هل تقرأ لماذا اقرأ وماذا اقرأ وكيف اقرأ:البعض ينظر إلى القراءة على أنها ترف فكرى وأنها قليلة الشأن ويمكن الاستغناء عنها ببعض الشرائط أو حضور الندوات ولكن ما يؤكده الجميع من العلماء انه لا توجد ثقافة حقيقية من الندوات وسماع الشرطة الدينية هذه الأشياء تجعلك على وعى بقشور الأمور لا أن تدرك التفاصيل والأسس لكل شىء فهذه الأمور لا تدرك بهذه الوسائل وأيضا يغلب على هؤلاء الأشخاص الذين يعتمدون على الندوات فقط والشرائط أنهم خاملين متكاسلين لا يحاولون بذل الجهد فى القراءة ويملون سريعا من القراءة ويريدون المعلومة بسرعة ويسر لأنهم لا يستطيعون الفهم والاستيعاب وحدهم فيريدون من يشرح ويفسر ويفصل الأمور لهم ولكن الأسوأ أن يظن هؤلاء أنهم قد أصبحوا علماء لسماعهم بعض الصوتيات عن إحدى القضايا الدينية أو السياسية فيتكلمون ويجادلون وهم لا يلمون بالموضوع او يحيطو به إلا من وجهة نظر صاحب شريط واحد وعدة نشرات أو مجلات ولجهلهم وقلة بضاعتهم يحاولون المجادلة بهذا الفكر القاصر فينكشف جهلهم وغباؤهم أمام الآخرين لكن لابد لأي إنسان أن يقرأ الكثير والكثير عن الموضوع الواحد وألا يقبل الرأى الواحد وألا يقبل أن يفرض عليه رأى فانا امتلك العقل والفهم ولى الحق أن أرى كل الآراء المتناقضة وألا يفرض على رأى وان أقارن بين الآراء لأصل إلى الأصوب والأحق وانه إذا تعارضت الآراء واختلفت المذاهب الفكرية فى قضية ما وكان لكل من المتكلمين رأيه المعوم بالدليل ولم يستطع احد المتحاورين أن يبرهن على رأيه بالدليل الدامغ فيحق لى إذن أن اتخذ ما أشاء من الآراء وما أقوله فى كل مجالات الحياة سياسية واجتماعية ودينية طالما لا تتعارض مع أسس الدين والعرف الموجود فى المجتمعات
يقرأ الإنسان أولا وفقا للعنوان المثير وثمن الكتاب وحجمه المتواضع ثم قد يرتبط الشخص بكاتب محدد يقتنع به وينبهر بأسلوبه وعلمه ويقبل على كتبه مهما كان السعر والموضوع وهذا النوع من القراءة جيد فى الإلمام يثقافة كاتب محدد فيعجبنى ان أقرأ لكاتب كل كتبه فكأننى اتشبع بفكره وأختزل فكره بذاكرتى وأتفاعل مع القضايا وفقا لنظرته وأظن أن الانكباب على القراءة لعالم من العلماء يعطى الإنسان وعيا كاملا ببعض القضايا لأن هذا العالم يتناول الامور التى تشغله والقضايا التى تلح على فكره لكن عندما أقرأ لأكثر من عالم تتشتت افكارى ولا ينحصر فكرى فى اتجاه محدد فمثلا نجد من يعشق القراءة لسعيد حوى او القرضاوى او الغزالى او ابن باز او العثيمين وهؤلاء يحسن بهم ان يقرأوا كل ما يكتب هؤلاء الشيوخ حتى يستوعبو فكرهم كاملا لا أن يحصلو على العلم ناقصا غير مكتمل فيكون مبتور المعنى والمضمون فأحيانا نظن من قراءاتنا لعالم وجهة نظر معينة ونفاجأ انه لم يقصد المعنى الذى فهمناه عندما طالعنا بقية كتبه وان الامر يحتاج لمزيد من التفصيل والتدقيق .
وقد يقبل القارىء على نوع محدد من الثقافة فيحاول الإلمام بها مثل الثقافة الأدبية أو السياسية أو الرياضية أو الدينية أو ....وقد يحاول البعض أن يلم بالكثير من معلومات العصر وقاعدته فى ذلك ما لا يدرك كله لا يترك كله اى أحاول أن أتعرف على شىء من كل شىء بدلا من الجهل الكامل به
هل يعقل أن تقتصر ثقافة الكثيرين على الحديث فى الرياضة أو أخبار الممثلين أو أخبار الحوادث وان يكون فوز أو هزيمة فريق فى مباراة اهم عنده من اخبار المسلمين فى العراق او البوسنة التى مازال أهلها يعانون الى الآن رغم التكتيم الاعلامى عليهم حتى من الدول العربية والمسلمة حتى لا تتهم هذه الدول أمام شعوبها بالإهمال والتخاذل تجاه هؤلاء المسلمين المنسيين فى بقاع الأرض فى كشمير وجنوب الفلبين والصين وكوسوفو والشيشان وفلسطين وتايلاند .
أظن أن الثقافة هى العلم بما يفيد الانسان فى حياته واخرته وان الثقافة الأولى لنا كمسلمين هى العلم بأسس الدين بما يحمينا من الوقوع فى المعاصى والآثام ويمنع حدوث اللبس فى شئون الدين وان تسير دنيانا على قواعد متينة من فهم للدين واتباع له بعيدا عن الهوى والرغبات الذاتية ثم تكون الثقافة بعد ذلك فى مجال التخصص فلا يجوز لمسلم ان يكون ضعيفا فى مجال عمله والانشغال عنه بغيره من نواحى العلم والمعرفة وان يحرص على العلم التام والالمام بشئون تخصصه ثم بعد ذلك لا يمكن ان نصف الإنسان بالمثقف إلا إذا كانت معلوماته متشعبة فى مناحى الحياة المختلفة ولا تقتصر على مجال تخصصه فقط فإذا كان الانسان ماهرا فى مجال تخصصه فهو محترف ولكن لا نصفه بالمثقف أما إذا كان ملما وفاهما بالكثير من الأمور من حوله فى المجالات المتباينة من سياسية ودينية واجتماعية واقتصادية وبيئية ولا نقصد التعمق الكامل فيها بل الفهم لها وعدم الجهل بها و كما يقال " مالا يدرك كله لا يترك كله " فكم من طبيب جاهل الا فى مجال تخصصه او مهندس او مدرس فلا يمكن أن نصفهم بالمثقفين بل بالمتخصصين وقد يكون احد العوام افضل منهم كثيرا فى استيعاب أحداث الحياة من حوله بينما يعيشون هم فى كهف عملهم فقط لا يرون النور خارجه إلا لماما.
|