مما قرأت و لمس القلب

[mfa1]

-1-

لَيْتَنِي

لَيَتَنِي . .

سافَرْتُ مَعَ نُوح !

و أَنْهَيْتُ فنْجَانَ قَهْوَتِي

فِي سَفِينةِ الصبآحْ .

لَكُنْتُ الآنَ أضْحَكْ ..

و تَضْحَكُ خَلفِي

قَبَآئلَ كآنتَ بالأمْسِ تَنُوح

لَكُنْتُ الآنَ أَعْرِفُ

كَيْفَ تَتِيهُ سُوَيعاتُ العُمرْ .

-2-

أُنْثَى منَ الفردوسْ

مُبَآرَكَةٌ قَدَمآكْ

حِينَ تَخُطُو كالمَلائِكَةِ ..

خُطُواتَ الحُضُورْ ،

و عَيْنَاكِ ..

تِلْكَ التِي لَا تَخْلُو منَ الخُشُوعْ

تَجْعَلُنِي أُكْثِرُ من الحَمْدْ

تختالُنِي من الطُّول

إلى العَرْضْ ،

كَيْفَ لِي - دُوناً عنِ النّاسْ - . .

أَرى الخُلُودَ فِيهما ؟

-3-

بِلاَ قَلْبْ .. بِلا هَوية

صَدّقّيني !

لَوْ اغْتَسَلْتِ -مِثلِي- بِالرّملْ

و لَبْستِ مِعطَفَكِ

و خَرَجتِ لسَاحَةِ المَدينة

وَحيدة ، شَريدَة

تَبْحَثِينَ فِي وُجوهِ المارَّة

عنْ أَسئلةَ تُدْرِكينَ أجوبتها

و أَنْتِ لَا لَونَ لَكِ ، و لَا هَوية

حينها سَتُدْرِكينَ أنَّكِ - مثلِي -

تَعيشينَ بِلاَ عُمْرْ .. بِلا هوية .

-4-

إخْلاَصْ

اذهَبِي إن أرَدْتِ

تَبَعْثَرِي ..

ارحَلِي ..

إذَا كُنتِ قَدْ مَلَلْتِ !

يَكْفِيني ..

أنّكِ فِي يَدِي نَضَجْتِ

صَغِيرَةً فِي حُقُولِ الرّبيعِ جَرَيتِ

و سَقَطْتِ ..

و كَانَتْ يَدِي أولَّ مَا أمْسَكْتِ .

سَلامٌ عَلَيْكِ .. ثُمَّ السلامْ

و سَعِيدٌ جدّاً ..

لأنّكِ - و أَخيراً - قَدْ نَسَيْتِ .

-5-

دُعاءٌ أخير

قُتِلْتُ مَرَّةً

فِي سَاحَةِ المَدِينة

لَا طِفْلٌ يَبْكِي

و لَا أمُّ حَزِينة !

كُلُّ تَعَرَّى عَنْ دَهْشَتهْ

كُلٌّ عَبَّرَ عَنْ فَرْحَتِهْ

ربِّي ..

إنّي عَبْدُكَ الضّعيف

فاهدِنِي السَّكِينة .

-6-

تَشَرُّدْ

بَيْنَ الرّصيفِ و الرّصيفْ

أرْقُدُ ثَاملاً مِنَ الحَياةْ

أَبْحَثُ فِي فُتاتِ الطَريقْ

عَنْ قِطْعَةِ رَغيفْ .

-7-

رِسَالَةُ إلَى سَيّدة راقِية

لَا تَعُودي

فَلَيْسَ لِي شَيْءٌ أَهِبُهِ لَكِ

سِوَى مَنفىً ، و كُوخاً و رغيفْ ،

أخَذَتْ مِنِّي الحَياةُ

كلَّ ما فِي الطَبيعة

أَنْتِ سَيَّدَةٌ رَاقِيه

تركُب السَّياراتْ

و تَلبِسُ الأحذِية العَالِية

و أَنَا رَجُلٌ رَخِيصْ

أَحْبَبْتُكِ و أَنَا بِملابِسِي البَاليَه

باللهِ عَليكِ ..

بالله عَليكِ لَا تَعُودِيِ يَا ..

يَا غَاليَة .
منقول لتستمتع بالكلمات مثلي