مجلس تأديب

[هانى الشرقاوى]

السلام عليكم
ازيكم ؟؟...... يا رب تكونوا كلكم بخير
أنا مش عارف أبتدى منين لأن بجد اللى حصل هزنى جامد
انا ببساطة بقيت من غير ما أقصد سبب فى مجلس تأديب حصل عندنا فى الكلية لجماعة منهم واحد من اعز أصحابى والمجلس ده حصل فى وقت قاتل فى وقت الامتحانات .... يعنى الناس دى ضاعت خلاص

سبونى أحكلكم الحكاية من الاول
فى منتصف الترم التانى كده تقريبا كان عندنا فى المدرج بتاعنا ( مدرج تمهيدى ) عرض مسرحى لمسرحية شكسبير (يوليوس قيصر )
وكان كل واحد فى المدرج بيعمل حاجة .... أحمد كان بيركب الداتا شو ...وناس شغالة مكبرات الصوت ... وانا جماعة تانية بنركب فى الستاير عشان نضلم المدرج وشاشة العرض تبقى واضحة أكتر
وكان الحضور فى اليوم ده كبير جدا كان تقريبا طلبة تمهيدى حاضرة ... كنا حوالى 60 طالب .... ( 60 طالب دى كتيرة أوى بمقياس الكلية عندنا )

المهم واحنا شغالين ... دخل جماعة تقريبا من الاخوان ... وطلبوا مننا نقعد ... قعدنا ... وبدأو يوزعوا نفسهم ناس فى أخر المدرج وناس فى الاول وواحد بيخطب على الديسك وواحد بيكتب كلام كده على السبورة وواحد بيوزع اظرفة عشان نحط فيها فلوس ( بقولوا انها تبرعات لغزة ) ....

فى البداية أحمد اللى بيركب الداتا شو عمل تاتش صغير كده مع واحد منهم بس أنا مهتمتش وقعدت جنب على ( ده طالب من تنزانيا ) وفضلنا نتكلم

المهم الموقف ده خلص وخلاص وده كان يوم الثلاثاء نهاية الاسبوع عندنا

وفى أول يوم فى الاسبوع التانى يوم الاحد دخل عميد الكلية قبل محاضرة الجرامر وقال اللى كان حاضر يوم التلات يعرف ايده .... طبعا المدرج كله رفع ايده ....
الوكيل قال جميييل طيب عايزين جماعة تشهد على موقف معين .... مين ؟
ببص حواليا ملقتش غير اتنين بس اللى رافعين ايديهم
وانا فضلت رافع ايدى ... لأن أحمد قبل المحاضرة قالى أنا عايزك تشهد شهادة حق ... فقلتله أوكى بس لو شهادة حق

الوكيل قلنا خلاص الناس دى تيجلى المكتب فى البريك وأخد أسمائنا

رحنا المكتب الوكيل قرأ قدامنا مذكرة أحمد مقدمها فى بعض الطلبة ... بصراحة احمد كان مضخم الموضوع زيادة عن حقه ... وكان مستخدم لهجة تقيلة أوى ... المهم الدكتور سألنا بقا .. الكلام ده صح ؟ الاتنين اللى معايا ( معتز واحمد ) قالوا أه يا دكتور بس اللى جوه المدرج بس احنا اللى شفناه انما اللى بره المدرج منعرفش عنه حاجة ... أنا فضلت ساكت ... فالدكتور بيقولى انت ساكت ليه ؟ فقلتله يا دكتور الكلام اللى حصل جوه المدرج أوكى حصل بس أنا معترض على كام حاجة كده أحمد بيقول انهم كانوا بيحرضوا على المظاهرات والشغب وده محصلش والنقطة التانية احمد بيقول انهم من الاخوان ... وهما وان كان شكلهم كده مربيين دقنهم وطريقة لبسهم وكده بس احنا منعرفش هما اخوان ولا لا
فالدكتور قالى ... احنا نعرف كل حاجة عنهم وفضل يكلمنا عنهم وعن الكلية وقعدنا فى المكتب كتير
المهم بعد شوية مضينا على اللى حصل جوه المدرج وناس تانية مضت على اللى شفته بره المدرج ده بقا معرفش لحد النهارده حصل فعلا ولا لأ
احمد كاتب انهم تحرشوا بيه وضربوه وفرغلوه عجل عربيته وقالوه ابعد بعيد عننا عشان متندمش وكلام كتير وكان جايب ناس تشهد على ده

المهم الموضوع نسيته أصلا

وفى أول يوم امتحانات يوم الأدب نزلنا من المدينة الجامعية ورحنا الكلية انا وخالد طول الطريق عمل أهرج معاه وأقوله يا بنى مالك خايف كده ليه هو النهارده في ايه ؟ وعمال أقوله متقلقش هتسقط هتسقط ؟ طول الطريق كله بالشكل ده

امتحنت ورجعت نمت وبعد العشاء رحت أوضة حذيفة فلاقيته قعد مضلم الأوضة وشكل غريب والحزن مالى عينيه فبقوله يا ابنى فى ايه ... فضل ساكت حوالى خمس دقايق وقالى
خالد ... فضلت أقوله ماله يا ابنى محلش ؟
فى الأخر قالى خالد مدخلش الامتحان ؟ وعرفت منه انه حصله مجلس تأديب ... وقالى ان أحمد اللى أبوه شغال فى الشرطة ده هو السبب .... كل ده ومحدش منهم يعرف انى كنت من الشهود
أنا فى البداية فضلت ساكت عامل زى المهيس ومش عارف أقول ايه....
بعد شوية لقيته بقولى المشكلة مش فى خالد احنا لسه تمهيدى والتقدير مبيتحسبش وغير كده عندنا دور تانى وممكن خالد يمتحن فيه ويعدى وبعد كده قدامه أربع سنين يظبط نفسه فيهم ..... كمل وقال خالد مفصول معاه خمسة فى رابعة أخر سنة ومنهم تلاتة الاوائل فى تمهيدى وأولى وتانية وتالتة ... أنا صدمت وبدات أحكى لحذيفة اللى حصل وانى كنت شاهد ... فى البداية مش كان مصدق نفسه .... وكان مستغرب أصلا انى أنا وأحمد ده ممكن نكون أصحاب .... المهم اتصلت بخالد فى نفس اللحظة .. واول حاجة قالها .. عملت ايه يا حليم ... أخبار الاجب معاك ايه ... اخلص طمنى عليك ...
أنا بكيت ... يعنى ده اللى أنا كنت سبب فى فصله اول كلمة يقولها هى ده
فضل يقولى مالك يا ابنى انت محلتش ولا ايه ... فقلتله سيبك منى أنت فين وظروفك ايه وهتعمل ايه فى الموضوع ده ... قالى أنا فى الحى العاشر وأنا تمام يا عم ومفيش اى حاجة
أنا مقدرتش اقوله اى حاجة تانية وقلتله عايز أشوفك يا ريت تيجى المدينة بكره ... فقالى خلاص ...
وفعلا جه تانى يوم .... كنت نازل من السلم فلقيته واقف هو وحذيفة شلة كده من أصحابنا
بقوله أنا أسف يا خالد ... فبقولى انت يا حليم تعمل كده ؟ قلتله انت متعرفش أنا شهدت على ايه ... قال عرفت حذيفة قالى ... فبقوله وانت ايه رأيك ... فقالى انت راجل يا حليم انت شهدت شهادة حق وأنا عمرى ما هلومك بس انت اتخدعت انت متعرفش انك أصلا سواء شهدت او لا ده كان هيحصل ... احمد كان مظبط كل حاجة ... قلتله بس ده انت حتى الوحيد اللى كان غايب يومها ... قالى النصيب بقا ...
قلتله خلاص يا خالد أنا معتش رايح الامتحانات وهنمتحن أنا وأنت سوا فى شهر تسعة ... قرب منى وقالى انت مجنون يلا ... لو عايز تثبت اننا فعلا أصحاب .. لازم تكون الأول ... وقالى أنا سايب ورايا راجل .. مش عيل يهرب من الامتحانات ...
الموقف كان صعب أوى انى أوصفه فى كلمتين بس بجد انا شفت نفسى صغير اوى فى اللحظة دى
وحسيت بمرارة الظلم ... وبمعنى الصداقة ... والايمان ..
أعتقد انى لو فى مكان خالد عمرى ما كنت هكون فى الحالة دئ انسان برئ ومع كده مظلوم ظلم من أبشع ما يكون ومع كده ولا فارقة معاه ... لا وايه يضحك معانا ويحسننا ان كل حاجة سهلة ويقعد يذاكر معايا والبحث اللى كنا بنعمله سوا يفضل كل لحظة والتانية وصلت لفين يا ابنى خلص عشان تلحق يجرى ويجيب ماتريل ويلخص ويعمل المطلوب مننا فى البحث مع ان ده مش هيعود عليه بدرجة واحدة

أسف انى طولت عليكم
بس اعذرونى انا كنت مخنوق وفى حالة صعب انى اوصفها وكنت محتاج اتكلم ... اتكلم لمجرد الكلام ...
الاحساس بالظلم والعجز ده معا احساس من أصعب ما يكون