#1
|
||||
|
||||
![]() * بسم الله الرحمن الرحيم * ... كنت فى ليلة من ليالى الشتاء الباردة ، من بعد تعب من مشاغل الدنيا ـ وما اكثرها ـ وقد استلقيت على فراشى وغرقت فى نوم عميق جدا ، فاستيقظت قبيل الفجر من عطش شديد ألّم بى . فقمت لأشرب الماء ، فسمعت أنينا يخرج من الارض ! ![]() فتلفّت حولى ، فذهب الانــين ، ثــم ذهبت وشربت الماء وعدت الى الفراش ، وإذا بلأنين يعود مرة اخرى ! وفى هذه المرة كان الانين قويا وكأنه صوت بكــاء فتحسّست الارض بيدى ، ختى أمسكت سجادتى فسكتت ، فقلت مستغربا : أأنت التى تأنين يا سجادتى ّ ؟! قالت : نعم ! قلت : ولماذا ؟ قالت : قد أيقظك عطشك وشربت من الماء حتى ارتويت ، وانا بحاجة الى الماء ولا أجد من يروينى !! قلت : وهل تريدين أن أحضر لكِ كأسا من الماء ؟ قالت : لا .. ليس هذا الماء الذى يروينى ، إنما تروينى دموع العابدين التائبين . قلت ومن أين لى أن آتى لكِ بهذه الماء ؟ قالت : وهذا هو سبب بكائى ، قم يا عبد الله وصلِّ لله ركعتين فى ظلمة الليل ، حتى تنير لكَ ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل ، ولم يبق من الوقت الا القليل وبعدها يؤذّن لصلاة الفجر . قلت : دعينى وشأنى يا سجادتى . قالت : يا عبد الله قم لصلاة الفجر فإنها حياة للقلب والروح ، وقد حان موعد الاذان ليردد : " الصلاة خير من النوم " وأنت تستجيب لنداء الدنيا كل يوم بالليل والنهار ولا تستجيب لنداء العزيز القهار ؟!! قلت متضايقا : دعينى انام أيتها السجادة فأنت تشاهينى كل يوم لا أعود إلا وأنا مرهق ومتعب . ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفْ واستسلم لسلطان النوم . قالت يا عبد الله ، لِمَ تُعطى للدنيا أكثر مما تعطيك لدينك ؟ قلت بلغة تهكمية : اسكتى يا سجادتى ، ارجوك لا تتكلمى ، فإننى متعب ومرهق وأريد أن أنام .. فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قاله عبد الله ، وقالت بصوت حزين : آه لرجال الفجر !! آه لرجال المساجد !! ألم تسمع قول " النبى صلى الله عليه وسلم " : " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ( يعنى الفجر والعصر ) " رواه مسلم . وقال " صلى الله عليه وسلم " : " من صلى البردين دخل الجنة " رواه البخارى ومسلم . وقال أيضا " عليه الصلاة والسلام " : " ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً " رواه البخارى . فانتبهت لها من غفلتى وقلت : فعلا إن صلاة الفجر مهمة. السجادة : وكل الصلوات هامة يا عبد الله فاتق الله وصلِّ قبل أن يُصلى عليك قلت : اتركينى اليوم لأنام فأنا مرهق . السجادة ـ وهى متحسرة ـ : ( من لم يعرف ثواب الاعمال ثقلت عليه فى جميع الاحوال ) ثم قالت : ستنام غدا فى قبرك كثيرا يا عبد الله ، وتذّكر كلامى ونصحى . ![]() نام عبد الله ولكن .. كانت أطول نومة ينامها فى حياته ، فقد قبض من تلك الساعة .. فأنشدت السجادة حين علمت بموته قائلة : يامن يعدَّ لغداً توبته ** أَعَلى يقين من بلوغ غد ؟! المرء فى زلل على أمل ** ومنية الانسان بالرصد . أيام عمرك كلها عدد ** ولعل يومك آخر العدد . ![]()
منقول للافادة
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|