فآثرت الرحيل ..

[Gehad Mostafa]

بيد مرتعشة ، فتحت الباب

كان جالساً على كرسيه أمام " البيانو "
وشرع يعزف على جراح قلبي

وقبل أن ينتهي هذا المشهد
هممت بالانسحاب

أدار وجهه صائحا " أنتِ هنا ؟!!! "

اعترتني رجفة عندما سمعت صوته ، ولمحت بريق الصدمة في عينيه ..
قام من كرسيه معترضاً طريق خروجي

حاولت اخفاء انكساري .. لم استطع

وبصوت متهدج أشبه بالهمس قلت " لماذا ؟! "

اتجه إلى النافذة .. نظر بعيداً بعيدا

تنهد وقال:

" الآن تسألين !!
....
أوعُدتِ تبكين !!
آآآه .. أين كنتِ منذ سنين ؟!
وتركتني يتفجر بداخلي الأنين
أصرخ أين أنتِ ؟ .. ولا تجيبين
والآن تسألين
لا تسأليني
لن تكون اجابتي كما ترغبين
فصفعة الهجر قد حفرت في الجبين
....
أوعُدتِ تندمين ؟!!
لن يفيد ندمٌ مع الأنين
أنين صنعتيه أنتِ منذ سنين
....
أوعُدتِ تكملين ؟!!
طريقاً زائفاً كنت تسلكين
إلى قلبٍ كان عامراً بالحنين
قلب طعنتيه أنتِ منذ سنين
قلب سلم حياته لكـِ
وكنت له تهملين
....
أوعُدتِ لدموعه تمسحين ؟!!
أوعُدتِ بحبه تحلمين ؟!!
أجيبني أنتِ
ماذا كنتِ تأملين ؟!! "

تجمدت الدموع بعينيّ ، وتحدرت إلى نفسي لاذعة كالجمر ..
وعندما هممت بالحديث خذلني لساني .. وخانتني حروفي ..

نظر إليّ نظرة طويلة جردتني من قوايَ ، لم أستطع بعدها لملمة كلماتي المبعثرة ...

فآثرت الرحيل ..

Gehad Mostafa