شكسبير

[عبد الله الرفاعي]

أفكار شكسبير

«تتشستون: وأنت أيها الراعى، هل لك فلسفة؟» كورين: لا أعرف إلا أن المرء كلما زادت علته زادت حالته سوءاً، ومن يعوزه المال والمورد والقناعة يفتقر إلى الأصدقاء الثلاثة الطيبين، وخاصية المطر أن يبل والنار أن تحرق، والمرعى الجيد يسمن الأغنام، والسبب الرئيسى لليل غياب الشمس، ومن لم تعلمه الطبيعة الحكمة والفن يُحرم من التنشئة الطيبة أو يصبح غبياً جداً.




تتشستون: مثل هذا الشخص فيلسوف طبيعى».
مقطع من حوار ورد بمسرحية «كما تشاء» لوليم شكسبير استهل به ديفيد بيفنجتون كتابه «أفكار شكسبير»، الذى صدرت ترجمتة إلى العربية حديثاً عبدالمقصود عبدالكريم، ونشره المركز القومى للترجمة بالتعاون مع دار نشر «آفاق».





الكتاب دراسة ممتعة فى أفكار الكاتب المسرحى الشهير، كما وردت فى أعماله، ويمثل قراءة متعمقة فى مضامينها على عدة مستويات تؤهل للتعامل مع شكسبير باعتباره فيلسوفاً حتى لو لم يحمل صراحة هذه الصفة.





يقول المؤلف: «حتى لو لم يكن شكسبير فيلسوفاً، بمعنى أنه كتب مقالات أو رسائل تناقش مواقف فلسفية أو تطرح مخططاً فلسفياً شاملاً، إلا أننا نحتاج إلى التعامل بجدية مع الأفكار المطروحة فى مسرحياته وقصائده، وهذا الكتاب مكرس لمناقشة فرضية أن كتابات شكسبير تكشف عن أعمال عقل عظيم».





ينقسم الكتاب إلى ثمانية فصول يناقش كل منها محوراً من محاور أفكار شكسبير، منها على سبيل المثال رؤيته للمرأة، الشرف، أفكاره عن الشهوة، العقيدة والقيم الإنسانية.





ويعمل ديفيد بفينجتون أستاذاً متفرغاً فى العلوم الإنسانية، وفى اللغة الإنجليزية وآدابها والأدب المقارن، وهو حاصل على دكتوراه فى الفلسفة من جامعة هارفارد، وهو على علاقة وثيقة بشكسبير تجعله متخصصاً فيه، حيث قام بتحرير أعماله الكاملة وتقديمها فى تسعة وعشرين مجلداً.