
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 21-06-2010, 06:43 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 62
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

حديث الرئيس محمد أنور السادات
لمجلة اكتوبر
فى٩ أبريل ١٩٧٨


سؤال : سيادة الرئيس إن اللقاء السريع بينك وبين وزير الدفاعالاسرائيلي قد فتح علينا ابواباً للاجتهادات والأستنتاجات الكثيرة فمن بين ما قيلإن فايتسمان هذا هو " رجل السادات المفضل " أو أنه الشخص المرغوب فيه عندنا وفي ذلكإشارة الي أن هناك أشخاصا آخرين غير مرغوب فيهم ، وقيل إن السادات يريد أن يحدثصدعا في الحكومة الاسرائيلية .. وقيل إن بيجين قد أرسل وزير الدفاع الي القاهرةووزير الخارجية الي أوروبا حتي لا تتسلط الاضواء علي احدهما دون الآخر وإنك تعلمهذه اللعبة جيداً ولذلك كان ترحيبك الشديد بفايتسمان في أي وقت ولأي سبب
الرئيس : لاحظت ذلك وربما كان سبب هذه الاجتهادات انني قد ابديت رأيي في عيزرا فايتسمانبعد زيارتي للقدس ، فقد رأيت الرجل في القدس ، علي إثر حادث أصابة .. وتحدثت اليه .. ثم رأيته في الاسماعيلية وقلت إنه رجل لطيف وإنه محدث مرح وإنني أحب هذا الطرازالجاد من الناس والمرح أيضا ، عندما تحدثت عن موشي ديان قلت إنه في اجتماعاتالاسماعيلية كان مرنا ، وكان حريصا علي أن يجد نقط الوفاق وان يؤجل النظر في نقطالخلاف .. لعل هذه الملاحظات علي الرجلين ، أو علي فايتسمان بالذات هي التي جعلتالصحف تري أنه الرجل الذي افضل الحديث اليه .. ولكني اعلم يقينا أن القرار السياسيفي النهاية سوف يكون لبيجين وهذا طبيعي وعلي الرغم من أننا اعلنا عن مضمون هذهالزيارة قبل أن يصل فايتسمان الي اسرائيل وقلنا بوضوح إننا نحاول أن نحرك السلاموإن كنا لم نصل الي اتفاق علي المباديء حتي الآن ، بل إنني ذهبت الي ابعد واوضح منذلك عندما قلت إن رد بيجين علي مبادرتي بالسلام لم يصلني بعد فإن التكهنات لم تعرفلها حدا حتي الآن ، ولا أظن أنه في الامكان ان يقال كلام أوضح أو ما سوف تسفر عنهخيالات المحللين في الشرق أو الغرب بعد ذلك
سؤال : سيادة الرئيس عندما جاء بيجين رئيسا لوزراء اسرائيل أعلنت أنبيجين هو صقر الصقور أو أن اسرائيل ليس فيها حمائم او صقور وإنما كلهم صقور وعندماقابلت شاوسيسكو سمعت منه أن بيجين رجل قوي وانه يمكن التفاهم معه وانه اذا اقتنعفهو قادر علي اقناع شعبه بما يراه وكان رأي شاوسيسكو هذا أحد الأسباب التي عجلتباتخاذ قرار المبادرة لأنه يكفي ان يقتنع بيجين بالسلام ليقنع شعبه بذلك .. ثمقابلت بيجين في القدس وفي الاسماعيلية وانفردت به فهل ما يزال رأيك فيه كما كان فيالبداية أو أنه تغير في النهاية
الرئيس : كان من الضروري أن أعرف الكثير عنبيجين وهذا طبيعي فهو طرف في قضية السلام في الشرق الاوسط وهو الرجل الذي شاء ليالقدر أن اجلس اليه وأن اتحدث معه وأن اعرفه عن قرب ليعرفني هو ايضا عن قرب ، ولابدأن شعبه قد اختاره لمزايا يراها فيه ولقد كان عليه اتخاذ القرار في قضاياه المصيريةفالشعب الاسرائيلي بأحزابه المختلفة لهم حسابات سياسية معقدة انتهت باختيار مناحمبيجين فهذا شأنهم ، وهذا قرارهم ولكن لابد أن نتابع ذلك وأن نرصده وأن نبني ايضانحن علي ما نراه اليوم وغدا ولقد اعترف لي زعماء سياسيون في اسرائيل وفي امريكا أنالمبادرة قد أخذت الرجل علي غير استعداد فلم يكن يتصور أنها ممكنه فلم يستعد للسلامقط .. لأنه رجل متشدد بتكوينه ، ولم يكن قد وضع في حسابه أن نخيره بين الارض التياحتلها والسلام الدائم للشعب الاسرائيلي ، فقد دارت في اسرائيل مناقشات عن الارضوالسلام وكان من رأي بن جوريون : السلام اهم من الارض وكان من رأي موشي ديان وآخرين : أن أرضا بغير سلام أفضل من سلام بغير ارض .. يبدو أن مناحم بيجين قد اختار الارضوالسلام معا مع أن معه الكثير من الارض المحتلة وليس عنده سلام فالأرض لم تعطهالسلام وبارليف لم يعط اسرائيل الامان
ورغم أن مبادرتي قد " زلزلت " اسرائيلوهذا التعبير من عندهم وليس من عندي - فإن بيجين يقاوم الرأي العام في العالم كلهمن اقصاه الي اقصاه وبالذات الرأي العام اليهودي والرأي العام الامريكي والرأيالعام الاوربي وهذا ما يجعلني اقول إن مبادرة السلام بدأت مصرية واصبحت عالمية .. ولا دخل لي فيها الآن ، إنها اصبحت من علامات العصر ومن ضروراته واصبح التزامااخلاقيا واقتصاديا وسياسيا أن نحرص علي السلام من أجل شعوبنا ومن أجل العالم كلهواصبحت هذه عقيدة الملايين من الناس .. وقد يكون من اهداف مناحم بيجين أن يجرنا اليمشاكل فرعية لنشغل تماما عن القضية الاساسية عن المباديء ولكن أري من واجبي أن نصبرقليلا وان نعطيه فرصة ليستوعب المبادرة المفاجئة التي كشفت تشدده وتعنته
ولأضربلذلك مثلا واحداً : ففي الكلمة التي ألقاها بيجين في الاسماعيلية وصف حرب ١٩٦٧بأنها حرب دفاعية وانهم من أجل الدفاع عن اسرائيل قد احتلوا سيناء والجولان وقطاعغزة ولم أشأ أن أعلق علي كلامه ورأيت أنه مضطر أن يقول ذلك لاعتبارات حزبية خاصة فياسرائيل ورأيت ان الخلافات الحزبية الكثيرة والائتلاف الحكومي المعقد يحتم عليه أنيقول علنا مالا يقوله سراً وأن هذه اساليب سياسية معروفة ورغم هذا كله فإن الرجلوبمنتهي الصراحة وللأسف لم يدرك أبعاده وفي نفس الوقت لم يدرك الي اي حد قد عرفالعالم كله من الذي يريد السلام ومن الذي يخافه ؟ من الذي يريد الارض علي جثةالسلام ومن الذي يريد السلام دون حاجة الي جثث ودماء
وليس من سلبيات المبادرة أن يقال : إن المبادرة قد كشفت الحكومةالاسرائيلية ، فعرف العالم ان اسرائيل عندما كانت تتهم العرب بأنهم يريدون الحربويريدون إلقاء اسرائيل في البحر كانت واهمة فنحن نريد السلام وعرضناه وذهبت اليابعد ما يتصوره اي انسان في اي عصر إن بن جوريون نفسه كان يحلم بأن يري زعيما عربياشجاعا يجاهر بالتفاوض مع اسرائيل وعاش ومات دون أن يري أو يسمع عن هذا الزعيمالعربي وكاد بن جوريون يفعل ما كان يفعله الفيلسوف الاغريقي الذي امسك مصباحا فيوضح النهار يبحث عن انسان وكانت مبادرتي التي تجاوزت كل حدود الخيال .. والتي انعشتأحلام الناس وجعلتهم يؤمنون بأن السلام ممكن وأن الحياة هبة يجب أن نحرص عليها وأنهليس من الضروري أن يكون هناك ارامل ويتامي وجنازات وعويل في كل بيت ما دمنا قادرينعلي أن نحقق بالعدل سلاماً للجميع
سؤال : سيادة الرئيس تقول ان هناك محاولات لإثارة قضايا جانبيةلتشغلنا عن القضية الاساسية وأننا يجب أن ننتبه لذلك فهل تذكر شيئا مما كان يمكن أننقع فيه ، او لعلنا وقعنا فيه دون ان ندري ؟ الرئيس : إن هناك بعض الحيل السياسيةيلجأ اليها الرجال المتمرسون في المناورة والمداورة والمحاورة وهذه الحيل لكسبالوقت أو اضاعته علينا او لعلهم اذا استدرجوا اليها .. فقد ننتقل من خطأ الي خطأوتستفحل الأخطاء وتتسع الشقة بين الاطراف وبذلك نتعاون علي خلق مساحات من سوءالتفاهم الذي يؤدي الي سوء الفهم
مثلا : ما يقال من أن فايتسمان هو شخص اخترتهانا ولم اختر سواه وأن بيجين يبعث به من حين الي حين ثم يرتبون علي ذلك نتائج بعيدةاو ما يقال - وهذا قرأته من أن بيجين قد استعان باثنين ليست بينهما مودة فهماعديلان : فايتسمان وديان .. وانني عندما " احتضنت " فايتسمان فإنني أحاول أن اضربديان أو اضرب بيجين .. الي آخر " التعليقات " السياسية العجيبة ومن ذلك ايضا بعضالعبارات أو الصفات التي جاءت علي أقلام الصحفيين المصريين مما اغضب بيجين وحاول أنينقل ذلك الي الرأي العام الاسرائيلي أو اليهودي العالمي مع أنه من الممكن أن نجدشيئاً مماثلا او أسوأ غير التي اخترناها لحل مشاكلنا

وقد حاول بيجين - بشكل ما - أن يوحي بأن حكومة كارتر لا تريده أوأنها تضغط علي الشعب الاسرائيلي لتنحيته وسبب ذلك أن امريكا قد احسنت استقبالفايتسمان ايضا وقد أعلن الرئيس كارتر أن أحداً لم يقل ذلك وأنه لاشأن له بالسياسةالداخلية لاسرائيل
وكان المطلوب هو استدراج امريكا الي أن تجرح الشعور العام فياسرائيل وذلك بإشاعة تدخلها في شئونه الداخلية وأخطر من ذلك قضية اثيرت في فترةمبكرة وهي قضية المستعمرات الاسرائيلية في الأراضي المحتلة وما دار حولها من خلافاتداخل الحكومة الاسرائيلية واختلفوا بشأنها فهناك رأي بضرورة التوسع فيها الآن - أياثناء الكلام عن مؤتمر القاهرة واللجنتين السياسية والعسكرية
ورأي يقول : لاداعي للتوسع فيها أي أن موضوع بقاء المستعمرات او ازالتها ، ليس واردا ، انماالحوار كله حول الاكتفاء بما أقاموه من مستعمرات الي أن ينكشف الموقف
ورأي يقول : إن هذه المستعمرات ليست لها أية اهمية عسكرية .. إن خط بارليف نفسه لم يمنعطائراتنا ولا صواريخنا ولا جنودنا المشاه من الاختراق والقتال والانتصار بعد ذلك .. وتلقينا نحن . بمنتهي حسن النية قضية المستعمرات واستغرقتنا حتي أغرقتنا .. ونسيناالقضية الأهم : الجلاء عن كل الأراضي المحتلة وليس فقط جلاء سكان المستعمرات عنهاأو هدم المستعمرات أو فكها فبعض هذه المستعمرات من البيوت الجاهزة التي تم تركيبهاويسهل فكها عند الضرورة .. وعيزرا فايتسمان قد قال لي في الاسماعيلية وقال للفريقالجمسي
إن هذه المستعمرات ليست لها أية قيمة عسكرية .. ورغم كل الضماناتالتي تقدمت بها وأعلنتها فإن بيجين ما يزال في حالة خوف شديد وقد تركز خوفه اكثرعلي الضفة الغربية فهي مشكلة المشاكل عنده وهو مستعد أن يذهب الي أبعد مدي فيالتفاهم والاتفاق إلا ما يخص الضفة الغربية
سؤال : سيادة الرئيس .. اذا كان موقف بيجين لم يتغير وموقفنا نحنايضا .. لأننا نطالب بإعلان مباديء . وهو يرفض ذلك . ونري أن حل مشكلة سيناء لايستغرق وقتا ولكن لأننا ربطنا سيناء بالقضية الفلسطينية فلا حل لا لسيناء ولاالجولان ولا غزة ولا الضفة الغربية ... فما الذي نتوقعه ؟ وكيف نصل الي حل ؟ واذاكان بيجين يحاول عن طريق ارسال فايتسمان لنا او ديان مستقبلا ، أن يقول لامريكا إنهيريد أن تكون صلته مباشرة مع مصر ورغم ذلك فلم يحدث اي تقدم بل أنك أعلنت أنه لميظهر " ارضية يمكن الوقوف عليها من جديد للتفاهم مع بيجين .. فما هو الموقف الآن ؟وماذا بعد ؟
الرئيس : لقد قلت إن مبادرتي لم تعد مصرية .. او لم تعد ملكا لأحد .. إنها للعالم كله ولذلك فالعالم كله طرف بل إنني اذهب الي أبعد وأعمق من هذافأقول : إنه في قضايا الحرب والسلام لا يوجد شهود عيان أو متفرجون ، وإنما نحنجميعا طرف واحد فالحرب تعم والسلام يعم أيضا .. والذي حدث في قضيتنا قد هز العالمكله
ولذلك لا يصح أن يتفرج العالم علي هذا الذي يجري في الشرق الاوسط ولكن عليالدول والشعوب التي ايدت المبادرة أن تدفع السلام وأن تضغط من أجل أن يتحقق ، ولميحدث في التاريخ أن اهتز وجدان العالم كله لحدث قام به شخص واحد بالنيابة عن اربعينمليونا من المصريين كما حدث بسبب مبادرتي ، ان بعضهم قد وصفني بأنني ارتفعتبالبشرية الي القمر وأن بيجين قد نزل بها تحت الأرض .. ولكن الصحيح أنني قد اعدتالناس الي الارض .. فقد جاءت مبادرة السلام كالقمر اضاءت لنا الارض واضاءت لناانفسنا .. وعرف العالم أننا جادون .. وأننا مخلصون .. فلا خوف من أنها كشفت عنوجوهنا المشرقة الصادقة .. وانما يخاف من الضوء : اللصوص والانتهازيون والمضللون ،وليس في كل ما قمنا به شيء واحد يمكن اخفاؤه فقد جاء كل شيء علنا .. الكلمات عاليةوعلنية .. حتي الهمسات كانت دويا عبر الاقمار الصناعية .. بل إن هناك رأيا آخر يقولإنني مثل اول انسان نزل علي القمر .. وإن هناك محاولات شديدة من بيجين لإخفاء القمر . او تكذيب هذا الذي حدث .. فكيف يمكن أن نطفيء القمر واذا أمكن فكيف نمحو ذلك منعيون الف مليون من سكان الارض رآوني في لحظة واحدة ؟
الحل هو أن يقف العالم كلهيؤدي واجبه الأخلاقي من أجل السلام ومن أجل العدل وفي نفس الوقت يجب ألا نقف نحنايضا متفرجين لأنها قضيتنا في الدرجة الاولي ولذلك فنحن أولي برعايتها وحمايتهاوالدعوة لها
ثم إن امريكا هي صاحبة الدور الأكبر في عملية السلام أو التمهيد لهوتحقيقه في النهاية فأمريكا ليست حكما في مباراة ولا متفرجا ولا وسيطا متطوعا وإنماامريكا شريك لأنها هي التي تطعم اسرائيل وتنفق عليها وتحميها لاعتبارات خاصة .. وكلذلك معروف للعالم كله
سؤال : سيادة الرئيس .. أعلنت منذ وقت مبكر جدا أن اوراق اللعبة فييد امريكا .. وأن ٩٩ % من الأوراق في يدها وتضايق كثيرون من هذا التعبير ورأوا فيهإلغاء لدور الاتحاد السوفيتي ودور الدول العربية ودور مصر ايضا وأن مثل هذه العبارةهي مقامرة منك لأنك قد سلمت القضية كلها لامريكا ولم تترك للعالم كله وللعرب ولمصرإلا ورقة واحدة .. فهل لا يزال هذا رأيك أيضا؟ الرئيس : بل إنني اضيف الي ذلك أن ٩٩.٩ % من اللعبة قد أصبح الآن في يد امريكا ولا مبرر لأن يغضب احد خصوصا اذا عدناالي الحساب السياسي فرأينا معا كيف سارت الاحداث وكيف يمكن أن تسير اليوم وغداولنفعل الآن ما نفعله في الريف عندما يريد الواحد منا أن يقفز فوق احدي القنواتفكلما كانت القناة واسعة ، كان لابد أن يتراجع الي الوراء اكثر
فلنرجع اليالوراء ونعيد النظر الي ما نعرفه وإن كنا ننساه في زحام الاحداث والتعليقاتوالتخمينات والشائعات ونقول : إن امريكا لها علاقة خاصة جدا باسرائيل هذه حقيقة .. ولولا امريكا ما عاشت اسرائيل لا أمس ولا اليوم ولا غدا وهذه حقيقة وتضيق الحكوماتالاسرائيلية بهذه الحقائق فليكن ولكنها حقيقة وهناك مئات الامثلة التي تؤكد أن قلباسرائيل يدق في امريكا ، أي أن شرايين الحياة تجيء من امريكا وعندما كانت حرباكتوبر تدخلت امريكا وانزلت قواتها وقال لي كيسنجر إن امريكا لن تسمح بهزيمةلاسرائيل وهذا معروف ، وحدثت الثغرة وكان من الممكن أن نبتلع هذه الثغرة بما فيهامن ٤٠٠ دبابة وعشرة آلاف جندي ولكن كيسنجر قال لي : وزارة الدفاع الامريكية ستتدخللا محالة
وعندما حدث فك الاشتباك الأول كان نص السطر الاول يقول : اقتراحامريكي لفض الاشتباك بين الطرفين وبعد ذلك جاءت سياسة المكوك او الخطوة خطوة بيناطراف القتال واسرائيل وتفلسف الانهزاميون وتجار الكلام من اصحاب الأقلام وقالوا : إنها قطعة سلام مقابل قطعة ارض .. وحدث فك اشتباك آخر... وكلها جهود امريكية فيالدرجة الاولي وشاء القدر أن أكون صديقا لكثير من زعماء العرب والعالم قبل حرباكتوبر مما أدي الي تضامن عربي - اوروبي - افريقي وكان هذا التضامن الرائع سندي فيالقتال حتي تحقق لنا النصر الذي لم يكن يتوقعه احد والزلزال الذي مازال يئن منه
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 21-06-2010, 06:45 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 62
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

حديث الرئيس محمد أنور السادات
لمجلة اكتوبر
فى١٦ أبريل ١٩٧٨


سؤال : سيادة الرئيس : فى أول حديث لك مع " جيروزاليم بوست " الاسرائيلية أعلنت وانت تشير الى بحيرة ناصر أنك تريد السلام لكى تتفرغ لمشاكلالطعام فى مصر .. وقلت إنك تريد أن تبيع أسماك بحيرة ناصر كما تبيع اسرائيل اسماكنامن بحيرة البردويل وفى نفس الوقت أعلنت أيضا فى مجلة "اكتوبر " أنه ليس عندك أى أملفى ان تعلن اسرائيل مبادىء تحقيق السلام .. فهل كانت مصادفة أن يرتبط الأمن الغذائىبالسلام بمعنى أن يكون السلام شرطا لتحقيق الأمن فى الداخل والخارج ؟
الرئيس : إعلان ذلك فى وقت واحد مصادفة ، ولكن مشاريع التغذية والبناء الداخلى عموما لمتفارقنى لحظة واحدة وقد أعلنت عن آمال مصر سنة ٢٠٠٠ وجاء ذلك فى ورقة اكتوبر وقلت : إن الخطر الحقيقى على أية أمة هو ان تتعثر خطواتها فى الخروج من دائرة التخلف وأنهالمهمة صعبة جدا ولكنها ليست مستحيلة اذا ما نحن نذرنا انفسنا لها جميعا
فعندنارصيد عظيم من التجارب فى كل المجالات ، ولدينا الكفايات والامكانيات .. لو أنناجندنا كل ما لدينا وكل من لدينا من أجل هذه المهمة وفى الاتجاة الصحيح ، فسوف ننجحبإذن الله ولا شىء يضايق الانسان إلا أن يجد نفسه امام مشكلة صعبة او عسيرة الحل ثملا يجد لها حلا أو لا يجد منها مخرجا فاذا عرفنا أن الكثير من المشاكل تتراكم بعضهافوق بعض وتصبح عائقاً امام أى حل او أمل فى الحل ادركنا جسامة الصعوبات الفادحةوفداحة اليأس من حلها
ولكننا عرفنا كيف نجتاز الموانع المادية من اجل التغلبعلى الموانع النفسية ايضا .. وأروع دليل على ذلك عبورنا لقناة السويس مرة اخرى منتحتها الى سيناء .. وفى ذلك اشارة مؤكدة الى اننا اذا عزمنا .. عن علم وايمان .. فسوف نصل الى ما نريد
واسرائيل لم تضيع وقتها فهى الى جانب الاستعداد العسكرىالهائل فانها تستفيد من الارض التى احتلتها ومن البحر والبحيرات .. وهى تستطيع ذلكلأن مواردها من المال والسلاح والخيرات الاجنبية لاتنفد .. بينما نحن مواردنامحدودة .. وهذه الموارد قد استنفدناها فى الاستعداد والإعداد لحرب ضرورية لاستردادحقوقنا بالقوة .. لكن اذا وجدنا سبيلا آخر الى استرداد الحق فى ظل القوة .. فيجبألا نتردد فى ذلك .. فكانت مبادرة السلام أسلوبا نبيلا فى تحقيق السلام بغير حرب ،وتحقيق الأمن بغير دم وتوفير المال والعرق لكى ننفقها جميعا من اجل الطعام .. اطعامأربعين مليونا من المصريين . وابن خلدون هو الذى قال لنا إن العمل هو نهاية الفكرة .. أو بعبارة اخرى أن الامل هو بداية الفكرة .. والعمل نهايتها .. فنحن آمالنا فىالله عظيمة أن نزرع ونطعم شعبنا ، ولذلك فكرنا ودبرنا وحشدنا علماءنا فى كل ارض لكىيفتشوها ، تحتها وفوقها لعلنا نهتدى الى مزيد من الطعام لكل هذه الافواه وسوف تنتهىهذه الافكار العلمية المدروسة بالعمل الجاد استنادا الى احدث ما اهتدت اليه بيوتالخبرة العالمية فقد اعطيناها كل تصوراتنا للارض والماء والمعادن والجو والمواصلاتوالمساكن ولذلك سوف تكون بداية الطريق والطريق نفسه الى الامن من الجوع مشرفةومذهلة ايضا
سؤال : سيادة الرئيس .. كانت لدينا مشاريع اخرى وتعلقت بها أحلامناايضا .. ورأينا فيها تجارب رائدة .. مثل مديرية التحرير والوادى الجديد نفسه ولكنبعد وقت قصير انهارت هذه الآمال العريضة امام التكاليف الفادحة ... فما الذىاتخذناه هذه المرة حتى لا يتكرر ما حدث وحتى لا تصدم الناس فى آمالهم واحلامهم مرةاخرى ؟
الرئيس : اعرف جيداً ويعرف كثيرون غيرى أن مديرية التحرير قد تكلفت اكثرمن ٦٠٠ مليون وجاء عائدها تافها واعرف ايضا ان الوادى الجديد كانت له اخطاء رغم أنهمشروع عظيم ومن بين هذه الاخطاء أن جانبا من المشاريع الزراعية كانت بعيدة عن خزانالمياه الجوفية ، مما أدى الى بوار الارض التى كان مفروضا أن تتحول الى جنات تتفجرمن تحتها عيون المياه الهائلة ومن الاسباب ايضا عدم الاستمرار ، اى عدم المتابعةواغفالها ونسيانها تماما فلم ير ابناء الوادى الجديد لا موظفا كبيرا ولا مسئولافأحسوا وهم معذورون أنهم خارجون عن مصر او انهم ليسوا منها .. لقد كانوا بعيدين عنعيون مصر .. فأصبحت بعيدة عن قلوبهم - مع الاسف - وبزيارتى هذه المرة وزيارات قادمةلن نقع فى نفس هذه الاخطاء وقد درس الخبراء فى وزارات الزراعة والرى والاسكان ومعهدالصحراء مناطق الوادى الجديد التى رأيتها وحسبوها بمنتهى الدقة ووضعوا الخططالعلمية الشاملة واحتمالات النجاح والفشل بل احتمالات النجاح فقط لأن الوفاء بماتعهدنا به ، الارض والمياه شىء مذهل حقا وما نسميه الوادى الجديد الآن هو هذهالمنخفضات المشهورة : واحات الخارجة والداخلة والفرافرة وما بينها من وديان اماواحة سيوة فهى تابعة لمحافظة مطروح وواحة البحرية تابعة لمحافظة الجيزة وهذا الوادىالجديد يساوى بالضبط ٤٠ % من مساحة مصر و٦٥ % من صحاريها .. وهذا الوادى هو كلالارض التى يقل مستواها عن ٢٠٠ متر فوق سطح البحر
أما منخفض القطارة فهو يصل فىانخفاضه عن سطح البحر الى ٨٠ مترا وهذا المنخفض له مشاريع خاصة ولذلك لا علاقة لهبالوادى الجديد وقد مررت على هذه الواحات ورأيت أهلها وأرضها وطرقاتها أو على الاصححاجتها الى مزيد من المواصلات البرية والجوية التى تربطها بعضها ببعض وبالوادىالقديم وبالبحر الاحمر .. وتربطها بطريق الاربعين وهو طريق القوافل بين مصروالسودان واذا ما تيسرت المواصلات أقام الناس وترابطوا
وهناك عبارة تقول : إنالحضارة نفسها هى المواصلات ، وهذه العبارة صحيحة ، ولذلك وجدنا الحضارات الشهيرةتقوم فى وديان الانهار حيث يتولى النهر ربط الناس بعضهم ببعض .. فهو طريقهم البرىوالمائى وهو ايضا مصدر حياتهم وآمالهم .. ولذلك عبدت الحضارات القديمة الانهار وكلمصادر الحياة الاخرى : كالشمس والهواء والماء والارض وحيوانات الحقل
سؤال : سيادة الرئيس .. هناك ما يشبه المزايدات بين بعض المسئولينبمنتهى حسن النية طبعا.. عن مساحات الارض التى تمكن زراعتها حتى نهاية القرن .. فهاك من يقول إنها مليونان من الافدنة ومن يقول ثلاثة واربعة وستة ملايين مع أننالو افلحنا فى زراعة مائة الف فدان فى السنة الواحدة لكان انجازا عظيما .. ألا ترىسيادة الرئيس أن مثل هذه الارقام بدلا من ان تدعو الى الأمل فانها تدفعنا الى اليأسلانها تكرر نفس النغمة القديمة التى لم يتحقق بسببها إلا القليل ؟
الرئيس : ولذلك فأنا ادعو الى الاحتراس الشديد فى اعلان مثل هذه الارقام وأرى أنه يجب الاننساق وراء آمالنا فنجنى بذلك على آمال الناس فالمشكلة التى امامنا خطيرة وجليلةفنحن فى ٢٥ عاما لم نصلح سوى ٩٠٠ الف فدان فى حين أن اسرائيل ارتفعت بارضهاالمزروعة من ٧٥ الف فدان الى ٤٠٠ الف فدان مع الفارق الهائل فى مساحة ما لديناواحتياجاتنا وعددنا والكفاءات المتوافرة لدينا
ولذلك يمكن أن نقول دون مجازفةإن من آمالنا زراعة مليونين ونصف فدان حتى نهاية القرن او اكثر قليلا وهذا فى حدذاته إنجاز عظيم جدا ، وليس هذا فقط بل أن هناك مشاريع اخرى تتعلق بالمعادنوالمساحات المائية وكذلك الخدمات كل ذلك من الضرورى أن يتساند بعضه على بعض وأنيأخذ بعضه بيد بعض من أجل تحقيق الوفرة والرخاء لشعبنا فاذا نظرنا الى واحةالفرافرة وحدها نجد أن سكانها ١٢٠٠ نسمة وبها ثلاثة ملايين ونصف المليون من الأفدنةوالصالح منها للزراعة ٧٠٠ الف فدان بينما المزروع حاليا حوالى ١٥٠فدانا
وواحة الداخلة بها مليون وربع مليون فدان والصالح منها ٤٠٠ ألف ،والمزروع تسعة آلاف فدان فقط والمسافة واسعة بين الارض التى تصلح للزراعة وبيناصلاحنا لها فعلا فهذا الاصلاح يحتاج الى مجهود فردى وجماعى هائل ويحتاج الى خبرةوالى مال والى وقت والى خدمات وما دمنا قد اخترنا التكنولوجيا المعاصرة فيجب أننحترم العلم الحديث ووسائل تطبيقه لآمالنا فلن يذهب الفلاحون الجدد الى هذه الارضبدون مواصلات ولن يذهبوا دون أدوات زراعية حديثة ولن يقبلوا ولا نحن نقبل أن يكونوافى عزلة عن مصر وعن العالم بل إن الملاحظ الآن أننا كلما مددنا طريقا من الاسفلتبين الواحات اقام البدو والفلاحون على جانبيه وهذا طبيعى ، وربما أدى ذلك الى تفسيرلماذا نجد واحة البحرية التابعة لمحافظة الجيزة لا لشىء الا انها على صلة برية بهاوكذلك واحة سيوة وارتباطها بريا بمطروح ولنفس السبب يجب أن ترتبط كل هذه المناطقالرائدة لثورتنا الخضراء بالوادى القديم والبحر الاحمر وكل مصر والعالم ايضا
سؤال : سيادة الرئيس ألا ترى أن هذا الامتداد او هذا التوسع الزراعىوالصناعى الى الغرب معتمدا على احدث اساليب العصر يقتضينا أن نعيد النظر فى مضامينكثيرة من بينها العناية بالتعليم الزراعي او الفنى والتوسع فى ذلك او ما يسمىبقانون " الخدمة العامة " الذى هو شرط اساسى يسبق تعيين اى خريج جامعى فى أى مكانوأن تكون الخدمة العامة فى مثل هذه الاماكن الجديدة من مصر وأن تكون الخدمة العامةواجبا قوميا للمساهمة فى بناء وزراعة الوادى الجديد وفى بحيرة ناصر وما حولها وعندشواطىء البحر الاحمر ؟
الرئيس : إن هذه قضايا واردة وسوف يعرض على مجلس الوزراءأن يعيد النظر فى قانون الخدمة العامة وإن كنت ابادر الآن فأدعو ابناء مصر لزيارةهذه المناطق من بلادهم لمعرفتها على حقيقتها ولكى تأخذهم روعة المناظر الجميلةوالارض المزروعة والمناجم الغنية واعظم من ذلك أن يجدوا مواطنين قد تفرغوا دون صورةاو صوت لهم لخدمة مصر وهم سعداء بذلك إننى ما ازال اتغنى باستاذ كبير فى واحةالبحرية أقام لنفسه مزرعة نموذجية وهو سعيد بها - وأنا أيضا - كما أننى رأيت احدابناء الوادى تخرج فى الجامعة وقرر أن يعيش ليزرع وينتج وهو بذلك نموذج يجب أنيحتذى وأن يتكرر ومصر فى حاجة الى الأيدى العاملة والعقول المفكرة فمشاريعنا كثيرةوآمالنا عريضة وليس من المستحيل أن نحقق كل ما نتمناه لانفسنا ولشعبنا
فهذه ارضمصر لابنائها فليملكوها وبذلك تكون مصر قطعة منهم كما أنهم قطعة منها وسوف نعطى لكلفلاح أرضا لا تقل عن عشرين فدانا وسوف نساعده على زراعتها وحمايتها وسوف نفجر لهالمياه من الارض واذا اراد احد او شركة او هيئة مصرية او اجنبية أن تختار مساحاتأكبر فسوف تضع تشريعا خاصا يرفع الحد الاقصى للملكية تشجيعا على التنافس من أجلرفاهية مصر
ولقد صدق الله العظيم عندما قال : " وجعلنا من الماء كل شىء حى " فالوادى الجديد ليس فى حاجة الى شىء : التربة حمراء قوية والماء متوافر تحت هذهالتربة فهناك خزان للمياه الجوفية يكفينا لمدة ٧٠٠ سنة والمياه تخرج من الخزانبالدفع وليس بالرفع - اى بالدفع الطبيعى فترتفع الى اربعين مترا وليس بالدفع بواسطةالمضخات وهناك عيون حفرها الناس وهناك آبار عميقة
ومن الغريب ان الفراعنة قدعرفوا ذلك من الوف السنين ، فعرفوا كيف يصونون مياه النيل اى يقيمون هناك أدلةأثرية على أن الفراعنة عرفوا العيون وخزانات المياه ومستودعات الغلال بل إنالمؤرخين اطلقوا على مصر اسم " سلة خبز " الامبراطورية الرومانية وقصة النبى يوسفعليه السلام تؤكد أنه عندما حدثت مجاعة الغلال فى فلسطين جاء ابوه واخوته يشترونالقمح من مصر ورمسيس الثانى طلب ان ينقش على معبد ابى سمبل أن الالهة قد وعدوه بأنتتغطى الارض بالقمح - وان ترتفع سنابله الى السماء ، ولكن عرفت مصر الجوع بسبب قحطالنيل - أى انخفاض منسوبه ولذلك قرأنا انه فى عهد رمسيس التاسع حدثت قصة مضحكة أناحد لصوص المقابر ضبطوه يسرق قمحا فاعترف بأنه دخل المقبرة وسرق القمح وقال لولاأنهم ضبطوه لتركه فى مكانه ولكن شخصا آخر هو الذى غرر به وشجعه على ذلك والقصةمليئة بالمعانى فهى تصور ما الذى يفعله الجوع بالناس وفى نفس الوقت تصور ان التنصلمن الغلط وإلقاء اللوم على الآخرين قديم ايضا ؟ ومحافظة الوادى الجديد عندما اختارتلنفسها شعار سنبلة القمح على ارضيه بيضاء فوق موجات زرقاء فقد اكدت هذه المعانى : إن الصحراء تنبت القمح الممتاز من خزانات المياه الجوفية ومن الواجب أن نحتاط وأننتحفظ فى إطلاق كثير من الاحكام - وليس معنى ذلك أن الأمل الذى نعطيه نسترجعه مرةاخرى بالطبع لا : فقد ذهب العهد الذى تكلفنا فيه جميعا بتأميم آمال الناس .. وانمااردت أن ادعو الى أن نطيل السمع الى الخبراء فى الزراعة والرى والاسكان والصناعة
سؤال : سيادة الرئيس .. هل المقصود بالتحفظ هنا أن تراجع بياناتالزراعة او بيانات الرى .. او التخطيط الاقليمى للمنطقة كلها .. او التهجير السكانىاو زراعة القمح دون سائر الغلات الاخرى ؟
الرئيس : اقصد أن هناك اجتهادات بينخبراء المياه فيما يتعلق برى التربة : فالوادى الجديد سوف يعتمد فى الدرجة الاولىعلى المياه الجوفية وليس على مياه نهر النيل بل إن المياه الجوفية لا علاقة بهابنهر النيل مطلقا لأن هذه المياه تجيء من تشاد وتجىء من اواسط افريقيا .. وهى علىمسافات متباعدة من سطح الارض والمستوى القريب منها هو الذى تصل اليه الآبار التىيحفرها الاهالى والمستوى البعيد تبلغه الآبار التى تقوم بحفرها الدولة فالبئرالواحدة كانت تتكلف من عشرين عاما ثلاثين الفا من الجنيهات
أما التحفظ فسببه أنلنا عادات فى رى الارض غير علمية تقوم على الاسراف الشديد فى غمر الارض بالمياه دونأن تكون الارض فى حاجة الى ذلك وهى فى الحقيقة ليست فى حاجة الى ذلك ، فمتوسط مايروى به فدان القصب مثلا هو ٢٥ الف مترمكعب والحقيقة أن ما يحتاجه هو نصف هذهالكمية بينما نجد أن الأرض فى اسرائىل مثلا تحتاج الى نصف النصف .. بل لو اننااستخدمنا المعدل الاسرائىلى فى رى ارضنا لروينا ٣٥ مليون فدان ولذلك فأكثر مياهناتتجه الى المصارف ومنها الى البحر بينما يمكن استخدام مياه الصرف مرة اخرى بخلطهابالماء الحلو أو دون خلط ولكننا لا نفعل ثم أننا سوف نستخدم الرى بالرش او التنقيطويذهب بعض الخبراء الى أن أحد أسباب ضعف التربة وانهيارها فى الصعيد اسرافنا فىاستخدام الماء مما أدى الى ارتفاع منسوبه السطحى والجوفى فأضعف التربة وأمات النباتايضا
ولقدتحولت بعض الاراضى فى النوبارية وفى الوادى الجديد الى مستنقعاتبسبب الاسراف فى استخدام مياه الرى وربما كان هذا تحفظاً شديداً ولكن لابد منالاحتياط فى استخدام الكثير ، حتى لا يصبح قليلا بعد ذلك إن الماء مشكلة الشرقالاوسط كله ولكنه ليس مشكلة عندنا فاسرائيل تضخ مياهها وترفعها من بحر الخليل فىانابيب تحت الارض قطرها ١٠٨ بوصات وتستخدم كل قطرة ماء بل إنها تستخدم المياهالشديدة الملوحة فى رى التربة وانواع من النباتات وتشرب من المياه التى قامتبتحليتها كما تفعل دول عربية كثيرة
بل إن هنا مشروعا فرنسيا فادحا لنقل جبالالجليد من القطب الجنوبى الى السعودية عبر المحيط الهندى والبحر الاحمر ويقال إنهذا المشروع سوف ينقل جبالا حجمها ثمانون مليون متر مكعب وسوف تتعرض هذه الجبال الىاشعة الشمس والى الموج والرياح والتيارات البحرية ورغم انها ستكون مغطاه بالبلاستيكالذى سمكه عشرون بوصة فسوف يصل نصفها الى الموانىء السعودية وسوف يتكلف لتر الماءبعد ذلك نصف دولار - وهو مشروع خيالى وفادح الثمن وليست عندنا مشكلة مياه نهرية اوجوفية .. وانما المشكلة هى : الانسان او جهد الانسان ولكن مع الامل والعمل وحرصناعلى أرضنا ورخائنا ومستقبل اولادنا ، سوف ننتصر على أنفسنا : على الخوف من الجوعوالمرض والبطالة فالذى حققناه لانفسنا ولمصر وللامة العربية ليس بالقليل وان كان قدتحقق فى وقت قليل
سؤال : سيادة الرئيس أعود الى أسماك بحيرة البردويل التى تصيدهااسرائىل وتصدرها .. فرغم أننا نعلم هذه الحقيقة وان لدينا بحيرة أكبر وأضخم وأننافى حاجة الى مزيد من الاسماك فإن الذى قيل عن مشروعات بحيرة ناصر كثير جدا والذىتحقق قليل أو لم يتحقق شىء حتى الآن .. وما زلنا نسمع عن الاسماك المتوحشة التى لايصيدها احد واذا صادها فلن يتذوق لحمها الجاف
الرئيس : إننى اجد للناس الف عذرفهم فى حاجة الى الرغيف والى السكر والى اللحم والى الكساء والمسكن وأعرف الصعوباتاليومية واعرف تماما جنون الاسعار صاعدة دائما واعرف الطرق الملتوية التى يسلكهاالتجار ويستدرجون اليها المستهلكين وينفردون بهم
ولذلك فالناس ينتظرون الخلاص منهذا العناء الذى ليس محليا ولكنه عالمى ايضا وربما كان وصف هذا العناء بأنه عالم لايخفف كثيرا من وقعه على الباحث عن الرغيف والسكن ولكننا يجب ان نحاول وان نتجملبالصبر ونحن فى الطريق الصحيح الى حل هذه المشاكل سواء فى الوادى الجديد او بحيرةالسد العالى او المناجم او على الشواطىء او تحت مياه خليج السويس
فالصيد فىبحيرة ناصر ما يزال بدائيا وما يزال الصيادون يعيشون كما ترى فى الافلام القديمةيأكلون وينامون فى زوارقهم وينتظرون السفن التى تنقل لهم الطعام والشراب وتأخذصيدهم فى الوقت المناسب فاذا تأخرت عنهم ألقوا بالسمك فى البحيرة ، انهم مثل عمال " التراحيل " وفى الامكان التوسع جدا فى صيد اسماك البحيرة ونقلها الى القاهرة اذااستخدمنا الأساليب الحديثة فى صيد السمك وحفظه ونقله او تنظيفه وتخليصه من الاطرافوالاحشاء التى نجعلها علفا للدجاج اذا ما وفرنا السكن والخدمات لعمال البحيرة وانهلشىء طريف حقا أن نجد فى احدى الواحات بحيرة مساحتها عشرون فدانا قد زرعوها بالسمكالبلطى إنه نوع من الاكتفاء الذاتى وقد لجأت كثير من الدول الاسيوية حتى المطلة علىالمحيط الى هذا الاسلوب فنجد كل فلاح قد جعل امام بيته حوضا للاسماك يزرع فيه السمكلاستهلاكه الخاص ومن الغريب حقا أن هذه الاسماك الآسيوية اسمها " الاسماك النيلية " نسبة الى نهر النيل
وصحيح أن هناك قطارات تنقل الاسماك الى القاهرة ولكن حتىهذه الطريقة ما تزال بدائية لانهم يملأون احدى الضربات بالثلج فتصل اسوان بعد انيكون قد ذاب نصف الثلج ويملأون النصف الباقى بالسمك ولذلك قدمنا مشروعا مدروساوطرحناه فى عطاء عالمى وتقدمت اكثر من ستين دولة لصيد السمك وتصنيعه وبناء ميناءعلى البحيرة وسوف نشارك نحن ايضا بتقديم الخدمات والتيسيرات الاخرى وربما بدت هذهالمشاريع كلها مساحات صغيرة على الخريطة ولكنها اعباء هائلة على الدولة يجب أنيساهم فيها الشعب والهيئات المصرية والاجنبية
فليس بالحكومة وحدها يمكن إصلاحكل اجهزة ولا زراعة كل الارض ، ولا صيد كل السمك واعود أنا أيضا الى أن اقول إنانشغالى بأسماك بحيرة البردويل التى استولت عليها اسرائيل لن ننساه بسبب انشغالناباسماك بحيرة ناصر والبحر الاحمر وانما سوف نتذكر ذلك دائما وخير لاسرائيل أن تتذكرايضا أننا استعدنا مساحة صغيرة من أرضنا ولكن كثيرا جدا من كبريائنا اما اسرائيلفقد استولت على كثير من أرضنا ولا يعادل الارض التى استولت عليها ، إلا القلق الذىاستولى عليها فالارض لم تعطها الامان واسماك البردويل لم تحقق لها الأمن الغذائىولا الأمان فهى تعيش على رغيف امريكا وزيتها وصاروخها وفلوسها ايضا وحتى لا نعتمدعلى غيرنا فى أكثر ما نحتاج اليه من الضروريات نحن فى حاجة الى تكثيف الجهد لنضاعفالانتاج وقد افلحت دول كثيرة فى زيادة انتاجها اليابان ضاعفته ست مرات وبلغارياضاعفته اربعين مرة فالعلم لا يعرف المستحيل ، ولكن لا علم بغير انسان او بغير جهدانسانى وفى ذلك فليتنافس المتنافسون
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:26 PM.