|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
ثوار مصر .. هل جاءكم الدرس من ليبيا؟
الخميس 29 ذو القعدة 1432 الموافق 27 أكتوبر 2011 عمرو محمد في الوقت الذي كان يعلن فيه الثوَّار الليبيون عن تحرير بلادهم من الطاغية الراحل معمر القذافي وكتائبه وأذنابه، إذا بالشيخ الجليل مصطفى عبد الجليل يفاجئ العالم، قبل الليبيين أنفسهم بأنه سيتمُّ تعليق أي قوانين تخالف الشريعة الإسلاميَّة. الليبيون وإن كانوا يتوقون للحكم الإسلامي، لم يكونوا يتصورون جميعًا أن يكون إعلان تحكيم الشريعة الإسلاميَّة على هذا النحو السريع، وخاصةً وقت إعلان التحرير، إلا أنها النوايا الصادقة التي ترجمها الشيخ عبد الجليل، والتي جعلت الرجل لا يضيِّع وقتًا كثيرًا، ويعطي الفرصة لدعاة التغريب والعلمنة للدلو بدلوهم، والعزف على قينان الغرب، وفتات ما خلَّفَه لهم القذافي من أحكام الجاهليَّة الأولى. جاءت تصريحات عبد الجليل مدويةً، لم ينتظرْ حتى يأتيه الضوء الأخضر من أمريكا أو فرنسا ومن لفَّ لفيفهما بماذا يقول في إعلان التحرير، ولم ينتظرْ أن يُجرى استفتاء على شرع الله، أو يستمع كثيرًا لأفكار بالية تدعو إلى التنظير أكثر ما تفعل، تتحدث أكثر مما تعمل، لم ينتظر كل ذلك، بل أعلنها صريحةً مدويَة "إن الحكم إلا لله". لم يشهد الإعلان ممارسة دخول بلطجة أو شبيحة أو بلاطجة لمؤتمره، الذي بدأه بالسجود شكرًا لله، لم يسجد تجاه قبلة البيت الأبيض، أو يصلي باتجاه الكرملين أو غيرهما، لم يفعل الرجل كل ذلك، بل صوَّب سجوده تجاه بيت الله الحرام. لم يخانع عبد الجليل ولم يداهن، وحسمها صريحةً، لا شرع إلا شرع الله، وأكَّدها صريحةً مدوية بتصريحات لا تزال تقض مضاجع الغرب والشرق ومن سار في فلكهم، مؤكدا "ألا كل شيء ما خلا الله باطل". وعلى الرغم من إدراكه بأنه قد يدفع لقاء هذا التصريح غاليًا، إلا أنه كان حريصًا على أن تكون الكلمة العليا هي كلمة الله تعالى، وأن ما سواها هو الباطل والزور بعينه، انقاد وراءه الليبيون لأنهم يتوقون إلى الحكم الإسلامي، مقابل حثالةٍ من غلاة العلمانيين وجدوا أنفسهم مهزومين أمام أكثر من مليون من حفظة كتاب الله تعالى في لبيبا، ولم تكن تمنعهم كثيرًا من ممارسات البطش والاستبداد في زمن حكم القرون الوسطى. وبالمؤكَّد فقد عرف أمثال هؤلاء المهزومين مصيرهم بأن أفكارهم لن يكون لها مصير وسط أناس يسعون إلى تحكيم كتاب الله تعالى، وأن أفكارهم هذه لم يعد لها وجود، وأن مآلها هو ذمَّة التاريخ، أو بالأحرى نفايته، فلن يكون لها ضامن، ولن يتعاطف معها شريك. أمثال هؤلاء لهم نظير في دول عديدة، وعلى رأسها مصر، يصدعون أحفاد عمرو بن العاص رضي الله عنه، بأنه لا حكم إلا حكم الجاهليَّة الأولى، يصدرون فزاعات ليلَ نهار بأن الإسلاميين قادمون، وكأن الإسلاميين هم التتَار الجدُد، صدعوا ولا يزالون أدمغة المصريين عبر فضائيات ماجنة، لا تعرف سوى إثارة الفتنة والشحن الإعلامي والاستقطاب السياسي، أصبحت تعلق ما يحدث في البلاد من ظواهر سلبيَّة على "شماعة السلفيين"، حتى أصبحوا يرفعون شعارًا اسمه "احذر السلفيين.. السلفيون قادمون". وتأتي المقارنة هنا بين الثورتين المصريَّة والليبيَّة، لكون الأولى سبقت الثانية، وأنه كان يتوقع من ثورة 25 يناير أن تنجزَ أولى مكاسبها بتغليب إرادة الشعب، الذي أعلنها صريحةً يوم 29 يوليو الماضي بأن "الشعب يريد تطبيق شرع الله" غير أن مؤامرات الخارج بأطراف الداخل لا تزال تصنع صنيعها بالثورة المضادَّة، حتى لو كانت هذه الثورة المضادَّة بأيدي من يدعون أنهم من حملة الثورة وقادتها، والذين غادر بعضهم إلى أمريكا للاحتضان بين جناحيها في مؤتمر لرسم التحول الديمقراطي في القاهرة. إلا أن الشيخ عبد الجليل وهو الذي سبق وأن دعا إلى مؤتمرات عدة بشأن بلاده، ترك من قال وشأنه في حق مستقبل بلاده، إلى أن عاد إلى وطنه ليقول هو كلمته بأن الحكم في ليبيا سيكون بالإسلام. لم يضيع الليبيون وقتًا، ولم يتركوا المجال واسعًا لأذناب الاستبداد، أو لدعاة التغريب، قاموا بتفويت الفرصة سريعًا على نجوم الفضائيات بأن أعلنوا صراحةً ومن أعلى رأس فيها أن الشريعة الإسلاميَّة هى المصدر الرئيسي للتشريع، لم يتمّ الإعلان عن ذلك قولا، ولكن تبعه قرار بتعطيل كل القوانين التي تخالف الشريعة الإسلاميَّة. أمثال هؤلاء يحتاجون التحية والشكر والتقدير من كل عربي ومسلم غيور على دينه ووطنه، حريص على إعلاء كلمة الله، وتحقيق النهضة لديار العرب والمسلمين، خاصةً وأن هذه التصريحات جاءت في الوقت الذي كان يراهن فيه البعض على إثارة الفوضى في ليبيا جرَّاء انتشار السلاح، ووصف الليبيين بالعصبيَّة والقبليَّة، ولم يدركْ هؤلاء المراهنون أن نعرَات القبلية والعصبية تدهس تحت أقدام الموحدين والعارفين بالله، وهو ما ترجمه الليبيون فعلا وليس قولا فقط. إن الأمل بإذن الله تعالى أصبح معقودًا اليوم على أي دولة نجحت فيها ثورتها أن تقود دولا أخرى تجاه الإسلام، فهذه رغبات شعبيَّة، وأن ما عداها من "لهجات الإعلام الزاعق" ما هي إلا استثناء، فلولا الدعم الغربي لأمثال هؤلاء، ولولا سيطرتُهم على أجهزة الإعلام ما كان لهم كيان، وما كان لهم خلاص، سوى بالاستجابة لإرادة الشعب وخياره الإسلامي.
__________________
اللهم عليك بأعداءك أعداء الدين اللهم أميين . |
العلامات المرجعية |
|
|