ظهور النظرية العلمية
المعرفة العلمية عند شعوب ما بين النهرين والمصريين كانت على وجه الخصوص ذات طبيعة عملية، مع قليل من النظام المنطقي. ومن بين أوائل الباحثين في الأسباب الأساسية للظواهر الطبيعية (ظهور الفكر النظري) : الفيلسوف طاليس Thales (640 ?-546 ? BC) في القرن السادس قبل الميلاد، الذي ابتكر فكرة أن الأرض عبارة عن قرص منبسط يطفو فوق الماء (العنصر الكوني) وأن الماء هو أصل كل الأشياء. والفيلسوف وعالم الرياضيات فيثاغورس Pythagoras، الذي اتبع طاليس وأسس حركة تؤيد بأن الرياضيات هي أساس كل الاستكشافات العلمية. افترض أتباع المدرسة الفيثاغورسية بأن الأرض الكروية تتحرك في مدار دائري حول نار مركزية. وفي أثينا القرن الرابع قبل الميلاد، امتزجت الفلسفة الطبيعية اليونانية القديمة مع علم الرياضيات الفيثاغورسي، حيث نتجت تراكيب من الفلسفات المنطقية لأفلاطون Plato (428 ? - 347 ? BC) و أرسطو Aristotle (384 - 322 BC). ففي مدرسة أفلاطون كان التشديد على التفكير الاستدلالي (الاستنتاجي) Deductive reasoning (الاستدلال Deduction : استخراج الخاص من العام) والتمثيل الرياضي؛ أما عند أرسطو فكان البارز هو التفكير الاستقرائي Inductive reasoning (الاستقراء Induction : استخراج العام من الخاص) والتوصيف النوعي. لقد قاد التفاعل بين هذين الاتجاهين من التفكير مقارنة مع العلم إلى معظم الانطلاقات التالية.
خلال العصر الإغريقي Hellenistic Age وبعد وفاة الإسكندر الكبير أجرى إيراتوشينيز Eratosthenes؛ رياضي وفلكي وجغرافي يوناني قياسات رائعة ودقيقة لمحيط الأرض. و الفلكي أرستارخوس Aristarchus الذي تبنى نظام للكواكب تقع الشمس في مركزه Heliocentric”" ورغم ذلك لم تحظى هذه الفكرة على الرضا في تلك الأزمنة القديمة. عالم الرياضيات والمخترع أرخميدس Archimedes (287 ? - 212 BC) الذي وضع أسس الميكانيك وعلم توازن السوائل؛ الفيلسوف والعالم ثيوفراستوس Theophrastus (372 ? - 287 ? BC) مؤسس علم النبات؛ والفلكي هيبارخوس Hipparchus (القرن الثاني قبل الميلاد) مطور حساب المثلثات؛ علماء تشريح وأطباء مثل : هيروفيلوس Herophilus (335 ? - 280 ? BC) و إيراسيستراتوس Erasistratus أسسا علم التشريح والفسيولوجيا (علم وظائف الأعضاء).
بعد أن دمر الرومان مدينتي Carthage و Corinth عام 146 BC فقدت الاستكشافات العلمية زخمها إلى أن انتعاشاً قصير الأمد حدث في القرن الثاني الميلادي تحت ظل الإمبراطور الروماني والفيلسوف Marcus Aurelius. حيث أصبحت مركزية الأرض Geocentric (اعتبار الأرض مركز للكون) والتي تمثلت بالنظام البطليموسي، الذي طوره عالم الرياضيات والجغرافي والفلكي اليوناني بطليموس Ptolemy (القرن الثاني الميلادي)، والأعمال الطبية للطبيب والفيلسوف اليوناني جالينوس Galen أصبحت بحوثاً علمية قياسية لكل ما سيأتي في العصور اللاحقة. في القرن التالي نشأ علم تجريبي جديد عرف بالكيمياء Alchemy انبثق عن تطبيقات علم المعادن. على أية حال حظي علم الكيمياء القديم هذا بالسرية والترميز التي حجبت بدورها مكاسب مثل : التجريب (الاختبار العلمي) كان من الممكن أن يجلبها للعلم.
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم هيا بنا نتعلم الديمقراطية <!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
|