|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
قال الله تعالى: }إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ{ [آل عمران: 160].
وقال تعالى: }وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ{ [المجادلة: 10]. وأمر الله تعالى نبيه r إذا عزم على شيء؛ أن يتوكل على الله. قال الله تعالى: }فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ{ [آل عمران: 159]. وأخبرك الله تعالى أنه كافيك أمرك إذا توكلت عليه عز وجل. قال الله تعالى: }وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ{ [الطلاق: 3]. وأخبرك الله تعالى أن التوكل عليه من صفات المؤمنين. قال الله تعالى: }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ{ [الأنفال: 2]. فهو تبارك وتعالى حيٌّ لا يموت.. لا يعجزه شيء في ملكه.. ومن توكل عليه عزَّ وجل لم يحتج إلى غيره.. عن أبي قدامة الرَّملي قال: (قرأ رجل هذه الآية: }وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا{ فأقبل عليَّ سليمان الخواص فقال: يا أبا قدامة، ما ينبغي لعبد بعد هذه الآية أن يلجأ إلى أحد بعد الله في أمره، ثم قال: انظر كيف قال الله تبارك وتعالى: }وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ{ فأعلمك أنه لا يموت، وأنَّ جميع خلقه يموتون، ثم أمرك بعبادته فقال: }وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ{ ثم أخبرك بأنه خبير بصير، ثم قال: والله يا أبا قدامة لو عامل عبد الله بحُسْن التوكل، وصدق النية له بطاعته، لاحتاجت إليه الأمراء فمن دونهم! فكيف يكون هذا محتاجًا وموئله وملجؤه إلى الغني الحميد؟!). أخي المسلم: هكذا فهم الصالحون التوكل؛ أن تفوِّض أمرك إلى الغني.. الذي ليس كمثله شيء! فإنَّ من فوَّض أمره إلى الله تعالى لم ينقلب إلاَّ بخير.. وما أحوجك أيُّها الضعيف إلى نصر الله وتوفيقه وإعانته، فإنك إذا وكلت أمورك إلى الله تعالى؛ فقد وكلتها إلى من لا يغفل ولا ينام! وكلتها إلى من لا ينساك! ولكن مع سيطرة الغفلة على القلوب؛ ترى الكثيرين بعيدين عن تفويض أمورهم إلى الله تعالى! ومن جهلهم تراهم متعلقين بالأسباب! يكدح أحدهم ليله ونهاره وهو ناسٍ الاعتصام بربه تعالى والتوكل عليه! قال شقيق البلخي: (لكِّ واحد مقام؛ فمتوكل على ماله، ومتوكل على نفسه، ومتوكل على لسانه، ومتوكل على سيفه، ومتوكل على سلطنته، ومتوكل على الله عز وجلَّ. فأما المتوكل على الله عز وجل؛ فقد وجد الاسترواح، نوَّه الله به، ورفع قدره، وقال: }وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ{. وأمَّا من كان مستروحًا إلى غيره؛ يوشك أن ينقطع به فيشقى!). فتأمَّل أخي المسلم في حال الكثيرين؛ تراهم بعيدين عن التوكل في أمورهم كلها! إذا طلب الرزق نسي الرزَّاق ذا القوة المتين! }إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ{ [الذاريات: 58]. وإذا مرض نسي النافع عز وجل! }وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ{ [الشعراء: 80]. وإذا أحاط به كيد الأعداء نسي الناصر الغالب تبارك وتعالى! }وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ{ [الطلاق: 3]. وإذا نزل به الضُّر نسي كاشف الضر عز وجل! }وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا{ [الأحزاب: 48]. فكيف بمن هذا حاله أن يوفق؟! عن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، واستمع الإذن؛ متى يؤمر بالنفخ فينفخ؟!» فكأنَّ ذلك ثُقل على أصحاب النبي r، فقال لهم: «قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا» [رواه الترمذي وغيره/ صحيح الترمذي للألباني: 2431]. سُئل يحيى بن معاذ رحمه الله متى يكون الرجل متوكلاً؟! فقال: «إذا رضي بالله وكيلاً». وقال بعضهم: «متى رضيت بالله وكيلاً، وجدت إلى كل خير سبيلاً». وقال ابن القيم رحمه الله: «التوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم». |
العلامات المرجعية |
|
|