دي اجابة سؤال ان د. البرادعى علماني و سوف يلغي دور الدين من الدولة!؟
للاسف نحن نعاني من داء صعب و هو تسييس الدين ... و ليس تديين السياسة. فاصبح لدينا افراد و مجموعات دينية تهاجم الاشخاص و الافكار التي تعادي النظام على اساس ديني (و هو ليس من الدين من شيء) و تصدر الفتاوى على المقاس. و اصبح لدينا اشخاص يخونون الاخرون ليس على اساس وطني بل لاختلاف مع السلطة (و هو ليس من الوطنية من شيء). فنحن في بلد الدين فيها هو دين الملك، و حاملو المباخر يسبحون بحمده، و مدعون البطولة و الوطنية يمجدون في عظمته. لن اتناول ردا لما ورد في المقال، فهو كلام فارغ و لكن دعني اقول تلك النطاق التالية:
١- د. البرادعى لم و لن يقول ان المادة الثانية يجب ان تتغير، و لكن قال ان هناك تناقض و اضح بين المادة الثانية و منع تكوين احزاب على اسس دينية (سواء اسلامية او مسيحية)، و فض هذا الاشتباك لاحقا بقوله انه يجب تكوين احزاب على اسس دينية. فنعم يظل الدين الاسلامي المصدر الاساسي للتشريع (و تذكر اننا نطبق دين الملك الآن و قد يتفق او يختلف و هناك العديد من الامثلة)
٢- يعتمد النظام على التخويف من د. البرادعى باعتبارة عاش في الغرب لمدة ما فيشككون في دينه و وطنيته. و الحقيقة ان كل من عاش بالغرب يعلم ان حرية الدين مكفولة اكثر منها في بلادنا، فزوار الفجر و السجناء من اجل قول الحق لا يوجدون الا في بلادنا. و لكننا رضينا بهذا (و لنتذكر قول الرسول في خطبة الوداع) و قلنا اي شيء الا المساس بشخصية الدولة الاسلامية. انظر حولك! اين شخصية الدولة الاسلامية؟ و لهذه اللحظة اتهم د. البرادعى انه عميل امريكي، ايراني، سويدي، نمساوي، حمساوي، اسرائيلي، و متواطىء مع الاخوان المسلمين او المسيحين او العلمانيين. التغيير لن ياتي من خلال الدبابات الامريكية، بل من خلالك انت، فاذا لم تكن واثقا في نفسك و اخوانك في الدين و الوطن، فانتظر التغيير القادم من الخارج، و لن يكون بيد البرادعى. ف د. البرادعى يدعو الشعب ليحقق التغيير الذي ينشده و يستحقه
٣- د. البرادعى يسعى ان يحقق اجماع بين كل قوى الشعب و فئاته، و ستجد من حولة كل الفئات. د. البرادعى لا يتحرك مع فئة دون الاخرى، بل يتحرك مع الجميع نحو هدف واحد وهو الديموقراطية، و احترام رأي الاغلبية و حماية الاقلية. و الديموقراطية هي حكم الشعب لنفسة، و شعبنا هو شعب متدين و متسامح و الحمد لله و سوف يختار هؤلاء الذين يمثلون قيمه و مبادئه. فاى قانون او تعديل في الدستور سوف يكون بناء على ارادة الشعب و ليس ارادة البرادعى! د. البرادعى ان سعى فهو يسعى للحصول على حقوق الشعب المصرى من حق في الترشح، و حق في الانتخاب من خلال انتخابات نزيهه! و قال انه لن يرشح نفسه اذا اختارت قوى التوافق الوطني شخص آخر. و د. البرادعى يدعو الى اقامة حوار و تفاهم بين الجماعات و الفئات المختلفة، فاذا لم تكن تملك المنطق او الرغبة لاقامة هذا الحوار، فللاسف لن تجد لك مكان اذا، و اعلم انك تترك مكانك لشخص اخر قد يتفق او يختلف معك في الرأي. ماذا لو قلت لك ان المقرر العام للحملة الشعبية لدعم د. البرادعى (الحملة شبه الرسمية و اضخمها على الاطلاق) هو الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي! هل سيشكل فرق عندك؟
دعنا نتوقف عن تشخيص الامور، و ان نعتمد على الاخرون لكي يغيرو احوالنا، و ان نخنع بالظلم و نزع الحريات، و الم يكن ذلك ما نهت عنه رسالات الانبياء!؟ فعجبي من هؤلاء الذين يدعون الدين و يرمون الاشخاص بدون دليل، و يدعون الوطنية و يرمون رموز بلدنا بدون حجة او برهان. اعلم انك مطالب باحداث تغيير ضروري لاحوال هذه الامة بطريق سلمي وبدون صدام، و اعلم اننا لن نتفق ابدا في كل شيء و لكننا سنتفق في مبادىء عامة و هي حرية الانسان في دينه و ماله و نفسه، و حماية الضعيف و محاسبة القوي، ضرورة التنمية، الحكم لنا نحن الشعب و ليس لاي شخص (لا برادعى و لا مبارك و لا غيره)، فبنا تتقدم البلاد او تتاخر.
|