(61/ 17) فَتْحُ المَدَائِن: صَفَر 16 هـ/ 637 م:
-- دَخَل المُسْلِمُون المَدَائِنَ وهِيَ عَاصِمَة الفُرس ومَركَز حُكْمهم، وكانت خالية فَقَد فَرَّ كِسْرَى فَارِس يَزْدَجِرد وفَرَّ أَهْلُهَا، فَسَكَن سَعدٌ فِي القَصْرِ الأَبْيَض (قَصْر يَزْدَجِرد) واتَّخَذ الإِيوَان مُصَلَّى، وغَنَم المُسْلِمُون غَنَائِمَ هَائِلَة مِن خَزَائِن كِسْرَى، فَتَلا سَعدٌ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ. وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ. كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ. فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} (سُورَة الدُّخَّان، الآيات: 25 – 29) ... وهَكَذا سَقَطت العَاصِمَة الفَارِسِيَّة العَرِيقَة فِي أَيْدِي المُسْلِمِين؛ ولاَ شَكَّ أَنَّ سُقُوطَهَا آذَنَ بِالانْهِيَار الكَامِل لِلإِمْبِراَطُورِيَّة الفَارِسِيَّة.