|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() الحلقه الثاني والعشرون نظر حسام لشيرين بعينان زائغتان تملؤهما الدموع و لم يقل غير : ليه ؟؟نظرت اليه شيرين و قد بدات الدموع تنهمر من عيناها و قالت : عشان بحبك حسام : بتحبينى ؟ حقيقى يا شيرين ؟ شيرين : ايوه يا حسام باحبك ، و ربنا عالم انك اغلى من حياتى حسام وهو يهز راسه يمنه ويسره : و انا بحبك يا شيرين ، و مش حاسالك ليه ، خلاص مش عايز اعرف سيبتينى ليه ، انا بس عاوزنا نرجع لبعض ، نرجع دلوقتى و عمرى ما حاسألك ليه اندهشت شيرين ،و ازداد المها و حزنها على ما سببته له من جراح ، للدرجه دى ؟ ده حتى مش زعلان منى ، ولا من بابى ، ده زعلان بس على الفراق ، اعمل ايه بس يا ربى ، خلعت شيرين نظارتها و بدا وجهها ذابلا من اثر المرض و لكن عيناها ، كما هما تلمعان بحبه و بدموع فراقه شيرين : انا مش عايزه اعذبك يا حسام ، انا مريضه يا حسام ، قلبى ضعيف و مسافره اعمل عمليه ممكن تنجح و ممكن لا ، ممكن اعيش و ممكن لا ، عشان كده سبتك عشان ما تتعذبش بموتى او على احسن الظروف لو العمليه نجحت تتعذب بمرضى و بعدم قدرتى على الحياه الطبيعيه و على الانجاب نظر اليها حسام و هو غير مصدق لما يسمعه ، ليته مات قبل ان يرى عذابها ، و لاول مره منذ حواره مع شهيره تتفتح عيناه ، لاول مره يرى ان وزنها انخفض الى النصف ، و وجهها ، احقا عين المحب ترى غير الناس ، ان وجهها ذابل و حزين و هتف من اعماقه :ا فداكى عمرى يا شيرين كان هذا هتاف قلبه و لسانه فى نفس اللحظه و استمر الدمع يجرى من عيناه و قد ركع على الارض و امسك بيدها التى كانت لا تزال تحمل دبلته و لثم يداها بشفتيه قائلاً : تتجوزينى يا شيرين ؟ نزلت شيرين هى الاخرى امامه على ركبتيها ، و سحبت كفها من بين يديه لتربت راسه و تمسك بوجهه و تقول : من يوم ما عرفتك ، و انا معتبره انى خلاص اتجوزتك و دبلتك و قلبك لسه لابساهم و وصيت لو مت ، اموت و انا لابساهم حسام : كده يا شيرين ؟ كنت عايزه تسيبينى ؟ حتى لو ربنا كتب الفراق ، ما يبقاش بايدينا يا شيرين شيرين : ما هانش على تتعذب معايا حسام : اتعذب معاكى احسن ما اتعذب من غيرك طول عمرى شيرين : كان نفسى تفضل صورتى فى قلبك زى ما هى ، من غير مرض من غير الم ، من غير ..... شفقه . حسام : الشفقه دى بين اتنين اغراب ، و انت لسه اجمل بنت و حاتفضلى طول عمرك كده فى نظرى حتى لما يبقى عندك تمانين سنه شيرين : تمانين طيب قول تسعتاشر سنه لملمت نفسها و كتمت دموعها حين رات دموعه بسبب جملتها الاخيره و قالت :ا انا مسافره السعوديه اعمل عمره مع مامى و بابى و شريف ، و شاهى سبقتنى على امريكا عشان حجز المستشفى و الاتفاق مع الدكاتره و باذن الله حانحصلها كمان اسبوع حسام : ان شاء الله حاكون معاكى شيرين : انا محتجالك يا حسام ، كذبت على نفسى كتير ، لكن انا محتاجاك اوى ، بس فى نفس الوقت محتاجه احس انى ما اثرتش على حياتك و حرمتك من بعثتك و دراستك ، حسام : و انا بين ايديكى يا حبيبتى ، و حافضل كده طول عمرى و البعثه ممكن تتاجل شيرين : كنت اتمنى من قلبى انى اكون سبب سعادتك مش سبب حزنك و وجعك فى الدنيا دى يا حسام ، بس مش بايدى ، صدقنى انا ما كنتش اعرف انى عيانه حسام : و مين فينا بيختار يا شيرين ، لكن لازم نرضى بقضاء الله و لاول مره يتدخل هشام بك فى الحوار : انا آسف يا حسام يا ابنى ، دى كانت غلطتى انا من الاول ، صدقنى ما كانش المقصود نخبى عليك انت ، كان بس غرضى شيرين ما تعرفش حاجه الا بعد ما تخلص السنه دى ، عشان تركز فى دراستها ، و عشان كان المفروض العمليه تتعمل فى الصيف الجاى ده لكن حانقول ايه ، و ما تشاءون الا ان يشاء الله ، ربنا اراد ان حالتها تتاخر و بكده العمليه اصبحت ضروريه دلوقت حسام : انا اللى اسف يا عمى ، كان المفروض اقابل حضرتك و اتكلم معاك ، لكن صدقنى لما بعت لى الفلوس حسيت انها اهانه و انك مش عايز تشوفنى تانى ، و افتكرت ان شيرين خلاص باعتنى ، و لو كنت اعرف من اول يوم شفتها فيه انها مريضه ، كل اللى كان حايحصل انى احبها زياده ، انا باترجاك يا عمى ، تكتب كتابنا قبل ما تسافروا السعوديه ارجوك ، عشان فى خلال اليومين الجايين انا هاعمل كل جهدى احصلكم فى امريكا شيرين : لا يا حسام ارجوك ما تسبش البعثه بتاعتك ، ، ده بالضبط اللى ما كنتش عايزاه ، انى اقف فى طريقك ، ممكن تسافر بعثتك و تطمئن على بالتليفون ، كفايه يكون قلبك معايا حسام : ربنا يسهل ما تشيليش انتى بس اى هم ، ممكن نكتب الكتاب يا شيرين ؟ ممكن يا عمى ؟ هشام : بس يا بنى الطياره فاضل عليها تلات ساعات بس ، و احنا كنا نازلين نكشف على شيرين قبل السفر حسام : خلاص حضرتك اسبقنى على المستشفى و انا هاحصلكم و معايا المأذون رقص قلب شيرين الضعيف بين ضلوعها ، وهى لا تتخيل انها على بعد خطوات من تحقيق الحلم الذى كانت قد فقدت الامل فيه و قالت :ا بس على شرط يا حسام ، ما تسيبش بعثتك و تيجى امريكا ، سيبها على الله و انا خلاص حابقى مراتك و حاطمنك بنفسى بعد العمليه ان شاء الله حسام : ان شاء الله ، اللى انتى عايزاه انا هاعمله ، و مش هاسيب البعثه شيرين : احلف حسام : و حيات شيرين اقبلت ام شيرين على حسام و احتضنته بحب و كانت دموعها ملء عينيها منذ لحظة وصول حسام ثم قبلت راسه قائله : سامحنا يا حسام يا حبيبى ، انا لو اعرف انك بتحبها كده ما كنتش خبيت عليك من الاول ، بس انا خفت قلبها ينجرح و هى ما كانتش ناقصه ،لكن النهارده لما شفتها بتبتسم بعد طول غياب ، عرفت انت ايه بالنسبه لها ، ربنا يشفي حبيبتى و حبيبتك و يوفقكم سوا يا رب قبلها حسام بحب و اخذ يطيب خاطرها وكان فعلا يعذرها الان فيم فعلت ، فقد كانت تعلم ان شيرين ليست على ما يرام ، و خافت يوم الحادث ان تتفاقم حالتها وهو ما حدث بالفعل ، و احس ان ما فعلته كان مجرد تنفيس عن خوفها و هلعها على ابنتها و على شريف ايضا . فسامحها من قلبه كان حسام فى سباق مع الزمن ، اتصل باحد اصدقاءه الذى دله على اقرب مأذون للمنطقه و اتصل بامه ليخبرها انه سيعقد قرانه على شيرين الان قبل سفرها و لم تسأله عن التفاصيل لكنها منحته مباركتها و رضاها و سمعها تزغرد فى الهاتف ، ثم انطلق بكل سرعته للمستشفى ، ليجد شيرين قد خرجت لتوها من حجرة الكشف ، و كان هناك مسجد صغير ملحق بالمستشفى ، دخل الجميع المسجد و صلوا العصر ، ثم بدأ المأذون عمله ردد هشام خلف الماذون : زوجتك ابنتى و كانت شيرين خلف اباها تردد بشفتيها : زوجتك نفسى و قال حسام و عيناه على حبيبته : و انا قبلت زواجها و دعا لهما المأذون و تبعه الناس فى المسجد اللهم بارك لهما ، و بارك عليهما ، و اجمع بينهما فى خير و كان هذا كل ما يتمناه كلا العروسين ، ان يجمع الله بينهما فى خير تقدم منها حسام ولم يحس بذرة خجل ، و هو يضمها بين ذراعيه ، ياه ، كم هى رقيقه هذه الانسانه ، كم هى حنونه ، انه يحس انه يحتضن زوجته و ابنته و اخته اللاتى لم يعرفهمن ابدا ،و دعا الله ان يحميها و يشفيها اما هى ، فعندما احتضنها ، كانت فى البدايه خجله من اهلها ، ثم تذكرت انه اصبح اهلها و زوجها و حبيبها ، و هتفت من اعماقها : اللهم لك الحمد كما ينبعى لجلال وجهك و عظيم سلطانك لم تكن تتصور انها ستستطيع ان تراه او تلمسه ثانية ، و ها هو الله يجمع بينهما فى حلاله ، بعد البعد و الفراق ، و يبدل حزنهما فرحا و انطلق بعدها موكب السيارات و معها حسام فى سيارتها للمطار ، و طوال الطريق يدها فى يديه ، و راسها على صدره ، و هى تحس بقلبه ينبض مع قلبها نبضاً واحداً ، انه الان زوجها و حبيبه ا شيرين : انا حادعى يا حسام فى الكعبه ان ربنا ما يفرقناش حسام : ربنا هو اللى جمعنا النهارده يا شيرين ، انا صحيح جيت عند البيت كذا مره قبل كده ، لكن انى اجى النهارده فى اللحظه دى بالذات ، هى دى المعجزه شيرين : كنت عارفه انى لو شفتك حانهار ، و عمرى ما حاعرف اكذب عليك و لا اقولك انى مش عايزاك حسام : ما تتكلميش فى اللى فات خلاص و ما تقوليش مش عاوزاك ابدا ابدا شيرين : حاضر ، انا حاسمع الكلام ، عشان كلام جوزى حسام : بس كده عشان جوزك ، ماشى يا شيرى يا ريتنى كتبت عليكى من اول يوم شفتك فيه شيرين : كان نفسى كتب كتابنا يكون فى ظروف مختلفه و تقدر تفرح زى اى ...ا قاطعها حسام : افرح ؟ انتى بتهذرى ، النهارده انا ارتفعت من قاع الياس لقمة السعاده مره واحده ، انا اتحدى لو حد فى الدنيا فرح بكتب كتابه زيى ، كل ما الحاجه بتكون اصعب ، فرحتها بتزيد و الرغبه فى الحفاظ عليها تتضاعف شيرين : ربنا يكمل فرحتنا يا حبيبى ، بس اوعدنى انك ما تسيبش البعثه تضيع منك حسام : اوعدك و كان المنظر فى المطار عاطفيا لدرجة انه اثار دهشة كل من راه ، كان هشام بك و عائلته فى قاعة كبار الزوار استعداداً للسفر ، و العاشقان يرفضان الفراق ، حتى عندما جاء ميعاد الطائره ، ظلت ايديهما متشابكه ، و كانت شيرين فى ملابسها البيضاء تبدو مثل العروس فى ليلة زفافها ، هى فعلا كانت عروس يتم زفافها على المجهول ربط حسام على قلبه فى النهايه ، و احتضنها بحب ، و هو يدعو الله ان يحفظ زوجته و ان يجمع شملهما على خير و تحركت شيرين محاطه بابويها و اخاها ، و راسها ملتف الى الخلف تتابع حسام بعينيها ، كأنها تملا عينيها قبل الرحيل ، و تتمنى من كل قلبها الا تكون تلك المره الاخيره التى تراه فيها بعد سفر شيرين ، اتجه حسام فى البدايه الى منزله وحكى لامه جميع التفاصيل ، و لم يخف عنها شيئا بما فيه احتمالات عدم الانجاب فحزنت امه لحال الشابه الصغيره و مرضها اكثر من اكتراثها لما قد يحدث قائله :ا الخلفه و عدم الخلفه دول بيد الله يا حسام ، ده انت نفسك انا خلفتك بمعجزه بعد ما كنا يئسنا انا و والدك من الخلف ، و بعد ما طفنا على الدكاتره ، ربنا بعتك لينا يا حسام بعد جوازى بعشر سنين و كان سنى وقتها تلاتين سنه ، ووالدك الله يرحمه كان سنه اربعين سنه ، و لا كان عندى مرض ولا هو ، لكن ربنا لما شاء حرمنا و لما شاء اعطانا ، ليه نشغل نفسنا بحاجات داخله فى علمه و مشيئته الهى يشفيكى يا شيرين يا مرات ابنى و يسعدكم انتم الاتنين ببعض ، عالم بى و حاسس بشكوتى يا رب و كانت الدموع بدات تلمع فى عينى الام حينما جثا حسام على ركبتيه امامها ، واضعاً راسه على حجرها كما اعتاد كلما اهمه شىء ، و اخذت امه تتحسس راسه و تقرا القران و الادعيه كما اعتادت منذ كان طفلاً حسام : بس انا مش متصور يا ماما انى ما كونش جنبها فى العمليه الام : طيب ما تروحلها يا حبيبى دى مراتك دلوقتى و محتاجالك حسام : بس انا وعدتها انى ما اضيعش البعثه و ما اضيعش املكم انت وبابا فى الام : دى امريكا فيها جامعات كبيره ، مش جوز اخت شيرين بيحضر دكتوراه هناك ، ما تتصل فيه و تساله كده لو كان ممكن تقدم هناك و تغير البعثه و خلاص حسام : أغير البعثه ؟ الام : مش عارفه يا ابنى انا ما فهمش زيك ، بس اللى اعرفه انك عمرك ما حاتطمن و انت فى لندن وهى فى امريكا ، ده غير ان العمليات دى ممكن تطول و ممكن تحتاج هى متابعه بعدها ، و يمكن يكون صحيح اهلها ناويين انها تكمل دراستها هناك طيب ليه البعد و الفرقه دى بعد تفكير قصير فى كلام امه اتصل حسام بالمشرف على رسالته بالكليه و ساله عن امكانية تغيير البعثه الى امريكا بدلا من انجلترا ليس حبا ً فى البعثه او حرصاً على مستقبله ، بل لانه وعد شيرين انه لن يترك البعثه و كان يتمنى الا يخلف وعده معها ان استطاع و كل نيته انه ان لم يستطع ، فسيخلف وعده بكل تاكيد و جاءت اجابة المشرف مخيبه لامال حسام ، اذ ابلغه انه من الواجب ان ينفذ السفر الى انجلترا لان الجامعه هناك متعاقده مع جامعة القاهره لشئون البعثات و لا سبيل لتغيير الوجهه لكنه ترك بصيصا من الامل لحسام حين ابلغه انه من الممكن ان يسجل للدكتوراه فى اى جامعه عالميه اخرى ، لكن ستكون الدراسه باكملها على حسابه الشخصى و ليس على نفقة الجامعه ، ووقتها سيضطر لاخذ اجازه رسميه من منصبه بالجامعه ، و لن يضمن مكانه بعد العوده و كذلك لا يضمن اعادة تعيينه من اساسه توكل حسام على الله و اتصل باشرف زوج اخت شيرين بامريكا ، و كان قد كلمه قبل ذلك مكالمة تعارف بناءً على رغبة شيرين ، و ابلغه بالموقف كاملا و طلب منه المساعده فى ايجاد جامعه لاعداد الدكتوراه ، مع تكفله بالمصاريف اللازمه طمأنه اشرف بان الموضوع لن يكون صعبا و ابلغه ايضا بالاموال التى تتكلفها الدراسه هناك ، و انه من الممكن ان يجد عملا فى مركز ابحاث او فى الجامعه نفسها التى سيعد فيها الدكتوراه ، و طلب منه حسام عدم ابلاغ شيرين عن اى من هذه التفاصيل خشية الا تكلل مساعيه بالنجاح و يتسبب ذلك فى احباطها . و مرت الايام التاليه فى استعدادت للسفر ، اتت بكل ما يتمناه حسام فعلا ، اذ تمكن زوج شاهى من تسجيل حسام فى الدراسات بنفس جامعته ، و اسعد ذلك حسام اذ سيتمكن من الوفاء بوعده ، و فى نفس الوقت يتواجد معها و كانت شيرين فى هذه الاثناء تقضى معظم وقتها فى رحاب الكعبه مع والدتها ووالدها و تدعو ربها و قلبها متجه اليه ، و عيناها معلقه ببيته المحرم ان يفرج همها كربها ، و الا يخذل والديها و حسام و لا يسئهم فيها و تهتف من اعماقها :ا ، اللهم ان امتنى الان فسأموت سعيده و راضيه ، لكن املى فى كرمك لا ينقطع ان تمنحنى فرصة العيش مع من احب ، العيش لمن احب ، و ان اردتنى الى جوارك ، احسن خاتمتى و الحقنى بالصالحين يا رب ، و افرغ عليهم صبرا من بعدى يا كريم اذ كانت روحها تهون عليها ولكن لا يهون عليها حزن اهلها و احباؤها و قبلهم زوجها و بعد ايام كانت شيرين فى تنزل فى المطار بامريكا ، و ينتظرها هناك ، اختها شاهى و زوجها ، و .......... .......... حسام
__________________
I am not afraid to stand alone |
العلامات المرجعية |
|
|