بكيت يوما من كثرة ذنوبي

[أحمد علي]

من أجمل ما قرأت ذلك الحوار بين ) باكي ( من خشية الله وبين ) دمعة ( سالت من مقلتيه :
‏
قال الشخص الباكي : بكيت يوما من كثرة ذنوبي ، وقلة حسناتي فانحدرت دمعة من عيني وقالت :
ما بك يا عبد الله ؟
قلت : ومن أنت ؟
قالت : أنا دمعة خرجت من عينيك
قلت : وما الذي أخرجك ؟
قالت : حرارة قلبك
قلت : حرارة قلبي ! ! وما الذي أشعل قلبي نارا ؟
قالت : الذنوب والمعاصي
قلت : وهل يؤثر الذنب في حرارة القلب
قالت : نعم . . ألم تقرأ دعاء النبي صلي الله عليه وسلم ) اللهم أغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد (
فكلما أذنب العبد أشتعل القلب نارا ولا يطفئ النار الا الماء البارد والثلج
قلت : صدقتي ، فأني أشعر بالقلق والضيق وأظنها من حرقة القلب من كثرة المعاصي
قالت : نعم ، فإن للمعصية شؤما علي صاحبها ، فتب إلي الله يا عبد الله
قلت : أريد أن أسالك سؤالا
قالت : تفضل
قلت : أني أجد قسوة في قلبي ، فكيف خرجتي منه ؟
قالت : أنه داعي الفطرة يا عبد الله ، وان الناس اليوم تحجرت قلوبهم ، فلا تري قلبا نقيا دائم الأتصال بالله الا ما ندر
قلت : وما السبب يا دمعتي ؟
قالت : حب الدنيا والتعلق بها ، فالناس كلهم منكبين عليها الا من رحم ربي ، ومثل الدنيا كالحية ، تعجبك نعومتها ، وتقتلك بسمها ، والناس يتمتعون بنعومتها ولا ينظرون الي السم القاتل بها
قلت : وماذا تقصدين بالسم
قالت : أقصد بها الذنوب والمعاصي ، فإن الذنوب سموم القلب فلا بد من أخراجها والا مات القلب
قلت : وكيف نطهر قلوبنا من السموم ؟
قالت : بالتوبة الدائمة المستمرة الي الله سبحانه وتعالي ، وبالسفر الي ديار التوبة والتائبين ، والركوب في قطار المستغفرين والتوابين ، فبذلك تطهر وتغسل القلوب من الذنوب والمعاصي .
اللهم أجعل قلوبنا طاهرة نقية من الذنوب والمعاصي