كوكب الحساسية

[المفكرة]

نحن في قبضة وباء للحساسية. قبل خمسين عامًا كان فردًا من بين خمسين يعاني من الحساسية. الآن في بريطانيا وحدها صارت النسبة واحد من كل ثلاثة أشخاص يعاني من الحساسية.
لكن ما السبب في ذلك؟
الحساسية و مسبباتها أحد أعظم الألغاز بالنسبة للطب الحديث.
بحثًا عن إجابة ، يذهب فريق علمي في رحلة حول الكوكب من أقاصي المعمورة حيث عدد محدود من السكان إلى المراكز شديدة التلوث في كاليفورنيا و الولايات المتحدة . يلتقون بالمرضى و العلماء الذين كرسوا حياتهم بحثًا عن إجابة للأسباب الغامضة التي تجعلنا نصاب بالحساسية من عالمنا.

**************

قد تجعلك الحساسية تعطس و تحك جلدك لكنها أيضًا قد تجعلك تتوقف عن التنفس تمامًا.
أدرك مايك و سو أن ابنتيهما كيت تعاني من الحساسية حينما كانت كيت في الثانية من عمرها. تقول الأم كنا نتسوق و عندما أعطيتها قطعة من الطعام فتناولتها ثم تورم وجهها. في المستشفى ، شخصوا حالتها بحساسية شديدة تجاه الفول السوداني. بعدها صار الأبوين حريصين أن لا تتناول الابنة الفول السوداني. إلى أن تلقيا مكالمة تليفون تخبرهما أن ابنتهما في حجرة طوارىء المستشفى و حين وصلا هناك وجدا الأطباء يحاولون إنعاش قلب الفتاة و إعادة الحياة لها. لكنهم لم يستطيعوا و بهذه السرعة فقدت الابنة الشابة حياتها.
طلبت كيت وجبة من المطعم بدون مكسرات مطحونة، لكن المكسرات أضيفت إلى وجبتها بالخطأ ، و حين تناولت الطعام أصيبت بتفاعل شديد جراء الحساسية ، مما أصابها بصدمة أوقفت تنفسها و بعدها بقليل فارقت الشابة الحياة.
بالنسبة لتلك العائلة لم تنتهِ المشكلة بوفاة الابنة فلهما ابنين شابين يعانيان من ذات الحساسية تجاه الفول السوداني. لذلك فالخطر يهدد حياتيهما و ذكرى أختهما المتوفاة تصيبهما بقلق شديد.
رغم أن حدوث وفاة بسبب الحساسية تجاه الطعام أمر نادر فإن حساسية الأطفال تجاه الفول السوداني تضاعفت خلال الخمسة عشر عامًا الماضية.
في العالم المتقدم تسجل المستشفيات عدد أكبر من الحالات التي تدخل المستشفى بسبب الحساسية تجاه الأطعمة كما ازداد نسبة الأشخاص الذين ماتوا نتيجة رد فعل لتناول طعام مسبب للحساسية بمعدل 700%
المواد التي تسبب الحساسية كثيرة و تزداد طوال الوقت لكن كيف أصبحت الحساسية جزءًا من حياتنا اليومية؟
هذا ما يجيب عليه الفيلم تاليًا بإذن الله.