|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
<div align="center">السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء هذا كتيب رائع للدكتور راغب السرجاني اسمه " فلسطين لن تضيع.. كيف؟! " قد قرأته في السنة الدراسية السابقة وأعجبت به كثيراً.. وأحببت أن أكتبه بنفسي على الكمبيوتر وأضعه لكم على صفحات المنتدى لتستفيدوا منه، ونستفيد معاً من تبادل الحوارات والنقاشات حوله... هذا الكتيب إصدار عام 2002، ولذلك فقد تجدون بعض المعلومات والأحداث القديمة نوعاً ما - والتي تُعتبر حديثة في وقت إصدار هذا الكتيب -.. هذا الكتيب - على المستوى الشخصي - أفادني كثيراً وأمدني بمعلومات لم أكن أعرفها.. وأتمنى أن يحدث هذا مع كل من يقرأ هذا الكتيب.. وسيُوضع هذا الكتيب على صفحات المنتدى في صورة حلقات حيث لا يمكن أن يُوضع كله مرة واحدة نظراً لكبره، ونظراً لكثرة القضايا التي يناقشها.. وبإذن الله عندما ننتهي من نقاش حلقة من الحلقات ستوضع الحلقة التالية وهكذا.. بإذن الله يلاقي هذا الموضوع إقبالاً وتفاعلاً معه نظراً لأهميته الشديدة.. وبسم الله نبدأ مع المقدمة.. ولم أقسم المقدمة على حلقات نظراً لقصرها ولتعريفكم بمضمون هذا الكتاب.. ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~ المقدمة أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم... إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم أما بعد.. فإنه في يوم 2 من ربيع الأول في سنة 897 هجرية، الموافق 2 من يناير سنة 1492 ميلادية وقَّع أبو عبد الله محمد الصغير - آخر ملوك الأندلس من المسلمين - معاهدة الاستسلام، وذلك بعد قتل انتفاضة المسلمين التي قامت بين ربوع غرناطة - آخر معاقل المسلمين في الأندلس - وخرج أبو عبد الله الصغير من مدينة غرناطة، ووقف على تل من التلال القريبة من قصر الحمراء - قصر الحكم في غرناطة - وهو يبكي وينتحب، فقالت له أمه عائشة الحرة: ((أجل فلتبكي كالنساء ملكاً لم تستطع أن تحافظ عليه كالرجال ))، وخرج المسلمون بذلك من الأندلس خروجاً نهائياً بعد أن حُكمت بالإسلام ثمانية قرون ، غير أن الأيام تحمل معها مفاجآت كثيرة فتلك البلاد التي حكمت بالإسلام هذه المدة الطويلة لا يعيش فيها الآن من المسلمين إلا حوالي مائة ألف مسلم فقط، فهي من أقل بلاد العالم تعداداً للمسلمين، وهو درس لا بد أن يفقهه المسلمون. وكأني ألحظ الدهشة تعلو الوجوه!، لماذا الحديث عن الأندلس؟ أليس موضوع الكتاب خاص بـ((فلسطين))؟! نعم.. يدور حديثنا هنا عن فلسطين، ولكن العلاقة وثيقة جداً بين قضية فلسطين الحالية وبين الأندلس الماضية.. سبحان الله.. مع تباعد الزمان وتباعد المكان فإن العلاقة وثيقة بين الأندلس وفلسطين، ولعلنا ندرك ذلك من خلال هذه الملاحظة وهي في غاية الأهمية. لماذا لم يعد للإسلام ذكر في هذه البلاد إلا آثار قليلة، وبعض المساجد التي حولت إلى كنائس، بينما احتلت بلاد إسلامية كثيرة غير بلاد الأندلس ومع ذلك لم يخرج منها الإسلام؟! احتلت مصر، والجزائر، وسورية، والسودان، وليبيا، والعراق، ومعظم بلاد العالم الإسلام لكن هذه البلاد مازالت مسلمة بعد الاحتلال الطويل، أما أسبانيا والبرتغال - أو الأندلس - فالوضع فيها مختلف، لماذا؟! لأن الاحتلال الأسباني للممالك الإسلامية في الأندلس كان احتلالاً إستيطانياً إحلالياً سرطانياً، بمعنى أن الأسبان ما كانوا يدخلون المدينة الإسلامية إلا ويقتلون أهلها جميعاً، ويقومون بمذابح جماعية في كل مكان، أو يطردونهم خارج البلاد، وهكذا وبمرور الوقت يتحول سكان البلد المسلمون إلى شهداء أو لاجئين، ثم يأتون بالأسبان من كل مكان ليوطنوهم في هذه البلاد، وهكذا وبمرور الوقت أصبح سكان الأندلس كلهم من الأسبان وليسوا من المسلمين واختفى المسلمون بالكلية من ساحة الأندلس. ترى كيف كان حال المسلمين حول بلاد الأندلس في البلاد المجاورة، في تونس والجزائر والمغرب ومصر والشام؟ كان المسلمون في فرقة شديدة وضعف، ومع ذلك فإنهم - ولا شك - فكروا مع هذا الضعف - في استعادة بلاد الأندلس، ولكنهم لم يستطيعوا هذا لقلة حيلتهم، ومن المؤكد أن المسلمين الذين خرجوا من بلاد الأندلس فكروا يوماً ما في العودة، ولكن لم يستطيعوا لضعف إمكانياتهم، وهكذا مر شهر أو شهران، وعام أو عامان، وقرن أو قرنان بل خمسة قرون، وضاعت الأندلس - أسبانيا والبرتغال - من ذاكرة المسلمين، فمن من المسلمين الآن يفكر في استعادة بلاد الأندلس؟ لا أحد، فالأندلس الآن عبارة عن دولتين تربطهما مع كل بلاد المسلمين علاقات حميمة. كان المؤرخون قديماً عندما يتحدثون عن الأندلس بعد سقوطها يقولون ((أعادها الله للمسلمين))، مثلما يتحدث مؤرخ فيقول ((فتح طارق بن زياد رحمه الله بلاد الأندلس - أعادها الله للمسلمين - في سنة 92 من الهجرة)) ذلك لأنها كانت دائماً في الذاكرة، أما مع تقادم العهد فقد اختفت الكلمة - كلمة أعادها الله للمسلمين - اختفت من أفواه المؤرخين. ما أشبه اليوم بالبارحة، فالأندلس تتكرر من جديد.. أين؟ في فلسطين!!. نعم في فلسطين!!; نفس طريقة الاحتلال الأسباني، قتل أو طرد للمسلمين، تحويل الشعب إلى لاجيء وشهيد، هدم للمباني والديار، وإقامة للمستوطنات اليهودية في كل مكان، عملية إحلال منظمة للشعب الفلسطيني بالشعب اليهودي; وإن ترك الأمر على حاله في تراجع ودِعة من المسلمين فإن المصير سيكون واحداً، وستلقى فلسطين نفس مصير الأندلس. إذا تقادم العهد على عملية الاستيطان والإحلال سيصبح المكان مع مرور الزمان اسمه إسرائيل، كما أصبحت الأندلس مع مرور الزمان اسمها أسبانيا والبرتغال. إذا تقادم العهد على الاحتلال فسيصبح هذا أمرا واقعاً.. المسلمون منذ ثلاثين سنة - مثلاً - كانوا لا يعترفون بالكيان الصهيوني مطلقاً.. بل كانوا يصفون اليهود بأنهم مجموعة من اللصوص سطوا على أرض ليست أرضهم فنهبوها واستوطنوها.. ثم مرت الأيام وقبل الرافضون القدماء من العرب بوجود إسرائيل على مساحة 78% من الأرض المحتلة وهي كل أرض فلسطين خلا الضفة الغربية وغزة.. ثم ستأتي مرحلة جديدة لا محالة يسعى فيها اليهود لإنهاء الوجود الفلسطيني بالكلية..وساعتهاا قد يصرخ المسلمون يوماً أو يومين أو سنة أو سنتين أو قرناً أو قرنين.. ويتقادم العهد، وتصبح فلسطين إسرائيل.. ويرتبط المسلمون معها بما يرتبطون به الآن مع أسبانيا والبرتغال. إذا تقادم العهد على احتلال فلسطين فقد يأتي زمان يزور فيه المسلمون المسجد الأقصى بتأشيرة سياحة من السفارة الإسرائيلية كما يزورون الآن مسجد قرطبة بتأشيرة سياحة من السفارة الأسبانية!!. قضية فلسطين قضية من أخطر قضايا أمة الإسلام، بل لعلها الأخطر على الإطلاق. قضية فلسطين هي قضية أمة تذبح، وشعب يباد، وأرض تغتصب، وحرمات تنتهك، وكرامة تهان، ودين يضيع. ترى ماذا نفعل كأمة وأفراد حتى لا تصبح فلسطين أندلساً أخرى؟ أنا في هذا الكتاب لا أخاطب الحكومات والهيئات الرسمية.. أنا أخاطب عموم المسلمين الغيورين على القضية.. أخاطب الطبيب والمهندس والمحامي ورجل الأعمال.. أخاطب النجار والحداد والعامل والفلاح.. أخاطب أستاذ الجامعة كما أخاطب الطالب.. أخاطب العلماء كما أخاطب الرجل البسيط الذي لا يحسن القراءة والكتابة ولكن - فقط - ليتألم لفلسطين. أنا - أيها المسلمون - أخاطب عموم المسلمين الذين ليس في أيديهم قرار تسيير الجيوش، ولا قطع العلاقات، ولا غلق السفارات، ولا وقف التطبيع، ولا محاكمة شارون، ولا وحدة قادة المسلمين.. يقول الله عز وجل: ((لا يكلف الله تفساً إلا وسعها)). نحن في هذا الكتاب نحاول أن نضع أيدينا على هذا الوُسع. أنا أريد منك ستة أدوار.. ستة واجبات، إذا فعلتها على الوجه الأكمل كنت ممن أدى حق فلسطين.. وكنت مساهماً في تحريرها.. وكنت مستنفذاً لوسعك وطاقتك، ويوم القيامة تقول:يارب تألمت لفلسطين ففعلت كذا وكذا، وهذا ما كنت أملك.. مع العلم أنني في هذا الكتاب لا أخاطب إخواننا المجاهدين المرابطين في ارض فلسطين، فإن عليهم دوراً يسبق كل هذه الأدوار وهو الجهاد في سبيل الله.. فلا شيء يعدل الجهاد ضد اليهود.. نسأل الله لهم الثبات والإخلاص.. الواجب الأول: فهم القضية فهماً صحيحاً وتحريكها بين الناس بسرعة. الواجب الثاني: قتل الهزيمة النفسية وبث الأمل في عودة اليقظة للأمة الإسلامية. الواجب الثالث: بذل المال قدر المستطاع و تحفيز الناس عليه. الواجب الرابع: المقاطعة الاقتصادية الشاملة والكاملة لكل ما هو يهودي أو أمريكي أو إنجليزي أو من أي دولة أو شركة تؤيد اليهود بسفور. الواجب الخامس: الدعاء المستفيض اللحوح لله عز وجل. الواجب السادس: إصلاح النفس والمجتمع. مع هذه الواجبات نعيش في هذه الصفحات القادمة; ونسأل الله التوفيق..</div>
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div> |
العلامات المرجعية |
|
|