لافتات وسيوف‏..‏ وأعمال بلطجة‏:موسم ال***‏..‏ في الجامعة‏!

[M I D O]

لافتات وسيوف‏..‏ وأعمال بلطجة‏:‏
موسم ال***‏..‏ في الجامعة‏!‏
المتظاهرون‏:‏ أردنا الاحتجاج علي سلب حقنا في الترشيح

تحقيق‏:‏ أيمن السيسي

رئيس الجامعة ينصح احد المشاغبين بعدم استخدام ال***

ما حدث في جامعة عين شمس من أعمال *** وبلطجة في عقب عملية انتخاب أعضاء اتحاد الطلبة يؤكد ضرورة اعادة النظر في العلاقة بين الاساتذة والطلاب حتي لا تتكرر هذه الاحداث وحتي يتم احتواء الطلاب في الانشطة الجامعية التي ترفع من مستواهم الفكري والثقافي والرياضي وتفتح أمامهم آفاقا رحبة وتوسع مداركهم‏..‏ أما ما حدث من أعمال *** فيجعلنا نقوم بمقارنة بين ما حدث الان وما حدث في فترة الثلاثينيات عندما كان طلبة الجامعة يضحون بأرواحهم ويواجهون جنود الاحتلال الانجليزي والحكومات الضعيفة الممالئة له وفي أربعينات القرن الماضي سقط بعضهم غريقا بعد فتح كوبري عباس عليهم أو قتيلا برصاصا الانجليز أما الان فيسقط بعض الطلاب جرحي ومعهم ضباط من الحرس الجامعي بعد اصابتهم بسيوف وعصي البلطجية وهكذا تغيرت اسباب ومظاهر انفعال طلاب هذا العهد لتصبح أخطر وأشد‏.‏

ضررا من انفعال طلاب الجامعة قبل ستين عاما‏.‏

وهاهي جامعة عين شمس للسنة الثانية علي التوالي تتحول الي ساحة للمعركة بين الميليشيات الحزبية والسياسية والدينية ليسقط في المواجهات بين طلابها عدد من المصابين فكيف بدأت الحكاية؟ وما رأي مختلف الاطراف وتقييمهم لها؟ وماهي سبل العلاج في رأي الطلاب والاساتذة والخبراء؟ البداية هي الاعلان عن لائحة جديدة للأنشطة الطلابية واجراء الانتخابات بعد السماح للطلاب بالتقدم للترشيح خلال يوم واحد وهو ما أعتبره طلاب التيار والاخواني إقصاء لهم فتوالت الأحداث‏.‏

شهود العيان
فماذا يقول الشهود من الطلاب؟
يقول أحمد محمد سيف‏-‏ كلية التجارة ـ كنت بالقرب من البوابة الرئيسية وفوجئت مع زملائي بعشرات من الطلاب والطالبات المحجبات والمنتقبات يقتحمون البوابة بالقوة ثم رفعوا لافتات تعارض الانتخابات وتهاجم رئيس الجامعة ثم اتجهوا الي مقره في قصر الزعفران مرورا بكليتي الآداب والحقوق‏,‏ وبعد فترة وجدنا مجموعة أخري من الطلاب وأعضاء الاتحاد الرسمي تدخل من نفس البوابة متوجهين الي موقع الاعتصام والتظاهر‏,‏ وبعدها رأيت ضباط وأمناء الحرس الجامعي يتجهون الي نفس المكان‏.‏ وسرعان ما بدأ بعض الطلاب المعتصمين أعمال ال*** فإحتدوا علي رئيس الجامعة الذي حاول أثناءهم عن ذلك وتولي طلاب الاتحاد الرسمي الرد عليهم ومنعم من ارتكاب أعمال *** أخري لتتحول الساحة الي معركة يسقط فيها البعض جرحي كما حدث في العام الماضي وتؤكد رشا محمد من كلية الآدب قسم التاريخ أن المتظاهرين اشتبكوا مع زملائهم بعد أن تصدي لهم طلاب الاتحاد الرسمي وحاول ضباط الحرس تفريقهم وفي ذات السياق يقول محمد توحيد‏-‏ حقوق كان أحد الطلاب من المتظاهرين يحاول زيادة عددهم بدعوتنا للمشاركة وقال لي تعالي انضم الينا للمظاهرة وعندما رفضت توجه لي بالسب وإتهمني اتهامات لا تليق بالحرم الجامعي‏!‏

تضيف مي محمد ابراهيم‏:‏ رفضنا الانضمام للمظاهرة لاننا معتدلون ولو كان‏(‏ طلاب التظاهر‏)‏ علي حق لانضممنا إليهم

أحداث متوقعة‏!‏
أما رئيس جامعة عين شمس الدكتور أحمد زكي بدر فيؤكد أن الجامعة كانت تتوقع مثل هذا الحدث علي اعتبار انه موسم لهذا التيار الديني لخلق مشكلات للجامعة ويستغلون الانتخابات كحجة رغم ان الجامعة لم تشطب طالبا واحدا انما تمت الانتخابات بكل شفافية‏.‏ ويضيف الدكتور أحمد زكي بدر‏:‏ هذه المجموعات من الطلبة ليس لديها استعداد للانخراط في أي نشاط طلابي من الانشطة الطلابية التي شهدت صحوة جيدة بالجامعة ولذلك بدأوا يشعرون بأن هذه الصحوة ضد طريقتهم في استقطاب الطلاب فبدأوا يعملون علي زعزعة الاستقرار في الجامعة حتي يصل شعور الطلاب غير المنتمين لأي اتجاه أو يثار بأن هناك من يعمل لمضايقتهم أو ضدهم وتحدث احتكاكات‏.‏

ويضيف‏:‏ وأنا أعرف جيدا أن هؤلاء الطلاب مساقون وموجهون ومغرر بهم ويفعلون ما يفعلون عن قناعة زائفة تضيع إرادتهم وتتواري خلف أوامر من يقودهم بدليل أن أحدهم عندما خاطبني بطلبات كان يقرأها معدة في ورقة بيده وآخر في جامعة القاهرة عندما أمره رئيس الجامعة الدكتور علي عبد الرحمن أن ينزل اللافتة التي يرفعها رد عليه ما أقدرش إلا لما أسأل اخواني ولذلك لم أحتد عليهم عندما خاطبني أحدهم قائلا ان صبرنا نفد ونحذر الجامعة لأنني أعرف انهم مغرر بهم‏!‏

احتجاج‏!‏
ولكن ماذا يقول الطلاب المتظاهرون الذين أثاروا هذه الأحداث وشاركوا فيها؟‏!‏ أحد طلاب التيار الديني والذي رفض ذكر اسمه مكتفيا بأنه طالب بالحقوق قال نحن أردنا أن نحتج علي الترشيح في الاتحاد خلال يوم واحد حيث لم يعلنوا عن فتح باب الترشيح إلا قبل عيد الفطر مباشرة وتم كل شيء بعد العيد بسرعة وقال زميل له‏:‏ لم نسب رئيس الجامعة كما اتهمنا البعض ولم نكن نحن البادئين في المعركة‏.‏

الانشطة لا تشغلنا‏!‏
ويصف محمد طماوي الطالب بكلية الآداب لنتعلم‏:‏ ما يحدث داخل الجامعة قائلا‏:‏إنه غريب وأمور بلطجة ونحن لم ندخل الجامعة للمشاجرات انما جئنا للتعليم ولا ننشغل حتي بالأنشطة الطلابية ويضيف أحمد موسي‏-‏ كلية الحقوق‏:‏ عدم انضمامنا للأنشطة لمعرفتنا أنها تدار بأساليب غير موضوعية ومن له صديق أو زميل في الاتحاد يمكن أن يدخل فيها‏.‏

تجربة مع الطلاب
ولكن‏..‏ مادور الجامعة في احتواء طلابها واحتضانهم ؟ وما هي التجارب التي تمت في هذا المجال ؟

الدكتور حمدي عبد السميع المشرف علي المدن الطلابية بجامعة بنها له تجربة لاحتواء الطلاب ومعالجة اسباب شكاويهم فضلا عن اشراكهم في اختيار جدول التغذية الخاص بهم من ضمن اصناف المأكولات المقدمة واشراكهم في الاشراف علي تسلم الأغذية واستجابة الإدارة لطلبهم بتقديم وجبتي الافطار والعشاء معا في ايام السهر والمذاكرة والاجازات تقديرا لسهرهم ليلا والتأخر في استيقاظهم‏,‏ بهذه الاستجابات البسيطة وعدم غلق باب المكتب في وجوه الطلاب واستطاعتهم الحديث اليه في اي وقت لعرض شكوي أو رأي تليفونيا وصل الي حد كبير من استيعابهم يقول الدكتور حمدي عبد السميع‏:‏ نركز علي الجوانب الانسانية لدي الطلاب ومساعدتهم بشتي الصور وتفعيل دور صندوق المدن الجامعية لتحمل تكاليف اقامة بعض الطلاب من غير القادرين ومتحدي الإعاقة‏,‏ ويؤكد الدكتور حمدي عبد السميع قدرة الانشطة الثقافية والرياضية علي تفريغ طاقات الشباب وتهذيب تعاملاتهم وخلق الالفة والود بينهم وبين مشرف الانشطة ويضيف‏:‏ عملنا علي اشراكهم في تحمل المسئولية عن أماكن اقامتهم في المدينة واشعارهم بملكيتهم لها والحفاظ عليها وتشجيعهم من خلال مسابقات افضل غرفة ولوحة الشرف وأهدأ وأفضل نشاط طلابي مسائي كما أقمنا مواسم ثقافية وندوات حاضر فيها فنانون وكتاب وصحفيون ورجال أعمال في كافة المجالات ومحاور وسياسات العمل الوطني والسياسي وغيرها من الانشطة الأخري التي تفعل دور الطالب الساكن في المدينة وتعمق علاقته بمسئوليها ومشرفيها وهو ما ينتشر من خلالهم بين طلاب الجامعة بشكل عام والتصور ان ما تحمله تجربة المدينة الطلابية بينها يمكن ان تخلق قاعدة من الطلاب مصانة فكريا وقادرة علي مقارعة اي فكر منحرف داخل الجامعة اكثر من غيرهم من الطلاب الذين يمكن استغلال حماسهم وطاقاتهم بشكل موجه خصوصا ان لائحة‏79‏ الطلابية تنص علي وجود اتحاد لطلاب المدن الجامعية والذي تم تجميده منذ عشرين عاما‏.‏

ويؤكد الدكتور مختار ابو شعيشع الاستاذ بجامعة قناة السويس ضرورة تخصيص ساعات مكتبية لاعضاء هيئة التدريس لاستقبال الطلاب لساعتين كل اسبوع او اسبوعين لسماع شكاواهم والاجابة عن تساؤلاتهم للتقريب الانساني وبذلك يمكن السيطرة علي انفعالات الطلاب وتهذيبها‏,‏ وهو ذات الامر الذي تؤكده تجربة الدكتور شوقي سليمان نائب رئيس جامعة بني سويف لشئون التعليم والطلاب ايجابية نتائجها واكد ان احتضان الطلاب واستيعاب أفكارهم وتقويمها ساهم في استقرار الامور في بني سويف وتفعيل الانشطة الرياضية بعد دعم وزير التعليم العالي لتشكيل الاتحاد الرياضي للجامعات‏.‏ وهو ما ادي الي عدم تسجيل اي احداث *** او احتجاج علي الاطلاق ومرور عملية الانتخاب بهدوء وفوز الاغلبية بالتزكية كما يضيف الدكتور شوقي سليمان‏:‏ لدينا توجه عام في بني سويف بأن يكون رواد الاتحاد والانشطة بحد اقصي استاذ مساعد ليكون في سن قريبة من الطلاب تسمح بقدر كبير من التفاهم‏.‏

نفس التصور أكده الدكتور أحمد زغلول نائب رئيس جامعة المنوفية لفرع السادات الذي يحكي تجربته في الاقتراب من الطلاب والتفاعل معهم حيث فتح باب مكتبه واعطي رقم تليفونه للطلاب مما خلق بينه وبينهم حالة من الود تسمح بالتوجيه ومعالجة الاخطاء وتصويبها مع شعور الطالب بأن استاذه امينا عليه وعلي مستقبله وهناك قاعدة كبيرة من أعضاء هيئة التدريس الذين يتمتعون بالحس الانساني والسياسي والتفهم لقدرة الشباب وحماسهم ويستطيعون التأثير عليهم‏.‏

تجارب الجامعات الخاصة
وإذا كانت التجارب السابقة في بنها وبني سويف والمنوفية تؤكد ايجابية دور الانشطة ومشرفيها من اساتذة الجامعة في استيعاب طاقة الطلاب حتي ولو بعيدا عن الاتحاد الرسمي لطلاب الجامعة فإن السؤال الذي تطرحه تحقيقات الاهرام‏:‏ ما هو جدوي الاتحاد الرسمي ؟ وما هي أهميته القصوي تلك التي يراق من أجلها الدم في الحرم الجامعي ؟‏!‏ فإذا كان الاتحاد وهو وسيلة لتحقيق النشاط وليس غاية‏.‏ فإن تجربة الجامعات الخاصة تؤكد ـ ايضا ـ بالانشطة الثقافية والفنية والرياضية امكانية ضمان الاستقرار في الحرم الجامعي وتوجيه طاقات الطلاب الي الانشطة والدراسة والعلم وعن ذلك يقول الدكتور شعبان شمس عميد كلية الاعلام بجامعة‏6‏ اكتوبر‏.‏

اتصور من خلال تجربتي في الجامعات الخاصة ان الانشطة الفنية‏,‏ والثقافية والندوات هي أفضل في نتيجتها من الاتحاد طالما كانت منظمة بشكل جيد ويشرف عليها من يمتلك تصورا واقعيا وحقيقية أن هذه المرحلة العمرية للطلاب تمتاز بفوران الشباب وتذبذبه وتقلباته التي تؤدي الي انجذابه لمن يدرك طبيعة هذه المرحلة وبذلك يستطيع السيطرة عليه نفسيا وتوجيهه ايضا علي ان يكون مدركا ان هؤلاء الطلاب خرجوا من مرحلة دراسية وعمرية لم يعتادوا فيها النقاش بل الكبت والامر ومراعاة ألا نستعلي عليهم او نحقرهم أو نسفه أفكارهم‏.‏ فإذا تفهم الاساتذة والمشرفون ذلك يمكن السيطرة علي الطلاب وتوجيههم التوجيه الانتمائي الحقيقي الذي يصب في الصالح الوطني‏.‏

ويضيف الدكتور شعبان شمس انه يمكن في حالة تصور صعوبة تطبيق الانشطة والاحتواء لكثرة عدد الطلاب ان نستعين بتجارب الدول الأخري المماثلة في هذا المجال إذا كانت تناسبنا مثل الهند‏,‏ أما الطرح الأكثر أهمية والجدير بالدراسة فهو وضع مقرر دراسي للانشطة والمشاركة الطلابية وان يكون بشقين عملي ونظري لتدريب الطلاب علي المشاركة الامينة وخلق الوعي السياسي والديني والحضاري لديهم‏.‏ ويضرب الدكتور شعبان مثلا بمعتقلي الجماعات الدينية الذين تراجعوا عن أفكارهم السابقة عندما تم معهم حوار تغيرت النظرة تجاههم الي نظرة تثقيفية وتوعيوية‏,‏ والشباب اولي بهذه النظرة والرعاية لانه متذبذب وبعد فهل يمكن الاعتماد علي مثل هذه النماذج من اساتذة الجامعة المخلصين للوطن بعد انتقائهم لقيادة هذه التجربة بعد ان يتسلموا الملف الطلابي تاركين من بيدهم الملف الآن من المسئولين لمواجهة ما هو اهم وأكثر خطرا علي أمن واستقرار الوطن‏.