|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
علمنا أن علة احتياج العالم إلى وجود الرب سبحانه أن وصف الغنى والكمال وصف ذاتي انفرد به رب العزة والجلال، وأن وصف الحاجة والافتقار وصف ذاتي لكل مخلوق على وجه الاضطرار. وأن احتياج العالم إلى وجود الرب سبحانه عن المتكلمين الأشاعرة دليل الحدوث، وهو الاستدلال على ضرورة وجود الله وعدم الاستغناء عنه بأن الكون حادث، وكل حادث لابد له من محدث قديم، وأخص صفات القديم عندهم مخالفته للحوادث، وعدم حلول الحوادث فيه. فلو قامت الحوادث بذات الباري U لاتصف بها بعد أن لم يتصف، ولو اتصف لتغير، والتغير دليل الحدوث، إذ لا بد من مغير، وقد قال إبراهيم u: (لا أحب الآفلين) أي المتغييرين.وهذا هو المسمى عندهم دليل الأفول ونفي الحركة والانتقال عن الإله وهو دليل باطل لأن الآية دليل على توحيد العبادة لله وبيان الفقر الذاتي لكل من سواه، وليس المراد منه أن كل متحرك محدث. ·دليل الإمكان علة احتياج العالم إلى الرب سبحانه وتعالى عند الفلاسفة. زعم الفلاسفة أن علة احتياج العالم إلى وجود الرب هو دليل الإمكان، ويعتمد عندهم على تقسيم المعقول إلى واجب وممكن وممتنع.وهي أقسام الحكم العقلي عندهم والتي تنحصر في ثلاثة أقسام: الأول الوجوب: وهو في اللغة الحضور والثبوت والسقوط والاستقرار،ومنه قوله تعالى: (وَالبُدْنَ جَعَلنَاهَا لكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَليْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا القَانِعَ وَالمُعْتَرَّ كَذَلكَ سَخَّرْنَاهَا لكُمْ لعَلكُمْ تَشْكُرُونَ) (الحج:36) وفي الاصطلاح عدم قبول الانتفاء في العقل كوجود الخالق. الثاني الاستحالة: في اللغة الامتناع، ومنه قوله تعالى: (إِنَّ الذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ وَكَذَلكَ نَجْزِي المُجْرِمِينَ) (الأعراف:40).وفي الاصطلاح انتفاء قبول الثبوت في العقل كانتفاء وجود الخالق الثالث الجواز: في اللغة المرور والعبور، ومنه قوله تعالى: (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلا قَليلاً مِنْهُمْ فَلمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ) (البقرة:249) (فَلمَّا جَاوَزَا قَال لفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لقَدْ لقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً) (الكهف:62)، وفي الاصطلاح قبول الثبوت والانتفاء في العقل كوجود المخلوق. ولما كان العالم في المعقول ممكنا فإنه لا بد من واجب مرجح للإمكان يرجح وجود العالم أو عدمه، فلابد إذا من واجب الوجود. مثال لدليل الإمكان عند الفلاسفة: إِذا اتفق صديقان على إمضاء وثيقة واشترط كل واحد منهما لإِمضائها، إمضاءَ الآخر، فتكون النتيجة توقف إمضاء كل على إمضاء الآخر وعند ذلك لن تكون تلك الورقة ممضاة إلى يوم القيامة. مثالا آخر: لو أَراد رجلان التعاون على حمل متاع، غيرَ أَن كلا يشترط في إقدامه على حمله إِقدام الآخر. فلن يحمل المتاع إلى مكانه أَبدا. ثم يستدلون على كلامهم العقلي بنصوص من القرآن كقوله تعالى: (أَوَلمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ وَضَرَبَ لنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلقَهُ قَال مَنْ يُحْيِي العِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُل يُحْيِيهَا الذِي أَنْشَأَهَا أَوَّل مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُل خَلقٍ عَليمٌ الذِي جَعَل لكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ أَوَليْسَ الذِي خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلهُمْ بَلى وَهُوَ الخَلاقُ العَليمُ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُول لهُ كُنْ فَيَكُونُ فَسُبْحَانَ الذِي بِيَدِهِ مَلكُوتُ كُل شَيْءٍ وَإِليْهِ تُرْجَعُونَ) (يس:77/83). وقوله: (بَل عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَال الكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلكَ رَجْعٌ بَعِيدٌقَدْ عَلمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ) (قّ:4). وقوله تعالى: (اللهُ يَعْلمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ) (الرعد:8/10). وقوله تعالى: (أَوَلمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الذِي خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلمْ يَعْيَ بِخَلقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ المَوْتَى بَلى إِنَّهُ عَلى كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الأحقاف:33). |
العلامات المرجعية |
|
|