|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() رأيتُها !! فتاةٌ في ربيعِ العمرْ هادئة , ذكية , رزينةٌ جدا .. عيناها تلمعان ببريقٍ أخاذ يأسرُ الناظر إليها .. لكن ! ماهذا الشيء الملازمُ لها ؟! يلتصقُ بها التصاقَ الظلِ بصاحبه ! أهي هكذا منذ الصغر ؟! أم أنه ظرفٌ طارئ طرأ على حياتها ! اقتربتُ منها بحذر , واتخذت اقربَ مقعدٍ لها .. ألقيتُ السلام .. وبدأتُ الحديث بعفوية مقصودة ! حديثٌ ما أعذبه وما أجمله.. ففتاتي صاحبة ثقافة مذهلة .. ولها منطقٌ ما أروعه !! لكن رغم هذا مازال ذلك الشيء يَشغلُ بالي ! وبحِسها المرهف كشفت عن ما يجولُ بخاطري .. فقالت بابتسامة رقيقة : اعلمُ مايدور بخلدِك .. فكيف أكون هُنا وبهذه الشخصية ، وهذا ملازمٌ حميمٌ لي ! أطرقتُ برأسي خجلاً .. لكنها رنت للسماء بنظراتٍ يملؤها الشجن .. وبدأت تروي قصتها الطويلة ... ... " لا زلت اذكرُ ذلك اليومْ حينها كنتُ في التاسعةَ عشرَ من عمري زهرةٌ في مقتبل العمرْ تُروى بفيضٍ مِن دنيا تَنتظِرُها .. وفجأة !!! صوتُ ارتطامٍ قوي وصوتُ سقوطٍ أقوى .. توقف الزمانْ ، توقفتْ صورُ الحياةِ بِأسِرها.. وكأنها في لحظةِ حدادٍ على روحٍ بريئة اغتالتها أيدٍ دنيئة .. انقطعَ تغريدُ العصافيرْ .. توقفَ خريرُ الأنهارْ .. واختفى ضوءُ النهارْ .. وغرِقتُ في ظلامٍ مؤلمٍ مُرْ .. و بعد فترةٍ من الزمنْ أنينٌ خافتٌ يتسلل إلى أُذني .. وصوتٌ عذب ٌ زلال يداعبُ وحدتي .. وهمسٌ رقيق يدعوني ... وكم يبدو بعيدًا وقريبًا إليّ .. أتحركُ بوهنْ فتشدْ يدٌ على يدي بقوةٍ حانية .. افتح عينيّ ببطء .. وجوهٌ عديدة و قلقٌ مؤّثرٌ شفافٌ يعتريها .. الحمدُ لله ... أدعو الطبيب .. لقد أفاقتْ .. عبارات متفرقة بفرحة مبتورة تلتقطُها أُذناي .. يصل الطبيبْ .. فحوصٌ عديدة مرهقة الواحد تلو الآخر .. والامتعاض يغشى وجهَ الطبيبِ مرةً بعد أُخرى .. - كيف هي ؟! - بخير ! ولكن .... - ماذا ... { والدي بقلقٍ عميقْ } - لقد تأثرت أعصابُ قدميها كثيرًا ... {الطبيب مُكْمِلاً } - أ تقصد بأنها ..... - أجلْ .. أنا آسفٌ جدًا لذلك .. عاودني ذاك الأنينُ الخافتْ .. - أمي ! - أنا هُنا حبيبتي .. - لِما البكاء ؟ - لا شيء عزيزتي .. لا ترهقي نفسكْ ! - أ لأني أصبحتُ عاجزةْ!! - لا تقولي هذا طفلتي .. ستكونين بخير .. { أمي في جزع } - ماذا بشأنِ دراستي ؟! - اعتذرنا عن هذا العام وستكملين العام القادم بإذن الله .. صوت أمي مُطَمْئِنًا - سأكملُ العام القادمْ ؟!... صوتي يملؤه اليأسْ - بالطبع صغيرتي .. لِما لا ! أمي بحنانٍ يملَؤه الأملْ - أيمكن وهذا حالي؟! " ... إلى هنا وتوقفت فتاتي عن الكلام ! فقلت متلهفة للبقية : وماذا حدث بعدها وكيف أكملتِ حياتك ؟ نظرت إليّ مطولاً ثم قالت : تلك قصةٌ أخرى طويلة طويلة ارويها لكي في وقتٍ لاحق .. واعتذرت مني مودعة .. وبقيتُ أنا انظرُ لها وشعورٌ عميقٌ بالسعادة وآخر بالأسى يغزوان فؤادي ! ... ![]() |
العلامات المرجعية |
|
|