#1
|
|||
|
|||
![]() لمــــــــــــــــــــــــــاذا كــفروا يحضر الطبيب من أجل الشفاء فأخاصم الطبيب وأسب الدواء ! يأخذ الهادي بيدي ليصل بى إلى بر الأمان فـأنزع يدى من يده وألقى بنفسى إلى هاوية الهلاك ! هذا كله يجعلنا نسأل بقوة : لماذا ؟ ونجيب فنقول : إن الإنسان كل إنسان قراراته من صفاته , واختياراته من خلاله وما يخرج منه نتاج لما هو فيه . فليس البخيل مثلا يحتاج إلى ذكاء منا حتى نعلم أنه سيرفض العطاء . أو أن الجبان سيأتى يوم ويكون فى الصف الأول إذا احتدم القتال أو اشتد النزال . هكذا نرى أن ما استقر فى نفوس المشركين من عفن أخلاقى أبى إلا أن يطرد الطهر و يعاند الحق ولا يبيت والإيمان فى قلب واحد أبدا . فالكبر منع الكثير ، والحسد منع الكثير ، والجاه منع الكثير ، وحب الدنيا منع الكثير ، وتمجيد الآباء منع الكثير . فهذا الوليد بن المغيرة يقول: أينزل القرآن على محمد وأترك وأنا كبير قريش وسيدها ؟ ! . ويترك أبو مسعود عمرو بن عمير سيد ثقيف ، ونحن عظيما القريتين ! فأنزل الله سبحانه وتعالى فيه {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}الزخرف31وها هو النضر بن الحارث كان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، مجلسا ودعا فيه إلى الله تعالى وتلا فيه القرآن ، وحذر فيه قريشا ما أصاب الأمم الخالية ، خلفه في مجلسه إذا قام ، فحدثهم عن رستم وأسفنديار ثم يقول : والله ما محمد ، وما حديثه إلا أساطير الأولين ، اكتتبها . فأنزل الله سبحانه وتعالى فيه {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }الفرقان5كما نزل فيه { ويل لكل أفاك أثيم يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم }الجاثية وانظر معى مطلع سورة ص { ص . والقرآن ذى الذكر . بل الذين كفروا فى عزة وشقاق } وقوله عز وجل { أأنزل عليه الذكر من بيننا . } ووالله إن كل هذه النصوص وغيرها فى القرآن الكريم والسنة المشرفة لشاهد عيان ولسان بيان على أن الناس معادن وأن خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الإسلام إذا فقهوا وأن الذى وقف حائلا بين المشركين وبين الإنضمام إلى معسكر المؤمنين هو المشركين أنفسهم أو أنفس المشركين ! نعم إن نفوسا كالأرض الطيبة ينزل عليها الماء المبارك فتهتز مخضرة فتخرج النبت أكلا للعالمين . وإن نفوسا ينزل عليها الماء فلا يخرج إلا نكدا . ولا أجد تشبيها معبرا ومخبرا عن حال الرسول وهديه مع المشركين وحرصهم على الضلال كمثل قوله صلى الله عليه وسلم " حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي في النار يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها قال فذلكم مثلي ومثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار هلم عن النار فتغلبوني تقحمون فيها ". صحيح مسلم وكذا الحديث الآخر "إن مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه فقال يا قوم إني رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان فالنجاء فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلتهم وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني واتبع ما جئت به مثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق " رواه مسلم . عفوا إن كنا قد أطلنا قليلا فى هذه النقطة فإن الأمر يستحق , فالمسألة إيمان وكفر ثم إن لى فيها إربا . ألا فليعلم كل إنسان على ظهر الأرض أن كل صفة وخصلة لا تليق بنا بنى البشر واجب عليه لفظها لا يبقى عليها ولا يذر فإنها عن الخير مانعة ولها عن الحق صدود . ألا قد صدق من شبه الصفات الخبيثة بالحيات والعقارب , بل قد أصاب وقارب . وألملم الآن البحث وأرجع بحب إلى حبيبنا وكلنا يعرف أن المسلمين لاقوا من صنوف التعذيب وألوان الإضطهاد ما سيرون عاقبته يوم يقوم الناس لرب العالمين ساعتها سيحمدون إلى الله ما لاقوا ويقولون الحمد لله رب العالمين. أليس كذلك ؟ |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
سيرة, نيى . محمد |
|
|