اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-01-2010, 09:42 AM
الصورة الرمزية أنين المذنبين
أنين المذنبين أنين المذنبين غير متواجد حالياً
طالب جامعى {تجارة القاهرة}
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 1,040
معدل تقييم المستوى: 18
أنين المذنبين is on a distinguished road
Impp ومن مكارم الأخلاق أيضاً بر الوالدين

ومن مكارم الأخلاق أيضاً بر الوالدين : وذلك لعظم حقهما . فلم يجعل الله لأحد حقاً يلي حقه وحق رسوله صلى الله عليه وسلم إلا للوالدين . فقال ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )]النساء34[

ــــــــــ
(1)أخرجه مسلم رقم22 كتاب البر والصلة (2) أخرجه أبو داود رقم1672 والنسائي 2566 كتاب الزكاة باب 72 وهو في صحيح الجامع 6021 .
وحق الرسول ضمن الأمر بعبادة الله , لأنه لا تتحقق العبادة حتى يقوم العبد بحق الرسول عليه الصلاة والسلام , بمحبته واتباع سبيله , ولهذا كان داخلاً في قوله ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )]النساء34[ وكيف يعبد الله إلا من طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ؟!

وإذا عبد الله على مقتضى شريعة الرسول صلى اله عليه وسلم , فقد أدى حقه .

ثم يلي ذلك حق الوالدين , فالوالدين تعبا على الولد , ولا سيما الأم قال الله تعالى ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيــْهِ إِحْسَانًا حَمــَلَتْهُ أُمُّهُ كُــرْهًا وَوَضَعـَتْهُ كُرْهًا )]الأحقاف15[ , وفي آية أخـرى ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ )]لقمان14[ . فالأم تتعب في الحمل , وعند الوضع , وبعد الوضع وترحم صبيها أشد من رحمة الوالد له , ولهذا كانت أحق الناس بحسن الصحبة والبر حتى من الأب .


قال رجل يا رسول الله من أحـق الناس بحـسن مصـاحبتي ؟ قال ( أمـك ) قال : ثم مـن ؟ قـال ( أمك ) قال ثم من ؟ قال ( أمك ) قال ثم من ؟ قال ( أبوك )(1) .

والأب أيضاً يتعب على أولاده ويضجر بضجرهم ويفرح لفرحهم ويسعى بكل الأسباب التي فيها راحتهم وطمأنينتهم وحسن عيشهم , يضرب الفيافي والقفار من أجل تحصيل العيش له ولأولاده .

فكل من الأب والأم له حق , ومهما عملت من العمل فلن تقضي حقمها , ولهذا قال الله عز وجل ( وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )]الإسراء24[ فحقهم سابق , حيث ربياك صغيراً حين كنت لا تملك لنفسك نفعاً ولا ضراً فواجبهما البر .

*والبر فرض عين بالإجماع على كل واحد من الناس , ولهذا قدمه النبي صلى الله عليه وسلم على الجهاد في سبيل الله , كما في حديث ابن مسعود , قال , قلت : يا رسول الله , أي العمل أحب إلى الله ؟ قال ( الصلاة في وقتها ) وقلت : ثم أي ؟ قال ( بر الوالدين ) قلت : ثم أي ؟ قال ( الجهاد في سبيل الله )(2) .

*والولدان هما الأب والأم , أما الجد والجدة فلهما بر , لكنه لا يساوي بر الأم والأب , لأن الجد والجدة لم يحصل لهما ما حصل للأم والأب من التعب , والرعاية والملاحظة , فكان برهما واجباً من باب الصلة , أما البر فإنه للأم والأب .

لكن ما معنى البر ؟

البر : إيصال الخير بقدر ما تستطيع , وكف الشر .

إيصال الخير بالمال , وإيصال الخير بالخدمة , وإيصال الخير بإدخال السرور عليهما , من طلاقة الوجه وحسن المقال والفعال ’ وبكل ما فيه راحتهما .
ــــــــــ
(1)أخرجه البخاري رقم5971 ومسلم رقم1 , 2 كتاب البر والصلة (2)أخرجه البخاري رقم527 ومسام رقم139 كتاب الإيمان .
*ولهذا كان القول الراجح وجوب خدمة الأب والأم على الأولاد إذا لم يحصل عليه بضرر , فإن كان عليه ضرر , لم يجب عليه خدمتهما , اللهم إلا عند الضرورة .

ولهذا نقول : إن طاعتهما واجبة فيما فيه نفع لهما , ولا ضرر على الولد فيه , أما ما فيه ضرر عليه , سواء كان ضرراً دينياً , كأن يأمراه بترك واجب , أو فعل محرم , فإنه لا طاعة لهما في ذلك , أو كان ضرراً بدنياً , فلا يجب عليه طاعتهما . أما المال فيجب عليه أن يبرهما ببذله , واو كثر , إذا لم يكن عليه ضرر , ولم تتعلق به حاجة , والأب خاصة له أن يأخذ من مال ولده ما شاء ما لم يضر .

وإذا تأملنا في أحوال الناس اليوم , وجدنا كثيراً منهم لا يبر بوالديه , بل هو عاق , تجده يحسن إلى أصحابه , ولا يمل الجلوس معهم , لكن لو يجلس إلى أبيه أو أمه ساعة نهار لوجدته متمللاً , كأنما هو على الجمر , فهذا ليس ببار , بل البار من ينشرح صدره لأمه , وأبيه , ويخدمهما على أهداب عينيه , ويحرص غاية الحرص على رضاهما بكل ما يستطيع .

وكما قالت العامة ( البر أسلاف ) فإن البر مع كونه يحصل به البار على ثواب عظيم في الآخرة , فإنه يجازى به في الدنيا , فالبر والعقوق كما يقول العامة ( أسلاف ) أقرض , تستوف إن قدمت البر لأبيك وأمك , برك أولادك , وإن قدمت العقوق عقك أولادك .

وهناك حكايات كثيرة في أن من الناس بر والديه فبر به أولاده , وكذلك في العقوق هناك حكايات تدل على أن الإنسان إذا عق أباه عقه أولاده .

ومن مكارم الأخلاق أيضاً صلة الأرحام : وهناك فرق بين الوالدين , والأقارب الآخرين , فالأقارب لهم الصلة , والوالدان لهما البر . والبر أعلى من الصلة , لأن البر كثيرة الخير والإحسان , لكن الصلة ألا يقـطع , ولهذا يقال في تارك الــبر : إنه عاق , ويـقال فيمن لم يصل : إنه قاطع !

فصلة الأرحام واجبة , وقطعها سبب للعنة والحرمان من دخول الجنة , قال الله تعالى ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ )]محمد 22 ,23[ , وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( لا يدخل الجـنة قاطع )(1) أي قاطع رحم , والصلة جاءت في القرآن والسنة مطلقة .

وكُل ما أتى وَلَم يُحددِ *** بِالشرعِ كالحرِز فالعُرفِ احْدُدِ

وعلى هذا , يرجع إلى العرف فيها , فما سماه الناس صلة , فهو صلة , وما سموه قطيعة , فهو قطيعة , وهذا يختلف باختلاف الأحوال والأزمان والأمكنة والأمم .

إذا كان الناس في حالة فقر وأنت غني , وأقاربك فقراء , فصلتهم أن تعطيهم بقدر حالك .

*وفي زماننا هذا الصلة بين الناس قليلة , وذلك لانشغال الناس في حوائجهم , وانشغال
ــــــــــ
(1)أخرجه البخاري رقم5984 ومسلم رقم19 كتاب البر والصلة

بعضهم عن بعض والصلة التامة أن تبحث عن حالهم , وكيف أولادهم , وترى مشاكلهم , ولكن هذه الأمور مع الأسف مفقودة عند كثير من الناس .
__________________
ألستَ الذى رَبيتني وهديتني
ولازلتَ منّانًا عليَّ ومُنعما؟!
//*//*//
عسى مَنْ له الإحسانُ يغفرُ ذلّتي
ويسترُ أوزاري وماقدْ تقدّما
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:38 PM.