|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
![]() ![]() هو حسن أحمد عبدالرحمن البنا (1324- 1368ه …. 1906 -1949م). ولد ونشأ في أسرة ريفية بسيطة، تحترف الزراعة بقرية "شمشيرة"، مركز "فوة"، بالقرب من "رشيد" بدلتا النيل محافظة "كفر الشيخ" حالياً.. وكان والده أحمد قد سلك بناء على رغبة والدته طريق التعليم الديني، بدلاً من فلاحة الأرض.. فحفظ القرآن الكريم.. ثم التحق بجامع إبراهيم باشا بالإسكندرية فدرس فيه منهاج التعليم الأزهري.. ثم امتهن لتحصيل العيش مهنة إصلاح الساعات، في محل الحاج محمد سلطان.. الذي كان عالماً صالحاً.. وعضواً "بجمعية العروة الوثقى" التي كان جمال الدين الأفغاني (1254 1314ه 1838 1897م) رئيساً لها.. والشيخ محمد عبده (1265 1323ه 1849 1905م) نائب رئيسها .. ولذلك، كان محل إصلاح الساعات هذا حيث عمل الوالد ملتقى عدد كبير من العلماء والوجهاء، الذين عايشهم وسمع منهم، وتأثر بهم والد حسن البنا.. وبعد فراغ والده أحمد من تحصيل العلم بجامع إبراهيم باشا.. وبعد إتقان الصنعة إصلاح الساعات عاد إلى قريته "شمشيرة" فتزوج.. ثم انتقل بزوجه ووالده عبدالرحمن إلى مدينة المحمودية "بمحافظة البحيرة" مشتغلاً بصنعة إصلاح الساعات.. ومواصلاً الاشتغال بالعلم، وخاصة علم الحديث النبوي الشريف.. كما عمل مأذوناً شرعياً.. ومارس الخطابة في مساجد المحمودية. وفي عام انتقال الوالد أحمد إلى مدينة المحمودية، ولد له ابنه البكر حسن في يوم الأحد 25 شعبان سنة 1324ه 14 أكتوبر سنة 1906م.. ولأن والده أحمد قد احتضن كل مسانيد الحديث النبوي الشريف.. وجميع مذاهب الفقه الإسلامي، فلقد وجه ابنه حسن لدراسة الفقه على المذهب الحنفي.. ووجه أخاه الثاني عبدالرحمن للدراسة على المذهب المالكي.. وأخاه الثالث محمد للدراسة على المذهب الحنبلي.. وأخاه الرابع جمال للدراسة على المذهب الشافعي.. فنشأ حسن البنا في أسرة تحتضن وتعتز بجماع تراث الإسلام.. ولقد تعلم حسن البنا من والده حرفة إصلاح الساعات، ومارسها.. كما تعلم حرفة تجليد الكتب، ومارسها وذلك سيراً على سنة العلماء التي سلكها والده في التكسب من الحرف والصنائع، ليكون علمهم مبذولاً لوجه الله وخدمة الناس. وفي مدينة المحمودية .. وبعد مرحلة التعليم في الكتاتيب، التحق بمدرسة الرشاد الدينية لمدة أربع سنوات بين الثامنة والثانية عشرة من عمره (1333ه 1915م 1338ه 1920م).. وكان صاحب هذه المدرسة الشيخ محمد محمد زهران على حظ من العلم والثقافة، يصدر مجلة دينية لغوية أدبية اجتماعية اسمها "السعادة". ثم التحق حسن البنا بالمدرسة الإعدادية التي بدأ ينشط فيها، فرأس "جمعية الأخلاق الأدبية".. كما التحق عضواً بجمعية "منع المحرمات" السرية التي كونها مع بعض أقرانه.. وبعد المدرسة الإعدادية، التحق بمدرسة المعلمين بدمنهور.. وفيها انخرط في "الطريقة الحصافية"، وبايع شيخها السيد عبدالوهاب الحصافي في 4 رمضان سنة 1341ه 20 أبريل سنة 1923م "وواظب على "حلقة ذكرها".. وكانت هذه الطريقة الصوفية الحصافية من أكثر الطرق بعداً عن البدع والخرافات، ومن أقربها إلى الالتزام بالشريعة والاهتمام بمناهج الإصلاح الخلقي والاجتماعي. وأثناء تنقله بين دمنهور والمحمودية، لاحظ نشاط الجماعات والإرساليات التنصيرية الإنجيلية، التي دخلت مصر في ركاب الاستعمار الإنجليزي، وبدعم من الكنيسة الأمريكية.. التي "أخذت تبشر بالمسيحية في ظل التطبيب وإيواء الصبية وتعليم التطريز". فقام مع عدد من زملائه بتأسيس "جمعية الحصافية الخيرية" وانتخب سكرتيراً لها.. وأخذت هذه الجمعية تمارس الدعوة إلى الأخلاق، ومقاومة المنكرات.. ومحاربة الإرساليات التبشيرية الإنجيلية. وعندما قامت ثورة مصر الكبرى (1337ه 1919م) زادت من تفتح وعيه الوطني ونضجه السياسي، فشارك في مظاهرات الثورة وكانت سنه إبان الثورة بين الرابعة عشرة والسابعة عشرة وعندما قاطع الشعب المصري أثناء الثورة لجنة "ملنر" الإنجليزية نظم حسن البنا في ذلك شعراً، جاء فيه: يا ملنر ارجع ثم سل وفداً بباريس أقام وارجع لقومك قل لهم لا تخدعوهم يا لئام وإبان تلك الثورة، توفي بالمنفى الزعيم الوطني المجاهد محمد بك فريد (1284 1338ه 1868 1919م) زعيم الحزب الوطني فهز نبأ وفاته حسن البنا، فنظم في ذلك قصيدة مطلعها: أفريد نم بالأمن والإيمان أفريد لا تجزع على الأوطان وبعد مرحلة مدرسة المعلمين بدمنهور انتقلت الأسرة إلى القاهرة، لتكون بجوار ابنها البكر حسن البنا، ليلتحق بدار العلوم في العام الدراسي 1923 1924م. وفي دار العلوم تتلمذ حسن البنا على عدد من علماء ذلك العصر.. وكان من بين الأساتذة الذين تأثر بهم الشيخ أحمد بدير (1295 1347ه 1878 1929م)، الذي كان قد تتلمذ على الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده.. وفي القاهرة وهو طالب بدار العلوم عايش زلازل: سقوط الخلافة الإسلامية 1924م. وصدور عدد من الكتب التي صادمت ثوابت الإسلام. كما صدمته عواصف التغريب الفكري والانحلال الخلقي، التي كانت غريبة عن المجتمع المحافظ الذي ألفه وخلّفه في الريف، وفي المدن شبه الريفية المحمودية.. ودمنهور .. فلقد وجد "الكثير من مظاهر التحلل والبعد عن الأخلاق الإسلامية في كثير من الأماكن التي لا عهد له بها في الريف المصري.. وظهرت كتب وجرائد ومجلات كل ما فيها ينضح بهذا التفكير الذي لا هدف له إلا إضعاف أثر أي دين أو القضاء عليه في نفوس الشعب...". وإلى جانب الآلام الذاتية التي عاشها من هذا الذي رآه وقرأه بالقاهرة.. أخذ يفكر في مصير الأمة التي أراد الأعداء دفعها إلى هذا المصير.. وبعبارته: "كنت متألماً أشد الألم، فها أنذا أرى الأمة المصرية العزيزة تتأرجح حياتها الاجتماعية بين إسلامها العزيز الغالي، الذي ورثته وحمته وألفته وعاشت به واعتز بها أربعة عشر قرناً كاملة، وبين هذا الغزو الغربي العنيف المسلح المجهز بكل الأسلحة الماضية الفتاكة من المال والجاه، والمظهر والمتعة والقوة ووسائل الدعاية. وكان ينفس عن نفسي بعض الشيء الإفضاء بهذا الشعور إلى كثير من الأصدقاء الخلصاء من زملائنا الطلاب بدار العلوم والأزهر والمعاهد الأخرى...". وكانت المكتبة السلفية لصاحبها العالم المجاهد محب الدين الخطيب (1303 1389ه 1886 1969م).. مكان شكواه، ومنتدى محاوراته مع العديد من العلماء والطلاب.. وكذلك دار مجلة "المنار" لصاحبها العالم المجاهد محمد رشيد رضا (1282 1354ه 1865 1935م) والتي يفد إليها العديد من تلاميذ الأفغاني ومحمد عبده. وعندما كان يهم بمغادرة مقاعد الدراسة بدار العلوم، ويدلف إلى ميادين الحياة العامة، أعلن عن "أمله.. وخطته".. وذلك عندما كتب في امتحان مادة "الإنشاء" جواباً على سؤال أستاذه أحمد يوسف نجاتي:! "اشرح أعظم آمالك بعد إتمام دراستك، وبيِّن الوسائل التي تعدها لتحقيقها...". .. فكانت إجابة حسن البنا في ورقة الإجابة تقول: "إن أعظم آمالي بعد إتمام حياتي الدراسية أملان: 1 خاص: وهو إسعاد أسرتي وقرابتي. 2 وعام: وهو أن أكون مرشداً ومعلماً، إذا قضيت في تعليم الأبناء سحابة النهار، قضيت ليلي في تعليم الآباء هدف دينهم ومنابع سعادتهم.. تارة بالخطابة، والمحاورة، وأخرى بالتأليف والكتابة، والثالثة بالتجول والسياسة. وقد أعددت لتحقيق الأول: معرفة بالجميل. ولتحقيق الثاني، من الوسائل الخلقية: "الثبات والتضحية"، وهما ألزم للمصلح من ظله، وسر نجاحه كله.. ومن الوسائل العملية: درساً طويلاً، سأحاول أن تشهد لي به الأوراق الرسمية، وتعرفاً بالذين يعتنقون هذا المبدأ أو يعطفون على أهله، وجسماً تعوّد الخشونة على ضآلته، وألف المشقة على نحافته، ونفساً بعتها لله صفقة رابحة، راجياً منه قبولها، سائله إتمامها، ذلك عهد بيني وبين ربي، أسجله في نفسي، وأشهد عليه أستاذي في وحدة لا يؤثر فيها إلا الضمير". فكان العهد.. والصفقة.. والمبايعة.. التي كانت أربح صفقات القرن الرابع عشر الهجري! لقد تخرج حسن البنا من دار العلوم.. وحصل على دبلومها (1346ه 1927م)، ولم يكن قد أتم يومئذ عامه الحادي والعشرين.. وكان ترتيبه الأول على دفعته.. ولقد رُشح للسفر إلى باريس للدراسات العليا.. لكنه تنازل عن حقه في الابتعاث، مفضلاً البقاء بمصر للعمل على تحقيق الأهداف التي حددها لنفسه في هذه الحياة. وعُيِّن مدرساً بإحدى المدارس الابتدائية بمدينة الإسماعيلية في سبتمبر سنة 1927م ربيع أول 1346ه وفي الإسماعيلية رأى من "الحوافز المستفزة" أكثر مما رآه في القاهرة.. رأى نماذج الاحتلال والاستغلال الأجنبي مجسدة أمام سمعه وبصره.. ورأى التغريب الثقافي والاجتماعي يتحدى هوية الأمة وكرامتها. "فهذا المعسكر الإنجليزي في غربها ببأسه وسلطانه، يبعث في نفس كل وطني غيور الأسى والأسف، ويدفعه دفعاً إلى مراجعة هذا الاحتلال البغيض، وما جره على مصر من نكبات جسام. وهذا المكتب الأنيق الفخم، مكتب إدارة شركة قناة السويس في سلطانه وسطوته، واستخدامه للمصريين ومعاملته إياهم معاملة الأتباع المضطهدين، وإكرامه للأجانب ورفعه إياهم إلى مرتبة السادة والحاكمين. وهذه المنازل الفخمة المنتشرة في حي الإفرنج بأكمله، ويسكنها موظفو الشركة الأجانب، وتقابلها مساكن العمال العرب في ضآلتها وصغر شأنها. والشوارع كلها تحمل لوحات لم تكتب إلا بلغة هذا الاحتلال الجاثم على صدورها، حتى شارع المسجد كان مكتوباً هكذا: زRac Du Mosqueeس وفي الإسماعيلية.. وفي هذا المناخ، وتلك الملابسات.. قرر تأسيس "جماعة الإخوان المسلمين".. وتوجه بدعوته إلى مختلف شرائح الأمة وقادة الرأي فيها: إلى العلماء أولاً.. وشيوخ الطرق ثانياً.. والأعيان ثالثاً.. والأندية رابعاً". |
العلامات المرجعية |
|
|