|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
![]()
ألقي عليها النظرة الأخيرة بينما تتبدد : العالمانية على فراش الموت
في ظلام القرون الوسطى عاش البشر في أوروبا عبيدا يتداوون بما يماثل السحر و الشعوذة. احتكرت الكنيسة الأوروبية الدين و فرضت المكوس باسمه على الشعوب. مع المال يأتي النفوذ و السلطة. فللكنيسة سلطة مماثلة لسلطة الحكام. و قد استمد الحكام سلطتهم من مبدأ "التفويض الإلهي" الذي يزعم أن الإله نصب هذا الآدمي ملكًا فلا يجوز لأحد أن يتمرد عليه مهما فعل. يحضر السلطان المطلق الظلم و تغيب العدالة. أما العلم فما هو بعلم ، زمن ظن أهله أن الأرض مركز الكون و أن الشمس تدور حول الأرض و لما أثبت كوبرنيكس أن الأرض تدور حول الشمس رفض قوله. أحيا جاليليو في إيطاليا بعد زمن مقولة كوبرنيكس تلك فحوكم و وجد مذنبًا و حبس في بيته. نقل مؤرخ حادثة أيام الغزو الصليبي لفلسطين على عهد صلاح الدين، عالج طبيب صليبي إمرأة أصابتها الحمى بصب الماء المغلي عليها للتخلص من الروح الشريرة التي تلبستها فماتت و عالج رجلًا تورمت ساقه لتلوث جرحه بقطع ساقه فازداد التلوث و مات الرجل. كي ينطلق الأوربيون من عقال التخلف ، ثاروا على رجال الحكم و الدين في آن واحد و فصلوا الدين عن الدولة، مبدأ يقال له عالمانية (Secularism) ، أصحابه ماديون يؤمنون بما هو مادي ملموس فقط. يخلو تاريخ المسلمين مما أّرق الأوربيون. مر رسول الله في المدينة على رجال يؤبرون النخل (أي ينقلون حبوب اللقاح بأنفسهم من الشجرة المذكرة للشجرة المؤنثة فبعض النخل له أعضاء التأنيث فقط و بعضه الآخر به أعضاء التذكير فقط.) فقال رسول الله:"لو لم يفعلوا لصلح لهم." فامتنع الناس عن تلقيح النخل في هذا العام فلم ينتج النخل إلا شيصًا (بلح مر لا يؤكل.) فلما رآه الرسول على هذا النحو سأل:"ما باله؟" فقالوا :"أنت قلت كذا و كذا." فقال الرسول:"أنتم أعلم بأمر دنياكم." و في صحيح مسلم القصة ذاتها بتلك الإضافة: قال الرسول:"إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه. فإنني إنما ظننت ظنًا فلا تأخذوني بالظن. و لكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به." دنيا واسعة يكتشفها ابن آدم ببصره و سمعه و حقائق ثابته مبثوثة في الكون ينتفع بها من أعمل عقله. في خمسينات القرن الماضي انطلقت أمة العرب من نير الإحتلال الأوروبي لتقع في أحضان أبنائها من العلمانين يسيرون دفة الأمة بعيدا عن شرع ربهم ، حينها كانت مآثر الدين من صلاة و حجاب توسم بالتخلف و الرجعية. وقتها قال طه حسين : لنلحق بالأوروبيين علينا أن نتبع طريقتهم بحلوها و مرها. لكن الذين ملأوا كراسي الحكم لم يملأوا أنشطة الحياة التي بدأت تخلو من الحياة، فاجتمعوا و انفضوا و أثاروا القضايا ثم أخمدوها. إدارة المصانع و بناء دولة تحتاج للإخلاص و التضحية! كيف يعمل الإنسان بجد دون رقيب؟ لا أعرف ، لم أرَ من يخلص دون قضية ما. بذرة الإخلاص الإيمان بالله الرقيب الحسيب. يرويها الإيمان بأنه يكافىء المحسن على تضحيته. زلزت هزيمة 67 العالمانية و أسقطت قيمها و اكتشف العرب الهوة بين القول و الفعل. أعاد الناس حساباتهم و التفتوا لربهم و دينهم مما أعاد مظاهر الدين لحياة المسلمين و لكن مع خلط بمظاهر العالمانية التي يفرضها تدخل أجنبي دائم في شئون المنطقة. فهي منطقة تعوم على آبار بترول و غاز طبيعي قريبة من السطح، استخراجها رخيص بقرب سوق أوروبية نهمة تفتقد منابع الطاقة ولا تشبع منها أبدًا. لقمة سائغة مغرية لكل طامع أجنبي. كل حرب في المنطقة تستعر بيد أجنبي يتدخل ليؤمن منابع البترول و يحرزها دون ثمن ، يغريهم بذلك طاعون الفقر المدقع و الضعف المتفشي في بلاد المسلمين. |
العلامات المرجعية |
|
|