حرب مصطنعة بين من يستحق و من لا يستحق

[aymaan noor]

كل عام وجميع المصريين طيبين لاقتراب شهر رمضان ، شهر الصوم والعبادة ، شهر التقرب الى الله بالعمل الصالح ، و كل عام و جميع المصريين بخير بعد نجاح الثورة المباركة ، ثورة 25 يناير التى قضت على النظام الفاسد وأعوانه و هنيئا للمصريين مناخ الحرية التى يتمتعوا بها هذه الأيام ، و يجب أن نتذكر فى هذه الأيام شباب مصر العظيم الذى استطاع ان يحقق مالم نكن نحلم به طوال ثلاثون عاما ، من كان يصدق أن فئة قليلة من الشباب حرض المصريون على التظاهر يوم 25 يناير لرفض التوريث و الدعوة الى مبادئ الثورة السامية ( حرية – ديموقراطية – عدالة اجتماعية ) و اسقاط النظام الفاسد ، لقد نجح الشباب فيما فشل فيه الكبار ، و تحملوا القتل و تحملوا الاساءات التى كانت تقال عنهم طوال فترة الثورة و حتى يوم 11 فبراير ، لقد كالت وسائل الاعلام الرسمية وبعض وسائل الاعلام الخاصة لهؤلاء الشباب كل الاتهامات الممكنة ، فتارة يقولون هم عملاء وخونة ، و تارة يقولون هم يتلقون أموالا لقلب نظام الحكم ، و تارة يقولون هم يتناولون وجبات كنتاكى ومئة جنيه عن كل يوم يتظاهرون فيه ، و لكن بايمان هذا الشباب وبصبره و مثابرته ، لم يكل ولم يتهاون ، و نجح فى تحقيق تنحى الرئيس المخلوع حسنى مبارك ، و لكن لم تنتهى الثورة بالتنحى ، حاول القائمون على الحكم تهدئة الثورة واعتبارها مجرد حركة اصلاحية كانت تهدف فقط الى افشال ملف التوريث ، ولم يكل الشباب مرة ثانية ولكن ثابر وثار واعتصم فى الميدان ، فكانت حكومة عصام شرف ، و لكن لم يمل النظام السابق ولم يمل القائمون على الحكم فبدئوا يتباطئون فى محاكمة الفاسدين وعلى رأسهم الرئيس المخلوع ، وخدعنا وزير مالية من النظام السابق فلم يحدد حد أدنى مقبول للأجور ، و الغريب أنه لم يتحدث عن الحد الاقصى ، فترك من يتقاضون مئات الآلاف كما هم ، و خدعنا بمقولة فلنصبر و نعمل و فى خلال 5 سنوات سيرفع الحد الأدنى للأجور الى 1200 ، هدأ غالبية الشعب المصرى كعادته و تقبل هذه المهانة و لكن الثوار لم يهدءوا و ثابروا و اعتصموا و اتهمهم البعض مرة ثانية بكل الاتهامات المغلوطة من انهم خونة او علمانيون أو كافرون ، و رغم كل الاهانات اعتصم الشباب وطالبوا بحكومة ثورة ، طالبوا بحد أدنى و حد أقصى ، طالبوا بمحاكمات علنية و بحق الشهداء ، و نجحوا فى تحقيق كل ذلك ، هذا فى الوقت الذى ظهرت فيه فصائل أخرى لم يكن لها دور و لم تشارك ولكن قفزت و بدأت تسعى الى الحصول على نصيب فيما لا يستحقونه ، و بدلا من اعترافهم بالجميل للثوار ، استخدموا نفس اسلوب النظام الفاسد من كيل الاتهامات الى الثوار .
فليحصل كل من يريد نصيبا على مايشاء و لكن على الأقل احفظوا للثوار حقهم من التقدير و الاعتراف بالجميل و لاتهينوهم فهم يستحقوا أن نرفعهم على الأعناق . فهم مصريون مخلصون مسلمون ومسيحيون ليس منهم ليبرالى غربى أو علمانى غربى ، هم مصريون محبون لوطنهم قادوا الشعب فى وقت لم يكن فيه من الكبار من يقود أو من لديه الجرأة على أن يقود .
و كل عام و جميع المصريين بخير