غفوة
تَعيسٌ أنا ! .. وَحيدٌ في غُرفتي .. ربما أحاولُ أن استرقَ لحظاتٍ من النوم فأغفو ؛ ليغفو معي يأسي .. ولا يلبثُ الوسنُ مُفترشاً علي جَفنى فأفيقُ مَرةً ثانية .. لهذا اللحنِ الهادئ المُتراقص في رأسي .. (The lonely shepherd) لعازفِ الفلوت المُحبب لدىّ ( جورج زامفير ) .. فأهبُ من سَريري بقفْزَةٍ شبابية ؛ لأديرها علي حاسبي الشخصي .. لا شئٌ مضئ في الغرفةِ سوى شاشةُ الحاسب .. جوٌ رائع بنكهه مُنعِشه ! ..وبلحظةٍ .. يُرسلني إليكِ .. أجد نفسي بين يديكِ.. أري كل لحظةٍ بينك وبيني .. انحنى إنحناءه وقوره .. هامساً في أذنيكِ " أتسمح مولاتي بمشاركتي تلك الرقصة ؟ " فتجيبين بإمائه خَجِله تُوَرّد خدودكْ.. أقبضُ علي كفكِ برفق لا يصلحُ إلا للقوارير .. مرتعشاً لسيل المشاعر التي تُدغدغُ انسجتي حينما أُلآمسُ بشرتك .. أجذبكِ نحوى غارقاً بغدير عينيكِ .. نرقصُ كالغزلان ِ.. نتمايلُ علي إيقاع ِمقطوعتنا الفضلي الممزوجة بدقات قلبك .. ألمحُ في عينيكِ نظرةَ إنكسارٍ وخنوع .. يكسوها بريقُِ الدموع .. تتركين يداىّ وتبتعدين .. عندما تلمحين سحابة الحزن الأسود تقتربُ في نهم .. يتوقفُ اللحن .. تتلاشي صورتكِ .. أُمسك بكِ فلا أنالُ إلا طيفك الذي ينفلت من بين أصابعي ! .. أتألم .. أبكي .. انتحبُ .. أديرُ اللحنَ مرة اخري !
بقلم أحمد رضا