دروس رمضانية " كل يوم درس خفيف "

[أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى]

هذه مجالسنا - هيا بنا نؤمن ساعة

مجالس نحث فيها الخطى نحو الجنان..
مجالس نرضي بها ربنا المنان ... نتعرف فيها على ربنا من خلال أسمائه الحسنى العظام ... نحيي بها الليل وننيره .... ونستثمر فيها الوقت ونعمِّره.. نُربي فيها ونتربى.... نرتقي فيها وترتقي معنا الحياة...
نقرأ آية ... نسمع حديثاً نبوياً أو قدسياً ...ونقرع للجنة باباً
نرفع فيها شعاراً : والموعد الجنة

المجلس الأول

محبة الله تعالى

المحبة هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون ,, وإليها شَخَصَ العابدون ,, فهيَّ قوت القلوب ,, وغذاء الأرواح.
وحب الله تعالى لذة من لم يظفر بها فعيشهُ كلهُ هموم وآلام ,, وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال
يا الله !! لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة , إذ لهم من معيِّة محبوبهم أوفر نصيب , وقد قضى الحنان المنان الكريم الودود أن المرء مع من أحب,, فيالها من نعمة على المحبين سابغة.
وكل مقام بعد المحبة هو ثمرة من ثمارها , وتابع من توابعها , كالشوق والأنس والرضى , ولا قبل المحبة مقام إلا هو مقدمة من مقدمات المحبة كالتوبة والصبر والزهد .
واعلم – رحمك الله الودود – أن العبادة هي كمال الحب مع كمال الخضوع و الذل , والله تعالى يُحَب لذلته من جميع الوجوه , وما عداه تبعاً لمحبته .
والقلوب مفطورة على حب الله تعالى فهو سبحانه ذو النعم السابغة ,, والمنن الموصولة ,, واليد الطولى ,, يداه مبسوطتان بالخير بالليل والنهار ,, كم انفق منذ خَلَقَ السموات والأرض؟! قال تعالى {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ } النحل53وفي الحديث (( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعم )) الحديث ,, نعمة واحدة يتعب المرءَ عدُها وحصرُها ,, فكيف بكل النِّعم؟!!
فائدة::
كل من تحبه من الخلق ويحبك إنما يريدك لنفسه وغرضه منك,, والله تعالى يريدك لك ,, وكل من تعامله من الخلق إن لم يربح عليك لم يعاملك ,, والله تعالى ( وله المثل الأعلى ) إنما يعاملك لتربح عليه أعظم الربح وأعلاه – الجنة ورضاه تعالى – فالحسنة بعشرة أمثاله والسيئة بواحدة فقط وهي أسرع شيئ محواً .
والآن تعالوا بنا نطوف على بساتين المحبين ونقطف من ثمارها
ليس سائق كالحب يسوق الناس إلى ربهم وطاعته ,, والتمرغ على أعتابه , والتذلل له ,, وكثرة سؤاله ,, وبذل النفس والنفيس ,, وترك المتاع .
هذا رسول الله صلي الله عليه وسلم خير من سجد وركع وعبد وصبر , وأعظم من احب ربه وناجاه ودعاه , كيف دفعه حبه لربه تعالى إلى أن يتحمل الأذى والعذاب , ويستعذبه ويستمرئهُ في سبيل ربه ومولاه , ثم يعقب التعقيب الذي يفيض حباً وخضوعاً وذلاً وانكساراً ورضاً (( إن لم يكن بك عليَّ غضبٌ فلا أبالي ...)) .
وهذا تلميذه النجيب مصعب الخير , يترك النعيم , والرفاهية , والفراش الوثير , يترك كل هذا من أجل ربه ومولاه وحبيبه ,, ويراه النبي صلى الله عليه وسلم بعد الغنى يعاني شظف العيش (( فما رؤي في بمكة شاباً أنعم منه )) ما دفعه إلى ترك النعيم والرضى بالفقر والجوع إلا أنه آثر حب الله تعالى على كل حب .
وهكذا الصالحون دفعهم حبهم لربهم أن لا يأنسوا بسواه , وأن يستوحشوا من الناس , وأن يخلوا بينهم وبين ربهم ,, يقول أحدهم : عجبت للخليقة كيف أنست بسواك , بل عجبت للخليقة كيف استأنست قلوبها بذكر سواك .
قال أبو اسامه : دخلت على محمد بن النضر الحارثي , فرأيته كأنه ينقبض , فقلت : كأنك تكره أن تُؤتى؟! , فقال : أجل ,, فقلت أما تستوحش؟! ,, قال : كيف أستوحش وهو سبحانه يقول (( أنا جليس من ذكرني )) .
ويقول مسلم بن يسار : ما تلذذ المتلذذون بمثل الخلوة بمناجاة الله عز وجل .

واجب ..

يقول الأب أو الأم في خشوع وذل وخضوع هذه المناجاة ويردد افراد الأسرة وسوف تجد – اخي أختي – أُنساً وفرحاً وإقبالاً

مناجاة

إلهي تم نورك ,, فهديت فلك الحمد
عظُمَ حلمك فغفرت فلك الحمد
بسطت يدك فأعطيت فلك الحمد
ربنا ... ربنا .. وجهك اكرم الوجوه ,,,, وجاهك أعظم جاه
وعطيتك أعظم العطية وأهنئها ..
تطاع ربنا فتشكر ,,,,, وتُعصى فتغفر ,, وتجيب المضطر وتكشف الضر وتشفي السُقم وتغفر الذنب وتقبل التوبة ,, ولا يجزي بآلائك أحد,,, ولا يبلغ مدحتك قول قائل
ثم يدعوا الأب أو الأم بما شاء
والموعد الجنة

منقووووووووووووووووووووووووووووووووول