نداء من عاشقة .........

[نورة أ]

بعدما صار لدى لدى يقين بأنه لا وجود لشئ اسمه المستحيل وبعدما بات القلب ينبض باسم ما يحمله من آمال
فكرت أن أرسل لكم هذا النداء
من هنا من أمام قبره ........
قبره الذى لا يختلف فى ظاهره عن باقى القبور الموجودة هنا
هذه القبور التى بتوارى تحتها مصريون مصريون عاشوا حياة - إن صح القول بأنها حياة - عار على الانسانية بكل المقاييس
فأى حياة تلك التى يقضيها المرء فى العشوائيات بين الفقر والذل والحرمان !
فصدقا حينما تكون نزعتك للبقاء هى الاستجابة لنداء الجوع الكفران فأنت ميت بالفعل
هكذا قضيت سنوات حسبت على من العمر حتى ذلك اليوم المشهود
يوم اخترق سهم الحب حجاب القلب ليبعث فيه الحياة بعد أن فارقته أو كادت
لتولد الآمال من جديد ويصير للحياة مذاق مختلف
عندها اصدمت أحلامنا بالواقع المرير ولم يعد هنالك حل سوى الهجرة
الهجرة إلى أرض جديدة ربما تكون أحن علينا من أمنا التى لم تعطينا سوى الحرمان
ولكن وكالعادة ما إن تولد الآمال فى القلب البشرى حتى تبدأ فى التكاثر لدرجة أن تصل إلى اللامعقول
فقد قامت الثورة ......
قامت الثورة ليتولد ذلك الحلم حلم حياة كريمة فى عشة آدمية على أرض الوطن
خرجت معه يدى بيده مطالبين بالحرية بينما مشاهد المستقبل المشرق تلوح أمام نواظرنا
خرجت معه لأعود بمفردى !!
وقتها وبعد تلك الهدية الثمينة التى قدمتها لم أتوقع أبدا أنى سينتهى بى المطاف هنا أمام قبره أبكى
فقد رحل الطاغية ومن وقتها لا جديد إلا كانت الفتن والاضطرابات تمثل لكم جديدا
الجميع صاروا يدا واحدا ضد البقية يدا ضعيفة لا هم لها سوى المطالبه بمطالبها الفردية
أرسل لكم هذا النداء علكم تفيقون وتتذكرون تضحية الشهيد بدلا من يأتى يوم نردد فيه " ملعون أبوك يا طموح ".

نورة