|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#31
|
||||
|
||||
![]() إشكال وجوابُه قد يقال : سقت من النصوص ما يدل على أن الأرواح تعاد إلى الأبدان ، ثم تُسأل ، وبعد ذلك ينعم المؤمن ، ويعذب الكافر ، فكيف تقول بعد ذلك : إن نسم المؤمنين في الجنة ، ونسم الكفار في النار ؟حاول ابن حزم أن يضعف الأحاديث التي تذكر إعادة الروح إلى البدن في القبر ، ولكن ليس الأمر كذلك ، فإن ما ضعفه ابن حزم وهو حديث زاذان عن البراء حديث صحيح ، وهناك أحاديث كثيرة صحيحة متواترة تدل على عود الروح إلى البدن كما يقول ابن تيمية (1) . وفي التوفيق بين النصوص يقول ابن تيمية : " وأرواح المؤمنين في الجنة ، وإن كانت مع ذلك قد تعاد إلى البدن ، كما أنها قد تكون في البدن ، ويعرج بها إلى السماء كما في حال النوم ، أما كونها في الجنة ففيه أحاديث عامة ، وقد نص على ذلك أحمد وغيره من العلماء ، واحتجوا بالأحاديث المأثورة العامة وأحاديث خاصة في النوم وغيره " (2) . ثم ذكر بعض هذه الأحاديث التي سقناها من قبل ، وأورد حديث أبي هريرة الذي رواه ابن حبان وغيره ، والذي يذكر فيه أن المؤمن يرى بعد السؤال مقعده من الجنة ، ومقعده من النار لو كان كافراً ، قال : " ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً ، وينور له فيه، ويعاد جسده كما بدئ ، وتجعل نسمته في نسم طيب ، وهي طير تعلق في شجر الجنة " ، وفي لفظ : " وهو طير يعلق في شجر الجنة " ، وفي لفظ : " ثم يعاد جسده إلى ما بدئ منه " (3) فالروح – كما يدل عليه الحديث تعاد إلى الجسد بعد الرحلة إلى السماء ، ثم تسأل ، ثم تكون طيراً يعلق بشجر الجنة إلى أن يبعث العباد ، ومع كونها في الجنة فإنه يبقى لها تعلق بالجسد ، كحال الإنسان في النوم ، فإنها تجول في ملكوت السماوات والأرض ، مع أن لها تعلق بالجسد ، وفقه هذا مبني على معرفة أن الروح مخالفة للأجساد وللمعهود من حال المخلوقات الدنيوية ، يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى بعد أن ذكر أن مستقر أرواح المؤمنين الجنة : " ومع ذلك تتصل بالبدن متى شاء الله تعالى ، وهي في تلك (4) بمنزلة نزول الملك ، وظهور الشعاع في الأرض ، وانتباه النائم " (5). -------------------------------- (1) مجموع الفتاوى : (5/446) . (2) المرجع السابق : (5/447) . (3) انظر مجموع الفتاوى : (5/448) . (4) في الأصل : وذلك في اللحظة . (5) مجموع الفتاوى : (24/365) . |
العلامات المرجعية |
|
|