اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-12-2009, 03:28 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي عقيدة أبي الحسن الأشعري

دكتور محمود عبد الرازق الرضواني - استاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة

عقيدة أبي الحسن الأشعري

المحاضرة الأولي
الحمد لله الذي من تواضع له رفعه ، ومن تكبر عليه أذله ووضعه ، ومن أخلص واتبع نجاه عمله ونفعه ، أحمده حمد من أحسن الله إليه ، وأشكره بشكر من أنعم الله عليه ، وأسأله الأمن يوم الوقوف بين يديه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الأول بلا بداية ، والآخر بلا نهاية ، والذي له في كل شيء آية ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، الذي أرسله للكافة بآياته ، وأيده بخوارق عاداته ومعجزاته ، فالله أعلم حيث يجعل رسالاته ، وصلى الله عليه كما ذكر ربنا فقال : ( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (الأحزاب:56) فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين ، أما بعد ..
ففي خضم المعمعة الفكرية ، بين فرق المشبهة والفرق الاعتزالية ، التي أعقبت عصر السلف الصالح ، ولد الإمام أبو الحسن الأشعري ، الذي تنسب إليه فرقة الأشعرية ، واسمه علي بن إسماعيل بن إسحاق الأشعري ، مات أبوه إسماعيل بن إسحاق الأشعري ، فنشأ بالبصرة يتيما ، وتزوجت أمه رجلا من شيوخ الضلال الاعتزالي ، يقال له أبو علي الجبائي ، فتربى في حجره ، وتعلم من فنه ، وبرع في فهم الواقع الفكري ، وكان واقع المسلمين الفكري ، واقعا ملوثا كما وصفناه في البدعة الكبرى ، فقد وجد أبو الحسن الأشعري ، ساحة من الفكر الاعتزالي ، أخذ ينظر فيها ويقيمها ، ويجمع أقوال الضالين ويدققها ، حتى ألف في ذلك كتابا كبيرا سماه مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين ، ووصل إلى نتيجة مقنعة بين فيها بصورة واضحة ، أن الأدلة العقلية تكافأت عنده في العقائد الغيبية ، ولم يترجح عنده شيء من الآراء الاعتزالية ، بل وجدها آراء سقيمة ، واعتقادات جاهلية عقيمة .
وقد ذكر أبو الحسن الأشعري ، أنه كان نائما في ليلة من شهر رمضان ، فرأي النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، فقال له : يا على انصر المذاهب المروية عنى فإنها الحق ، فلما استيقظ دخل عليه أمر عظيم ، ولم يزل مفكرا مهموما حزين ، ما المقصود بهذه الرؤية وما المراد منها ؟ ثم بعد أيام رأي النبي في المنام مرة ثانية ، فقال له : يا على ما فعلت فيما أمرتك به ؟ فقال أبو الحسن الأشعري : يا رسول الله ، وما عسى أن أفعل ، وقد خرجت مذاهب الفقه المروية عنك على محامل صحيحة ، فقال لي : انصر المذاهب المروية عنى فإنها الحق ، فاستيقظ وهو شديد الأسف والحزن ، وعلم أن النبي يقصد نصرته في باب العقيد ، والدفاع عما ورد في الكتاب والسنة ، فأجمع على عدم الخوض في تتبع الآراء الكلامية ، والنظر في الطريقة السلفية ، وأن يكثر من تلاوة الآيات القرآنية ، ويلم بالأحاديث النبوية في سائر الأمور الاعتقادية ، يقول أبو الحسن الأشعري : فلما كانت ليلة سبع وعشرين ، وكان من عادتي أن أسهر في تلك الليلة أخذني من النعاس ما لم أتمالك معه السهر ، فنمت وأنا أتأسف على ترك القيام ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم مرة ثالثة فقال لي : يا على ما صنعت فيما أمرتك به ؟ فقالت : يا رسول الله قد تركت الكلام والمتكلمين ، ولزمت كتاب الله وسنتك ، فقال لي : أنا أمرتك بنصرة المذاهب المروية عنى فإنها الحق ، قال فقلت يا رسول الله : كيف أدع مذهبا تصورت مسائله وعرفت دلائله منذ ثلاثين سنة لرؤيا رأيتها ، فقال لي : إن الله سيعينك ويمدك بمدد من عنده ، فاستيقظت وقلت في نفسي : وماذا بعد الحق إلا الضلال ، وأخذ في نصرة الآيات والأحاديث التي وردت في إثبات علو الله على خلقة ورؤية المؤمن لربه ، وأنواع الشفاعة بعد الممات وإثبات سائر الصفات ، وفتح الله عليه من الأدلة والبراهين ، بما لم يسمعه أحد من المعاصرين .
وروى أنا أبا الحسن الأشعري أنه أقام على المذهب الاعتزالي أربعين سنة ، بحكم تربيته في حجر أبى على الجبائى ، فلما شرح الله صدره لاتباع المذهب السلفي ، غاب عن الناس في بيته أسبوعين ، ثم خرج إلى المسجد الجامع ، وصعد المنبر وقال : معاشر الناس إنما تغيبت عنكم هذه المدة ، لأني نظرت فاستهديت الله تعالى ، فهداني إلى اعتقاد ما أودعته في كتابي هذا – كتاب الإبانة عن أصول الديانة - وانخلعت من جميع ما كنت أعتقده ، كما انخلعت من ثوبي هذا ، وخلع ثوبا كان عليه ورمى به .
يقول ابن كثير رحمه الله : ذكروا للشيخ أبي الحسن الشعري ثلاثة أحوال : أولها : حال الاعتزال ، وقد رجع عنها بلا شك ، الحال الثاني : إثبات الصفات العقلية السبعة ، وهي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام وتأويل الخبرية كالوجه والقدم والساق ونحو ذلك وهذا ما عليه الأشعرية اليوم ، الحال الثالث : إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه التزاما بطريقة السلف ، وهي طريقته في كتابه الإبانة عن أصول الديانة التي صنفها في آخر أيامه .
وقد ذكر البيهقى في ترجمة أبى الحسن الأشعري أنه لم يحدث في دين الله حدثا ، ولم يأت فيه ببدعة ، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين والأئمةِ من بعدهم في أصول الدين فنصرها ، وأيدها بزيادة شرح وتبيين ، وأن ما قالوا وجاء به الشرع في الأصول صحيح في العقول ، بخلاف ما زعم أهل الأهواء ، أن بعضه لا يستقيم في الآراء ، فكان يعمل في بيانه وثبوته ، ونصرة أقاويل من مضى من الأئمة ، كأبي حنيفة وسفيان الثوري من أهل الكوفة ، والأوزاعى وغيره من أهل الشام ، ومالك والشافعي من أهل الحرمين ، ومن نحا نحوهما من أهل الحجاز ، وغيرها من سائر البلاد ، وكأحمد بن حنبل وغيره من أهل الحديث ، والليث بن سعد وغيره ، وأبى عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، وأبى الحسين مسلم بن الحجاج النيسابورى ، إمامي أهل الآثار وحفاظ السنن التي عليها مدار الشرع .
وحين كثرت المبتدعة في هذه الأمة ، وتركوا ظاهر الكتاب والسنة ، وأنكروا ما ورد من صفات الله تعالى ، وجحدوا المعراج وعذاب القبر والميزان ، وأن الجنة والنار مخلوقتان ، وأن أهل الإيمان يخرجون من النيران ، وما لنبينا من الحوض والشفاعة ، وما لأهل الحنة من الرؤية ، وأن الخلفاء الأربعة كانوا محقين فيما قاموا به من الولاية ، وزعموا أن شيئا من ذلك لا يستقيم على العقل ، ولا يصح على الرأي ، أخرج الله من نسل أبى موسى الأشعري رضي الله عنه إماما ، قام بنصرة دين الله ، وجاهد بلسانه وبيانه ، كل من صد عن سبيل الله ، وزاد في التبيين لأهل اليقين ، أن ما جاء به الكتاب والسنة ، وما كان عليه سلف هذه الأمة ، أمر مستقيم على العقول الصحيحة .
قال أحد أصحاب أبى الحسن الأشعري : حضرت معه مجلسا في جماعة من المبتدعة ، فقام فيه لله مقاما حسنا ، وكسر حجتهم ، فلما خرج قلت له : جزاك الله خيرا ، قال : وما ذاك ؟ قلت : لمقامك هذا لله تعالى ونصرة دينه ، فقال : يا أخي إنا ابتلينا بأمراء سوء ، أظهروا بدع المخالفين ونصروها ، فوجب علينا القيام لله ، والذب عن دينه حسب الطاقة ، فمسألة من معرفة ربك ، وما تطيعه به وتتقرب به إليه أجدى من هذا .
وهنا قضية هامة في بيان مذهب الأشعري والفرق بينه وبين المنتسبين إليه من الأشعرية ، من بعده حتى عصرنا الحالي ، هذه القضية تكشف لنا طامة كبرى ، وبلوة عظمى ، وقع فيها أغلب الدارسين للعقيدة من المسلمين ، فما هي القضية التي نرغب في بيانها وتحديد أركانها ؟
القضية أن الأشعري نصر ما كان عليه السلف ودافع عن مذهبهم وحارب البدعة بالعقل ، أو استخدم عقله وخبرته في علم الكلام لنصرة النصوص وإثباتها ، أما الأشعرية فقالوا نصالح أو نوفق أو نقرب بين السلف والمعتزلة ، فأخذوا منهج المعتزلة في تقرير أصول الدين وعقيدة المسلمين بالمنهج العقلي ، ثم نظروا به إلى نصوص الكتاب والسنة ، فما وافق أصولهم أخذوه وما خالفها عطلوه ، فأظهروا لنا منهجا مسخا مشوها ، أشد تعقيدا من مذهب المعتزلة .
فعلى بن إسماعيل الأشعري أو الإمام أبو الحسن الأشعري ، كان دائما كان ينقض المعتزلة ليثبت السنة ، ولم يكن ينقض المعتزلة ليعدل رؤيتهم ممتطيا طريقتهم ، دخل رجل على الجبائى فقال : هل يجوز أن يسمى الله تعالى عاقلا ؟ فقال الجبائى : لا لأن العقل مشتق من العقال ، والعقال هو المانع ، والمنع في حق الله محال ، فامتنع إطلاق العقل على الله ، قال أبو الحسن الأشعري فقلت له : فعلى قياسك لا يسمى الله سبحانه حكيما ، لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام وهى الحديدة المانعة للدابة عن الخروج ، ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت رضي الله عنه : فنحكم بالقوافي من هجانا - ونضرب حين تختلط الدماء ، وقول الآخر : أبنى حنيفة حكموا سفهاءكم - إني أخاف عليكم أن أغضبا ، أي نمنع بالقوافي من هجانا وامنعوا سفهاءكم ، فإذا كان اللفظ مشتقا من المنع والمنع على الله محال لزمك أن تمنع إطلاق حكيم عليه سبحانه وتعالى ، قال فلم يجد جوابا إلا أنه قال لي : فلم منعت أنت أن يسمى الله سبحانه عاقلا ، وأجزت أن يسمى حكيما قال فقلت له : لأن طريقي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي دون القياس اللغوي ، فأطلقت حكيما لأن الشرع أطلقه ، ومنعت عاقلا لأن الشرع منعه ، ولو أطلقه الشرع لأطلقته .
ويا ليت الأشعرية يتبعون نهج الأشعري ، الأشعرية يثبتون سبع صفات نفسية أو معنوية ، ويعطلون أو يأولون بغير دليل باقي الصفات الخبرية ، فإذا قيل لهم : لم أثبتم قدرته وإرادته وعلمه وحياته وكلامه وسمعه وبصره مع أنها وردت في الكتاب والسنة ، ونفيتم عنه صفة المحبة والرضى والغضب والاستواء والعلو والمجئ وسائر الصفات الخبرية ، مع أنها أيضا وردت في الكتاب والسنة ؟ قالوا : لأن الصفات التي أثبتناها لا تدل على التشبيه ، أما الصفات التي نفيناها تدل على التشبيه ، فيقال لهم : العقلاء لا يقرون هذا ، فالقول في الصفات كالقول في بعض ، فإما أن تقولوا بالتمثيل الباطل في الذات وجميع الصفات كما فعلت الممثلة وقالت : إرادة الله مثل إرادة المخلوق ، ومحبته ورضاه وغضبه واستواءه وعلوه وسائر الصفات الخبرية مثل أوصاف المخلوق ومعلوم أن هذا كذب على الله وقياس باطل محرم ، وإما أن تقولوا كما قال أهل التوحيد : إرادة الله تليق به ، وإرادة المخلوق تليق به ، والله ليس كمثله شيء في إرادته ومحبته ورضاه وغضبه واستواءه وعلوه وسائر الصفات الثابتة في الكتاب والسنة كما هو اعتقاد أهل الحق ، ونحن أثبتنا الصفات لأن الشرع أثبتها .
أما أن يأتي صاحب المذهب الأشعري بحجج عقلية سقيمة ، ينفي بها ما يشاء ويثبت من صفات الله تعالى ، فالعقل لن يسأم من مقارعة الحجة بالحجة ، فإن قال : نفيت الغضب لأنه غليان دم القلب لطلب الانتقام ، وهذا لا يجوز على الخالق سبحانه وتعالى ، قيل له : والإرادة التي أثبتها ميل القلب إلى جلب منفعة أو دفع مضرة ، وهذا لا يجوز على الخالق سبحانه وتعالى ، فإن قال : هذه إرادة المخلوق أما إرادة الخالق فليست كذلك ، قيل له : وهذا الغضب الذي وصفته غضب المخلوق ، أما غضب الخالق فليس كذلك ، وهذا لازم في كل صفة أثبتها أو نفاها فالقول في الصفات كالقول في بعض .
إذا هناك فرق كبير بين الأشعري والمذهب الأشعري ، فالأشعرى لم يترك مذهبا عقليا متكاملا ، فيه ما يجب وما يجوز من الصفات الله ، أو ما يمنعونه أو يحيلونه على الله ، لم يترك الأشعري مذهبا عقليا متكاملا مؤصلا ، كما هو موجود في جوهرة التوحيد ، أو تحفة المريد في شرح جوهرة التوحيد ، كما هو الحال عند الأشعرية ، وكل ما تركه اجتهادات في إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ، ولا تكييف ولا تمثيل ، أما الأشعرية بعد وفاة أبو الحسن الأشعري ، فأئمة مذهبهم الذين وضعوا أصوله وأركانه ، طوروا مذهبا جديدا هجينا نسبوه لأبى الحسن الأشعري وهو منه ومنهم براء ، لكن هذا المذهب الجديد تعددت فيه اجتهاداتهم ومناهجهم في تكوين عقائده ، وما ذلك إلا لأن المذهب لم يبن في البداية على منهج مؤصل ، أو كلام واضح في أصوله الاعتقادية ، ولا كيفية التعامل مع النصوص الإلهية بل اتفق موقفهم على استخدام علم الكلام والأصول العقلية للتوفيق بين عقيدة المعتزلة و عقيدة السلف ، فبدا مذهبهم مذهبا مسخا ، مترهلا هشا ، يعبر عن معتزلة جدد هيمنوا على العالم الإسلامي من وقتها إلى الآن ، يستحسنون الفلسفة والتصوف .
ومن أبرز أئمة المذهب ، القاضي أبو بكر الباقلاني محمد بن الطيب بن محمد: (402هـ) وهو من كبار علماء الكلام وأبو إسحاق الشيرازي إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروز أبادي الشيرازي : (476هـ ) ، وأبو حامد الغزالي الصوفي : (505هـ) وأبو إسحاق الإسفراييني : ( ت418هـ) وإمام الحرمين أبو المعالي الجويني : (478هـ ) ، وأبو القاسم القشيرى صاحب الرسالة القشيرية ، ومن أشدهم وأخطرهم الإمام فخر الدين الرازي ( 606هـ) وهو أبو عبد الله محمد بن عمر الطبرستاني الرازي الملقب فخر الدين المعروف بابن الخطيب ، كان فقيها شافعيا قال عنه صاحب وفيات الأعيان : ( إنه فريد عصره ونسيج وحده ، فاق أهل زمانه في علم الكلام والمعقولات ) وهو المعبر عن المذهب الأشعري في مرحلته الأخيرة ، والموجودة الآن في البلاد الإسلامية ، والمقررة على طلاب المعاهد والجامعات الأزهرية ، في مصر وغيرها من البلاد الإسلامية ، حيث خلط الكلام بالفلسفة ، وقدم عقول اليونان على ما ورد في القرآن ، قال فيه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان :
( كان له تشكيكات على السنة على غاية من الوهن ) فمصدر التلقي عند الأشاعرة ليس مبدأه الكتاب والسنة كما هو الحال عن الأشعري وعلماء السلف ، بل أساسه قواعد علم الكلام ولذلك ، فإنهم يقدمون العقل على النقل عند التعارض ، صرح بذلك الرازي في كتابه أساس التقديس ، والآمدي وابن فورك والغزالي والجويني وغيرهم ، كما أنهم لا يحتجون بأحاديث الآحاد التي ثبتت في الصحاح لأنها عندهم لا تفيد العلم اليقيني في العقيدة ، ولا مانع عندهم من الاحتجاج بها في الصلاة وبقية الأحكام ، أو فيما لا يعارض قوانين علم الكلام ، أما الأحاديث المتواترة عندهم فيجب تأويلها بأي وسيلة مقبولة أو غير مقبولة ، ولا يخفي مخالفة هذا لما كان عليه السلف الصالح ، أصحاب القرون الفاضلة ، ومن سار على دربهم ، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يرسل الرسل فرادى ، يبلغون الإسلام أحادى ، كما أرسل معاذ بن جبل إلى اليمن ، روى الإمام الترمذي ، وصححه الشيخ الألباني ، من حديث زَيْد بْن ثَابِتٍ ، رضي الله عنه ، أن رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ ، قال : ( نَضَّرَ اللهُ امْرَأً ، سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا ، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ ، إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ) ، وروى الإمام أبو داود ، وصححه الشيخ الألباني ، من حديث عبد الله بن عباس ، رضي الله عنه ، أن رَسُول اللهِ صَلى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ قال :
( تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ ، وَيُسْمَعُ مِمَّنْ سَمِعَ مِنْكُمْ ) ، وفي حديث تحويل القبلة 818 الذي رواه مسلم من حديث البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ صَليْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا حَتَّى نَزَلَتِ الآيَةُ التِي فِي البَقَرَةِ ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ ) ، فَنَزَلَتْ بَعْدَمَا صَلى النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ فَمَرَّ بِنَاسٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُمْ يُصَلُّونَ فَحَدَّثَهُمْ فَوَلوْا وُجُوهَهُمْ قِبَلَ البَيْتِ ، وفي رواية : ( وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلاةِ الفَجْرِ وَقَدْ صَلوْا رَكْعَةً فَنَادَى أَلا إِنَّ القِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ ، فَمَالُوا كَمَا هُمْ نَحْوَ القِبْلَةِ) ، ورواه أيضا من حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ : بَيْنَمَا النَّاسُ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ بِقُبَاءٍ ، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الليْلَةَ ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ فَاسْتَقْبَلُوهَا وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ فَاسْتَدَارُوا إِلَى الكَعْبَةِ .
فجميعهم صدقوا بخبر الواحد ولم يكذبوه ، يقول أبو طاب المكي في : ( فإنا قوم متبعون نقفوا الأثر غير مبتدعين بالرأي والمعقول نرد به الخبر ، وفي رد أخبار الصفات بطلان شرائع الإسلام من قبل أن الناقلين إلينا ذلك هم ناقلو شرائع الدين وأحكام الإيمان ، فإن كانوا عدولا فيما نقلوه من الشريعة ، فالعدل مقبول القول في كل ما نقلوه ، وإن كانوا كذبوا فيما نقلوا من إخبار الصفات ، فالكذب مردود القول في كل ما جاء به ) .
كما أن كثيرا من رموز الأشعرية اعتنقوا مذهب الصوفية في مصدر التلقي كالغزالي والجامي ، حيث قدموا الكشف والذوق على النص ، وأولوا النص ليوافق كشفهم وأذواقهم ، ويسمون ذلك علما لدنيا ، جريا على قاعدة الصوفية :
( حدثني قلبي عن ربي ) ، ولا يخفي ما في هذا من البطلان ، والمخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة ، وما الفائدة إذا من إرسال الرسل وإنزال الكتب ؟
ومن المؤسف أن الأشعرية اليوم يمثلون الأغلبية في العالم الإسلامي ، ليس عن رغبة معتنقيه من أهل العلم في هذا المذهب ، ولكن لكونه واقعا مفروضا في المؤسسات التعليمية ، منذ الصغر في المرحلة الابتدائية ، مرحلة التلقي والتعليم ، فهذا المذهب ما زال مقررا في المعاهد الأزهرية ، وأغلب الجامعات في البلاد الإسلامية ، وطالب العلم يدخل منذ نعومة أظفاره إلى المدارس والمعاهد وهو خالي الذهن ، فيجد مقررا مسخا ، غريبا منفرا في مادة التوحيد ، ويجد المدرسين يلقنونه ويحفظونه أنواعا من التوحيد ، مبنية على أصول عقلية ، بعيدة عن الطريقة السلفية ، المعتمدة على الكتاب والسنة ويستمر الطالب في دراسته حتى يصبح أستاذا جامعيا ، وهو يجهل حقيقة مذهب السلف .
ولو نوقش في ذلك ، إما أن يستنكف عن الخضوع للحق ، لأنه أستاذ صاحب هيبة ومكانة ، وقبول الحق عنده يعنى إقراره بلوازم ، يصعب تصورها أو الالتزام بها ، وإما يزداد إصرارا على صدق الطريقة الأشعرية ، ويتمادى في الدفاع عنها بحجج عقلية حتى يستحيل معه النقاش .
والحق يقال أن بعض من يقوم على التدريس للطلاب ، أو يلخص لهم بعض ما جاء في المقررات أو الكتاب ، ربما يشعر بشيء من المسئولية عند فهمه للطريقة السلفية ، فينبه طلابه على أن ما يدرسونه يجب أن يكون للنجاح في الامتحان ، وليس موضوعا للاعتقاد والإيمان ، الذي يقابل به رب العزة والجلال يوم القيامة ، وقد رأيت ذلك بعيني في الملخصات الخارجية التي تباع للطلاب مما أثلج صدري وأثار في نفسي العجب والاستغراب .
ومن هنا كانت أهمية التعرف على عقيدة الأشعري ، والفرق بينها وبين العقيدة الأشعرية المنشرة في البلاد الإسلامية ، فالأشعري اعتمد على الاستسلام لأمر الله ، وتنفيذه على وجه الكمال ، والتصديق بخبره وإثبات ما أثبته الله لنفسه ، وما أثبته رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ، ولا تكييف ولا تمثيل ، فالله أعلم بنفسه ووصفه منا ، ونحن ما رأيناه وما رأينا له مثيلا ، فكيف نحكم عليه بعقولنا القاصرة ؟ وليس هناك من خيار أمام من يدافع بإصرار ، عن استخدام عقله في وصف ربه ، إلا أن يقع في المحذور ، ويستخدم أقيسة التمثيل والشمول ، فيقيس أوصاف ربه ويقول : لو كان الله كذا لكان كذا ، ويجب عليه كذا لأجل كذا ، ولو قلنا في وصفه بكذا لكان كذا وكذا ، وهو في حقيقة مبدئه يعتبر ربه فردا من أفراد هذا القياس ، ينطبق عليه ما ينطبق على سائر الناس ، ولذلك كان مذهب الأشعري في التوحيد ، مذهبا يقطع الطريق على هؤلاء بمنع الأقيسة العقلية ، المبنية على اجتهادات عقلية في التعرف على الحقائق الغيبية ، أو كيفية الذات والصفات ، سواء كانت أقيسة تمثيلية أو شمولية .
فاسمعوا وقارنوا معي ، بين عقيدة الأشعري ، وما عليه المنتسبون للأشعري ، ودقق معي أخي الأزهري ، لتعلم أن ما يدرس لك لا علاقة له بعقيدة الأشعري ، يقول أبو الحسن الأشعري في كتابه الإبانة عن أصول الديانة : ( الحمد لله الواحد الأحد ، العزيز الماجد ، المتفرد بالتوحيد ، والمنفرد بالتمجيد ، الذي لا تبلغه صفات العبيد ، ليس له مثل ولا نديد وهو المبدئ المعيد ، الفعال لما يريد ، جل عن اتخاذ الصواحب والأولاد ، وتقدس عن ملابسة الأجناس والأرجاس ، ليست له عثرة تقال ، ولا حد يضرب له مثال ، لم يزل بصفاته أولا قديرا ( ما زال بصفاته قديما قبل خلقه ) ، ولا يزال عالما خبيرا ، استوفي الأشياء علمُه ، ونفذت فيها إرادته ، فلم تعزب عليه خفيات الأمور ، ولم تغيره سوالف صروف الدهور ، ولم يلحقه في خلق شيء مما خلق كلل ولا تعب ، ولا مسه لغوب ولا نصب ، خلق الأشياء بقدرته ، ودبرها بمشيئته ، وقهرها بجبروته ، وذللها بعزته ، فذل لعظمته المتكبرون ، واستكان لعز ربوبيته المتعظمون ، وانقطع دون الرسوخ في علمه العالمون ، وذلت له الرقاب ، وحارت في ملكوته فطن ذوى الألباب ، وقامت بكلمته السماوات السبع واستقرت الأرض المهاد ، وثبتت الجبال الرواسي ، وجرت الرياح اللواقح ، وسار في جو السماء السحاب ، وقامت على حدودها البحار ، وهو الله الواحد القهار ، فنحمده كما حمد نفسه ، وكما هو أهله ومستحقه ، وكما حمده الحامدون من جميع خلقه .
ونستعينه استعانة من فوض الأمر إليه ، وأقر أنه لا منجى ولا ملجأ إلا إليه ، ونستغفره استغفار مقر بذنبه ، معترف بخطيئته ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقرارا بوحدانيته ، وإخلاصا لربوبيته ، وأنه العالم بما تظن الضمائر ، وتنطوي عليه السرائر ، وما تخفيه النفوس ، وما تجن البحار ، وما تواريه الأسراب ، ( وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ) (الرعد:8) ، لا تتوارى عنه كلمة ، ولا تغيب عنه غائبة ، ( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (الأنعام: من الآية59) ، ويعلم ما يعمل العاملون وما ينقلب إليه المنقلبون ، ونستهديه بالهدى ، ونسأله التوفيق لمجانبة الردى ، ونشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ، ونبيه وأمينه وصفيه ، أرسله إلى خلقه بالنور الساطع ، والسراج اللامع ، والحجج الظاهرة ، والبراهين والآيات الباهرة ، والأعاجيب القاهرة ، فبلّغ رسالة ربه ، ونصح لأمته ، وجاهد في الله حق جهاده ، حتى تمت كلمة الله عز وجل وظهر أمره ، وانقاد الناس إلى الحق خاضعين ، حتى أتاه اليقين ، لا وانيا ولا مقصرا ، فصلوات الله عليه من قائد إلى هدى مبين ، وعلى أهل بيته الطيبين ، وعلى أصحابه المنتخبين ، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين ، عرَّفنا الله به الشرائع والأحكام ، والحلال والحرام ، وبيَّن لنا به شريعة الإسلام ، حتى انجلت عنا طخياء الظلام ، وانحسرت عنا به الشبهات ، وانكشفت عنا به الغيابات ، وظهرت لنا به البينات .
وجاءنا بكتاب عزيز ( لا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42) جمع فيه علم الأولين والآخرين ، وأكمل به الفرائض والدين ، فهو صراط الله المستقيم ، وحبل الله المتين ، فمن تمسك به نجا ، ومن خالفه ضل وغوى ، وفي الجهل تردى ، وحثنا الله في كتابه على التمسك بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال عز وجل : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (الحشر: من الآية7) وقال عز وجل : ( فَليَحْذَرِ الذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور:63) ، وقال تعالى : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (النساء: من الآية83) ، وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) (النساء: من الآية59) ، ويقول عن كتاب الله وسنة رسوله : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ) (لنجم:4) ، وقال تعالى : ( قُل مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى ) (يونس: من الآية15) وقال :
( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ) (النور:51) ، فأمرهم أن يسمعوا قوله ، ويطيعوا أمره ، ويحذروا مخالفته ، وقال : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) ، فأمرهم بطاعة رسوله كما أمرهم بطاعته ودعاهم إلى التمسك بسنة نبيه كما أمرهم بالعمل بكتابه ، فنبذ كثير ممن غلبت عليهم شقوته ، واستحوذ عليهم الشيطان سنن نبي الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم ، ومالوا إلى أسلاف لهم قلدوهم دينهم ، ودانوا بديانتهم وأبطلوا سنن نبي الله عليه الصلاة والسلام ، ودفعوها وأنكروها وجحدوها افتراء منهم على الله ، ( قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ) (الأنعام: من الآية140) أوصيكم عباد الله بتقوى الله ، وأحذركم الدنيا ، فإنها حلوة خضرة ، تغر أهلها وتخدع سكَّانها ، قال الله تعالى : ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ ) (الكهف: من الآية45) ، من كان فيها في حيرة أعقبته بعدها عبرة ، ومن أعطته من سرائها بطنا ، أعقبته من ضرائها ظهرا ، غرارة غرور ما فيها ، فانية فَانٍ ما فيها ، كما في قوله تعالى : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ) (الرحمن:26) ، فاعملوا رحمكم الله للحياة الدائمة ، ولخلود الأبد ، فإن الدنيا تنقضي على أهلها ، وتبقى الأعمال قلائد في رقاب أهلها ، واعلموا أنكم ميتون ، ثم إنكم من بعد موتكم إلى ربكم راجعون ، ( يَجْزِيَ الذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى ) (النجم: من الآية31) ، فكونوا بطاعة ربكم عاملين ، وعما نهاكم منتهين .
ماذا ذكر الأشعري في الإبانة ؟ نلتقي معكم بإذن الله في المحاضرة القادمة ، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين ، وسائر أصحابه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .

آخر تعديل بواسطة خالد مسعد . ، 27-12-2009 الساعة 03:32 PM
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:23 AM.