|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ما أقسى الحياة عندما يصاحبها شعور بالوحدة رغم كثرة من حولك و بالغربة رغم أنك وسط أهلك و بالضياع رغم وجود من يرشدك و يأخذ بيدك.. فى تلك الليلة الباردة تجمدت مشاعرى و صرتُ لا أشعر إلا بالأسى و الضعف بخيبةِ الأمل و الخوف و كأن ما حولى تمايل لينهدم فوق رأسى و يتحطم كل شيء تحت أنقاضه.. أسندتُ رأسى إلى جدارٍ و نظرت نحو نافذتى لا أرى سوا ظلام الليل الكئيب فترقرق الدمع فى عينى و كادت أدّمُعى تقتلنى.. كيف لى أن أصف ما بى و قد صار رمادًا كيف اصرخ آهاتى و قد صرتُ جمادًا.. صرتُ فى عداد الأموات لا أرى لا أسمع لا أقوى على الحراك.. فقط أتنفس.. فقط اتألم.. فقط أشعر بالحسرةِ و الندم حتى أنفاسى تذبح حلقى مع كل شهقة و زفرة.. ليتنى لم أولد ليتنى افارق الحياة؛ ففى ذلك راحة لى و لمن حولى.. كيف لى أن أعيش و قد "انتهى كل شيء" حتى انا قد انتهيت ليت الحياة تكف عنى و ليتنى اتوقف عن الحياة تمنيتُ وقتها أن استدعى النوم و استسلم له فيغلبنى.. لكننى تذكرت ما يطاردنى من اشباح اثناء النوم فضاق صدرى بكل شيء ألم أقل أننى انتهيت.. ؟! اغمضتُ عيني للحظات طالت.. و عندما أفتحتهما لمحت شهابًا يسقط.. ما أروع هذا المنظر ! بل ما أجمل تلك اللآليء فى السماء، ما أجملها النجوم ! نهضت من جلستى و اقتربت إلى نافذتى لتكتمل رؤية ما حولى مما أبدع الخالق _سبحانه و تعالى_ وقتها شعرتُ بنسمات هواءٍ دافئة تصافح جبينى و تداعب وجنتاي فدار فى خلدى سؤالاً أليس مَن خلقنى و أبدع فى خلقه و ابتلانى لحكمة هو وحده أعلم بها قادر على أن يُذّهِب همى و يُجّلِى حزنى ؟! كانت تلك هى أشد لحظات ليلتى ظلامًا وحلكة و لم يمضى سوا وهلة بعدها حضر الفجر بصوت آذانه الرخيم فرفعت يداي و قلت مناجيةً للودود الرحيم : ربى اهدينى و أعذنى من اليأس الذى أعمانى عن الرؤية و الشعور و أفقدنى ايمانى و قدرتى على التفكر فى الامور و تذكرتُ الشهابَ فتمنيت من الله _عز وجل_ أن يجعل الأمل رفيقى دومًا ليوقظنى من غفوة اليأس المهلِكة ! ![]()
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|