اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-02-2009, 12:30 AM
الصورة الرمزية mr.osama
mr.osama mr.osama غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
العمر: 56
المشاركات: 1,381
معدل تقييم المستوى: 18
mr.osama is on a distinguished road
افتراضي حوار مع النفس .. وبين النفس والعقل .. وبين النفس الطائعة والنفس العاصية





حوار مع النفس
الحمدلله الذي خلق النفس فسواها وألهمها فجورها وتقواها ، وبين لنا طريق هداها أحمده سبحانه
وأشكره ، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له لايُسأل خصلة خير إلا أعطاها ولا يستدفع به كرب أو مصيبة إلا جلاها،ولا تُعلق به حاجة إلا قضاها،وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمداُ عبد الله ورسوله حمل الأمانة فأداها،وبين للأمة طريق ربها ومولاها،وعن طريق الغواية والردى نهاها،فصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبة وسلم تسليماً كثيراً .

أما بعد،
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الدنيا مهما رغبت فيها النفوس وتعلقت بها فهي دار غرور ، وأعدوا ليوم البعث الرهيب عدته يقول جل وعلا:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ(33}لقمان.

قال تعالى:{ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} تخاطب النفس صاحبها فتقول:ياصاحبي:أنا نفسك التي بين جنبيك،فاستمع إليَّ أحدثك حديث ناصح أمين ولعلك لاتسمع ذلك مني بعد ذلك،ياصاحبي اتق الله فيِّ وتعاهدني بالتربية والتأديب والتهذيب فإنك إن لم تفعل ذلك أخشى أن اتمرد عليك فأقودك إلى ما أريد بدلاً من تقودني أنت لما تريد ألم تستمع لقول الشاعر:

والنفس كالطفل أن تتركه شب على *** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم.

أمرتيني بترك صلاة الجماعة في المسجد طلباً للراحة ففعلت ، أمرتيني بالتأخر عن صلاة الجمعة لتزدادي من النوم ففعلت، أمرتيني أن أسمع الغناء ففعلت، أمرتيني بالبعد عن الصالحين ففعلت، أمرتيني أن أتلذذ بصور النساء على شاشات القنوات ففعلت ، أمرتيتي أن أترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفاً عليك من الأذى ففعلت ، أمرتني ..وأمرتيني وفعلت ولم أقصر فماذا تريدين مني؟ ياصاحبي إني أعتصر ألماً لكل ما أمرتك به لقد كنت آمرك بالسوء وكنت تطيعني.

وأريد منك أن تكون كيساً كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله ))،لا أريدك أن تكون مثل ذاك الذي يرتكب الذنوب والمعاصي فإذا نُصح تمنى على الله الأماني: الله غفور رحيم الله ،يرحمنا الله يهدينا وهو مقيم على اتباع هوى نفسه ، فهاك يدي خذ بها ولو قسراً لتنقلني من النفس الأمارة بالسوء إلى درجات النفس اللوامة التي وصفها الحسن البصري رحمه الله بقوله: إن المؤمن والله مانراه إلا يلوم نفسه:ما أردت بكلمتي ، ما أردت بأكلتي ، ما أردت بحديث نفسي،وإن الفاجر يمضي قدماً قدماً ما يعاتب نفسه)

ثم ارتقي بي لتصل إلى النفس المطمئنة التي وصفها قتادة بقوله "هو المؤمن اطمأنت نفسه إلى ما وعد الله،وصاحبها يطمئن في باب معرفة أسمائه وصفاته إلى خبره الذي أخبر به عن نفسه وأخبر به عن رسوله صلى الله عليه وسلم ،ثم يطمئن إلى خبره عما بعد الموت من أمور البرزخ وما بعده من ومن أحوال القيامة حتى كأنه يشاهد ذلك عياناً،ثم يطمئن إلى قدر الله عز وجل فيسلم له ويرضى،فلايسخط ولا يشكو،ولايضطرب إيمانه،فلا ييأس على ما فاته، ولايفرح بما آتاه ..)

تلك النفس التي يقال لها عند الوفاة :{ يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي(30}الفجر


ألا تعجبك نفسك ولعلك تدرك كيف خرج قارون على قومه في زينته معجباً بنفسه فخسف الجبار به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ، وقد قدم لك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مثالاً في تربية النفس على ذلك فقد شوهد يوم وهو أمير للمؤمنين خليفة يحمل القربة على عاتقه فلما سؤل عن ذلك قال أعجبتني نفسي فأردت أن أذلها ، بل وكان يربي أولاده على ذلك دخل عليه يوماً ولده وقد ترجل -أي دهن شعره -ولبس ثياباً حسنة،فضربه عمر بالدرة حتى أبكاه ، فقالت له حفصه :لم ضربته؟قال رأيته أعجبته نفسه ، فأحببت أن أصغرها إليه ولا أقصد ياصاحبي أن تعيش حياة عمر .. لكن اجتنب أن تعجبك نفسك فهو باب شر عظيم

ياصاحبي استمع معي إلى ما حصل بين إبن الجوزي ونفسه حيث يقول: نازعتني نفسي إلى أمر مكروه في الشرع،وجعلت تنصب لي التأويلات وتدفع الكراهة فلجأت إلى الله تعالى في دفع ذلك عن قلبي وأقبلت على القراءة ،وكان درسي قد بلغ إلى سورة يوسف فافتتحتها وذلك الخاطر قد شغل قلبي حتى لا أدري ما أقرأ فلما بلغت قوله تعالى:{قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ(23}يوسف

انتبهت لها وكأني خوطبت بها ، فأفقت من تلك السكرة فقلت يانفس أفهمت ..؟هذا حرٌ بيع ظلماً فراعى حق من أحسن إليه،وسماه مالكاً وإن لم يكن عليه ملك ، فقال إنه ربي،ثم زاد في بيان موجب كف كفه عما يؤذيه فقال:أحسن مثواي،فكيف بك وأنت عبد على الحقيقة لمولى مازال يحسن إليك من ساعة وجودك،وأن ستره عليك الزلل أكثر من عدد الحصى .. أفما تذكرين كيف رباك وعلمك ورزقك ودافع عنك وساق الخير إليك وهداك أقوم طريق ونجاك من كل كيد،وضم إلى حسن الصورة الظاهرة جودة الذهن الباطن، ..كم ستر عن الخلق من قبائحك..،وساق إليك رزقك بلا كلفة تكلف ولا كدر ..،كم كايد نصب لك المكايد فوقاك ، وكم عدو حط منك بالذم فرقاك،كم أعطش خلقاً من شراب الأماني وسقاك ، كم أمات من لم يبلغ بعض مرادك وأبقاك ، فأنت تصبحين وتمسين سليمة البدن محروسة الدين في تزيد من العلم وبلوغ الأمل ، فوالله ما أدري أي نعمة أشرح لك {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ(34}إبراهيم

يانفسُ :{ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ(23}يوسف.

ياصاحبي قم بمشارطتي في صبيحة يومك ولنتفق على الأعمال التي سوف تؤديها طاعة لربك ثم قبل أن تنام حاسبني حساب الشريك الشحيح فإن وجدتني قد وفيت بالعمل ظاهراً وأخلصت فيه باطناً فاحمد الله واستمر على نهجك من المشارطة والمحاسبة حتى يتبين لك الخلل وبداية الانحراف من أول حدوثه فيسهل عليك علاجه،ولا تركن لاستقامتي لك مرة واحدة فإني لا أستقيم على حال الجد إلا بالمتابعة،وإن وجدتني قصرت فالعقوبة ، ولكن لتكن عقوبتك في حدود ما شرع الله ولايزين لك الشيطان إتلاف نفسك أو عضو من أعضاءك بحجة معاقبة النفس،ياصاحبي إني لأعلم أن الأمر ليس بالسهولة فهو جهاد ولكن ثمرته حلوة وتأمل معي وعد من لايخلف الميعاد:{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ(69}

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :{ فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىوَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى(41}النازعات
__________________

آخر تعديل بواسطة mr.osama ، 20-02-2009 الساعة 12:39 AM
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:34 PM.