محاولة عقلانية لفهم مايجرى فى سيناء

[aymaan noor]

أن ما حدث فى سيناء أمر يغضب جميع المصريين ، فبعد ثورة 25 يناير استعاد الانسان المصرى كرامته ولذلك لم يعد من المقبول أن يقتل المصرى دون القصاص من القاتل ، هذا أمر مفروغ منه ، وبداية أقدم تعازى لأهالى الجنود المصريين داعين الله لهم بالصبر والسلوان .
و لكن مايحدث على أرض مصر الآن من مظاهرات أمر يستحق منا التحليل العقلانى الهادئ :
أولا : قامت المظاهرات وتجمعت أمام السفارة الاسرائيلية ، و هذا أمر مشروع ومقبول ويدل على كم الألم الذى يشعر به المصرى لما حدث ، شريطة الا يتم تصعيد المظاهرات ، فيجب أن تظل مظاهرات سلمية دون تخريب أو اعتداء ولا حتى اعتداء على السفارة الاسرائيلية ، فنحن لسنا شعب غوغاغى حتى نخرب .
ثانيا : مايحزننى أن الكثيرين مازالوا لايعرفون حقيقة ماحدث ، و أول شرط لكى نحصل على ترضية كافية أن ننتظر التحقيقات حتى نتبين ماحدث ، و حتى تستطيع الحكومة المصرية والمجلس العسكرى تحديد الرد المناسب على ماجرى .
ثالثا : من التحقيقات المبدئية أنه قد تم تسلل بعض من غير المصريين من الحدود المصرية الى الحدود الاسرائيلية وقاموا بنسف سيارتين ملاكى وسيارة نصف نقل داخل اسرائيل ، هذه المجموعة وعددها سبعة أفراد كانوا يرتدون زى أسود أشبه بزى جنود الأمن المركزى المصرى . و لكن ليس بينهم مصريين و جارى تحليل الـ dna لمعرفة هويتهم
رابعا : كانت هناك مجموعة اخرى تنتظرهم داخل الحدود المصرية لتأمين عودنهم الى مصر . و بدءوا أيضا فى اطلاق النار ، فأصبح اطلاق النار من ارعة جهات .
خامسا : بدأ الجانب الاسرائيلى على الحدود باطلاق النار على هؤلاء المتسللين أثناء عودتهم الى الحدود المصرية ، و حين وجد الجنود المصريين هؤلاء المتسللين يحاولوا دخول الحدود المصرية بدءوا أيضا باطلاق النار عليهم ، فأصبح اطلاق النار من ثلاثة أطراف الجانب الاسرائيلى والجانب المصرى ضد المتسللين ، و كذلك المتسللين بدءوا فى اطلاق النار على الجانبين ، و فى هذه الأثناء توفى الظابط المصرى وجنديين مصريين .
سادسا : استسلم واحد من المتسللين للجنود المصريين ، و ألقى بسلاحه على الأرض ، و حين ذهب الجنود المصريين للقبض عليه قان بنسف نفسه وتسبب فى قتل جنديين مصريين و اصابة ثالث اصابة خطيرة ، و قد أثبتت التحقيقات الأولية أن هناك ثلاثة من السبعة المتسللين كانوا يلبسون أحزمة ناسفة ، لم يستخدموها ، ماعدا شخص واحد نسف نفسه حين ذهب الجنود المصريون للقبض عليه .
سابعا : ماذكرته سابقا ليس له الا معنى واحد ، و هو ضرورة أن ننتظر التحقيقات وماتسفر عنه ، فلا معنى لمن يدعون الآن الى الجهاد وضرورة الحرب ، و لا من يرفعون شعار ( خيبر خيبر يايهود ، جيش محمد سوف يعود ) ، كل هذه شعارات لامعنى لها فى الوقت الحاضر ، يمكن أن نرفعها بعد انتهاء التحقيقات ولكن ليس قبلها .
ثامنا : يلفت نظرى ويحزننى ان نحاول تحويل ماحدث و كأنه حرب بين المسلمين واليهود ، و كأنها حرب بين ديانتين ، رغم أن الحقيقة أنها حرب بين مصر كدولة مستقلة وبين اسرائيل المغتصبة ، فلا علاقة للدين بالأمر ، فمن ماتوا جنود مصريين ، قد يكون بينهم مسيحيين ، كما أننا لانحارب اليهود كديانة ولكننا نحارب اسرائيل كدولة مغتصبة لأراضينا العربية .
تاسعا و مازال لدى سؤال لا أجد له اجابة لماذا لم تتحرك المظاهرات بنفس هذه الكثافة حين تم الهجوم من الجماعات الجهادية فى سيناء على قسم من أقسام شرطة سيناء وقتل ظابط شرطة وعسكرى ، و بالرغم من عدم معرفة جنسية هؤلاء الأفراد حتى الآن ، فالدم المصرى غالى علينا كمصريين سواء كان القتلة اسرائيلين أو غير اسرائيليين ممن يرفعون الأعلام السوداء والتى يعرف الشعب المصرى بأكمله ماهيتها
و للحديث بقية ، و فى انتظار باقى التحقيقات حتى يكون الكلام على بينة .
ماذكرته من نتائج التحقيقات الأولية جاء على لسان اللواء سيف الدين يزل الخبير العسكرى على قناة Cbc2 فى برنامج لميس الحديدى يوم الأحد 21 أغسطس الساعة الواحدة صباحا ، و أكد فى حديثه أن مايقوله عن هذه التحقيقات ليست تكهنات ولكنها تحقيقات وهو مسئول عنها