#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() أَبْصَرْتُ فِي جَنْبِ بَعْضِ الدُّورِ مِحْفَظَةً مَطْرُوحَةً مَا رَآهَا القَومُ إِذْ نَظَرُوا فَقُلْتُ خَيرًا رَأَتْ عَيْنِي لَعَلَّ بِهَا مَالاً وَفِيرًا وَبَعْضُ الكَنْزِ مُسْتَتِرُ لَمَحْتُ فِي وَسْطِهَا كُرَّاسَةً بَلِيَتْ كَأَنَّهَا إِرْثُ مَنْ مَاتُوا وَمَنْ غَبَرُوا بِهَا دَفَاتِرُ لِلأُسْتَاذِ أَتْعَبَهُ إِدْمَانُ تَخْطِيطِهَا وَالرَّسْمُ وَالنَّظَرُ وَكَمْ بِهَا مِنْ جُذَاذَاتٍ مُفَصَّلَةٍ تَحْكِي مَتَاعِبَ مَنْ أَوْدَى بِهِ السَّهَرُ بَلْ قَدْ عَجِبْتُ لَهُ أَنْ كَانَ يُودِعُهَا رَغِيفَ خُبْزٍ وَبَعْضَ التَّمْرِ يَدَّخِرُ فِيهَا التَّذَاكِرُ أَشْكَالٌ مُلَوَّنَةٌ تَذَاكِرُ النَّقْلِ فِيهَا لَيْسَ تَنْحَصِرُ صَارَ الأَنِيسَ لِكُلِّ الْحَافِلاَتِ فَلاَ تَنْسَاهُ يَوْمًا وَهَلْ يَخْفَى لَهَا القَمَرُ أَرَى العَصَا اتَّخَذَتْ رُكْناً بِمِحْفَظَةٍ تُعَلِّمُ الْجِيلَ آدَابًا ِبِهَا عِبَرُ إِنَّ التَّلاَمِيذَ قَدْ غَاظُوا مُعَلِّمَهُمْ فَرَامَ هَذِي العَصَا حَلاًّ لِـمَنْ نَفرُوا رَأَيْتُ مِحْفَظَةَ الأُسْتَاذِ أَرْهَقَهَا بَرْدُ الشِّتَاءِ وَحَرُّ الصَّيْفِ وَالسَّفَرُ هَذِي مُعَانَاةُ مَنْ قَدْ بَاعَ مُهْجَتَهُ وَهَمُّهُ النَّشْأُ وَالأَجْيَالُ وَالأُسَرُ مَنْ بَاتَ يَبْنِي صُرُوحَ العِلْمِ يَرْفَعُهَا يَسُومُهُ الكُلُّ طَعْناً ثُمَّ يَصْطَبِرُ قُلْ لِلأَسَاتِيذِ أَنْتُمْ كَنْزُ أُمَّتِنَا بِئْسَ البِلاَدُ بِهَا الأُسْتَاذُ يُحْتَقَرُ
__________________
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول |
العلامات المرجعية |
|
|