اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 10-11-2011, 11:15 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الصلاة خلاصة أصول العقيدة الإسلامية، والمضيئة لطريق المسلمين، والمرشدة إلى المسؤوليات والتكاليف والطرق والنتائج.
الصلاة دعوة للمسلم في مطلع النهار، وفي أثنائه، وعند الليل، وإفهامه على لسانه للأسس والطريق والهدف والنتيجة ودفعه إلى العمل بقوة معنوية. هذه هي الصلاة، إنّها تأخذ بالإنسان خطوة فخطوة ودرجة فدرجة حتى تصل به إلى قمة الإيمان، والعمل الكامل، وتجعل منه عنصراً ذا قيمة ومسلماً سوياً. أجل، الصلاة هي معراج المؤمن.
إنّ أمام الإنسان طريق طويل وشاق يؤدي به إلى الاستقامة والواقعية، ويوصله إلى ذلك الهدف الذي وجد من أجله، ولكن هذا الطريق ليس هو الوحيد الذي وضع أمام البشر، فهناك أيضاً الكثير من الطرق الملتوية والمنحرفة والخطرة تعتري طريقه الرئيسي، وأحياناً تكون هذه الطرق خلاّبة جداً بحيث توقع المجتاز في حيرة وتردد في تمييز الطريق الصحيح.
فلابد ــ لأجل التخلص من هذه الحيرة ــ من الحفاظ على الموجّه الصحيح نحو الهدف والمقصود النهائي، أي نحو الله، وأن نمتلك مخططاً للطريق والمسار؛ وما الصلاة إلاّ موجّه دائم نحو الله ومخطط إجمالي للطريق الأصلي. إذن الصلاة هي المؤمِّن للارتباط الدائم والاتصال الدائب للمؤمن بالله، وقد أدرج ضمنها مجمل التفكير الإسلامي.
وبذلك تتضح علة توزيع الصلاة على هذه الأوقات الخمسة ومدى أهميته، إنّه كتوزيع وجبات الطعام على أوقات الليل والنهار المختلفة.
ومع غضّ النظر عن احتواء الصلاة على خلاصة أهداف الإسلام وغاياته، وأنّ تلاوة القرآن أيضاً من الأعمال الواجبة في الصلاة، لأنّها تعرّف المصلي ببعض مضامين القرآن وتعوّده التفكير في مفاهيم القرآن والارتباط به فكرياً[1]، فالصلاة أساساً بمجموع حركاتها تعدّ مظهراً ومثالاً مصغراً للإسلام.
الإسلام في صميم الأمّة يحث الجسم والفكر والروح الإنسانية على العمل، ويستخدم هذه الثلاثة بأجمعها لإسعادها، والصلاة أيضاً تصنع هذا الشيء نفسه مع الفرد، إذ إنّه عند الصلاة يكون كلّ من جسمه وروحه وفكره في حال العمل والفعالية:
الجسم: بحركات اليدين والرجلين واللسان والركوع والجلوس والسجود.
الفكر: بالتفكر في مضامين ألفاظ الصلاة التي تشير عموماً إلى الأهداف والوسائل واجتياز دورة من التأمل والرؤية الإسلامية بشكل مجمل.
الروح: بذكر الله والتحليق في جوّ من المعنويات الروحية، ومنع القلب من الركون إلى التفاهات والفراغ، وغرس بذرة الخشوع وخشية الله في الروح.
قالوا: إنّ الصلاة في كل دين هي خلاصة ذلك الدين، وصلاة الإسلام كذلك تماماً.. الجمع بين الروح والجسم، بين المادة والمعنى، بين الدنيا والآخرة، سواء في اللّفظ أو في المحتوى أو في الحركات، من خصوصيات الصلاة الإسلامية.
كذلك المسلم في الصلاة عندما يقيمها بشكل كامل فإنّه يعمل جميع طاقاته في طريق تعاليه، يعني أنّه يستعمل في آن واحد جميع امكانياتها الجسمية والفكرية والروحية في هذا الأمر.
إنّ مقيم الصلاة كما أنه يوظف جميع قواه بحثاً عن طريق الله، فإنه يميت جميع بواعث الشر والفساد والانحطاط في ذاته.
في عدّة آيات من القرآن عدّت إقامة الصلاة من علامات التدين، واستند في أكثر الآيات إلى إقامة الصلاة.
يظهر أنّ إقامة الصلاة شيء أكثر من امتثالها، أي أنّها ليست فقط أن يقوم الشخص بامتثال الصلاة وأدائها، بل هناك أيضاً الاسترسال نحو الجهة والناحية التي تدعو إليها الصلاة، وبعث الآخرين نحوها. قالوا: إقامة الصلاة، أن يعيش المصلي ومن حوله أجواء المصلين، أي الباحثين عن الله وعبادته، ويحيا الجميع في خط الصلاة وجهتها.
فالمؤمن ــ إذن ــ والأمة المؤمنة بإقامتها للصلاة تحرق جذور الانحطاط والمعاصي والفساد في النفس والمحيط الاجتماعي، وتميت النزوع إلى ارتكاب المعاصي وبواعثه الداخلية والخارجية (العوامل النفسية والبيئيّة). حقّاً إنّ الصلاة تحول بين الفرد والمجتمع وممارسة الأعمال الصالحة والرذيلة: {إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}[2].
في ساحة النزاع وصراع الحياة، هناك حيث استعدت جميع قوى الشر بجميع ما لديها من مكائد، لكي تعدم بواعث الصلاح والاحسان في كل مكان وفي كل شخص، فإن أول سد يقوم بصد الهجوم وتدميره هو قوّة العزم والقدرات النفسية للبشر، إذ بتحطيم هذا السدّ المنيع يغدو من اليسير احتلال قلعة شخصية الإنسان ونهب كنوزها التي تحفظ فيها أصالة الإنسان الذاتية ومدخراتها من القيم والمعارف والعلوم.
وأولئك الذين يحملون هتافاً جديداً ومخططات بديعة للزمان وللتاريخ، هم أكثر من غيرهم عرضة لهجوم قوى الشر، وهم بحاجة أكثر من غيرهم إلى حفظ هذا الحصن الفولاذي، حصن العزم والإرادة التي لا تقهر.
إنّ صلاة الإسلام بما فيها من تلقين وتكرار لذكر الله، تربط الإنسان الضعيف والمحدود بالله المطلق المسيطر، وتجعله مستعيناً به؛ وعن طريق ربط الإنسان بمدبر العالم، يصنع منه قدرة غير محدودة ولا زائلة. ويجب عدها أفضل علاج لضعف الإنسان، وأنفع دواء للعزم والإرادة.
إنّ الرسول الأكرم (ص) الذي كان يشعر بثقل المسؤولية في مجال التغيير الإسلامي العظيم أمام الجاهلية المستشرية، أمِر بالصلاة في منتصف الليل {يا أيّها المزّمّل * قم الليل إلاّ قليلاً * نصفه أو انقص منه قليلاً * أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلاً * إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}[3].
ندخل الآن في بيان محتوى الصلاة، ودون أن نخرج عن محتوى الترجمة الواسعة، نسعى للإقتراب من هدف الصلاة من الناحية التربوية.
تبدأ الصلاة باسم الله، وذكر عظمته وسعة ذاته، وأنّها أسمى من كل ما يتصوره الإنسان.
[1] إنّما أمر الناس بالصلاة وأن يقرأوا القرآن فيها لئلاّ يكون القرآن مهجوراً مضيّعاً، وليكون مدروساً فلا يضمحل ولا يجهل.

[2] سورة العنكبوت، الآية: 45.

[3] سورة المزّمّل، الآيات: 1 ــ 5.
__________________
 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الاثار النفسية, الروحية, العبادات


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:17 AM.