الحقيقة المرة

[gomaa]

قصة من وحى خيالى

كانت هناك غولة لها عينان حمرتان وكانت تبدو للحيوانات فى الغابة لطيفة رقيقة وكانت تدارى عينيها بنظارة من ورق الشجر جميلة وكانت الأرانب والحيوانات من حولها تلهو وتلعب فى مرح .
وكانت كلما جن الليل وأخذت معظم الحيوانات فى الثبات والنوم بحثت عن حيوان منفرد وإلتهمته دون أن يراها أحد فلما يأتى الصباح .تبحث مع الحيوانات عنه وتبكى معهم عليه وتحتضنهم وتربت على أكتافهم لتصبرهم على بعاده وفقدانه.
ولما كثرت عملية الإختفاء للحيوانات وأصبحت ظاهرة .شك أرنب صغير فى الغولة ولكنه لم يظهر لها ولا لأصحابه وأخذ يراقبها دون أن تدرى حتى وجدها تخلع نظارتها الجميلة فرأى عينان حمراوتان وكشرت عن أنيابها فوجدهما مليئتان بالدم وتابعها فإذا بها تلتهم صغار أحد الحيوانات كعادتها فى الخفاء دون أن يراها أحد .
أخذ الأرنب يجول ويجول فى كل مكان محدثأ" بما كان من أمر الغولة . ولم يصدقه أحد ولمّا زاد فى قسمه لهم قالوا نجعل بعضنا يراقبها لنرى هل ذلك حقيقة أم لا .
أخذ الأرنب الحيوانات فى الخفاء وتابعوا الغولة حتى رؤها وإفتضح أمرها بين الحيوانات
فلما علمت الغولة بذلك رمت نظارتها وأظهرت عينيها وإجتمعت بالحيوانات وقالت لهم هل ترون عيناى فقال أحد الحيوانات مسرعا" أنها حمراء فانقضت عليه وقتلته . ثم قالت هل ترون عيناى فقال أحدهم ما أجملها . فإبتسمت وقالت كنت فيما سبق أكل حيوانا" واحدا" كل يوم وأبيت وأنا جوعانه أما وقد عرفتمونى وليس لى شئ منكم إلا البغض فلن أبات جوعانه .
ثم علت فوق جذع شجرة ونادت بأعلى صوت هل هناك من يقول يا غولة عينك حمرا