|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#3
|
||||
|
||||
![]()
كيفية الجمع بين آيات التسخير والتخيير؟
روى الإمام البخاري من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَرَجَ إِلى الشَّأْمِ –سنة سبع عشرة ليتفقد فيها أحوال الرعية وأمرائهم وكان ذلك بعد ذهابه لبيت المقدس في السنة التي قبلها - حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ - قرية في طريق الشام مما يلي الحجاز - لقِيَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ - وأصحابه هم خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص - فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِأَرْضِ الشَّأْمِ –المسمى طاعون عمواس وفيها بؤرة انتشار المرض- قَال ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَال عُمَرُ ادْعُ لِي المُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ - وهم الذين صلوا إلى القبلتين - فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّأْمِ فَاخْتَلفُوا، فَقَال بَعْضُهُمْ: قَدْ خَرَجْتَ لِأَمْرٍ وَلا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ. وَقَال بَعْضُهُمْ: مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ وَلا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلى هَذَا الوَبَاءِ. فَقَال: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَال: ادْعُوا لِي الأَنْصَارَ فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ فَسَلكُوا سَبِيل المُهَاجِرِينَ وَاخْتَلفُوا كَاخْتِلافِهِمْ. فَقَال ارْتَفِعُوا عَنِّي ثُمَّ قَال: ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الفَتْحِ -الذين هاجروا إلى المدينة عام الفتح - فَدَعَوْتُهُمْ فَلمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ عَليْهِ رَجُلانِ فَقَالُوا: نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلا تُقْدِمَهُمْ عَلى هَذَا الوَبَاءِ. فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ إِنِّي مُصَبِّحٌ عَلى ظَهْرٍ فَأَصْبِحُوا عَليْهِ . قَال أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللهِ؟ فَقَال عُمَرُ: لوْ غَيْرُكَ قَالهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ - لم أتعجب منه ولكني أتعجب منك مع علمك وفضلك كيف تقول هذا؟ أو لو أن غيرك ممن لا فهم له إذا قال ذلك يعذر؟ - نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلى قَدَرِ اللهِ. أَرَأَيْتَ لوْ كَانَ لكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وَادِيًا لهُ عُدْوَتَانِ - العدوة هو المكان المرتفع من الوادي وهو شاطئه - إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ، أَليْسَ إِنْ رَعَيْتَ الخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ وَإِنْ رَعَيْتَ الجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ. قَال: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ فَقَال: إِنَّ عِنْدِي فِي هَذَا عِلمًا سَمِعْتُ رَسُول اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ يَقُولُ: (إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلا تَقْدَمُوا عَليْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ). قَال فَحَمِدَ اللهَ عُمَرُ ثُمَّ انْصَرَفَ. فلامحيص للإنسان عما قدر الله له وعليه، لكن أمرنا الله تعالى بالحذر من المخاوف والمهلكات، وباستفراغ الوسع في التوقي من المكروهات. وروى الإمام مسلم من حديث جابر بن عبد الله t أن سُرَاقَة بْنَ مَالكٍ tقَال: (يَا رَسُول اللهِ بَيِّنْ لنَا دِينَنَا كَأَنَّا خُلقْنَا الآنَ فِيمَا العَمَلُ اليَوْمَ أَفِيمَا جَفَّتْ بِهِ الأَقْلامُ وَجَرَتْ بِهِ المَقَادِيرُ أَمْ فِيمَا نَسْتَقْبِلُ قَال لا بَل فِيمَا جَفَّتْ بِهِ الأَقْلامُ وَجَرَتْ بِهِ المَقَادِيرُ قَال فَفِيمَ العَمَلُ؟ قَال: (فَقَال اعْمَلُوا فَكُل مُيَسَّرٌ لعَمَلهِ) . وروي عن عمر أنه قال للسارق: لِمَ سرقت؟ فقال: سرقت بقدر الله قال: وأنا أقطع يدك بقدر الله . الملف بالمرفقات |
العلامات المرجعية |
|
|