اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-12-2010, 12:46 PM
داعي إلى الخير داعي إلى الخير غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 3
معدل تقييم المستوى: 0
داعي إلى الخير is on a distinguished road
افتراضي سر الابتسامة

جاءتْني بوجْه طلْق، وابتسامةٍ مشرِقة؛ تدْعوني إلى احتفال ديني يُقام كلَّ عام، يُدْعى إليه كل من أُفضِّل من الشيوخ والمحاضِرين، لفت نظري حداثة سنِّها، وابتسامة الرِّضا التي ارتسمتْ في عيْنَيْها وسعادتها، وهى تصِف بحماسةٍ كم الذين سيحاضرون في هذا الاحتِفال السنوي، وقد قرأتْ في عيني تلك الدَّهشة، وسمعتْ أسئلتي التي تزاحمتْ في عقلي، فقالت لي -والابتِسامة لا تُفارقها-: لا تَنْدهِشي، فلم أكنْ بتلك الحماسة قبل أعوام قليلة، فقد كنتُ مثل الكثير من فتيات هذه الأيام، لَمْ أكُنْ ألتَفِتُ كثيرًا إلا لنفسي، وبماذا أشعر، وكيف أسعد، وكيف يدلِّلني الجميع، كنتُ أخْتصر الدُّنيا في الصديقات ومرحهن وأحاديثهن الشَّيِّقة، التي كانتْ تملأ حياتي بالبَهْجَة، متصوِّرة أني أسير متوجةً في ركْب سعادتي.

عُمْرٌ قضيتُه داخل نفسي، أستمع فقط إلى ضجيجها وصخبها، ومطالبها التي كانتْ بغير انتهاء، لا أكْترث كثيرًا لمَن عاش فقيرًا، أو مات يئنُّ، ولم يجدْ علاجًا، أو مَن رحل تاركًا وراءه أطفالًا جَوْعى.

أحزن نعم، ولكن للحظات، ثم أعود لنداء نفسيٍّ عالي الصوت، فأنسى سريعًا.

ما لي والهموم، فأنا لم أُخْلَقْ لها؟!

حتى مرضتْ أمي بمرض عضال فاجأ الجميع، وما هي إلا شهور ورحلتْ، تاركة وراءها كل الحزن الذي استَوْطن بقلب اعتاد ألاَّ يزوره إلا الأفراح، أهكذا هي الدنيا، وقت قصير وتمضي؟!

وبينما أنا في حالتي تلك، رأيتها في إحدى الندوات الدِّينية التي كنتُ أحْرص بعد موت أمي على حُضُورها؛ لعلها تخفِّف عني، أو تجيب على تلك الأسئلة التي غابتْ عني في أمور ديني.

رأيتها تنتقل بين الحاضرات كفراشة جميلة، تنظِّم المرور، وترشدهم إلى مقاعدهن، وتوزع عليهن الشرائط والمطويات، ومعها ابتسامتها التي اعتلت وجهها الطفولي، وتملأ عَيْنيها الحماسةُ، اقْتَرَبْت منها وسألتها: ما مهنتك؟

قالتْ بابتسامة يملؤها الرِّضا: مهْنتي متطوِّعة.

خرجتُ منَ المُحَاضَرة وهي معي، لا تُفارق عقلي الذي عَرَف الحقَّ وطريقه، وقررْتُ من وقتِها أن أَتَعَرَّف على مقومات هذه المِهْنة، التي تُسَبِّب السعادة والرِّضا لكلِّ مَن يرتقي إليها.

والآن عزيزتي، هل عرَفتِ سر ابتسامتي؟
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:31 PM.