بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم: أسعد النوبي عويس
قطاع الإعلام الداخلي هيئة الاستعلامات
الطود هي ثانية المدن الرئيسية في الاقليم الأقصري وهي أوفر حظاً من مدينة أرمنت الحيط.. وقد عرفت المدينة منذ أقدم العصور باسم "جرتي" وعرفت في العصور المتأخرة باسم "جروت" واسم "جوت" الذي تصحف منه الاسم العربي "طود".
فما هي حكاية هذه القرية التي تقع جنوب الأقصر بحوالي 15 كم وما الذي يمكن أن تقدمه للسياحة المصرية في المستقبل..؟ تجمع هذه القرية عدة مزارات سياحية لا تتوافر في بعض المدن ذات الطابع السياحي. وعلي سبيل المثال معبد الإله "منتو" والذي كرس لعبادة الإله "منتو" كإله للحرب بان عصر الدولة الوسطي وبالتحديد عصر "أمنمحات الثاني" ثالث ملوك الأسرة في العام 1929: 1892 قبل الميلاد. ويعتبر من أهم المعابد التي تبين نفوذ مصر الثقافي والتجاري لبلاد فلسطين وسوريا. وربما قد يكشف شيئاً عما كان جارياً في بلاد الرافدين في العصر المقابل للدولتين القديمة والوسطي في مصر.
وقد زار الملك فاروق هذه القرية عام 1936 عندما تم اكتشاف "خبيئة الطود" حيث أخفي الكهنة في أرض إحدي القاعات الجانبية هذه الخبيئة التي تحتوي علي مصوغات وسبائك من الذهب والفضة وفرز وتمائم من الأزورد. وهي محفوظة الآن في متحف الأقصر ومتحف القاهرة ومتحف اللوفر. ومن هنا نتساءل: لماذا لا يتم ترميم أجزاء المعبد المنهارة وإعداد مسارات الزيارة وعرض المعبد والآثار المحيطة به بأسلوب حضاري لائق وتجميل المنطقة المحيطة به. وعمل الإضاءة اللازمة له لتبرز نقوشه وزخارفه ليلاً؟.. ومن السهل الوصول إلي المعبد عن طريق مزلقان "نجع الجسور" والذي يرتبط بطريق الأقصر - أسوان الرئيسي وهو طريق مرصوف ومعبد. ومن هنا يجب ادراج المعبد علي خريطة المزارات السياحية للأقصر لإضافة مزار جديد للمدينة خاصة أن هذا المعبد مطلب دائم من قبل كثير من الوفود السياحية التي تزور الأقصر. وذلك لتفرد تصميمه وتميز مناظره وتعود عناصره..كما تضم القرية الجامع العتيق أو "الجامع العمري" والذي بني أيام الفتح الإسلامي لمصر.. فهو يمثل نقطة جذب بالنسبة للسياحة الدينية. هذا بالإضافة إلي "دير القديسين" الذي يعد من أهم الأديرة وأقدمها في صعيد مصر. وهو باسم القديسين الأنبا بيشوي والأنبا بستنأوس. وقد استعملت بعض أحجار معبد "تحتمس الثالث" في بناء الدير. والأجزاء القديمة من الدير كثيرة القباب وهي تشبه أبراج الحمام في منظرها الجميل.. والطريق الذي يصل إلي الدير والجامع العتيق هو نفس الطريق الموصل للمعبد..وتمتلك الطود مقومات سياحية أخري منها علي سبيل المثال لا الحصر هذه البانوراما الخلابة التي تمتد من الأقصر إليها وتصلح لسياحة السفاري والسيارات وبلا شك انها طبيعة ساحرة تستهوي السائح بعيداً عن جو المدن الخانق. وقد يضيف نزل الشباب الدولي الذي بني في القرية لمسة حضارية إليها بجانب مركز إعداد القادة..لذا يجب أن تتضافر جهود وزارة السياحة والثقافة في إقامة وإنشاء قصر ثقافة بالقرية ليكون مركزاً حضارياً للفنون الشعبية التي تتميز بها هذه القرية. وإنشاء مكتبة عامة وتزويدها بالمراجع الأثرية والسياحية من كتب ومراجع وأشرطة فيديو تحكي تاريخ مصر والاكتشافات الأثرية الجديدة التي لم تر النور بعد حتي يراها السائح ويعود لزيارتها مرة أخري. كما يمكن عمل متحف صغير بجانب المعبد يحوي اكتشافات المنطقة في المستقبل فالطود كنز حقيقي غفلت عنه الحكومة لإيجاد مناطق جديدة للزيارة وجعلها قبلة أخري للسياح.